كلام جميل لكاتب عاطفي
أبكيتنا يا خادم الحرمين الشريفين
بقلم: خالد المالك
هكذا عودنا عبدالله بن عبدالعزيز..
إنسانا رقيقا ومحبا في كل موقف..
وعاطفيا ومتجاوبا مع كل حالة يشخص بصره وتتأثر مشاعره نحوها..
سواء أكان هذا مواطنا أو غير مواطن، فعواطفه تتجاوب مع كل مشهد يثيره ويتأثر منه.
***
وبقدر صلابته وقوته وعنفوانه، ففي داخله يحمل القائد الكبير قلبا محبا لكل الناس، حبا صادقا لا يختزنه ولا يحمل بصماته إلا من له مواصفات قلب ذلك القائد وهو الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولا يتمتع به إلا من يوظفه بلمسات إنسانية مثلما يفعل خادم الحرمين الشريفين.
***
وعلى كثر مواقفه الإنسانية..
وتنوعها..
واحتفاء الناس بها..
فليس من بينها من لم ينل حقه من الاهتمام، في تنافس لافت ومثير بين هذه المواقف على تصوير أريحية الملك عبدالله، ومبادراته كلما كان هناك ما يستدعي إلى ذلك.
***
لن أتحدث عن تواضعه وسماحته وبساطته في تعامله مع مواطنيه عند استقباله لهم، للتعرف على مطالبهم وهمومهم، وبخاصة حين يقوم بنفسه وبيديه المعطاءتين بمساعدة شيخ طاعن في السن ليأخذ مكانه قريباً منه، أو ملاطفته لطفل جاء برفقة والده يعرض ولي أمره إلى المليك عن حالته.
***
ولن أذكّركم بما يوليه من اهتمام ومتابعة للمرضى سعوديين وغير سعوديين، وكيف أنه مع كل مشاغله ومسؤولياته الكثيرة يقوم بزيارات للمستشفيات للاطمئنان بنفسه على نجاح العمليات المعقدة التي تجري بأمره وتوجيهه وعنايته لهم.
***
ولست في حاجة إلى إعادتكم إلى مشهد الدموع السخية التي انهمرت بغزارة من عينيه حين قام بزيارة للقصيم، وقابل بعض الأطفال الذين يتمّهم الإرهابيون بقتل آبائهم من رجال الأمن البواسل، حيث لم يستطع أن يغالب دموعه التي ظل يمسحها ويجففها لبعض الوقت.
***
هذا إذا هو عبدالله بن عبدالعزيز..
ملك الإنسانية..
ومن أبكانا موقفه الإنساني صباح أمس الأول في افتتاح المؤتمر الثالث للدول الأعضاء في منظمة الأوبك، حين لمح أن أحد المكرمين وهو من العراق الشقيق، تمنعه الإعاقة من الصعود بسهولة لتسلم جائزته والسلام على المليك، فإذا بخادم الحرمين الشريفين - وسط تصفيق حار من كل الحضور - يسبقه إلى حيث كان قد وصل، ويمنعه من الصعود، ويقبله كما لم يفعل مع غيره، في موقف جديد يضاف إلى مواقف الملك الإنسان، وفي إشارة منه إلى تعاطفه مع وضعه الصحي.
***
أجل فشخصية الملك القوي، والمحارب الكبير، والفارس الذي اعتاد أن يمتطي صهوة جواده، هي ذاتها - من الوجه الآخر - شخصية ملك الإنسانية بعواطفه الصادقة ومشاعره الرقيقة ودموع الأب الرحيم، بما لا نجد مثل هذا التميز إلا في أفذاذ الرجال، وعبدالله بن عبدالعزيز هو ذلك الرجل.
***
شكرا، أبا متعب فقد كنت قمة المؤتمر في إدارتك له، وقمته حين أعلنت عن تبني برنامج للدراسات والبحوث للطاقة والبيئة والتغير المناخي التي تصب في خدمة دول المنطقة والبشرية كلها مع دعمه بثلاثمائة مليون دولار، وشكراً مرة أخرى فقد كنت إلى جانب كل هذا مسكونا بالعواطف والمشاعر والنبل وحسن التعامل، وهكذا تعودنا وعودتنا، وهكذا هي بلادنا قيادة وشعبا تعطي الدروس وتعلم المبادئ بحكم موقعها ومسؤوليتها وما ينتظره الآخرون منها.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 2 ثم أرسلها إلى الكود 82244
http://www.al-jazirah.com/132297/fr1d.htm