قبل ما أكمل، وحتى تكتمل المأساة خلوني أضيف شوية موسيقى تصويرية:lol:
تفضّلوا
http://www.youtube.com/watch?v=qepG_pb_ZJ4
أرجو عدم الإنتحار:D
ولنكمل....
لم تنتهي المعاناة عند ذلك الحد
بشكل غريب وبغباء مستفحل زاد حبي لتلك الفتاة أكثر وأكثر ... رُبّما كنتُ مدفوعا بغريزة التحدي؟؟؟ ... لستُ أدري!!!!! إنما ما أعرفهُ أن حبي لها زاد بعد الرفض أضعافا مُضاعفة، وفعلتُ ما في وسعي لإعادة خلق كل الأوهام التي تهدّمت ... فضّلتُ الهُروب إلى الأوهام على مواجهة الواقع، ومكثتُ في عالمٍ من الأحلام زمنا طويلا...
بعد ما حصل، توقّفتُ عن الشكوى لأحد وادعيتُ أنني نسيت الموضوع وما عاد لهُ أهميةٌ تُذكرُ عندي ... أظهرتُ للآخرين أنني "عقلت" وفرحوا فرحا شديد، أظن أنني أجدتُ التمثيل!!! ... لكن داخلي كان يشتعل أكثر مع كل ثانية تمضي ... "لماذا رفضتني؟؟؟ هل هناك عيبٌ ما في شخصيتي؟؟؟ في شكلي؟؟؟ أم هو المال؟؟؟" ... "فعلا!!!!! كُل فتاة في الجامعة تبحث عن ‘صاحب‘ عنده سيارة وموبايل آخر موديل وبيقبض أكثر من 100 دينار مصروفا شهريا" ... والباقون؟؟؟ هم مُجرّد خيالات، ربما يصلون إلى مرحلة أصدقاء، لكن لا أكثر ... لا يجوز!!!
قررت أن أجد عملا حتى يزيد مدخولي ... لكن للأسف لم أجد عملا مجديا، كل ما وجدتُه هو وظيفة "جرسون" في مطعم، لكن بعد حساب تكاليف المواصلات وجدتُ أنها غير مجدية البتّة ... ضغطتُ على أهلي لزيادة المصروف وتصرّفتُ برعونة وطيش لا مثيل لهُما ... جلبتُ التعاسة لي ولأمي وأبي، فقط لأنني أردتُ أن أحصُل على مزيد من المال لعلّ وعسى أحبتني تلك الفتاة!!! ... لكن، دون جدوى ... لم أستطع الحصول على عمل، ووالدي لم يستطع دعمي أكثر ...
تراكمت الهموم أكثر وأكثر، وأنا صامتٌ لا أشكو حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم بتاريخ 7/5/2003 .... كنتُ قد بدأتُ في الاستعجال في دراستي حتى أتخرج باكرا و"أخلص" من الجامعة وما فيها ... أخذت 18 ساعة من أصعب مواد التخصص كله ... كان عندي اختبار Second في الجامعة بعد يومين (Calculus الله يسهّل على هالمادة:D) وكان صديقي هاني عندي لندرُس سوية ... لكن في ذلك اليوم بدأنا بالحديث عن الحب والفضفضة لبعضنا البعض، هو أيضا كان غارقا في حب فتاة لكن الحظ ابتسم له لاحقا وعرف أنها تُحبه بدورها وهما الآن متزوجان (الله يبارك لهم يا رب(f))
تحدّثنا طويلا، حتى بدأتُ أُحسّ بضيقٍ في صدري ... إعتذرتُ منه وانصرف إلى بيته ... جلستُ أفكّرُ طويلا حتى أصابني النعاس في حدود الساعة الحادية عشرة مساءا ... لا زلتُ أذكُر تلك الليلة بحذافيرها!!!
قررتُ في تلك الليلة أن أنام في الطابق الأرضي عند العائلة، لستُ أدري لماذا لكنني أحمدُ الله على ذلك إلى اليوم ... خلدتُ إلى فراشي وحاولتُ النوم ... بدأتُ أُحسُّ بألمٍ في صدري يزداد شيئا فشيئا ... وخزاتٌ مُتتالية مؤلمة، إلا أنني "طنّشتها" لأنني أحسستُ بذلك خلال الفترة السابقة وكان الألم يختفي خلال دقائق ... زاد الألم حتى أحسستُ كأن أحدهم أمسك بسكين وبدأ بتمزيق صدري ... شيئا فشيئا بدأ جانبي الأيسر بالخدران حتى صار شبه مشلول ... لم أستطع الإحساس بيدي الشمال ... فجأة خرجتُ عن صمتي وصرخت "ماماااااااااااااااا" وبدأتُ أبكي ... هرولت أمي إلى غرفتي وسألتني "مالك يا حبيبي؟؟" ... قلتُ لها أنني أشعرُ بألمٍ شديد في صدري ... هرعت إلى والدي وأخبرته فقرر حملي إلى المستشفى ... إنطلقتُ إلى السيارة مستندا على كتف أمي حفظها الله من كل شر ... وانطلقنا إلى مستشفى الجامعة الأردنية...
لم نستطع الذهاب إلى مستشفى أقرب لأن والدي لا يقدر على تحمل تكاليف المستشفيات الخاصة ولأن المستشفى الحكومي في الزرقاء أشبه بالمسلخ ... كان أبي يسيرُ على الطريق بسُرعة 70 كيلو مترا في الساعة :lol:أفقتُ فجأة لأجدني لا أزال في السيارة، والألم يزداد أكثر وأكثر ... جلستُ وصرخت "مشان الله تزيد السرعة يابا ... راح أموت وانت ماشي على بيض!!!!!!!!!!" ... وكالعادة وهو يقود، لم يعرني والدي انتباها:D... فجأة بدأت سيارة من خلفنا بالتزمير والحركة يمنة ويسرة حتى يفتح أبي لها الطريق لتنطلق من جانبنا مسرعة ... ضايقني التزمير والأضواء القوية ففتحت الشباك وأخرجتُ رأسي وبدأت بالشتم والسب والصراخ بلا وعي!!!:D
وصلنا إلى المُستشفى وحملوني فورا إلى غرفة الفحص في الطوارئ ... ما بين فحوصات ضغط الدم وسحب الدم وإعطائي كمية من الحبوب المُهدّئة دخل الطبيب عندي وطلب من أهلي المُغادرة ... سألني "إنت بتدخن؟" قلت له "لأ" - لم أكن مُدخنا في ذلك الوقت - "هل خسر فريقك المُفضل؟" ... "هل تخلّت عنك حبيبتك؟" ... هذا السؤال نغصني أكثر وأعاد الألم مرة أخرى!!! .... فجأة خرج الطبيب ودخل ممرض ليغرس في وريدي إبرة!!! الله وكيلكم طولها نص متر!!!!
أعرف تلك الإبرة، إبرة "الكانيولا"!!! سألتُه ما الخطأ فلم يُجبني ... وأخبر أهلي أنهم مضطرون لإدخالي المستشفى فورا وأن عليهم أن يحمدوا الله أننا تنبهنا باكرا!!!! .... أحضروا كرسيا مُتحركا وأخذوني إلى قسم تفاجأتُ عند دخوله ... قسم الCCU (Cardiac Care Unit) أظن بالعربية قسم العناية الحثيثة لأمراض القلب!!!!!!:confused:... جرّدوني من ملابسي وألبسوني ذلك الرداء الخفيف .. كنتُ أرتجف واقفا وغير قادر على الحركة فحملوني إلى تختي ... بدؤوا بتوصيل الأسلاك إلى صدري وأشعلوا جهاز قياس نبضات القلب ... ثم دخل طبيب وقال لي أنني أعاني من أعراض الجلطة ... وبدأ باستجوابي بعدما أخرج أهلي من غرفتي ... رفضتُ الإفصاح له عن حالة الحب والعشق التي كنتُ غارقا فيها وحالة الكآبة التي كنت أعيشها والمشاكل التي تسببت بها لنفسي والضغط الدراسي وكل هذه الأمور مجتمعة!!! ... خرج وأخبرني أنه موجود إن أحببتُ الحديث معه، ثم أخبر ممرضة بأن تعطيني مجموعة من الأدوية لم أقدر على إحصائها ... أعطتني حبة من الدواء ثم أخبرت أهلي أنني سأغط في نوم عميق وأن عليهم توديعي بسرعة والعودة إلى المنزل، وهذا ما حصل ... نمت نوما عميقا إلى صباح اليوم التالي....
يتبع...