قاعة انتظار صغيرة.. ممتلئة بستة شباب مهندمين.. والسابع ينتظر واقفا لامتلاء المقاعد..
صمت مطبق تتخلله أصوات تقليب بالأوراق..إنها موظفة جميلة على مكتبها أمامهم..يختلس بعض الشباب النظر إليها.. كانت هى التي أجرت المقابلة الأولى مع جميع المتقدمين..أما الآن فهؤلاء السبعة هم الصفوة وسيتم اختيار واحد منهم فقط للعمل كمبرمج.. وذلك بعد اللقاء الحاسم مع نائب مدير الشركة والذي ينتظره الجميع.
يشعرون بالتوتر.. هل هذا اليوم سيكون يوماً فارقاً في حياة أحدهم؟ أم ستكون نهاية اللقاء كغيره من لقاءات العمل : اذهب ، وسنرد لك جواب.. ثم لا يأتي أي جواب.
بعض هؤلاء المتقدمين خرّيجون لتوهم يبحثون عن عملهم الأول..
تمر أمام أعينهم محطات حياتهم.. ستة عشر عاماً من الدراسة .. كل هذا من أجل هذه اللحظة..
ماذا سيخبرون ذويهم وأصدقائهم بعد اللقاء؟.. وإن فشل في اللقاء أين ستكون محطته الثانية في البحث عن عمل؟..وإلى متى يستطيع أن يحتمل البقاء بلا عمل؟ إلى متى يحتمل مرارة استلام المصروف من والده مثله مثل إخوانه الصغار؟.. إلى متى سيحتمل ذاك السؤال الحتمي عند كل لقاء مع كل شخص صديقاً كان أو قريباً أو حارس العمارة: ألم تجد عملاً بعد؟..

فجأة تستيقظ الوجوه من أحلامها وتتنبه.. لقد وصل نائب المدير.. ملقياً بتحية السلام على الموجودين.. ملاحظاً - كالعادة- رد السلام من طالبي العمل كيف يكون قوياً وجهورياً ..
يتبادل بضع كلمات بصوت منخفض مع الموظفة.. ثم يدخل إلى غرفته ..ويغلق الباب..

أعصاب المتقدمين الآن مشدودة.. أصبح الفارق بينهم وبين فرصة عمل مجرد دقائق..
كانوا جميعهم يرتدون البدلات.. متأنقين بشكل لافت.. إلا واحداً.. كان يرتدي ملابساً بسيطة.. وهو ما أثار دهشة البعض ورعب البعض الآخر.. فهذا النوع من الناس يعني إما أنه مبتديء ضعيف الخبرة لا يعرف حتى كيف يتقدم لمقابلة .. أو أنه واثق جداً من نفسه يملك مؤهلات تجعل أي شركة ترجوه للعمل عندها.. فلا يهمه المظهر أبداً.

وجاء النداء.. طلبت الموظفة من أول المتقدمين حضوراً الدخول إلى غرفة نائب المدير..
اتجه أحد الشباب بثقة إلى غرفة النائب.. دخل وأغلق الباب ورائه..
- السلام عليكم.
نائب المدير وراء مكتبه ، يرفع نظره من أوراقه وينظر إلى الشاب:
- وعليكم السلام ، تفضل.
يجلس الشاب على مقعد أمام مكتبه..
- إنت مصطفى أكرم؟
- إيه نعم.
- احكيلنا عن نفسك..
- أنا خريح من جامعة دمشق بمعدل 88% الأول على الدفعة تخصص هندسة معلوماتية، آخد دورات بالسي شارب والـ php والـ ASP.net، تدربت في الشركة العربية المتحدة لأنظمة الحاسوب لمدة ثلاثة أشهر.
يسلمه الشهادات التي بحوزته ، يقلب النائب في شهادة تخرجه:
- معدلك الجامعي عالي ، بس تخرجت بخمس سنوات ونص بدال خمسة.
- صحيح.
- بالتأكيد إذا كنت عمتاخد بكل ترم ساعات قليلة بالتأكيد معدلك رح يكون عالي.
- هى ما بتكون قليلة لهاي الدرجة يعني....
- بما إنك متفوق بدارستك ، ليش ما كملت ماجستير؟
- لإن وجدت أنو عندي القدرة على عمل المطلوب بشكل احترافي وبعتقد إنو هاد هو اللي بيهم الشركة شو اللي بقدر انتجه بغض النظر عن شهاداتي.
- إذا الموضوع هيك خلص ليش الناس عمتتدرس جامعة؟ يفوتوا دورات بالشي اللي بدهم يشتغلوا فيه ويقوّوا حالهم بحالهم ويللا عالشغل وبلا هالجامعات وبلا هالمعاهد!.
- ....
- شو كان مشروع تخرجك؟
- نظام تعليم إلكتروني للجامعة - يسهب الرجل في شرحها - .
- هَي شغلة قديمة ومُطبقة بجامعات كثيرة بأنحاء العالم.
- إيه بس مانها مُطبقة بسوريا و....
- مين قلك؟ عندك إحصائية مثلاً عن هالشي؟ رحت على كل جامعة وسألت؟
- لأ.
- لازم تتكلم كلام علمي إنت خريج جامعة وعندك خبرة شغل المفروض تكون عقليتك تجاوزت أسلوب تفكير العوام!
- بس أنا هيك حكولي الدكاترة ودخلت على مواقع الجامعات بالإنترنت ولقيت إنو....
- على كل حال ، احكيلي عن التدريب اللي اتدربته.
- اتدربت ثلاثة أشهر بالـ....
- لك إييييه بعرف حكتيلي ، لك يا ابني اتعلم إنك تحكي باختصار وما تكرر الكلام ، احكيلي الشي الجديد!
- تدريبي كان على تصميم المواقع والإشراف على قاعدة بيانات الشركة ، وكان تقييمهم لأدائي بأنو ممتاز.
- طيب ليش بعد ما اتخرجت ما طلبتك هالشركة لتشتغل عندهم إذا كانوا فعلاً انبسطوا منك؟!
- بعتقد كان عندهم اكتفاء من ناحية الموظفين لإن كان....
- شخص مميز لا يمكن لشركة إنها اتضيعو من إيدها.
-.....
- شو أبرز شي عملتو بالسي شارب؟
- عملت نظام مبيعات لشركة بيع أدوية مرتبطة بالموقع الإلكتروني.(يشرحها أيضاً)
- كمان قديمة.
-.....

- شلون اللغة الإنجليزية عندك؟
هنا ، أراد أن يبرز مصطفى مواهبه فرد عليه بإنجليزية أمريكية متقنة اللهجة:
I am a fluent english speaker.
(أنا أتحدث الإنجليزية بطلاقة)
- أنا ما طلبت منك تحكي بالإنجليزي.
- .....
- أخدت دورات بالإنجليزي؟
- معي شهادة التوفل.
- عشت ببلاد برّا شي؟..
- لأ.
- بس اللي بيعيش كذا سنة ببريطانيا مثلاً بتكون إنجليزيته أفضل بكتير من اللي بس معه شهادة توفل.
- .....
- طيب ترجملي هالعبارة: تشكل الاتجهات الفلسفية المادية التجريبية المتحمورة حول وهمية الوعي الإنساني مركزاً مهماً في فسيساء علم الأنطولوجي.
- عفواً بس... يعني... هالعبارة مليانة مصطلحات متخصصة!
- المهم ما بتعرف ترجمها.
- .....
- شلون حالتك الصحية؟
- حالتي الصحية؟؟؟
- شو ما عمرو حدا سألك هالسؤال؟
- إيه .. إيه الحمد لله صحتي منيحة.
- يعني ما بتعاني من مرض معين؟
- لا لا أبداً.
- كم مرة بترشح بالسنة؟
- يعني شي مرتين ثلاثة إذا كترت..
- إنت بترشح كثير.. وبتعرف لما بيجي واحد مرشح على الشركة ممكن يعدي الموظفين وهيك بتصير الشركة مرشحة وبتتعطل إنتاجيتها لأكثر من يوم.
- .....
- شو الراتب اللي بتتوقعه؟
- بتوقع عشر تالاف ليرة.
- يا عيني!
-......
- إيه والله عندنا موظف صرله 15 سنة عميشتغل عندنا وما وصل لهالراتب، فشلون إنت بقى هيك جاي بفرد نطة بدك تاخد عشر تالاف ليرة؟

تنتهي المقابلة.. ويخرج الشاب خائباً ، ويعلو صوت النائب منادياً:
- اللي بعدو!

هنا .. يدخل ذاك الشاب صاحب الملابس البسيطة..
يمد يده مصافحاً النائب قائلاً:
- أنا سلمان أحمد ، من طرف أبو لطفي ، حكالك عني امبارح.
- أهلاااااان أبو أحمد أهلاً وسهلاً كنت يا أخي تعال أول واحد ليش هيك استنيت!.
- مو مشكلة مو مشكلة..
- يا أهلين وسهلين نورت والله ، بتحب شاي ولا قهوة؟
- الله يسلمك مافي داعي تغلب حالك..
- ولو ، أبو لطفي غالي علينا!.. لك هاد رفيق عمر بعرفه من لما كنت بالصف السابع..وإنت قرايبو فشلون ما بدي أضيّفك إيه مو حلوة بحقه!.
- كاسة شاي بتكون منيحة..
يصدر النائب الأمر بتجهيز كأسي شاي.. يعود فيقول:
- يا أهلين وسهلين والله ، طمّنا شلونه أبو لطفي؟
- والله منيح كتير بيسلم عليك ، امبارح والله كنا معزومين عنده عالغدا وقال لو كنت إنت عايش متله بحلب مو كان بس عزمك كان كل يوم بيعملك عزيمة..
- ههههه يسلملي تمه ، شو بدنا نعمل أنا شغلي بالشام وشغله بحلب وهيك صرلنا مفترقين عشر سنين ما بنشوف بعض إلا كم مرة بالسنة.. يعني إنت إجيت اليوم من حلب ؟
- إيه والله..
- إزا بدك تعال قضّي الليلة عندنا وبكرة إزا بدك تسافر سافر وإزا أجلتها أهلاً وسهلا البيت بيتك.
- لا لا خجلتوني بكرمكم والله!.
- يا أهلين وسهلين بكل أهل حلب والله.
- أهلين فيك.
- هو أبو لطفي شو بيقربك؟
- بيكون زوج بنت خالة مرت خال زوج بنت خالتي.
- والنعم والله.

تدخل سيدة معها كأسي شاي ، تضع واحدة أمام سلمان والأخرى على مكتب النائب.. يرتشف سلمان من الكأس ويُشعل سيجارته ثم يسأل:

- هلأ إنت كمان الجامعة درستها مع أبو لطفي؟
- إيه طبعاً ، والله كانت أيام العمر! اسألله على أيام زمان! ، وهو أصلاً اللي أقنعني إني أدرس إدارة وهالشي كان ضد رغبة الأهل ، والحمد لله بعد ما اتخرجت عرفت قديش كان هالقرار مهم، ولو ما درست إدارة لما كنا هلأ عمنحكي هالحكي يمكن كنت أنا شقفة موظف بالقطاع العام و ...
- وما كنت أنا هلأ عمبشرب هالشاي ها ها ها .
- ها ها ها ، رحنا ورجعنا انحطينا للموضوع الأساسي أنا نائب هالشركة وإنت هون عمتشرب شاي و.. إنت ما عمتتقدم للعمل ، العمل هو اللي عميتقدملك.
- الله يسلمك سيدي.
- والله إني ما بدي شي منكم ، هاد كله لمعزتك عندنا يا أبو أحمد ومعزة أبو لطفي ، يا أبو أحمد اعتبر نفسك من هلأ إنك اتوظفت بهالوظيفة.
- ما بعرف كيف بدي إشكرك.وجاه محمد إنك إذا نزلت شي يوم على حلب رح إعزمك عزيمة يفكروها الناس عرس، وإذا بتوصينا بأي شي شو ما كان إحنا جاهزين.
- ها ها ها ، لا لا أخي حاج من هالحكي.
- على راسي كل أهل الشام والله.
- على راسي كل أهل حلب.

وبعد هنيهة ، يعود النائب ليقول:
- هلأ إنت بتعرف أنو هَي مقابلة عمل وبتعرف إنو إلها بروتوكول معين بنمشي عليه ، فلا تواخذنا لازم نسألك كم سؤال نتعرف عليك من خلالهم.
- ليش مو قلتلي إني خلص اتوظفت؟
- لك إيه إيه وبعد هاللقاء بنوقع العقد معك ، بس بتعرف يعني مو أنا مدير الشركة يعني لو عرف المدير إني ما بعرف عنك شي بتكون مشكلة.
- إيه فهمت ، خلص ماشي الحال تفضل.
- شو الشهادات اللي معك؟
- معي ثانوية عامة ، ودرست سنتين بالجامعة تخصص هندسة معلوماتية وبعدين بطلت.
- أوف .. ليش بطلت؟
- والله شفت خريجي الجامعة معبين الشوارع وما عملايقوا شغل ، واللي بيشتغل منهم ما بتهتم الشركة بشهادتهم بقدر ما بتهتم بخبرتهم وكفاءتهم ، فقلت لحالي ليش أتعب حالي كل هالسنين؟ خلص أوقف دراسة وأبلش أركز على جانب معين بقوّي حالي فيه وبعدين بشتغل فيه.
- والله اللي عملتو زينة العقل! ، شوف قديش إجانا خريجين جامعات وهنن ما بيعرفوا حتى يستخدموا برنامج الوورد!
- ليش لازم الواحد يعرف بهالبرنامج؟
- ليش إنت ما بتعرفلو؟
- لأ.
- لا مو لازم الواحد يعرفلو.
- الحمد لله.
- طيب احكيلنا ، شو الدورات اللي أخذتها؟
- أخذت دورة دراسة ذاتية مكثفة للسي بلس بلس.
- بس هَي لغة صارت قديمة.
- إيه بس هى تُعتبر أحسن لغة برمجة بتاريخ البشرية والكل بيفهموا عليها ، يعني قصدي إنها مستوى واطي ومستوى عالي بنفس الوقت .
- شو أبرز مشروع عملته بالسي بلس بلس؟
- آلة حاسبة بتاخد العقل. دقيقة وشديدة الحساسية لدرجة إنو لو قسمت عدد على صفر بيعلق الجهاز.
- طيب وليش - عدم المؤاخذة- ما خليتها تعطي رسالة بتوضح الخطأ وبتطلب إعادة إدخال الأرقام؟
- هالشي وراه هدف تربوي سيكولوجي ، لو إنو كل ما بيغلط المستخدم بتتطلعو هالرسالة بيستخف بالخطأ وبيكررو ، بس لما بيوقف البرنامج وبيعلق الجهاز ساعتها بِبَطّل الحمار يعيدها مرة ثانية. صحيح إنو بالأول بتطلعو رسالة إكسيبشن بس مو مشكلة بعدها فوراً بيعلق الجهاز.
- هاد شي ممتاز إنت بتوازن بين تكامل الأداء الوظيفي للبرنامج وبين مصلحة المستخدم .. طيب احكيلي .. اشتغلت إنت شي أو اتدربت؟
- أحياناً ، لما بتكون الماما مسافرة أنا بطبخ للبيت.
- شو بتتطبخ تحديداً؟
- بيض مقلي ، بطاطا مقلية.
- كيف اللغة الإنجليزية عندك؟
- she is very good!
- كيف حالتك الصحية؟
- الحمد لله ، عندي بس إيدز.
- إيه بسيطة! ، كلها نص ساعة وبيلاقولو علاج.. شو الراتب اللي بتتوقعه؟
- له له! خليها علينا!
- ولو ما بيصير هاد حقك يعني عمتتعب 8 ساعات دوام باليوم لازم تاخد حق تعبك.
- 15 ألف ليرة ، مع التأمين الصحي والضمان الاجتماعي طبعاً .
- إيه مو على عيني؟
- الله يسلمك.
- إيه والله عندنا موظف صرله 15 سنة عميشتغل عندنا وما وصل لهالراتب! ، بس كرمالك ولمعزة أبو لطفي عندنا ، إلك أحلى 15 ألف ليرة راتب كل شهر!.
- الله يخليلنا ياك.

وبعد تبادل قصير للحديث ، يوقع سلمان على عقد عمل لمدة عام ، ويودع سعادة نائب الشركة ، ثم يخرج..
وينادي النائب قائلاً:
- اللي بعدو.. ما بدي ياه.

مرحبا يا جماعة
بالنسبة لتجربتي الشخصية بموضوع المقابلات بكل صراحة وبدون مبالغة خلال خبرتي بسوق العمل من 10 سنوات الاى الان وتنقلي بين 4 جهات عمل الحمد لله كل انترفيو رحت عليه كنت انقبل مباشرة واستلم العرض بنفس الوقت يعني بالاربع مرات
حصل هالشي معي واخرها الان في الامارات وبصراحة كان العرض كتير مغري مو شوي :73:

Array

- كيف حالتك الصحية؟
- الحمد لله ، عندي بس إيدز.

- إيه بسيطة! ، كلها نص ساعة وبيلاقولو علاج.. شو الراتب اللي بتتوقعه؟

[/quote]

معقوول:lol::lol::lol:

Array
- شو أبرز مشروع عملته بالسي بلس بلس؟
- آلة حاسبة بتاخد العقل. دقيقة وشديدة الحساسية لدرجة إنو لو قسمت عدد على صفر بيعلق الجهاز.
- طيب وليش - عدم المؤاخذة- ما خليتها تعطي رسالة بتوضح الخطأ وبتطلب إعادة إدخال الأرقام؟
- هالشي وراه هدف تربوي سيكولوجي ، لو إنو كل ما بيغلط المستخدم بتتطلعو هالرسالة بيستخف بالخطأ وبيكررو ، بس لما بيوقف البرنامج وبيعلق الجهاز ساعتها بِبَطّل الحمار يعيدها مرة ثانية. صحيح إنو بالأول بتطلعو رسالة إكسيبشن بس مو مشكلة بعدها فوراً بيعلق الجهاز.
- هاد شي ممتاز إنت بتوازن بين تكامل الأداء الوظيفي للبرنامج وبين مصلحة المستخدم .. طيب احكيلي .. اشتغلت إنت شي أو اتدربت؟
-[/quote]

ههههههههههه

:lol:

الله يجازيك، قرأتها اليوم من العمل، وعندما وصلت إلى هذا الجزء لم أتمالك نفسي عن الضحك، والزملاء بيطلعوا فيني بدهشة فاغري الفاه:D
منك لله بهدلتني قدام العالم
:(

:D

أنا اللي يقهرني أكثر شيء هو مسألة الخبرة

يعني بتلاقي الشركات بتطلب ناس خبرتها لا تقل عن 5 سنوات:D:ولا يعيرون أي انتباه لمن تقل خبرته عن ذلك:(

قبل فترة كنت في شركة Nortel وهي من أشهر وأعظم الشركات المتخصصة بالإتصالات في العالم، وأنا أعمل معهم منذ حوالي السنة والنصف عن طريق الشركة التي أعمل فيها، عملي يتعلق في عمل اختبارات لتأكيد إمكانية الإتصال بين منتجات هذه الشركة ومنتجات شركة أخرى اسمها Quintum (أنا ممثل Quintum) .... قبل فترة أحببت أن أجرب حظي معهم وأرسلت لهم السي في لكن دون جدوى، إلتقيت مؤخرا صديقي هناك ويعمل استشاريا في Nortel وقال لي بالحرف الواحد أن لدي خبرة غير موجودة في الشرق الأوسط، وأنهم يضطرون لإحضار ناس من أوروبا وأمريكا ... للآن مستغرب، طيب لو كانت خبرتي مطلوبة في هذه الشركة، لماذا لم يعرني أحد أي انتباه؟؟؟؟ هل معقول أن السبب هي فترة خبرتي القليلة؟ أم لأنني لا أحمل جواز سفر أجنبي؟

بصراحة، من تجربتي مع الشركة التي أعمل فيها أنا وعدة أصدقاء ... الطالب الخريج لو كان عنده التصميم الكافي يستطيع أن يقارع من لديه خبرة 10 سنوات ... الموضوع محتاج سرعة بديهة ورغبة في التعلم لا أكثر ... لكن ربما رأي الشركات أنهم لا يريدون إضاعة الوقت في التدريب وإتاحة فرص للتعلم للخريجين!!! للأسف مع أن ذلك يُعد استثمارا عظيما ...

رهيبة ....
:97:

رائع جدا عزيزي الضاحك ..

حبكة ممتازة وسيناريو متقن ..

انت موهوب بالفعل (f) ..

تابع .. تابع ..

استشهادي المستقبل وهاجر ومرسيل شكراً لكم على المشاركة..
الأخ كمبيوترجي.. الشركات تحتاج "لدليل ورقي" يثبت كفاءة الشخص في مجال معين ، وإلا لو سرنا على هذا الطريق سنجد أن الدراسة الجامعية نفسها لا فائدة لها سوى حصول الشخص على اسم "خريج جامعي" يعني مو حلوة الواحد يكتب بالسيرة تبعه : خريج ثانوية الأقصى:closedeyes: ، هذا مع العلم بأنني وكل أصدقائي لم تفدنا الدراسة الجامعية بشيء في سوق العمل سوى أننا ننعم بلقب مهندس وليس عامل أو فني، ولو كان لديك ماجستير فبكل بساطة ستأخذ راتب أعلى من الخريج الجامعي على الرغم من أنه قد يكون بمثل أو أكثر مهارة منك في العمل.

الاخ طارق ، كوني نجحت في انتزاع قهقهة منك وأنت في بيئة رسمية فهذه شهادة أضحك بها.. قصدي أفتخر بها:D.
في الأصل أنا كنت ناوي أن أجعل المتقدم الأول - مصطفى أكرم- يتحدث بالتفصيل عن مشروع تخرجه بحيث أخلق تناقض ساخر مع تفاصيل مشروع أبو أحمد الآخر- إذ كان لديه مشروع ضخم آخر إلى جانب الآلة الحاسبة- ولكنني تجنبت ذلك كي لا يصبح الموضوع طلاسم بالنسبة لغير المتخصصين في علوم الحاسب. ولكنني عازم على كتابة عمل آخر متخصص في البرمجة ،وحينها أتمنى يا طارق ألا تقرأ الموضوع وأنت في العمل حتى تاخد راحتك ، وحتى ما تنطرد:D.

الأخ شهاب أشكرك جزيلاً على إطرائك.

عندي عادة وهى كتابة المواقف المميزة التي تحصل معي وأحياناً أشاطرها عبر البريد مع أصدقائي وأقربائي ، من بين هذه المواقف أول مقابلة عمل في حياتي ، دونت ما حصل معي وأرسلتها إلى قريبي ، إليكم الرسالة بعد تنقيتها من تفاصيل غير مهمة بحيث تشير العلامات النجمية إلى جمل محذوفة.
عنوان الرسالة:
أول مقابلة عمل.. بهدلة وأمل


مرحبا حسن

اليوم رحت على مكتب ****** تعرفت على مديره من خلال صاحبي ، المهم هالمكتب بيقدر يتبنى مشروع اشتغلت عليه أو بيحولني لشركة، وفي إمكانية إني إشتغل عندهم. هالمكتب صاير بمجمع يثرب بالجاردنز ، شوف هالتناقض بالأسماء يثرب صارت بالجاردنز!!!!
اتفقت معه أقابله الساعة عشرة ونص الصبح ، وفعلاً رحت الصبح على الموعد وبالثانية - مشان يعرف إني شخص ملتزم بالوقت- بس الشي الحلو إنو هو لسى ما إجى!!!!!!!!!
ضربتله هالتلفون ، راح قلي إنو سيارته اتعطلت واتصل على أصحابه يجيبوه ، قلنا ماشي الحال، استأذنت من صاحب مكتب مجاور قلتله إذا ممكن أقعد شوي عبال ما يجي صاحب هداك المكتب، راح رمقني بنظرة الله وكيلك كإني استأذنت إني أقعد على حضن إختو ، بس أنا طنشت وقعدت لإن مافي مكان مافي مقاهي قريبة وما في كراسي بممررات المبنى شو إعمل استنى عالواقف يعني وأنا معي اللابتوب؟
مرت ساعة كاملة ، وبما أنني كنت في يثرب ، فقد كان سهلاً علي أن أصبر صبر الجمل.
اتصل صاحبنا وقال: أنا هلأ عند باب العمارة ، قلتله: أنا هلأ عند باب مكتبك!
وقفت قدام الأسنسير وكأني بانتظار وفد ، وفعلاً كان وفد زلمتين ومرة ، وطلع الثاني واحد كنت بعرفه بالجامعة.
قعدت على كرسي قدام مكتب هالمدير ورحت عمبسأله عن طبيعة عمل مكتبهم وكذا ، ويبدو إنو المرة فكرت إني جاية مشان إشتغل عندهم فعملت معي مقابلة وأنا مثل الأطرش بالزفة ، يا رجل خود على هالبهدلة:سألتني بالبداية عن دراستي وشو درست ووين تدريبي من هالحكي ومشيت الأمور بشكل طبيعي ، بس المشاكل بلشت لما سألتني شلون بتقيم مستواك بالإنجليزي من عشرة؟ ،هون فرشخت وحكيت بمنتهى الثقة: 9 من عشرة ، واندهشت المرة من هالجواب ، فعطتني ورقة وقلم وقالتلي: اكتب هالكلمات، هون كانت بداية الانبعاص لإن خط إيدي اللي بيشوفه بيفكر إنو يا خط ولد صغير أو خط صحابي جليل - إنت شفت شلون كان خط العرب أيام زمان؟ هيك خطي ، الله وكيلك بقدر أزوّر أحلى مخطوطة تاريخية وأنا نايم ، بس جبلي ورقة وقلم ، يعني متل ما عملت هالسيدة- ، قلتلها مزح: اشتهيت إني أكتب على الكيبورد لإن خطي مو حلو!، طبعاً بدي أمهد للصدمة اللي رح تاكلها ، المهم عطتني الكلمة الأولى وخود البعصة ، البعصة إني ما بعرف شلون بتنكتب الكلمة! قالتلي أكتب كلمة
commitment
ورحت كاتبها هيك:
commetment
u see the mistake I commited?
بعدين البعصة الكبرى، يا رجل كلمة مهمة جداً وأنا من زمان بعرف مشكلتي معها ومن زمان حاطط ببالي إني أراجع شلون بتنكتب قالتلي اكتب كلمة
business
وأنا متذكر إنو كتابة هالكلمة فيها أحرف ما بتطابق نطقها وحسيت إني لو كتبتها رح تكون فضيحة فقلتلها: اعفيني من هالكلمة! فقال الزملة : أوف لساتنا بالأول ، وقالت المرة: وين التسعة من عشرة؟ ، أما أنا فحَمار وشي كان عشرة من عشرة. وقلتلها إني نسيت جانب التهجئة لما قيّمت إنجليزيتي.
وعطتني الكلمة الثالثة كتبتها صح هيييييييييييه ، الكلمة هى:
strategy
وبعد ما كتبتها طلبت مرة ثانية إني أكتب بزنس ، وهون استسلمت وكتبت الكلمة هيك:
buisness
لك يلعن أبو البزنس على أبو اللي بزبز هيك كلمة لك شو هاد؟
يبدو إنو الحظ قلي بهاليوم:
it's non of your business
المرة كانت مصدومة مني ، فحركت مخي شلون إطلع من هالورطة؟ فلقيت الحل إني أشيل صدمتها بصدمة معاكسة من العيار الثقيل إني إحكي بإنجليزية أمريكية على كيف كيف كيفك، فرحت حكيلتها ، وفخمتلك الأحرف وحكيتها بالطريقة الأمريكية القح وبسرعة وإدغام وغنة وإظهار وكل شي على بالك ، قلتلها:
concerning my English language capabilities I prefere holding a conversation
المسكينة انلبخت وانقلب وشها وقالت:
what?
ورحت عدت عليها شوي شوي - متل الأمريكي لما بيحكي مع أجنبي وما بيفهمه بيروح بيعيد حكيه بالبطيء ، شايف شو ساويت فيها؟ - ، وهون فهمتني وابتسمت وقالت:
u r good.. I wanted to test ur writing
وحكت إنو هالشي مهم من ناحية التراسل بين الشركات وكذا ، ورجعت مدحت إنجليزيتي ، وآخر شي قلته لإلها:
that's why I gave myself 9 out of 10.
بس بكل الأحوال كانت بهدلة كبيرة إني إغلط بكتابة كلمة بزنس وأنا بمقابلة بزنس ، يا رجل هَي متل إنو خطيب جمعة يخطب يوم الخميس أو متل إني إغلط بكتابة كلمة:
that
and that's why I didn't write to u in English this time because I am so fucked up with it.
المهم سألتني أسئلة ثانية ، قامت وراحت عمبتدور على ورقة ، بعدين قالتلي إنو عندها فورم مشان أعبيها بس ما لقتها ، هون كانت رح تفلت من تمي: هاد من حسن حظي! ، بس منيح إني ما حكيتها.
المهم بلش الجد ودخلت مع المدير عن مشروعي وورجيته الشغل على جهازي وانبسط وقال عنه إنو بيرفكت ، بس مع هيك ما اتحمس لفكرة المشروع قلي إنو احتمال نجاحها مو كبير.
*****.
وهيك انتهى أول لقاء عمل بحياتي يا حياتي ، وحياة ربك إني ما كنت عارف إنو رح يصير لقاء عمل أصلاً إيه شي نغّصلي حياتي
*****.
سلم على الجميع

أحب أن أشير إلى أن عادة قريبي حسن في الرد على رسائلي أنه يكتب بالإنجليزية وذلك لتحسين قدراته الكتابية فيها، لقد رد قريبي على رسالتي السابقة بهذه الرسالة: