يوم بعد أخر تنكشف لعبة الإرهاب الفلسطيني , حتى أصبحت عملية السكوت عليها جريمة تعادل تلك التي اكتشفها العالم متأخرا , إلا وهي جريمة المقابر الجماعية وهي تسرق ربع مساحة العراق , ذلك اللوبي الذي ما فتئ ينخر في جسد الأمة العراقية وكأنه أرضة , انه لوبي لا يعمل فقط ضمن مسارات سياسية إعلامية , وإنما هو لوبي يعمل داخل خلايا يشكل العنف أحدى أهم وسائلها للنيل من الأخر , الأخر الذي هو صاحب الأرض والحق , حتى أصبحت معادلة البقاء الذي تسعى إليه كينونة الإنسان العراقي مهددة بوسائل شتى , ولعل من اخطر هذه الوسائل هي الأعلام الذي ينخر في رؤوس عباد الله من ارض العراق , متعديا الى أصقاع بعيدة في ارض الكلمة التي بناها الرب لتكون عون الإنسان في محنته ليكتشف الذات , الخراب الفلسطيني يبدأ من الكلمة ولا ينتهي ببندقية , فمن ذا الذي يجرؤ على الكلام بخطاب يتقاطع مع خطابهم , وأقلام اللوبي الفلسطيني العربي متسلحا بكل هذه الكلمة التي تراوغ لتقول نفسها , تتشبث بكذبها لتتشدق بأنها الأقوى وبأنها ارض الأحلام لكل المهاجرين صوب النضال والكرامة والأمل والدين والقومية والحق الذي لا يأتيه الباطل , حتى وان كان في عرض صحراء الكذب , البندقية مقصلتهم مثلما هي الكلمة , وهذه البندقية وهذه الكلمة لا تطلق بغير خديعة , ثمة مغفلين لعبت الكلمة بعقولهم ليكونوا هم ( كلاب الألغام ) , التي تدوس لحظة بدأ المعركة سرمد عبد الكريم مثالا , الخديعة تبدأ من هنا , من لحظة بدأ المعركة , الفلسطيني بعيدا لكن هنالك حتما من يصوب بدلا عنه ( الجموع العربية الغفيرة مثالا وهي تساق الى المذبحة باسم فلسطين , مذبحة العقول الخاوية ) قالوا لهم ثمة قدس لهم وثمة مهجرين وثمة شارون هناك وتركوها تساق الى النار , لم يذهبوا هم الى هناك او إنهم لا يريدون ان يذهبوا تركوا العقول الخاوية تقوم بالمهمة بالنيابة عنهم , ثمة طرق أخرى تؤدي الى الى هذه المذبحة وثمة شعوب أخرى باسم الإخوة القومية تقوم بالنيابة أيضا , لذلك اكتشفوا طريق العراق وكان قبله الأردن ( ما يسمى بأيلول الأسود مثال ) وكانت لبنان , عن طريق حرق لبنان تحرر فلسطين , هكذا قالوا لنا او قالوا لهم ( انا استثني نفسي فانا لست عقلا خاويا ) ثم جاء بعد كل هذا الموت العراقي , رغم ان العراق قد جرب تاريخيا دمه وهو يسفك في شوارع بغداد باسم فلسطين , كان ذلك أول عقلا يستهين بدم العراقيين من اجل مطامح شخصية ليسفكه على تراب يتماها مع خطاب المظلوم الذي يبحث عن ناصر ( إنها اللعبة ذاتها الجثة التي ينبغي ان تصبح جسرا ) , وهكذا كان انقلاب رشيد عالي الكيلاني , الذي قاده من خلف الكواليس ( الحسنني ) مفتي القدس , فمن هناك تبدأ عملية التحرير , تحرير فلسطين وتحديدا من جثة العراقي الرخيصة الدم حسب مفهوم القوميين والإسلاميين والغالي حسب مفهومنا حتى وان تعارض مع كسبة ومغفلين ينتمون الى نفس العائلة التي ننتمي إليها ( عائلة العراق ) لكنه تقاطع معنا بانتمائه الى اللوبي الفلسطيني .
قبل أيام تسرب خبرا من وكالات الأنباء ان ثمة عائلات فلسطينية داخل العراق قد شردت من البيوت التي كانت تأوها , وان هذه البيوت تعود عائديتها الى أفراد عراقيين , ان العائلات الفلسطينية لم تدفع إيجار هذه البيوت , او ان إيجارها لم يتغير رغم كل ما مر في العراق , رغم القفزة الكبيرة في الأسعار داخل العراق , وبعد هذا الخبر العظيم الذي أثلج قلوب كل ما هو عربي وإسلامي , شاهدنا في اليوم التالي كل وسائل الأعلام والمثقفين والإعلاميين والإسلاميين يدينون هذا الفعل الشنيع , رغم انه في نفس اليوم تم اكتشاف او مقبرة جماعية في العراق , لكن دم العراقي الرخيص لا يهزهم ليكتبوا عنه او لصدروا بياناتهم , جثة العراقي لها العفن بينما الفلسطينيين يجب ان لا يخرجوا من بيوت لا يدفعون مستحقاتها , يجب ان لا يخرجوا من بيوت اغتصبوها , يجب ان لا يعاقبوا لأنهم فلسطينيين رغم إنهم كانوا بندقية الدكتاتور وهي تصوب الى قلب دجلة والفرات , رغم إنهم كانوا في المقدمة في انتفاضة 1991 ليحفروا بأيديهم أول المقابر الجماعية , يريدونا ان نسكت لأننا خونة , ولا جثتنا يجب ان تتعفن الى ابد الآبدين , ويريدون ان يحكوا كذبهم الى ما شاء الله .
اليوم قالت وكالات الأنباء ان ان احد أعضاء السفارة الفلسطينية في بغداد القي القبض عليه ومعه سلاح غير مرخص .
السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يفعله هذا الدبلوماسي بهذا السلاح مع العلم انه دبلوماسي , انه سلاحه الذي قلنا في بداية كلامنا وسيلته في القتل , فقد تعطلت بندقية الكلام في العراق , لذلك جاء وقت البندقية , هذا ما حدث في انتفاضة 1991 , البندقية التي ترتكب الجريمة بجثة العراقي , بينما تركوا مهمة البندقية الكلمة لآخرين نضال حمد , عبد الباري عطوان , معن بشور , محمد المسفر وآخرين ............
غدا وليس بعد غد سنشاهد كل وسائل الإعلام القومي والمثقفين والفنانين والراقصات والراقصين والمنظمات والأحزاب تدين بأشد الكلمات ما قامت به القوات الغازية في العراق وهي تلقي القبض على هذا الدبلوماسي , فحتما هنالك ثمة مؤامرة فالأمريكان لا يريدون للقدس ان تتحرر , والبندقية التي كانت بيده كانت مصوبة الى قلب إسرائيل وليس الى قلب العراق ..
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=7746