الإنسان الحزين
عضو مشارك
المشاركات: 19
الانضمام: May 2008
|
سوف ارحل انا يوما ما وانت وانتم يوما ما سترحلون
السلام عليكم
قد نعتبر احيانا ان الحياة الدنيا زائلة و ان ساعة الرحيل تقترب لكي نبتعد ونفتقر عن بعضنا البعض ، فعنوان الحياة الكبير و البارز هو لا دوام لحل من الاحوال و الزوال هو قانون الطبيعة و الاشياء ، حيث يصعب على كل انسان ان يوقف الزمان او اللحظة و الدكرى ، كما يصعب عليه ان يجمد و يركن في نفس المكان ، فحركة الطبيعة و قانونها اصعب بكثير من قانون و قوة الانسان ، و الذى ان ظن انه تحدى فهو خاطئ ،بل هو حاول ان يجلب الضرر لنفسه اكثر من ن يجلب المنفعة لها .
و كلما ظن الانسان انه طور علاقاته في الحياة و طور الحقوق وازدهرت الحياة بكل العلوم التى توصل اليها الا انه يجد نفسه خلف خلفه فجوة عميقة و كبيرة بين الانسان و الانسان و بين الانسان و الطبيعة ، و بين الحياة و الارض و الانسان ، فصعب الاشياء و الامور على نفسه اكثر من انه سهل الامور عليها ، ليكتشف مثلا ان معدل الثلوت ارتفع و معدل الاجرام ارتفع و معدل البؤس ارتفع ........، بينما الانسان اخفق في ان يحقق العدل و المساواة مع ذاته و نفسه فافقدها جوهرها ،بل إستطاع ان يجعل من الانسان مجرد كائن تعيس و مسلوب الفكر و الارادة تحت إرادة الشر و قوة الشيطان المثمتلة في عبادة الانتاج و الاستهلاك بدون رفق لا بالطبيعة او الانسان او الحياة ، و ترك ولو بصمة للأجيال الاتية ،بل ترك مشاكل عويصة و فتاكة قد تعلن ساعة حقيقة و نهاية لعالم تقدم الى حتفه اكثر من استمراره ربما .
نعم كلنا سنرحل بعيدا ، ربما على المنتدى او على الاحباء و الاصدقاء او ربما عن الواقع و الحقيقة ،أو نرحل على مبادئ و قيم و اخلاق كانت سبب في انتاج حياة انسانية سليمة و معافة و خالية من الشوائب و الافات الاجتماعية الفتاكة في المجتمع ، سنرحل عليها و نتعلق بوهم التطور و التقدم ، نحو الوجبة السريعة و الفردانية ، وحب الربح السهل ،معانقة اليانصب و ارباحها و اسهم البرصة ، و عمل الروبوت ...، الى تقنية تستهلك كل يوم الطبيعة حيث تقطع كل يوم هكتارات من الغابات و ترمى كل يوم نفيات كثيرة تقدر بملايين الاطنان، فتتظهور العلاقة بين الانسان و الطبيعة و تستمر انبعاث الغازات السامة و الروائح الكريهة حيث يقف الانسان عاجزا الى اليوم لمعالجة معظلته البيئية بدون اي رد ولو احساس بالدنب او توعية و اشهار حقيقي يحسس الانسان بخطر في الاخلال بتوازن علاقة الانسان بطبيعته و بيئته .
سوف ارحل انا يوما ما وانت وانتم يوما ما سترحلون فهكاد قدر للحياة العضوية و الجسمانية ان تكون على الارض لانه حتى اعتد العلوم تقف عاجزة امام معادلة النهاية المحتومة على الانسان، و لا تستطيع كذالك ان تجد هده العلوم تفسير لقوة الزمن على تغير الجسد و الطبيعة ، وتغير طبائع الانسان بنفسه و قيمه ثم افكاره ،تعايشه حتى مع نفسه داخليا اصبح من الصعب ان يكون اليوم قوة له بل اصبح توازنه المطلوب هو مع الخارج اي الاخري ،فصارت علاقاته مع المجتمع و البيئة مبنية اما على منطق القوة او النفاق ،او منطق تزوير الحقائق مع فترة من الزمان حتى يحق الاهداف و الاطماع اللا إنسانية ،ثم يبسط القوة و التميز عوض العدل و المساواة بين جميع الخلق و العباد .
فالخلق والعباد اليوم تثمتل في كون الانسان هو مخلوق بإراد ته أو مكره و لو شاء واحب فهو مخلوق قبل كل شئ او ان صح التعبير قبل وجوده في الحياة فهو مخلوق ، وبين معتقاداته الدينية و الاخلاقية و التى تتمثل في طقوس وانماط إيمانية تتجلى في من هو المسيطر على الارواح و النفوس و مالك عرش الدنيا و الاخيرة ، ومن يحمل تذكرة السفر الى عالم اخر اي الرحيل و الفراق او التلاقي واسمرار الحياة الاخرى ، فالانسان هو عبد لكل قوة اجبرته على ان يعتقد بهدا او لا يعتقد اي يجحد و يبتعد عن هدا الاعتقاد ، وان استطاعة التقنية و الطبيعة و الشعودة ان تجبر الخلق على ان يتحول الى عبد او العبد ان يتحول الى خلق ، فان وجود الانسان في حد ذاته وسط مجتمع عرف مراحل عدة من الانتقالات من انماط حياتية مختلفة و متنوعة و متقابلة،كانت في المرحلة الاولى تتمثل في الكهف ثم الخيمة والبيت و الاسرة ارتبطة بالنسب و المكان والعقيدة الى الدولة و الكيان السياسي الدى ارتبط فيهما كل شئ باسماء متعددة مرة علمانية و اخرى ديمقراطية و اخرى عقائدية كالشورى و اخرى جغرافية او عرقية او دينية ،تنوعت فيها اوصاف التميز و تعددت فيها دعوات التعايش التى تصعب احيانا لان فكر التميز في الخلق و العبد تتعدد مع تطور الانسان و تسارع و ثيرة المنافسة بين الانسان ، فان رحل العبد او الخلق فالفراق واحد و لكن الفرق متعدد ،فالعبد كيفما كان عاش للسيد او الرب او الخالق بكل تفاني في اعطاء كل ما يملك و بكل حب سواء شعر به او لم يشعر و يتحسس و كانت لديه فطرة و قدرة مند البداية ،بيما الخلق فهو عاش وجوده لكنه رحل مع رحيل الحقائق و رحل مع رحيل المبادئ فكان يعيش من اجل وجود قد يعتبره عدم احيانا او قد يعتبره في نفسه وجود من اجل عدم بمنطق الظن ويبقى الرحيل و الفراق هو الشئ المشترك بين الطبيعة و الانسان ، بين الحياة و الحقيقة ، بين العبد و الخلق ، سارحل و نرحل بعيدا عن بعضنا كيفما كنا اسيادا او عبيد ا،نجوما او ابطالا ،اساطيرا او ملوكا ، عاديون ام غير طبعيون .......يبقى الفراق حتمية تسمى مكتوب علينا و بيننا جميعا ...
تحيتي
|
|
05-13-2008, 04:15 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}