عبر سيناتور أمريكي بارز من الحزب الجمهوري عن ندمه على إقراره بجرم أمام الشرطة بشأن محاولته استخدام مرحاض عام في أحد المطارات للإشارة إلى "رغبته في ممارسة تصرفات جنسية" مع أحد المسافرين والذي اتضح فيما بعد أنه ضابط شرطة قام بإلقاء القبض عليه.
وقال السيناتور الذي يشغل ثاني أرفع منصب ضمن أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس جورج بوش إنه تصرف بشكل خاطئ حينما أقر بالجرم وإنه كان يجب أن يستشير محاميا قبل القيام بهذا، وذلك بعد أن استطاعت جريدة أمريكية الحصول على تفاصيل الفضيحة بعد أسابيع من حدوثها.
وكان كريج، البالغ من العمر 62 عاما، والذي يمثل ولاية إيداهو في الكونغرس للفترة الانتخابية الثالثة على التوالي، قد تم إلقاء القبض عليه يوم 11 يونيو/حزيران 2007 من قبل ضابط شرطة يحقق في تصرفات جنسية في أحد المراحيض العامة في مطار مينابولس سينت بول بولاية مينسيوتا، وذلك وفق جريدة "رول كول" التي تصدر في منطقة الكونجرس بالعاصمة الأمريكية واشنطن والتي كانت أول من أورد الخبر الاثنين 27-8-2007.
"شفرة الشواذ"
وقالت الجريدة إن ضابط الشرطة شاهد السيناتور كريج وهو يحرك قدمه ثم يحرك يده بشكل متتالي من تحت فاصل بين مرحاضين وهي الحركة التي تقول الشرطة إنها متعارف عليها بين الشواذ لمن يرغب في فعل تصرفات مخلة في مكان عام.
ونقلت الجريدة أن الشرطة ألقت القبض على كريج، المتزوج، بعد أن تمت مراقبته وهو يحرك قدمه في "حركات تتفق مع حركات من يرغبون في أفعال جنسية مخلة في مكان عام".
وأقر كريج بفعله يوم 8 أغسطس/آب 2007, ودفع حوالى 500 دولار غرامة، وحُكم عليه بالسجن عاماً مع إيقاف التنفيذ، وفق الجريدة ذاتها التي نشرت الخبر, ولكن بعد شيوع الموضوع أصدر كريج بيانا رسميا قال فيه إن الشرطة أساءت التعبير عن تصرفاته وكذبت بشأنها، وقال إنه ندم على كيفية معالجته للموضوع بدون نصيحة محام وإنه كان يجب عليه عدم الإقرار بالذنب.
وذكر كريج في بيانه الذي تلقت وكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك" نسخة منه: "في وقت هذه الحادثة قمت بالشكوى للشرطة إنهم لا يمثلون تصرفاتي بدقة. إنني لم أكن أفعل أي شيء غير سوي".
وأضاف في بيانه: "كان يتعين علي أن أحصل على مشورة محام قانوني في حل هذه المسألة. لقد كنت أحاول أن أحلها بنفسي سريعا وبشكل مفيد".
وكان كريج أنكر في الماضي أن له ميولا شاذة بعد أن قام أحد النشطاء المدافعين عن الشواذ بنشر مقال في أكتوبر/تشرين الأول 2006 قال فيه إن السيناتور كريج كانت له علاقات شاذة، وهو ما أنكره السيناتور بشدة في حينها.
يُذكر أن هذه الحادثة يمكن أن تضعف الحزب الجمهوري الذي ينتمي له الرئيس الأمريكي جورج بوش في الكونجرس بشكل أكبر، وقد تؤدي إلى خروج السيناتور من مجلس الشيوخ ليفتح الباب أمام منافسيه من الحزب الديمقراطي.
وبدأت القضية بالفعل تؤثر على الحزب الجمهوري إذ استقال كريج فورا من حملة المرشح الرئاسي للبيت الأبيض الحاكم السابق ميت رومني بعد تكشف الفضيحة؛ حيث كان يخدم كريج في الحملة كمستشار بارز وممثل للحملة في الكونغرس.
ممارسات مع المراهقين
وكان نائب جمهوري آخر، هو مارك فولي خسر منصبه العام الماضي في فضيحة جنسية ضد عدد من المتدربين الذكور في سن المراهقة في الكونجرس, وعلى الرغم من إنكاره أول الأمر، فإنه أقر فيما بعد بشذوذه الجنسي رغم كونه مسؤولا عن ملف حماية الأطفال ضد الانتهاكات الجنسية في الكونجرس، وهو ما أثار اتهامات شعبية ضد الحزب الجمهوري، حزب الرئيس بوش، بالتستر على انتهاكات فولي.
ويعتقد على نطاق واسع أن تلك الفضيحة ساهمت في خسارة الحزب الجمهوري لسيطرته على الكونجرس وتزايد الاتهامات لأعضائه بالنفاق نتيجة ادعائه أنه حزب الفضيلة ومعارضة الشواذ والانحلال الأخلاقي.
http://www.alarabiya.net/articles/2007/08/28/38419.html