الحر
عضو رائد
    
المشاركات: 2,763
الانضمام: Mar 2006
|
طز
مقدمة وتمهيد
كثيرة هي تلك الكلمات والالفاظ التي نتلفظ بها في حالات الغضب وعدم الرضا, واغلب تلك الالفاظ اما ان تكون آمرة او ناهية, او بها تهديد ووعيد بصيغ مبالغة, واحيانا نلجا للالفاظ النابية, علاوة على التشبيهات والاستعارات والكنايات والمسميات المهينة للشخص او الجهة التي توجه اليها تلك الالفاظ والعبارات.
وبالطبع لا يمكننا في هذا المقال او حتى في كتاب مستقل ان نستقصي كل تلك العبارات والالفاظ .. فعلاوة على غزارة القاموس اللغوي لكل لغة ومجتمع بعدد لا يحصى من تلك العبارات والجمل, بحيث يمكن لاي شخص ان يبتكر الفاظا وعبارات جديدة, او ان يسترجلها حسب الظروف والامكانات ( الادبية ), فان قيدا آخر يبرز للسطح, الا وهو المحظور الاجتماعي عند التطرق لمسالة جمع واستقصاء تلكم العبارات, ومن اجل كل ذلك وغيره من الاسباب ارتأيت ان اختار لكم لفظة تتميز بالامتناع السهل وصدفت عن اللفظ المعيب والمخل, وهذه الكلمة ليس لها محل من الاعراب لا عند الحضر ولا الاعراب, فهي لفظة تقال ووقى الله المؤمنين شر القتال.
هذه الكلمة يا سادة هي كلمة (( طز )) فمع اشتراكها مع كلمة نكاح الانجليزية المستهجنة في خاصيتة المطاطية بحيث يمكننا ان نضعها في عدد لا يحصى من الجمل او النطق بها منفردة, وفي كلتا الحالتين تصح الجملة ويبلغ المتلقي الغرض, الا اننا للامانة لم نصل بعد لمستوى ( طفاسة ) الغربيين, حيث انهم يستعملون كلمتهم تلك بمطاطية اكبر فهي تستخدم كفعل واسم وماضي ومضارع, وفي مواضع التعجب والغضب والسرور و المزاح ... او حتى بلا سبب ظاهر او ظرف قاهر يحتم عليهم استعمالها .. بينما (طزنا) او اي كلمة نابية اخرى في قاموسنا العربي لا يجوز لنا استخدامه الا مع اهله وفي محله.
دخول طز في الثقافة العربية واستعمالاته
كثيرا ما نلفظ كلمة (طز) بمعنى عدم الرضا او المبالاة والاكتراث, او للتحدي بمعنى اعلى ما في خيلك اركبه, وغالبا نتلفظ بهذه اللفظة عندما يعرض علينا او يقال لنا امر او قول تمجه عقولنا وتستنكره وتستهجنه غاية الاستهجان .. فحينها لا مفر لنا سوى النطق بهذه اللفظة السحرية, ولكن ما معنى كلمة طز ؟ ومن اين جاءت ؟.
كلمة طز وتلفظ بالتركية TOZ وتعني (الملح) وهي لفظة دخلت او ادخلت الى اللغة العربية في زمن الدولة العثمانية, ويروى ان الحكومة العثمانية كانت تفرض ضرائب على التجار وعلى جميع البضائع باستثناء ( الملح ) .
فكان التجار العرب اذا مروا من عند المفتشين الاتراك يقولون طز اي لا يوجد معنا الا الملح وبالتالي فليس عليهم دفع اية ضريبة.
وفي رواية اخرى يقول الكاتب اميل حبيبي انه اثناء الحرب العالمية الاولى كان الجباة الاتراك يداهمون البيوت في فلسطين بحثا عن المؤونة لفرض الضرائب عليها, وهم يفرضون الضريبة على اكياس القمح والشعير والسمسم والفول والحمص والملح.
ولكن اقل ضريبة كانت على الملح, ومن اجل التهرب من الضريبة كان الفلسطينيون يدعون ان اكياسهم مليئة بالملح وحده, وهكذا كان يدخل الجابي فيدور الحوار التالي مع صاحب الدار:
ماذا في هذا الكيس؟
ملح!
فيصرخ الجابي بمرافقه: سجل طز !
وتدريجيا اصبحت اللفظة تستعمل على نطاق واسع و على الاشخاص والافعال عديمة القيمة والفائدة او للانتقاص والاهانة :
- طز فيمن يقول كذا.
- طز فيمن يظن باني فعلت كذا.
- طز في ديانة او ملة او ايدلوجيا معينة .. مخالفة لك.
- طز فيك لشخص ازعجك بقول او فعل.
- طز فيكم لاشخاص اهانوك او ازعجوك او خالفوك.
- طز في العالم واحد انسدت ابواب الدنيا في وجهه.
- ....... الخ.
ومن المعروف طبيا ان تناول الملح سبب رئيسي من اسباب ارتفاع ضغط الدم, ومن المفارقة ان يرتفع ضغط احدنا بمجرد توجيه كلمة طز اليه ..!!
تحياتي
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 05-08-2008, 05:12 PM بواسطة الحر.)
|
|
05-08-2008, 05:09 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}