مالك

بالنسبة للعراق رغم عدم حماسى للخوض فى هذا الموضوع واعتبره ليس جوهر موضوع النقاش بالنسبة لى لكن حسنا سابدا به وبما يمس موضوع النقاش نفسه بدون ان احول الموضوع العراقى كمحور فى نقاشاتى القادمة


الانشقاق في داخل المجتمع العراقى( ومعظم الدول العربية ايضا ) هو شرخ رأسي وليس شرخاً أفقياً، الشرخ الأفقي هو كالموجود في المجتمع المصري مثلاً حيث الخلاف بين طبقات وجماعات مركبة فوق بعضها البعض في الهرم الاجتماعي والاقتصادي قد يكون التصادم شديداً أو مجرد تعبيرات كلامية لكنه من غير الممكن أن يؤدي لانهيار المجتمع حتى لو انهارت الدولة لأن المجتمع نفسه كتلة متجانسة وأعمق في وجودها في التاريخ من الدولة عدا أن كل مكونات الهرم مهما اصطدمت تعتبر نفسها مصرية ونستطيع القول بكل هدوء أن المكان الوحيد في جغرافيا العرب الخالي من شق رأسي هو مصر وليس سواها وهي أقرب بالفعل لمفهوم الدولة -الأمة مما يغري بعض الأفراد مثلك للحديث عن ا(القومية المصرية) وهم جزئياً على حق لكنهم لا يعكسوا كل الحقيقة العراق وبقية الكيانات الدولانية في المنطقة التي نشأت في اعقاب الحرب العالمية الاولى (سايكس بيكو) تم تجميعها بآليات خارج منطق علم الاجتماع السياسي الجغرافيا السياسية بل وفقاً لمنطق استعماري واضح.

وهي صيغة منقسمة رأسياً وبكل وضوح وعلاقة الجماعات فيها هشة على حافة الانشقاق وأداة التوحيد فيها ليس آليات المجتمعالثقافية والاقتصادية بل هو الدولة نفسها وأي تلاعب في مركزية هذه الدولة هو تلاعب في استمرار المجتمع نفسه بما يعني حروباً أهلية وقلاقل قادرة على التعميم (على عكس تقاؤلك من تعميم الديموقراطية) وهذا ما يشغل بال كل الدول المحيطة بما فيها تركيا وإيران والسعودية وسوريا والتي ستطالمهم تداعيات الانفجار بالتأكيد. قد ينشأ ما يشبه أو ما يوحي بالديموقراطية تحت ضغط الحدث في البداية لكنه سينفجر بالتأكيد إن آجلاً أو عاجلاً هناك منطق اجتماعي -سياسي يحكم مسار الأشياء وليس الأمنيات.

- أنت تعزل وبكل براءة ما يحدث في السياسة الأمريكية الاستعمارية عن البعد الإسرائيلي ( المقاول الفرعى الذى يحاول ان يشق لنفسه اجندة فرعية من رحم المشروع الاستعمارى العام ) وهو المعروف لدينا منذ عقود بل ومنشور ( و مشكلة العرب كما قال موشى ديان انهم لا يقرأوا )
والتوجه لاصحاب هذا المشروع
1 اختزال كل الصراع بطريقة تحمل العرب مسؤوليته بحيث يصبح الصراع مجرد عدم ديمقراطية العرب لا اكثر ولا اقل
2 محاولة للدمقرطة القهرية ( حيث لم يعرف التاريخ قط دمقرطة نشات من خارج السياق الاجتماعى وبطريقة قهرية من معتد استعمارى حتى اليابان والمانيا التى يستخدمها البعض فى هذا المجال الدعائى كانت بها ديمقراطية متطورة لسنوات قليلة فقط قبل سيطرة النازيين والطغمة العسكرية فى اليابان وكان لديهم ما يكفى من التنظيم الاجتماعى والتطور لاستعادة ديمقراطيتهم مع او بدون تدخل خارجى فالديمقراطية كانت هى الاساس فى تطور المجتمع اما الديكتاتورية فكانت الاستثناء الطارىء )
اى دمقرطية قهريةحسب هذا المخطط ستؤدى لانفجارات اجتماعية وقلاقل ولربما نشوء كيانات اصغر متصارعة مع بعضها البعض وهذا سيكون اكثر من رائع حيث سيبقى اسرائيل هى الكيان الوحيد القائم فى المنطقة فى مواجهة هذه القبائل البدائية المتصارعة
قد تبقى امامها مصر لكنها ايضا ستضعف للحد الاقصى وعلى كل الصعد بحكم انهيار شبكة مصالحها فى المنطقة ولن يبقى امامها الا ان تقبل اقدام اسرائيل لترضى عنها
والمفارقة التى تثير الغيض اننا لو كنا فى هذا التحليل لطبيعة الدولة فى الشرق الاوسط نتحدث عن الدور الاساسى للدولة المركزية كاداة وحيدة لاستمرار المجتمع فان الوضع فى اسرائيل اسوا بمئات المرات من ذلك حيث ان الدولة المركزية بحد ذاتها مسخرة والمجتمع حالة كوكتيل لا قيمة له ولا يوجد اداة توحيدية تربطه والعنصر الحاسم فى الاستمرار والتماسك هو المؤسسة العسكرية الامنية لا اكثر ولا اقل
سيكون ذروة التراجيديا والانحطاط عندما يتحرك تاريخ عمره 7000 سنه ومسارات الاقتصاد والثقافة فى منطقة العرب بامرة جنرال او لربما شاويش يهودى

هذا المفهوم الصهيونى قرئناه قبل عشرين عاما واعدنا قرائته وبدقة فى العام 1996 تصور من كان كاتبه!! لقد كان ريتشارد بيرل الذى كان حينها مستشار بنيامين نتنياهو وهو الان العقل المفكر للبنتاغون وهو بالمناسبة الصديق الحميم لفؤاد العجمى وياخذه معه فى كل ندوة او مهرجان فهو محتاج لاى اسم ينطق باللغة العربية ( وهو على صداقة ايضا بكنعان مكية ) ويحاول منذ فترة مستميتا ان يلف حوله مجموعة من الاسماء العربية

هذا الفهم هو تيار مؤثر فى صناعة القرار الاميركى ( الادارة الاميركية ) رغم انه ليس بالضرورة ان يتم تمريره فبعض الاجنحة الاساسية فى الادارة تشعر بالذعر الشديد من هكذا سيناريو فهى تفهم تبعاته وبالتالى امكانية تهديده الشديد لاستقرار منطقة نفطية الاجندة والمصلحة الاميركية تتطلب نشوء درجة معينه من الاستقرار وتجنب القلاقل فى هذه المنطقة ( اما مفهوم الفرض القهرى للديمقراطية وما قد يتبعه من قلاقل فهو اجندة صهيونية متطرفة كما بينا اعلاه وهذا ما قد يجعل رجل كوزير الخارجية السعودى يقول ان من يتامل السياسة الاميركية فى المنطقة قد يصاب بالجنون فهى لا تعبر بتاتا عن مصلحة اميركا نفسها ) من يتزعم التيار الحذر فى موضوع الديمقراطية بالفعل هم الرموز الحاسمة فى الادارة الاميركية تشينى رامزفيلد وباول طبعا وهم يتحدثوا تقريبا عن ديكتاتورية ليبرالية ( شىء لا يختلف فعلا عما هو قائم فى مصر مثلا )
اما تيار اليهود الصهاينة اللذين يسموا انفسهم بالامبرياليين الديمقراطيين فهم اسماء معروفة وولفيتز وبيرل واخريين ( انا لا اعتقد بامكانية مرور مشروعهم لانه لا ينسجم مع الاجندة الاستعمارية الاميركية العامة ..لذا تراهم يستميتوا الان فى خلق تيار واسماء عربية حولهم بدون نجاح يذكر عدا عدة اسماء لا تتجاوز عدد الاصبع من الحثالى لان كل من يقترب منهم يحرق نفسه للابد فاستمرارهم على الحلبة كتيار صهيونى مؤقت وعابر ولن يمر مشروعهم كما قلت فهو مشروع صهيونى طموح لا يستطيع المشروع الاميركى الواسع تحمله )

لكن السيناريوهات المتوقعة الان بصدد العراق( ساحاول اختصار تقاطع المعلومات لدى )
أولا اندلاع حرب و تعتمد فى طبيعتها ونتائجها على مستوى المقاومة العراقية البعض يضع ثلاث احتمالات لهذه الحرب فى حال استمرت حوالى 6 شهور سيكون سيناريو كارثى على الولايات المتحدة ودورها الدولى القادم ( لكن فى كل الاحوال سيتم القضاء على النظام )
وستتتبعه الترتيبات السياسية التالية
ا على المستوى الشكلى للسلطة سيتم اقامة حكومة فيدرالية مكونه من ( هيئة رئاسة طائفية ) ولربما لويا جيرقا وربما يتبعها عملية ديمقراطية شكلية واجرائية بحتة جدا
على المستوى العملى والعميق للسلطة سيحكم الجيش بتركيبته السنية ولن يتم تغيير هذه الطبيعة السنية ابدا وسيكون هو اداة التوحيد المركزية للدولة والمجتمع ( شىء ما يشبه تركيا ) وهذا ما يفسر استماتة اميركا منذ سنوات للوصول لاى جنرال سنى فهكذا جنرال فى استراتيجيتها اهم بمليون مرة من كل المجموعات التى تسمى نفسها معارضة

ثانيا الاحتمال الثانى هو التفكيك الطوعى للنظام القائم عبر عدة سيناريوهات
كالسماح باجراء عملية انتخابية برلمانية ورئاسية بعد فترة محددة تحت اشراف ومراقبة دولية
( وهذا هو جوهر الحديث فى المنطقة او ما يعرف بالحل التركى العربى ) حتى هذا الحل يشعر الرئيس مبارك بخطر عدم قبوله من الاميركان ( فى تصريح له قبل اسبوع ) وبالتالى اندلاع الحرب حتى مع لو طرحت الديمقراطية للعراق كحل

ثالثا الاحتمال الثالث والكارثى وهو مطروح على صدام منذ عدة سنوات والان تدور خلف الكواليس اتصالات واغرات محمومة لتمريره
قصة هذا الاحتمال كالتالى
سنة قبل وفاته وفى اجتماع له سال الحسن الثانى احد المسؤولين الاميركيين ما هى شروطكم فى نهاية المطاف لاغلاق الملف العراقى وذهل الملك الحسن الثانى عندما سمع الرد التالى
اولا تطبيع العلاقات مع اسرائيل وثانيا القبول بالعراق كمكان لاستعياب اللاجئين الفلسطينيين فى بلدان الشتات وهذا سيكون لصالحه صدام فهم
سنيين وسيكون لصالحنا حيث سيمكننا من اغلاق ملف الصراع مع اسرائيل التى لا يستطيع عرفات اغلاقه بدون اغلاق ملف اللاجئين
لم يذكروا الديمقراطية ولم ينبسوا ببنت شفه عن اسلحة الدمار الشامل ( لربما لو قبل بهذا الحل لاعطوه عدة قنابل ذرية كهدية )
هذه المساومة حسب المعلومات التى تتسرب هنا وهناك موجودة الان وبقوة

الديمقراطية واليبرالية هى ما اتقف انا وانت عليه وما نستطيع فعله حقا بقوانا الذاتية ولن يتم تصديره قهرا فهو سياق تاريخى اجتماعى وليس منتج مادى او سلعة تنقل من مكان لمكان

ساكمل لاحقا

اقتباس:الديمقراطية واليبرالية هى ما اتقف انا وانت عليه وما نستطيع فعله حقا بقوانا الذاتية   ولن يتم تصديره قهرا فهو سياق تاريخى اجتماعى وليس منتج مادى او سلعة تنقل من مكان لمكان

صحيح
(f)

سنعود

وأين الديموقراطية في هذا السيناريو الميتافيزيقي يا دكتور ؟
الأمور لن تمشي على هذا النحو " أساسا " ، وحتى لو أتت النتائج كما تتخيلها ، فلا وجود للديموقراطية فيها !.
أعجب حقيقة يا مالك أن يتهمنا ((( مثقف ))) ليبرالي بأننا ندافع عن وجود هياكل كرتونية بإسم الدفاع عن الحق الوطني ومعظمنا ، وربما جميعنا هنا دفع فاتورة الدفاع عن هذه الهياكل - كما تتخيل - من عمره وماله وحريته !!.
الديموقراطية ضالة الشعوب حيث وجدتها فهي أولى بها ، حتى لو كانت في تل أبيب نفسها ، لكن هل هذا ممكن حقيقة ؟!

طيب ، لنتجاوز هذا الخطاب الحالم ونفكر ببراجماتيه .. كيف لهذا الطرح أن يرقى حتى إلى مرتبة الحلم الشعبي ؟!
أمريكا لم تعد تهتم لبترول العرب والذي لا تستورد منه أكثر من ربع حجم إستيرادها العالمي في الأساس ، وهي تبحث منذ سنوات طويلة عن مصادر أخرى للنفط ووجدت ضالتها في نفط آسيا الوسطى ، ناهيك عن النفط اللاتيني الذي هو تحت سيطرتها أصلا .
أيضا ليس العراق حصرا هو في رأس أجندتها السياسية في المنطقة بل هو جزء من التركيبة الكيميائية لا أكثر، فالأمر بالنسبة لصدام حسين محسوم منذ خيمة صفوان ، ولو كانت عملية السلام سارت كما خُطط لها في مدريد ، لسقط النظامين العراقي والسوري بشكل آلي لصالح أنظمة " ديموقراطية " كتلك التي يقترحها كولن باول ، هذه حقيقة يعيها النظام السوري جيدا ويسعى جاهدا إلى تلافي نتائجها عبر خطاب قومي شعاراتي معروف .

أمريكا سوف لن تسمح ( أبدا ) بقيام ديموقراطية حقيقية في العراق ولا في أي دولة من دول المنطقة لما تشكله الديموقراطية والوحدة الإجتماعية من خطر على مصالح أمريكا ذاتها .
مستقبلا يا دكتور ، سيكون هذا الحلم " الليبرالي " الذي تقترحه والذي لن يكون حتما على الطراز الغربي هو الحلقة الأولى والتوطئة لما إقترحته تقسيمات برنارد لويس لدول المنطقة على أساس إثني ومذهبي من خلال تحطيم الثوابت الوطنية والقومية لشعوب المنطقة ، وقد تكون النتائج الطائفية التي خرج بها مؤتمر المعارضة العراقية في لندن وبرعاية أمريكية أكبر دليل على وجاهة هذا المنحى .
بكل أسف ، قد يكون ما يراه فضل في أن طبيعة الشرخ الأفقي للمجتمع العراقي ( والسوري أيضا ) هو الحصان الذي تراهن عليه الليبرالية الأمريكية التي يجب علينا أن ننتظرها " براجماتيا " .. وبالتالي فإنه من الحكمة والمنطق و" البراجماتية " أن تظل هيبة الدولة بمؤسساتها الديموقراطية " الحقيقية " هي الضامن الوحيد للوحدة الإجتماعية ، وإلا فإن نتائج إنفجار عراقي ستصيب المنطقة كلها بالتشظي كما يتخيل فضل ، وهذا ما تريده " براجماتية " الليبرالية الأمريكية .

التغيير الأمريكي قادم ولا شك ، هذا صحيح ، وقد تكون هذه هي الجزئية العقلانية الوحيدة في حلمك البراجماتي ، وقد لا نستطيع منعه أو الوقوف في وجهه ، هذا أيضا صحيح ، لكن أيضا ليس علينا أن نفتح باب القلعة بأنفسنا لحصان طرواده !.
لنفكر بحلم آخر .. طالما أن الأمر لا يتجاوز عتبة الحلم .

تحياتي للجميع

المعري

نيف وأربعون رداً ؟!!!!

وأنا الذي كنت أحسب بأني سوف أعود كي أنتشل الموضوع من صفحات النادي المطوية، يفاجئني الكم الهائل من الردود والتشعبات التي دخل بها الموضوع الأصلي.
ولأني لا أريد أن أغني "أهل الهوى يا ليل" على أنغام "السح الدح امبو"، فإني سوف أضن بما حضرته من مقالة حول الديموقراطية كي أثقفه وأدمشقه وأنشره وحده في موضوع منفصل بعد أيام. ولكني لا أريد أن أخرج من هذه "الحفلة" بدون "موال"، وأرتضي أن يتعلق "موالي" هذا بالديموقراطية في العالم العربي خصوصاً، وما أطلق عليه "الدكتور فضل" لقب "ديموقراطية قهرية" على وجه الخصوص.
سوف أهتم بهجوم "الدكتور فضل" على الديموقراطيين الذين لا يشبهونه حسبما يقول، مبيناً بأن مفهوم "الديموقراطية" لا يختلف بين "ديموقراطي وآخر". على أن أعود غداً كي أعرض لتبرؤ "الدكتور فضل" من "العلمانيين الذين لا يشبهونه" في هذا "الزمن الفاصل".

ولكن قبل هذا وذاك، علي أن أعترف بأني أنا من دفع "مالك الحزين" إلى هذه الساحة قبل يومين ومن خلال "وصلة" للموضوع وحديث على "الماسينجر". ورغم "صخب" الموضوع إلا أنني سعيد بعودة "الحزين" إلى الحوار حتى لو كنت أختلف معه في نظرته ورؤيته "للملف العراقي"، "فالحزين" يبقى رأياً وقلماً يعرف كيف يؤتي أكله.

حسناً لنبدأ بمقدمة عامة خفيفة عن الديموقراطية، ولنتفق بأننا أصبحنا "ديموقراطيين" في العالم العربي عندما لم يبق إلا الديموقراطية حلاً. قبلها، كنا قد جربنا جميع أنواع الظلم و الطغيان والأنظمة الشمولية، ونظرنا طويلاً لما أصبح الآن "أنقاض المعسكر الاشتراكي" ثم انثينا وفي يدنا بضعة من ملوك ظلمة وطواغيت كثيرة و"سجان يمسك سجان".

"حلم الديموقراطية" نفسه الذي نجله الآن ونعظمه، كان في فترة ما مغيباً تحت أنقاض "أمجاد يا عرب أمجاد" وكان اليسار العربي بأغلبيته العظمى يغازل التيارات الشمولية الاشتراكية والشيوعية بمختلف روافدها، ولا يكاد يلقي بالاً للديموقراطية. فمنذ متى بدأنا نحلم بالديموقراطية ؟
ببساطة، عندما انهار المعسكر الاشتراكي وفشلت - قبل انهياره وبعده- جميع مشاريعنا القومية والوطنية والتنموية و"طلعنا من المولد بلا حمص"، أو بالأحرى خرجنا "بترمس" العسكرتاريا المر المتحجر "وسفرجل" الحركات الإسلامية التي لا تستطيع أن ترضي فينا لا حلمنا ولا جوعنا ولا عطشنا.

ومع هذا فنحن كنا نركب لكل عصر مركوبه، ومفاهيم الأربعينيات والخمسينيات والستينيات كانت مختلفة عن مفاهيم اليوم. وكان يبدو - وقتها - بأن الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية سوف يغزون العالم بعد أن رضخت أوروبا الشرقية للماركسية اللينينية وبدأت حركات التحرر بغل أيدي الاستعمار في جميع البلدان، وبدأ المعسكر الرأسمالي الامبريالي بالتراجع والنكوص في الصين وكوبا وفيتنام وغيرها من البلدان.

كنا نأكل من صحفة النظريات "التقدمية" وقتها ولا جناح علينا، فالعالم كله كان يبدو منبهراً بهذه النظريات. ولكن سرعان ما بدلنا جلودنا بعد هزيمة "اليسار التقدمي" وبحثنا عن ملاذ أخير بعيداً عن "قومية مهزومة مشرذمة ديكتاتورية" و"إسلاموية شمولية ظلامية خانقة" فلم نجد إلا "الديموقراطية". ولكن لماذا الديموقراطية ؟
لاننا جربنا كل شيء غيرها ولم ينجح معنا من ناحية، ولأن النظم السياسية التي استطاع أن يصل إليها العقل البشري ليست كثيرة عديدة، فهي بالكاد تعد على أصابع اليد الواحدة أو اليدين الاثنتين. لقد جربنا "الملكية" و"الأوتوقراطية" و"الارستقراطية" و"الأوليغارخية" و"الثيوقراطية" و"الاشتراكية التوتاليتارية" وجميع فروعها وإفرازاتها وخرجنا بخفي حنين. لذلك وصلنا إلى الديموقراطية في النهاية متعبين، بل صار معظمنا في العالم العربي يطمع من يأسه وإحباطه بإعادة إرث "واضربوهن" و"اعطه ألف دينار".

ولكن علينا هنا أن نسجل حقيقة هامة مفادها بأن حلمنا لم يصل لهذه "الديموقراطية" وحده. بل ان بوصلته كانت في هذا نجاح الانظمة الديموقراطية في الغرب بجميع ما فشلنا نحن فيه؛ من قوة وعمران ورخاء وأمن واستقرار وازدهار.

الغرب إذاً هو من أوحى إلينا "بالديموقراطية" كنظام سياسي معاصر قد يستطيع أن يهدينا إلى الصراط المستقيم في تدبير دولنا وإكرام شعوبنا وتكريم إنساننا. بل وتعلمنا من تاريخ هذا الغرب بأن "الديموقراطية" خيار لم يفصل لشعب من الشعوب ولم يخرج كي يبقى في بيئة معينة. بل على العكس، فهو نظام سياسي ممكن في كل عصر وأوان ما آمن الشعب به ومنحه مقاليد أموره. فالغرب نفسه لم يبتدع هذا النظام بل استورده من اليونان القديمة، وكلمة "ديموقراطية" ما تزال تشهد على هذا؛ فهي آتية من "ديموس" الإغريقية التي تعني "الشعب" أو على الأصح "أولئك الذين لا يملكون"، ومفهومها السائد يعني حكم الشعب لنفسه، وهي بذلك تتميز عن النظام الديكتاتوري أو الثيوقراطي بأنها حكم الأغلبية وليست حكم نخبة مستصفاة من أثرياء أو عسكر أو رجال دين.
وهنا لن أذهب إلى تعريف مفهوم "الشعب"، ولن أعيد تفسير "لوك" و"روسو" و"توكفيل" و"مل" و"والتر ليبمان" للديموقراطية، فهذا ليس موضوعنا. كما لن أفصل الحديث عن "أنواع الديموقراطية" (مباشرة وغير مباشرة) و"آلياتها" (حريات، تعددية، اقتراع، فصل سلطات) فالمقام لا يحتمل كل هذا فضلاً عن كونه مبذولاً على جوانب الطريق لكل ما أراد معرفته. ولكن كل ما أريده هو أن أسجل استغرابي عندما يقول لنا "الدكتور فضل" :
(اقتباس)
** الى ان خرج من بين صفوفنا يهوذا الاسخريوطى
فبدلا من ديمقراطية تخرج من شعوبنا ولاجل شعوبنا بكل وقاحة بدا يروج لديمقراطية لا نفهم معناها وحدودها ديمقراطية تعمل لصالح الاعداء **

أنا لا أفهم جيداً هذه "الديموقراطية" التي يريدها "الدكتور فضل" أن تخرج من شعوبنا ولأجل شعوبنا. فالديموقراطية عندي ليست انتاجاً محلياً، ولا مفهوماً وطنياً، ومثلها مثل جميع الأنظمة السياسية الأخرى؛ تصلح لكل زمان ومكان ما دام هناك أناس يرتضونها ويعيشون حسب مفاهيمها وأصولها وآلياتها. الديموقراطية ليست غريبة عن بيئتها إلا بمقدار ما تولي المجتمعات وجهها عنها، وكما أن "الملكية" لا تخضع لقوانين الزمان والمكان، "فالديموقراطية" أيضاً لا تحددها الجغرافيا ولا الوقت إلا بمقدار ما يريد المجتمع الانساني الذي يتبناها.

أعلم بأن كل ما كتبته هنا لم يغب عن بال "الدكتور فضل" عندما كتب جملته السابقة، وأظن بأنه يريد القول أن على مجتمعاتنا أن تبدي رغبة في اعتناق الديموقراطية كي تستطيع هذه أن تبقى فيها. فالديموقراطية نظام قوي و"هش" في آن واحد عندما يتعلق الأمر بإرادة الشعب. فالشعب يستطيع أن يحافظ على "ديموقراطية" شبه مثالية (سويسرا مثلاً) وهو - أيضاً - يستطيع أن يصادرها بين ليلة وضحاها ويضعها في جيب ديكتاتور أو نخبة حاكمة (ألمانيا وإيطاليا الفاشيتين مثلاً). لذلك فالدكتور - كما يقول لمالك الحزين في مداخلته الأخيرة - لا يؤمن "بديموقراطية قهرية" بل يريدها أن تنمو منا وفينا ولنا. ولكني أقول للدكتور، بحزن واسف، بأن حال الديموقراطيين مع هذه الأمنية ينطبق عليه المثل القائل: "عيش يا كديش تا يطلع الحشيش". فمجتمعاتنا حتى اليوم ما زالت غيبية مغيبة تحلم "بالمهدي المنتظر" وتصبح على خبز "صلاح الدين" وتنام على حكايا "أبو زيد الهلالي". ولكن مع هذا، لا بأس من مناقشة الفكرة بحد ذاتها ومعرفة مدى غثها وسمينها، فماذا تعني "الديموقراطية القهرية" وكيف تكون ؟

الديموقراطية "القهرية" التي يعنيها الدكتور هي تلك الآتية عبر "الفانتوم" و"التورنادو" و"الجايز" و"الرويال إير فورس". وهي - بكلمات أبسط - الديموقراطية "المفروضة" عبر قوة خارجية على دولة من دولنا.
ظاهر الأمر بأن "ديموقراطية" مثل هذه، هي ديمقراطية سلبية قد فرضت بالقوة على "شعب الدولة الضعيفة" الذي لا يريدها ولا يقبلها، وهو أصلاً لم ينتجها ولم يصنعها ولم يؤمن بها أفراده. ولذلك، فديموقراطية مثل هذه، سوف تبقى هزيلة هشة مرتعدة خائفة، أقصى ما تستطيع تحقيقه هو المحافظة على "مصالح المستعمر" قبل الحفاظ على مصالحها. ولكن، هل ما نزعمه - وهو زعم الدكتور - صحيح ؟

لنزعم بأنه حتى لو كانت "الديموقراطية" قهرية مفروضة بفعل قوة خارجية، فإنها تبقى عبارة عن "تفاعل داخلي". ولنبرر لهذا بأن الشعب يختار ممثليه من أبناء وطنه الذين يجتمعون ويقررون بما يخص الدولة وإدارتها. وهنا تزول كلمات مثل "القهر والفرض" ولا يبقى إلا "الحريات والمساواة والتعددية والاقتراع" وغيرها من آليات الحكم الديموقراطي. الديموقراطية "القهرية" في هذه الحالة مثل "عمل المسجونين"؛ صحيح انه مفروض عليهم، ولكن هذا لا يغض كثيراً من طرف الانتاج ولا من جودة المنتوج. إنها مثل بستان في مناخ شبه ممحل، قد يكون ربيعه أصفراً بعض الشيء ولكنك لن تعدم ان تجد نسغ الحياة في جميع أعشاب الحقل.

"القهر والفرض" يقفان على "الحدود الخارجية" للعلاقة بين الدولة القوية التي "تفرض" الحكم الديموقراطي، والضعيفة التي "تقبل وترضخ" لإملاءات الأولى. ولو نفذنا من التعميم إلى التخصيص وأخذنا "العراق" كمثل فإن حدود "الفرض والقهر" هما في علاقة "الدولة العراقية المستقبلية" بإملاءات "الغرب" ومصالحه الاستراتيجية والاقتصادية. ولكن "القهر والفرض" لا يضمهما بحال قاموس "النظام السياسي الديموقراطي" الداخلي حتى لو كان هذا النظام مفروضاً بالقوة على الشعب العراقي.

ماذا يعني هذا جميعه؟ .. هذا يعني ببساطة بأن فرض الديموقراطية على دولة من دولنا ليس بالضرورة إنتاج نظام هش فاشل رعديد بذاته، لأن الفرض والقهر يتعلقان فقط بالمصالح بين الدولة القوية والدولة الضعيفة، ولا يتعلقا بسلامة الديموقراطية وتماسك النظام السياسي الذي قد يؤدي إليه هذا التفاعل الشعبي الحياتي عن طريق "صندوق الانتخابات". وبالتالي فإن "التخوّف " من هذه "الديموقراطية القهرية" ليس بالضرورة في محله، بل أزعم بأنه ليس هناك من فرق - بما يخص الجوهر - بين "الديموقراطية - الحقيقية - القهرية" وبين "الديموقراطية" التي يرتضيها الشعب ويؤسس لها في دولة لا تخضع لاملاءات خارجية ...

وهنا، لربما سألني سائل: هل هذا يعني أنك تؤيد ضرب العراق وتؤمن "بسيناريو مالك الحزين"؟ وجوابي "لا" واضحة، لأسباب أخرى ليس لها علاقة بما ناقشته حتى الآن عن "الديموقراطية القهرية". فهذه الديموقراطية لا تخيفني ولكن ما يخيفني وما يدفعني إلى تبني هذه ال"لا" الواضحة هو حجم الخسائر التي سوف يدفعها العراق نتيجة للضربة الأمريكية من ناحية، و"شبه يقيني" بأن "الولايات المتحدة" لن تسمح لأي "ديمقراطية" حقيقية على أرض العراق من ناحية أخرى. فأنا أزعم بأن السيناريو القادم هو أن تستبدل الولايات المتحدة "صدام حسين" ببضعة عملاء لها تمص ما تبقى من دم العراق من خلالهم، وتحافظ بهذا على "نظام ضعيف"وحضور كامل "لقواتها" فوق أرضه ولنفطه في معاملها.

وللحديث بقية ...

واسلموا لي
العلماني

اقتباس
تستبدل الولايات المتحدة "صدام حسين" ببضعة عملاء لها تمص ما تبقى من دم العراق من خلالهم، وتحافظ بهذا على "نظام ضعيف"وحضور كامل "لقواتها" فوق أرضه ولنفطه في معاملها.

مافيش فايدة
الاستئصاليون ملة واحدة
صدام وطني / ومن ياتي بعده عميل
طيب
الا يحتاج الامريكيون في هذه الحالة الى ملايين من العسكر لحماية (عملائهم) ام الشعب هو (كمان) عميل. :?: :?: :?: :?: :?:

وماذا لو كانت الديمقراطية مطلب شعبي وان الواقف في طريق تحقيقها النظام المتخشب الشوفيني البعثي ، في هذه الحالة فان امريكا ستكون في نظرهم ملاك و سيستجيبوا للثمن المطلوب منهم وهو اقامة معاهدة سلام مع اسرائيل ومحاصرة سورية والسلطة الفلسطينية لفرض استسلام الشجعان ..
هل سيرفض العراقيون هذا الثمن بعد ان تخلصهم امريكا من نظام دموي مجرم ؟ سؤال متعلق بمدى وقوف العرب معهم في محنتهم للتخلص من النظام الفاشي .

اما سيناريوا المحترم فضل ، فلا شك بان الاول والثاني اقرب الى الواقعية ولكن لابد من التذكير ان امريكا تبحث عن الضابط السني ليس لاجل استبدال دكتاتورية باخرى بل لاجل تحويل سلمي تدريجي للديمقراطية حتى لايدخل عامل ثالث وهو فيلق بدر الشيعي وبالتالي دخول ايران وهذا ما ترفضه امريكا لانها لاتريد لاعب في الساحة العراقية غيرها .
اما توطين الفلسطينيين في العراق ، ذاك حلم صدام الذي طرحة على اسرائيل منذ الثمانينيات وقد رفضته امريكا لانه يحدث عدم استقرار في العراق ويفقدها حلفائها الجدد . (ومعلومة للمحترمين) حتى اسرائيل بدأت ترفض هذا السيناريوا لانها تعتبر توطين الفلسطينيين في العراق او البلدان القريبة يشكل تهديد خطير لامنها القومي المستقبلي والسلام ختام

افضل ما اثار رضاى واستحسانى فى مداخلة العلمانى قولة
(حسناً لنبدأ بمقدمة عامة خفيفة عن الديموقراطية، ولنتفق بأننا أصبحنا "ديموقراطيين" في العالم العربي عندما لم يبق إلا الديموقراطية حلاً)

وهذا ما اعتقد به انا جازما
لانه نقطة البدىء فى مسار الوعى الديمقراطى وتحوله لالية اجتماعية ..ليس لدينا فقط بل ايضا عند من سبقونا من الديمقراطيات تنشا كحل وسط ممكن عندما تسد افاق عملية التغيير يشكل ثورى وتصبح عبثية ( ومن املاحظ ان هناك دورة تاريخية من هذه العبثية الثورية سبقت نشوء اى ديمقراطية فى العالم امتدت ما بين 25- 50 سنة
عندما تصل قوى المجتمع السياسية وشرائحه ان اداة الوصول للتغير وتحقيق مصالحها يمكن تحقيقها بطريقة ديمقراطية لان حجم المكاسب من المشاركة فى العملية الديمقراطية يفوق بكثير حجم المخاسر الناشئة عن احلام التغيير الثورى

نحن مرهقون الجميع فشل فى الدرس
والجميع ليس له ارث ديمقراطى ليزاود به على الاخرين
الكل مارس ( الكل بدون استثناء )العملية الانقلابية العنفية او تبناها ايديولوجيا
الدول القائمة
التيارات القومية
التيارات الاسلاموية
التيارات اليسارية
ليس لدينا مجموعة سياسية او قوة اجتماعية لها تراث ديمقراطى لا عمليا ولا ايديولوجيا
لكنه توجه عام ومزاج عام يتبلور للقبول بهذا الحل الوسط التاريخى
وهذا اعظم ما يحدث الان وانا اشعر بالتفاؤل
انا لا انكر قوة المثال والنموذج ( من الديمقراطيات التى سبقت) لكن لا احد يتغير بناءا على قوة النموذج بل يتغير وفقا لحاجته الخاصة وتفاعلاته الاجتماعية الداخلية

المزعج والذى لربما فتح كل هذا الموضوع لدى هو خلفية المشهد الظرفية التى تبلورت فى الفترة الاخيرة والتى قد يكون لها تاثيرا مدمرا على امكانية ذهاب هذا التفاعل لمداه الاقصى

الاول نشوء نفر قليل ( على كل حال نراهم هنا فى منتديات الحوار او نسمع بهم من الخارج ممن يلتفوا حول جهات ومراكز ابحاث يهودية فى اميركا وهم غير موجودين كحالة فى الواقع المادى ) لم يتعلموا الدرس بعد فهم لا زالوا ثوريين يريدوا ديمقراطية بطريقة انقلابية

ثانيا هو الاستخدام الدعائى لمفهوم الديمقراطية لتبرير عملية استعمارية قائمة ومرشحة للتصاعد ( اليوم كنت اقرا بحثا لمعهد كارنيجى باختصار البحث يقول ان الولايات المتحدة تدخلت منذ الحرب العالمية الثانية 21 مرة فى دول العالم ودائما تحت شعار تصدير الديمقراطية وحرقت قرى ومدن بكاملها فى فيتنام من اجل اقامة الديمقراطية على انقاضها لكنها لم تنجح ولا مرة فى فرض اى ديمقراطية.. الا اذا استثنينا اليابان والمانيا والتى لهما ظروفا خاصة ولم يكونا بحاجة اصلا لقوة خارجية لتفرض عليهم الديمقراطية و لم يكن الصراع اصلا يدور حول الديمقراطية بل على توزيع السوق فى العالم )

ملوحظة ثانية

بالامس كنت اتابع لقاءا مع السيد بطرس غالى على قناة النيل للاخبار ( بالمناسبة هذه المحطة جيدة )
ما لفت نظرى فى حديثه شيئا مهما جدا لم يخطر على بالى من قبل بهذا الوضوح
عندما بدا يتحدث عن الديمقراطية قال
ان العولمة تتم فى اطار علاقات دولية غير ديمقراطية بتاتا وفى هذا المناخ يكون من الصعب على الكيانات الوطنية الصغرى ان تشق مسارا ديمقراطيا خاصا بها من خارج منظومة اقليمية واسعة تشكل لها الحد الادنى من العدالة الكفيلة بحفظ نمو العملية الديمقراطية وهذا يعيدنا لمربع مهم حول التعاون العربى الذى انا اعتقد ان من خارجه لا يمكن توقع تنمية بشكل فردى معزول بل ولا يمكن نمو عملية ديمقراطية بشكل انفرادى

libra Iraq
على الصعيد الانسانى انا اتفهمك انت انسان مجروح من وضع حقير انا اتفهمك جدا
لكن ما تحاول ان تطرحه من افكار منذ البداية يجعلنا نتجنب الرد عليك لانه شكل من اشكال المناكفة الكيدية او رغبة فى ان تغيظ الاخرين او ان تصدر غيظك على الاخرين ( غيظك الذى بالتاكيد له اسباب نتفهما كبشر بل ونتعاطف معها ) لكن هذا يجعل اى محاولة لمحاورتك فى هذا الوضع مضيعة للوقت ليس الا

اشكرك استاذ فضل على تفهمك وان كان مفسرا بطريقة اخرى

ولكن ساسئلك بحسن نية متجردا عن كل غيظي:

الا تظن بان هذا الغيظ (وانت طبيب نفسي حسب ما سمعت)يمكن ان يُستغل استغلال سيء (خصوصا وهو حالة اجتماعية عراقية وليست فردية)
يمكن ان تستغله امريكا او حتى اسرائيل بحيث يفرغ ضد العرب انفسهم بما يخدم مصالح الاخرين؟

اليس الاحرى بالاخوة العرب صب الماء على النار حتى لايفقدوا اخوانهم العراقيين الغاضبين المقهورين؟.
هل تعرف سيدي بان هناك صوتا في العراق بدأ يرتفع، ينادي باخراج العراق عن الامة العربية ؟

ستقول بانه نداء صهيوني ...قد يكون صحيح ولكن اليس الاحرى بالعرب ان يعملوا حتى لا يفقدوا اخوانهم العراقيين ؟ :cry:

بجيبها شمال ... بتروح يمين ...
ما عم تركب معي ... و لا راح تركب ...

اقتباس:هذا يعني ببساطة بأن فرض الديموقراطية على دولة من دولنا ليس بالضرورة إنتاج نظام هش فاشل رعديد بذاته، لأن الفرض والقهر يتعلقان فقط بالمصالح بين الدولة القوية والدولة الضعيفة، ولا يتعلقا بسلامة الديموقراطية وتماسك النظام السياسي الذي قد يؤدي إليه هذا التفاعل الشعبي الحياتي عن طريق "صندوق الانتخابات". وبالتالي فإن "التخوّف " من هذه "الديموقراطية القهرية" ليس بالضرورة في محله، بل أزعم بأنه ليس هناك من فرق - بما يخص الجوهر - بين "الديموقراطية - الحقيقية - القهرية" وبين "الديموقراطية" التي يرتضيها الشعب ويؤسس لها في دولة لا تخضع لاملاءات خارجية ...

سيبك من العراق كمثل يا علماني ...
اي ديمقراطية هذه ؟ ...
ديمقراطية تقيدها مصالح دولة اخرى ...
اعجبني التشبيه ...

اقتباس:الديموقراطي. الديموقراطية "القهرية" في هذه الحالة مثل "عمل المسجونين"؛ صحيح انه مفروض عليهم، ولكن هذا لا يغض كثيراً من طرف الانتاج ولا من جودة المنتوج.

و تسلملي ... (f)

libra
بالتاكيد كل ما تقوله وارد
ولربما تكون هناك ردات فعل ما لكنها مرحلية فهناك مسائل لا تقررها العواطف اللحظية مثل كونك عربى فهذا شىء ليس اختيارى ومن المؤكد مليون فى المائة ان اميركا واسرائيل تحاول ان تستغل هذه المشاعر الهائجة لصالها وهم سيكونوا اغبياء ان لم يفعلوا ذلك

انا كان طلبى ( والذى لربما يبدو مستحيلا فى وضعك ان نترك الانفعالات جانبا فى حوارنا فانا وكل شعبى ولربما كل المواطنيين العرب كلهم كانوا ولا زالوا اعجز من ان يؤثروا على هذه المسارات مثلك تماما وهذه هى قمة الماساة)