{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 4 صوت - 4 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
نسمه عطرة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 11,293
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #111
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
العنف البادي ظاهريا - إنما يشير لحالة الضعف و الخوف من فقدان الهوية (و هي المرجعية المعرفية و الأخلاقية الدينية).
حالة عدم الإستقرار العقلاني التي يعيشها مجتمعنا بقسوة - تسبب توترا غير محتمل. حيث لا يمكن الإنتصار في تلك المعركة غير المتكافئة بين المرجعيات الدينية الميتافيزيقية و بين المرجعية العلمية العالمية. و حيث لا يمكن أيضا المزج بينهما بحال. و حيث لا يمكن أيضا الإكتفاء بمجرد الصمت - فالمد أقوى من أن يحتمل.
................

وليد
أحييك ,,,(f)
و دائما ما تصل الى لب الموضوع بايجاز يغني عن كل المقالات
أما كيف يتم هذا ؟؟؟
هذا هو الذي يجب أن يركز عليه والتشبث به
لأن ترك الأمور بمعالجة القشور ووتحاشي المواجهة الصريحة للحالة التي تنذر بخطر أكيد ومحدق
هو الأخطر ...
وبالذات حينما تزداد الهوة العلمية والعملية بين الآخر ونحن
طوفان العلم قادم لا محالة وسيكتسح الجميع اذا لم لم يتداركوا فهم الأمور لحتمية التطور
11-22-2007, 12:22 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #112
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
عزيزي وليد .
كل تقدير .:97:
أتفق مع نيوترال أن الفقر هو الوالد الشرعي للأصولية ، لقد كانت الولايات المتحدة مستعدة لإنفاق تريليونين من الدولارات على محاربة الإرهاب الإسلامي خلال حملات عسكرية مكلفة و غير فعالة ، ولو أنفقت عشر هذا المبلغ على تنمية شعوب الشرق الأوسط البائسة لخلقت طبقة صناعية و متعلمة تعليما حقيقيا و ما ظهرت المشكلة أصلآ .
بل أمد الخط على استقامته لأقول أن آليات الإقتصاد هي العنصر الرئيس خلف أي ظاهرة ثقافية في الدول المتخلفة التي لم تمتلك ترف التفكير الحر بعد ، أعتقد أيضا أن الدين ليس عميق الجذور في الشخصية المصرية عكس ما يتصور كثيرون ، ويظل مايثير إنتباهي في الكتب التي خطها رحالة و مستشرقون زاروا المنطقة من القرن 16 إلى القرن 19 إجماعهم على سطحية وهشاشة الدين لدى المصري المولع بالمرح و الخلاعة !، التدين لدينا مجرد أداة تقليدية للتنفيس و السلوى و التوحد في نمط بعينه ، فالبرجوازي المصري المعاصر لا يرعبه شيء مثل الشخصية المتميزة لأنها ستكون إدانة مستمرة لشخصيته التقليدية السطحية ، أيضا من الجدير بالملاحظة أن المسلم و المسيحي يشتركان ليس فقط في ظاهرة التدين الشكلي بل وفي أنماط ممارسة هذا التدين أيضا ، مثل المُرَآة ، الإرتباط المرضي برجال الدين ، طلب المشورة في كل صغيرة و كبيرة ، العبادات المبالغ فيها و الطقوس الهزلية للغاية ، و أيضا التعصب و الاعتقاد في الخرافات و غيرها كثير .
رغم هذا فلم تعد ظاهرة الأصولية مرتبطة بأسبابها فقط و لكنها مثل المرض المزمن يتداخل فيها السبب و العرض الذي أصبح بدوره سببا لأعراض أخرى ، كل ذلك يشكل منظومة معقدة و متشابكة ، أما خطورة الجانب الثقافي فيكمن في أنه مؤثر في طبقة المتعلمين و المهنيين و السياسيين و غيرهم من نشطاء المجتمع المدني ، بالرغم من كل ذلك فقناعتي الأساسية أن تأييد المصري للأصوليين هو تأييد واسع و لكنه ضحل ، و المحنة يكمن معظمها في عدم وجود قوة متماسكة داعمة للتنوير و مناهضة للأصولية بشكل منهجي مستمر ،بل هناك و للغرابة عناصر نافذة في السلطة تزايد على الدين و تدعم بالتالي الفكر الأصولي و الإسلاميين أعداء النظام الذي يخدمونه !،و لهذا أخشى أنه بصرف النظر عمن هو الفائز فالأصولية وحدها تحرز الميداليات .
................................................................................

عزيزي نيوترال .:97:
بعد أن تحدثت عن البز القافز – أكبر محرك للتاريخ البشري بالتعاون مع أعضاء أخرى – لا يمكن أن أقول ما يعكر صفو الشريط الذي أصبح يتنفس بين تلك التضاريس الموحية .
بعد الحبتين الحلوين دول .. ردك يذكرني بواقعة موحية حدثت لي عند عودتي لمصر بعد سنوات طويلة في غربة متصلة ، خلال تلك الفترة الطويلة في الخارج كانت الرسائل الإعلامية كلها تدور حول تدين المصريين وورعهم و الصحوة الإسلامية و هكذا ، و بعد شهر من وصولي ذهبت في رحلة طارئة إلى مدينة دمياط بالباص ، أخذ السائق خلالها يدير شريطا لعمرو خالد عن سيرة النبي ،و اندمجت في سماع الشريط خاصة أنها كانت المرة الأولى التي استمع فيها لهذا الداعية الشهير ، وجدت الشريط سطحيا و أن عمروا أشبه بالممثل الرديء الذي (يسرسع) كالطفل رغم هذا استمريت في سماع الشريط فلم يكن هناك شيئا آخرا أفعله ، عندما كنا في نهاية الطريق و الشريط راح عمرو يتحدث عن وفاة النبي ،و هي لحظات درامية في عقل المسلم لا يماثلها سوى لحظات استشهاد حفيده الحسين بن علي ، و كعادتي المزمنة في تلك اللحظات انفعلت وبدأت أبكي في صمت محاولآ إخفاء دموعي عن الركاب معتقدا أن هذا حال الجميع ، فلو كان علمانيا عتيدا قاسي القلب مثل بهجت يبكي لوفاة النبي فلابد أن الركاب الورعين قد سقطوا على الأرض حزنا وربما فقد بعضهم الوعي وراح في غيبوبة ، بعد محاولة أليمة للتماسك و التجلد رحت أنظر حولي محاولآ استكشاف إنفعال الآخرين و كانت صدمتي صاعقة ، فلم أجد أحدا آخرا يتابع الشريط أو متأثرا به ، لدرجة أني تعمدت القيام و التجول بين المقاعد متشككا في تلك المفاجأة الدامية ، كان الجميع يتداولون أحاديثا معظمها يدور حول المشبك و اللديدة و الهريسة التي تشتهر بها دمياط ،و البعض يتحدث بالموبايل مع آخرين حول الموبيليا ، بينما كان هناك رجل ضخم يحادث زميله بصوت زاعق عن أن الحرمة متجيش إلا بالعين الحمرا و أنه ضرب مراته ورماها عند أمها زي الكلبة ، بينما كان هناك فلاح شاب ينظر ساهما في تأثر و لكني إكتشفت أن تلك النظرات لم تكن انفعالا بوفاة النبي بل تولها في سيدة ممتلئة كالتختروان ، أعادني ذلك كله للواقع الذي كنت أعيشه قبل هجرتي المؤقتة ، ووجدتي أتذكر كيف كنت أحذر فرج فوده من الحماس الزائد لأفكاره (فالمصريون ماديون فشر كارل ماركس نفسه و أنهم مش بتوع مثاليات ووجع دماغ) ،ويوم تتوقف الأموال عن الإنهمار كالسيل من السعودية سينتهي الإرهاب (وهذا ما حدث بالفعل) ، و ستعود ريمة لعاداتها القديمة .. (كما كان الحال في الستينات عندما كان الطلبة الجامعيون يتسابقون في إعلان الإلحاد والسخرية من الدين و كتابة التقارير ضد المسلم الملتزم كما حدث ضدي أكثر من مرة) ، وقتها ربما نتحسر على شوية التدين دول حتى لو كان شكليا !.
و صلي ع النبي !.
وربما لأني قارش الفولة كويس قوي .. لا أحب أن نتسكع طويلا في هذه التمثيلية المملة و التي يهرشها الجميع رغم هذا يصرون عليها كأي طالب خايب لا يفعل شيئا سوى أن يكرر فقط ما يعرفه ، بينما لا يمتلك أحد الشجاعة ليقول للشعب المؤمن أنه لا يرتدي شيئا .. لا يمكنك أن تقول ذلك للملك أو للشعب .
11-22-2007, 08:02 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #113
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
Array
العنف البادي ظاهريا - إنما يشير لحالة الضعف و الخوف من فقدان الهوية (و هي المرجعية المعرفية و الأخلاقية الدينية).
حالة عدم الإستقرار العقلاني التي يعيشها مجتمعنا بقسوة - تسبب توترا غير محتمل. حيث لا يمكن الإنتصار في تلك المعركة غير المتكافئة بين المرجعيات الدينية الميتافيزيقية و بين المرجعية العلمية العالمية. و حيث لا يمكن أيضا المزج بينهما بحال. و حيث لا يمكن أيضا الإكتفاء بمجرد الصمت - فالمد أقوى من أن يحتمل.
................

وليد
أحييك ,,,(f)
و دائما ما تصل الى لب الموضوع بايجاز يغني عن كل المقالات
أما كيف يتم هذا ؟؟؟
هذا هو الذي يجب أن يركز عليه والتشبث به
لأن ترك الأمور بمعالجة القشور ووتحاشي المواجهة الصريحة للحالة التي تنذر بخطر أكيد ومحدق
هو الأخطر ...
وبالذات حينما تزداد الهوة العلمية والعملية بين الآخر ونحن
طوفان العلم قادم لا محالة وسيكتسح الجميع اذا لم لم يتداركوا فهم الأمور لحتمية التطور
[/quote]
السيدة الفاضلة نسمة .
مرحبا بك .(f)
من الطبيعي أن تختلف وجهات النظر بل و المقتربات الفكرية التي تتصدى لظاهرة ثقافية معقدة مثل الأصولية الإسلامية ،و لأن الأصولية لا تتجلى في نموذج بعينه ،فلا يمكن أيضا حصر الظاهرة في تفسير واحد جامع مانع ، ولو درسنا بعقل بارد الجدل المثار حول الظاهرة سواء في الساحة السياسية أو منتديات الحوار ، و أيضا في هذا الشريط سنجد عددا من المقتربات ، يمكنني باجتهاد شخصي حصر بعضها ، راجيا من الزملاء تصحيح ما يرونه .
1- المقترب الديني الموافق : و هنا سنجد من يرفض معالجة الأصولية كظاهرة سلبية بل يراها صحوة إسلامية ،و أن ما نأخذه عليها من مثالب مثل تجيش الأمة و قتل المخالف و دونية المرأة و تقنين الرق و رفض الآخر و التخلف التشريعي و غيرها هي كلها فروض دينية واجبة من صميم الدين الإسلامي و منكرها محارب و مفارق و كافر ،و يتبنى هذا الموقف كل الأصوليين المسلمين في هذا النادي و غيره وهم معروفون متحمسون لمواقفهم .
2- المقترب الديني المعادي : و يتبناه الآن معظم غير المسلمين في العالم ، و مثل الفئة الأولى يرون الأصولية الإسلامية هي صميم الدين الإسلامي ،و لكنهم يتناقضون معها بعد ذلك ، فهم لا يمجدون الأصولية بل يرونها دليل على همجية الإسلام و إنحطاطه الأخلاقي و أنه ليس دينا صحيحا بل مجرد نحلة وثنية من قطاع الطرق ظهرت في الجزيرة بقيادة شيخ قبلي هو محمد ،و هؤلاء أيضا ينشرون آرائهم بحماس ،و ينقسمون إلى مسيحيين و يهود أصوليين و أيضا ملحدين من مختلف الأصول .
3- المقترب الماركسي ( المادي الجدلي) : و يرى الأصولية رد فعل مرضي ( سلبي ) نتيجة الفقر و الإختلال في القاعدة الإقتصادية في المجتمع ، و مثل هذا الرأي يطرحه المفكرون الماركسيون في مصر مثل رفعت السعيد و فريدة النقاش ، و في هذا المنتدى نذكر صديقنا نيوترال وهؤلاء أوافقهم على تفسيرهم لأسباب ظهور الأصولية و نموها ، رغم أني لا أطرح القضية عادة من هذا المقترب ، لأني أرى أن الأصولية قد انفصلت عن أسبابها و أصبحت ظاهرة مستقلة -مثل عرض المرض الذي أصبح مرضا في ذاته - و حتى التغلب على أسبابها لن يؤدي إلى إختفائها تلقائيا .
4- النظريات السيكوديناميكية : وهي تؤكد على التوترات الداخلية الدافعة إلى التعصب الأصولي ، وتولي اهتمامها للديناميكيات الخاصة بشخصية الفرد المتعصب ، و هناك من يقسمها إلى ثلاث نظريات مختلفة أهمها نظرية التحليل النفسي لفرويد و تلاميذه ، و نظرية الإحباط – العدوان ، و نظرية الشخصية التسلطية .
5- نظرية الجماعات السيكولوجية : تدور كلها حول إبراز الدور الذي يلعبه الصراع بين الجماعات و من هذه النظريات : نظريات الصراع الواقعي و نظرية الحرمان النسبي ، هذه النظريات تفسر التعصب الأصولي بالتنافس الإقتصادي بين مجموعات متصارعة ، أو نتيجة إحساس منتسبي إحدي المجموعات بحصول الأفراد الآخرين على إمتيازات نسبية و حرمانهم منها ، وهم عندئذ يعبرون عن استيائهم في شكل خصومة جماعية صريحة .
6- نظرية التعلم الإجتماعي : التي يعتبر (بندورا) أشهر دعاتها ، و ترى أن التعصب الأصولي هو عباره عن مقياس إجتماعي يتعلمه الفرد من مجتمعه كما يتعلم أي شيء آخر ، و يمكن لهذه النظرية تفسير الإتجاهات التعصبية الدينية للشباب السعودي بل و المسلم الذي ينشأ و يتعلم في المجتمع السعودي ، نتيجة تكوين معارفه في مجتمع يدين برؤية أحادية تكفر المخالف ، يرتبط بالتعلم ظاهرة أخرى هي المسايرة conformity التي تؤدي إلى تغير في سلوك الفرد نتيجة ضغوط المجتمع الحقيقية أو المتخيلة ، فالأصولي الذي يبدي أفكارا متسامحة في لقاءات فردية يتخلى عن اتجاهاته و يتبنى أفكارا أكثر تعصبا في اللقاءات الجماعية كي يساير المجتمع ، نتيجة حاجة الفرد الشديدة إلى الإنتماء .
7- مقتربات القاعدة المعرفية Cognitive Basis ، و يرى أن الأصولية تنتج من عملية التفكير الطبيعية للأسوياء نتيجة مرجعيتهم المعرفية الخاصة والمفارقة لقيم التعايش الحضاري ، و لعل من أهم النظريات المعرفية التي تعالج ظاهرة التعصب المعرفي هي نظرية نسق المعتقد ، و يمكن أن نصنف هذا المقترب بكونه ينتمي للإتجاه الفلسفي الفينومينولجي ( الظواهري ) ،و هذا الإتجاه يدرس الظاهرة كما هي بدون أسبابها و بعيدا عن الأحكام المسبقة ، و في هذا النادي يشترك وليد و بهجت في هذه الرؤية مع إختلاف في الطرح ، فوليد يطرح هذه الظاهرة أساسا من وجهة نظر المرجعية المعرفية Cognitive Reference، و بهجت يطرحها من وجهة نظر نظرية الإطار Framework Theory.
8- المقترب السياسي : و يتبناه مجموعة من النشطاء القوميين وليس كلهم ،وهم يرون الأصولية الإسلامية إتجاها إيجابيا بصرف النظر على ممارساتها الإجتماعية و الدينية ، و هؤلاء يتعاطفون مع الأصولية الجهادية ورموزها مثل أسامة بن لادن و أبو مصعب الزرقاوي و أيمن الظواهري و يرونهم أبطالا بسبب قتالهم للمعتدي الأمريكي و حلفائه من شيعة العراق ،و لكنهم أيضا يتخذون موقفا عدائيا من الإخوان المسلمين و الأصوليين الشيعة في العراق !،و يتبنى أصحاب هذه الرؤية فكرة تأسيس سلطة ثورية مشتركة تشمل القوميين و الأصوليين الجهاديين لحكم العالم العربي بعد تحريره من المحتل و أعوانه .
لقد أعددت المداخلة السابقة بشكل متعجل إلى حد ما لأن مثل تلك الظاهرة بالغة التعقيد و في حاجة لتدقيق مرات عديدة ،و أتمنى ان يتوفر لي الجهد و المصادر التي تمكني من إعادة طرح التقسيم السابق ، راجيا منك و من كل الزملاء المساهمة و إبداء أي ملاحظات حول الموضوع.

11-23-2007, 12:48 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
neutral غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,786
الانضمام: Mar 2004
مشاركة: #114
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
عارف يابهجت ياإبني:cool:
أنا من ساعة ماقرأت تلك الفقرة في مداخلتك

Arrayهل يصر الأصولي على تطبيق حد الردة لأنه تقي ورع غيور على الدين و تطبيق الأوامر الإلهية ، أم لأن هذا الحد الفقهي يلائم تحيزاته السياسية و نسقه الثقافي و شخصيته السيكوباتية ،و بالتالي يكون الإصرار على إعمال الحد هو في حقيقته تنفيس عن توترات عصابية و تحريض على الإرهاب و تسويغ للإغتيالات السياسية ؟.[/quote]
وأنا عمال أقلب في دماغي كافة الأسباب التي تؤدي إلي وله الأصوليين بحد الردة دون غيره من الحدود ووصلت لعدة تخمينات;

الدين ia all about control والأصولي أو المتشدد دينيا ماهو إلاcontrol freak و المرتد بالنسبة للأصولي يختلف عن غيره من مرتكبي المعاصي والأثام التي تستوجب الحد في أن مرتكبي المعاصي والأثام رغم إرتكابهم لها إلا أنهم مازالوا خاضعين لسيطرة الأصولي ويبرروا إرتكابهم لها بالشيطان غواهم والنفس الأمارة بالسوء مع إحتمال كبير بتقديمهم الإعتذار عنها والتعهد بعدم العودة إليها وهو الشئ الذي يرضي غرور الأصولي ويجعله يشعر بأن الأمر تحت السيطرة وأن مرتكبي المعاصي والأثام مازالوا خاضعين له!! أما المرتد فبالنسبة للأصولي سكة سد وشخص أعلن صراحة أنه غير خاضع لسلطته ولايعترف بمرجعيته الدينية الشئ الذي يطعن كبرياء الأصولي في الصميم ويزيحه عن مقعده بجوار الألهة وبمثابة إنقلاب علي الشكل الأمثل الذي يجب أن يكون عليه العالم في ذهن الأصولي والإستتابة ماهي إلا صرخة توسل من الأصولي للمرتد أن يقبل الدخول تحت سلطانه مرة أخري وألا يغادر هذا العالم قبل أن يعيد إليه كبرياؤه الضائع وسيطرته السليبة!

السبب الأخر هو أن ستايل الحياة الأصولية نفسها عبارة عن جحيم لايطاق- راجع حواري مع برسوم المحرقي- ولسان حال الأصولي يقول إذا كنت أنا طلعان دين أمي فلازم كله يطلع دين أمه , إشمعني أنا!

حاجة كده عاملة زي زمان لما كان المدرس يطلعك بره ويضربك علي إيدك; الواحد لما كان بيطلع لوحده بيبقي منفسن ومضايق وكل عصاية بيحس بيها إنما لما تطلع وسط مجموعة بتحس بالونس وبيبقي عندك أمل إنك تسهي المدرس وتفلت ولا إيده توجعه ولا تتشل عقبال مايوصلك أو علي الأقل تعمل تقدير موقف وتتعلم من الضحايا اللي قبلك أحسن طريقة لتلقي الضربات لتفادي أثارها الجانبية وبيبقي عندك وقت كافي للنفخ في إيدك وتسخينها إستعدادا للقاء الحاسم وهذا هو شعور الأصولي والمرتد بيفقده صوابه وبيشعر إن الأمر ممكن يصل إلي أن الكل يخلع ويبقي هو وحيدا في الباكبورت اللي هو عايش فيه وهذا مالايمكن أن يسمح بحدوثه!

السبب الثالث هو أن عملية الهدم أسهل بمالايقارن بعملية البناء وكما أن هناك حد الردة فهناك أيضا النظافة من الإيمان وإماطة الأذي عن الطريق صدقة والأصولي كشخص فاشل لايجيد سوي الهدم لسهولته فسهل جدا إنك تفرغ خزنة رشاش في جسد فرج فودة لكن تنظيف الشوارع وتجميلها وإزالة الأذي منها عملية بناء تحتاج لتنظيم وتعاون وعمل ممتد ومتابعة وهي أشياء يعجز عنها الأصولي.
11-23-2007, 01:11 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
adoring_him غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 64
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #115
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
فيديو نادر لشهيد الكلمة

http://www.freechristian.eu/fcv/farg-10-10-2007.wmv
11-23-2007, 04:31 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فرعون مصر غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 54
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #116
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
الزملاء الأعزاء

ليس من عادتى ان انقل المقالات ولكنى وجدت هذة المقالة للاستاذ العفيف الاخضر
والتى نشرت بالامس فى إيلاف تستحق المخالفة وذلك لأكثر من سبب فهى دراسة جادة
لكاتب ومفكر متميز كما انها مرتبطة بالكثير مما هو مطروح للنقاش فى هذا الشريط
وشرائط أخرى سبق لنا فيها الحديث حول الأصولية والحرية والديمقراطية وربما يكون
من المفيد عرضها خاصة انه يقترح حلول لما نحن فية كما أن منهج العقلانية الدينية لا
سبيل غيره للحرية لنصل لديمقراطية حقيقية قائمة على ممارسة أحرار لحريتهم وليس
ديمقراطية صناديق،فأرجو العذر من العزيز بهجت أذا كنت سأتسبب فى أرباك للشريط



الميثاق العقلاني (2/2): العقلانية الدينية
GMT 19:00:00 2007 الخميس 22 نوفمبر
العفيف الأخضر



--------------------------------------------------------------------------------


أيها الغِرُّ قد خُصصت بعقل/ فاسألنه فكل عقل نبي (أبو العلاء المعري)

1
حللت في الحلقة الأولي ضرورة قيام العقلانية على كونية ووحدة العقل الضامنة للتقدم العلمي والتكنولوجي والابستيمولوجي والسياسي والأخلاقي أيضاً. عكساً لأطروحة د. الجابري عن تعددية العقول بتعددية الثقافات التي أقام عليها عمارة مشروعه الفلسفي"العقل العربي". ألقيت الأضواء على تهافت هذه الأطروحة الفلسفي ولا معقولية النتائج الابستمولوجية والسياسية والأخلاقية الحاملة لها بالقوة. لو كان لنا من العقول بقدر ما لنا من الديانات واللغات (6000 لغة)، واللغة هي العمود

انظر: الحلقة الأولى

الفقري لكل هوية ثقافية، لإستحال منطقياً وجود علم عقلاني واحد، وأخلاق عقلانية واحدة، ونسق سياسي عقلاني واحد، وطريقة عقلانية واحدة، الحوار، لحل جميع النزاعات داخل كل أمة وبين جميع الأمم. والحال أن الواقع المعيش يشهد بعكس ذلك. العلم، منتوج العقل بامتياز، واحد في العالم كله؛وأخلاق حقوق الإنسان تعترف بشرعيتها العقلانية جميع الدول، وإن كانت لا تطبقها جميعاً بنفس المقدار، خاصة في أرض الإسلام حيث مازال الدماغان الغريزي والانفعالي لا يسلّمان- ولكن إلى متى؟- بمفهوم المواطنة الكاملة الذي يساوي بين الرجل والمرأة، والمسلم وغير المسلم، والمؤمن وغير المؤمن في حقوق المواطنة كافة كما تقضي بذلك عقلانية حقوق الإنسان؛ مبدأ شرعية الحوار العقلاني لحل النزاعات لا تنفيه أية دولة. ومنذ سقوط الاتحاد السوفيتي ُحلت نزاعات مزمنة بالحوار أوبفرض الحل العقلاني كما في البوسنة والهرسك بسبب العناد الهاذي لرئيس يوغسلافيا السابق ميلوزوفيتش. حتى النزاع العربي الإسرائيلي العويص، بسبب تدخل عنصر لاعقلاني فيه هو الدين، فهو اليوم يتقدم ببطء ولكن بيقين إلى الحل العقلاني: فلسطين التاريخية وطن للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. معظم قادة حماس تخلوا عن مادة ميثاقهم المطالبة بـ"تحرير فلسطين حتى آخر ذرة تراب"، لصالح دولة فلسطينية في الأرض المحتلة في حرب 67... شرعية النسق الديمقراطي العقلانية الكونية لا يجادل اليوم فيها عاقل، حتى الصين الشيوعية تعد بتطبيقها تدريجياً خلال عقدين. التقدم التدريجي إلى الديمقراطية ضروري فهي تاريخياً تطورت تدريجياً. وعندما تحاول الإرادوية معاكسة منطقها الداخلي تنفجر. الديمقراطية كنواة الذرة، بتكسير النواة نستخلص الطاقة النووية. إذا استخلصناها بفظاظة تحولت إلى قنبلة، وإذا استخلصناها تدريجياً تحولت إلى مفاعلات نووية سلمية. وكذلك الديمقراطية.

انكار واقع كونية ووحدة العقل يفترض منطقياً سقوط البشرية مجدداً في الهمجية : غياب علم واحد وأخلاق كونية واحدة، ونسق ديمقراطي واحد وطريقة واحدة لحل النزاعات وتالياً اندلاع حرب الجميع ضد الجميع في عالم سيفتقد الحد الأدنى من المعالم والقاسم المشترك العقلاني. وهذا لحسن الحظ ليس واقعاً ولا متوقعاً في السيناريو المتفائل الذي تراهن عليه الإنسانية المفكرة والإنسانية المتألمة. سأبرهن في هذه الحلقة الأخيرة من الميثاق العقلاني، باقتضاب شديد يقتضيه المقام، عن كونية العقل وتطبيقاته العقلانية في بعض القطاعات. سأركز على العقلانية الدينية لكونها أهم ما يفتقده الإسلام منذ القرن 12 م افتقاداً مأساوياً، ولأن غيابها شكل، ومازال، عائقاً جدياً لإصلاح الإسلام حتى يتكيف، مثل اليهودية والمسيحية، مع الحداثة بما هي فصل ضروري بين الديني والدنيوي في المجال العام، وإحلال للعقل البشري محل العقل الإلهي وللرابطة السياسية الديمقراطية، لوحدة الاجتماع البشري المعاصر، مكان الرابطة الدينية التي قامت عليها المجتمعات ما قبل الحديثة، ومازالت تقوم عليها وحدة جل المجتمعات المسلمة التي لم تشرع بعد في الفصل بين المؤمن والمواطن الذي يشكل الباراديغم المركزي للحداثة السياسية والذي من دونه تبقي الدولة ما تحت- دولة:مجرد كيان طائفي ملغوم باحتمالات الحروب الدينية ومعرض للنبذ الرمزي أو الفعلي من المجموعة الدولية التي لم تعد تقبل المساومة على الحد الأدنى من العقلانية السياسية الضروري لإستقرار كل بلد وللإستقرار العالمي بالنتيجة.

2

"لا يكفي أن يتمتع الإنسان بعقل سليم، بل الأهم هو أن يستخدمه استخداماً جيداً" (ديكارت). قلما إمتلكت النخب السياسية العربية، خاصة في المشرق، عقلاً سليماً لكي تستخدمه استخداماً جيداً في صناعة القرار السياسي الذي هو كل شيء في السياسة، بل في كل نشاط بشري مهما قل.
كيف ُيصنع القرار الواقعي العقلاني الذي هو القرار بألف ولام التعريف؟

فلسفة الأنوار في القرن الـ 18 بلورت المبادئ السياسية والقيمية للمجتمع الحديث. صانع القرارالفرنسي، غداة الثورة الفرنسية، التي قال عنها هيجل إنها كانت من صنع الفلسفة، صاغ تلك المبادئ في دستور وقوانين ملزمة. هذه جدلية العلاقة بين الفكر والسياسة : المفكر يقترح وصانع القرار يضع مقترحاته موضع التطبيق. غداة التفجيرات الإرهابية في الدار البيضاء، لاحظت لصانع القرار التربوي المغربي أن غياب الفلسفة، مصدر الفكر النقدي بامتياز، من المناهج التربوية الثانوية، جعل تلامذة وخريجي هذه المدارس فريسة سهلة لفتاوى الإرهاب التي لم يستطيعوا مساءلتها نقدياً. وفي 2004 أدخلت المملكة المغربية الفلسفة في السنوات النهائية الثلاث من التعليم الثانوي؛ في 2004 كتبت رسالة مفتوحة للرئيس بوتفليقة اقترحت عليه فيها إلغاء تدريس الشريعة من التعليم الثانوي. وفي 2005 ألغى تدريسها. يبدو أيضاً أن صانع القرار الليبي استجاب هو الآخر لمطلبي المركزي بإلغاء تدريس الجهاد وآيات السيف - وليس آية السيف كما يقول المفسرون-، وفعلاً فعل مشكوراً سنة 2006، إذ ألغى تدريس الجهاد وآيات السيف... غداة غزوتي نيويورك وواشنطن، طالبت صناع القرار في دول العالم بالضغط على صناع القرار التربوي في أرض الإسلام لتغيير المناهج الدراسية التي تغذي نقمة صغار المسلمين على الغرب... وبعد أشهر بدأت الدول الغربية تطالبهم بذلك... أخبرتني مديرة مدرسة ثانوية سعودية، أن يوم صدور مقال من كتابي عن نقد التعليم الديني الإسلامي في إيلاف كان "يوم عيد" عند المدرسين. هذا يؤكد توقعي، غداة الثورة الإسلامية في إيران، التي كانت أشد ظلامية ودموية بما لا يقاس من نظام الشاه، بإمكانية التأثير في الأنظمة القائمة التي أخذت الدرس من الزلزال الإيراني، فاتجهت إلى الحداثة كرد عقلاني على هجمة اللامعقول الديني-السياسي في أرض الإسلام.

الصناعة العقلانية للقرار اليوم لم تعد في البلدان المتقدمة من صنع الحاكم الفرد، الذي اختفى منها، بل من صنع المؤسسات، التي تعمل كطائرة من دون طيار. الكومبيوتر هو اليوم، في هذه الدول، المسؤول الأساسي عن صناعة القرار. سؤل الجنرال جياب:لا شك أنك لا تثق في الكومبيوتر الذي تنبأ في 1962 بهزيمتكم ؟ أجاب:كلا. نثق فيه. هو لم يخطئ، إنما البنتاغون هو الذي طرح عليه سؤالاً خاطئاً فرد عليه بجواب خاطئ :لو سأله متى سينهزم الجيش الأمريكي؟ لأجاب بدقة. لماذا غدت اليوم المؤسسات هي الوحيدة المؤهلة لصنع قرار واقعي عقلاني؟ لصعوبة صناعة القرار. لم يعد بإمكان فرد، ولو كان علاّمة، أن يحيط بكل شيء علما. اللامتوقع، في حقبة تسارع التاريخ، أكثر من القابل للتوقع، والمتغيرات أكثر من الثوابت. فقط المؤسسات المتخصصة المتضافرة والمستعينة بالكومبيوتر هي القادرة على تحديد المخاطر التي يمكن التحكم فيها وقادرة خاصة على تعريف-واعادة تعريف- المصلحة القومية تعريفاً صحيحاً. إذ القرار هو في خدمة هذه المصلحة حصراً. المعرفة العقلانية، هي نقيض الفطرة السليمة le bon sens والحدس و"الحلم الصادق"، لا تستطيع معرفة عناصرها الأساسية إلا المؤسسات المختصة في علم السياسة، والسسيولوجيا السياسية وعلم النفس السياسي وجميع المعارف الخاصة بموضوع القرار المطلوب. موازين القوة هي اليوم أكثر تشعباً من الماضي، وحدها المؤسسات تستطيع قراءتها بأقل هامش ممكن من الخطأ. بالمثل، وحدها المؤسسات هي التي تستطيع تعريف الواقعية السياسية التي لا سياسة من دونها. القرارات الإرادوية الهاذية كانت دائماً من صنع الحكم الفردي الذي يدعي معرفة المستقبل والقدرة على تحقيقه ولو بالقوة. وأخيراً المؤسسات هي التي تستطيع معرفة أن الاتجاه التاريخي العميق اليوم هو إلى الحكم الصالح:حكم وسط اليمين ووسط اليسار المتداولين عليه سلمياً ؛ حتى الصين وكوريا الشمالية، وإيران الاسلامية وسورية البعثية سيصلها جميعا هذا الاتجاه في المستقبل المنظور. مما يجعل مشروع أقصى اليمين في الغرب ومشروع نظيره عندنا، الإسلام السياسي، محكوماً عليهما بالفشل. إلا إذا استطاع هذا الأخير التراجع عن تطرفه بسرعة كما فعل الإسلام السياسي التركي الذي انتقل في لمح البصر من اليمين المتصلب المعادي للغرب وإسرائيل إلى وسط اليمين المتحالف مع الغرب وإسرائيل. لماذا كان الحكم الصالح هو حكم تداول وسط اليمين ووسط اليسار؟ لأن جناحي الطبقة الوسطي غير ميالين للمغامرة سواء بالسعى لإمتلاك أسلحة الدمار الشامل أوبالحرب أو بالتحالف مع الإرهاب، بل هما ميالان إلى المساومة والتفاوض والحوار في السياسة الداخلية والخارجية ومنفتحان على الحداثة والحداثة السياسية.

3
العقلانية السياسية هي تاريخياً حاضنة العقلانية الدينية التي هي بدورها وسطية. وليس مصادفة أنها لم تولد في أي بلد عربي إلا في تونس حيث الطبقة الوسطى تشكل ثلثي السكان، وهي الطبقة السائدة سياسياً وثقافياً، والـ9000 جمعية التي تشّكل المجتمع المدني التونسي منها أيضاًَ.
نحمل جميعاً، كما يقول النفساني، فليكس غواتاري، ميكروفاشية متأصلة في شخصياتنا النفسية العميقة تدفعنا لا شعورياً إلى البحث عن الاستمتاع السادي بالتسلط على الآخر. التربية الإسلامية السائدة الهاذية تغذي فينا هذا الميل منذ نعومة أظفارنا، بحشو جماجمنا وغسل أدمغتنا بقوامية الرجل على المرأة وضربها وهجرها في المضجع، واعتبارها نصف رجل في الشهادة والميراث والدّية، وصفر- رجل في حقوق المواطنة، كما يعلمنا حديث بأن النساء "أخوات يوسف" إشارة إلى المكيدة التخييليه التي دبرتها زوجة فرعون ليوسف، ويوصينا حديث آخربـ"شاوروهن وخالفوهن" ربما لأن الشيطان ينطق بأفواههن فإذا عملنا بعكس نصيحتهن نجونا من كيده وكيدهن. هذا على الأقل ما كان يقوله لنا شيخ الحديث في الزيتونة مصطفى القمودي! كما تشحننا التربية إياها باحتقار المواطن غير المسلم الذي عليه أن يؤدي الجزية و"هو صاغر"، وككافر ديته نصف دية المسلم. نقرأ في كتاب "تباريح الشباب" للعلماني المصرى اسماعيل مظهر، مدير مجلة "العصور" أن العقود بين المسلم والمسيحي في مصر في الثلاثينات كانت تكتب هكذا:"باع الهالك بن الهالك جوزيف إلى المكرّم بن ساكن الجنان محمد... "، تدرسنا أيضاً العقوبات البدنية الشرعية، والتي هي دعوة صارخة إلى ممارسة ساديتنا وميكروفاشيتنا على ضحية الشريعة على أبشع صورة : جلد شارب الخمر، قطع يد السارق، رجم الزاني والزانية ودق عنق المرتد... فضلاً عن العقوبات التعزيرية التي لا تقل وحشية؛وتدرسنا الجهاد، جهاد الدفع[= الدفاعي] وجهاد الطلب [= الهجومي] : أوصى مرشد الإخوان المسلمين السابق مصطفى مشهور، الشباب المسلم بالإستعداد للجهاد، دفعاً وطلباً:"أجمع أهل العلم مجتهدين ومقلدين، سلفيين وخلفيين، على أن الجهاد [= جهاد الطلب]فرض كفاية على الأمة الإسلامية [= إذا قام به بعض المسلمين سقط عن الباقين] لنشر الدعوة، وفرض عين [= جهاد الدفع] لدفع هجوم الكفار عليها". (مصطفى مشهور، الجهاد هو السبيل، مطبوعات الاتحاد الإسلامي الطلابي، الطبيعة الثانية ص 19). هذا التحريض على غزو الشعوب الأخرى مازال يدرسه التلميذ والطالب في 98 % من المدارس والجامعات الإسلامية !.

العقلانية الدينية لن تقوم إلا على أنقاض هذا اللامعقول الذي تلقنه للناشئة هذه المدرسة السلفية التي ينزّ الدم من أفواه مدرسيها والتي مازال يعامل غالباً فيها المسيحيون كأهل ذمة :"المناهج في الجامعات تدرس ضد الكتاب المقدس ويلزم الطالب المسيحي بالإمتحان فيها ويجبر على الإجابة عن سؤال يهاجم عقيدته" (الأنبا بشوي، وطني، 7/11/2006) ! فما هي العقلانية الدينية المأمولة؟ هي التي لا تقيل من الدين، خاصة في المعاملات، إلا ما كان متفقاً مع العقل. المعتزلة سبحوا ضد التيار فوضعوا المسودة الأولى للعقلانية الدينية إذ أخضعوا-عكس ما كان سائداً لدى المدارس السنية- النقل للعقل، والحال أن الوحدة الفكرية للقرون الوسطى كانت إخضاع العقل للنقل:توظيف أرسطو في خدمة الكنيسة. لخص ابن رشد رأي المعتزلة:"إن الله أعطانا عقولاً ولا يمكن أن يعطينا شرائع مخالفة لها" إذن إذا تعارضت الشريعة مع العقل أُولت الشريعة لصالح العقل، ووضعوا، بمبدأ "التحسين والتقبيح العقليين"، حجر الأساس في عمارة الأخلاق العقلانية، أخلاق حقوق الإنسان، التي لا تأخذ في الإعتبار قيمتي الحلال والحرام الفقهيين، بل تنطلق مما حسنه العقل ومما قبحه العقل، كمنطلق عقلاني لأخلاق إنسانية. لكن لا يمكن بعد عشرة قرون أن نتسمّر حيث وقف المعتزلة، إذ بذلك نتجاهل كل ما قدمته علوم الأديان الحديثة للبشرية من إمكانية فهم عقلاني للظاهرة الدينية تحرر العقل البشري راديكالياً من التبعية للعقل الإلهي، واضعة الدين في مكانه الطبيعي كخيار شخصي حصراً. وأكثر من ذلك للفرد مطلق الحرية في أن ينتقي من دينه ما يشاء ويدع ما يشاء. لأنه فرد. والفرد يختار قيمه بنفسه ويقرر مصيره في حياته اليومية بحرية. بدأت الكنيسة الغربية تتكيف مع هذا الفاعل الجديد في التاريخ : الفرد. ولا تجادل-أو لا تجادل كثيراً- في خياراته. هذه الانعطافة التاريخية في ذهنية الفرد المسيحي المتدين هي ما حلله السوسيولوغ شيلجل في كتابه "الدين كقائمة طعام مطعم" la religion à la carte
أي أن الفرد الحر المتدين يعتبر واجباته الدينية كوجبات في مطعم، ينتقي منها ما لذ له وطاب ويدع الباقي. هذا الفرد السيد غائب بمأساوية في الإسلام. لقد محته القبيلة محواً ثم أجهزت عليه الأمة، والأمة كلمة عبرية تعني القبيلة. لا وجود لحد الردة في القرآن الذي أباح للمسلم الردة "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"التي فسرها محمد عبده بـ"من شاء أن يدخل فيه [الإسلام]فليدخل، ومن شاء أن يخرج منه فليخرج". لكن الفقهاء، استجابة لا شعورية للذهنية القبلية المعادية للفرد، أقروا بالإجماع حد الردة الذي استعاروه من سفر التثنية، بناء على حديث آحاد. حتى الشافعي الذي يرفض نسخ القرآن بحديث الآحاد قبل نسخ الآية بهذا الحديث!.
ينبغي للعقلانية الإسلامية أن تنطلق من حق الفرد في الحرية الدينية وفي حرية الاعتقاد اللتين أقرهما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأقرهما البرلمان التركي باقتراح من حكومة أوردغان حيث غدا المسلم، لأول مرة في تاريخ الإسلام، يستطيع تغيير دينه دستورياً، كما ألغت حكومة "حزب العدالة والتنمية" الإسلامي التركي عقوبتي الزنا والإعدام بطلب من الاتحاد الأوربي. وهذا برهان على الدور التحديثي الذي تلعبه الشراكة الأوربية مع البلدان الإسلامية. الاعتراف بحرية الفرد يعني تحرير المجتمع كله من الرابطة الدينية-العشائرية القديمة كأسمنت لضمان وحدته العضوية- الدينية، وتعويضها برابطة المواطنة العقلانية التي توحد المواطنين فيما بينهم، وبرابطة العقد الاجتماعي الذي يوحد المواطنين بالدولة.
هذا الفرد المتحرر من الرابطة الدينية- العشائرية هو الذي سيشكل مصدر التجديد الديني، والفكري، والعلمي والتكنولوجي والسلوكي في مجتمع الأفراد الأحرار المرتبطين بحكوماتهم بعقد اجتماعي حصراً.
تحرير الفرد في أرض الإسلام من الروابط العضوية- الدينية يتطلب حكماً تحرير البحث العلمي والفكري والفلسفي وتحرير الإبداع الأدبي والفني من وصاية المؤسسات الدينية وسيف الفتاوى الدموية المسلط على رقاب الباحثين والمبدعين. مثل هذا الإجراء يندرج في منطق ثورة الاتصالات الواعدة بتغيير الأسلوب الشائع في التفكير، وأسلوب الحياة وتطوير وتقريب الهويات من بعضها البعض، وتنميطها في هوية عالمية، الفرد هو الفاعل الأساسي فيها. أستاذ بالكوليج دو فرنس في سوسيولوجيا الأديان توقع أن يؤدي تلاقح الهويات وتهجينها إلى ظهور دين انتقائي عالمي واحد...

4
تحرير البحث العلمي يفترض شرطين: الانتهاء من أسطورة ان القرآن موسوعة علمية، والفصل الحاسم بين إسلام الإيمان وإسلام التاريخ.
اعتبار القرآن موسوعة علمية والترويج لخرافة الإعجاز العلمي في القرآن شكلا معاً عائقاً دينياً مخيفاً للبحث العلمي الحر- والذي لا يمكن إلا أن يكون حراً من وصاية الدين والدولة وإلا مات في المهد -. أصدر الأزهر سنة 2000 قراراً بتوقيع شيخه يحرم نشر أي كتاب عن نظرية التطور، ونظرية التطور لا تدرس في مدارس دول الجامعة العربية. البيولوجيا التطورية تدرس في كليات الطب بمصر، لكن الأساتذة الإسلاميين، وهم الغالبية، يوصون طلبتهم "اعرفوها للإمتحان فقط... إنها غلط في غلط".

ما العمل؟
المطالبة بتدريس ذات البرامج التي يدرسها تلامذة التعليم الثانوي وطلبة الجامعات في العالم لوضع حد للإستثناء "العربي الإسلامي"، الذي هو عنصرية ضد الذات. إيقاف مهزلة مؤتمرات "الإعجاز العلمي في القرآن" واضطلاع الأطباء والجغرافيين والفيزيائيين بتشريح آيات العلم التي اعترف الشاطبي بأنها غير علمية:"لأن الله، كما قال، خاطب العرب على قدر عقولهم"وأيده محمد الطاهر بن عاشور، صاحب تفسير التحرير والتنوير، في هذا الرأي. وقد سبق لبنت الشاطئ أن كتبت "في القرآن أخطاء تاريخية ولكنه ليس كتاب تاريخ، هو كتاب روحي فقط، فهل فيه خطأ روحي واحد؟"... في المؤسسة التعليمية العالمية يدرس المتعلم أن الكتب المقدسة ليست مصدراً للتاريخ، لكن في مدارسنا وجامعاتنا مازال القرآن مصدراً للتاريخ!.
الحداثة فصل : الفصل بين السلطات، الفصل بين المجال العام والمجال الخاص، الفصل بين الدين والدولة وأخيراً وليس آخراً الفصل بين دين الإيمان ودين التاريخ. منذ القرن 17 بدأ مسار الفصل بين دين الإيمان ودين التاريخ. أما اليوم فدين التاريخ علم مستقل له كتبه ومنهجيته وأخصائيوه بعضهم ذووا شهرة عالمية. مثلاً مسيحية الإيمان من اختصاص رجال الدين في علاقتهم بالمؤمنين. أما مسيحية التاريخ فاختصاص آخر يقاربه أهله بعلوم الأديان المرصودة لفهم الظاهرة الدينية في تجلياتها وسياقاتها التاريخية بعيداً عن المعجزات وسلطة النص اللذين أصبحا هما أيضاً موضوعاً يدرسه العلم. شرعية مسيحية التاريخ العقلانية فرضت نفسها على الجميع بما في ذلك الأنتلجانسيا المسيحية المؤمنة. حتى البابا بنوا 16 استعان في كتابه المهم، بل الفائق الأهمية في نظري، "يسوع الناصرة" بعناصر مهمة من مسيح التاريخ ودمجها في يسوع الإيمان. فمتى يكتب شيخ الأزهر كتاباً عن محمد الإيمان مستعيناً ببعض حقائق محمد التاريخ؟ ذلك اليوم ليس ببعيد. ردُّ تحدى الإرهاب الديني يفرض على صنّاع القرار التربوي إعادة هيكلة المناهج لمقاربة الإسلام بجميع علوم الأديان بدلاً من الطريقة الحالية العقيمة: تدريس الدين بالدين، وأيضاً تجديد طرق التدريس وإعادة تكوين المدرسين لتأهيلهم للإضطلاع بمهامهم الجديدة. الإهتمام بجودة المدرسين المهنية والأخلاقية حاسم. بعض مدرسي الفلسفة في المملكة المغربية، من ذوي الهوى الإسلامي على الأرجح، لا يدرسون لتلامذتهم الفلسفة بل يكفرونها ويحذرونهم منها: بعضهم يقول لهم إن مؤسس الفلسفة، سقراط، كان لوطياً، فإذا درستم الفلسفة فستنتقل لكم عدواه!

تعميم الفلسفة على جميع مستويات التعليم الإعدادي والثانوي ضروري ضرورة تدريسها للأطفال أيضاً. صدرت في فرنسا سلسلة قصص فلسفية مرصودة للأطفال ابتداء من الفئة العمرية 8 سنوات. لماذا لا تُترجم وُتدرج في المناهج المدرسية؟ تدريس حقوق الطفل والإعلان العالمي لحقوق الإنسان-كما في تونس والمغرب- واتفاقية منع التمييز ضد المرأة وحماية الأقليات وحرياتها الدينية، ضروري بالدرجة ذاتها لتخصيب وعي الناشئة بالقيم العقلانية الكونية وإعدادهم للإندماج القيمي الضروري في عصرهم. مهد العقلانية الدينية هو المدرسة العقلانية الدينية، النقيض المباشر للمدرسة الحالية ولا معقولها الديني الهاذي ! لماذا لا ندرس علوم الأديان في الإعدادي والثانوي والعالي؟ أقترح ترجمة وتدريس كتاب المستشرق دوبريمار"في أصول القرآن" الذي يساعد على قراءة تاريخية-نقدية للنص الإسلامي المؤسس.
ميلاد العقلانية الإسلامية مشروط بتعويض القراءة الحرفية السائدة المنتجة للتعصب والإرهاب بقراءات أخرى منفتحة على المعقول مثل القراءة التأويلية، والقراءة المقاصدية وخاصة القراءة التاريخية، براءة الاختراع تعود للجابري، التي تنزل النص في التاريخ فتنسخ ما لم يعد متكيفاً مع المستجدات أو المصلحة. مارس القرآن هذه القراءة بالناسخ والمنسوخ(بين 500 و800 آية)، ونسخ أبو بكر وعمر ومعاذ وعلي، ونسخ الفقهاء، ونسخ الطاهر الحداد تعدد الزوجات والتمييز بين الذكر والأنثى في الميراث، ونسخ المؤرخ التونسي الإسلامي، محمد الطالبي، آية ضرب المرأة كما نسخها أيضاً جمال البنا. أما حسن الترابي فقد نسخ 5 آيات على الأقل منها آيتي التفاوت بين الذكر والأنثي في الشهادة والميراث... هذا النسخ الظرفي وبالقطارة قليل الجدوى ما لم يندرج في مبدأ أصولي ناسخ: كلما تعارضت النصوص الدينية مع العقل أو المصلحة أوالقيم الكونية أو القانون الدولي تنسخ حكماً. إقرار تدريس هذا المبدأ سيشكل طفرة للعقلانية الدينية في العالم العربي بإزاحة عائق تعارض الحداثة مع النص. وهي كلها متعارضة معه، وخاصة مع ظاهر النص وقراءته الحرفية.

العقلانية الدينية لن تولد من الحمل دون دنس. بل لابد لها من تخصيب صناعي في عدد من المخابر. الترجمة لا تقل أهمية عن المدرسة، ولا الإعلام يقلّ أهمية عن عقلنة الخطاب الديني. الحضارة العربية الإسلامية حضارة نص لم تعرف العقل إلا كزائر ثقيل. العائق الأول أمام ترجمة العقلانية الدينية الغربية، خاصة الدراسات الاستشراقية عن نبي الإسلام وعن القرآن والحديث والإسلام، هو عدم نضج الشخصية الجمعية الإسلامية لإستقبال نقد الغير لها بصدر رحب، وممارسة نقدها الذاتي بشجاعة. كتاب فولتير عن "محمد أو التعصب" لم يترجم بعد، وسير المستشرقين الألمان عنه، (4 على الأقل)، لم تترجم هي الأخرى. وعشرات الكتب الإستشراقية تنتظر الترجمة بينها كتاب مهم، لأنه مثير للجدل وما أحوجنا للجدل العلمي في الدين للخروج من السبات الشتوي الديني. هو كتاب المستشرق الفرنسي جاليه:"المهدي المنتظر ونبيه:عودة إلى أصول الإسلام". الترجمة كانت صك ولادة الحضارة العربية الإسلامية. أول فيلسوف عربي، الكندي، كان مترجماً. العالم العربي يترجم 300 كتاب كل عام لحوالي 300 مليون نسمة، وإسرائيل تترجم 10000 كتاب سنوياً لـ 6 ملايين إسرائيلي !. الترجمة ليست ضرورية لإغناء وتحديث الثقافة العربية وحسب، بل وأيضاً ضرورية كجسر للحوار مع الغير :مع الغرب. كراهية الغرب بما هو غرب، وكراهية حضارته "اليهودية المسيحية" فعل عنصري ولا معقول بامتياز. الغرب اليوم هو غرب العلم والتكنولوجيا والثورة الثقافية الدائمة، غرب المعارف والفنون، غرب الاقتصاد الديناميكي، غرب الإعلام المهني، غرب حقوق الإنسان والديمقراطية. وبإختصار، غرب الحضارة في عالم تهدده الهمجية. هذا الغرب يستطيع اليوم مساعدتنا للخروج ظافرين من أزمة الحداثة التي نمر بها. الترجمة اليوم لم تعد مبادرات فردية، بل غدت إختصاصاً مؤسساتياً. معجم لاروس، ألفه بيار لاروس وحده في القرن التاسع عشر، وبعد حوالي قرن من وفاته شارك في سبعينات القرن الماضي، ألف معجمي في مراجعته.
بيل جيتس، أغنى أعنياء العالم، تبرع بـ 95 % من ثروته للعمل الخيري ؛ ألا يوجد في العالم العربي 10 أغنياء يتبرع كل منهم بـ 1 % فقط من ثروته لتأسيس مؤسسة ترجمة عملاقة تترجم سنوياً 10000 كتاب كما تفعل إسرائيل ؟! هل مات الخير في "أمة الخير" ؟!.

5
الإعلام، في عصر ثورة الاتصالات وحاملها الانترنت، هو مدرسة بلا أبواب، وأحد أهم مخابر العقلانية والعقلانية الدينية بوجة خاص. سمى هيجل قراءة الجريدة"صلاة الفجر الحديثة".
فلسفة الأنوار لم تتغلغل في جمهور عريض، كان سر نجاعتها ونجاحها، إلا بفضل الإعلام الذي عممها. استقبال فولتير، لما عاد إلى باريس دون استئذان الملك، استقبال الفاتحين دليل على شعبية فلسفة الأنوار. وقد قال له ديدرو مهنئاً:" أمة بكاملها حيتك تحية قلما ظفر بها ملوكها منها. تلقيت تحية النصر في وطنك، العاصمة الأكثر تنوراً في العالم ؛ من منا لا يعطي حياته ليوم كيومك ؟". هُزم العقل في اليونان لأنه ظل حبيس أكاديمية أفلاطون وليسيه أرسطو وحديقة أبيقور وأروقة الرواقيين... ولم يتغلغل في قطاع عريض من الجمهور الذي ظل يتغذى بالفكر الأسطوري على ربابة منشدي الإلياذة والأوديسه. بالمثل هزم العقل الكلامي في أرض الإسلام، لأنه بقى حبيس صالونات الخلفاء بينما كان الوعاظ والفقهاء يحشون أدمغة العامة باللامعقول الديني في الجوامع والشوارع. في الحالتين اليونانية والعربية هُزم العقل لغياب الإعلام. لأن اكتشاف المطبعة كان مازال غير ممكن. المطبعة هي التي جعلت خروج العقل من سجن الأكاديميات والليسيات والصالونات ممكناً وهذا ما تفعله اليوم، وستفعله عدا أكثر، الانترنت. باراديغم عصر الثورة العلمية والفلسفية، ق 17، "أنا أفكر فأنا موجود". أما باراديغم عصر ثورة الاتصالات فهو "أنا أفكر في الإعلام فأنا موجود". في فرنسا الكتاب الفلسفي الذي ُيناقش في التلفزيون يبيع 75 ألف نسخة سنوياً ؛ والذي ُتفرض عليه "الرقابة" الإعلامية يبيع خمسة آلاف! إني لأشعر بالسعادة وأنا أكتب في إيلاف لربع مليون قارئ في القارات الخمس. من الأهمية بمكان أن يكون للعقلانيين إعلامهم الخاص :جريدة إلكترونية، مجلة ورقية، إذاعة، فضائية... والنشر ما أمكن في الإعلام الذي يفتح صدره لهم. ألا يوجد في العلم العربي عقلاني واحد ليهدي للعقل فضائية واحدة للرد على لامعقول "الجزيرة"و"المنار"و"إقرأ" وأخواتهم؟.

6
هذا الميثاق الذي تناولت فيه بضع قضايا أساسية والذي أقترحه على قرائي وعلى العقلانيين في دول الجامعة العربية وأبعد إن أمكن، ليستخدموا جميعاً في نقاشه عقلهم النقدي، أي دماغهم المعرفي؛ هذا النقاش النقدي المتعارض غائب في الساحة الفكرية؛ والحال أننا في غيابه لن نتقدم إلى التقدم في عالمَ من لا يتقدم فيه يتأخر. في عالم تكثف فيه التلاقح الثقافي، وتعولم على نحو غير مسبوق، بات من أكثر واجبات العقل إلحاحاً أن يحاول تسريع انتقال الذهنية العربية الإسلامية من ذهنية القرون الوسطي اللامعقولة، إلى ذهنية القرن الحادى والعشرين العلمانية والعقلانية المنفتحة. هذا الميثاق هو إسهام فردي ناقص بالضرورة، يحتاج إلى إسهام جمعي أوسع وأعمق للدفع في اتجاه غلغلة العقلانية في جميع مناشط حياتنا وعلى أوسع نطاق ممكن. وأنادي جميع العقلانيين في العالم للعمل على ترسيخ حقيقة حقبتنا العقلانية بامتياز: ضرورة اقتسام خيرات الأرض واقتسام نتائج البحث العلمي والتكنولوجيا بين الشمال والجنوب بتفادي حرب الجميع ضد الجميع.


أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية


11-23-2007, 08:20 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طنطاوي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,711
الانضمام: Jun 2003
مشاركة: #117
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .
Array
فيديو نادر لشهيد الكلمة

http://www.freechristian.eu/fcv/farg-10-10-2007.wmv
[/quote]

كان لازم يتقتل ..Alpha male قوي وذو اسلوب خطابي وفصاحة وذهنيه حاضرة.. اداءه الاعلامي افضل من فؤاد زكريا مثلاً وسيد القمني بالتاكيد.. للاسف لم يكن له حل الا ان تقص رقبته., ولسانه..
11-24-2007, 03:18 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #118
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .

عزيزي adoring_him
:97:
شكرا على الوصلة و التواصل .

Array
كان لازم يتقتل ..Alpha male قوي وذو اسلوب خطابي وفصاحة وذهنيه حاضرة.. اداءه الاعلامي افضل من فؤاد زكريا مثلاً وسيد القمني بالتاكيد.. للاسف لم يكن له حل الا ان تقص رقبته., ولسانه..
[/quote]


الأخ طنطاوي .:97:
عندما نقرأ ما كتبه فرج فوده لن نجد شيئا صادما أو ما يثير الحساسيات الدينية ، فكل ما كتبه فرج فوده منشور في كتب صدرت في مصر و خاضعة لمراقبة مؤسسة أصولية متزمتة كالأزهر ، ولو وجدت في كتاباته ما يمكن إعتباره مخالفا للعقيدة ما سمحت بنشره ، لن تجد في كتابات فرج ما يختلف عما هو موجود في كتب مثل الفتنة الكبرى لطه حسين أو كتب التراث المنتشرة ، فماذا وجد الإرهابيون في فرج كي يقتلوه ،وماذا وجد الإخوان في فرج كي يباركوا إغتياله ؟.
فرج فوده الذي عرفته لم يكن ملحدا و لكنه كان مسلما حتى آخر يوم في حياته ، أما جريمة فرج فوده في أعين قتلته و شركائهم أنه خرج عن حكم الطاعة للفقهاء الأصوليين ،هؤلاء الفقهاء يغفرون لمن يكفر بالله و لكنهم لا يغفرون لمن يكفر بسلطتهم و بهم ، فرج فوده كان حرا فلم يلحس العتب و لم يبكي متوسلا بين أيديهم كما فعل الآخرون ، وحده وقف فرج فوده كالطود الأشم رافضا أن يلتمس صكوك الغفران من الشعراوي و الغزالي و الفسائي و غيرهم من المرتزقة في عصر انحنت فيها كل القامات ، كل القامات بما في ذلك قامة السادات رئيس الجمهورية ، لقد قتلوا فرج فوده ليس لأنه مرتد بل لأنه صاحب ضمير حر لا يرتد ، هم الآن يراجعون فقههم الضرير و يعترفون بخطئهم بعد أن أسالوا الدماء بلا تبصر كالحيوانات فاقدة العقل و الضمير و لكن لات حين .
إننا كمصريين أحرار نفخر بفرج فوده و نعتز بإنتسابه إلينا و إنتسابنا إليه ، فرج فوده هو نتاج روح الحرية التي تسود العالم ،وهو أيضا احد مشاعلها في مصر ، لهذا قتلوا فرج فوده و لهذا أيضا لم يمت بل ظل حيا بنا و بالحرية و بكل نسمة تهب على وادينا القديم حاملة عبق التنوير .

11-24-2007, 03:34 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #119
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .

عزيزي فرعون مصر .
كل تقدير ،و خالص الامتنان لمداخلتك .
المداخلة ممتازة و تثري الشريط في أكثر من مفصل خاصة الحديث حول خداع ما يسميه الأصوليون حد الردة ، هذا الحد الأثير لديهم كأنه أبوهم أو الأخ التوأم ، و هناك العديد من الأفكار الهامة التي يثيرها العفيف الأخضر وكلها جديرة بالتعليق ، و بعضها تعرضت له في شريط شاركتنا فيه ولعلك تذكره هو ( الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية ) ، ولكن ما يستدعي انتباهي بشكل خاص أن العفيف يتبنى ما يمكن أن نسميه السيناريو المتفائل ، السيناريو الذي يرى النور في نهاية النفق ،و أن التعقل يمكن أن يمسك بمقود الحمار الجامح في المنطقة و يمنعه من (الترفيص) .. فلا حصان هناك !، و لكن علينا أن نتذكر أنه يوجد أكثر من سيناريو يتراوح بين المتشائم و شديد التشاؤم . هناك سيناريو مبرر تماما يرى أن العالم مقبل على حرب عالمية رابعة يصطف فيها الإسلام ضد العالم كله ، و يرى أن المجتمعات الإسلامية لن تنجح أبدا في تخطي واقعها المأساوي و تعبر إلى الحداثة ، بل هناك من يرى أن مجتمعات عربية و إسلامية معينة تخطت حاجز اللاعودة و أنها ستتواجه دمويا مع العالم كأمر حتمي ،و هناك من يرشح معظم الشعوب العربية المشرقية بالإضافة لإيران الملالي و باكستان القاعدة لهذه المواجهة ، العفيف الأخضر يذكر إنجازات ثقافية محدودة جدا هنا و هناك ،و لكنه لا يذكر أن السعوديين يزدادون تعصبا لا تحررا ، و كذلك يفعل الفلسطينيون و الأردنيون و العراقيون و اليمنيون و اللبنانيون والمصريون ، ربما كان السبب في تفاؤل العفيف الأخضر أنه في النهاية مغاربي تونسي حيث الغلبة للصحة لا المرض ،و حيث يبدوا مقياس الأصولية باهتا ،و أن هناك إنجازات علمانية حقيقية تمت تحت رعاية الحبيب بورقيبة و أن هناك حملة جسورة تم شنها لتجفيف منابع الإرهاب و الأصولية ، ولكنه لو كان العفيف مصريا ما تفائل ، فالإخوان يفسدون الحياة العامة في كل مفاصلها و الفقهاء يخنقون الثقافة الحقيقية و العلمانية تحارب كمرادف للكفر ، أما الشعب فهو دائما ينقاد لأسوأ الدعايات الأصولية ، حتى أني لم أعد أقرأ كتابا هاما يصدر في الغرب و يضرب أمثلة على التلوث الثقافي بين المسلمين الفقراء إلا و يذكر عشوائيات القاهرة تحديدا ، و هناك تعبير شائع في الغرب أن الحكومة الإيرانية معادية و لكن الشعب صديق ، بينما الحكومات العربية صديقة و الشعوب معادية .
Arrayالإعلام، في عصر ثورة الاتصالات وحاملها الانترنت، هو مدرسة بلا أبواب، وأحد أهم مخابر العقلانية والعقلانية الدينية بوجة خاص. سمى هيجل قراءة الجريدة"صلاة الفجر الحديثة". فلسفة الأنوار لم تتغلغل في جمهور عريض، كان سر نجاعتها ونجاحها، إلا بفضل الإعلام الذي عممها[/quote]
يثير العفيف الأخضر هنا قضية هامة ( الإعلام و الإنترنت خاصة) ، وهو يراها ظاهرة صحية لأنه ينشر كتاباته في موقع تنويري قوي يكاد يكون فريدا هو إيلاف ، و لكن الإعلام و الإنترنت يمكن أن يقوم بدور مضاد كلية وهذا ما يحدث غالبا ، فالإعلام يعني التمويل و يعبر في النهاية عن الفئات الأقدر إقتصاديا ،و في العالم العربي تتركز الثروة في طبقة تكاد تكون بلهاء ،و بالتالي لن يكون مدهشا أن يخدم الإعلام أكثر الأفكار تخلفا و أكثر الجماعات جهلا و أصولية ، إن الذي نشر الليبرالية في الغرب هي البرجوازية بثقلها الإقتصادي ، فالليبرالية كما نعرف هي أيديولوجية البرجوازية ، ولكن البرجوازية العربية طبقة هلامية ضحلة و إنتهازية ملحقة غالبا ببطاركة البترول و حريمهم !، ولعلنا نتذكر مؤتمر الإصلاح في العالم العربي الذي عقد منذ أشهر في قطر تحت رعاية الشيخة موزة زوجة الأمير! .
أتمنى أن نعود لمقال العفيف الأخضر مرة و مرات فهو يستحق ذلك .
و اسلم لكل مودة .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-25-2007, 12:39 AM بواسطة بهجت.)
11-25-2007, 12:38 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #120
فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام .

تحية له في ذكرى رحيله 16 .
لماذا بقى فرج فوده ؟.
سؤال يرد كثيرا على ذهني .
لم يكن فرج فوده أبرع أبناء جيله ولا أكثرهم ذكاء ، و هو بالقطع ليس أسطعهم فكرا ولا أرقاهم لغة ، و لكنه وحده في أبناء جيله عرف كيف يعيش و الأهم عرف كيف يموت .
عندما اجتاحت الأصولية الظلامية مصر ، كان قلم فرج و نضاله هو رد روح مصر المتحضرة القادرة على التحدي ،و عندما قتلوا فرج فوده ظلت روحه .. روح مصر .. مشتعلة في جيل جديد حمل المشعل بنفس الروح المتحضرة الخيرة .. هذا الجيل لم يكن ممكنا بغير فرج فوده ، و لم يكن ممكنا بغير تضحيات فرج فوده ،و لم يكن ممكنا بغير دماء فرج فوده .
عزيزي فرج .. قليلون بيننا عرفوا كيف يعيشون من أجل قضية سامية كما فعلت ،و لكنك وحدك عرفت كيف تموت ، لهذا بقيت حيا .
06-09-2008, 12:43 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مغامرة العقل الأخيرة ..والرحيل في الظلام الى الظلام: بقلم نارام سرجون فارس اللواء 0 965 02-28-2012, 08:23 AM
آخر رد: فارس اللواء
  اختراق منتدى العقلانين من طرف قوات الظلام الإسلامية سائل الرب 19 6,073 11-08-2010, 05:13 PM
آخر رد: مسلم
  فيديو - د. محمد اركون (التنوير..ارث المستقبل) بن الكويت 2 1,280 01-19-2009, 12:27 AM
آخر رد: بن الكويت
  التعذيب و الاغتصاب في مملكة الظلام شهاب المغربي 20 5,828 11-06-2008, 02:13 PM
آخر رد: شهاب الدمشقي
  مملكة الظلام الوهابية السعودية راعية طالبان شهاب المغربي 1 1,244 10-23-2008, 12:34 PM
آخر رد: شهاب المغربي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 5 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS