كشفت وكالات الأنباء الرسمية الإيرانية فضيحة جديدة للنظام الحاكم في طهران وعلاقاته السرية مع تل أبيب
25.04.2009 07:51
محيط : فيما يبدو أنها مغازلة إيرانية صريحة "للكيان الصهيوني"، كشفت وكالات الأنباء الرسمية الإيرانية فضيحة جديدة للنظام الحاكم في طهران وعلاقاته السرية مع تل أبيب التي يبدو أنها ليست وليدة اللحظة، في الوقت الذي يردد النظام هتافات (مشكوك فيها) ضد اليهود وإسرائيل لمحاولة إظهار البطولة.
ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية صورة لصناديق تحمل فواكه عليها اسم ماركة "يافا الحلوة"، وأظهرت الصور التي وزعتها وكالة "مهر" للأنباء أن البرتقال يحمل بوضوح علامة "إسرائيل - فاكهة حلوة".
وتحايلا على الحظر المفروض كشفت المصادر أن استيراد الفاكهة تم عبر أبوظبي وطرحت للبيع في الأسواق والمحلات في طهران وحولها.
ماء وجه طهران
وحفاظًا على ماء وجه النظام الإيراني قالت طهران: إن السلطات هناك تجري تحقيقا في إمكانية ان يكون قد تم خرق الحظر المفروض على الاستيراد من إسرائيل، العدو الاكبر لإيران.
وقالت وسائل الإعلام المحلية: إن السلطات في المدينة طلبت من القضاء اتخاذ الإجراءات اللازمة بعد كشف فضيحة استيراد صناديق من الفواكه الإسرائيلية المعلبة على أنها من الصين.
وقالت الوكالة الرسمية في تقريرها حول توزيع هذه الفاكهة: إن بقية الصناديق التي لا تزال في المخازن لن يتم بيعها.
وصرح محمد رضا نادري نائب رئيس الجمارك الإيرانية أنه من المستحيل تصديق التقارير التي تتحدث عن البرتقال، لكنه قال إنه إذا ما تأكد استيراد برتقال من إسرائيل ، فلا بد أن هذا قد حدث بطريق غير شرعي.
العلاقة السرية بين إيران وإسرائيل وأمريكا
وكان كاتب أمريكي شهير قد كشف للمرة الأولى عن حقائق مثيرة حول العلاقات والاتصالات السرية بين إسرائيل وإيران وأمريكا التى تتم خلف الكواليس.
ويشرح الكاتب الآليات وطرق الاتصال والتواصل بين الأطراف الثلاثة، التي تبدو ملتهبة على السطح عببر التصريحات الجوفاء لأحمدي نجاد ، ودافئة خلف الستار في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات والخطابات والتصريحات النارية بينهم.
وقال الكاتب "تريتا بارسي" أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز" في مقدمة كتابه "التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل و إيران والولايات المتّحدة الأمريكية": إن إيران وإسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي كما يتخيل الكثيرون بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل، مدلالا على ذلك بعدم لجوء الطرفين إلى استخدام أو تطبيق ما يعلنه خلال تصريحاته النارية، فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس.
حقائق مثيرة
وكان أهم ما تضمنه هذا الكتاب هو كشفه عن الاجتماعات السرية العديدة التي عقدت بين إيران وإسرائيل في عواصم أوروبية، اقترح فيها الإيرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة.
ويقول الكاتب: "إنّ المسئولين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق عام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه، مقابل ما ستطلبه إيران منها، على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين".
وبينما كان الأمريكيون يغزون العراق في إبريل من العام 2003، كانت إيران تعمل على إعداد "اقتراح" جريء ومتكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساسا لعقد "صفقة كبيرة" مع الأمريكيين عند التفاوض عليه في حل النزاع الأمريكي - الإيراني.
وشمل العرض الإيراني "والذي أرسل إلى واشنطن عبر وثيقة سريّة"، مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على "الصفقة الكبرى" والتي تتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي، سياستها تجاه إسرائيل، و محاربة تنظيم القاعدة.
كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية - إيرانية بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاثة مواضيع: "أسلحة الدمار الشامل"، "الإرهاب والأمن الإقليمي"، "التعاون الاقتصادي".
وتضمّنت الوثيقة السريّة والتي حملها الوسيط السويسري "تيم جولدمان" إلى الإدارة الأمريكية أوائل مايو عام 2003، قيام إيران باستخدام نفوذها في العراق لتحقيق الأمن والاستقرار وتشكيل حكومة غير دينية.
وعرضت إيران شفافية كاملة لتوفير الاطمئنان والتأكيد بأنّها لا تطوّر أسلحة دمار شامل، والإلتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل ودون قيود.
كما وافقت إيران على إيقاف دعمها لفصائل المقاومة الفلسطينية والضغط عليها لإيقاف عملياتها الفدائية ضدّ قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكان من أهم بنود الوثيقة السرية هو إلتزام إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني، وكذلك قبولها بإعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمّة بيروت عام 2002، والتي تنص على إقامة دولتين والقبول بعلاقات طبيعية وسلام مع إسرائيل مقابل انسحابها إلى ما بعد حدود 1967.
"إسرائيل دولة شرعية"
المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل باستعداد إيران تقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية.
وقال "بارسي" في كتابه: "إنّ صقور الإدارة الأمريكية المتمثلة بديك تشيني ووزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد كانا وراء تعطيل هذا الاقتراح ورفضه على اعتبار "أن الإدارة الأمريكية ترفض التحدّث إلى ما تسميه بدول محور الشر".
ويشير الكتاب أيضا إلى أنّ إيران حاولت مرّات عديدة بعد رفض هذا العرض، التقرب من الولايات المتّحدة لكن إسرائيل كانت تعطّل هذه المساعي دوما خوفا من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة.
وخلاصة ما توصل اليه بارسي أنّ إيران ليست "خصما للولايات المتّحدة وإسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدّام وأفغانستان بقيادة حركة طالبان".
فطهران تعمد إلى استخدام التصريحات الاستفزازية و لكنها لا تتصرف بناءاً عليها بأسلوب متهور و أرعن من شأنه أن يزعزع نظامها. و عليه فيمكن توقع تحركات إيران و هي ضمن هذا المنظور "لا تشكّل خطرا لا يمكن احتواؤه" عبر الطرق التقليدية الدبلوماسية.
و إذا ما تجاوزنا القشور السطحية التي تظهر من خلال المهاترات و التراشقات الإعلامية و الدعائية بين إيران و إسرائيل، فإننا سنرى تشابها مثيرا بين الدولتين في العديد من المحاور بحيث أننا سنجد أنّ ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.
ويضيف الكاتب: إن الدولتين تميلان إلى تقديم أنفسهما على أنّهما متفوقتين على جيرانهم العرب، حيث ينظر العديد من الإيرانيين إلى أنّ جيرانهم العرب في الغرب والجنوب أقل منهم شأنا من الناحية الثقافية والتاريخية وفي مستوى دوني.
ويعتبرون أن الوجود الفارسي على تخومهم ساعد في تحضّرهم و تمدّنهم و لولاه لما كان لهم شأن يذكر.
في المقابل، يرى الإسرائيليون أنّهم متفوقون على العرب (بدليل أنّهم انتصروا عليهم في حروب كثيرة)، و يقول أحد المسئولين الإسرائيليين في هذا المجال لبارسي: "إننا نعرف ما باستطاعة العرب فعله، وهو ليس بالشيء الكبير" في إشارة إلى استهزائه بقدرتهم على فعل شيء حيال الأمور.
إيران وإسرائيل وضرب المصالح العربية
ويرى المحللون أن العداوة الظاهرية بين ايران وإسرائيل ليست سوى شذوذ عن مسيرة العلاقة التاريخية بين الشعبين، فقد عملت الروابط الثقافية والمصالح الاستراتيجية بين الفرس واليهود على جعل ايران واسرائيل حليفتين متضامنتين لحين قيام الثورة الاسلامية في ايران.
وعلى الرغم من الصورة القاتمة لما آلت اليه العلاقة بين البلدين في الوقت الحاضر، فان المصالح الاستراتيجية الثابتة تشير الى ان اعادة احياء الشراكة الفارسية-اليهودية امر محتوم.
والوقائع التاريخية تثبت ذلك وما قام به الدبلوماسيين الايرانيين في اوروبا وإنقاذ الاف اليهود من المحرقة وتوفير ايران طريق الهروب امام يهود العراق الراغبين في الهجرة الى اسرائيل بعد عام 1948 خير مثال على ذلك.
وقد كانت ايران واحدة من اوائل الدول الإسلامية التي أقامت علاقات دبلوماسية وتجارية مع إسرائيل.
على مدى السنوات الثلاثين التي تلت قيام اسرائيل كان شاه ايران محمد رضا بهلوي يعتمد على اسرائيل كمصدر لاستمرار تدفق السلاح والمعلومات الاستخبارية، واعتمدت اسرائيل على إيران كجزء من سياستها في "دائرة الطوق" القائمة على عقد تحالفات استراتيجية مع الدول والجماعات غير العربية في الشرق الاوسط، ومن بينها تركيا وإثيوبيا والمسيحيين اللبنانيين.
وقد حافظت إيران على موقفها من إسرائيل اثناء الحروب العربية-الاسرائيلية الثلاث، وواصلت تزويد إسرائيل بالنفط في فترة الحظر النفطي الذي فرضه العرب في سبعينات القرن الماضي.
وساهم اليهود البالغ عددهم 100 الف يهودي في إيران في المحافظة على عافية حركة التجارة الإيرانية-الإسرائيلية النشيطة.
وعندما قامت الثورة الإسلامية بقيادة الخميني بقطع تلك العلاقات الوطيدة وارغمت اليهود الايرانيين على الهرب من ايران، ظلت المصالح المتداخلة للدولتين تفعل فعلها في حمل اصدقاء الامس و"أعداء اليوم" على القيام بصفقات تمليها تلك المصالح.
فقد دفع العداء المشترك للعراق ورغبة إسرائيل في المحافظة على نفوذها بين صفوف المعتدلين الايرانيين، الاسرائيليين إلى تزويد الجمهورية الاسلامية في ايران بالسلاح في ثمانينات القرن الماضي، والى لعب دور الوسيط في صفقة السلاح مقابل الرهائن التي ابرمت في عهد ادارة الرئيس الامريكي رونالد ريغان.
واستمرت حالات التقارب بين اسرائيل وإيران في احلك فترات التوتر بين الدولتين في سنوات التسعينات، وعلى الرغم من الدعم الايراني الظاهري المقدم لحزب الله في لبنان وللمسلمين والفلسطينيين وتفجير السفارة الإسرائيلية والمركز الثقافي اليهودي في الارجنتين.
مصلحة حيوية مشتركة
وتشعر الدولتان بأن لديهما مصلحة حيوية مشتركة في تجنب اضطرار اسرائيل الى توجيه ضربة جوية الى المنشآت النووية الإيرانية.
تحتاج إسرائيل إلى إيران، كما إلى سوريا من أجل كبح زمام حزب الله، وحركة حماس، والجهاد الإسلامي، ولسوف تحتاج إيران إلى إسرائيل ولوبيها القوي في واشنطن من أجل إلغاء العقوبات الاقتصادية الامريكية.
والواقع ان واشنطن التي انهت سياستها التي استمرت 27 عاما والقائمة على معارضة اي حوار مباشر مع طهران، قد فتحت الباب مواربا امام تقارب ايراني-امريكي اوسع، لكن الطريق الى المصالحة فيما بينهما يمر عبر تل ابيب.
عندما تصل كل من الحكومتين الاسرائيلية والايرانية الى مرحلة الاستعداد لتقبل المصالحة، ستكون الروابط الثقافية الراسخة بين الشعبين الجسر الامثل للعبور الى المصالحة المنشودة.
ويتمتع مواطنو اسرائيل من اصل يهودي ايراني والذين يبلغ عددهم 200 الف نسمة بفرصة طيبة لاقامة علاقات تجارية وثقافية جديدة مع الارض التي انحدر منها اجدادهم خصوصا ان بين افراد الجالية الاسرائيلية ايرانية الاصل قائد عسكري، ونائب لرئيس الوزراء ورئيس دولة سابق يتكلم الفارسية.
أما في ايران فإن الجالية اليهودية التي يبلغ عدد افرادها 25 الف نسمة تعتبر اكبر الجاليات اليهودية في الشرق الاوسط خارج اسرائيل، ومن المتوقع ان يرحب الشعب الايراني، وفي مقدمته ابناء تلك الجالية، بمبادرات التقارب الإسرائيلية.
لقد قال بنجامين دزرائيلي قولته المشهورة وهي "ليس لدى الدول اعداء دائمون او أصدقاء دائمون، انما مصالح دائمة فحسب".
وعلى الرغم من صعوبة تصور الأمر بسبب التصريحات النارية الظروف السائدة اليوم، فإن المصالح الدائمة بين إيران واسرائيل ستحول هذين العدوين إلى صديقين من جديد.
مصالح مشتركة لهزيمة العرب
إيران بين قتل طالبان يمينا ودعم حماس يسار؟!!
ولعبت إسرائيل والدول الكبرى الأخرى دورًا كبيرًا في دفع إيران لاحتلال الجزر الإماراتية الثلاث، كجزء من مخطط واسع استهدف شغل الأمة العربية؛ لكي لا تتفرغ لصراعها الأساسي في فلسطين.
وجاء احتلال إيران للجزر العربية الثلاث تحت ذرائع ومبررات نظرية واهية لا تملك مقومات الصمود أمام الحقائق التاريخية والقانونية التي تؤكد أحقية دولة الإمارات العربية في هذه الجزر.
كذلك فإن إن احتلال إيران للجزر الثلاث خدم إسرائيل كثيرًا؛ لأن قيام دولة معادية للعرب باحتلال واحد من أهم الممرات المائية في منطقة الشرق الأوسط والعالم يعني تطويق العرب وإنهاء المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل.
كما ان احتلال إيران للجزر العربية الثلاث، والسيطرة على مضيق هرمز بوصفه البوابة المهمة للخليج العربي ضمن الكيان الصهيوني سمح بتدفق النفط الإيراني بلا معوقات جدية، مثلما كان يحدث سابقًا.
بدايات التغلغل الإسرائيلي في إيران
يعود أول نشاط إسرائيلي منظم في إيران إلى عام 1920م, إذ تأسس في هذا العام أول فرع للمنظمة الصهيونية العالمية في طهران، وانتشرت مراكزها المنظمة فيما بعد في عدد من المدن الإيرانية الأخرى, مستترة تحت أشكال عدة لممارسة نشاطها العدائي بين صفوف اليهود الإيرانيين، من أجل تشجيعهم على الهجرة إلى فلسطين، وكان من بين هذه الأشكال إنشاء عدد من المدارس تحت اسم "كورسن", أسهمت في خدمة أهداف الحركة الصهيونية، وتحقيق طموحاتها التوسعية.
وبسبب حاجة اليهود الإيرانيين إلى من يتابع شؤونهم في فلسطين, تم افتتاح أول قنصلية إيرانية في القدس عام 1934م, لمتابعة أوضاعهم, لاسيما بعد تركزهم في مدينتي عكا وحيفا خاصة, إثر تأثرهم بالدعاية الصهيونية, التي شجعتهم على الهجرة, ودفعتهم إليها بشتى المغريات.
وقد استغلت الحركة الصهيونية فترة قيام الحرب العالمية الثانية لتقوم بتهريب عدد كبير من اليهود العراقيين إلى إيران, ومعهم عدد من اليهود الإيرانيين إلى فلسطين لتزويد الحركة الصهيونية بطاقات بشرية, كانت أحوج ما تكون إليها.
وبالمقابل عينت إيران قنصلاً عامًّا لها في فلسطين؛ لمتابعة شؤون المهاجرين اليهود الذين غادروا إيران إلى فلسطين.
وتعد سنة 1941م نقطة تحول مهمة في تاريخ الحركة الصهيونية في إيران، حيث تم إنشاء ودعم وتعزيز الجمعية الصهيونية الإيرانية التي تشكلت من اليهود الإيرانيين واليهود العراقيين, الذين كانوا موجودين في عدد من المدن الإيرانية, لاسيما في العاصمة طهران, وتقديم كل التسهيلات اللازمة لهم, لكي يغادروا الأرض الإيرانية بسلام إلى فلسطين.
ولم تكن الجمعية الصهيونية هي الجمعية الوحيدة التي تحتضن اليهود في إيران قبل قيام إسرائيل في فلسطين, وإنما كانت هناك الجمعية الخيرية اليهودية، التي أنشأت لها عددًا من المدارس لخدمة أهدافها.
وعلى الرغم من أن إيران وقفت ضد قرار التقسيم الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من تشرين الثاني 1947م, فإنها بالمقابل, اعترفت بالكيان الصهيوني في مارس / آزار 1950م, متذرعة بحجج مختلفة, كان من بينها الرغبة في استلام مساعدات أمريكية, مالية وعسكرية, وعدت حكومة واشنطن بتزويدها بها, وسوء الحالة الاقتصادية في إيران.
ومن ثم فقد استغلت الحركة الصهيونية في إيران اعتراف الحكومة الإيرانية بإسرائيل, فأسست لها مراكز ومؤسسات أخرى تدعم نشاطاتها، مثل جمعية (الأورت)، والتي تحددت مهمتها الرئيسية في نشر التعليم المهني بين صفوف اليهود في العالم.
ومع مطلع الستينات من القرن العشرين توثقت العلاقات الاقتصادية بين نظام الشاه وإسرائيل، واستمرت الواردات الإيرانية من إسرائيل حتى وصلت إلى 6.15 مليون دولار, على حين بلغ مجموع الواردات الصهيونية من إيران ماقيمته (674) ألف دولار.
وعقب حرب 1967، وحتى عام 1971م تعززت العلاقات الاقتصادية بين إيران وإسرائيل، حيث امتنعت إيران عن وقف صادراتها النفطية إلى إسرائيل, بل إنها عوضت النقص الحاصل في الطاقة بسبب استخدام الحرب للحظر النفطي, فأفشلت إيران استخدام سلاح النفط في المعركة القومية.
وعلى صعيد آخر كانت إسرائيل تحصل على 40 مليون دولار من النفط الإيراني سنويًّا سواء عن طريق مروره في فلسطين، أو عن طريق تصريف منتوجاته, كما أن خط (إيلات- أشدود) كان ينقل حوالي (60) مليون طن من النفط الإيراني منذ عام 1968م حتى عام 1971م.
وهكذا عملت إيران على دعم الكيان الصهيوني من الناحية الاقتصادية بعد عدوان الخامس من يوليو/ حزيران 1967م, في الوقت الذي كانت فيه إيران تتلقى المساعدات الخارجية من الولايات المتحدة الأمريكية.
http://www.akhbaralaalam.net/news_detail.php?id=23191