Arrayوالا طنطاوووووي نادي الفكر
أصل كلهم
أصبحوا مشير ولديهم أوامر ونواهي ... [/quote]

بلاتوه الفجر
12 مليون جنيه تكاليف رحلة فيلم «البيبي دول» إلي مهرجان «كان»
احمد فايق

إضغط لتكبير الصورةلي صديق يعمل في مباحث مكافحة غسيل الاموال، يعشق السينما أكثر من السينمائيين أنفسهم، قال لي في إحدي المرات: متي تصل السينما المصرية إلي العالمية، قلت له العالمية شقان الاول العالمية التجارية وهي غير متحققة سوي في السينما الامريكية ومن المستحيل أن تنافسها سينما اخري في دولة تحكم العالم، والدليل علي ذلك أن السينما الايطالية في أوج مجدها انتهت علي يد هوليوود من خلال استقطاب نجومها إلي أمريكا، وقتها كانت السينما الايطالية هي الاقرب إلي العالمية التجارية، أما الشق الثاني هو العالمية الفنية وهذا متحقق تاريخيا للسينما المصرية من خلال أفلام يوسف شاهين وصلاح ابوسيف وشادي عبد السلام وغيرهم، أما الآن فالسينما المصرية تعاني أزمة قيمة فنية، ونادرا ماتجد فيلما مصريا يحقق نجاحا فنيا في المهرجانات الكبري او حتي يقترب منها، بدليل أن لجنة المهرجانات تنتظر بفارغ الصبر افلاما لمخرجين معروفين بالاسم لتجد أفلاما مصرية تستحق الترشيح للمهرجانات الدولية، فقال لي صديقي: متي نصبح مثل أمريكا في السينما، قلت: حينما نصبح مثلها في السياسة والاقتصاد والتعليم، وضحكنا سويا..دار هذا الحوار ونحن نشاهد فيلم مرجان أحمد مرجان في سينما ريفولي بوسط البلد.

تذكرت هذا الحوار مع حملة الدعاية الضخمة لفيلم "ليلة البيبي دول"، الحملة التي ادعت أن الفيلم عالمي وهو الفيلم الذي يشارك في بطولته محمود عبدالعزيز ونور الشريف وجومانا مراد وجمال سليمان وروبي ونخبة كبيرة من النجوم المصريين والعرب، لا أدري من اين أتوا بكلمة "العالمية " هل يقصدون العالمية الفنية، هذا غير حقيقي بدليل أن الفيلم لم يعرض في الفعاليات الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي الدولي، بل شارك علي هامش المهرجان في السوق وبأموال الشركة المنتجة وهي الاموال التي لا يعرف احد كيف تلقي في السينما بهذا البذخ دون اي حسابات منطقية.

قالت الشركة المنتجة إن الفيلم كان موضوع غلاف مجلة "فارايتي" أهم مطبوعة سينمائية في العالم، وهذا مؤشر لعالمية الفيلم وهذا الكلام لا اساس له من الصحة، فالشركة المنتجة حصلت علي غلاف المجلة واربع صفحات بالداخل بإعلان مدفوع الاجر، في موقع المجلة علي الانترنت تعلم من خلاله أن ثمن إعلان الغلاف 20 ألف دولار، ومن خلال صيغة الموضوع تكتشف أنه إعلاني بحت، فقد كان العنوان "العملاق جود نيوز قررت أن تصبح مجموعة دولية"، وأكدت المادة الاعلانية داخل المجلة أن شركة "جود نيوز" قررت طرح أسهمها في بورصتي "لندن" و"دبي" ابتداء من العام القادم، كما يجري عماد أديب مفاوضات مع الشركات الاوروبية والامريكية لانتاج أفلام عالمية توزع في أوروبا وأمريكا، واضاف: أن الشركة الان تمتلك 65 شاشة عرض وستصل بها إلي 100 في العام المقبل، وتسعي للنجاح في استثمار "الملتي ميديا " وهي الصحافة والسينما والتليفون المحمول والانترنت والدراما التليفزيونية، وأكد الاعلان مدفوع الاجر أن شركة "جود نيوز" تتعامل مع بنك "hsbc " >لثلاث سنوات قادمة لتعويم الشركة، وهذا اقتصاديا يعني أن الوضع المالي لها غير جيد مالم تحقق أرباحا خلال السنوات الثلاث القادمة، وهذا يتنافي مع تصريحات عادل أديب حول ملايين الدولارات التي تحصدها الشركة من عروض الافلام في أوروبا....!

أيضا تحدثوا عن مساحات أخري تم تخصيصها للفيلم في مجلات "الفيلم الفرنسي" و"سكرين إنترناشونال" وغيرهما، دون أن يلفتوا الانتباه إلي أنها مساحات مدفوعة الأجر أيضا، ومن خلال مواقع هذه المجلات علي الانترنت اكتشفت أن "جود نيوز" اشترت إعلانات في خمس مجلات مقابل 75 ألف يورو من أجل الحصول علي عالمية زائفة.

خصصت الشركة طائرة خاصة اقلت 30 إعلاميا و20 من فريق عمل الفيلم، هذا النوع من الطائرات له حسابات معروفة، وهي تكلفة الاقلاع والهبوط وحدهما 10 آلاف دولار، وبعدها تحسب عدد ساعات الرحلة بمعدل خمسة آلاف دولار لكل ساعة، وفي حالة بقاء الطائرة طوال فترة الأربعة ايام التي جلسوها في المهرجان تدفع الشركة تكلفة إيجار الارضية في المطار، أما في حالة عودة الطائرة إلي مصر يتم احتساب كلفة الاقلاع والهبوط أربع مرات مع مضاعفة عدد ساعات المطار، بمعني أدق تكلفة الرحلة في حالة بقاء الطائرة 140 ألف دولار، وفي حالة عدم بقائها 100 ألف دولار، وهي أرقام تقريبية تكاد تقترب من الحقيقة.

الوفد الاعلامي المكون من 30 فردا تم استضافتهم في فندق "نوفوتيل" وهو فندق متوسط نجمتين، الاستضافة امتدت لاربعة ايام دون افطار، ثمن الليلة الواحدة في هذا الفندق 300 دولار،أي بلغت تكلفة الصحفيين والاعلامي ين 36 ألف يورو، وتم استضافة النجوم في فندق "الكارلتون" وهو أكبر فندق في المدينة نفسها، وتبلغ تكلفة الليلة الواحدة 1500 يورو، لو ضربنا هذا الرقم في عدد النجوم وهو 20 وعدد الليالي نصل إلي أن التكلفة 120 ألف يورو، الشركة حجزت ايضا اعلانات في الشوارع أهمها علي الاطلاق الاعلان الضخم الذي تصل مساحته إلي تسعة أمتار طولية وعرضية وموقعه المميز بجوار فندق "الماجستيك "، وإعلان آخر بجوار فندق الكارلتون وأعلي مطعم شهير، بالاضافة إلي اعلانات أخري تصل التكلفة الاجمالية لها إلي 300 ألف يورو، كما نظموا حفل عشاء علي بلاج فندق الكارلتون وصلت تكلفته إلي 50 الف يورو، هذا غير ثمن إيجار القاعة التي عرض فيها الفيلم وهو ثلاثة آلاف يورو والسجادة الحمراء بالاضافة إلي إيجار مساحات صوتية علي السجادة الحمراء، والتصوير علي قناة المهرجان ووصلت إلي 130 ألف يورو.

وبهذا نكتشف أن رحلة "كان" كلفت الشركة مليوناً ونصف المليون يورو أي حوالي 12 مليون جنيه، وسبق وأعلن عماد أديب أن تكلفة الحملة الاعلانية للفيلم في مصر 6 ملايين جنيه، والاعلان مدفوع الاجر في مجلة فارايتي قال إن تكلفة الفيلم نفسه 7 ملايين دولار أي حوالي 39 مليون جنيه.

وبهذا صرفت جود نيوز علي فيلم البيبي دول 57 مليون جنيه، ويحتاج الفيلم ليربح أو حتي يغطي مصاريفه إلي 120 مليون جنيه من الداخل علي الرغم من أن إجمالي أفلام الصيف لا يحقق أكثر من 150 مليون جنيه، بالمنطق جود نيوز تحتاج إلي عرض فيلم البيبي دول في كل دور العرض في مصر دون وجود أي فيلم آخر بجواره طوال موسم الصيف، وتحتاج إلي أن تجبر كل جمهور السينما علي قطع تذاكر الفيلم، وإلا ستغلق جودنيوز أبوابها بالمنطق أيضا نؤكد أن الفيلم الذي فاز بالسعفة الذهبية لمهرجان الدورة الماضية تكلفة إنتاجه 250 ألف دولار

بالرجوع الى التقرير السابق يظهر ان هناك مبالغة كبيرة
منها مثلا قوله أن تكاليف الليلة الواحة في فندق كارلتون الشهي هو 1500 يورو بالليلة
مع أن الحقيقة هي أن سعر الليلة على هذا الرابط
http://travel.aol.com/travel-guide/Cannes-...661-hotel-deals