نعم انه الله الواحد الاحد الذي لا رب سواه
الذي بنعمته وتجلياته نحن نتكلم ونسمع ونرى ونفكر ونحس ونتخيل
ومن غيره
من الذي صمم وابدع هذا الوجود وانشاه
من الذي اودع فينا من العقل والمعرفة
ما جعلنا نتسائل ونفكر
من الذي شق لنا اعيننا التي نرى بها
لقد خلق الله لنا اعيننا داخل بطون امهاتنا
وزودها بنظام رؤية ضوئي عصبي مدهش
ما حاجة الجنين في بطن امه وسط السواد والظلمة
الى اعين وعدسات وحدقة وقزحية وعصب بصري
لقد علم الله بعلمه الازلي وفائق حكمته وعظيم قدرته ان هذا الجنين سوف يحتاجها لاحقا في
حياته التي سوف ينتقل لها بعد الولادة
ولا عجب فهو من وضع قوانين الضوء وانعكاسه وانتثاره وانعراجه وتحلله وتردداته
اليس ذلك دليلا على القدرة الموجهة لعملية الخلق وانه ليس امرا عشوائيا او ارتجاليا
وكما لم يتخلى عنا العلي الاعلى الرب الواسع
المهيمن الله في بطون امهاتنا وشملنا بالرعاية
الالهية وزودنا بعينين لنبصر بهما
كذلك لم يتخلى عنا في هذه الحياة الدنيا فقد ارسل لنا رسلا وانبياء واطلعنا على عظيم ملكه وروائع ابداعه وتجلياته ما يجعل القلوب القاسية والاعين المتحجرة تبكي شوقا له
وتواضعا لمقامه العلي
انه الله
والدنيا باسرها مخلوقة من اجل ان يعرف الله
وان يعبد الله وان يطاع الله
كل شي زائل وفاني ولكن ما يبقى هو الحقيقة
انه الله
حكمته السرمدية الأزلية اقتضت ان تكون الدنيا على هذه الشاكلة من المتناقضات والغموض
والصراع الفكري والديني والعقائدي
الكون قائم على قضية الصراع
صراع الخير مع الشر
صراع البقاء
صراع المجتمعات والافراد
وحتى صراع الانسان مع نفسه هو ذاته
حكمة الله الازلية اقتضت ان يحجب نفسه عنا
لانه يريد ايمانا به وشوقا له نابع من داخلنا
بشكل ارادي
كان يستطيع ان يخلقنا عنده وعندها سوف يتساوى
الجميع ولا داعي للتميز ويكون ايماننا قهريا
وليس اختياريا نابع من قلوبنا
الملائكة خلقهم الله على هذه الشاكلة فهم مؤمنون بالفطرة لا يداخلهم شك ولا ارتياب فهم عند الله
اما انت يا انسان
فقد اقتضت الحكمة الازلية للرب الاعلى
ان يضعك في ظروف هذه الحياة الدنيا(المتدنية المستوى) بما فيها من اشكالات وآلام وعذابات
وشكوك وصراعات:nocomment:
يبدأ عذابك من لحظة ولادتك بعد ان تكون قد
مزقت احشاء امك من الام الطلق والولادة والمخاض
تصرخ صرختك الاولى لان صدرك يتألم من دخول الهواء له وكأن ربك يقول لك
عبدي انت الان في دار الشقاء والتعب
خلقتك ولم تكن شيئا جمعت امك واباك وربطهما
برابطة الحب والعشق المقدس والهبت جسديهما
نشوة وحنانا وكنت انت ثمرة هذا العشق
فابدا حياتك يا عبدي ولا تنسى انني انا ربك ومولاك وسيدك من وهبتك نعمي واسبغت عليك فائق
محبتي
وبدات رحلتك مع الشقاء تجوع فتتألم معدتك وتصرخ باكيا فيتفضل الرحمن الرحيم عليك ويسخر لك حنان وعطف امك ويلقي في ثدييها حليبا صافيا لك ممزوجا مع اسمى ايات الرحمة الربانية العلية
تمرض فتتألم يجزع ابواك ويحزنان ويبذلان لك الغالي والرخيص تبكي عيونهما ان بكت لك عين او اصابك وجع او مرض
عبدي لا حول ولا قوة لك صغير برئ
لا تنسى نعمتي عليك (امك) من كانت تنظف لك فضلاتك راضية مسرورة والتي لولاها لالتهب جسدك
واحترق من الفضلات :nocomment: :emb:
كبرت يا عبدي وترعرت بخيري وفضلي عليك
تعلمت وسمعت ودرست ونطقت وتكلمت
وبدأت ترى آياتي ولا تراني
انا تقصدت ان يكون هناك بعض الغموض حول وجودي لانني اريد حبك صافيا خالصا ناتجا عن ايمان عميق ورغبة ذاتية وسط بحار الشهوات والرغبات
وليس ايمانا اجباريا قهريا
عبدي :
اياك ان تظن بي ظن السوء لانني لو لم اكن
ارعاك واحسن اليك لما وصلت الى مكانك الذي انت فيه
ايها الانسان:
الدنيا تقترب من نهايتها واصبحت كهلا كبيرا
توددت اليط كثيرا غمرتك بنعمي منذ كنت صغيرا
وها أنا ذا اتودد اليك أكثر واريحك من هذه الدنيا واوجاعها والام المرض والكبر والشيخوخة
واقبضك الي
احذر يا عبدي ان تاتيني بغير ما خلقتك له
ومع ذلك لا تياس فرحمتي تسع الدنيا والاكوان باسرها
افلا تسعك انت
لا تنسى يا عبدي انني انا الله وماذا انت
وكونك بجواري
انني انا الرحمن الرحيم :hony:
[SIZE=6]
02-06-2005, 01:57 PM
{myadvertisements[zone_3]}
abowalad
عضو فعّال
المشاركات: 178
الانضمام: Dec 2003
اسحق كيفك (f)
انا لا يحق لي ان اكون متكبرا
انت لا يحق لك ان تكون متكبرا
لان التكبر هو اعتدادك بعلمك او منصبك او جمالك او مالك او فكرك
طيب كل هذه الامور هي هبة من الله فيجب ان ننسبها له لا ان نستخدمها لظلم واهانة عباده
ولكن الامر يختلف عند الله تعالى
الله هو مصدر الوجود ووهو فقط من يحق له
الكبرياء والعزة والتكبر لان ببساطة يستحق ذلك
اما نحن فلا نستحقه واستغرابك نابع من قياسك الدنيوي لمعنى الكلمة مع العلم ان الله غير خاضع
لمنهاجنا وطريقة تفكيرنا
ومع انه هو القوي والمتكبر والعزيز والجبار ولكنه ايضا رحيم لطيف ودود
وهنا تكمن العظمة الالهية والاسرار البهية
قل لي من من البشر يجمع هذه الصفات كلها
لا احد يستطيع ان يكون متكبرا وجبارا ومطلق الرحمة بنفس الوقت الا الله تعالى
الظالم حتما لا تجوز لان الظلم هو الاعتداء على ملك الغير ولله ملك كل شي فلا يكون ظالما
ولكن المتكبر ليست صفة مشينة كالظالم
لانها تحمل في طياتها كمال معاني الربوبية
وجلالها وعظمتها ورهبتها
اي من كمال الله وجلاله ان يكون متكبرا قاهرا
والا لما استحق ان يكون الها
اقتباس
ولكن المتكبر ليست صفة مشينة
الرد:
اولا عزيزي في المفهوم المسيحي سبب سقوط ابليس هو التكبر0
ثانيا : حتي الاشتقاق أجد فيه خطأفالمتكبر توحي بما ليس فيه بمعني أن المتكبر خلاف الكبير علي سبيل المثال0
تحياتي
02-07-2005, 12:14 PM
{myadvertisements[zone_3]}
ziohausam
عضو متقدم
المشاركات: 610
الانضمام: Jan 2005