{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #141
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
أضمومة ورد

[صورة: 212403anrwi9g51t.gif]

بينما كان المعلّم العجوز الذي أُحيل إلى التقاعد منذ سنين طويلة جالساً وحيداً حزيناً يفكّر في رحلة العمر التي قضاها في سلك التعليم،
حيث أعطى خلالها جهده وشبابه ونور عينه لتنشئة الأجيال وتعليمهم، طُرق بابُ داره... هتف من الداخل بصوت ضعيف:‏

- من؟‏

- نحن أستاذ.‏

فتح الباب، وإذا به وجهاً لوجه أمام عدد من الرجال يلقون التحية واحداً واحداً.‏

قال:‏

- من أنتم؟.. تفضّلوا‏

أجاب أحدهم:‏

- نحن جماعة من تلاميذك القدامى، تذكرناك في هذا اليوم "يوم المعلم العربي"، وجئنا نتفقّد أحوالك، لما لك علينا من فضل كبير.‏

ابتسم العجوز. رحّب بضيوفه، بينما دمعتان سخيّتان تترقرقان في عينيه.‏

عرّف الرجالُ بأنفسهم ومهنهم الحالية..‏

قال الأول:‏

- أنا محمّد... أعمل طبيب أسنان.‏

قال الثاني:‏

- أنا توفيق... أعمل مهندساً‏

قال الثالث:‏

- أنا جميل... أعمل تاجراً.‏

قال الرابع:‏

- أنا سعيد... أعمل موظّفاً في إحدى الشركات.‏

انفرجت أسارير المعلّم، وأحسّ أن الدنيا تضحك له من جديد، لأن ما قدّمه لم يضع سدى.‏

أخذ من بين يدي تلاميذه أضمومة الورد التي أحضروها، فرأى الفل والقرنفل والياسمين والزنابق، كأنّها تغني وتقول:‏

"كل عام وأنت بخير يا مربيّ الأجيال".‏

[صورة: 978288oqcn1u2pv9.gif]

06-06-2008, 11:43 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #142
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
(يحكى أن)

8‏

"أحمر.. أصفر.. أخضر"‏

[صورة: 962300104_7b048ed3b3.jpg]

عندما انطلق تلاميذ مدرسة (الأمل) من صبيان وبنات للمشاركة في يوم المرور العالمي كانوا يرتدون زياً مشابهاً لأزياء الشرطة.... ويحملون عصيا بيضاء لامعة.... ويلبسون قفازات بيضاء أيضاً. خرجوا وهم يسأل بعضهم بعضاً عما تعلموه عن حركة سير السيارات، وتقاطع الشوارع، وأي منها باتجاه واحد أو باتجاهين. أما إشارات المرور وما ترمز إليه بالأحمر والأصفر والأخضر فهي أسهل ما تعلموه وما يثير الضحك بينهم لأن واحدهم يقول للآخر أثناء اللعب (أحمر) وهو يقصد أنه ممنوع، أو (أخضر) وهو يقصد أنه مسموح.‏

انطلقت المجموعة وهي تردد نشيداً تعلموه خاصاً بهذه المناسبة... نغمه عالمي لكن كلماته تختلف من لغة إلى أخرى. انطلقوا وهم فرحون يضحكون، لكن (سناء) وهي أكثرهم تحمساً لهذه المغامرة اللطيفة ولهذا الدرس العملي في الحياة أسرعت نحو رفاقها ملهوفة وكأنها تستغيث، وأنبأتهم أنها لا تستطيع المشاركة فهي في هذا اليوم مسؤولة عن أختها الصغيرة التي لا تتجاوز أربع سنوات من العمر لأن أمهما في المستشفى تضع مولوداً جديداً.‏

قال الجميع:‏

- وكيف يا سناء؟ وأنت التي دبرت لنا مع إدارة المدرسة هذا كله فاختارونا كلنا كمجموعة أصدقاء؟‏

قالت سناء وهي تكاد تبكي:‏

- هذا ما حصل... اعذروني.‏

وأدارت ظهرها لتعود راجعة وهي تجر أختها الصغيرة.‏

لحق بهما (همام) أكبر أفراد المجموعة وقال:‏

- ابقيها معنا إذن... وسيكون كل واحد منا مسؤولاً عنها مدة عشر دقائق، وهكذا حتى ينتهي النهار.‏

فكرت سناء قليلاً ثم قالت:‏

- معنى هذا إن كل واحد لن يقوم بأي شيء خلال هذه الدقائق العشر.‏

قال همام:‏

-بالضبط... سيكون مع رفيقه كمشاهد فقط.‏

وفرحت البنت الصغيرة بهذه النزهة العجيبة في الشوارع بين حشود البشر، وسيول السيارات وهي تنتقل من يد إلى يد... ومن اثنين إلى اثنين. وأخذت تردد كلمات تسمعها: أحمر... أصفر... أخضر. وتنظر إلى ثيابها الخضراء، وإلى حذائها الأصفر. ولما فهمت أنهم يستعدون للاقتراب من حافة الرصيف على اللون الأصفر ليعبروا الشارع على الأخضر نظرت إلى قدميها وحذائها الأصفر، وإلى ثيابها فأفلتت يدها ممن يمسك بها وقالت:‏

- أصفر... أصفر....‏

وشهقت سناء عندما رأتها في وسط الشارع والسيارات تهدر من بعيد.‏

نفخت بصفارتها بكل ما لديها من قوة... وكذلك فعل رفاقها عندما انتبهوا ورأوا المشهد.‏

توقفت كل السيارات... وتعطلت الطرقات... واندهش المشاة كل المشاة.‏

أما البنت الصغيرة فقد أخذت تعبر الشارع إلى الرصيف الآخر حيث تلوح لها سناء بيدها وهي تقول:‏

-أصفر... أحمر... أخضر.‏


[صورة: 850548sgimeji83x.gif]
06-08-2008, 02:12 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #143
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
بقرة جدّي

[صورة: 244554lqb5be0b16.gif]

كانت" شمّوس" بقرة محبوبة، تعيش في بستاننا، تأكل العشب طوال الصّيف، وتأكل القشّ طوال الشتاء، ولاتقوم بأيّ عمل في الصّيف أو في الشتاء سوى أنّها تأكل.. و.. تأكل... وكان جدّي يحبّها، ويقول:‏

- شمّوس بقرة ممتازة، تعطينا كثيراً من الحليب الأبيض الدّسم!!‏

أمّا جدّتي فما أكثرما سمعتها تتباهى أمام الجيران وتقول:‏

- منذ دخلت" شمّوس" البستان والخير جاء معها!!‏

وكم من مرة رأيّتها تحدّثها:‏

- كُلي.. كَلي ياشمّوس، كلّما أكلت أكثر أعطيتنا مقداراً من الحليب أكبر!..‏

وحين سألت جدّتي:‏

- لماذا سمّيت بقرتنا بشمّوس!!‏

ضحكت وقالت:‏

- جدّك هو الذي أطلق عليها هذا الأسم.. انظر إلى طلعتها البهيّة، ألا تشبه شمساً صغيرة، تنوّر بستاننا، وتدخل الفرحة إلى قلوبنا، وهي تتهادى بين الأشجار؛ وتسرح آمنة لطيفة؟!‏

وشمّوس أحبّت جدّي، وأحبّت أيضاً جدتي، بل أحبّتْنا جميعاً.. لذلك كانت تأكل أكثر لتبعث السرور في نفوسنا..‏

وأمام البستان، كان هنك طريق ترابي، يقطعه الحصان " بدران"، يأتي بالعربة، كل صباح، ليأخذ الحليب والجبن إلى البلدة القريبة..‏

ذات مرة، أخبر " بدران" بقرتنا" شمّوس عن البلدة القريبة، على الرغم من أنّها لم تسأله.. قال:‏

- الشوارع مرصوفة بالحجر، والأرصفة نظيفة لامعة، وأسطح البيوت عالية، تطير فوقها العصافير واسراب السنونو.. أمّا الأطفال فهم يذهبون إلى المدارس، يحملون كتباً ودفاتر، ويركضون مسرورين صاخبين في الذهاب والإياب، والناس يركبون الدراجات، ويطلقون رنين أجراسها مبتهجين، ترن.. ترن.. ترن ..أمّا السيارات فلا أستطيع وصفها.. يكفي أنّها تنطلق مسرعة في كلّ الطرقات.. وسائقوها ماهرون!.‏

رغبت شمّوس أن ترى الأشياء التي تكلّم عنها بدران،.. كانت ضجرة من البستان ، ومن بيت جدّي، ومن المخزن الكبير، والطاحونة التي لاتعمل.. و.. و..‏

خلف البستان كان هناك نهرصغير، في الصّيف، جاء رجل في قارب ليأخذ الجبنة من جدّي إلى السّوق..‏

نظرت شمّوس إلى القارب فأحبّته..‏

ظنّت أنّه سيكون حدثاً جميلاً أن تركب في قارب، وتذهب إلى السّوق.. كانت في شوق إلى أن تفعل شيئاً ما.. في شوق إلى أن تقوم بأيّ شيء حتى تتخلّص من الضّجر.. لابدّ أن تذهب لترى أيّ شيء بدلاً من أن تأكل فقط.. بدران يعرف أشياء كثيرة، لأنّه يذهب إلى البلدة هناك، يخرج من البستان، ويسير على الطريق، ويلتقي بالناس وهي هنا لاتقوم بأيّ عمل سوى أن تأكل ..وتأكل.. ولهذا فقد أصبحت شمّوس بدينة، كلّ يوم تزداد بدانة، حتى إنّها تتحرك بصعوبة..‏

سارت مسافة بعيدة على الطريق المحاذي للبستان.. لم تنظر إلى اليمين، ولم تنظر إلى اليسار كانت تنظر فقط إلى العشب الذي صار مذاقه حلواً ولذيذاً، والفصل ربيع، وهي تعلم أنّه توجد أزهار كثيرة تستحقّ أن تؤكل.. وفجأة.. قبل أن تدرك ما حدث، سقطت في النهر.. لم يكن عميقاً، لكنّها لم تستطع أن تخرج لأنّها بدينة جداَ،...‏

وقفت في الماء، وشرعت تأكل العشب على الضفّة..وجدّي لم يعرف أن شمّوس في النهر..‏

كان مشغولاً في صنع الجبن لبيعه في السّوق..‏

أكلت شمّوس كثيراً من العشب، وشعرت بعدئذ بالنّعاس، لكنّها لاتستطيع أن تنام في الماء.. حدّثت نفسها:‏

- لو أقدر على العودة إلى البستان.. أخشى أن يغضب الجدّ، أو أن تنتبه الجدّة لغيابي!..‏

صارت تمشي وهي تأكل العشب، صادفت في طريقها قارباً قديماً، دفعته أمامها، ثمّ تسلّقته واندفع القارب بعيداً عن الضفّة، وسارت شمّوس على طول النّهر فوق القارب الطّافي..‏

مرّت شمّوس بالبستان.. وبمخزن الغلال..مرّت بدار جدّي، وشجرة التّوت، والطاحونة، مرّت بأزهار البابونج، والأقحوان، والزّنبق الأصفر والأحمر الذي زرعته جدّتي.. مرّت بشقائق النّعمان التي تمايلت نحوها بدهشة، وبأزهار كثيرة ومتنوّعة لاتعرف اسمها..‏

استمرّت المشاهد تمرّ أمام عينيها والنّعاس فارقهاالآن.. وأصبحت منتبهة لما حولها من مناظر على طول ضفّتي النّهر..‏

مرّت شمّوس بصف طويل من البيوت ، ثمّ مرّت ببعض الأطفال وهم يلعبون فوق دراجاتهم..‏

صاح الأولاد:‏

- انظروا .. بقرة تمرّ في النّهر‍‍!!‏

ولم يلبثوا قليلاً، حتى ركضوا وراءها على الطريق المحاذي للنّهر..‏

سمعت شمّوس رنين أجراس الدراجات، أصغت إلى صفير متقطّع.. وصياح وصخب .. كانت سعيدة، فقد صارت موضع اهتمام الأطفال.. رأت الأمّهات في البيوت وهنّ ينظّفن النوافذ، ودرجات الأبواب، لوّحن بمناديلهن الملوّنة لها، وضحكت .. رأت حشداً من الناس، بعضهم يركض، وبعضهم يمشي على طول النهر، يلحق بالقارب الذي تركبه..‏

شعرت شمّوس بالفرح، لأنّ النّاس يهتمّون بها، أسرع واحد منهم، ورفع بين يديه علبة سوداء صغيرة، والتمع ضوء أمام عينيها. ارتفع صوت:‏

- ستكون صورة طريفة في الجريدة المحلّية!..‏

أخذت شمّوس تخور بسعادة.. هم.. هـ.. هـ.. م.. ها.. ها.. آ.. آ..‏

وحين توقّف القارب.. تقدّم اثنان من الأولاد وسحباها إلى الضفّة بحبل .. لكنّ شمّوس خلّصت نفسها من الحبل، وركضت على طول الشارع، وجدت صعوبة في أن تركض وسط الطريق المرصوفة بالحجارة، لكنّها كانت مسرورة وهي في البلدة..‏

تابعت شمّوس ركضها في الشوارع،‏

الأولاد وبعض الرجال يلحقون بها.. وهي تنظر إلى نوافذ البيوت وشرفاتها، وتقفز في الساحات.. لم تهتّم بإشارات المرور، ولا بصفارة الشرطي، ولا بأبواق السيارات الصغيرة والكبيرة، صارت تشمّ الدّراجات الملوّنة، بل تستوقف بعض السيارات وتتأمّل الركّاب والسائقين، وقبل أن تشعر بالتّعب، وصلت إلى ساحة كبيرة فيها حشود من الناس، وأكوام من الخضار والفواكه.. و الجبن والبيض!!‏

هذا هو السوق كما أخبرها بدران، لكنّ أجمل ما وقع عليه نظرها، الفتيات الصّغيرات يركضن وراء أمهاتهنّ وقد تطاير شعرهنّ الجميل المزيّن بالشرائط الحمراء والخضراء والبيضاءوالزرقاء والصفراء..‏

كان جدّي آنئذ موجوداً في السوق..‏

وعندما شاهد بقرته صاح:‏

- شمّوس.. ما الذي جاء بك إلى السوق؟؟..‏

كنت أظنّ أنّك في البستان تأكلين العشب!!‏

أطرقت شمّوس رأسها خجلة ولم تعرف ماذا تقول.. فهي تحبّ جدّي ولا تريد أن يغضب.. يبدو أنّها ارتكبت ذنباً!. فقد أسرع جدّي إلى العربة التي يجرّها الحصان بدران، ودفع البقرة وأدخلها، ثم عاد فوراً إلى البستان- دون أن يكلّمها أو يناديها كعادته..‏

***‏

بعد ذلك، كان جدّي يلقي نظرة على البستان وهو في مخزنه- بين الحين والحين، ليتأكد أنّ شمّوس في مأمن.. وكانت جدّتي لاتغفل عنها طيلة اليوم.. لكنّ شمّوس التي صارت تحت المراقبة، لم تهتّم بذلك، كان في رأسها أشياء كثيرة تفكّر فيها؛ وهي تمضغ العشب اللذيذ.. هل هناك أجمل منها إذا ما ازدان رأسها بتلك الشرائط الملوّنة؟ وكم سيكون مصوّر الجريدة محظوظاً إذا التقط لها صورة ثانية، ربّما ينال جائزة أحسن صورة لهذا العام..‏

من يدري..؟!...‏


[صورة: 328009pgs1kjibuj.gif]
06-09-2008, 10:48 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #144
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
(يحكى أن)

3‏

"ثوب الدمية سلمى"‏

[صورة: 918105uv9uc8eg8o.gif]

كانت (زينب) وهي بنت صغيرة مدللة لم يرزق أبواها سواها، تحب الدمى كثيراً، وأفضل دمية عندها هي التي أسمتها (سلمى). لماذا أسمتها (سلمى) ذلك لأنها سلمت بعد أن سقطت في النهر في اليوم الأول الذي أهدوها فيه هذه الدمية.‏

سقطت في النهر وظنت (زينت) أنها ضاعت منها، ولن تعود أبداً.‏

لكنها علقت بجذوع شجيرات حول الماء. ولما ركضت (زينب) بمحاذاة النهر لتودعها سمعتها تناديها:‏

- انقذيني يا زينب... انقذيني... أنا دمية جميلة... وأريد أن أفرح قلب طفلة جميلة مثلك.. وبما أن هذا اليوم هو أول يوم لي أخرج فيه من الواجهة الزجاجية لمحل الألعاب فمعنى هذا أنه أول يوم في حياتي.‏

انقذيني.. وسأكون صديقتك... وسأستمع إلى حكاياتك... وأسليك... وأنام بقربك.‏

ولم تجرؤ (زينب) بالطبع أن تمد يدها لتسحب دميتها خوفاً من أن تنزلق قدمها فتغرق في النهر. ظلت تنتظر أمواج النهر المتدافعة موجة بعد أخرى عسى أن تقذف الدمية نحوها. انتظرت وهي تقول لها:‏

-هيا خلصي نفسك يا دميتي... على كل منا أن يخلص نفسه إذا وقع في مشكلة، وخاصة إذا وجد غيره يساعده، وها أنا أساعدك.. وسأسميك (سلمى) إن سلمت، ولن أفارقك أو أفرط بك أبداً.‏

ثم أتت موجة كبيرة فدفعت (سلمى) نفسها نحو (زينب)، ودفعتها الموجة أيضاً فوصلت إلى حافة النهر، فتناولتها (زينب) وضمتها إلى صدرها وهي تقطر ماء وعيناها مليئة بالدمع.‏

تذكرت (زينب) كل هذا وخالتها تدعوها إلى عيد ميلاد ابنتها (سناء)، قالت (زينب):‏

- سأصحبك معي يا سلمى... ألم أعاهدك على أنني لن أفارقك؟‏



لكن أم (زينب) قالت:‏

- وهل تأخذ الصغيرات الدمى معهن إلى الحفلات؟.. أنهن يذهبن ليشاركن رفيقاتهن في الأناشيد، والألعاب، والتسلية، والمرح فلماذا تأخذين معك دميتك؟‏

قالت (زينب):‏

-لكنها (سلمى) يا أمي... ولا أستطيع أن أتركها وحدها، وإذا لم تسمحي لها فلن أذهب أنا أيضاً.‏

قالت الأم:‏

- لا.. يجب أن تذهبي، وما عليك سوى أن تخبئيها عند خالتك حتى تنتتهي الحفلة فترجعيها معك إذا كنت لا تريدين فراقها.‏

قالت (زينب):‏

- لكن عندي مشلكة يا أمي... سلمى لا تملك ثوباً جديداً للحفلات فماذا أفعل؟‏

ضحكت الأم وقالت:‏

- ثوب جديد للدمية، الدمى لا تبدل أثوابا ياحبيبتي. هيا اسرعي سرحي شعرك وارتدي ثوبك الأبيض الجميل ولا تتأخري.‏

ولما هبطت (زينب) لتذهب إلى الحفلة كانت فرحة لأنها مع دميتها، وعندما وصلت أخذت الصغيرات كلهن يضحكن من منظر الدمية (سلمى)، فقد ألبستها (زينب) أحد أثوابها حين كانت أصغر وعقدت لها شريطاً أبيض على رأسها فبدت تشبهها تماماً.‏

واضطربت (زينب) وكل واحدة من البنات تداعب الدمية أو تلامسها، أو تحركها، أو تهزها لتقول (ماما) مثل بعض الدمى. وأسرعت (زينب) لتخطفها من ايديهن وتسلمها إلى خالتها حتى تنتهي الحفلة. وضعتها في سرير (ندى) ابنة خالتها صاحبة الاحتفال بعيد الميلاد، وعادت وهي تظن أن الجميع كانوا يسخرون منها ومن دميتها التي تشبهها.‏

لكن المفاجأة كانت عندما دخل (سالم) أخو (ندى) بعد قليل وقد وضع جهاز تسجيل صغير تحت ثوب (سلمى) فيه قصص وأغنيات وحكايات ونكات، حتى كأن (سلمى) هي التي تشارك في الحفلة.‏

سرت (زينب) بهذا غاية السرور، وضحك الجميع لهذه المفاجأة اللطيفة، وقال (سالم):‏

- عندما أكبر وافتتح محلاً لبيع الألعاب والدمى سأجعل كل دمية تتكلم بهذه الطريقة، ما رأيك يا سلمى؟.‏



واهتز الجهاز تحت ثوب (سلمى) وهي تقول: أنا سلمى الدمية... أحبكم جميعاً وأريد مشاركتكم الحفل.‏

[صورة: 807869q6fje6xt9x.gif]
06-11-2008, 10:18 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #145
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما

أيّــهــــم أفضــــل؟.


[صورة: 164582an0gteycge.gif]


مرحباً زيدون؛ كيف حالك هذه الأيام؟. أراكَ على عجلة من أمرك!. تقولُ: حان موعدُ المدرسة... وكيف عرفتَ؟. من ساعتِك!. أيةُ ساعة؟ ام م م م م م هذه التي تزّين معصمك؟. ما أجملَها!. ليتني أملكُ مثلها...‏

ماذا تقول أيضاً؟. ليست للزينة فقط، بل تحدّد مواعيدك، وتنظّم أعمالك، وتشعرك بأن الوقت ثمين!. حقاً؛ فالوقت من ذهب، وحبذا‏

لو نصون هذا الذهب!.‏

مالك ترفعها إلى أذنك؟! أوه؛ هل تصغي إليها؟. ماذا؟. الساعة تتكلم!. كيف؟!!!. أعرف أنها تردّد فقط: تِكْ تاك، تِكْ تاك، تِكْ تاك.. لا؛ ليس هذا ما تقوله!!. إذن ما الأمر؟. إيه!!! هناك حوار يجري!. حوار بين من؟. بين عقاربها الثلاثة!!. أي حوار هذا، أخبرني، أرجوك، أريد أن أعرف ما تسمعه...‏

تبتسمُ في وجهي، تقول: أنصتْ، أنصتْ جيداً..‏

حسناً.. سأنصت، ولأَسْمعْ ما تسمعه:‏

***‏

عقرب الدقائق: أنا عقرب سريع، بل سريع جداً... ألا ترونني أدور دورة كاملة في ساعة واحدة؟!.‏



عقرب الثواني: لكنني أسرع منك. أيها الجار العزيز، فأنا أدور الدورة نفسها في دقيقة.. فقط!!.‏

عقرب الساعات ينبري: رويداً، رويداً.. أيها الصديقان، لا تفخرا كثيراً، هناك من هو أفضل منكما.‏

العقربان الآخران بصوت واحد: أفضل منا.. نحن؟!.‏

عقرب الساعات: أجل.‏

العقربان: ومن يجرؤ على قول ذلك؟‏

عقرب الساعات: أنا..‏

العقربان: أنت.. هذا مستحيل!.‏

عقرب الساعات: لم يا صديقيّ العزيزين؟‏



العقربان: يا جارنا... نحن لا ننكر فضلك، ولكن انظر إلى نفسك جيداً؛ ألا ترى أنك أقصرنا... وأبطؤنا!. ألا تدور الدورة ذاتها في اثنتي عشرة ساعة؟؟!!!‏

عقرب الساعات ضاحكاً: العبرة ليست بالسرعة ولا بالطول.. أيها العزيزان..‏

العقربان: إذن.. العبرة بماذا؟. أيها الصديق الحكيم؟:‏

عقرب الساعات: بماذا؟! ام م م، اسمعاني جيداً وافهما ما أقوله: صحيح أن عصرنا عصر السرعة، ولكن التأنّي لابد منه، فوصولك متأخراً خير من أن لا تصل أبداً.‏

العقربان: وماذا بعد؟ لقد كاد صبرنا ينفد!.‏

عقرب الساعات... متابعاً، والطول - أيضاً- ليس مزيّة في كل الأحوال، فكم من شجرة عالية تقصمها ريح عاتية!. وكم من نبتة قصيرة تتحدّى أعتى الرياح!!.‏

العقربان: أدهشتنا والله.. ما الذي تريد قوله، بعد هذا كله؟.‏

عقرب الساعات مبتسماً: حسناً يا صديقيّ... لا تكونا عجولين!. على كل حال؛ سأكتفي بهذا القدر، ولن أطيل أكثر.. لكنني أسألكما سؤالاً: لو تمّ إلغاؤكما، أو الاستغناء عنكما، فهل سيعرف زيدون في أية ساعة هو؟.‏

العقربان يجيبان بسرعة: سيعرف حتماً، ما دمتَ موجوداً.‏

عقرب الساعات يرفع صوته، وكأنه يُسمِع كلَّ من حوله:‏

- فلنفترض أن الإلغاء من نصيبي... كُسِرْتُ أنا، أو نُزِعْتُ، أو استُغْنِيَ عنّي منذ البداية، بينما بقيتما أنتما متشبّثين بمكانيكما، مصرّين على دورانكما المعهود.. فهل سيعرف الوقت؟!.‏

العقربان يكتفيان بالصمت المطبق!!.‏

***‏

وأكتفي أنا بالنظر إلى زيدون..‏

وقد أذهلني ما سمعت!!!.‏

[صورة: 1184773okxptn9tjy.gif][صورة: 1184773okxptn9tjy.gif][صورة: 1184773okxptn9tjy.gif][صورة: 1184773okxptn9tjy.gif][صورة: 1184773okxptn9tjy.gif][صورة: 1184773okxptn9tjy.gif][صورة: 1184773okxptn9tjy.gif][صورة: 1184773okxptn9tjy.gif]
06-15-2008, 03:35 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #146
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
من السارقة


دمشق
صحيفة تشرين
طفولة
السبت 7 حزيران 2008
راما بشار النبكي
عقدي الذهبي.. لقد ضاع مني.. أين هو عقدي الذهبي؟؟ كانت تلك الكلمات تعلو فوق ضجيج الطالبات في الصف.. وسلمى صاحبة العقد تندب حظها وتركض نحو المرشدة لتخبرها:

لقد أريته لجميع صديقاتي ولم أغادر الصف.. وهنا دخلت معلمة الصف وقد ازعجها الوضع فصاحت: أين العقد.. من وجدته منكن؟؟ صمت الجميع.. اعادت سؤالها ثانية بعد أن انذرتنا بعقوبة قاسية.. أيضا لا اجابة.. فاستعانت المعلمة بمساعدتين من الادارة فأخذن جميعاً بتفتيش الحقائب والكتب والأرض والنوافذ وحتى الثياب وما حوت.. فلم يعثر على العقد.. وبدأ الملل والضيق يعتري الوجوه.. والجميع مصر على انه لم يجد شيئا.. وهن لسنا بسارقات.. ولسن مسؤولين عن اهمال صديقتهم.. وفجأة دخلت المديرة بهدوء وقالت: «أحبائي.. انا لا أشك بأية طالبة منكن.. فكلكن معتزين بكرامتكن وتملكن سمو الاخلاق لذلك سأطلب منكن ورقة ولتكتب أين مكان العقد دون ان يعلم أحد بها وسيبقى سرها طي الكتمان.. وتسلمت الأوراق. ولكن جميع الأوراق تحمل كلمة «لا أعلم» وبين الهمز واللمز.. تدخلت المدرسة حنان قائلة: سأكتشف السارقة خلال دقائق.. تسمرت العيون عليها.. فأكملت: لدينا جهاز لكشف الكذب موجود في غرفة المديرة.. ستضع كل منكن يدها اليسرى على قرصه.. وهو موصول بلمبة مضيئة فإذا كانت صادقة انعكست نبضات القلب وتوترات الاعصاب على شكل ومضات كهربائية تجعل اللمبة تضيئ.. وان كانت كاذبة تنطفئ.. حمستنا الفكرة، واستعدينا لها.. وتوالت الطالبات بالدخول الى الادارة كل واحدة لوحدها.. وعندما تضيئ اللمبة نصفق لها، فهي صادقة.. وكلما دخلت احدانا، دقت قلوب البقية ففيهن السارقة.. ودخل الجميع واللمبة ما زالت تضيئ لكل طالبة.. انها لم تنطفئ ابدا.. نظرت المدرسة حنان الى المديرة وابتسمت بغموض.. ثم طلبت منا الدخول واحدة تلو الأخرى الى الادارة.. والغموض بدأ يسيطر على افكار الجميع.. وبعد دقائق.. خرجت المدرسة حنان وصاحت: اقطعن الكلام! عرفت السارقة.. هبة تقدمي إليّ بسرعة واخرجي العقد!! جحظت العيون.. وارتاعت هبة. .الجميع يهمسون: هل هي؟؟ معقول!! وخرجت هبة بعد أن لم يعد هناك مهرب.. وبدأت مفاصلها ترتعد.. صرخت بها المدرسة حنان: هات العقد..» وبهدوء مرعب.. رفعت هبة قيمصها الداخلي فسقط العقد على الأرض، ذهلنا جميعا.. قالت المدرسة حنان: أريد ان اوضح ان اللمبة لا علاقة لها بالجهاز فهي تعمل بمفتاح خاص، ولكن كنت أعلم ان السارقة لن تضع يدها على الجهاز خوفا من كشف الكذبة.. لذلك وضعت على الجهاز رائحة قوية ومميزة تلتصق باليد التي تلامس قرص الجهاز.. وقد شممت رائحة ايدي جميع الطالبات لأكتشف ان رائحة هبة الوحيدة التي لم تفوح رائحة الجهاز من يدها.. وعرفت انها السارقة.. ‏

وقد كنت أود ان لا تفضح ولكنها وقحة.. اصرت على موقفها الخاطئ ولم تخجل من فعلتها.. فكشفها الله أمام الجميع.. ونحن نتمنى ان تكون هذه المرة الأخيرة وان يكون هذا درسا مهما للجميع.. لانه مهما خطط الانسان للإساءة لا بد من انه سيكشف
06-18-2008, 02:04 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #147
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
النفس الطيبة


لا تغتبِ الناسِ تُغضبْ خالقَ البشرِِ


وأحسنِ الظنَ ترضي صانع القدرِِ


وإن سمعت فلا تحكمْ على بنأ


قبلِ التأكدِ ممنْ جاءَ بالخبرِِ


قد يخطىء الناس ظناً في معارضهم


فكن حريصا ولا تقدمْ على ضررِِ


فإن علمتَ بخيرٍ فارو قصتهُ


ودعْ حديثَ الهوى، جانِبْهُ بالحذرِِ


[صورة: 978288oqcn1u2pv9.gif]

أنـاشــيد المـجـد - وليد مشوح - شعر للأطفال - من منشورات اتحاد الكتاب العرب - 1997
06-20-2008, 08:37 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #148
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
متحف الكتب

[صورة: 838122fh7b5syq08.gif]


قالت لبنى الصغيرة الجميلة: اريد حكاية يا جدى.
-تعالى ..
أجلس الجد لبنى إليه، و ضمها لصدره، و قبل خدها ، و لثم على شعرها، و قال..
-كان ياما كان ، فى سالف العصر و الأوان ...
انزلقت لبنى من بين ذراعى جدها، و قالت:
-لماذا كل الحكايات تبدأ هكذا؟ و لماذا فى سابق العصر و الأوان ؟ لماذا لا تحدث اليوم؟ فتح الجد عينيه ، و فمه فى دهشة تصل إلى حدّ الذهول .. كان يريد أن يستدعى حكاية عن اليونانى إيسوب، قبل 2500 عام، و ربما من كليلة و دمنة، او من ألف ليلة و ليلة، لكن هاهى الصغيرة لا تقبل حكاية من هذا القبيل..
و ها هى تقف أمامه ، رافعة راسها ، مقطبة جبينها، تطالب بحقها فى أن تسمع حكاية، قد تحدث غداً..
لم تطل حيرة الجد، فقد كان صاحب خبرة، كما أنه قرأ آلاف القصص من أوروبا و استراليا، غير أنها جميعها ليست مما يحدث غداً، و إنما تبدأ بالفعل الماضى: كان .. و هو لا يريد أن ينقل إليها حكاية من عنده، سألها ليعطى لنفسه فرصة، لعله يلتقط منها فكرة:
- ما الحكاية ، او موضوع الحكاية التى تريدينها؟
-حكاية عن زمن آت
-تعالى..عودى إلى مكانك.
عادت الصغيرة إلى حضن جدها و هى تقول:
-و اريدها طويلة .. طويلة.. طويلة
راح الجد يفكر بسرعة قبل أن تورطه فى موضوع لا يستطيع أن يؤلف حوله حكاية محبوكة .. قال:
- فى عام 2080 كانت الجدة لبنى تسير فى الطريق ، ممسكة بيد حفيدها يوسف.
ضحكت لبنى ، و فهمت أنه يحكى لها حكاية عنها، عندما تصبح عجوزاً.. و سالت:
- هل كانت تتوكأ على عصا؟
- لا لا.. لقد استطاع العلماء ، أن يصلوا إلى الجينات التى تسببت فى ضعف الساقين و الاقدام وعالجوها.. تعرفين الجينات؟
-طبعاً..
استطاع الجد أن يمسك بزمام أفكاره،و التقط خيطاً ، أو بداية خيط، يمكن أن يمضى معه..
سأل يوسف جدته..
-هل عشت أيام الملك مينا؟
قهقهت الجدة و أجابت:
-الملك مينا عاش قبل 5 آلاف عام.
-هل زرت بغداد فى عهد هارون الرشيد؟
و من جديد راحت تضحك..
- و لا فى عصر بوش؟.. دعك من زمان ، و أيام زمان..
- انا احب حكاياتها..
و فجأة عثرت قدم يوسف فى شىء لم يره ، كان مستنداً للرصيف، فابعده عن مكانه ، و سقط أمامه على بعد متر ، مال عليه، و التقطه.. و راح يحدق فيه بدهشة كبيره، و هو يقلبه بين يديه سائلاً جدته..
-أى شىء هذا؟
-ألم تر كتاباً من قبل؟
-لا .. ما هو الكتاب؟
-هذا الذى فى يدك..
- ما هذه المادة المصنوع منها؟
-اسمها الورق.. و الغلاف سميك و مقوى من أجل أن يحافظ عليه،و يبقيه سليماً..
-إن فيه كلمات كالتى نطالعها على الشاشة ، و صوراً ملونة مثل التى نشاهدها .. من اختراعه؟ إديسون؟
- لا لا ..وجد نوع منه ايام جدودك فى مصر القديمة قبل إديسون بآلاف السنين..
-ماذا كانوا يفعلون؟!
يقرءونه.. يدرسونه.. يستذكرونه، بالذات فى المدرسة..
-المدرسة ؟ و ما هى المدرسة؟
-بناء فيه فناء، حوله حجرات ، يجلس فيها من هم فى سنك يتلقون العلم على أيدى المعلمين.
-ماذا ؟ الم يكن كل منهم يشترى لنفسه معلماً؟!
- لا لا .. المعلمون كانوا بشراً..
- معلم مثلنا، و ليس كمبيوتر؟
-أى نعم..
احتجت لبنى و قالت:
- يوسف هذا ثرثار.. لا يكف عن الأسئلة.. اريد أن تسرد لى الحكاية .. اين كانت الجدة ذاهبة و معها يوسف؟
-كانا فى طريقهما لشراء أجنده للقرن الثانى و العشرين..
-هل احتفظ يوسف بهذا الذى اسمه الكتاب، ام سلمه للشرطة؟
- انت اصبحت ثرثارة مثل يوسف.. دعينى احك لك الحكاية.. لم يعد الناس فى حاجة إلى الشرطة، و اقسامها، و الغى هذا النظام تماماً، كل ما هنالك أن اصبحت هناك عشرات الكاميرات فى كل مكان ، يرقب منها رجال الامن و هم فى بيوتهم ما يجرى، و يبلغون السيارات المنطلقة التى تجوب الشوارع..
و قد أصبح من الصعوبة بمكان على اللصوص مثلاً أن يسرقوا أو ينشلوا ، و ساد لون من الأمان و الاطمئنان و السلام بين المواطنين.. القانون حاسم و قاس على من تسوّل له نفسه مخالفته..
قالت لبنى:
- أريد أن يمتد بى العمر لهذا الزمن..
-ربما.. قد تعيشين كما عاش نوح.. المهم:
اشترى يوسف و جدته أجندة للقرن الثانى و العشرين..
- اجندة لقرن و ليس لسنة مثل الان؟
- نعم ، كانت قرصاً صغيراً، فى حجم عقلة الأصبع..
- ماذا؟
-أنا غير قادر على أن اواصل الحكاية ، لأنك تقاطعيننى.
- آسفة.. لن أفتح فمى بكلمة..
- لم تكن الأجندة للايام و الاسابيع و الشهور و السنين؛لأن الناس لم يعودوا يستخدمون الثانية و الدقيقة و الساعة لقياس الزمن..
- هل من مقياس آخر؟
نعم ، اتخذوا عدد دقات القلب لقياس الوقت.. بمعنى أن العلماء قد توصلوا إلى أن قلب الإنسان يدق على مدى حياته حوالى 800 إلى 900 مليون دقة!
- ماذا؟
-هى عدد دقات قلب - كل ما - نسميها ثدييات.. قلب الفأر يدق نفس العدد..
- ماذا؟
-أنت تعرفين أن فقرات عنق الفار، عنق الزرافة : سبع فقرات.
-و ماذا فعل يوسف و جدته فى الكتاب؟ هل أخذوهإلى المكتبة؟!
- لا لا .. لم تعد هناك مكتبات .. قرص الليزر الصغير عليه خمسة آلاف كتاب، ما حاجتنا إلى بناء مكتبات؟! .. اخذوا الكتاب إلى المتحف..
- كيف هو هذا المتحف لنزوره؟
- لم يعد الناس يذهبون إلى المتاحف، بل إن المتاحف تذهب إليهم فى بيوتهم من خلال كاميرات.

[صورة: 1228285sk2mof2k3l.gif][صورة: 1228285sk2mof2k3l.gif][صورة: 1228285sk2mof2k3l.gif][صورة: 1228285sk2mof2k3l.gif][صورة: 1228285sk2mof2k3l.gif]
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 06-25-2008, 08:25 PM بواسطة -ليلى-.)
06-25-2008, 08:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #149
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
الأســـئلــة الـثـلاثــة


قد كان ياما كانْ‏

في سالف الزمانْ‏

والعصر والأوانْ‏

سلطنة يحكمها سلطانْ‏

وكان عنده ابنةٌ جميلهْ‏

رقيقةٌ‏

ذكيةٌ‏

طويلهْ‏

من أجمل الحسانْ‏

كأنها غزال‏

جاء من التلالْ‏

***‏

ويرفض السلطان كلَّ من تقدَّموا إليها‏

والمشكلهْ‏

أن على العريس أن يحلَّ الأسئلهْ‏

أسئلةً ثلاثة تقولْ :‏

« ماذا نسمِّي شعلةً‏

تعجزُ أنْ تطفئَها الرياحْ ؟‏

وما هو البيت المضيءُ‏

دونما مصباحْ ؟‏

وثالثاً : ما أجمل البيوتْ ؟ »‏

سكوتْ‏



ولم يُجبْ إجابةً صحيحة أحدْ‏

من ذلك البلدْ‏

وطوَّف المنادي‏

في كامل البلادِ‏

بهذه الأسئلةِ الصغيرهْ‏

من حَلَّها تزوجَ الأميرهْ‏

....‏

....‏

وذات يومٍ‏

دخل القصر فتى حدادُ‏

بثوبه .... ذاك الذي‏

بقَّعه الدخانُ والرمادُ‏

اقترب الحداد ثم قال :‏

يا صاحب الجلال‏



أنا أحُلُّ هذه الاسئلة الغريبة‏

وفتح الحضورُ أفواهَهُمُ‏

وقالوا :‏

عجيبهْ ...‏

أيستطيع هذا ؟‏

وصرخ السلطانُ ...‏

ماذا ؟‏

سوف تحلُّ الاسئلهْ‏

لا بأسَ ...‏

لكن إنْ فشلت فالجزاءُ المِقْصلهْ ...‏

....‏

....‏

وقَبِل الحدادْ‏

واستأذن السلطان َ بالكلامِ‏



ثم قالْ :‏

يا صاحب َ الجلالْ‏

العلم شعلةٌ‏

تعجزُ أنْ تطفئها الرياحْ‏

وذلك البيت الذي يضيءُ‏

دونما مصباحْ‏

هو الذي يملؤه الأطفالْ‏

سؤالكم عن أجمل البيوتِ‏

آه ... كم أعجبني ‍‏

فأجمل البيوت حقاً‏

وطني ...‏

وعندما انتهى من الجوابْ‏

إذا به يرى أميرةً‏

واقفةً بالبابْ‏

بأجمل الثيابْ‏



تَمُدُّ كفيها إليه ِ‏

وجهها يفيض بالودادْ‏

وهي تصيح : زوجي الحدادْ‏

يا ناس زوجيْ ...‏

زوجيَ الحدادْ‏

[صورة: 609069katc5itewo.gif]

07-06-2008, 01:24 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #150
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
[center]رَجُل من قَشّ

في قريتنا كَرْمٌ فسيح ، يملكه " سحلول " البخيل ..‏

حلَّ فصلُ الصيف، وأينعتْ عناقيدُ العنب ..‏

فرحتِ العصافيرُ كثيراً، وطارتْ مسرعةً إلى الكرم ، وعندما صارتْ قربه.... قال عصفورٌ مُحذِّراً‏

- ها هوذا رجلٌ يقفُ وسطَ الكرم!‏

قال آخر :‏

- في يده بندقية!‏

قال ثالث :‏

- يجب ُ ألاّ نعرّضَ أنفسنا للخطر ..‏

خافتِ العصافيرُ، وولَّتْ هاربةً..‏

في اليوم الثاني ..‏

استفاقتِ العصافيرُ باكراً، وهرعَتْ إلى الكرم،‏

آملةً أنْ تصله، قبلَ الرجل المخيف ..‏

وهناك.. فوجئَتْ برؤيةِ الرجلِ واقفاً، لم يبارحْ مكانه!‏

رمقَتْ بندقيته خائفةً وانصرفتْ حزينةً ..غابَتْ أيّاماً.. ملَّتِ الصبرَ والانتظار، ازداد شوقها إلى الكرم، قصدَتهُ من جديد..‏

وكم كانتْ دهشتها عظيمةً ، وحينما شاهدَتِ الرجلَ منتصباً، في مكانه نفسِهْ، كأنَّهُ تمثال!‏

لم تجرؤ العصافيرُ على دخولِ الكرمِ..‏

لبثتْ ترقبُ الرجلَ عن بُعد..‏

مرَّ وقتٌ طويل..‏

لم ينتقل الرجلُ من مكانه ..‏

قال عصفورٌ ذكيّ :‏

- هذا ليس رجلاً !‏

قال آخر :‏

- أجل ... إنَّهُ لا يتحرَّك!‏

قالتْ عصفورة:‏

- عدَّةُ أيامْ مضتْ، وهو جامدٌ مكانه !‏

قال عصفورٌ جريء:‏

- سأمضي نحوه ،لاكشفَ أمره‏

وقالتْ له أمُّهُ :‏

- أتُلقي بنفسك إلى التهلكة ؟!‏

قال العصفور الجريء:‏

- في سبيل قومي العصافير، تهونُ كلُّ تضحية ...‏

ثم اندفعَ بشجاعةٍ تجاه الرجل ..‏

نزلَ قريباً منه ..تقدَّم نحوه حذِراً.. لم يتحرَّكِ‏

الرجل ... تفرَّسَ في بندقيته.. ضحكَ من أعماقه ..‏

إنَّها عودٌ يابس!‏

حدَّقَ إلى وجههِ، لم يرَ له عينين ... اطمأنَّ قلبه ..‏

خاطبه ساخراً :‏

- مرحباً يا صاحب البندقية!‏

لم يردَّ الرجل..‏

كلَّمهُ ثانيةً ..‏

لم يردَّ أيضاً ..‏

قال العصفورُ هازئاً :‏

- الرجلُ الحقيقيّ، له فمٌ يُفتّحُ، وصوتٌ يُسمع!‏

طارَ العصفور.. حطَّ على قبعةِ الرجلِ.. لم يتحرَّك.. نقرَهُ بقوّةٍ ... لم يتحرَّك.. شدَّ قبعته، فارتمت أرضاً ...‏

شاهدتْ ذلك العصافيرُ، فضحكتْ مسرورةً، وطارتْ صَوْبَ رفيقها، ثم هبطتْ جميعها فوق الرجل ...‏

شرعتْ تتجاذبه بالمخالبِ والمناقير.. انطرحَ أرضاً.. اعتلَتً صدره، تنقره وتهبشه ...‏

انحسرَ رداؤهُ ,... تكشَّفَ عن قشِّ يابس !!‏

قالت العصافيرُ ساخرة :‏

- إنَّهُ محشوُّ بالقَشّ ...‏

قالتْ عصفورة :‏

- كم خفنا من شاخصٍ لا يُخيف!‏

قال آخر :‏

- لولا إقدامُ رفيقنا، لظللنا نعيشُ في خوف .‏

قال عصفورٌ صغير :‏

- ياللعجب.. كان مظهره يدلُّ على أنَّهُ رجل!‏

قال له أبوه :‏

- لن تخدعنا بعدَ اليومِ المظاهر ..‏

غرَّدت العصافيرُ، مبتهجةً بهذا الانتصار، ثم دخلَتْ بينَ الدوالي ، فاحتضنتها الأغصان بحبٍّ وحنان ..‏


[صورة: 1298119erhc1ezknc.gif][/center]
07-12-2008, 06:06 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  النفق (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 602 12-24-2013, 03:49 PM
آخر رد: رائد قاسم
  اشباح النهار ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 604 12-11-2013, 11:23 AM
آخر رد: رائد قاسم
  شقشقه ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 582 11-14-2013, 11:34 PM
آخر رد: رائد قاسم
  الرؤيا (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 668 03-28-2013, 02:48 PM
آخر رد: رائد قاسم
  قصاص قصة قصيرة حمادي بلخشين 0 918 12-02-2012, 01:42 PM
آخر رد: حمادي بلخشين

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS