إضافة للموضوع
*********************************
ادعيا أنهما رجلا شرطة.. توترات طائفية بإسنا إثر قيام مسيحيين بالكشف عنوة عن وجه سيدتين منقبتين بشبهة سرقتهما هاتف محمول
كتب صموئيل سويحة
(المصريون): : بتاريخ 16 - 12 - 2007
تجددت التوترات الطائفية بمركز إسنا بمحافظة قنا في وقت متأخر مساء السبت، إثر قيام رجل مسيحي وابنه بمحاولة لكشف وجه سيدتين منتقبتين، بدعوى أنهما سرقا هاتف محمول، وبعد أن تظاهرا بأنهما من رجال الشرطة.
وذكرت مصادر أمنية إن قريبًا للسيدتين كان يسير بعدهما كشف شخصيتي المسيحي وابنه، وأنه نشب شجار مما دعا الشرطة إلى اقتياد الخمسة إلى النيابة التي برأت المنتقبتين وأطلقت سراحهما.
وتابع أن مسلمين تجمهروا خلال توجه الخمسة إلى النيابة ورشقوا قوات الشرطة بالحجارة لكن الشرطة فرقتهم الا أن عشرات منهم توجهوا إلى كنيسة العذراء محاولين إحراقها. وقال مصدر أمني إن الشرطة ستحيل سبعة مسلمين مقبوض عليهم إلى النيابة العامة للتحقيق معهم بشأن حرق ممتلكات المسيحيين.
لكن رواية المصدر تتناقض في بعض تفاصيلها مع ما ذكره سمير رأفت رئيس فرع الإتحاد المصري لحقوق الإنسان، حيث جاءت سيدة منتقبة في صباح السبت لمحل موبايلات مملوك لجوزيف جرجس حلمي وشهرته "ماجد"، وذهبت السيدة دون أن تشتري أي شيء، في الوقت الذي اكتشف فيه صاحب المحل اختفاء أحد الهواتف من أمامه أثناء انشغاله مع آخرين.
وقال إنه في هذه الأثناء خرج مالك المحل وراء السيدة المنتقبة في موقف السيارات بإسنا وطلب منها الكشف عن نفسها ورفع النقاب فصرخت، وقالت "إن هذا الشاب يحاول الاعتداء عليَّ" فقاموا بالقبض عليه وتحويله للنيابة بتهمة التهجم على أنثى ومر الموقف، على أنه حادث فردي.
وأضاف أنه في الساعة التاسعة مساء السبت وبعد عرض الشاب على النيابة قامت مجموعة من "العوام" بمهاجمة كنيسة السيدة العذراء بشارع الثورة بقذفها بالطوب وتهشيم زجاج الباب الرئيس للكنيسة وبعض لمبات الكهرباء، كما قاموا بالاعتداء على بعض محلات شملت الأقباط والمسلمين، قبل أن تصل قوات الأمن إلى مكان الحادث حيث فرضت سيطرتها على المدينة وتم إلقاء القبض على بعض الأفراد.
من جانبه، قالت المدونة هالة المصري الباحثة في شئون المواطنة بالأقصر "إن هناك أيدي تعبث بإسنا من على بعد، ولا أحد يستطيع أن يصل إليها، وأن هناك من يسعى لشغل الرأي العام الجنوبي عما يدور حوله".
ونأت في ذات الوقت بابن محافظتها مصطفى بكري رئيس تحرير صحيفة "الأسبوع" وعضو مجلس الشعب عن تفجير مثل هذه الأزمة، بحسب اتهامات مسيحيين.
بدوره، قال القمص متاؤس زخاري كاهن كنيسة الأم دولاجي إنه بعد وقوع الحادث انتشرت قوات الأمن بالمنطقة بعد هروب المعتدين على عدد من المحلات المغلقة وكنيسة العذراء وكنيسة مزار الثلاثة فلاحين بوسط المدينة.
وأضاف أنه من حكمة الله أن مساء أمس السبت كانت الكنيسة تحتفل بليلة كيهك لذا أغلق الأقباط محلاتهم مبكرًا وهذا منع حدوث اشتباكات أو إصابات بين الطرفين وأدى لحدوث خسائر فقط من الممتلكات من المحلات، وأشار إلى أن الأمن يفرض حراسة على كنيسة الأم دولاجي برئاسة ضابط من مباحث إسنا.
واستنكر القمص متاؤس ما حدث باعتباره يمثل تهديدًا للأمن الاجتماعي، وأبدى دهشته من هذا الهجوم والتجمهر لأن المدينة تعيش في سلام وحب بين المسلمين والأقباط منذ زمن طويل، وطالب بالقبض على المحرضين لهذا التجمهر ومحاسبة المخطئين حتى تسود عدالة القانون على الجميع.
من جانبه، قال الدكتور مصطفى النبراوي المدرس بجامعة الأزهر في تصريحات لــ "المصريون" أن أهم ما تعانى منه مصر الآن هو ارتفاع مستوى التعصب لدى العوام من المسلمين والأقباط، الذين يرون الأمر دون موضوعية وبمنطق الشكليات في الأمور دون البحث والتدقيق والرجوع للأسباب ودراستها.
وقال النبراوي إن شخصًا أخطأ تم عرضه على النيابة لكن التعصب هو الذي حول المسألة لهذا الاتجاه، مشيرًا إلى أن الحل الحقيقي يكمن في إعلام الرأي العام بالمشاكل بشفافية وبحيادية شديدة مما يؤدى إلى تأمين ردود الفعل.
من ناحيته، علق الزميل مصطفى سليمان الصحفي المتخصص في الشأن القبطي بجريدة "الأسبوع" قائلاً: المشكلة الحقيقية إننا في مناخ طائفي مريض سوف يقضي على الأخضر واليابس فالأجواء مشتعلة، وإن كلاً من رئيسي تحرير "الأسبوع" مصطفى بكري و"الموجز" ياسر بركات لا علاقة لهما بالموضوع.
وطالب سليمان الكتاب والمثقفين وأصحاب الرأي بالوقوف إلى جانب الشخصيات الوطنية التي تدعوا إلى إعادة الاندماج بين المصريين على أرضية وطنية
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?...2350&Page=6