{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 4 صوت - 4 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #101
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
إن الموقف الأصولي الساعي لتطبيق الشريعة الإسلامية لن يملك ما يفعله سوى أن يقاتل العالم كله أو ينتحر ، أما البديل فهو حصر الفقه الديني في نسقه الوظيفي بعيدا عن عالم جديد متغير لا يعرف عنه شيئا .
الزملاء المحترمون .:97:
أستكمل التعليق على مداخلات الشريط .
خامسا : هناك حوار واسع بين الحركة الإسلامية و الغرب !.
إن الحوار الذي نتحدث عنه هو الحوار الحضاري الذي ينتهي بمساومات و تفاهمات تاريخية كشأن الكيانات الثقافية الكبرى ، و ليس مجرد تبادل المصالح الإنتهازية كما فعل الإخوان عندما تحالفوا مع السعودية و أمريكا ضد مصر الناصرية ،أو عندما تعاونت الجماعات الراديكالية مع السعودية و الأمريكان أيضا ضد السوفيت في أفغانستان،و ليس أيضا ما فعله الإخوان في العراق و ما يفعلونه في مصر الآن ، بل أن مثل تلك العلاقات التكتيكية الإنتهازية تنتهي عادة بكارثة عندما تدير أمريكا ظهرها للإسلاميين بعد أن يستنفذوا أغراضهم ، لهذا لا أعتقد أن إسماعيل أحمد أو غيره سيكون جادا عندما يتحدث عن حوارات ناجحة بين الإسلاميين و العالم الخارجي ، بل ياليت كان ذلك حقيقة أو شيئا قريبا من الحقيقة ،و لكن الواقع عكس ذلك كله .
إن العالم الغربي يرى أن الإرهاب الإسلامي هو أخطر ما يوجه البشرية الآن ،و يرى الجماعات الإسلامية الراديكالية هي عدوهم الجديد ، و أن مشكلة الإرهاب كلها منحصرة في المسلمين و عليهم حلها و إلا سيكون العالم مقبلآ على حرب عالمية جديدة ، و يلاحظ جونتر جراس الأديب الألماني حائز نوبل أن صدام الحضارات هو فقط بين العالم المتقدم الحداثي و العالم الإسلامي السلفي ، وهناك غيره كثيرون من مفكري الغرب و مناظريه يهاجمون الإسلام السياسي على مدار الساعة ، و القيادات الغربية ترفض المنطق القائل بأن ظاهرة الإرهاب الإسلامي هي مجرد عارض للمشكلة الفلسطينية ، فهذا التفسير وفق تصورهم يشكل تبريرا لعملية قتل الأبرياء ، ولا يوفر بيئة صالحة لحل الصراع .
المشكلة في جوهرها أن الإسلاميين يقودوننا بالفعل لمواجهة العالم كله ثم يفرون كالعادة إلى الجبال ، ومن يصر على مواجهة العالم سيدق عنقه و يسحق ، هذه معركة لا تكافؤ فيها ، العالم كله بقواه الإقتصادية و العسكرية و تفوقه الثقافي الكاسح في مواجهة مجموعات من الأميين الفقراء و المنغلقين عقليا من بقايا القرون الوسطى ،و ليس من الحكمة في شيء أن يصبح العرب كلهم مجرد رهائن للفكر الأصولي المعادي للبشرية .
سادسا : هناك مشروع إسلامي حضاري يراعي الخصوصية و الهوية .
لا يوجد تعبير يحتكر اللسان العربي و الأصولي منه على وجه الخصوص خلال المرحلة الزمنية الأخيرة مثل تعبير الخصوصية ، وهو يعني في جانب منه التميز و التفرد أما في حالتنا فهو يعني الإستثناء ، و الخروج عن الشكل القياسي للتطور الذي ساد في العالم الغربي و انتقل منه لاحقا لباقي أنحاء العالم .
إن التغيير و الإصلاح السياسي و الإقتصادي المستحق يرتبط بالقبول الثقافي ، وهذا القبول الجماعي هو الذي يوفر الأساس الوحيد لإنتقال فعال و آمن من حالة التخلف و الجمود إلى مرحلة الحراك و التطوير ، ومع غياب هذا القبول الثقافي تحت شعارات مثل الحفاظ على الهوية ( هكذا صار التخلف هويتنا ) ستضيع كل جهود التنمية مهما كانت دؤوبة . إن العالم كله يقف متعجبا من هذا المنطق ، فلا توجد ضرورة لإكتشاف المكتشف أو لإختراع العجلة مرة أخرى ، هناك بالفعل تراكمات حضارية هائلة حققتها المجتمعات الغربية بل و الأسيوية و هي قابلة للتكرار ، وهذا يمكن تحقيقه خلال عملية الهندسة السياسية للجتمعات العربية و الإسلامية خلال التعليم ووسائل الإعلام و أساليب الممارسات الثقافية .
إننا لسنا في حاجة لمبررات كاذبة كي نحافظ على أصولياتنا المتخلفة ، بل نحن في حاجة ماسة إلى تحطيم العزلة و قبول الآخرين و البحث عن جسور للتقاء بهم ، ففي زمن يكون فيه البديل هو الردع النووي لابد ان تحقق المجتمعات الأنسانية ولو الحد الأدنى من التفاهم لتفادي الكارثة ، و هكذا فليس من القبول أن نتبنى مشروعا إنعزاليا و نهدد الآخرين بالتفجيرات بين المدنيين تقربا من الله .
سابعا : الموقف الأصولي من غير المسلمين .
هناك تعبير مصري شائع عن رواية لإحسان عبد القدوس هو (إني لا أكذب ولني اتجمل) و الزميل الذي يحدثنا عن موقف الأصوليين المتسامح من غير المسلمين بما في ذلك المسيحيين الغربيين لا يتجمل فقط بل يتجاوزذلك !، لنتفق ببساطة أن الشريعة الإسلامية لا تقبل من غير المسلم سوى الإسلام أو الجزية أو القتل وهي لا تفرق في ذلك بين المسيحي المواطن و الأجنبي ، فالشريعة لا تعرف مبدأ المواطنة نهائيا ، و لا أعتقد أن إسماعيل أحمد جاد في حديثه عن موقفه الإفتراضي من المسيحيين اللهم إلا لو كان قد تخلى عن تطبيق الشريعة و تحول إلى العلمانية ، فكي نعرف موقف الشريعة من المخالف علينا أن نذهب أساسا إلى الأحكام التي يتوافق حولها جمهور الفقهاء ، ولا معنى لتسول تصريحات صحفية من هذا أو ذاك من ناشطي حزب سياسي لا يعبرون سوى عن أنفسهم ، للإنصاف يجب أن أقول أن الإسلام ليس منفردا في ذلك كله ، فلا يوجد دين واحد يساوي من ينتمي إليه بغيره ،و لكن القوانين المدنية الحديثة تفعل ذلك ، إن الأديان كلها و ليس فقط الإسلام لا تعرف حرية الرأي ولا حرية العقيدة ، وهذا منطقي كونها تحتكر الحقيقة ، فهي رؤية كلية بالطبيعة إقصائية بالتعريف ، و بالرغم من عدم ترحيبي الخوض في جدل ديني أراه مضيعة للجهد و الوقت ، سأحاول في المداخلة القادمة ، أن أثبت البديهة القائلة أن الشريعة الإسلامية لا تساوي المخالف بالمسلم حسما لأي جدل لاحق .
لنتفق ببساطة أن الشريعة الإسلامية لم تنصف غير المسلم ولا تضعه على قدم المساواة مع المسلم .. فهل مثلا يدفع المسلم الجزية ، و نتوقف هنا فمحاولة تبرير الجزية مثلها مثل تبرير السماح بالعبودية و تعدد الزوجات سيكون خطئا كبيرا،فكلها ثغرات في الشريعة الإسلامية لا يجدي معها محاولات التجميل ، بل ألا تروا معي أن محاولة تجميل الشريعة بما ليس فيها هو الذي يؤكد ما نقوله أنها فعلا في حاجة لتجميل شامل !. لا يبرر الجزية أن الإسلام لم يبتكرها بل وافق فيها شرائع الوثنيين ، لأنه لا يمكن قبولها على قاعدة من العدل، أيضا هل يمكن لغير المسلم أن يتزوج مسلمة كما يفعل المسلم ، وهل يمكن للمسلم أن يتحول عن دينه ، وهل يقتل المسلم بغير المسلم في ظل قوانين الشريعة الإسلامية ؟، لماذا لا نذهب مباشرة إلى النص القرآني مصدر كل تشربع ديني .
"قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ "التوبة-29
1-تفسير الجلالين :
"قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِر" وَإِلَّا لَآمَنُوا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّه وَرَسُوله" كَالْخَمْرِ "وَلَا يَدِينُونَ دِين الْحَقّ" الثَّابِت النَّاسِخ لِغَيْرِهِ مِنْ الْأَدْيَان وَهُوَ دِين الْإِسْلَام "مِنْ" بَيَان لِلَّذِينَ "الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب" أَيْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى "حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة" الْخَرَاج الْمَضْرُوب عَلَيْهِمْ كُلّ عَام "عَنْ يَد" حَال أَيْ مُنْقَادِينَ أَوْ بِأَيْدِيهِمْ لَا يُوَكَّلُونَ بِهَا "وَهُمْ صَاغِرُونَ" أَذِلَّاء مُنْقَادُونَ لِحُكْمِ الْإِسْلَام
2- تفسير ابن كثير :
ولا يخرج كثيرا عن تفسير الجلالين وقد حذفته منعا للإطالة و سأضعه في مداخلة منفصلة لاحقا ..
ولم يخرج عن ذلك تفاسير القرطبي و الطبري وغيرها، رغم هذا كله فلا يكتفي جمهور الفقهاء بالجزية بل هناك قواعد يرونها لتطبيق هذه الآية .
1- تقع على من تجوز أخذ الجزية منهم وهم أهل الكتابين و المجوس فقط .
2- أن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرين !.
3- لا تقع على المشركين ومن في حكمهم ولا على المرتدين .
هذا هو اللا إكراه في الدين فهل ترى في ذلك مساواة بين المسلم و المخالف ؟.لا تلك تفرقة تامة فهذا بالقطع يختلف عن حقوق المواطنة التي تعرفها الحضارة الإنسانية المعاصرة بلا قيد ولا جزية ولا حدود .
سوف أزيدك من قصيدة التسامح المدهشة تلك بيتا ، سأوضح لك باختصار أن آيات السماح في القرآن نسخت ( ألغيت حكما و إن بقيت نصا) بآيات السيف في سورة التوبة ، وهي آخر سورة في القرآن، فهل قرأت :
فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (التوبة 5 )
تفسير الجلالين .
"فَإِذَا انْسَلَخَ" خَرَجَ "الْأَشْهُر الْحُرُم" وَهِيَ آخِر مُدَّة التَّأْجِيل "فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ" فِي حِلّ أَوْ حَرَم "وَخُذُوهُمْ" بِالْأَسْرِ "وَاحْصُرُوهُمْ" فِي الْقِلَاع وَالْحُصُون حَتَّى يُضْطَرُّوا إلَى الْقَتْل أَوْ الْإِسْلَام "وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلّ مَرْصَد" طَرِيق يَسْلُكُونَهُ وَنُصِبَ كُلّ عَلَى نَزْع الْخَافِض "فَإِنْ تَابُوا" مِنْ الْكُفْر "وَأَقَامُوا الصَّلَاة وَآتَوْا الزَّكَاة فَخَلُّوا سَبِيلهمْ" وَلَا تَتَعَرَّضُوا لَهُمْ "إنَّ اللَّه غَفُور رَحِيم" لِمَنْ تَابَ.
الآية التي أوردتها الآن هي من سورة براءة و هذه السورة نزلت مجمعة ،قرأها علي بن أبي على الناس يوم الحج الأكبر في نفس العام الذي انتقل فيه الرسول إلى الرفيق الأعلى ، لأنه لم يشهد الموسم عامها - و لا يجعلها سورة درجة ثانية أن قرأها علي بدون بسملة أو سقطت البسملة سهوا من المصحف العثماني - هذه الآية نسخت ما قبلها شئنا أم أبينا ، وهي نزلت في وقت تمكن فيه الإسلام في الجزيرة ، و لم يكن المسلمون في حرب مع أحد ، وقد فهمها العرب كما شرحتها أنا ، فهي تعني أن السيف سيعمل في الرقاب قريبا ما لم تسلم القبائل ، فتسابقت وفودهم جزعا إلى مكة يعلنون إسلامهم . هل ترى ذلك تسامحا دينيا و قبول بالآخر ؟.
حسنا أعتقد أننا لا نحتاج إلى توضيح ولا قراءة مغرضة ، فقط نحتاج إلى الإقرار بأمانة كاملة أن الإسلام هو الدين الوحيد المقبول لدي المسلم ،وهو لا يعني مطلق من سلم وجهه لله ، بل هو دين محمد !. أنا هنا لا يهمني إدانة أو تبرئة أحد و لا آخذ الإسلام بجريرة أتباعه و لا بممارسات تاريخية و معاصرة متعصبة و دموية ، فقط أتحدث عن الشريعة الإسلامية الغراء السمحة كما يجمع عليها جمهور الفقهاء و أغلبية المسلمين لا أكثر.
أما عن رأي الإخوان رغم أنهم لا يملكون مصحفا غير ما اقتبست منه ولا فكرا غير ما عرضت ، و رغم أنهم يغيرون تصريحاتهم بلا انقطاع ، أقول لكم :
1- هل سمعتم عن رأي مرشد الإخوان الأشهر مصطفى مشهور الذي طالب بفرض الجزية على المسيحيين و منعهم من تولى مناصب الولاية كالقضاء و الشرطة و حرمناهم من الجندية ؟.
2- هل هناك بينهم من يبيح تحول المسلم إلى المسيحية أو زواج المسلمة من مسيحي ؟.أم أن ذلك مرفوض لأنه ضد الدين ؟.
3- وهل هناك من يقول بقتل المسلم بغير المسلم في ظل قوانين الشريعة الإسلامية ؟.
قناعتي الخاصة أن الأصوليين هم آخر من يصلح للحوار بين الحضارات أو الثقافات أو حتى للعمل السياسي أو العام ، إن خلط الدين بالسياسة أو الحياة العامة هو إفساد للسياسة و الأخطر إفساد للدين ، فالحياة المعاصرة هي مجموعة من الأنساق الوظيفية ، و الدين هو أحد تلك الأنساق و يلعب دوره الوظيفي كداعم نفسي و أخلاقي لا أكثر ، إن الدين هو شأن شخصي و يجب أن يظل ذلك ، نعم يمكن لأي مجتمع أن يحكم نسقه المعتقدي في مختلف الأنساق الوظيفية الأخرى و لكنه بذلك سيتواجه مع العالم كله و سيدق عنقه بلا جدوى ، اللهم تأكيدا لمقولة معروفة هي أن الحماقة أعيت من يداويها .
إن الموقف الأصولي الساعي لتطبيق الشريعة الإسلامية لن يملك ما يفعله سوى أن يقاتل العالم كله أو ينتحر ، أما البديل فهو حصر الفقه الديني في نسقه الوظيفي بعيدا عن عالم جديد متغير لا يعرف عنه شيئا .
واسلموا جميعا لكل خير .
11-17-2007, 12:28 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
إسماعيل أحمد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,521
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #102
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
أما أن المشروع الإسلامي الحضاري ليس إلا خطابا حداثيا لمضمون أصولي كما يحاول الزميل تسويقه! فذلك تجن أعذر قائله به، وإن كنت أتمنى عليه أن يكون أكثر موضوعية، ولا يحمله شنآن المشروع الإسلامي على هذه الأغاليط!

المشروع الإسلامي الحضاري هو رؤية متجددة نقدمها لشعوبنا ولكافة القوى الفكرية والسياسية الحاكمة.
وهو بمثابة كلمة سواء موجهة لجميع أبناء الوطن، تتطلب تعاون كل الخيرين الحريصين على نهضة الوطن ورفعة شأنه.
أو إن شئت: إعلان مبادئ وتوجهات نقدمها من خلال فهمنا لشمولية الإسلام، بهدف خدمة الوطن بكل فئاته من خلال قيم الإسلام ومبادئه العادلة.

إنه ليس تجميلا ولا كذبا يا بهجت، ولو تحررت من عقدتك حول الإسلام لاستطعت استيعاب ما أقول..

ثمة إشكال بنبغي إماطته عن الأذهان، في إطار حديثنا عن أولوية الشريعة الإسلامية، في تحديد مصدر رؤيتنا ومنطلق تفكيرنا، إذ سيحلو للبعض، وسيتوهم آخرون، أن حديثنا عن الشريعة الإسلامية يعني أننا سنجابه العصر وتطوراته وتحدياته (بمجلة الأحكام العدلية) أو (بحاشية ابن عابدين)!!
أننا مع كل إجلالنا وتقديرنا، للتراث الفقهي لهذه الأمة بكل عطاءاته الغنية والفريدة، نعتبره ثروة لنا وغنى ومنيرات تنير لنا جوانب الرؤية وأبعادها، وتفتح أمامنا آفاق النص الشرعي، وتعيننا على إدراك المزيد من (الإتاحات) التي تحتملها النصوص الشرعية وتسمح بها.
ولكن هذا التراث بكل جلاله وغناه، غير ملزم لنا، ومنذ قرن الإسلام الثاني، قال إمام عظيم من أئمة هذه الأمة عمن سبقه (هم رجال ونحن رجال) وهي عبارة تمثل منهجاً شرعياً وحضارياً له آفاقه ومقتضياته التي تلقي عبئاً ثقيلاً على علماء الأمة، وقادة الرأي والفكر فيها في كل زمان.
وإذا كان القليل من الثقافة قد زين لفئة من أبناء الأمة الانخلاع عن الشريعة، والجري وراء (الآخر) الحضاري أو الفكري أو العقائدي، كما أن القليل من العلم قد زين لآخرين أن يصبوا الشريعة في قوالب جامدة من فهوم السابقين، أو من فهموهم الخاصة؛ فإن منهجية الإسلام الخالدة لم تربط المسلمين قط بغير الكتاب والسنة، وما يستنبط منهما في كل عصر، وعند كل نازلة ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم.. ) وأي حال لأمة غاب عنها ولي أمر راشد، وصاحب علم يستنبط، ما يلبي حاجاتها، ويحقق مصالحها ؟!
وكما كان للبعد الزماني بالانتقال من عصر إلى عصر، خصوصيته في فهم النص الشرعي، وفي الاستنباط منه ما يوافق حاجات المسلمين، فإن للبعد المكاني أيضاً أثره في هذا الفقه، إذ من قواعد الفقه المقررة (تتغير الفتوى زماناً ومكاناً.) وقد سبق أن كان للإمام الشافعي مذهبان قديم عراقي وجديد مصري. وبالتالي فإن الواقع الاجتماعي بكل أبعاده: الفكرية والثقافية، والسلوكية، من عادات وتقاليد، وأنماط للعيش، كل ذلك الواقع معتبر كأساس لحياة الناس، تستند عليه الرؤية النهضوية لأي مشروع حضاري، تعتمد الصالح منه، وتقوم المعوج، وتضبط الإفراط أو التفريط فيه.

وفي أساسيات مشروعنا العام، أننا لا نتحرك في فراغ، ولا ننشئ أمة من عدم، ولا نخاطب جاهلية جهلاء، وإنما نستند على تراث إسلامي اجتماعي عمره ألف وخمس مائة عام، صحيح أن هذا التراث قد أصابه الوهن، ودخل عليه القليل أو الكثير من الخلل هنا وهناك، إلا أنه مازال، في اجتهادنا، أساساً صالحاً للتقويم والتسديد والترميم. وربما نقارن موقفنا هذا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) قال ذلك وهو يبشر بدعوة ربانية في مجتمع جاهلي. فكيف لنا أن نهدر جهداً إسلامياً عمره ألف وخمس مائة عام، لنقول إننا نتحرك في وسط جاهلية لا تمت إلى الإسلام ؟!!


إن الواقع الاجتماعي لشعبنا، وما يزخر به من عقائد وأفكار وعادات وتقاليد، يشكل أرضية مادية ملموسة لمشروعنا الحضاري، وهذا الواقع موضوع في دائرة النظر والتأمل، يقبل منه ما أقرته الشريعة، وتحققت به المصلحة، وقام عليها بنيان الحياة، وينفى عنه وعن الحياة عامة، ما كان تركة جهل، أو ركام تخلف، أو ما تجاوزته طبيعة العصر وحركة الحياة.

ثم إن الخوض في تاريخ الأفكار، بداياتها وتفاعلاتها، وتجلياتها، فن لم يقاربه مثقفونا ومفكرونا، إلا القليل، وإذا كان قد حلا للبعض أن يربط واقع الحضارة الإنسانسة اليوم بكل أبعاده بأصولها، اليونانية، عبر جسر أثيري متوهم، فإن من صميم موقفنا الشرعي والحضاري أن الحكمة ضالةٌ لنا، ومهما كانت مشاركتنا في بناء الحضارة الإنسانية كبيرة أو ضئيلة، فإننا نعتقد أن ثقافات الأمم، وتجارب الشعوب، ومعطيات الحضارة الإنسانية بشقيها المادي والمعنوي هي مصدر إغناء لمشروعنا الحضاري، (فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها.) والاستفادة من تلك المعطيات يبقى محكوماً بضوابط الرؤية الشرعية الذاتية لما ينفع الناس.

إن منطلقاتنا الأساسية في مشروعنا الحضاري المستقبلي هي الشريعة الإسلامية بكل عطاءاتها الثرة، متمثلة في الكتاب والسنة، والثروة الفقهية لأجيال العلماء السابقين هي منيرات تنير لنا جوانب النص الشرعي، وتعيننا على فهمه وحسن التعامل معه، لنستنبط منه ما يناسب عصرنا وواقعنا. وواقع الحياة الاجتماعية والسياسية لأي مجتمع مسلم هو الأرضية التي يقام عليها بناء أي مشروع مستقبلي. وأخيراً؛ فإن ثقافات الأمم، وتجارب الشعوب، ومعطيات الحضارة تشكل رافداً مهماً لرؤيتنا في إطار من الضوابط الذاتية النابعة من شريعتنا وقيمنا.

في هذا الإطار لا يمكننا الحكم على تصيد فتوى هنا، او تصريح منفلت هناك بأنه هو القاعدة وما سواه الاستثناء!

بين يدي الجميع بيانات الجماعة ومشاريعها المتطورة منذ رسائل البنا التي كانت لعصرها، ولا يزال عطاؤنا واجتهادنا مفتوحا ومعروضا للتقويم والتسديد والترميم...

لا نزعم أننا برآء من الخطأ، ولا أننا سنحقق لشعوبنا المعجزات، ولا أننا سنؤسس لجنة الله على الأرض، فللجنة وقتها، وللحياة بمكابداتها ورفاهيتها، وكفايتها ونقصها، وعدلها وقسوتها سلطانها على الجميع لا نستثني دينا ولا عرقا ولا حزبا ولا دولة..

تصبحون على خير :redrose:
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-17-2007, 12:55 AM بواسطة إسماعيل أحمد.)
11-17-2007, 12:53 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #103
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
لهذا يجب أن نستحدث فقها جديدا تماما متحررا من المفاهيم الأصولية التي خنقت الإسلام و كبلت روحه في ظلمات الجب العميق المظلم .
Array
الأخ بيدعو لقتل أكثر من نصف أعضاء المنتدي وبعد كده يقولك أسلموا لود وإحترام!!!
[/quote]
الأخوة الكرام .(f)
عودة إلى حد الردة .
عند مراجعة الشريط وجدت هناك قضية محورية لابد من حسمها ،وهي
هل يصر الأصولي على تطبيق حد الردة لأنه تقي ورع غيور على الدين و تطبيق الأوامر الإلهية ، أم لأن هذا الحد الفقهي يلائم تحيزاته السياسية و نسقه الثقافي و شخصيته السيكوباتية ،و بالتالي يكون الإصرار على إعمال الحد هو في حقيقته تنفيس عن توترات عصابية و تحريض على الإرهاب و تسويغ للإغتيالات السياسية ؟.
دون تعقيدات كبيرة أقول مباشرة أني أرى الرأي الثاني ،وهذا ما سأدلل عليه الآن بنقد المنطق الأصولي و إثبات تهافته .
يقول المنطق الأصولي أن :
1- هناك إجماع من الفقهاء على حد الردة .
2- هناك إجماع من الفقهاء على أن منكر معلوم الدين بالضرورة مرتد .
3- الأصولي لا يظلم المرتدين بإغتيالهم أو التحريض على قتلهم و لكن هم أنفسهم يظلمون .
4- لا يجب أن يغضب أحد من آراء الأصولي لأن تلك أوامر إلهية لا يمكن لمؤمن مخالفتها .
5- الحرية الفكرية و حرية العقيدة هي محاربة لله و لرسوله .
6- هناك في الشريعة فرق بين الردة الفردية و الردة الجماعية و بين المحارب و مفارق الجماعة .
و أقول كل تلك المقولات هي أقوال مرسلة لا تصمد لنقد حقيقي .
1- أجماع الفقهاء على حد الردة و تكفير منكر المعلوم من الدين .
أي إجماع هذا الذي لم يجمع عليه أحد !، الإجماع هو في التعريف الأصولي اجتهاد رجال الشورى في عصر من العصور فيما يعرض عليهم من حوادث تناولوها بالبحث و اتفقت آراؤهم فيها ، هكذا نجد أن الإجماع هو مجرد اجتهاد سبيله الاستشارة استخلاصا لحكم شرعي في ضوء قواعد يتوافق المجتهدون حولها ، هذا الاجتهاد بالتالي سيكون خاضعا في تكوينه مثل أي اجتهاد آخر لمجموعة عوامل منها التكوين النفسي و المناخ الثقافي ( الأيكولوجيا الثقافية ) و المرجعية المعرفية و المنهج العقلي المتبع و كلها عوامل بشرية ، هكذا نجد أن الإجماع مجرد رأي مرتبط بمن قاله و بما قيل فيه ، وهو قد أقيم على منهج عقلي ذي مرجعية نصية و متغذيا على مخزون الخبرة لدى صاحب الرأي و بالتالي هو لا يلزم سوى صاحبه ومن يشاركه قناعاته ، فلا يوجد سبب واحد منطقي يدفعنا كي نصوغ حياتنا على هدي أفكار أجمع عليها بعض من الأعراب في منعزلهم الصحراوي منذ 1200 عام أو أكثر بحجة أن تلك الأفكار -وربما الهواجس- هي صحيح الدين ، لقد استقرت في وجدان العقل الجمعي المسلم مسلمات ليست مما ينبغي التسليم بها لمجافاتها للمعقول و لأنها أنتجت بمسلمات مفروضة بقوة الإذعان الديني و ليس بقناعة المنطق .
يا سادة منذ ما قيل عن فكرة الإجماع وهي تواجه بالإنكار و باستحالة التحقيق ، فمنذ البداية هي محل خلاف الخوارج و الشيعة ، كما عارضها الشافعي في غير ما يتصل بأصل الفرائض ، و في العصر الحديث عارضها الشيخ محمد عبده و الشيخ محمود شلتوت الذي وضع ضوابطا للإجماع يستحيل تحقيقها ، هناك أيضا أسباب سوسيولوجية تؤكد استحالة الإجماع مثل تفرق العلماء في الأمصار و اختلاف الأعراق و اللغات و المصالح و درجات الرقي و مستويات المعيشة ، ناهيك أن هناك خلل بنيوي في منهج الإجماع ذاته ، فيحال لآلية الإجماع ما ليس قرأنا ولا سنة نبوية و إلا لأحتج بهما دون حاجة لمصدر آخر ، و طالما الإجماع لا يكون حول القرآن ولا السنة فهو خارج مجال المعطى الإلهي و يندرج في مجال المعطى البشري الذي لا إلزام فيه ولا حجة له لا يوجد ما يعرف بالإجماع لأنه لم يوجد قط ،و الإجماع هو إجماع لمذاهب لا حصر لها يدعي كل أن مذهبه هو ما اجتمعت عليه الأمة ، و النتيجة أصبح لدينا عدد من الإجماعات بعدد المذاهب و النحل الإسلامية .
الإجماع .. إذا .. مجرد رأي .
من هذا نقول أنه لا يوجد إجماع على شيء من الأصول أو الفروع بما في ذلك حد الردة ، وهناك العديد من الفقهاء الذين لا يشكك أحد في تقواهم و عدلهم يؤكدون ألا حد للردة في الإسلام ، ومن هؤلاء جمال البنا و غيره ،و هذا الرأي أقرب لمفاهيم الحضارة و حسن الظن بالله .
2- مسؤولية الأصولي عن موقفه التكفيري و نشاطه الإرهابي .
بعد أن نسفنا فكرة الإجماع نسفا في الفقرة السابقة ،و بعد أن أوضحنا في مداخلة سابقة فقرة (التحدث بإسم الإسلام) تعددية الفكر الإسلامي بتعدد المسلمين و تنوع نماذجه القياسية بتنوع الإجتهادات الحرة ، يصبح المسلم مسؤولا عن موقفه الإنتقائي مسؤولية تامة ، و لا مجال هنا للتحجج بالإسلام تبريرا لفكر إرهابي أو سلوك إجرامي ، بالقطع لن أحتكر الإسلام كما يفعل الأصولي عندما يدعي أن نموذجه المصمت العنيف هو الإسلام – حاشا لله – و لن أدعي في المقابل أن النموذج الليبرالي المتحرر من الإسلام هو الدين الصحيح و غيره ليس من الإسلام في شيء ، لا كل تلك الإجتهادات و التحيزات هي من الإسلام فالدين دائما حمال أوجه ، و لكن مسؤوليتنا نحن أن نختار أي إسلام نؤمن به ،و علينا أن نتحمل مسؤولية خياراتنا كالرجال ولا داعي لإسقاط أمراضنا النفسية على العقيدة المحمدية ، الأصولي الذي يكفر المخالف و يحرض ضده هو إرهابي يستحق معاملة المجرم وفقا للقوانين السارية و المتعارف عليها دوليا و محليا ، و القبول بغير ذلك هو سوء ظن بالله و بمحمد و بالبشرية وقبول بأن يتحول البشر إلى حيوانات تذبح عندما لا يوافقون عصابات بعينها .
3- الردة الفردية و الجماعية و المحارب و مفارق الجماعة .
التفرقة بين الخروج من الإسلام الفردي و الجماعي و التفرقة بين المفارق و المحارب كلها تعبيرات فقهية تاريخية لا علاقة لها بعالمنا المعاصر ،و الفقه هنا بمعنى إجتهاد السلف الغابر في أمور العقائد ، فالفقه الإسلامي القديم لا يعرف شيئا مثل حرية العقيدة ، فتلك الحرية هي منتج حضاري حديث العهد بالتطبيق ، و لهذا يجب أن نستحدث فقها جديدا تماما متحررا من المفاهيم الأصولية التي خنقت الإسلام و كبلت روحه في ظلمات الجب العميق المظلم .
11-18-2007, 05:49 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #104
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
إن الحرية تعني المسؤولية لهذا يخافها معظم الناس . برنارد شو.

الزملاء المحترمون .
كل إعزاز و تقدير .:97:
بداية أريد أن أؤكد نقاط بعينها و أن أضع تحتها خطا ثقيلا بالفلوماستر .
1- إني من الذين يرون الكتابة عملآ جادا للغاية ،و عندما أشرع فيها أضع سدا كبيرا بين موضوع الحوار من جانب ومشاعري الشخصية و حتى أفكاري السابقة من جانب آخر ، لهذا أبذل غاية جهدي كي أنسى كل شيء عن جغرافية الموقع الحواري و تاريخي الفكري ، و ببساطة أراني عندئذ أشبه بالجراح الذي يحتم عليه ضميره وواجبه أن يجري العملية الجراحية بنفس الكفاءة سواء لإبنه أو عدوه ، يكفي أن أخبر الزملاء أني طرحت في هذا النادي تحديدا شريطا خاصا أنصف فيه سيد قطب بالرغم أنه نقيضي الشخصي في كل شيء قلبا و قالبا ، هذا الشريط بعنوان (الأستاذ سيد قطب .. نظرة محايدة ) ، وفقا لنفس المعايير أفصل تماما بين فرج فودة الصديق و فرج فودة المفكر العقلاني ،و أفصل أيضا بين محمد الغزالي رجل الدين و محمد الغزالي المشارك بالتبرير في جريمة إغتيال فرج فوده ، هذه الموضوعية الصارمة هي سمة أساسية للفكر العقلاني الذي أنتمي إليه .
2- إنني لا أسعى لتبرئة فرج فودة فهو ليس مدانا أو متهما بشيء اللهم إلا إذا كانت الحضارة و الرقي الفكري نوعا من الخيانة العظمى.
3- أن أسوأ ظنوني بالإسلاميين لم تصل أبدا إلى الدرجة التي تكشفت في قضية فرج فوده ، فهم – إلا قليلا - ينفردون بغلظة فجة بدائية ،و يفتقدون الحد الأدنى من الحس الإنساني المرهف ،و لا يتورعون عن الكذب و التدليس و الحنث في اليمين ، نعم كنت أرى الغزالي مثلآ متعسفا و منحازا ،و لكني اعتقدت أن ذلك كله نتيجة تشوهات في منهجه الفقهي و ليس ثقوبا في صميم نسقه المعتقدي ، و أن هذا النسق يسوغ له الكذب و التدليس لمصلحة يراها .
إستطرادا مع ما يثيره الشريط من قضية هامة هي تكفير المثقفلين بدعوى الردة سأضع هنا مداخلة جديدة ، و ستكون إستكمالا للمداخلة السابقة التي أردت فيها تبرئة العقيدة الإسلامية من التطرف الوهابي ، وما يحاول أن يلصقه بها الأصوليون سواء بجناحهم السياسي الإخواني أو الحركي كالقاعدة و الجهاد و غيرهما من عنف قبيح يمجه الخلق القويم ، أذكركم أني لم أدع أن الوهابية و الإخوانية ليستا من الإسلام ،و لكنهما و جه أصولي من أوجه عديدة للإسلام حمال الأوجه ، و أن كل إنسان يختار من الإسلام ما يتوافق مع ثقافته و تكوينه العقلي و تربيته و نسقه المعتقدي ، لهذا لن نفاجئ أن نجد هناك مسلمين ورعين يرفضون العنف كلية و يرون مرتكبيه مجرد مجرمين ،وهؤلاء القتلة في إعتذارهم بالدين مثل اللص الذي يعتذر بصراع الطبقات ،مجرد مدعين أو متهوسين يفتقدون الإدراك السليم ،و لأن الرجال يعرفون بالحق و لا يعرف الحق بالرجال ، فالإرهابي الذي يمارس الإرهاب أو يبرره و يسوغه و يجمله بنصوص دينية ، هو مجرد مجرم مثل غيره من المجرمين يجب عقابه وفقا للقوانين السائدة في العالم كله ، بصرف النظر عن مكانته الإجتماعية أو دراسته لمناهج فقهية فهمها بعقله المريض .
في كل الطرح السابق تناولت القضية داخل الإطار الديني موضحا التباين في النماذج الفقهية داخل نفس الإطار ، و لكن القضية ستبدوا مختلفة تماما داخل الإطار الحضاري و بمنظار الحداثة ، بداية أطلب من أي متابع أصولي التوقف عند هذه النقطة و تدبرها ، فباقي المداخلة لن يفهم منها شيئا نهائيا سوى أن تكون ليا بالألسن و حربا على الله ورسوله و كشفا عما في الصدور ..... الخ .
الآن سندخل الإطار الحضاري كي نوضح الموقف من قضية حرية العقيدة و التكفير ،وهو الموقف الذي يشارك فيه العديدون في هذا النادي و خارجه ممن ينتمون لنفس الثقافة العقلانية ويؤمنون بمرجعيتها العلمية ، مؤكدا أن هناك تنوع كبير للغاية داخل الإطار الحداثي و أنه ليس كلآ واحدا ، فهناك ليبراليون و ماركسيون و عروبيون و ... و ... و لكن أيضا هناك خصائص مشتركة أساسية لمنتسبي هذا الإطار أهمها المرجعية المعرفية العلمية ،و القبول بالمعايير القيمية المستمدة من الحضارة العالمية المعاصرة .
1- في الإطار الحضاري يحتكمون لمناهج التفكير المنطقية و يدينون بالمرجعية العلمية ، و يلتزمون بالقوانين الوضعية ، و يقيسون في تقديراتهم الأخلاقية على مبدأ النفعية العامة ، و هم أيضا يرفضون الخضوع لأي سلطة شمولية بما في ذلك السلطة المزعومة لرجال الدين .
2- في هذا الإطار يكون الدين شأنا شخصيا و ليس قضية عامة ، لهذا لا يهتمون بدين المشارك إلا أن يكون أصوليا يقحم عقيدته الدينية في الحوار ، هنا يبدأون في معاملته بحرص و توجس كما يعامل الناقل لفيروس الإيدز أو القادم من سفر بعيد و عصر موغل في القدم كأصحاب الكهف في الأسطورة الشهيرة ،و هذه التشبيهات لا تحمل شيئا من المبالغة .
3- لا يحكمون على المذاهب و النظريات و المعتقدات سوى بمقياس واحد هو معقباتها ، فالحكم على نسق المعتقد يكون بالنتائج المترتبة على الإيمان بهذا النسق وممارسته وليس بمعيار الحرام و الحلال ، فإذا ترتب على ذلك النسق مقدرة أعلى على الفهم و التفسير و السلوك الإيجابي للأفراد و المجتمعات قبلوا به حتى يظهر البديل الأفضل وهكذا .
4- هم يستخدمون مصطلحات مختلفة جدآ عن المتداولات الأصولية ، تلك المصطلحات تعبر أيضا عن مفاهيم مناقضة لتلك المرعية كدعمات في الإطار الديني النصي ، هم يرون المصطلحات التراثية مثل الحدود و الردة و الشياطين و الجان و إجماع الفقهاء و ...و .... مجرد منتجات ثقافية تاريخية فقدت صلاحيتها منذ قرون ، فهم يسمون الأشياء بمسمياتها العلمية المتعارف عليها في المجتمعات المتحضرة المعاصرة ، فهم لا يسمون قوانين العقوبات بالحدود كما يفعلون في بادية الجزيرة ، ولا يسمون حرية العقيدة بالمصطلح التراثي ( الردة ) و بالتالي لا يقرون شيئا مثل حد الردة ، أيضا لا يقبلون شيئا مثل معلوم الدين بالضرورة ولا يرتبون أي معقبات على معرفة أو إنكار مثل هذا المعلوم ، فالمعلوم الملزم لا يكون بغير إجماع المجتمعات الإنسانية الحرة و نشره للكافة وهذا الإجماع ليس ذلك المتوهم في التراث ،و لكنه المذاع في الإعلانات العالمية الصادرة عن المؤسسة الدولية الوحيدة الملزمة للجميع بالتوافق و الموافقة وهي هيئة الأمم المتحدة .
5- هم يتشربون حتى النخاع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، و بشكل خاص حرية العقيدة التي يفهمونها كحق طبيعي تماما مثل حق الحياة ، و هم أيضا يسعون مع الساعين لتوسيع الحقوق الإنسانية لتشمل حقوقا أخرى مثل حزمة الحقوق الثقافية .
6- هم لا يقرون الحكم على العقائد و بالتالي يجرمون ممارسات مثل تكفير الآخرين و يرونها نقصا في الإدراك الحضاري و قرحة في الأخلاق ، ومن يحاول تسويغ مثل هذه الممارسات بينهم كعقيدة ، يرونه أشبه بإفريقي من أكلة لحوم البشر يذهب إلى باريس متبرعا بتعليم المجمع العلمي هناك كيفية طهي اللحم البشري ، بعبارة محددة يرون في مثل تلك الممارسات كلها تنطعا و همجية و مفارقة للعصر و قيمه .
7- هم في عالمهم الحر المتحضر لا يسعون لتبرئة أحد من الإعتقاد مهما كان المعتقد ،ولا يعترفون بشهادات الفقهاء في أمور الضمير ، فمثل تلك الشهادات لا تلزم سوى من يقدس منهج ذلك الفقيه و يقبل حاكميته ، ومن يفعل ذلك يرونه أبلها مطلق البلاهة .
8- معظمهم يرفض معاقبة أي صاحب عقيدة مهما كانت متطرفة ،و لكن الغالبية ترى حظر و تجريم التبشير و نشر المعتقدات التي تحرض على الجرائم الحضارية مثل إستخدام القوة في الصراعات المختلفة و الدعوة للرق و تجارة المخدرات و الإرهاب الديني و التفرقة العنصرية و إستعباد المرأة و تلوث البيئة و غيرها من الجرائم المشابهة .
9- هم لا يرون الأصولي مناظرا بالمعنى الدقيق للكلمة ،و يشعرون حياله بمزيج من إحساس الشفقة و أيضا النفور ، فليس مريحا أن تكون مضطرا للتعامل مع أشخاص يختلفون عنك في كل شيئ ،ولا يقدمون لك سوى التخلف المعرفي كشيء مقدس ، و هم يرون أنه ليس من التسامح التسامح مع عدم التسامح ، ومن يفعل ذلك سيعرض نفسه لمخاطر قاتلة ، فالمتعصب خطر دائم على الآخرين و على نفسه أيضا .و اسلموا لكل عقل و حرية .
11-20-2007, 11:40 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
neutral غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,786
الانضمام: Mar 2004
مشاركة: #105
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
Arrayهل يصر الأصولي على تطبيق حد الردة لأنه تقي ورع غيور على الدين و تطبيق الأوامر الإلهية ، أم لأن هذا الحد الفقهي يلائم تحيزاته السياسية و نسقه الثقافي و شخصيته السيكوباتية ،و بالتالي يكون الإصرار على إعمال الحد هو في حقيقته تنفيس عن توترات عصابية و تحريض على الإرهاب و تسويغ للإغتيالات السياسية ؟.[/quote]

تلك الفقرة جعلت سؤال غريب يقفز إلي رأسي

حد الردة هو الحد الوحيد الذي حاول الأصوليون تنفيذه علي أرض الواقع( فرج فودة, نجيب محفوظ, سلمان رشدي إلخ) في حين لم نسمع أبدا أنهم مثلا حاولوا قطع يد سارق أو جلد شارب للخمر أو رجم زاني !
فماهو السر وراء إعجابهم وإصرارهم علي تنفيذ حد الردة دون غيره من الحدود؟
11-20-2007, 06:09 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
نسمه عطرة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 11,293
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #106
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .

حد الردة هو الحد الوحيد الذي حاول الأصوليون تنفيذه علي أرض الواقع( فرج فودة, نجيب محفوظ, سلمان رشدي إلخ) في حين لم نسمع أبدا أنهم مثلا حاولوا قطع يد سارق أو جلد شارب للخمر أو رجم زاني !
فماهو السر وراء إعجابهم وإصرارهم علي تنفيذ حد الردة دون غيره من الحدود
>>>>>>>>>>>>

يا سلام عليك يا نيوترال في طرح هذا السؤال
لأن الأوائل أصحاب عقول
والآخرون أصحاب شهوات وبطون
ويتقابلان مع الفتة والهبر :haa:
11-20-2007, 07:29 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
neutral غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,786
الانضمام: Mar 2004
مشاركة: #107
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
Array
حد الردة هو الحد الوحيد الذي حاول الأصوليون تنفيذه علي أرض الواقع( فرج فودة, نجيب محفوظ, سلمان رشدي إلخ) في حين لم نسمع أبدا أنهم مثلا حاولوا قطع يد سارق أو جلد شارب للخمر أو رجم زاني !
فماهو السر وراء إعجابهم وإصرارهم علي تنفيذ حد الردة دون غيره من الحدود
>>>>>>>>>>>>

يا سلام عليك يا نيوترال في طرح هذا السؤال
لأن الأوائل أصحاب عقول
والآخرون أصحاب شهوات وبطون
ويتقابلان مع الفتة والهبر :haa:
[/quote]
سؤال أخر قفز لذهني

ليه خالتي بتحب هذا الأرنب الراقص?:10:
11-21-2007, 06:08 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #108
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
مرضى لا دعاة ولا قضاة .Array
تلك الفقرة جعلت سؤال غريب يقفز إلي رأسي

حد الردة هو الحد الوحيد الذي حاول الأصوليون تنفيذه علي أرض الواقع( فرج فودة, نجيب محفوظ, سلمان رشدي إلخ) في حين لم نسمع أبدا أنهم مثلا حاولوا قطع يد سارق أو جلد شارب للخمر أو رجم زاني !
فماهو السر وراء إعجابهم وإصرارهم علي تنفيذ حد الردة دون غيره من الحدود؟
[/quote]

الأخ نيوترال .(f)
يسعدني مشاركتك في هذا الشريط ،و أرجوا أن أسمع رأيك في هذه القضية بالذات ، تكريس الأصولي لقضية الردة و ممارسات التكفير .
كما ربما تلاحظ أني أضع الأصولية على رأس الأخطار التي تهدد مصر ، و لأني من جيل يقدس هذا الإسم و يضعه فوق كل شيء آخر ، فإني متابع مثابر لكل ما يحيط بهذه الظاهرة ، و خلال متابعة لصيقة لظاهرة الأصولية الإسلامية أصبحت مقتنعا أننا لن نفهم العقل الأصولي لو اعتقدنا أنه يفكر مثل الأسوياء ، حتى لو كان هذا الأصولي أخي التوأم و خضع لغسيل المخ الذي يمارسه الإسلاميون لفترة مناسبة فلن يمكنني بعد ذلك التواصل معه بالمعنى الحضاري ، فكل المفردات التي نتعارف عليها و نتواصل بها ينظر إليها الأصولي بشك وريبة و لن يفهم منها شيئا ، ذلك ليس بسبب ركود عقلي و لكن لأنه يعيش في عالم موازي و ليس في عالمنا الواقعي ، إنه يعتقد حرفيا في كل التعبيرات التي نسخر منها ، فهو يعتقد مثلآ أن الجان يتدارسون معنا ما نكتبه و لعلهم يوحون لنا بكل ما نكتب .
المشكلة تكمن أنه في النهاية لا يمكن تغيب العقل كل الأوقات لدى كل الأصوليين ، و بالتالي يفيق بعضهم أحيانا من غيبوبته الذاهلة و يشعر بدونيته و أنه فقد الكثير و تخلف عن مناظرين كان يتفوق عليهم في كل شيء ، و بدلآ من مواجهة هذا الواقع و التغلب عليه فإنه يهرب مرة أخرى إلى نوع مركب و خطير من الوهم ، فالأصولي المستفيق يعيد بناء تقديره لنفسه خلال مواقف عصابية سادية ضد الآخرين الذين يصمهم بالكفر وهو شيء يتيح له التنفيس العنيف عن تأزمه الداخلي بشكل مبرر لديه ، هو يحاول أن يقضي على هؤلاء الذين يتوهم أنهم استلبوا فرصته خلال آلية التكفير و الإدانة بالردة ،و الردة هنا هي كل ما ينتمي لعالم الحرية و التفوق و المدنية ، و لو كان الأصولي تقيا معنيا حقا بنشر تعاليم الأديان كما يدعي لأهتم أساسا بنشر القيم الأخلاقية و ليس إدانة المخالف و قتله ،و لكن هذا لا يحدث أبدا فإما أن تجد هناك الورع المسالم أو الأصولي العنيف ولا توسط هناك ، بل ليس نادرا ما تقابل إنسانا مثل أبو حمزة المصري غاية في التهتك و الإنحلال ( يتسافد كالحمر ) و لكنه ملتحي و يتحدث بدون توقف عن ضرورة تطبيق الحدود و قتل العلمانيين الكفرة .
بعد سنوات من المتابعة الدؤوبة صرت الان مستعدا أكثر لقبول فكرة أن الأصولية ليست ظاهرة دينية بل هي في جوهرها أزمة ثقافية تصيب بعض المجتمعات دون أخرى لأسباب متفاوتة ، إن سلوك الأصولي لا علاقة له بأي دين بل بتأزمه الداخلي ، ولو لم يجد الأصولي نصا إسلاميا يبرر به ممارساته لبحث عن نصوص في الماركسية أو حتى في الإلياذة و كليلة و دمنة ، لهذا يجب إخضاع الظاهرة برمتها للفحص المنهجي بواسطة مختصين في علوم النفس الفردية و الإجتماعية و أيضا علوم المعرفة و أنساقها و ليس للمراجعة الفقهية و النصوص الدينية .
11-21-2007, 01:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Waleed غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
مشاركة: #109
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
(f)Array
تلك الفقرة جعلت سؤال غريب يقفز إلي رأسي

حد الردة هو الحد الوحيد الذي حاول الأصوليون تنفيذه علي أرض الواقع( فرج فودة, نجيب محفوظ, سلمان رشدي إلخ) في حين لم نسمع أبدا أنهم مثلا حاولوا قطع يد سارق أو جلد شارب للخمر أو رجم زاني !
فماهو السر وراء إعجابهم وإصرارهم علي تنفيذ حد الردة دون غيره من الحدود؟
[/quote]


Array
مرضى لا دعاة ولا قضاة .

الأخ نيوترال .(f)
يسعدني مشاركتك في هذا الشريط ،و أرجوا أن أسمع رأيك في هذه القضية بالذات ، تكريس الأصولي لقضية الردة و ممارسات التكفير .
المشكلة تكمن أنه في النهاية لا يمكن تغيب العقل كل الأوقات لدى كل الأصوليين ، و بالتالي يفيق بعضهم أحيانا من غيبوبته الذاهلة و يشعر بدونيته و أنه فقد الكثير و تخلف عن مناظرين كان يتفوق عليهم في كل شيء ، و بدلآ من مواجهة هذا الواقع و التغلب عليه فإنه يهرب مرة أخرى إلى نوع مركب و خطير من الوهم ، فالأصولي المستفيق يعيد بناء تقديره لنفسه خلال مواقف عصابية سادية ضد الآخرين الذين يصمهم بالكفر وهو شيء يتيح له التنفيس العنيف عن تأزمه الداخلي بشكل مبرر لديه ، هو يحاول أن يقضي على هؤلاء الذين يتوهم أنهم استلبوا فرصته خلال آلية التكفير و الإدانة بالردة ،و الردة هنا هي كل ما ينتمي لعالم الحرية و التفوق و المدنية ، و لو كان الأصولي تقيا معنيا حقا بنشر تعاليم الأديان كما يدعي لأهتم أساسا بنشر القيم الأخلاقية و ليس إدانة المخالف و قتله ،و لكن هذا لا يحدث أبدا فإما أن تجد هناك الورع المسالم أو الأصولي العنيف ولا توسط هناك ، بل ليس نادرا ما تقابل إنسانا مثل أبو حمزة المصري غاية في التهتك و الإنحلال ( يتسافد كالحمر ) و لكنه ملتحي و يتحدث بدون توقف عن ضرورة تطبيق الحدود و قتل العلمانيين الكفرة .
بعد سنوات من المتابعة الدؤوبة صرت الان مستعدا أكثر لقبول فكرة أن الأصولية ليست ظاهرة دينية بل هي في جوهرها أزمة ثقافية تصيب بعض المجتمعات دون أخرى لأسباب متفاوتة ، إن سلوك الأصولي لا علاقة له بأي دين بل بتأزمه الداخلي ، ولو لم يجد الأصولي نصا إسلاميا يبرر به ممارساته لبحث عن نصوص في الماركسية أو حتى في الإلياذة و كليلة و دمنة ، لهذا يجب إخضاع الظاهرة برمتها للفحص المنهجي بواسطة مختصين في علوم النفس الفردية و الإجتماعية و أيضا علوم المعرفة و أنساقها و ليس للمراجعة الفقهية و النصوص الدينية .
[/quote]
ألف تحية لصاحب السؤال و صاحب الإجابة (f)

تكريس الأصولية لقضية الردة على وجه الخصوص بغض النظر - أو بشكل زائد - عن باقي الحدود ليس صدفة عشوائية بل مؤشر لأصل الأزمة الحضارية التي نعيشها.

الحملة الأصولية ليست موجهة لتكريس مكارم الأخلاق كما يراها الأصوليون أصلا - بل هي ردة فعل عنيف جدا على تناقض و صدام معرفي نتيجته الحتمية هي هزيمة و تلاشي الفكر الأصولي.
معركة الأصوليون الأساسية ليست مع الفساد و لا غيره بل هي مع العلم كمرجع و مع الحرية كمولود شرعي لهذا المرجع.

العنف البادي ظاهريا - إنما يشير لحالة الضعف و الخوف من فقدان الهوية (و هي المرجعية المعرفية و الأخلاقية الدينية).
حالة عدم الإستقرار العقلاني التي يعيشها مجتمعنا بقسوة - تسبب توترا غير محتمل. حيث لا يمكن الإنتصار في تلك المعركة غير المتكافئة بين المرجعيات الدينية الميتافيزيقية و بين المرجعية العلمية العالمية. و حيث لا يمكن أيضا المزج بينهما بحال. و حيث لا يمكن أيضا الإكتفاء بمجرد الصمت - فالمد أقوى من أن يحتمل.
العنف يمثل المنفس الوحيد لهذا الوضع غير المحتمل.

سوف نظل لمالانهاية نحاول علاج التطرف و الأصولية بعلاجات نحن أول من نعلم بعقمها و تهافتها مثل أن نعالج التطرف بالأزهر أو بالأمن أو بمؤتمرات التآخي الوطني أو بمراجعات كوميدية من إرهابيين سابقين - يستطيع تلميذ المرحلة الثانوية أن يفندها ... إلخ.
سوف نظل ندور في دائرة مغلقة شريرة - طالما لا نقترب من لب المشكلة.

الحل لن يكون في مناقشة الخطاب الديني بخطاب ديني آخر أو بتدليس معجزات علمية للخطاب الديني و التمسح فيه. بداية الحل هي في نقد كامل الخطاب الديني بدون النظر للعواقب. هذا نظريا - أما على المستوى العملي فهو أمر فشلت في مجرد تخيله.

للجميع تقديري (f)
11-21-2007, 07:56 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
neutral غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,786
الانضمام: Mar 2004
مشاركة: #110
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
Array
مرضى لا دعاة ولا قضاة .

الأخ نيوترال .(f)
يسعدني مشاركتك في هذا الشريط ،و أرجوا أن أسمع رأيك في هذه القضية بالذات ، تكريس الأصولي لقضية الردة و ممارسات التكفير .
كما ربما تلاحظ أني أضع الأصولية على رأس الأخطار التي تهدد مصر ، و لأني من جيل يقدس هذا الإسم و يضعه فوق كل شيء آخر ، فإني متابع مثابر لكل ما يحيط بهذه الظاهرة ، و خلال متابعة لصيقة لظاهرة الأصولية الإسلامية أصبحت مقتنعا أننا لن نفهم العقل الأصولي لو اعتقدنا أنه يفكر مثل الأسوياء ، حتى لو كان هذا الأصولي أخي التوأم و خضع لغسيل المخ الذي يمارسه الإسلاميون لفترة مناسبة فلن يمكنني بعد ذلك التواصل معه بالمعنى الحضاري ، فكل المفردات التي نتعارف عليها و نتواصل بها ينظر إليها الأصولي بشك وريبة و لن يفهم منها شيئا ، ذلك ليس بسبب ركود عقلي و لكن لأنه يعيش في عالم موازي و ليس في عالمنا الواقعي ، إنه يعتقد حرفيا في كل التعبيرات التي نسخر منها ، فهو يعتقد مثلآ أن الجان يتدارسون معنا ما نكتبه و لعلهم يوحون لنا بكل ما نكتب .
المشكلة تكمن أنه في النهاية لا يمكن تغيب العقل كل الأوقات لدى كل الأصوليين ، و بالتالي يفيق بعضهم أحيانا من غيبوبته الذاهلة و يشعر بدونيته و أنه فقد الكثير و تخلف عن مناظرين كان يتفوق عليهم في كل شيء ، و بدلآ من مواجهة هذا الواقع و التغلب عليه فإنه يهرب مرة أخرى إلى نوع مركب و خطير من الوهم ، فالأصولي المستفيق يعيد بناء تقديره لنفسه خلال مواقف عصابية سادية ضد الآخرين الذين يصمهم بالكفر وهو شيء يتيح له التنفيس العنيف عن تأزمه الداخلي بشكل مبرر لديه ، هو يحاول أن يقضي على هؤلاء الذين يتوهم أنهم استلبوا فرصته خلال آلية التكفير و الإدانة بالردة ،و الردة هنا هي كل ما ينتمي لعالم الحرية و التفوق و المدنية ، و لو كان الأصولي تقيا معنيا حقا بنشر تعاليم الأديان كما يدعي لأهتم أساسا بنشر القيم الأخلاقية و ليس إدانة المخالف و قتله ،و لكن هذا لا يحدث أبدا فإما أن تجد هناك الورع المسالم أو الأصولي العنيف ولا توسط هناك ، بل ليس نادرا ما تقابل إنسانا مثل أبو حمزة المصري غاية في التهتك و الإنحلال ( يتسافد كالحمر ) و لكنه ملتحي و يتحدث بدون توقف عن ضرورة تطبيق الحدود و قتل العلمانيين الكفرة .
بعد سنوات من المتابعة الدؤوبة صرت الان مستعدا أكثر لقبول فكرة أن الأصولية ليست ظاهرة دينية بل هي في جوهرها أزمة ثقافية تصيب بعض المجتمعات دون أخرى لأسباب متفاوتة ، إن سلوك الأصولي لا علاقة له بأي دين بل بتأزمه الداخلي ، ولو لم يجد الأصولي نصا إسلاميا يبرر به ممارساته لبحث عن نصوص في الماركسية أو حتى في الإلياذة و كليلة و دمنة ، لهذا يجب إخضاع الظاهرة برمتها للفحص المنهجي بواسطة مختصين في علوم النفس الفردية و الإجتماعية و أيضا علوم المعرفة و أنساقها و ليس للمراجعة الفقهية و النصوص الدينية .
[/quote]

follow the money trail

ليس مصادفة أن تتطابق خريطة معاقل الجماعات الإسلامية بمصر مع خريطة العشوائيات والمناطق المحرومة بالصعيد وزاد النار إشتعالا هبوب رياح التخلف المحملة بالبترودولار من مملكة الظلام.

مما يزيد يقيني بالتفسير المادي للأصولية المتفشية وبعكس القول الشائع بأن الشعب المصري شعب متدين بطبعه! فهناك تجربة تجري وقائعها علي أرض الغردقة وشرم الشيخ أثبتت لي بمالايدع مجالا للشك أن كله في الهجايص وأن كل مظاهر التدين المحيطة بك ماهي إلا مجرد أقنعة زائفة بتسقط مع رؤيةأول مايوه بكيني أو بز متمرد علي ستيانه وأنه لو تم ضخ إستثمارات أجنبية ضخمة وغير خليجية بمصر ستتلاشي تماما الأصولية بدون قانون طوارئ وإعتقالات ومحاكمات عسكرية ولاحتي فرج فودة ووفاء سلطان سيصبح لهم أي داعي وهذا مافشل فيه مبارك بسبب إمكانياته المحدودة وسوء إدارته وفساده وأصبحنااليوم في هذا الموقف .
11-22-2007, 05:48 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مغامرة العقل الأخيرة ..والرحيل في الظلام الى الظلام: بقلم نارام سرجون فارس اللواء 0 965 02-28-2012, 08:23 AM
آخر رد: فارس اللواء
  اختراق منتدى العقلانين من طرف قوات الظلام الإسلامية سائل الرب 19 6,069 11-08-2010, 05:13 PM
آخر رد: مسلم
  فيديو - د. محمد اركون (التنوير..ارث المستقبل) بن الكويت 2 1,280 01-19-2009, 12:27 AM
آخر رد: بن الكويت
  التعذيب و الاغتصاب في مملكة الظلام شهاب المغربي 20 5,828 11-06-2008, 02:13 PM
آخر رد: شهاب الدمشقي
  مملكة الظلام الوهابية السعودية راعية طالبان شهاب المغربي 1 1,244 10-23-2008, 12:34 PM
آخر رد: شهاب المغربي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS