الروح ليست بحثنا فلا تخلط،

الروح بمعنى سر الحياة ليست العقل لأنه يوجد حي دون عقل، بله وإنسان أيضا!

العقل هي عملية معينة يقوم بها الدماغ البشري الصالح للربط، يستدعي خلالها عدة أمور أخرى...

هل أتجرأ واصفها؟ أم أن النقض سينزل علي نزولا صاعقا؟:)

العقل هو عملية الحكم على الوقائع المدركة المحسوسة أو المتصورة في الذهن، ولا يكون العقل في لا واقع مطلقا.
والحكم هذا قد يكون تمييز أو تصنيف أو تفصيل أو فهم أو ما يحلو لنا أن نجده من أحكام
الحكم هنا بمعناه اللغوي البحت.

وهذا ليس تعريفا بل محاولة إيجاد التعريف، فنقول ابتداءا أن العقل هو الحكم على الواقع المدرك المحسوس أو المتصور في الذهن.

اسمحوا لي أن أبدأ مداخلتي دينيا، يقول الله سبحانه:
-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم-

{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179

ربطت الآية بين القلب ومجموعة من الوظائف، وجعلته كالإبصار من العين، والسمع من الأذن، فكان القلب طريقا للعقل والفقه -وهو عميق الفهم- والغفلة أو البصيرة، كما وردت للقلب وظائف أخرى في القرآن الكريم منها:الإيمان والنفاق والريبة واليقين والخشية وعدمها والخوف والرهبة والغل والضيق والانشراح والسر والكتمان والحسد والإيثار والإخبات والوجل والطمأنينة والخشوع ووو

لكن الأهم من هذا أخي خالد أنه وردت مادة (ع ق ل) في القرآن الكريم 49 مرة، ولم تأت فيها جميعا إلا بصيغة الفعل: يعقلون، تعقلون، يعقلها، ولم تأت اسما علما لجهاز ولا في مرة في القرآن الكريم...

مفهوم القلب هنا ليس مفهوما تشريحيا، فزراعة قلب مجرم في بريئ أو كافر في مسلم لا يلزمه تحمل تبعات صاحب القلب الأول لا قانونيا ولا شرعيا
وكذا في نظري مفهوم (العقل) والله أعلم

العقل هو عملية الفهم، فلماذا لا نقول بأن هناك جهاز ما لطيف أو كثيف اسمه الفهم؟

العقل حدث وليس محدِث ولا حادث، لذا قال القرآن: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }العنكبوت43

أي لا يفهمها إلا العالمون...

والفهم هو الربط والتحديد، حيث يعطى الحد اسما جامعا مانعا مثلا {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا}البقرة31

ومن هنا جاء مسمى (عَقَلَ) أي ربط، وفيه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (اعقلها وتوكل)

مادة (ف هـ م) لم تأت في القرآن إلا بآية واحدة: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً}الأنبياء79

ما أريد الوصول إليه حتى لا نفسر الماء بالماء، أو نحتال على ذلك بأن نبتدع لأنفسنا أثيرا جديدا كما كان للفلاسفة القدماء أثيرهم الافتراضي! أننا بغنى عن الخوض بالعقل كأداة لطيفة أو كثيفة، وبالتالي فمحلها في الدماغ أو القلب، ونجترئ لننفي وجودها في القلب مع قلة ذات يدنا من العلوم، زادنا الله وإياك والمتابعين من بحور العلم والفهم...

ما هي الروح؟
ما النفس؟
ما القلب الذي حكى عنه القرآن؟ وما صلته بالقلب التشريحي؟
هذه أسرار الإنسان الأزلية، وهي كانت وستظل لغزا لا يحل البشر أحاجيه {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85

هل العقل شيئ من هذه الألغاز؟ في رأيي الارتجالي الحاضر: لا، فالعقل عملية وليس جهازا

حدث وليس فعلا ولا فاعلا

المراكز الحيوية في الدماغ تأخذ نصيبها من هذا العقل (الفهم، الربط إن شئت)، والقلب التشريحي له نصيبه من هذا العقل (المشاعر الوجدانية والأحاسيس) وقد رأينا أثر هذه الوجدانيات على القلب خاصة في حالات ضعفه المادي

دعني أتوقف عند القلب باعتباره نال نصيبه من الاعتراض في حدث التعقل..

هناك أربعة وسائل يؤثر القلب بها على المخ -وهنا سأنقل من أهل الاختصاص-:

1) عصبيا من خلال النبضات العصبية.

2) كيميائيا بواسطة الهرمونات والناقلات العصبية .

3) فيزيائيا بموجات الضغط.

4) وبالطاقة بواسطة المجال الكهرومغناطيسي

المجال الكهربائي للقلب أقوى 60 مرة من المخ والمجال المغناطيسي أقوى 5000 مرة من المجال الذي يبعثه المخ.



للتوسع أدعوكم لقراءة هذا البحث القيم للدكتورة نهى أبو كريشة:

القلب ليس مجرد مضخة(اضغط هنا)

خلاصة رأيي:

لا يوجد جهاز اسمه (العقل) إلا إذا كان هناك جهاز اسمه (الذكاء) أو (الفهم) أو (الحب)

العقل حدثا وليس محدثا

هناك أسرار عويصة في هذه العملية لن يزيدها وضوحا تفسيرها باللطيفة أو الشفافة أو النورانية أو الأثيرية أو غيرها من التعابير الفلسفية التي تفسر الماء بالماء على حد تعبير أخينا خالد..

الغيبيات الإنسانية أوسع مدى من هذه العملية، فالقلب بمفهومه الوجداني لا التشريحي، والروح والنفس كلها مسميات نؤمن بها ولكننا لا نعقلها بحواسنا لا ربطا ولا فهما وما أوتينا من العلم إلا قليلا

وكان الإنسان ظلوما جهولا...


واسلموا لود واحترام:redrose:

لك شو حكينا نحنا يا حج اسماعيل؟

العقل هو عملية الحكم على واقع، وهو للدماغ كالبصر للعين والسمع للأذن، ولا يعني أنه للدماغ أن الدماغ لا يقوم بغيره.

أخي خالد لم أكن أقصد جدالك ومماراتك لا سمح الله، وإنما قصدت التوضيح، على أنك عدت لتقول العقل عملية للدماغ وجزمت بأن للدماغ لا للعقلنة مؤثرات أخرى، أما أنا فلا أجزم بأن القلب ليس محلا للعقل بالمفهوم الذي تذكره أنت، واسلموا (f)



وقع مني سهوا وشرودا كلمة فلسفية كفرية أستغفر الله منها:

Array

العقل حدث وليس محدِث ولا حادث، [/quote]

ولا حادث لم أكن أقصدها ونسيت العبارة التي كنت أقصد! :D

لذا لزم الإيضاح(f)

نحن نعني الدماغ الفسيولوجي كمحل تجري فيه العمليات العقلية،

فليس القلب الفسيولوجي أبدا بمحل لها، ألم تر كيف أن رجلا وضع له قلب خنزير أو رجل آخر؟

هل اختلف عقله أم هو هو؟

قد يكون هناك أمور أخرى متعلقة بالأعصاب لا نعلمها للساعة، لا سيما تلك الحزم الودية أو نظيرة الودية المبثوثة على جانبي الجذع، وقد تكون هناك أمور متعلقة بالنخاع الشوكي،

لكن الحال أننا نتحدث عن الحكم الواعي على الواقع، وليس عن الحدس والوجدان والحاسة السادسة!

ولو تطور العلم والطب ووضع لرجل دماغ آخر فهل ستجد أن عقله سيتغير بالضرورة؟!

لا نستطيع أن نجزم، ومن جهتي لا أتوقع...

على أن المقالة التي أرفقتها لك سابقا تصرح ببعض التغيرات مع تبديل القلب!

قلبي!:)

Array
ولو تطور العلم والطب ووضع لرجل دماغ آخر فهل ستجد أن عقله سيتغير بالضرورة؟!
لا نستطيع أن نجزم، ومن جهتي لا أتوقع...
[/quote]

من جهتي ، اتوقع ! و بالتاكيد ! :Asmurf:

السبب ، هو ان في الدماغ كل المراكز العصبية التي تحمل المعلومات التي خبرناها في الحياة الواعية و الحياة ما قبل الوعي . اي الحياة الوراثية من جيل الى آخر ، حياة الجنس و السلالة ، من ناحية و الحياة الواعية ، التي اختبرناها منذ ولادتنا من معارف و مهارات و خبرات .

و اهم مراكز الدماغ ، هي الذاكرة . فان تغير الدماغ ، حمل معه خصوصيته و معارفه و مهاراته و خبراته الخاصة المتميزة .
اذا ، لن يبقى من صاحبه ، سوى صندوق فارغ من كل ما يمت الى الماضي بصلة !

بعيدا عن كل ايديولوجيا ،او تعصب فكري ، نصل الى ان لا عقل بلا دماغ ، ولا ذاكرة بلا دماغ ، ولا عقل بلا ذاكرة ، و ان لا بد من شخصية جديدة ، مع تواجد دماغ جديد لصندوق انساني اسمه الجسم البشري .


تحياتي(f)

:Asmurf:

لو كان كذا لصار كذا فرض، والفرض لا يؤخذ منه حكم يا اسماعيل،

ولو كان لرجل أن يلبس ثوبا من جلد البراغيث لكان كذا، ولو كان لامرئ أن يطير بجناحيه لصار مذا، ولو قال لقلنا،

أما أن الدماغ هو ما يجري العقل، فهو واضح بالاستقراء. ليس فيه فرض!

وهو يجريه حكما، بعد انفعاله بواقع معين.

ثم بعد النظر في أمر الدماغ كمحل للعقل، وبعد أن خرجنا في الردود إلى الفرضيات مع حبيبنا اسماعيل،

نعود للنظر إلى باقي عناصر العقل...

فهو بحاجة إلى دماغ بشري صالح للربط والمحاكمة العقلية،

ولا يجري العقل بغير واقع ينفعل معه الدماغ،

وقد يكون هذا الواقع في الداخل متصورا في الذهن، استئنافا وليس ابتداءا، إلا أن الواقع الذي هو في الخارج هو أساس الانفعال العقلي، ومنه بعد ذلك تنتزع الصور الذهنية التي هي الواقع في الداخل.

ثم إن الواقع يحس به عن طريق الحواس الخمسة، فيصل الإحساس إلى الدماغ لتتم معالجته هناك،

فالعقل حتى الآن هو الحكم على واقع بعد نقل الإحساس به إلى الدماغ،

هل يكفي هذا؟ أتصور أنه ينبغي دراسته شيئا ما

Array
للتوسع أدعوكم لقراءة هذا البحث القيم للدكتورة نهى أبو كريشة:
القلب ليس مجرد مضخة(اضغط هنا)
[/quote]

أتمنى رؤية بعض التعليقات من الزملاء المختصين على هذا المقال الألكتروني, و هو لأستاذة في كلية الطب ـ قسم العصبية ـ جامعة القاهرة .