مئات تجارب الأستقلال والنضال والتحرر :bouncy:في العالم ولكن النتيجية الخراب الدائم والمستمر. ان أفضل سنوات عاشتها شعوب العالم التي استقلت هي تلك السنوات التي كان فيها الأستعمار العظيم يحكم بلداننا وشعوبنا مما ساعد في ازدهار بلداننا وعقول شعوبنا ولكن ما ان أستطاع المخربين (المناضلين والثوريين-من غيرهم!) ان يخرجوا المستعمرين الشرفاء من بلداننا حتى تحولت بلداننا الى خراب ودمار وتخلف وانحطاط. الأستقلال أكبر جريمة حصلت في التاريخ. أتمنى شخصيا ان لا تستقل فلسطين في يوم من الأيام. أسرائيل وفرت للفلسطينيين حياة كريمة ودخل عالي وبلد نظيف محترم ولكن الأستخرابيين الثوريين الأسلاميين والماركسيين والقومجيين لا يرضيهم هذا -هم يريدون ان يجعلوا كل العالم ثورجيا متخلفا.
يقول مدحت محفوظ في أيفري سكرين:
(هل هذا الغزو خير أم شر ؟ المعايير واضحة والإجابة ليست صعبة . مواصفات التقدم والتخلف أمور لا يختلف عليها اثنان ، المستوى التقنى وناتج الفرد وما إليهما . لا بد من وقفة توضيحية وإن كانت مؤلمة . حين تغزو روما أو بريطانيا أو إسرائيل مصر ، وناتج الفرد فيها 30 أو 40 ضعف مثيله المصرى ، وفارق المستوى التقنى لا نهائى من المرات ، هذا تحديث وتنمية وإعمار وتقدم وتنوير . حين يغزوها بدو الجزيرة العربية البدائيين الذين لا يعرفون حتى الزراعة وطبعا بذريعة واحدة هى الدين هذا نهب ونهش ومص دماء وتخليف وإظلام . الأول استعمار والثانى استخراب . الأول يفتح عينك على ثرواتك الطبيعية يعلمك التقنية وفقط يقاسمك العوائد ، الثانى يأخذ الماعز والشعير والنساء وفقط يعطيك ورقا اسمه القرآن . الأول عصرى صاحب علم وثورة تقنية يأتى كى يزرع ويصنع ، والثانى راعى بدوى أمى كل وظيفته فى الحياة أن يأتى كي يأكل ما زرع غيره . حين يغزو السوريون أو الفلسطينيون لبنان الثرى الحضارى المتحرر وشبه المنتمى للغرب المسيحى هذا نهب ونهش ومص دماء وتخليف وإظلام ، لكن حين تغزوه إسرائيل أو أميركا ، أو حين يغزو هو أولئك الأجلاف ، يكون الأمر العكس مائة وثمانون درجة . نعم الأمور بسيطة وواضحة للغاية ، فقط لو سأل الجميع سؤال المحتوى . مبدأ عدم جواز احتلال الأراضى بالقوة مبدأ جميل بشرط أن تضاف إليه كلمتان : عدم جواز احتلال الأراضى بالقوة بواسطة المتخلفين !)
http://everyscreen.com/views/culture.htm
فى سنة 1960 كان الخمس الأكثر ثراء فى العالم أغنى ست مرات من الخمس الأكثر فقرا . فى أقل من 40 سنة الفارق يزحف لما وراء المائة ضعف . هذا يدلك على حجم الجريمة التى ارتكبها ما يسمى بالاستقلال فى حق شعوب الإنسانية . عندما كان الاستعمار ’ ينهب ‘ ما لدى العالم الثالث من ’ ثروات ‘ كانت شعوبه أكثر بحبوحة وكرامة بما لا يقاس مما هى عليه الآن !
ما يسمى بالاستقلال كان فكرة فاشلة ولم يعد خيارا مقبولا . دعك من الجلوبة والتنمية وتوحيد العالم ، أقل ما فى الأمر تلك النتيجة المخيفة المترتبة عليه من تفاقم الفقر ومن ثم زحف عكسى لجحافل الفقراء تغزو الغرب ، تنهش ثرواته كما الجراد وتضخ فيه قيم التخلف والدين ضخا ، وهو فيما يبدو تقليد رائج لحد التقديس فى منطقتنا ككل ، تحديدا منذ نهج عليه ما يمكن تسميته بجراد يثرب حين ترك ذاك الوكر لأول مرة ، فيما سمى بغزوة بدر ، ليغزو كل العالم تقريبا ناهبا ثرواته تاركا إياه جدبا خربا وأرضا محروقة .
الحل ليس فى هجرة جحافل الجراد تنهش ثروة الغرب . الحل أن يعود العالم الأول لحكم العالم الثالث . حكم العالم الثالث لنفسه ‑وبالأخص منه العرب والمسلمون‑ هو جريمة فى حق العالم وجريمة فى حق نفسه أولا . الحكام الوطنيون ، بالذات لو تسموا بالعروبة أو الإسلام ، هم جراد يترك الأرض جرداء ، بينما الاستعمار ، وبالذات الأنجلو‑يهودى منه ، هو الفلاح الذى ينميها ليأكل منها الجميع وهو ، حتى نهاية الزمان !
(ومثالنا الحزين هو ما سمى بتجربة الليبرالية المصرية . مر على مصر من الاحتلال أشكال وألوان . إنها محتلة طيلة كل تاريخها تقريبا . بعضهم جاء بمشروع حضارى أخذ وقته وذهب ( الرومان مثلا جاءوا للأراضى التى احتلوها بالكثير من تقنيات الزراعة والرى والصناعات وبناء السفن وقطعا كانت عاصمتهم الأعلى حداثة وتمدينا وتقنيات بين كل مدن الأرض … إلخ ) ، وبعضهم جاء لينهشها لا أكثر مثل بدو الجزيرة العربية ( ليس لديهم أية مشروع حضارى ولا غير حضارى ، بل لا يعرفون الزراعة ولا الرى أصلا ! ) . ثم بدأت تزدهر تجربة نهضوية على يد حاكم ألبانى اسمه محمد على . عانت من كبوات ، وخيل للجميع أن قضى عليها بهزيمة وعزل الخديوى إسماعيل . هنا يدخل الإنجليز . استعمار غير كل استعمار . وكما من يقوم من بين الأموات ، ازدهرت بشدة من جديد الليبرالية المصرية . لقد أحياها احتلال الإنجليز مصر ، بل وصلت بمصر لأعلى ‑بل أجمل‑ نقطة فى كل التاريخ البائس لهذا البلد ، وبدأت بالفعل تشع بنورها على المنطقة كلها . على أن الأجل لم يطل بها إذ سرعان ما عاجلها وخانها فى الظهر هى والإنجليز معا ، ذلك الخائن السافل المدعو سعد زغلول ، رافعا أبشع شعار فى التاريخ الإنسانى ، الوطنية والاستقلال .
باختصار : الوطنية والقومية والاستقلال كلها شعارات هدفها طرد المستعمرين الأكفاء واستيلاء حفنة من المحرضين المحليين الانتهازيين والفاشلين على السلطة وفتات الثروة . والآن تتوق الشعوب لأيام كان يحكمها فيها مستعمرون أكفاء نزهاء ويشتغلون من أجل تقدم كل العالم .)
(حين تضرب أميركا الياپان بالقنابل النووية لا تزداد كراهية الياپانيين لها ، إنما يزداد انبهارهم بها . هذا هو الفارق بين الياپانيين والعرب . تأكيدا لم ير التاريخ تحولا ديناميا فى حياة شعب مثلما حدث فى يوم واحد فى الياپان هو الثانى من سپتمبر 1945 ، عندما كان فى الصباح أشرس شعب مقاتل فى التاريخ ضد الغرب ، وبالمساء تقدم فتياته الورود وكئوس الساكى لجنود الأسطول الأميركى . لو كان الياپانيون قد قالوا يومها ما أخذ بالقوة لن يسترد بغير القوة لما أصبحوا ثانى أكبر قدرة اقتصادية فى العالم . كانوا قد أبيدوا . ما حدث أن بعد عشر سنوات فقط كانت إليكترونياتهم تملأ العالم وصلبهم يغلق ديترويت ’ بالضبة والمفتاح ‘ ، ولو كانت أميركا تريد الهيمنة فعلا كما يقول خصومها لضربتهم نوويا من جديد ، فإغارتهم على ديترويت وحدها أجدر بهذا ألف مرة من إغارتهم على پيرل هاربور . شعب ترك كل ’ ماضيه ‘ الإنسانى قى ذلك اليوم ، واستحال بين ضحية وعشاها آلات سيليكونية بلا انفعالات من أى نوع ، لهو شعب ذو چيينات خاصة مختلفة . ولن يستغرب المرء قط إن أصبح قائدا لكل العالم فى عصر حضارة بعد‑الإنسان ، الذى ربما يتطلب ما يتجاوز الخصائص الچيينية للأنجلو‑يهودية !)
(جيل الهزيمة يدعونا للثأر من هزائم الماضى بإضافة هزيمة جديدة كل عشر سنوات . الكارثة ليست هنا ، إنما فى أنهم بشعاراتهم العمياء وعجرفتهم العروبية والإسلامية الجوفاء يضللوننا عن حقيقة أننا نهزم مرة كل يوم يعود فيه أطفالنا من المدرسة دون تلقى التعليم العصرى الحقيقى العلمانى النظيف ، ونهزم خمس مرات فى اليوم كلما قرعت الأجراس تدعونا لتلاوة نفس تعاويذ وخزعبلات اليوم السابق ، بل ونهزم 86400 مرة بعدد الثوانى التى ننغلق فيها أو لا ننضو عنا ثوابتنا وهويتنا المتخلفة لنجارى بقية الشعوب سباقها المرعب فى التقنية والعلم والاختراع .
لماذا نحن دائما فى الجانب الخطأ من معركة الحضارة … هذا هو السؤال !
يسقط الأستقلال- عاش الأستعمار