لا تلعبونه... أبوه علماني!

GMT 1:15:00 2009 الأربعاء 22 أبريل

الوطن السعودية



--------------------------------------------------------------------------------


تركي الدخيل


تخيل أن يمتنع الأطفال في الحي الذي تقطنه من اللعب مع ابنك، بدعوى أن والده علماني!
القصة ليست من عندياتي، بل هي رواية زميلنا الدكتور علي الموسى في أمسية المشوح التي استضافته قبل أسابيع، وهو تحدث عن رسائل التهديد التي كانت ترده على فاكس منزله، تزعم بأنها ستصفيه، بسبب آرائه الفكرية، وكتاباته، مما اقتضى ألا تخرج أسرته من بيتها لأكثر من شهرين إلا تحت حراسة أمنية دون علمهم، خلافاً لمدرس كان يجلس كل فسحة مع ابنه ليحذره من الاحتكاك بوالده!
كل ما سبق وارد، وهم في الوقت الذي يعبر عن حالة غليان، واحتدام صراع التيارات إلى درجة حادة، إلا أن أخطر ما في الموضوع أن نولج في دوائر صراعاتنا الصغار والأطفال.
فما علاقة طالب صغير بهذه المساجلات، ليكون طرفاً في معارك لا ناقة له فيها ولا جمل، ولا حتى سيكل!
إننا في غمرة تبنينا لرؤى وأطروحات وأفكار وأيديولوجيات ننسى أننا ننتهك الطفولة إن نحن غمسنا بلون مياه أفكارنا التي لا نلبث إلا أن نغيرها بعد أعوام تطول أو تقصر، وتأملوا الساحة برموزها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لتروا حجم التغير!
عندما يتحدث أطفال الحي مرددين لعبة التصنيفات، فهذا والده علماني، وذاك والده ليبرالي، وهذاك والده إرهابي، فهذا يعني أن فساد أفكارنا وصل إلى صغار ليدنس طفولتهم وليهتك براءتهم بمصطلحات أكاد أجزم أن الكبار لا يتفقون على تعريفها، فضلاً على أن يعرفوا معناها تماماً، فما بالك بالأطفال؟


http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2009/4/432446.htm

طول عمرهم كانوا العلمانيين من يساريين و قوميين و شيوعيين و مناضلين أمميين قادة لمجتمعاتهم و وجهائها يوم كانوا يمثلون فعلا نضال الشعوب و تطلعاتها و يشاركونهم أحلامهم و آمالهم...

اما و قد تحول بعضهم الى قشور معزولة عن مجتمعاتها و مجرد ابواق اعلامية و سلطوية تبشر بمشاريع خارجية و يتعاملون مع مجتمعاتهم بفوقية و ينظرون الى الشعوب على انهم همج لا يدركون مصالحهم.... فطبيعي ان تتحول لفظة (ليبرالي عربي) بالاخص الى شتيمة...

هناك جريمة يقع في براثنها أصحاب الفكر الديني فيقولون: هذا علماني وذاك ملحد وهذه خاطئة وهذا سكير إلخ. هم ينظرون للناس من فوق أي من علياء الإله الذي يعبدون وفاتهم أن الله يملأ الكون وحاضر في الجميع ولا تحده الأديان أو اللا أديان. هذا قبح منهم وقبحهم الله بحق تصنيفاتهم المريضة حيث شوهوا الجمال وأساءوا للإنسان بإسم الله والدين.

يا أخ أبو خليل:
---------------

تعامل العلمانيين الفوقي ما هو إلا ردة فعل. لكن هذا العلماني هو نبيّ لمجتمعه ويريد أن يصلحه خير إصلاح ويتحدث بحمية لا يتوفر عليها كثير من الناس. الحب يدفعه ليتكلم ويحاول أن يوقظ ضمائرهم ولكن قبل أن يفتح فاه يلقمونه بشتى أنواع الاتهامات والقذائف الربانية لإخراسه. لم يجسروا على إخراس العقل فأخرسوه بنفيه وتغريبه وطرده وهو في قلب مجتمعه فيضحي غريباً في بيته. هذا هو واقع مأساتنا جميعاً.

Array
طول عمرهم كانوا العلمانيين من يساريين و قوميين و شيوعيين و مناضلين أمميين قادة لمجتمعاتهم و وجهائها يوم كانوا يمثلون فعلا نضال الشعوب و تطلعاتها و يشاركونهم أحلامهم و آمالهم...

اما و قد تحول بعضهم الى قشور معزولة عن مجتمعاتها و مجرد ابواق اعلامية و سلطوية تبشر بمشاريع خارجية و يتعاملون مع مجتمعاتهم بفوقية و ينظرون الى الشعوب على انهم همج لا يدركون مصالحهم.... فطبيعي ان تتحول لفظة (ليبرالي عربي) بالاخص الى شتيمة...
[/quote]

1) مع "الردة الحضارية" التي نعيشها (والتي جاءت بعد فشل المشروع القومي العربي بشقيه البعثي والناصري) تغيرت المجتمعات عما ألفناه في القرن العشرين. وعلت نغمات الأصوليات الدينية ولاقت استحساناً لدى شعوب لم تخرج من "القروسطية" بعد. فهل على "المستنير" العربي أن يقول "ماااااااء" وينضم إلى مجتمعاته كأي "خروف" في القطيع؟
لا أعتقد، ولكني أعتقد أن عليه أن يعمل إزميل النقد ويحذر مجتمعه مما يحيق به من أخطار، خصوصاً من شر الوقوع في "براثن الجماعات الدينية" و"الدولة الطائفية". ولعل هذا ما يفعله معظم العلمانيين اليوم.
طبعاً، من ناحية ثانية سوف نجد "رد الفعل" من جانب "الراجعين الى الخلف" الذين سوف يتهمون "العلماني العادي" بالتغرب والاستقواء بالخارج والفوقية وما شابه هذا من تهم جاهزة (وهذا ما يفعله "أبو خليل" هنا، مع أنني حتى الآن لم أفهم على "أبو خليل" "شو قصته بالزبط"، فهو لا تبدو عليه مظاهر الدينية والنزوع نحو "الثيوقراطية" رغم دفاعه عن "حزب الله"!!!).

2) هل نستطيع يا "أبو خليل" أن ندافع عن "حزب الله"، ودوره كأداة إيرانية في لبنان والمنطقة (للأسف)، ثم نتهم الآخرين بأنهم يبشرون بمشاريع خارجية؟ يا زلمه "أقعد أعوج واحكي صحيح" !!!
الموقف الصحيح يا صاحبي هو أن تدين جميع "الفئات" التي فتحت البلد لمشاريع خارجية، من الجميل وجنبلاط وجعجع والحريري إلى سليمان الصغير وعون وحسن نصرالله. كل هذا وانت تطالب بدولة علمانية ديمقراطية لا مجتمع "تعايش طائفي" معظم خيوط اللعبة فيه موجودة في "الدول الخارجية".

واسلم لي
العلماني

عزيزي العلماني الم تسمع ب ملحدين شيعة او ملحدين سنة ...يعني تلاقيه يسب بالله و المسيح ومحمد
بس يقدس علي و الحسين ..

ليس لدي أولاد بعد ولكني أستبعد ذلك تماماً في سوريا.

هناك تجربة أبي، ولكنه من يساري الستينيات والسبعينيات .. الخ
وكان الناس رغم معرفتهم التامة بعلمانيته بل بإلحاده يتمنون رضاه والجلوس إليه، ويتمنون أن يصبح أولادهم كأولاده. بل أن أحد أقاربنا وهو من المتدينيين، سمى ابنه "طارق" وعندما سألوه عن السبب أجاب : "بلكي يطلع مثل طارق ابن أبو طارق":D


(f)

Array
أقاربنا وهو من المتدينيين، سمى ابنه "طارق" وعندما سألوه عن السبب أجاب : "بلكي يطلع مثل طارق ابن أبو طارق":D
(f)
[/quote]
على اساس انو يطلع ناصح (مكلبظ):blink:

Array
على اساس انو يطلع ناصح (مكلبظ):blink:
[/quote]

:lol:

أنا وقتها كنت نحيف كالعصاية:D ما بلشت صحتي تتحسن إلا من كم سنة:P

وكان الناس رغم معرفتهم التامة بعلمانيته بل بإلحاده يتمنون رضاه والجلوس إليه، ويتمنون أن يصبح أولادهم كأولاده. بل أن أحد أقاربنا وهو من المتدينيين، سمى ابنه "طارق" وعندما سألوه عن السبب أجاب : "بلكي يطلع مثل طارق ابن أبوطارق"
......................

يااااااااااااااااااااااااااااااه ... كل اللفة دي :icon_lol:
قلت لي قريبك ؟؟؟:what:
أتمنى ألا يتكرر بشجرة العائلة ... خلي بالك من زواج الأقارب ؟؟هااا

عزيزي العلماني؛

أعتقد أن "أبا خليل" يقصد أن هناك البعض ممن يستخدم العلمانية بشكل طفولي واستغرابي تماماً ولا يتوانى عن تسويق إسرائيل وأمريكا كحماة لأخلاقيات عالية متعالية فوقية داخل المجتمع (رغم أني أعتقد أن هكذا ظاهرة شبه مستحيلة اجتماعياً).
وهؤلاء الأشخاص موجودون للأسف، ويعبرون عن نوع من "العلمانية الطفولية"، على نسق "اليسارية الطفولية" التي تحدث عنها لينين.
تلك العلمانية تضع العجلة أمام الحصان، فبدلاً من أن تكون داخل المجتمع ملتحمة به وفي نسيجه وتتقدم معه وبه، بل وربما تقوده كطليعة وتحمل همومه وتطلعاته وآماله، فإنها تتعالى عليه وتعيش في قمقمها المنعزل أو في برجها العالي، على اعتبار أن الناس مجرد رعاع وقطيع لا يجدر أن يساق إلا بالسوط.
هذا و"أبو خليل" أعلم وأدرى بشؤونه:D

أقول قولي هذا وأستغفر "العلمانية" لي ولكم.


(f)