جميلة عزيزتى ليلاء
اقصد القطعة الأدبية طبعا وبالتأكيد مبدعتها ايضا :97:
وقد قرأتها واستمتعت بها ولكن دعينى اقول عزيزتى أن فيها شيئا من المباشرة وهو ليس عيبا ولكن - اعتقد - أن المباشرة كلما قلت كلما تيقظ عقل القارىء وذادت لذته فأنت عندما قلت :
" انا نار برد وسلام يا جليد العمر المتراكم على ضفاف غابة الحياة..."
أحسب انك كنت حريصة على تفسير ما سبق من القطعة لذا رأيت الإيضاح
انت محق في ملاحظتك.. ولكن ما لجأت للتصريح الا بعد كثير من التلميح...
هب ان هناك اناسا كثر لا تستطيع قراءة ما بين السطور..
لذا ربما تنويع الامر مابين التصريح تارة والتلميح تارة اخرى يعطي نكهة لذيذة ايضا حتى وان لم تعادل بلذتها اللجوء الى التقليل من التصريح واعتماد التلميح اكثر...
انمو كل يوم اكثر لمّا تسقى تربتي بمياه امثالك ... ايها الفلاح الادبي.. وانت بمعول الكلمة (تنكش ارض الغير) وبمياه الملاحظة منك ومن غيرك ممن يهتمون تسقي هذه الارض..
حديثُ " الجليد "..
و تعليقُ صديقي العزيز " بني آدم "؛يجعلُ الكتابة "ممكنة " بعض الشيء،فلعلّي وقفتُ على "رأيٍ " (للشّاعرة) و شفقتها بالقراءةِ فأقدمتْ على خطابٍ مُبينٍ رحمةً منها على " بعض الإنسِ" لاَ يَفيدُونَ من ما بين "السّطورِ"،و يكونونَ أمامَ قولٍ لاَ يفهمونهُ ؟؟؟؟
أعتقدُ أنَّ من بينَ ما للشّعرِ من هويّاتٍ،علاقته بالوجودِ وهوَ ينشُرُ ما خفيَ منهُ بعيدًا عن صريحِ "الظّواهِرِ ".فالشّعرُ يُحاوِرُ الوجودَ في حركةِ " إصغاءٍ " عبرَ لغة خالصة أو مُتخلّصة من ملفوظات اليومي.فما يراهُ البعضُ " غموضا" أو دلالات بعيدة عن موافقات المؤسسة اللّغة السائدة،هو في بعض حقيقته تطهير اللّغة من التّكرار الّذي يمنعُ عنها أن تكونَ حفيّة بوجودها.
و المواقف " الكرنفالية " أو " الهزليّة " من الشّعر " القلق " (الّذي يُجاهِدُ لغته) بأسماء متعدّدة بل و ثوريّة أحيانا،تحدُّ من رسالة الشّعر و تجعلهُ أقرب إلى " فن الخطابة " البائد أو أوثق صلة بالبيان السياسي،تُحاول ( هذه المواقف ) الوفاءَ إلى تاريخ توظيف الشّعر لخدمة ما هو مُباشر و معيش.غيرَ أنَّ الشّعرَ غايتهُ " المنسيّ " و " المخفيّ" من الذّات..غايتهُ قولُ الذّات وهيَ بفجرِ تَيَقُّظِهَا...( من اليقظة و الإفاقة )....
و اللّغة الشّعريّة منذُ البدء في علاقة بالوجود ،بالكينونة...لنعد إلى بدايات الإنسان و الكتابة ..للكتابة الصوفية..و ألفاظ الفارابي ..و السهروردي المقتول ..و النّفري...و التوحيدي..سنلاحظ أنَّ همّهم كانَ لغة شعريّة تطلبُ الوجودَ أبدا ؛لكشف الاَختفاء و جحود ظهوره..
...أمّا " الجليد "" فلعلّي أعود إلى هذه المحاولة في الكتابة..
مع الشّكر....والاعتذار...