{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 1
Gkhawam غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 331
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #1
محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 1


محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 1

د. كامل النجار

بعث لي السيد محمد الحسيني إسماعيل رسالة إلكترونية (إيميل) بعد أن قرأ إحدى مقالاتي، حاول فيها الدخول معي في نقاش حول الإسلام. وكانت رسالته الأولى مهذبة جعلتني اعتقد بأنه شخص متنور يفهم آداب الحوار. ولما كانت الرسالة تحتوي على آيات قرآنية عديدة حاول بها إقناعي أن الإسلام من عند الله وأن الله قد خلق العالم، رددت عليه بأني لا أؤمن بالقرآن ولذلك سوف يكون نقاشنا مضيعة للوقت إن استمر في اعتماده على الآيات القرآنية. وجاء رده مشبعاً بالاتهام لي بالجهل والسذاجة ثم سألني: وما هي شهاداتك؟
ويبدو أن السيد محمد الحسيني إسماعيل مغرم بالشهادات ويعتبرها الميزان الذهبي لمعرفة مستوى الشخص العلمي والثقافي. وبما أن السيد محمد الحسيني من مصر فلا بد أنه يعتبر أن المرحوم العقاد لم يكن شيئاً لأنه لم تكن له أي شهادات. ولا بد كذلك أنه أعتبر المرحوم الدكتور زكي مبارك، الذي كنت من المعجبين به، أعظم كاتب مصري لأنه كان قد حاز على أكثر من إجازة دكتوراة واحدة، وكان يسمي نفسه الدكاترة زكي مبارك. فمنهم من يغتر بزخرف العلم.

الدكتور محمد الحسيني أخذ على عاتقه أن يفند كل ما كتبته الدكتورة وفاء سلطان، في حلقات مطولة ومليئة بالتكرار، الذي فاق تكرار القرآن لقصصه، واتبع في كتاباته نفس أسلوب التهكم والشتم والاتهام بالجهل الذي يجيده الإسلاميون. ولنبدأ بمقاله الأول:
يقول الدكتور محمد في بداية المقال (وقبل الرد على دكتورة علم النفس .. كان لابد من تقديمها للقاريء حتى يعلم ما هي شخصيتها وما هي هويتها الدينية من خلال ما تكتبه ـ هي ـ عن نفسها) انتهى.
وليسمح لي القارئ أن أقدم له كذلك الدكتور محمد الحسيني من خلال ما كتبه عن نفسه. الدكتور محمد الحسيني له موقع بالإنترنت يسميه (Truth 4 u حيث الحقيقة المطلقة) وهو لا شك عنوان في منتهى التواضع لأن الدكتور محمد رجلٌ مسلم، والمسلمون يمتلكون الحقيقة المطلقة ويمتلك سواهم السراب. يقول الدكتور محمد إنه:
1- تخرج من كلية الهندسة عام 1965
2- التحق بالقوات المصرية المسلحة عام 66 وشارك في حرب 67 وحرب 73
3- حصل على دراسات عليا في الآلات الكهربائية عام 1974 من كلية الهندسة بجامعة عين شمس
4- حاز على الماجستير في الهندسة في أنظمة الحسابات الإلكترونية من جامعة الأزهر عام 1979
5- حصل على الدكتوراة في الفلسفة من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1983 في هندسة القوى والمحركات الخطية
6- حصل على الدكتوراة في الفلسفة من كلية الهندسة بجامعة ولاية أيوا الأمريكية في عام 1987 في الهندسة الكهربية
7- نشر 13 بحثاً في تكنولوجيا القواذف الفضائية الكهرومغناطيسية في أشهر وأكبر الدوريات العلمية والمؤتمرات العالمية
8- عاصر الحصار العلمي للولايات المتحدة الأمريكية للمنطقة والتي انتهت بإيقاف البحوث الاستراتيجية وتشتت العلماء وبهذا أصبحت مراكز البحث العلمية (خرائب بحثية)
9- وصل إلى درجة لواء وشغل منصب نائب مدير مركز البحوث والتطورات بالقوات المسلحة المصرية. تقاعد عام 1993
10- وحصل على العضويات العلمية العالمية التالية:
أ‌) عضو (متميز) بجمعية المهندسين الأمريكية الدولية
ب‌) عضو (نشط) بأكاديمية العلوم الأمريكية – نيويورك
ت‌) عضو (عالمي) بجمعية تقدم العلوم الأمريكية
ثم كتب تحت هذه القائمة الطويلة، وباللغة الإنكليزية، ما يلي: Formerly
1- Senior member, IEEE (USA)
2- Active member, Academy of Sciences, New York
3- International member of the American Association for the advancement of Science (USA)

ولا شك فإن القائمة تبدي دكتور محمد الحسيني وكأنه عالم متميز من الذين يعدون على الأصابع، ولكن دعونا نتفحص هذه القائمة حتى نعرف درجة الأمانة العلمية عند الدكتور محمد الحسيني. يقول في المدخل الثالث إنه حصل على دراسات عليا في الآلات الكهربائية من جامعة عين شمس. هل يا ترى عجزت جامعة عين شمس أن تجد اسماً مناسباً لهذه الدراسات العليا التي يبدو أنها ليست ماجستير ولا دكتوراة؟ أم أن دكتور محمد اعتبر أننا لا نستحق أن يُفصح لنا عن ماهية تلك الدراسات العليا؟
ثم بعد أن حصل على درجة الدكتوراة (التي يصر على ترجمتها ترجمة حرفية ويسميها دكتوراة في الفلسفة) من جامعة القاهرة في القوى والمحركات، نال درجة الدكتوراة الفلسفية في الهندسة الكهربية من جامعة أيوا في أمريكا. ومرة أخرى لا يخبرنا الدكتور في أي موضوع أو فرع في الهندسة الكهربية نال شهادته. فدرجة الدكتوراة تكون في موضوع محدود في الهندسة الكهربائية. وربما استعمل الدكتور هنا ما نسميه الآن (التفكير العرضي) Lateral thinking وهو عبارة عن تقديم نفس الموضوع في صيغة تختلف قليلاً عن الأولى بدل الصعود بالموضوع أفقياً والبحث في مجالات جديدة. هل يا تُرى قدم دكتور محمد نفس بحثه القديم بطريقة جديدة في جامعة أيوا؟
ثم بعد نيله الدكتوراة الثانية نشر ثلاثة عشر بحثاً في أشهر المجلات العلمية والمؤتمرات العالمية. والدكتور محمد يمتلك موقعاً كاملاً بالأنترنت يستطيع أن ينشر به مجلدات، ومع ذلك لم ينشر لنا قائمة بالبحوث العظيمة التي قام بها وأسماء المجلات العلمية الرصينة التي نشر بها بحوثه حتى نستطيع أن نطالعها بأنفسنا لنعرف إذا كان فعلاً قد نشر هذه البحوث في أعرق المجلات العلمية. فعلينا أن نصدق ما قاله الدكتور (إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام).
ثم رصد لنا الدكتور عضويته في الجمعيات العلمية المشهورة، منها IEEE والحروف ترمز إلى معهد هندسة الكهربائيات والإلكترونيات Institute of Electrical & Electronic Engineering. العضوية في هذا المعهد لا تحتاج إلى أي شهادات عليا. طالب الهندسة يمكنه أن يصبح عضواً. وأي مهندس في أي فرع من فروع الهندسة يمكنه أن يصبح عضوا إذا دفع الرسوم السنوية. ولكي تصبح عضواً متميزاً يجب أن تكون قد تخرجت قبل عشرة سنوات وعملت كرئيس قسم supervisor لمدة خمسة سنوات، ثم تدفع 134 دولاراً أمريكياً بالعام. والعضوية الثانية كانت في أكاديمية العلوم بنيويورك. لكي تصبح عضواً ما عليك إلا أن تدفع 115 دولاراً سنوياً وليس هناك أي شروط أخرى. والطلبة كذلك يمكنهم أن يكونوا أعضاء.. والعضوية الثالثة كانت بالاتحاد الأمريكي لتقدم العلوم. لكي تصبح عضوا عالمياً ما عليك إلا أن تدفع مبلغ 142 دولاراً سنوياً.
ونلاحظ هنا أن العضوية في كل هذه الجمعيات التي ذكرها لا تتطلب أن تكون شخصاً نابغاً في العلوم أو حائزاً على إجازة الدكتوراة. كل من يدفع الاشتراك يصبح عضواً. ونلاحظ كذلك أن الدكتور قد أثقلت كاهله الاشتراكات السنوية فأوقف عضويته ولم يعد عضواً في هذه الجمعيات، ولذلك كتب: Formerly عندما كتب العضوية باللغة الإنكليزية، ولكنه لم يذكر أنه كان عضواً سابقاً في تلك الجمعيات عندما كتب باللغة العربية. وقد حكى لي صديق أن بعض الجراحين الهنود الذين يرسبون في امتحانات الزمالة بإنكلترا يرجعون إلى الهند ويكتب الواحد منهم على لافتة عيادته بالأحرف الكبيرة (زميل كلية الجراحين الملكية) ثم يكتب بحروف صغيرة جداً تحتها (رسب). والدكتور رغم أنه لم يعد عضواً بهذه الجمعيات فقد كتبها بموقعه ولم يكتب لنا البحوث التي تقدم بها. والغرض طبعاً من إظهار كل هذه الجمعيات والبحوث المزعومة هو إعطاء القارئ فكرة خاطئة عن أهمية الدكتور العلمية. وهناك في المجال الطبي جمعية بسويسرا تمنحك زمالة كلية الجراحين العالمية إذا اثبت أنك جراح ودفعت الرسوم السنوية.
ويقول الدكتور إنه قد عاصر الحصار الأمريكي على البحوث الاستراتيجية في مصر، ذلك الحصار الذي جعل من المختبرات المصرية خرائب بحثية خاوية، ولكن مع ذلك أصبح نائب مدير مركز البحوث بالقوات المصرية المسلحة، فبماذا كان يبحث؟ لا غرو أن مصر خسرت كل حروبها مع إسرائيل وفي اليمن كذلك لأن مدير مركز البحوث ونائبه كانا يترأسان خرائباً خاوية. ولكني استغرب كيف سمحت أمريكا للدكتور، رغم حصارها الشديد على البحوث في مصر، أن ينال درجة الدكتوراة في إحدى جامعاتها وأن يجري بحوثاً مهمة بلغت ثلاثة عشر بحثاً نشرها في أكبر المجلات العلمية؟

وبعد أن قدمت الدكتور محمد الحسيني للقارئ، أبدأ بمناقشة دفاعه عن الإسلام ومحاولته تفنيد ما كتبته الدكتورة وفاء سلطان. وما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو بالإصالة عن نفسي وبالنيابة عن دكتورة وفاء سلطان هو تلميح الكاتب كلما ذكر الدكتورة وفاء سلطان، يقول "و الذين من شاكلتها" أو "والذين يهاجمون الإسلام عن جهل". وهو هنا يتبع المصل الذي يقول "إياكِ أعني فاسمعي يا جارة).
يبدأ الدكتور هجومه على دكتورة وفاء سلطان بقوله (وعلى الرغم من عدم وضوح عبارتها وتناقضها الذاتي .. إلا أن ما يهمنا هو اعترافها ـ صراحة ـ بأنها كانت مسلمة .. ثم أصبحت " لا دينية " . ويقول بعض النقاد أن وفاء سلطان وُلدت في طائفة العلويين السورية ( وهي أحد الفرق المنشقة على الإسلام ) ومن ثم ، فإنها ليست منتمية للإسلام كما تدّعي .) انتهى.
ورغم أن الدكتورة قالت إنها كانت مسلمة فإن الدكتور محمد لا يصدقها لأن بعض النقاد قالوا إنها ولدت علوية، والعلويون ليسوا مسلمين، كما قرر الدكتور، كأنما الإسلام شرفٌ كبير تدعيه الدكتورة ويكذبها به الدكتور. أليس هذا هو نفس الكلام الذي سمعناه مؤخراً من الشيخ القرضاوي في مؤتمر الدوحة للتقارب بين المذاهب، ذلك المؤتمر الذي باعد بين المذاهب بدل أن يقرّب بينها بسبب تعصب الشيخ القرضاوي؟ فلا فرق بين من درس في الأزهر ومن درس في الجامعات الأمريكية.
ويستمر الدكتور فيقول (تعتمد على " كتب التراث " في كل ما تكتب ، والمعروف أن هذه الكتب بها الكثير من الغث والقبيح ، بسبب الإسرائيليات والموضوعات المدسوسة فيها .. بهدف ضرب الإسلام العظيم من داخله .. مثلما سبق وتم تحريف الكتاب المقدس من قبل ..!!! وعموما ؛ هي لا تجيد سوى الهجوم على الإسلام بدون دراسة أو حجج لأسبابها ـ النفسية ـ الخاصة ، لأن من المعروف في الوقت الحالي .. أن أسهل الطرق في الغرب لجني المال والشهرة والنجومية هي في مهاجمة الاسلام فحسب ..!!! ) انتهى.
فالدكتور، رغم شهاداته العديدة وعضويته بكل تلك الجمعيات الأمريكية، يؤمن بنظرية المؤامرة، وأن كل العالم يتربص بالدين العظيم الذي انتج لنا القنابل البشرية والسيارات المفخخة، وكلهم، بالتعاون مع إسرائيل، يريدون إنهاء الإسلام. ولذلك أدخلوا في كتب التراث كل هذه الإسرايئليات. ما أذكى هؤلاء اليهود الذين استطاعوا رغم قلة عددهم إدخال ما يريدون في كتب الحديث وكتب السيرة وحتى كتب التاريخ الإسلامي. لا بد أن الدكتور عندما كان بأمريكا لم يزر الأماكن العامة ليرى بأم عينه أن كل مكان عام تقريباً به مكان لصلاة المسلمين، وعدد المساجد بأمريكا يفوق عددها ببعض البلاد الإسلامية. وفي أوربا يوجد مسجد أو مكان للصلاة في كل محفل أو مبني عام. فكيف يُعقل أن يكون هؤلاء الناس متآمرين على الدين العظيم، بينما نمنع نحن غير المسلمين من الاقتراب من مكة والمدينة ونمنعهم من بناء كنائسهم أو حتى ترميمها، ونصرخ بملئ أفواهنا أن التوراة والإنجيل محرفتان، كما ذكر الدكتور في مقاله هذا، ولا نكون متآمرين على دينهم؟
وبعد أن استكثر على الدكتورة وفاء سلطان أنها كانت مسلمة في صغرها، أعلن على الملأ أنها صليبية فقال ((وربما تتأكد صليبيتها من خطابها في أحد مؤتمرات الأقباط المنعقد يوم الأربعاء 23 نوفمبر 2005 .. حيث تقول:(بحق صليبي الذي أحمله على ظهري . أقول لكلّ النساء في وطني عندما يقف الله ضدّ المرأة .. سأقف ضدّ الله !)) انتهى.
وطبعاً الدكتوره كانت قد قصدت صليباً معنوياً، أي كما يقول الإنكليز Figurative speech. والدكتورة حتماً لا تحمل صليباً خشبياً على ظهرها. وكثير من الكتاب والشعراء العرب يقولون: كالمسيح أحمل صليبي، ولا يعنون أنهم مسيحيون.
ثم انتقل الدكتور إلى موضوع الجنس في الإسلام، فقال (تقول دكتورة علم النفس :[ الإسلام ، وخلافا لجميع الأديان والديانات ، هيّج الغريزة الجنسية لدى الرجل ولم يعقلها ، أطلق عنانها بلا أدب أو أخلاق . ] انتهى. ورد الدكتور عليها بقوله: (بداية ـ وباختصار شديد ـ أقول لها .. بأن كل ما عمل عليه الإسلام ـ فيما يتعلق بالجنس ـ هو تقنين العلاقة المقدسة بين الرجل والمرأة . فكل ما طلبه هو حضور : شاهدي عدل ( أي شخصان بالغان ) على عقد الزواج .. وعند انتهاء هذا العقد اشترط أيضا حضور شاهدي عدل على عقد الطلاق .. وأن تستبريء المرأة لرحمها .. حتى : (1) تنسب الأطفال لأبيهم في حالة حمل المرأة من جانب ، (2) وحتى لا يحرم الأبناء من حقهم الطبيعي في إنفاق الأب عليهم وتوليه مسئولية رعايتهم من جانب ثاني ، (3) وحتى لا يحرم الأبناء من حقهم الشرعي في ميراث الأب ـ في حالة وفاته ـ من جانب ثالث) انتهى
ولا أدري ما دخل الميراث والطلاق في إباحة الممارسات الجنسية العديدة التي أباحها الإسلام من نكاح ما ملكت أيمانكم ألي زواج المتعة والآن زواج الفرند وزواج المسيار، وكلها لا تتطلب شهوداً ولا طلاقاً ولا نفقة. أما استبراء المرأة لرحمها قبل الزواج فلم نر أن رسول الإسلام قد طبقه عندما دخل على صفية في نفس اليوم الذي قتل فيه زوجها.
ثم أكثر الدكتور من نقد أسلوب الحكايات الجنسية في العهد القديم ومغامرات داود ولوط وغيرهما، وتهكم على أسلوب العرض وقارن ذلك مع الأسلوب العرضي الجميل في لغة القرآن، فقال [ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) ] ( القرآن المجيد ـ الأعراف {7} : 189 ). انتهى. ثم أردف قائلاً (هل أدركت ـ يا دكتورة علم النفس ـ الرقي في المعاني في عرضالعرض القرآني ..؟!!! هل أدركت الفرق بين .. فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ الجنس المتسامي في القرآن العظيم .. .. وبين الهبوط الأخلاقي للأنبياء وعرض الجنس في الكتاب.. المقدس ..) انتهى.
فالدكتور يعتقد أن جمال كلمة (تغشاها) تضفي على القرآن قدسية غير التي يجدها المسيحيون في كتابهم. ولكن الدكتور تفادي أن يذكر الآيات العديدة التي يقول فيها القرآن (أنكحوا )، والأحاديث التي يقول فيها نبي الإسلام (استحللتم فروجهن)، كأنما المرأة هي فرج لا غير. وكون لغة الإنجيل غير مهذبة فيما يختص بالجنس لا يعني أن القرآن قد عامل الجنس معاملة أرقى أو أفضل. وكما يقول الإنكليز: Two wrongs do not make a right . فلو تركنا اللغة جانباً، فإن التشريع الإسلامي عن المرأة والجنس تشريع مخذي ويحط من كرامة المرأة ويختزلها في عضوها التناسلي فقط.
ويستمر الدكتور فيقول (وحتى إن وجدت بعض الأخطاء ـ يا دكتورة علم النفس ـ من المسلمين والحكام العصاة .. فكان التوقع منك أن تفهمي جيدا ـ بحساب علمك ـ بأن هذه الأخطاء يجب أن يتحملها العصاة من المسلمين والحكام أنفسهم والذين أساءوا إلى الدين .. والإسلام العظيم منها براء ..!!!) انتهى
وليس هناك من أساء إلى الدين الإسلامي العظيم. فالحكام والمسلمون منذ بدء الإسلام إلى اليوم استمدوا وما زالوا يستمدون السند من القرآن والسنة لكل ما يقومون به من ضرب النساء والأطفال واغتصاب البنات الصغيرات والنساء وامتلاك واستغلال النساء والرجال (ما ملكت أيمانكم). وحتى ظلم الرعية وجدوا السند له في القرآن الذي يقول لهم أطيعوا أولي الأمر منكم، وفي السنة التي تقول لهم (على المسلم الطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية) (البخاري 2796). وهذا هو أبو ذر الغفاري عندما جاءه نفر من العراق بعد أن نفاه عثمان إلى الربذة، فقالوا له (يا أبا ذر فعل بك هذا الرجل وفعل، فهل أنت ناصب لك راية، فقال: لا تذلوا السلطان فإنه من أذل السلطان فلا توبة له، والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة لسمعت وصبرت ورأيت أن ذلك خير لي.) ( تاريخ الإسلام للذهبي).

ثم يقول الدكتور (وقد أعابت الدكتورة الفاضلة على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) زواجه من السيدة " عائشة " .. وهي في سن التاسعة من عمرها .. بعد أن تخطى الخمسين من عمره ( على الرغم من أن كل زيجات النبي ـ ص ـ كانت ذات أهداف دينية وتعليمية ) . والسؤال الآن : هل الزواج ـ بأي صيغة ـ أفضل .. أم الزنا .. وزنا المحارم السابق عرضه في الكتاب المقدس أفضل ..؟!!! وهل تعلمي ـ يا دكتورة علم النفس ـ أن سليمان الحكيم ( أو النبي ، عليه السلام ، من المنظور الإسلامي ) ـ في الكتاب المقدس ـ كان متزوج من سبع مئة من النساء ، وربما كان فيهم أصغر من هذه السن التي تعترضي عليها ، كما كان ـ سليمان الحكيم ـ يمتلك ثلاث مئة من السراري .. بل وجعلته نسائه يشرك بعبادة الله ( عز وجل ) .. ويسجد لآلهة أخرى غير الله ( سبحانه وتعالى ) .. وهاك النص المقدس ..) انتهى
ولا يسعني إلا أن أقول للدكتور إن الزنا بالنساء البالغات أفضل بكثير من زواج طفلة عمرها تسعة سنوات. هل يمكن عقلياً أن يجيز إله في السماء لنبي من أنبيائه أن يمارس الجنس مع طفلة لا تعرف ما هو الجنس؟ أما كون سليمان كان متزوجاً من ثلاثمائة أو سبعمائة زوجة فهذا ليس عذراً لمحمد أن يتزوج ما يربو على العشرين زوجة ويضيف عليهن ما ملكت يمينه ثم يتزوج طفلة أصغر من أصغر بناته
وبعد أن استعرض الدكتور قصص الزنا والفاحشة في الفاتيكان وفي الكنائس، قال (كما تعلمي جيدا ( بحكم وجودك في الولايات المتحدة ) .. تفشي الخيانة الزوجية في الأسرة الأمريكية ، هذا إن وجدت الأسرة أصلا ، فمعظم الأسر الأمريكية هي أسرة الوالد الواحد ( one Parent Family ) . وعلى حسب بعض الدراسات الرسمية وجد أن 30% من الأبناء ليسوا أبناء الآباء ..!!!) انتهى.
والذي يقرأ ما كتبه الدكتور يعتقد أن مصر وبقية الدول العربية والإسلامية ليس بها ابناء سفاح وليس بها خيانة زوجية. ربما أن الدكتور لم يقرأ عن إحصاءات الأطفال المشردين في مصر نتيجة الزواج العرفي وعدم اعتراف الأب بأبوية الأطفال. ويتكرر نفس الشيء في العراق الآن بعد أن أصبح الزواج العرفي متفشياً في الجامعات. أما في إيران الإسلامية فالمشكلة أكبر بكثير. وليس هناك بلد عربي ليس به ملاجيء لأطفال السفاح. فمن السهل على المسلمين محاولة التكتم على الأوضاع ودفن رؤوسهم في الرمال والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث عندهم. كل ما يحدث في الغرب يحدث في البلاد الإسلامية. الفرق الوحيد هو أن الغرب يعترف بالواقع ويواجه المشاكل ويحاول إيجاد الحلول لها إن أمكن ذلك، بينما في البلاد الإسلامية يكنسون القذارة تحت البساط لإخفائها عن العيون.
ثم ينتقل الدكتور إلى العلاقة الجنسية في الإسلام فيقول (. فالعلاقة بين الرجل والمرأة ـ من المنظور الإسلامي ـ تسمو كثيرا فوق العلاقة الجنسية أو الجسدية .. كما جاء في قوله تعالى ..
[ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (189) ]) انتهى.
ولعمري هذه أكبر فرية قرأتها حديثاً. فما هي هذه العلاقة السامية بين الرجل والمرأة في الإسلام؟ أهي العلاقة التي يقول عنها القرآن: (نساؤكم حرث لكم فآتوا حرثكم أني شئتم) وهل المودة التي عناها الإسلام هي إباحة ضرب الرجل زوجته أم الأحاديث العديدة التي تقول (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ولم تجبه باتت تلعنها الملائكة)؟ أم الحديث الذي يقول: سئل رسول الله: ما حق الرجل على زوجته، فقال (لا تصوم يوماً إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة الله وملائكة الرحمة، وملائكة الغضب، حتى تفيء أو ترجع) (أحكام النساء، لابن الجوزي، ص 209). أم المودة هي التي عناها ابن القيم الجوزية عندما قال عن الرجل الذي حلم أنه يدخل في الأرض، فقال عنه إنه أوَّلَ (فسّر) المرأة بالأرض إذ كلاهما محلُ الوطء (زاد المعاد لابن القيم، ج3، ص 346). أم هي الحديث الذي رواه الشيخان، ويقول (أيضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد، ثم يجامعها في آخر اليوم؟) وهذا الحديث لا يمنع ضرب النساء إنما يوصي بتخفيف الضرب لأن هناك حديث آخر عن ابن سعد والبيهقي عن أم كلثوم بنت أبي بكر قالت: (كان الرجال نهوا عن ضرب النساء، ثم شكوهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخلى بينهم وبين ضربهن ثم قال: "ولن يضرب خياركم". ) فالإسلام أيها الدكتور ليس به شيء واحد حسن فيما يتعلق بمعاملة المرأة.
وعندما اعترضت الدكتورة على الآية التي تقول (نساؤكم حرث لكم) قال لها (والآن ؛ أقول لها إن ذكر المولى ( عز وجل ) لكلمة " حرث " تعني أن المرأة لا يجب مجامعتها إلا في مكان وضع البذرة لنمو الجنين .. وبالتالي التحريم الضمني أن تؤتى المرأة في دُبرها ـ أي تحريم الشذوذ الجنسي ـ لحماية المرأة والرجل من كثير من الأمراض المهلكة كالأيدز وخلافه) انتهى.

ولعلم الدكتور فإن كلمة (أنّى) تعني حيث، أي في أي مكان، كما تعني (متى). والله كان في إمكانه أن يزيل الغموض ويقول آتوا نساءكم متى شئتم، لكنه قال أنّى شئتم، وفتح الباب للفقهاء أن يقولوا ما يشاءون. فقد روى إسحاق أن آية (نساؤكم حرث لكم) نزلت في إتيان النساء في أدبارهن. وأخرج هذه الرواية إسحاق في مسنده، وأخرجه أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسيره. وعن ابن عمر قال: إنما نزلت على رسول الله رخصةً في إتيان الدبر. (العجاب في بيان الأسباب لابن حجر العسقلاني، ص 378). وإذا كان الإسلام قد أراد تحريم جماع الدبر، لماذا حرمه تحريماً ضمنياً كما يقول الدكتور؟ لماذا لم يتضمنه في الآيات التي تقول (حُرمت عليكم ...)؟ فالإسلام أيها الدكتور ملئ بالثقوب الفقهية ولا يجوز لك أو لأي شخص آخر أن يجزم القول بما يراه هو صحيحاً ويراه غيره غير ذلك.
وكلمة أخيرة في أذن الدكتور الكهربائي الذي يتحدث عن الطب بغير علم، إن انتشار مرض فقد المناعة المكتسب، الأيدز، لا تقتصر أسبابه على الجماع في الدبر، بل يفوق عدد الحالات التي نتجت من الجماع بين المرأة والرجل في قبل المرأة عدد جميع الحالات التي نتجت وتنتج من الجماع في الدبر بآلاف المرات. أكثر من 60 بالمائة من حالات الأيدز توجد الآن في إفريقيا، وأكثر من 90 بالمائة من هذه الحالات تنتج عن جماع بين المرأة والرجل وفي القبل. وقد فاق عدد المصابين بالأيدز في مصر المحروسة المسلمة 12000 حالة حتى نهاية 2003م. 64 بالمائة منها نتجت من جماع بين رجل وامرأة، و31 بالمائة من عمليات نقل دم، (http://www.middle-east-online.com). فإذا كان الإسلام قد حرّم الجماع في الدبر (وهو لم يحرمه) فلماذا لم يحرّم نقل الدم من شخص لآخر ليمنع انتشار الأيدز؟ وفي الحقيقة فإن انتشار الأيدز في البلاد الإسلامية سببه هوس رجال الدين بالتكاثر حتى يباهي نبي الإسلام بقية الأنبياء يوم القيامة بعدد أتباعه، ولذلك منعوا استعمال وقاء الذكر المانع لانتشار الأيدر Condom.
وللحديث بقية


محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 2

كامل النجار
2007 / 2 / 7
بدأ الدكتور محمد الحسيني مقاله الثاني عن الدكتورة وفاء سلطان بتكرار ما قاله في المقال الأول عن الجنس في الإسلام، ثم أعاد التعريف بالدكتورة وفاء سلطان مرة أخرى، رغم أن الدكتورة غنية عن التعريف بعد أن طبّقت شهرتها الآفاق. يقول عنها الدكتور (ومنذ ظهورها الأكثر شهرة على قناة الجزيرة ، في برنامج الاتجاه المعاكس ، تم نشر سيرة وفاء سلطان مؤخرا في صحيفة نيويورك تايمز .. ولوس أنجلوس تايمز .. وصحيفة لوموند الفرنسية . كما تم تكريمها من قبل مجلة تايم بوصفها واحدة من أكثر 100 شخصية نفوذا في العالم ، وهو تصنيف تتشاطره مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ، وأوبرا وينفري .. صاحبة البرنامج الأمريكي المشهور " أوبرا " . فهذه هي وفاء سلطان في عجالة ) انتهى
ويبدو أن هذا هو بيت القصيد. فوفاء سلطان التي نشرت بعض المقالات، كما يقول، استضافتها كل هذه الصحف والمجلات العالمية، بينما الدكتور كان قد نشر، حسب زعمه، ثلاثة عشر بحثاً علمياً في أشهر المجلات العلمية، ولم تحفل به الصحف والمجلات العالمية كما حفلت بالدكتورة. ولكن دكتور محمد الحسيني إسماعيل لا يعزي هذه الشهرة إلى كون الدكتورة أول امرأة عربية تحاول تشخيص أمراضنا الاجتماعية التي عقلت مجتمعاتنا العربية كما نعقل إبلنا قبل أن نحلبها، فهو يعزي هذه الشهرة فقط إلى هجوم الدكتورة غير المبرر على الإسلام، فيقول ( وهي تؤكد ـ دائما ـ على أن الصراع القائم في العالم الآن هو صراع : " بين التخلف والحضارة ـ أو ـ بين البربرية والعقلانية " ، وذلك في مقارنة واضحة بين العالم الإسلامي والغرب المسيحي ( على التوالي ) . ولهذا كان علينا مناقشة حضارة الغرب المسيحي التي تعلن وفاء سلطان بأنها الحضارة التي سحرتها .. وتوافقت مع منطقها العلمي والعملي .. كما تروج لهذا دائما ..!!!) انتهى.
وهنا قدّم لنا الدكتور إعادة كاملة لما كان قد ذكره في المقال الأول من أن إله المسيحية واليهودية قد أصبح في نظرهم خروفاً مذبوحاً له سبعة قرون. ثم قال (ولا يصح التبرير هنا والقول بالرمزيات في سرد الكتاب المقدس ، لأن الكنيسة الأورثوذكسية ـ تأكيدا لهذا المعنى ـ قدمت برهانا ( رياضيا مفصلا ومطولا ) لإثبات أن " إله المسيحية " هو بما لا يدع مجالا لأي شك : [ .. خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون .. ] .. ويمكن للقارئ المهتم الذهـاب إلى موقع " http://www.truth-4u.com ") انتهى.
والموقع المذكور هو موقع الدكتور حيث الحقيقة المطلقة. وما دام التبرير بالقول بالرمزيات لا يصح، فكيف يفسر لنا الدكتور أوصاف إله المسلمين الآتية:
1- (أن الله مستوي على عرشه كما قال ( الرحمن على العرش استوى ) وأن له وجها كما قال ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وأن له يدين كما قال ( بل يداه مبسوطتان ) وأن له عينين كما قال ( تجري بأعيننا ) وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالا وندين بأن الله يقلب القلوب بين أصبعين من أصابع الله عز وجل يضع السموات على أصبع والأرضين على أصبع كما جاءت الرواية عن رسول الله) (شذرات الذهب للدمشقي، ج2، ص 187)
2- الله له يدان، وكلتاهما يمين، لأن اليد الشمال للنجاسة والله لا يجوز أن تكون له يد شمال (ولما كانت اليمين في لغة العرب يراد بها الحظ للأفضل كما قال الشماخ، إذا ما راية رفعت لمحمدٍ تلقاها عرابه باليمين، يريد أنه يتلقاها بالسعي الأعلى فكان قوله وكلتا يديه يمين) (الملل والنحل لابن حزم الأندلسي، ج2، ص 2). أليس هذا مسخاً له يدان باليمين ولا يد بالشمال؟
3- لله رجل وساق (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) (القلم 42). وفسرها ابن باز بقوله (الرسول صلى الله عليه وسلم فسرها بأن المراد يوم يجيء الرب يوم القيامة ، ويكشف لعباده المؤمنين عن ساقه وهي العلامة التي بينه وبينهم سبحانه وتعالى ، فإذا كشف عن ساقه عرفوه وتبعوه) (فتاوى بن باز، ج4، ص 113). والله يضع رجله في جهنم ليختبر إذا كانت قد امتلأت (قال به شيخُ الإِسلام ابن تيمية في حديث أبي هريرة (لا تَزَالُ جَهَنم يُلقى فيهَا، وهي تَقُول: هَل مِن مَزيد؟ حتى يَضَعَ ربُّ العِزَّةِ فيها قدمَه، فَيَرْوِي بَعضُها إلى بَعْض)) (زاد المعاد لابن القيم الجوزية، ج1، ص 204)
4- الله له فم يتحدث به ويضحك. قال ابن القيم الجوزية (أَفْضلُ الشُّهَدَاء الَّذِينَ إِنْ يَلْقَوْا فى الصَّفِ لا يَلْفِتُونَ وجوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا، أُولَئِكَ يَتَلَبَّطُونَ فى الْغُرَفِ العُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فى الدُّنْيَا، فَلا حِسَابَ عَلَيْه))
فالله بالنسبة للمسلمين رجلٌ مثلهم له كل أعضاء الرجل (باستثناء عضوٍ واحد) وكل صفاته من مكر ودهاء وغضب وضحك، بل حتى أنه يقترض منهم المال (من يقرض الله قرضاً حسناً يضاعفه له)، ويجلس على كرسي كبير وسع السموات والأرض، وله عرش يتسطح عليه أي يستوي عندما يتعب من الجلوس على الكرسي. فهل هناك فرق كبير بين أن يكون الإله خروفاً له سبعة قرون أو يكون رجلاً يغضب ويبطش. المهم أن الإله في كل الأديان شيء مجسد وليس هو تلك القوة غير المحسوسة التي تحدث عنها الفلاسفة. فالإسلام كذلك ملئ بالأساطير وإلهه ليس بأحسن حالاً من إله الديانات الأخرى. ثم أن إله الإسلام كان يعلم وصف اليهود والنصارى لإلههم في العهد القديم الذي نقل عنه الدكتور، فلماذا إذاً قال القرآن لمحمد (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون) (العنكبوت 46). فما دام الله العالم بكل شيء قال لمحمد أن يقول لأهل الكتاب (إلهنا وإلهكم واحد) يكون الله هو نفس الإله الذي شّنع عليه دكتور محمد الحسيني. وهو نفس الإله الذي قال عنه فرعون قبل أن يغرق (لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل). فإذاً نفس الإله الخروف ذي السبعة قرون هو إله المسلمين.

ويصل الدكتور من وصف الإله بالخروف إلى استنتاج غريب، فيقول (هي ليست صفات متدنية فحسب .. بل هي صفات مفرطة في الخرافة والأسطورة والوثنية أيضا ، ولكن يدفع الإيمان بها وجود الفطرة الدينية ( دوافع العبادة ) لدى الإنسان .. وهي الفطرة التي لم تتنبه إلى وجودها دكتورة علم النفس ..!!! حيث تأتي هذه الفطرة في قوله تعالى ..( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ).ثم يستمر فيقول (وأتمنى أن تتنبه ـ دكتورة علم النفس وأمثالها من محدودي الفكر ـ إلى الإحكام المذهل في القرآن المجيد ؛ حيث تجمع هذه الآية الكريمة بين الفطرة الدينية وبين الغايات من خلق الإنسان على حسب قرائة حركة الحرف لِيَعْبُدُونِ (بالسكون).. وكلاهما جائز في القراءة . أي بحركة حرف واحد جمع .. لِيَعْبُدُونِ.. أو بالكسر لِيَعْبُدُونِ بين الفطرة الدينية في الإنسان ، وبين الغايات من خلقالقرآن العظيم الإنسان .. وأتمنى أن تصل ـ دكتورة علم النفس الأمريكية وأمثالها ـ إلى هذا المستوى الرفيع من العلم في الفهم) انتهى.
ولأن الدكتور غير محدود الفهم مثل الدكتورة وفاء سلطان ومثلي فقد استنتج أن العبادة فطرة في الإنسان والدليل على ذلك هو الآية (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ). والكلمة الأخيرة في الآية أصلاً مكسورة وكان يجب أن تُكتب (ليعبدوني) لكن الذين كتبوا القرآن في زمن عثمان بن عفان لم ينقطوا الحروف ولم يُدخلوا علامات الإعراب وأسقطوا الياء. ومن جاء بعدهم وأدخل علامات الإعراب لم يشأ أن يغير في رسم الكلمة فكسر النون بدل أن يضيف إليها ياء. وكل القراءات المعروفة هي بالكسرة. ولكن الدكتور أسكن النون وجعلها (ليعبدونْ) حتى يجعل من العبادة فطرة. ولكن دعونا نقرأ ماكتبه القرطبي في تفسيره لنفس الآية. يقول القرطبي: (قيل إن هذا خاص فيمن سبق في علم الله أنه يعبده، فجاء بلفظ العموم ومعناه الخصوص. والمعنى: وما خلقت أهل السعادة من الجن والإنس إلا ليعبدوني. قال القشيري: والآية دخلها التخصيص على القطع، لأن المجانين والصبيان ما أمروا بالعبادة حتى يقال أراد منهم العبادة، وقد قال تعالى:(ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس) ومن خلقهم لجهنم لا يكون ممن خُلق للعبادة. فالآية محمولة على المؤمنين منهم. وفي قراءة ابن مسعود: (وما خلقت الجن والإنس من المؤمنين إلا ليعبدونٍ). واعتمد الزجاج هذا القول، ويدل عليه (وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً) انتهى تفسير القرطبي. فأين هذه الفطرة التي يتحدث عنها الدكتور. وإذا كانوا قد فُطروا على عبادة الله، كيف يجوز لله أن بقول (وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً). هل الإنسان المفطور على العبادة يحتاج إلى أمر ليتعبد؟ وإذا كان الإنسان مفطوراً على عبادة الله، والفطرة شيء في الجينات ولا نتعلمها، فلا بد أن يبدأ الطفل بعبادة الله، ولكن فقهاء الإسلام يقولون بضرب الصبي على الصلاة في سن العاشرة. هل نطبق الفطرة بالضرب؟ وفقهاء الإسلام قالوا إن الطفل غير ملزم بالعبادة وهم لا يتعبدون حتى يجبرهم الآباء، فكيف تكون عبادتهم لله فطرة؟ ولكن لأن أمثالي وأمثال الدكتورة وفاء محدودو الفهم، قد فات علينا أن الإنسان والجن مفطورون على العبادة. والغريب أن أول جن أو شيطان خلقه الله عصاه ورفض أن يعبده أو يسجد عندما أمره أن يفعل. ولا أدري ماذا حدث لفطرته التي فُطر عليها. ثم إذا كانت العبادة فطرة خلقها الله في الناس ألا يشعر الله بالحرج عندما يقول (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) (الإسراء 23) ثم يكتشف أن المسيحيين واليهود يعبدون إلهاً خروفاً، ونحن نعلم من القرآن أن الله قال (سبحانه إذا قضى أمراً أن يقول له كن فيكون). فماذا حدث لأمره الذي قضاه هنا؟ ألا يُثبت هذا أن المسيحيين يعبدون الإله الذي قضى أن يعبدوه، وهو الخروف ذو السبعة قرون؟
وموضوع الفطرة والأديان السماوية يجعلنا نسأل أنفسنا سؤالاً بديهياً. نحن نعرف الآن أن عمر الإنسان على هذه الأرض يصل إلى مليارين أو أكثر من السنين، وأن الإنسان العاقل Homo sabien قد عاش قبل أكثر من مائة وخمسين ألف سنة، ولكن الأديان السماوية الثلاث بدأت بموسى (ليس هناك أي سند تاريخي لآدم ونوح وإبراهيم) الذي جاء حوالي عام 1300 قبل الميلاد وانتهت بمحمد الذي جاء حوالي عام 610 ميلادية ومات عام 632م. أي أن الرسالات استمرت فقط لمدة 1800 سنة، ثم أوقف الله الرسل وجعل محمد خاتمهم. (ويجدر بنا هنا أن نذكر أن عيسى كذلك قال إنه آخر الرسل ولا رسول بعده) فماذا تمثل 1800 سنة من تاريخ الإنسان على الأرض؟ هل كان لله Window of opportunity ليرسل رسله فيه كما تفعل مؤسسة الفضاء الأمريكية NASA الآن مع مكوكها الفضائية التي يجب أن تُطلق في فترة زمنية محددة تُحسب بالساعات، لتفادي تصادمها مع أجسام سماوية أخرى؟ أم أن الله عرف أن إنسان القرن العشرين لن يصدق أي رسول يرسله لهم فأوقف الرسالة؟ لا بد أن العلم قد خلق غطاءً جوياً مانعاً (كطبقة الأوزون) يمنع الرسل وجبريل خاصةً، من النزول إلى الأرض.

ثم استمر الدكتور في تخبطه العجيب وتحدث عن قصة صلب المسيح وكيف أن الشيطان راهن ربه وكسب، فقال (وتتمحور قصة " الفداء والصلب " وهي أسطورة ـ غير واعية بكل ما في الكلمة من معنى ـ حول قيام الشيطان بسلب " سلطة الموت " من الإله ..!!! فعندما قرر الإله ـ من منظور الديانة المسيحية ـ خلق الإنسان قدّر له أن يحيا حياة أبدية ( واحتفظ لنفسه بسلطة الموت حتى يستطيع أن يمنحه هذه الحياة الأبدية ) .. ولكن بعد أن أخطأ الإنسان ـ بأكله من شجرة المعرفة / حيث كان مقدر له ( أي مقدرا للإنسان ) أن يحيا جاهلا ـ قام الشيطان بسلب هذه السلطة من الإله (فكما يبدو كان يوجد رهان ما .. غير معلن .. بين الشيطان والإله على سقوط أو خطيئة الإنسان .. وبموجب هذه الخطيئة خسر الإله الرهان .. وفقد الإله بذلك سلطة الموت وانتقلت هذه السلطة إلى الشيطان ) ..!!! انتهى.
وربما لم يقرأ الدكتور محمد الحسيني في التراث الإسلامي قصة الرهان بين الله والشيطان على النبي أيوب. فقد تراهن الشيطان مع الله أنه يستطيع أن يجعل أيوب يكفر بالله، ووافق الله على الرهان وسلط الشيطان على أيوب. واستطاع الشيطان أن يقتل جميع مواشي أيوب، ثم حرق زرعه ثم جمع جميع أولاده في بيت أخيهم الكبير وهدم عليهم البيت فماتوا جميعهم، ثم أصاب جسم أيوب بالبثور، أي الطفح الجلدي المتقيح. (المنتظم في التاريخ لابن الجوزي، ج1، ص 89). وبذا يكون الشيطان قد استلب من الله القدرة ليقتل ويحرق ويفعل ما يشاء ليكسب رهانه مع الله. فالرهان بين الله والشيطان ليس وقفاً على المسيحية فقط.
وبدل أن يدافع الدكتور العالم عن الإسلام ضد نقد الدكتورة وفاء سلطان، يحاول إظهار الخرافة في الأديان الأخرى كأنما الدكتورة مسؤولة عن معتقدات أهل الأديان الأخرى. وعندما قالت الدكتورة وفاء سلطان إن الأفكار المسيحية استهوتها فهي لم تقصد كل قصة في المسيحية إنما قصدت الأفكار العملية المطبقة حالياً من تحمل الآخر وإدارة خدك الأيمن أن صفعك أحد على خدك الأيسر، وما إلى ذلك. ولكن الدكتور العالم يصر على إظهار العيوب بالمسيحية ليدافع عن الإسلام، فيقول (ويتمخض فكر الإله عن حيلة سميت ـ فيما بعد ـ باسم : " قصة الفداء والصلب " وإطلاق صفة " الله محبة " على الإله . وتبدأ هذه القصة بقيام الإله ( الآب ) بالتجسد في صورة بشرية .. لينزل إلى الأرض .. ليحتل رحم السيدة العذراء مريم البتول .. أم الإله ..!!! وبغض النظر عن كيفية دخول الإله رحم السيدة العذراء ( من منظور الديانة المسيحية ) .. إلا أنه ظل ساكنا في رحمها مدة الحمل القانونية للإنسان على كوكب الأرض ، لتلده بعد ذلك مريم البتول ولادة عادية في صورة المسيح ( الابن ) . انتهى
وأنا شخصياً ما كنت أعلم أن هناك مدة قانونية للحمل، وأن المرأة إذا ولدت بعد ستة أو سبعة أشهر يكون حملها غير قانونيٍ. ولا أدري كذلك لماذا يغض الدكتور العالم النظر عن كيفية دخول الإله المسيحي رحم السيدة العذراء، وربما كان من الأفضل أن يقول الآنسة العذراء، ونسي أن يسأل كيف نفخ إله الإسلام في فرج تلك الآنسة أو السيدة (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا). هل يا ترى نفخ بفمه أو بطريقة إلهية خافية علينا.
وسوّد الدكتور بعد ذلك عدة صفحات تهكم فيها على فكرة التثليث في المسيحية، وهي فكرة لا يمكن الدفاع عنها، مثلها مثل كل الأفكار الدينية، مثل فكرة وجود إله خالق، سواء أكان إلها إسلامياً أو يهودياً أو مسيحياً، فكلها أفكار متناسخة كتناسخ أرواح البوذيين التي تنتقل من جسد إلى الآخر. فنفس أفكار اليهودية وأساطيرها قد حلت في المسيحية وفي الإسلام مع تغيير اللاعبين الأساسيين.
وبعد أن ملأ الدكتور ثلاث صفحات فلوسكاب عن قصة صلب المسيح وإلباسه تاجاً من الشوك، نقل لنا قولاً منسوباً للفيلسوف نيتشة، قال فيه (أن الإيمان بالعقيدة المسيحية معناه الانتحار المتواصل للعقل البشرى) انتهى. أما كان الأجد بالدكتور، لولا موقفه الأيدولوجي من الإسلام، أن يقول: إنّ الإيمان بالأديان معناه الانتحار المتواصل للعقل البشري؟ فالإسلام ملئ بخرافات تفوق الخرافات المسيحية. ماذا يقول الدكتور عن قصص شق صدر محمد وهو طفل وإخراج قلبه وغسله في طشت من ذهب؟ وماذا يقول عن إسراء محمد على البراق النبوي الشريف الذي يطير بجناحين تفوق سرعتهما سرعة الصواريخ التي تخصص بها الدكتور.؟ وماذا عن الشجرة التي كانت تأتي لمحمد لتحجبه عن الناس عندما يجلس في الخلاء لقضاء حاجته؟ ولا داعي أن نذكر الأحجار التي كانت تسلم عليه كلما مر من عندها. أليس هذا امتهاناً للعقل الحيواني، ولا نقول البشري. ولا ندري لماذا لم يذكر الدكتور أقوال الفلاسفة العرب المسلمين عن الإسلام مما دفع الحادبين على الإسلام لقتلهم وحرق كتبهم بدعوى الزندقة والإلحاد. أما كان الأجدر به أن يذكر لنا قول المعري:
في اللاذقية فتنةٌ ما بين أحمد والمسيح
قسٌ يعالج غيظه والشيخ في حنق يصيح (والشيوخ يصيحون منذ ذلك الزمن)
كلٌ يُمجّد دينه ياليت شعري ما الصحيح

أو قوله كذلك:
هفت الحنيفةُ والنصارى ما اهتدتْ ***** ويهودُ هامتْ والمجوسُ مضللةْ
اثنانُ أهل الإرضِ، ذو عقلٍ ***** بلا دينٍ وآخر ديّنٌ لا عقل له

وبماذا يرد على الوليد بن يزيد الذي لم يكن بعيد عهد ببداية الإسلام حينما قال:
تلاعب بالخلافةِ هاشميٌ ***** بلا وحي أتاه ولا كتابُ
فقل لله يمنعني طعامي ****** وقل لله يمنعني شرابي

ومن أغرب ما قرأت هو ما جاء به الدكتور العالم محمد الحسيني إسماعيل حين قال (لقد طالبتُ مرارا في كتاباتي السابقة من الكنيسة العربية أن ترفع لفظ الجلالة " الله " ( سبحانه وتعالى ) من الكتاب المقدس .. حيث لم يرد ذكر هذا اللفظ ـ الله ـ في الأصول الأولى للكتاب المقدس والتي كتبت باللغات العبرانية ، والكلدانية ، واليونانية . فالحقيقة ـ التي لا تقبل الجدل ـ أن الديانة المسيحية لا تعرف لإلهها اسما .. ولهذا استعارت الكنيسة العربية هذا اللفظ ـ الله ـ من الدين الإسلامي وألصقت به كثيرا من الوثنيات الفكرية على النحو الذي رأيناه) انتهى.
وأنا بدوري أطلب من المسلمين أن يزيلوا اسم (الله) من القرآن والأحاديث لأن الكلمة (الله) كانت معروفة لعرب ما قبل الإسلام منذ أيام العرب العاربة في ممالك اليمن من حضرموت وما قبلها. (ترك " شرحبيل يعفر " احد ملوك اليمن ( 420 – 455 للميلاد) نصاً مهماً وسمه علماء العربيات الجنوبية ب " Glaser 554 و, CIS 540" وهى وثيقة تتعلق بتصدع سد مأرب في ايامه و بأعادة بنائه. وقد ورد فى النص كلمات مهمة تشير الى عقيدة الملك والى انتشار عقيدة التوحيد فى ذلك الزمن بين اليمانيين ، ورد فيه : " بنصر وردا الهن بعل سمين وارضن " ومعناها " بنصر وعون الاله سيد السماء والارض". وتدريجياً تغيرت كلمة الإله إلى الله. وقال بعض المؤرخين أن كلمة الله مشتقة من اسم إله اليهود (ايل). والمهم أن العرب قبل الإسلام عرفوا كلمة (الله). يقول امرؤ القيس:
فاليوم أشرب غير مستحقبٍ *** إثماً من الله ولا واغلُ
وقال قصي بن كعب لقومة بمكة (إنكم جيران الله وأهل بيته ) (تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي، ج4، ص 195). والقرآن نفسه أثبت ذلك عندما قال (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) (الزخرف 87). فإذاً الإسلام استعار كلمة (الله) من العرب الجاهليين الوثنيين الذين استعاروها بدورهم من إله اليهود (إيل) وعليه يجب إزالة كلمة الله من القرآن.
وللحديث بقية

محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 3/4

كامل النجار
2007 / 2 / 9
يسأل دكتور محمد الحسيني إسماعيل ويجيب: ((والآن ؛ ما هي صفات " الله " ـ عز وجل ـ في الدين الإسلامي ( الوحي الصادق ) ..؟ وقبل التعرض لإجابة هذا السؤال .. أبدأ بالقول بأن الإسلام قد قام ـ أولا ـ بوضع عيسى ( عليه السلام ) في سياقه أو دوره الطبيعي كرسول من أولي العزم من الرسل .. وليس إله أو حتى شبهة إله فيه بأي حـال من الأحوال ..!!! وأرجو أن تتنبه دكتورة علم النفس الأمريكية ( وفاء سلطان ) .. للمنطق عالي الدقة والإعجاز في الإحكام .. في الحوار الدائر بين " الله " ( سبحانه وتعالى ) وبين عيسى ( عليه السلام ) في يوم البعث .. كما جاء في قوله تعالى ..) وقد بينا بعضاً من هذه الصفات في الحلقة الماضية. ولكن دعونا نقرأ المنطق عالي الدقة والإعجاز في الحوار الذي دار بين الله وعيسى. (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) انتهى.

فما هو المنطق والإعجاز هنا؟ الله يسأل عيسى يوم الحساب: هل يا عيسى أنت قلت للناس أن يعبدوك وأمك من دوني؟ وحتى أنا غير العالم بخفايا النفوس أعرف أن عيسى في حياته القصيرة لم يقل إنه إله ولم يقل للناس أن يعبدوه وأمه. وفي الواقع لم تكن له علاقة ذات شأن بأمه. وحتى عندما جاءت أمه مع إخوانه الثلاث ليزوروه وأخبره حواريه أن أمه بالباب قال لهم ما معناه: من هي أمي ومن هم إخواني؟ أنتم أمي وإخواني (سفر متى، الإصحاح 12). فكيف يُعقل أن يقول للناس أعبدوني وأمي من دون الله، وهو يكاد ينكر أمه؟. وفكرة التثليث لم تدخل المسيحية إلا بعد أن اعتنقها الإمبراطور قسطنطين في عام 325 ميلادية أي حوالي 300 سنة فقط قبل أن يأتي محمد بدينه، وكان عيسى وقتها قد مات ولم يزعم أنه إله. فالله العالم ببواطن الأمور كان يجب أن يعرف أن عيسى لم يقل لهم ذلك. وإذا كان الله عالماً بذلك، فما فائدة السؤال غير الحشو الذي لا فائدة منه، أو لإيهام المؤمنين بأن الله يعرف ما يدور بين عباده؟ فلا أرى دقةً ولا إعجاز في هذا الحوار.
ثم يتحفنا الدكتور محمد الحسيني بشيء جديد لم أسمعه من قبل، فيقول (ويعجز اللسان عن وصف هذا المنطق العالي في هذا الحوار .. ولهذا يأتي وصف المولى ( عز وجل ) للجاحدين .. بقوله تعالى ..( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي
11-11-2007, 03:05 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ظاهرة وفاء سلطان... الوعي للجميع Gkhawam 2 919 03-10-2008, 03:04 PM
آخر رد: اسحق
  وفاء سلطان بين بلدوزر الإسلاميين ونقد العلمانيين Gkhawam 1 713 03-08-2008, 01:10 PM
آخر رد: Gkhawam
  محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 4/4 Gkhawam 1 621 11-14-2007, 07:56 AM
آخر رد: Gkhawam
  محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان - 3/4 Gkhawam 1 610 11-13-2007, 01:42 PM
آخر رد: Gkhawam
  محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان - 2 Gkhawam 1 655 11-12-2007, 11:25 AM
آخر رد: Gkhawam

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS