الاستاذ مالك الحزين دأب على إتهام كل من يتفوه بلفظة "إستعمار" بالديماجوجية و اثارة الشعارات الغوغائية و لا ننكر أن الكثير من الطغاة قد تشدقوا بهذه المفردات حتى إهترأت و لكن هذا لا ينفي أن المصطلح حاضر و بقوة على الاجندة الامريكية حتى أنه مثير للجدل بين الكتاب الامريكيين الذي يعترف فريق منهم بوضوح و صراحة تامة بالاهداف الاستعمارية للحملة الامريكية المرتقبة بل و يدافع عن مصطلح "الاستعمار" (الامبرياليزم و الكولونياليزم) و يصفه انه اصطلاح "مظلوم" في الوقت الذي ما يزال البعض الاخر يتساءل عن اخلاقية السلوك الاستعماري و هل من مبرر له في حين يرى البعض الاخر أن اصطلاح "اخلاقية " هذا يجب أن يفهم فقط في إطار المصالح الامريكية و تحقيق الحد الاقصي منها .....مثلا يصبح نهب ثروات الشعوب الاخرى شئ اخلاقي لانه سيوفر آفاق اكثر رحابة للاقتصاد الامريكي و ينتشل الامريكي العاطل أو الملقى على قارعة الطريق في داون تاون نييورك سيتي من بؤسه و شقائه

هذا المقال للكاتب جيمس بنكرتون في موقع انترنتي معروف يناقش فيه هذه التوجهات الامبريالية بصراحة و وضوح شديدين و عذرا على عدم الترجمة فأعتقد أن معظم القراء يجيد الانجليزية، و من أخطر ما جاء في هذا المقال هو إقتراح أحد الكتاب الامريكيين المرموقين و أحد المقربين من الادارة الامريكية في عهد بوش الاب أن يتم إخراج العراق الجديد الموالي لامريكا (البعض يهلل لعراق موالي لامريكا كما لو كان هذا يعني عودة الخلافة العباسية أو قيام الولايات المتحدة العربية) من عضوية مجموعة الاوبك مما يعني بالضرورة هبوط أسعار النفط الى نصف ما هي عليه الان و هو ما سيعني بالتبعية إنهيار إقتصاديات الدول النفطية و على رأسها الدول العربية (هل هو خير يستدعي زغاريد الابتهاج) و هو ما يصفه الكاتب بـ" إمبريالية النفط مقابل الدماء"


How to Spell American Empire: B-u-r-d-e-n

http://www.newsday.com/news/opinion/column...,4945237.column

مالك الحزين
اتخمتنا ردودا وكلاما لكن لم تدخل فى موضوع جدى لحد هذه اللحظة ولم تجيب على اى تساؤل
ما هى حدود الديمقراطية المقترحة لديك من هم الشركاء فيها كيف ستكون هناك ديمقراطية تتمشى مع السياق الذى تطرحة وهو السياق الذى يتعارض مع التركيب الثقافى لما لا يقل عن 99,9999999999 من الناس هل تريد ان تصنع ديمقراطية لك ولمجموعة من الاصدقاء لانكم انتم وحدكم من يصلح لممارسة الديمقراطية وستضربوا بقية البهائم بالنار والحديد ام ستستقووا عليهم بالدبابات الاميركية وتحت تاثير البطش والقوة ستغيروا وعيهم وثقافتهم ليصبح وعيا تقدميا وديقراطيا يتمشى من مشروعكم ( انه نفس منطق الطغاة فى كل مكان وهو نفس منطق الطغاة العرب الحاليين الذين يحتقروا شعوبهم ويتذرعوا انهم غير جاهزين للديمقراطية)
ما هى هذه الديمقراطية التى تفوح عفنا وعنفا وديكتاتورية؟؟؟

ما هى حدود الليبرالية ( التعددية ) التى تقترحها ما دمت لا تقبل باى منطق اسلاموى , قومى ولا حتى وطنى ( دعنا من قصائدك عن الليبرالية وعن الزهور الخ ) الليبرالية مفهوممادى وليس ورومانسى يعكس التعددية فى داخل مجتمع محدد وبخصائصه الثقافية الراهنة والقائمة تحديدا, ما هذه الليبرالية التى ترفض الجميع بل تصل لاحتقار المجتمع نفسه

ونعود للسؤال الاخطر
كيف من الممكن ان تقوم ديمقراطية وليبرالية وهى مظاهر سياديةلدول وشعوب حرة فى كيانات غير حرة سياسيا وفاقدة للسيادة
لم تجب عن اى تساؤل عن دور الاميركان والتى طرحتمهاانا مطولا وتحدث عنها الاخرين.....
لا يكفى الرد بل ويبدو سطحيا ان الاميركان راح ييجوا شئنا ام ابينا فدعونا نستثمر الفرصة ( اى فرصة؟؟؟ رغم انك تتحدث بمنطق اخر انك تستجديهم الحضور رغم حضورهم القائم) انه يذكرنى بالاغنية الشهيرة شرفت يا نيكسون بابا ( ممكن ان تغيرها الان اسعفنا بها ياعم بوش) اى فرصة نستغل ومتى سيحضروا؟؟؟ ( كما لو انهم غير موجودين اصلا وتراهم فى كل زاوية فى المنطقة وفى مجمل ترتيباتها السياسية ونعرف بوضوح تاثيرات هذا الوجود
ولماذا هم قادمون الان ولماذا حضروا فى الماضى ولماذا حضر من قبلهم البيرطانيين؟؟
لماذا يريد الاميركان ديمقراطية وهى بالضرورة ستقود لنتائج تتعارض مع المصالح الاميركية

رجاءا نريد اجوبة محددة وحبذا لو كانت مقتضبة
وفى النهاية الحوار لا يتعلق بمسائل شخصية بتاتا فلربما على الصعيد الشخصى نكون اصدقاء نحن نحاول ان نحاور معضلة مطروحة انت ولربما نفر قليل من الافراد تحاولوا ان تروجوا لها بطريقة لا نوافق عليها ونريد ان نستجلى الموقف وهذا ليس له علاقة بتقييم شخصك بتاتا

يا عم فضل أنا لا أطالب الأميركان بالحضور، لأنهم لا ينتظرون دعوة شخص غلبان مثلي، ولا يطلبون مني ولا منك الاذن بالدخول، لأنهم ـ كما تفضلت أنت ـ موجودون ولكني أدعو إلى التعامل مع الظرف الراهن ببراغماتية تقتضيها وتفرضها لغة السياسي ، لا أحلام الفنان، ولا مثالية الثائر، ولا طوباوية رجل الدين ، ومفاد هذه البراغماتية ما يلي بمنتهى الاختصار :

* أميركا ستضرب العراق، وتغير نظامه الحاكم
* سيكون هناك نظام ليبرالي على الطراز الغربي في العراق
* سيتهم البعض هذا النظام بالعمالة لأميركا، وهذه تهمة لن يتوقف حكام العراق الجديد أمامها كثيراً ، (تدري ليش) لأن كل الأنظمة العربية عميلة ومجانا، بينما هؤلاء سيكونون عملاء مقابل مستقبل ودولة حقيقية.
* سيتم تصدير هذا النموذج شرقا وغرباً (توابع الزلزال)، فتطرح على مستوى الشارع أسئلة من نوع ماذا كسب العراقيون وماذا خسروا ؟
* سيتضح ان العراقيين لم يخسروا شيئاً، فأي نظام محل نظام صدام لن يكون في استبداده ولصوصيته وعنتريته وغبائه السياسي، وعدد القتلى المحتملين في هكذا حرب لن يتجاوز ضحايا صدام وقصي وعدي وعلي الكيماوي في شهرين .
* سيربح العراقيون نظاماً متسقاً مع العالم ، غير معزول، وغير محاصر، وسيبيعون بترولهم، بدلا من تهريب عصابة صدام له ، وتوزيعه (كوبونات) على المرتزقة من صنف رغده ومحمد صبحي وأبو رجل مسلوخة.
* سينهض العراق، وتستنفر طاقات ابنائه ويستغلون ثرواتهم وقدراتهم، ويستنفرون مخزونهم الحضاري الهائل ليصنعوا مؤسسات مجتمع مدني حقيقية، وفي الآخر ماذا سيجني الأميركان ؟
* هل سيأخذون بترول العراق مجاناً ؟ .. هذا غير وارد، بل سيشترونه وفق أسعار السوق، وهو ما تفعله ابو ظبي وقطر والسعودية وام القيوين :)
* هل سيسرقون دجلة والفرات ؟
حسابات الربح والخسارة على المدى القريب والبعيد في صالح الشعب العراقي، لأن تجربة كهذه لن تسمح أميركا بفشلها، وستدعمها أميركا وأوروبا واليابان حتى تقف على أقدامها، واعتبره مشروع مارشال مصغر، كما حدث في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

هذا سيناريو وردي أحلم به وأتمناه، واعتبره يا سيدي (تفكير بالتمني)، وحتى لا نتبادل الاتهامات .. وتتحول الأمور إلى مشتمة ،أن تفنده بالعقل والموضوعية، وتراجع أي كلمة تشم منها رائحة الشتائم، وإلا ساتوقف عن المناقشة، لأني بصراحة صرت أكثر حساسية تجاه الملاسنات، كبرنا عليها يا فضل نحن رجال ناضجون فوق الأربعين، ولسنا مراهقين كهؤلاء الغلمان ..

اطرح لي يا فضل السيناريو الأسوأ من وجهة نظرك ، ودعنا نناقشه بهدوء، فقد طرحت أنا الخطوط العريضة للسيناريو الوردي الذي أتوقعه وأحلم به لعراق ما بعد صدام، الذي سينظر اليه العراقيون كما ينظر الروس الآن إلى ستالين، والحقيقية إنه لا فرق بين ستالين وصدام إلا أن ستالين صنع امبراطورية، بينما هدم صدام امبراطورية عربية كاملة، ولم يهدم العراق فقط.

أنا اتصور أن العراق سيكون أفضل وأجمل .. وسيتسع لكل العرب، ومن هنا تكون خطورته على الأنظمة القمعية والشمولية التي يلهث قادتها الآن لا لشئ إلا لأنهم يدركون مع مستشاريهم إن المد سيطالهم، وستبقى الشعوب.
سيصفون حاكم العراق القادم بأنه (كرزاي العراق)، ومالو :)، ومن هو الحاكم العربي الحالي الذي ليس كرزاي ؟

ألم تصبح أفغانستان أفضل الآن ؟
ألم تستقر الدولة، وتندمج في المجتمع الدولي، وما علينا في تفجير قنبلة هنا ، أو ضرب جندي هناك، هذه (حلاوة الروح) من قتيل يحتضر اسمه الأصولية الطالبانية التي تحولت من نظام حان حاكما إلى عصابة تضرب بلا وعي ، ولا هدف، ولا مستقبل، ولن تعود طالبان مرة أخرى للحكم ، الا إذا عاد هتلر من قبره المجهول إلى ألمانيا وانتخبه الألمان ، وهو المستحيل بعينه.

وتصبح على خير[/color]

لا لا
توقعاتك تماما وردية يا مالك عن العراق صدام حسين جثة هامدة منذ عدة سنوات هو فى حالة وفاة اكلينيكية ونزاع ممل لنا وللشعب العراقى هو لا يملك اى تاثير ايديولوجى ولا عسكرى او اقتصادى على المنطقة بتاتا
كم سيكون الموضوع رائعا لو ان القصة هى العراق ونظامه وكم ساكون سعيدا لو استبدل النظام بهذا السيناريو السينمائى والنهاية السعيدة للبطل كما تكتب انت
المشكلة ان موضوع العراق حالة جزئية فى رواية اكثر اتساعا وزخما ان الموضوع خطير جدا سندفع ثمنه لعقدين او ثلاث للامام بقلاقل وتراجع اقتصادى ومهانة ولن تكون هناك لا ديمقراطية ولا بطيخ على عكس البعض ورغم التصخيم الاعلامى سيكون الفلسطينيين من اقل الخاسرين فى كل القصة لانهم خاسرون اصلا لكل شىء خاسرون مزمنون وليس لديهم ما يخسروه على العكس لربما يحدث انفراج ما بعد فترة

الخطر سيرافق المنطقة ككل وبشكل عميق جدا خسائر مصر من جراء حرب الخليج الثانية لحد هذه اللحظة تتجاوز 30 ميليارد دولار والسعودية على اعتاب التسول ,وحدها اسرائيل كادت وفى لحظة ما تتحول لقاطرة تقود كل مكونات المنطقة ( لربما الانتفاضة هى الحدث الاجمل فى هذا المسار والذى وضع اسرائيل فى حجمها الطبيعى على الاقل مؤقتا ) والافاق القادمة ستكون كارثية بكل معنى الكلمة
ودعنى اكمل غدا لان الوقت متاخرا لدى لان توقعاتى لا تلتقى مع اى نقطة مما قلته( الموضوع فى منتهى التعقيد ويغطى معضلات استراتيجية واسعة دولية واقليمية ستاتى على راسنا كالسخام )
انت تتامل ( لربما نزعة خلاصية من رواسب ثقافتنا الدينية القدرية) تتامل وتذكرنى باغنية شرفت يا نيكسون بابا والدعاية بالخير الوفير التى رافقت هذه الزيارة والتى وصفهااحمد فؤاد نجم بطريقة ساخرة ولاذعة

رغم ان كل الموضوع ومنذ البداية لم يكن مطروحا منى حول الاشكالية العراقية بل حول مسائل نظرية تربك بعض المثقفين العرب الان تحت هذا الهجوم الايديولوجى القائم

كلامك رائع وواقعي استاذ نبيل

فقط اريد ازيد على نقاطك

اولا : حتى لو اخذت امريكا نصف نفط العراق فان العراقيين هم الفائزون لان صدام استخدم كل النفط في شراء الاسلحة المدمرة التي قتل فيها العراقيين .(ولكن ليس من مصلحتها افقار العراق خصوصا يراد له ان يكون نموذجا مستقرا في المنطقة )

ثانيا : حتى لو كانت هناك سلبيات نتيجة قدوم امريكا وكرزاياتها فاننا سنكسب عدم تلوث فكر اجيالنا بالعقائد الظلامية والارهابية التي فرضتها الانظمة الدكتاتورية الهمجية او فرضت ظروف تولدها.

ثالثا : نتيجة لوقوف العرب السلبي من ارادة العراقيين في التغيير، واتهام كل الشعب بالخيانة لرفضه قمع صدام، فانهم سيخسرون البعد العراقي في صراعاتهم (ان بقيت هناك صراعات) .

رابعا : لم يقنع العرب العراقيين بادعائهم الخوف على العراق من خطرالامريكيين لان العرب وقفوا احقاباطويلة صامتون ، ساكتون (والبعض فرحين) على ما يجري على الشعب العراقي من تقتيل واضطهاد وذل وعمليات اغتصاب وووو حتى تنقطع الانفاس .

خامسا : مصلحة امريكا بعد 11 سبتمبر ليس نفطا بل الحفاظ على امنها القومي ، وقد توصلت الى قناعة ان الفكرالعربي الاسلامي الحالي يشكل تهديدا لامنها وامن العالم كله ، لذلك ، فان النظام الديمقراطي الليبرالي اضحى خيار امني ستراتيجي امريكي قبل ان يكون عراقي ، ليس من دافع انساني بل براغماتي كما تفضل الاستاذ نبيل شرف الدين . كما انه (النظام الجديد ) يراد له ان يكون نموذجا متميزا لجر السعودية وباقي الانظمة القمعية الى هذه التجربة (ايضا ليس بدافع انساني ) بل لاجل القضاء على ظروف الارهاب (من وجهة نظر امريكا ).

مع التحية

الأستاذ مالك الحزين،

تحياتي وبعد

بالرغم من أنني أشاركك كلّ نظرتك الى الواقع التي ذكرتها على هذا الصفحات بشكل مخيف يدهشني شخصيا(فعلا)، الا أنني لا اشاركك نتيجة تحليلك هذه. أي أننا نري نفس المعطيات ونصل الى نتائج متناقضة.

الذي أراه من نفس المعطيات هو:

- أن الحريات والتقدّم لم يوجد يوما تحت جزمات المحتلّ المستعمر، لا نابوليون ولا غيره

- أن امريكا ليست بصدد جلب الليبرالية الى العرب، بل أن العرب هم بصدد جلب الطغيان الى أمريكا. فما نتوقعه هو ليس أمركة العرب، بل تعريب أمريكا .. وهذا ما نراه يحدث حاليا لا ما نتوقعه.

وتفضل بقبول فائق التحية والإحترام

العزيز مالك ...
هل النظام العالمي الجديد ... و العولمة ... قائمتان على تمجيد الانسان ... ام ان الطابع ... الاستغلالي ... و العرق و الدين ... امر ستبقى حاضرة ؟ ...
هل تعتبر يا مالك ... ان استبدال النظم القمعية ... بمساحة اوسع من الحرية ... هي تغيير في جوهر الواقع ؟ ... ام في شكله ؟ ... و الى اي حد يجب التعامل معه و القبول به ؟ ...
......................
العزيز فضل ...
الا ترى ... ان الشعوب لم يعد من خير يرتجى منها ؟ ... و ان الاحزاب ارجل كراسي تشبعت بظراط من يجلسون عليها ؟...
فهل ترى افاقا لمقاومة التغيير القادم ؟ ...
.......
بانتظار نتائج تاملات العلماني ...

كمراقب خارجي ، تجذب انتباهي عبارات يطلقها البعض في مواضيعهم ، مثل :




"- الى ان خرج من بين صفوفنا يهوذا الاسخريوطى..........مشكلتهم انهم حثالى وممثلى كومبارس من الدرجة العاشرة وهم من الغباء لدرجة ........... الخ."


و عندما ياتي الرد على طرقة الفعل و رد الفعل ، نجد البعض قد غير اسلوبه في المناورة و انتقل من سياسة التهجم الى سياسة تصنع الفضائل :

"- نبيل( مالك )
اردت معك حوارا جديا لربما يكون وثيقة فكرية للقراء ... "

و

" الموضوع جدى جدا ولن يغير ردح الحزين من قيمة الحوار شيئا "



ترى هل كلمات مثل : اغبياء و حثالى و ممثلين درجة عاشرة نطلقها على البعض في واجهة موضوع ( حواري) ثم ندعي بعدها باننا نبعث حوارا جديا؟؟؟




و للموضوعية في معاشرتها شؤون و شجون !!!!



:no:

المحترمون فضل ومالك الحزين .. والعلماني الذي قال "غيابه" الكثير مما لا يمكن سماعه في هذا الصخب،
وبعد السلام
.
.
أخشى أن معظم ما كتب أعلاه لا يزيد عن ردود أفعال صدرت عن "النخاع الشوكي" الذي تضخم لدينا على حساب باقي الجملة العصبية وكاد يأتي الدماغ برمته.
ولنر إلى رجل يمشى الهوينى وهو يصفر واضعا يديه في جيوبه ورافعا رأسه يتأمل قطعان الخراف البيضاء التي تعبر السماء.. ولنتابعه وهو يتلقى، على غفلة منه، صفعة شديدة تذهله وتخل بتوازنه. هذه اللحظة التالية للصفعة، التي يعيشها هذا "الهوينى" ، هي بالذات "اللحظة" التي نعيشها اليوم كـ"أفراد قطيع" لم يرتقوا بعد إلى مصاف "مشروع مواطن".
ومن نافل القول ، فالكل يعلم، أن بداية هذه اللحظة كانت مع أول احتكاك مباشر لنا بالعصر الذي يحيط بنا ويتوغل فينا، بالرغم عنا(؟) . وأننا سنستمر في "عيش" هذه اللحظة إلى سنوات قادمة طويلة، قبل أن نستعيد توازننا.. ولعلكم، أنتم الثلاثة، متفقون في ذلك (سرا أم ؟..:) ..) ، وأتفق معكم. لكن المحترمين فضل ومالك "يصران" على الاختلاف في مسرحية "هزلية" يطل علينا المشاركون فيها ، جميعا وكلا بدوره ، فيضرب بقبضته على صدره (طرزان ؟ ..:) ..) وهو يصرخ: انظروا إلي!.. ما أقواني وقد استعدت توازني !.. وما أذكاني وأنا أخطط لرد المعتدي!.. ثم يخرج مهرولا متوعدا باجتراح "العجائب" !..
في ظني أنهم ، أصحاب المسرحية، وسواء صفت النيات أم عكرت، يمارسون لعبة "استمناء" على واقع قبيح. وإذا كان صحيحا أننا نحتاج إلى التلويح بالذراعين اثر تلقي الصفعة ، فليس من الصحيح أن "تسويق" المحترمين فضل ومالك، بهذه الطريقة "العصبية"، لهذا الرأي أو ذاك ، ضد الاحتلال الأمريكي أو معه، يمكن أن يعين على استعادة التوازن أو حماية الوجه. يتوجب الاعتراف أن "المشهد" يحيطه الكثير من الغبار ولا تزال العين غائمة، وأن العقل "العربي" ليس مؤهلا بعد لفهم ما يجري .
.
.
ولقد أحسن المحترم العلماني حين بقي بعيدا عن هذه المعركة "الوهمية".. ولا أعرف ما إذا كان يشحذ أسلحته لخوضها ... ولا أنصحه ..:).

بالنسبة لي هي تلك القشة التي قصمت ظهر البعير ؛ فبعد خيبة أمل كبيرة، جاءت من جهة لم تخطر في بالي يوما، بينت لي أن أقرب الناس إليك، والمثقف بشكل خاص، قد لا يكون إلا منافقا من طراز فريد يجعل الماء يسري باردا في ظهرك حين تكتشف أنك لم تكن له إلا "شيئا" في ذاته لا "إنسانا" لذاته !
.. جاءت هذه "الحكاية" بين المحترمين فضل ومالك ، وهما من بين من أحرص على القراءة لهم، لتؤكد لي أن الحوار العربي لا يزيد، في أحسن أحواله، عن "قعقعة".. وأن قد آن وقت سكب الرصاص في الأذنين تجنبا للصداع .
شكرا لهما.

سلام !

ولي في مقام الوجد حال ونشوة
بسر الهوى تغدو... وفيه تروح


من السهل أن يمتطي المرء صهوة الحكمة، ويوزع نصائح مجانية، كل ما يتطلبه الأمر "شوية هدوء أعصاب" غير أنه للأسف هذا الصنف من البضائع (أقصد الهدوء الجميل) صار أغلى كثيراً من قدراتنا على التعاطي معه.. فضلاً عن التعود عليه

من السهل جداً أن يعتلي المرء تل الفلاسفة(يذكرني بطريق الفلاسفة في بلدة توبنجن جنوب ألمانيا) ليمسح بكفيه على الكون، فإذا هو سلام وأمن وخير، أو ربما صار شراً مستطيراً ومعارك وتناكحاً وتناسلاً يباهي الأمم يوم "الحشر"، لكن للأسف خبرنا الدنيا ووجدنا فيها الشر والخير، وفيها المعارك التي تجري في "حفر الباطن" وتلك التي تشتعل في الغرف الوردية..

من السهل جداً أن يتجاهل المرء كل شئ ، ويتحاشى كل شخص، ويبتلع كل وهم، ويرتضي كل هدف .. لكن ما معنى الحياة حينئذ ؟

شالوم أيها النبلاء :)