Array


ونحن ما ناقصين ,, بلاوي هجينة ..

ومن كل قلبي .. رحم الله من قتل من البهائيين ظلما ودون وجه حق .. وهذا إرهاب واضح لن نختلف في نظرتنا إليه ..
[/quote]




Array
الزميلة العزيزة؛

عندما نكون في حالة تسامح حقيقية، فنحن قادرون إذاً عندها على قبول كل أشكال وأنواع الاعتقاد أياً كانت، هجينة أم لا.

سيدتي الكريمة؛
بالمفهوم العقائدي البحت فالكل كافر عند الكل، فالمسيحي كافر عند المسلم والعكس بالعكس(لا يمكن لمسيحي أن يقول بأن المسلم مصيره الجنة، ولا ينكر المسلم أن المسيحي مصيره جهنم وبئس المصير)، ولكن قوة أي مجتمع هي في تقبله للآخر وإعطائه حرية الخيار والقرار فيما يعتنق من عقائد ومذاهب وملل وحلل وأيدولوجيات.
عندها سيدتي الكريمة لا يمكن أن نقول عن عقيدة أخرى أياً كانت (بلوة هجينة)، فلدينا في سوريا من يعتقد بأن ديانة الدروز مثلاً هي عقيدة هجينة، وهي كذلك لو أردنا الموضوعية، فهل هي "بلوة" أم قطعة فسيفساء نفيسة وثمينة في نسيج مجتمعنا؟.
وبعضُ المسيحيين يرون في الإسلام عقيدة هجينة خلطت ومزجت وهجنت وعجنت وصبغت وطبخت ما بين عقائد مسيحية في الجزيرة العربية وعقائد اليهود القديمة ووثنية العرب في مكة (الحج للبيت الحرام كمثال).

الحل كما أرى وكما يراه الكثيرون ههنا ومروا وعبروا عن ذاك قبلي، يكمن في ضرورة العلمانية؛ كضامن لحرية المعتقد، وهنا نرى قوة العلمانية كإطار لترتيب أمور المجتمعات، فهي بعكس ما يُعتقد، حامية للدين، ولكن أي دينٍ كان وأي معتقد لأن حكم دين للمجتمع هو تصفية لبقية الأديان بطبيعة الدين الإطلاقية والدوغمائية، فلا يكون بعدها في الفكر الجمعي لأي مجموعة كانت عنفٌ يرى في ما يعتقده الآخر: "بلوة هجينة"، عندما لا تتناسب تماماً وفقط تماماً مع معتقده هو.
وكما يقول المثل الشعبي السوري: "كلمن على دينو .. الله يعينو".

مع خالص التحيات.

طارق
[/quote]
[] [/



واحترامي إلك يا أستاذ طارق ..

أول شي الزميل صاحب الموضوع هو الذي قام بعد نقله لخبر تعرض عائلات بهائية للعنف بعرض معلومات عن الدين البهائي والتبشير بابتلاعه كل الأديان السابقة واعتناق الغالبية له بعد موت الأديان الابراهيمية وهو بذلك أعطى للجميع المجال لتفنيد الدين البهائي وسماع الآراء المختلفة حوله وهذا واضح وعادي فالنادي حواري ..ومن السيء الافتراض أننا يجب أن نتشابه بطريقة التفكير .. نحن متشابهون جدا ومختلفون جدا ، والكل هنا يعرض آراء شخصية لن تؤثر _ وأنا متأكدة _ في تغيير سير الأحداث سلبا أو إيجابا .. لسنا في برلمان ولسنا من مشاهير السياسة والمجتمع لكي يؤثر رأي فردي على كافة خلق الله المتسامحين والمتعصبين ..
وبعض الزملاء الذين دافعوا عن البهائية في ذلك الموضوع ينتقدون الإسلام بقسوة ( وكل الأديان ) ويستخدمون ألفاظا معينة من حين إلى آخر دون مراعاة لمشاعر الآخرين وحريتهم العقائدية والجميع محترم رأيهم ..

وأنا كنت أتحدث عن نفسي . . وأبين طريقة فهمي للمواضيع المختلفة وما في داعي للغضب والانفعال عند المخالفة ..

بالنسبة إلي كسورية أنت بتعرف يا سيد طارق أن التسامح من طبع السوريين ..نحن شعب ينبذ العنف والتعصب والتفرقة ومحاسبة الآخرين على إيمانهم .. رئيسنا لسنوات طويلة كان من طائفة تخالف الأغلبية السنية .. ولم يعترض أحد على طائفته العلوية بقدر الاعتراض على حزب البعث الحاكم .. لم تحصل حوادث عنف طائفية بين الناس إلا نادرا ولم يتطور الأمر إلى القتل والتهديد والتهجير . . كما أن تنوع الطوائف والمذاهب والأعراق في سورية قديم جدا وليس طارئا وحديثا ...( و سورية تستطيع أن تكون دولة علمانية كاملة في المستقبل )

التسامح في الحياة الواقعية واحترام الآخرين ومراعاة أمنهم لا يفسده رأي شخصي في هذه الديانة أو تلك ..
طيب أنا مسلمة وأقول دائما أن الحجاب غير مفروض على النساء في الوقت الحالي .. وأن فهم الناس للأحكام الشرعية يجب أن يحكمه الوقت والمكان ،، وأن للمرأة الحرية بلبس الحجاب أو تركه ,, ( وهذا كان أول موضوع لي هنا في النادي ) و لم أتعرض للهجوم من قبل الأخوة المسلمين المثقفين ,, ببساطة لأنه رأيي لوحدي ولن يؤثر في اعتقاد ملايين المسلمات في العالم ,,
ولذلك لا يجب تحميل الأمر أكثر مما يحتمل ... الأحاديث النبوية وكثير من مسلمات الدين تخضع للنقاش والرفض والتضعيف وما يبدو خرافة ودجلا , يصبح مرفوضا بالتفكير السليم ,,


هل تعرض الدروز أو الاسماعليون للأذى في سورية .. هل حارب السنة بقية الطوائف من جعفرية ويزيدية ، الخ .. بل كيف يتعامل المسلمون والمسيحيون فيما بينهم ؟؟ أنا بنت تلك البيئة وأشبهها ..
أصدقاء الطفولة والصبا كلهم يخالفوني عرقا ودينا , علويون ، أكراد ، مسيحيون ، أرمن ، كلدان ..
مع ذلك كل الوقت ونحن نطلق تعليقات لاذعة فيما بيننا ونسخر من بعض الترهات التي نصر جميعا على التمسك بها ,,
كانت عمتي تقول في الدعاء " يا شيخ جيلاني احم ولدي في سفره وأعده سالما " ودائما كنت أقول " شو هالبلاوي والتخريف .. واحد ميت كيف بده يساعدكن ما بعرف " ..

أنا أرى في نصف سلوكيات المسلمين الحديثين ( بلاوي هجينة ) , وأستغرب عدم تطور السلوك مترافقا مع تطور الفكر وتطور الحياة بشكل عام .

( بلوة هجينة ) تعني كل ما يؤدي إلى الاختلاف بشكل متعمد وفج ... وإثارة الإشكاليات بدون داع ملح ..

مجددا ، فيما يخص البهائية ، فقد قيل إنها حركة سياسية أصلا تتدثر بدين فضفاض منتحل لتغطية عمالتها للصهيونية ومن قبل خيانة مؤسسها وعمالته للروس ومحاولته اغتيال الشاه في إيران.. لو ثبت ذلك ( فمن حقي أثناء النقاش ) أن أراها حركة انتهازية مشبوهة ، مثلما يحق لغيري أن يؤمن بحرق هتلر لليهود ، أو حق الصهانية في سرقة الأوطان ..

هل يحق لأحد مصادرة أفكاري . طالما أنها لم ولن تخرج إلى حيز الفعل ..

أنا أبديت رأيي في البهائية . . وما جبت سيرة البهائيين .. ( إلا ترحما على أرواحهم ) .. لأني لم أصادف بهائيا في حياتي . نحن نناقش هنا أفكارا ( دينية ) ولا نحكم على الناس ..

نقد الدين ، أي دين ، مشروع جدا .. وفي النادي قرأنا الكثير من المواضيع التي يسب فيها الإسلام ونبيه وينكر الله في علاه ويتهم المؤمنون بوجود الخالق بالغباء وسطحية التفكير .,, ولم يرد أي مؤمن بطريقة انفعالية عدائية ..


لماذا لا أنتقد البهائية إذا كنت أسمح لجميع الأصدقاء بانتقاد الإسلام ونبيه وأقواله وأفعاله ,,
ما علاقة هذا بالعنف وحق الحياة ,, حتى الهجوم الفكري العنيف والمتعصب لن يتسبب بموت أحد .
ومن أساء فهمي و رآني متعصبة ، فقد رآني من زاوية متعصبة أيضا ترفض الآخر المخالف ، وأنكر علي حرية الفكر والقول ..

أنا مسلمة عادية مثل الكثيرين هنا وهناك ، لا أنتمي لأي حزب ولا عندي طموحات دينية ولا أتنبأ بسيادة الإسلام العالم أبدا ولا أتبنى أي قضية من أي نوع إلا التأكيد على إنسانية الإنسان ولذلك أتعامل بنفس الروح مع الملحد والمؤمن وأصدقائي القليلين هنا في النادي يعرفون ذلك عني جيدا .. حتى أنني أعمل في الحقل الثقافي (الفني ) . .الذي يبتعد عن الدين كل البعد , ويخالف تقاليده القديمة

يجب على المثقف أن يعتقد بصدق .. أن الاختلاف لا يفسد للود قضية ..


شكرا جزيلا لأسلوبك اللطيف يا أستاذ طارق
أتمنى أني كنت واضحة ..

من حقك كما من حق اى انسان بالكون ان ينتقد اى شئ وكل شئ ,الانتقاد شئ واستخدام العبارات التى تستخدميها شئ أخر ,لانها تقدم مبرر أخلاقى لهؤلاء الهمج بالاعتداء على اقلية مسالمة لاتؤذى أحدا بشئ,ان الاتهام بالعمالة والهجانة ايضا أغتيال معنوى للخصم,بل تقديم مسوغ مفتوح لمن يقتل ويذبح على الهوية الطائفية وهى اتهامات على كل حال لم تثبت ولن تثبت لانها بمنتهى البساطة كاذبة مختلقة,انتى تترحمين على اناس تجدين مبرر أخلاقى لمن يمارس ضدهم ابشع الممارسات,بالتالى انتى لاتختلفى بأى شئ عمن يمارس هذه التصرفات,كل الامر انتى تصريحين بالقتل وتقولى مقدما الله يرحمهم منتهى الانسانية!

Array
من حقك كما من حق اى انسان بالكون ان ينتقد اى شئ وكل شئ ,الانتقاد شئ واستخدام العبارات التى تستخدميها شئ أخر ,لانها تقدم مبرر أخلاقى لهؤلاء الهمج بالاعتداء على اقلية مسالمة لاتؤذى أحدا بشئ,ان الاتهام بالعمالة والهجانة ايضا أغتيال معنوى للخصم,بل تقديم مسوغ مفتوح لمن يقتل ويذبح على الهوية الطائفية وهى اتهامات على كل حال لم تثبت ولن تثبت لانها بمنتهى البساطة كاذبة مختلقة,انتى تترحمين على اناس تجدين مبرر أخلاقى لمن يمارس ضدهم ابشع الممارسات,بالتالى انتى لاتختلفى بأى شئ عمن يمارس هذه التصرفات,كل الامر انتى تصريحين بالقتل وتقولى مقدما الله يرحمهم منتهى الانسانية!
[/quote]
انتى تصريحين بالقتل

أنت ظريف للغاية .. !!

متى صرحت وأعطيت أمرا بذلك ، وأين ، وهل ذكروا ذلك في نشرة الأخبار ؟؟



لكنك تعطي مبرر لقتل الصهاينة للفلسطينيين لأنك لا تؤمن بنبوة نبي الإسلام ..

وتعطي مبرر لقتل الأقباط في مصر لأنك لا تؤمن بالأب والابن والروح القدس ..

بالتالي أنت تشجع لممارسات إرهابية ضد المسلمين والمسيحيين في كل مكان ، لأنك تكذب معتقداتهم وتتمنى زوال الأديان وهذا لن يتحقق إلا بموتهم جميعا ..

ولو سمحت يا زميلي المحترم حاسب الناس كما تحاسب نفسك .. ولا تكل بمكيالين ..


عن نفسي أنا بحياتي لم أشهدا قتلا أو تفجيرا في بلادي الآمنة .. هذه الألفاظ ثقيلة على أذني ..

وأنا اعتذر لتطفلي على موضوعك بالأمس ,, وقد غادرته لأرد على الزميل طارق هنا

´طبعا طريقة غير موضوعية على الاطلاق
انتى تتحدثين بنفس المنطق الذى يتحدث به اليمين العنصرى فى اوربا فهو يتهم المسلمين بانهم يريدون اسلمة المجتمعات الغربية وانهم عملاء لاجهزة استخبارات اجنبية انهم انتحاريين محتملين خلايا نائمة لتنظيم القاعدة الخ الخ اعكسى الاية ستجدى نفس ماترددينه عن البهائية العدالة والانصاف ينبغى ان تكون للجميع وليس فقط الصراخ اذا تعرض مسلمون بالغرب لمشكلة ما فالاسلام بالنسبة للغريب دين هجين عنصرى يحقر المرأة لايقبل ولايحترم اديان اخرى الخ الخ
انا لا اؤمن باى من الاديان لكن اؤمن بحق الجميع فى العدالة والمساواة الكل سواسية امام القانون هذا هو الفرق وبالطبع لارغبة لدى فى مشاركتك انت او غيرك فى الثمن الذى دفعته دفاعا عن حرية اناسا لايمتون لى باى صلة لافكريا لاعرقيا لا اى صلة على الاطلاق ولا انتظر مزايدة منك او من غيرك على او على مواقفى ودمتى بكل الود

Array
´طبعا طريقة غير موضوعية على الاطلاق
انتى تتحدثين بنفس المنطق الذى يتحدث به اليمين العنصرى فى اوربا فهو يتهم المسلمين بانهم يريدون اسلمة المجتمعات الغربية وانهم عملاء لاجهزة استخبارات اجنبية انهم انتحاريين محتملين خلايا نائمة لتنظيم القاعدة الخ الخ اعكسى الاية ستجدى نفس ماترددينه عن البهائية العدالة والانصاف ينبغى ان تكون للجميع وليس فقط الصراخ اذا تعرض مسلمون بالغرب لمشكلة ما فالاسلام بالنسبة للغريب دين هجين عنصرى يحقر المرأة لايقبل ولايحترم اديان اخرى الخ الخ
ودمتى بكل الود
[/quote]
انتى تتحدثين بنفس المنطق الذى يتحدث به اليمين العنصرى فى اوربا

لماذا تضخم الأمور ,, وتصر على عدم قراءة ما أكتب قراءة سليمة ..

كل هذه الصراعات لا تعنيني بالأخير ..

بكل بساطة أنا لا أتحدث بالسياسة ولا أخوض فيها ,, تهمني الأفكار وتحليلها ونقدها وقراءتها من زوايا مختلفة ..

ومن أنا لأساهم في تغيير الأحداث وتثبيت الأحكام على هذه الفرقة أو تلك ..

كل ما قلناه إن العالم المعاصر يضيق ذرعا بالأديان القديمة .. فهل من المعقول أن يخترع الناس أديانا جديدة ..تساهم في ازدياد عدد الفرق وتؤدي إلى مزيد من التفرقة بين البشر ,, وأنا لم أردد أي شيء عن البهائية من اختراعي بل قلت " يقال كذا وكذا في حق هذه الديانة وربما ثبت ذلك أو ثبت ضده .. ومن حقي في الحالين أن أرفضها ( كدين ) ولا شأن لي بمن اتبعها .. ولا شأن لي بكل خلق الله من كافة الأديان والعقائد .. وكل ما أفعله هو الاهتمام بالأفكار وإبداء الرأي ,, ومو أكتر من هيك .. فأنا لست قائد جيش أو زعيما روحيا أو عضوا في برلمان ..

ودمت بود أنت أيضا ..

سلام يا أخي العزيز ..

طالما هناك بشر على وجه الارض ستظل هناك افكار جديدة واديان جديدة سنة الكون لايستطيع احد العبث بها

الزميلة العزيزة بنت البلد "اليمامة"؛

سعدت كثيراً بردك وسأعود إليه لمتابعة النقاش، معتذراً عن ضيق الوقت الذي يمنعني حالياً أن أستفيض.
وسيكون لي لاحقاً (أتمنى هذا المساء) عدة ملاحظات في عدة محاور:

1. تابعت نقاشك مع العزيز الحكيم الرائي، ولكني أعتقد أن الكلمات وإن خرجت عن سياقها والإطار الذي كانت فيه فإنها كالسيف الماضي، ولها أهميتها بغض النظر عن طبيعة النقاش والسياق وبغض النظر عن أفكار الطرف المقابل، وإلا فالدقة تحتم التحديد.

2. سوريا بفسيفسائها الحالي لم تكُ يوماً بمنأى عن الفتن الطائفية، وليست بمنأى عنه مستقبلاً، ويكفي أن ننظر للجغرافيا السورية لنجد أن الدروز والعلويين يقطنون الجبال( جبل العرب، هضبة الجولان، جبال العلويين) ولنا أن نتساءل عن سبب تموضعهم الجغرافي في الأعالي دوماً .. كما أن فتنة عام 1861 في غضون أحداث جبل لبنان ليست ببعيدة عنا، وخلالها راح عدة آلاف من مسيحي دمشق ضحية لتحريض ضدهم بسبب المجازر بين المسيحيين والدروز في لبنان.

3. أحترم رؤيتك الإسلامية ورؤية أي مسلم ومسيحي وبهائي تماماً لدينه، وأعتقد أن رؤيتنا الاجتماعية أو الأنتروبولوجية لأي ديانة تكون بالنظر إليها من داخلها، ونقدها العقائدي الأيدولوجي والموضوعي يكون من خارجها.

ولي عودة مع التفاصيل.

مع فائق التحيات والاحترام.
طارق

(f)

ها قد عدنا صديقتي العزيزة "اليمامة"؛

وههنا سأكون صريحاً معك، وسأبدأ بالجزء الذي تحدثتِ عنه كثيراً، ولا سيما أننا شعب متسامح.
ولقد قلتِ هل أساء أحد للإسماعليين والعلويين والدروز؟ أقول لك بأنه نعم، بل ألف نعم، تاريخياً فلقد أساء السنة لبقية الطوائف في التاريخ، ولهذا ترينهم (أي بقية الطوائف) يعيشون في أقاصي الجبال يا عزيزتي.
نحن لا نعيش في سوريا في عالم مثالي، عشنا في تنوع فسيفسائي، ولكننا عشنا حالات عداء طائفية وصلت لأن يتعامل فيها العلوي مع الصليبي ضد السني في التاريخ القديم، وأن يكفر ابن تيمية الشامي كل الطوائف الباطنية ويحل دمها وعرضها ومالها.
صلاح الدين الأيوبي بحد ذاته أحل دم مخالفيه.
وتطورت الأمور لاغتيالات سياسية قام بها الحشاشون بكل أنحاء سوريا.

عزيزتي، الوصول لمجتمع علماني ليست مهمة سهلة أبداً. ومنذ زمن قصير، وبأحداث مجازر جبل لبنان قام المسلمون بقتل المسيحيين بدمشق وجاء الغريب عبد القادر الجزائري ليحمي وليتوسط لحماية مسيحي دمشق.
لذلك فعلينا أن نكون حذرين جداً، وجداً أيضاً. فليس لأننا نعيش لحظة تناغم طائفي أو توافق طائفي بشكل معين أن شبح الطائفية بعيد عنا..
إذ أنه ما أن نتوقف عن الحذر ونعتقد أننا متسامحين فإن الطائفية يمكنها أن تخرج لنا كبعبع تاريخي يأكل الأخضر واليابس.
لأن العنف موجود في تاريخنا، ولا سيما في تاريخنا الشامي ربما أكثر من غيرنا. فنحن في هذه المنطقة شهدنا صراعاتٍ طائفية أكثر مما تخيلين.

مع خالص التحيات.
طارق
(f)

أهلا بعودتك يا صديقي واعتذر لتأخري ،

يا سيدي كلامك صحيح بس قديم شوي وحكمته ظروف مختلفة .. والطبيعة نفسها تتغير ..

أنا أتكلم عادة من الأخير ، والأخير هنا أني أفكر دائما بسوريا الأسد ( وهذه ليست نكتة ) .. أنا و ( ياللي من جيلي ) في الواقع تربية ( سورية الأسد ) سورية النظام الذي حول أنظار الجميع إلى الصراع العربي - الصهيوني ومحاربة الامبريالية بعيدا عن الصراع الطائفي ( و الوضع الاقتصادي الذي جعل الناس تفكر بقوت اليوم وتأكل هم الخبز ) يضاف إلى ذلك كأمثلة قليلة أن وجود علويين في السلطة منح أبناءهم ثقة واطمئنانا وفي المقابل فالسنة أغلبية ومبسوطين على عددهم ( والقضاء على الأخوان المسلمين كسر شوكتهم ) .. والمسيحيون يعلمون أن سورية مهد المسيحية والكنائس تنتشر إلى جانب المساجد في كل المدن السورية ، وأغلبهم يعيش في رخاء مادي نسبيا .

مع ذلك ، أنا أعزو التعايش السلمي بين خلايا النسيج السوري إلى طبيعة الإنسان نفسه واستعداده للعنف أو الدفع بالتي هي أحسن والطبيعة الودية التي ترحب بالغرباء شو ما كانوا ... لم نكن نفوت عيد نيروز أو حفلة لرأس السنة وكنا نراعي الجار المسيحي قبل المسلم ، فالأخ (بتمون عليه ) أما الجار فتحب أن تترك لديه انطباعا مشرفا عن ديانتك أو أصلك.. وهذه كانت روح الجميع، و لم أصادف من ( السنة ) من يقول تجنبوا فلان لأنه علوي أو فلانة لأنها اسماعيلية مثلا ، بل على العكس كنا نتعمد الاختلاط بالآخرين ومعرفتهم عن قرب،. طبعا تظل هناك عواقب اجتماعية لوجود فرق كثيرة في مكان ضيق ، فالزواج في سورية مثلا معقد لو فكر أحدهم بتجاوز الدين أو الطائفة أو العرق .. لكن لم أسمع عن أحد ما من أقلية دينية اعترض على قوانين الدولة أو قام باستفزاز جيرانه ليقول ها أنا ذا ، هذا أمر لا يخفى على العقلاء المتوازنين .. الاستفزاز بالمخالفة الفجة تثير الآخرين ولو كانوا أقرب المقربين والحلول المعاصرة يجب أن تبتعد كل البعد عن الاستمرار في الانقسام والتفرقة بين الناس على الأقل بين أبناء البلد الواحد فهذا لا يناسب الحياة الحديثة التي يجب أن يكون أعظم اهتمام للإنسان فيها هو إنقاذ هذا الكوكب الجميل المسكين من أذى الإنسان نفسه ، من الحروب والفقر والتخلف و الصراعات التي تسود أماكن كثيرة ، وذلك بالتقريب بين الناس بكل طريقة لا بابتداع المزيد من العقائد الغيبية ولا بتمييز هذه الجماعة عن تلك ولن يفيد أي فرقة الحديث بأن أفكارها أكثر إنسانية من غيرها فهذا لن يزيدها إلا تعصبا وانعزالا ، وإذا كانت هذه ( سنة الكون ) كما يقول الزميل الحكيم ، فالعلمانية هي الحل لأن الأديان لن تختفي لا بالعنف ولا بالسلم وهنا على الدولة ألا تجعل لأي فرقة دينية الحق في اضطهاد فرقة أخرى حتى لو كانت غالبة عددا كما أنها لا تتيح للأقليات فرصة استفزاز الأغلبية . وهكذا سيلتفت الجميع إلى تنمية المجتمع وتطويره وزيادة الإنتاج على كافة الأصعدة بدلا عن تصعيد الفرقة والتمييز وفي الوقت نفسه يبقى للناس مساحة خاصة حرة يعيشون فيها الروحانيات ويمارسون العبادات بعيدا عن المخالفة لمجرد الاستفزاز ولن تجد من يثير الشغب أو يعترض في دولة تحاسب الجميع بعدل ومساواة .. أما الشخص العنيف فهو عنيف بالفطرة وما رداؤه الديني إلا جدارا يخفي قبحه وراءه ..

لكن غواية الطائفية في سورية تظل في الحسبان ، وربما غذاها العبث الأمريكي بالمنطقة باحتلال العراق، فهم يعلمون أن إضرام نار الفتنة الطائفية لهو أمضى من كل أسلحتهم المحرمة وعدتهم العسكرية .




وأعود مرة أخيرة إلى الحوار الحاد مع الزميل الرائي ، الذي أعتقد أنه تحول إلى حوار شخصي دون قصد مني أو منه ، كما أن مكان الحوار لم يكن لائقا بالحدث .. هو يظن أن أي مسلم هو شخص تكفيري ولا أعذره في هذه ( فهو ابن مسلمين طيبين ) والناس يختلفون ضمن الدين الواحد والطائفة والعرق والجنس ( والتعميم لا يأتي بنتيجة دقيقة ) ، وأنا أيضا كنت فيما يبدو أخاطبه شخصيا من منطلق أن من يعارض فكرة وجود الله ويرى في الأديان خرابا فسيبدو موقفه غير مبرر وهو يبشر بانتشار دين وغلبته للأديان الأخرى.. ( و ربما كان عشمي فيه أن يقول لا للأديان كافة ونعم للإنسان فقط ..)

وأعاتبه عتب الأصدقاء وأقول أن انفعاله جعله ينسى أن وراء معرف اليمامة إنسانا مسالما جدا وليس ( شيخا وهابيا ) ، وأؤكد له بأن حرب الطوائف أو حرب النجوم لو قامت من حولي فسأكون أول من يهرب أو يختبئ هذا إذا لم أمت رعبا .

وبالأخير يا طارق يسلموا كتير لاهتمامك ..

عزيز وغالي .. (f)

الزميلة الفاضلة,
هل يمكن أن تشرحى لى معنى عبارة أقلية تستفز الأكثرية؟
هل اذا اراد اتباع دين معين اقامة صلواتهم والآحتفال باعيادهم تدوين دينهم فى خانة الديانة يعتبروا مستفزين للاكثرية؟
شكرا