muslimah
ردك الأخير أصابني بالاحباط. ما فائدة الكلام والمناقشة إذا كان البعض يختارون من القول ما يريدون ويرفضون ما يريدون ويحورون معاني الكلام بطرقهم الخاصة، ثم يعودون لترداد نفس الكلام المكرور وكأننا في حوار طرشان؟
نعم أنت تنسبي إلي كلاماً لم أقله، ولا وجود له إلا في خيالك. أقول لك للمرة الألف،
أنا لم أدعي أن زيد بن نفيل كان لديه قرآن أو كتاب، أرجو أن تلاحظي هذه النقطة. ما قلته أنه كان لهذا الرجل كلام شديد الشبه بالقرآن يقاربه في الأسلوب والصياغة، مثله في ذلك مثل غيره من الحنفاء، ومنهم قس بن ساعدة. أما مصادر ذلك فهي إسلامية جميعاً، وأهمها سيرة ابن هشام، وكلام قس بن ساعدة مثلاً يروى على لسان الرسول نفسه. لا أدري لماذا لم تكلفي خاطرك بقراءة نفس الفقرة التي وضعتها أعلاه، حتى تعودي لنفس السؤال السخيف: "أين هو الكتاب الذي احتوى حديث زيد بن نفيل أم أنه عمرو بن نفيل !!!؟"
واسمه زيد بن عمرو بن نفيل. لماذا لا تقرأين مراجع الإسلام قبل أن تحاولي الدفاع عنه؟
اقتباس:لم يتغير الكلام ولا زلتُ أطالبك بمصدر قولك إنه كان من الحنفاء .
أي أن الأحناف كانوا مسلمين، والرسول لم يكن منهم. حتى نحسم الموضوع بشكل نهائي، إليك ما تقوله سيرة ابن هشام: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرا وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية والتحنث التبرر. قال ابن اسحاق وقال أبو طالب:
وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه وراق ليرقى في حراء ونازل.
التحنث والتحنف: قال ابن هشام تقول العرب التحنث والتحنف يريدون الحنيفية فيبدلون الفاء من الثاء كما قالوا جدف وجدث يريدون القبر "(ابن هشام الجزء 2).
أي أن الرسول كان يتحنث، والتحنث هو التحنف.
هل انتهى الموضوع، أم أننا ستعيد ونزيد؟
موضوع أمية الرسول والآية التي تذكرينها بالذات ناقشتها في الرد السابق في حواري مع العاقل فانظري إليها أولاً. قد تتفقي معي أو تختلفي، ولكن أرجو أولاً أن تناقشي كلامي بدلاً من الرد لمجرد الرد. ألم أقل لك أنك لا تقرأين؟
اقتباس:ما زلت تقلب المنطق فتطالبني بأدلة وأنا التي طرحتُ موضوع أدلة أن القرآن الكريم ليس من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم !!!!!!!
علامات التعجب أفحمتني فعلاً.
من يدعي النبوة والمعجزات عليه اثباتها، لا أن يقف أمام الناس ويقول بكل صفاقة أثبتوا أنني كاذب. ماذا لو ادعى كل من هب ودب أنه نبي، ثم قال آتوني بدليل على أن كتابي المقدس ليس من تأليفي؟ هذه هي القضية التي فهمها العاقل ولم تفهمينها أنت. لا أدري كيف أشرح لك الموضوع أكثر من ذلك. حقيقة أشعر بالملل.
اقتباس: لم تكن ردة فعل مباشر على أحداث يومية بل كانت وحياً إلهياً بالمعنى وبألفاظ النبي الكريم لقوله سبحانه وتعالى ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) )إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (لنجم:3-4)
إذا كان الحديث وحياً، وإذا كانت ظروفه لا تختلف عن القرآن كما تزعمين، فما سبب الاختلاف بينهما؟ أليس هذا الموضوع الأساسي الذي طرحتيه، والذي تحدثتي فيه عن اختلاف الحديث والقرآن؟ ثم ما هو دليلك على أن الحديث وحي؟ هل هو القرآن نفسه؟ إذاً تريدين أن تثبتي القرآن بالقرآن؟ كيف يكون الشئ شاهداً على نفسه، وكيف يصير المدعي قاضياً في نفس الوقت؟
اقتباس: نعم سأرفض كل ما يأتي به العلم ويناقض القرآن الكريم لأن ذلك دليل على خطأ العلم فمن المستحيل أن يخطىء خالق العلم بشيء
لا تعليق. من يرفض النقاش لا يمكن مناقشته.
اقتباس: أهل مكة كانوا مشركين وأنت تحاول تحريف التاريخ فيما تقول من تأثرهم بما حولهم من معتقدات وقصة فتح مكة ووجود أكثر من 300 صنم فيها يكفي دليلاً على صحة ما أقول إضافة إلى الأصنام الشهيرة التي كانت منتشرة في أحياء العرب
لم يقل أحد أن
كل العرب على الأقل كانوا يعرفون هاتين الديانتين معرفة قوية، وبعضهم كانوا رهباناً وأحباراً، وقد عرف محمد بعضاً منهم. البخاري مثلاً يتحدث عن لقاء محمد بزيد بن عمرو بن نفيل، والمراجع الإسلامية تنقل له حديثاً عن قس بن ساعدة المسيحي يشبه القرآن كثيراً. وكان أقربهم إليه ورقة الراهب النصراني الذي عرفه لأكثر من خمس عشرة سنة. وبالتالي سواء كان في الكعبة 300 أو 3000 صنم، فهذا لا ينفي أن يكون محمد قد اطلع على عقائد أخرى ممن كانوا يعرفونها، هذا فضلاً عن ديانة الصابئة التي كان أهل مكة يعرفونها ويعرفون تعاليمها، ولذلك اتهموه بأنه قد صبأ. ومعرفتهم بأدين أخرى لا يعني أنهم يؤمنون بها، ولا ينفي عنهم وثنيتهم. وضحت هذه المسألة أعلاه أكثر من مرة، ولكن ماذا تقول لمن لا يريد أن يسمع؟
اقتباس: إقرأ قوله سبحانه وتعالى :-
(لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يّـس:40)
كيف عرف نبي الاسلام هذه المعلومات ؟ ولماذ لا تخرج عن فلكها وتقع على الأرض ؟
كلام فارغ بكل معنى الكلمة. الشمس تسبح في فضاء في مدار ثابت لا تخرج عنه، أين الإعجاز والإبهار في هذه البديهيات البسيطة؟ أي طفل صغير يرى الشمس تشرق وتغيب كل يوم، ويراها تجري في مسار معين يدرك هذه الأمور ويعرف أن الشمس "لا تخرج عن فلكها وتقع على الأرض". يبدو أحياناً أن الكلام يصير هدفاً في حد ذاته.
القرآن يقول 1) أن السماء "مرفوعة" على الأرض وتتوضع فوقها، 2) أن هناك "عمداً" تسند الواحدة منهما على الأخرى وتمنع السماء من أن "تقع" على الأرض. هل هناك من رد على ذلك سوى العبارات الإنشائية؟
اقتباس:نعم لدي عدة أدلة على كروية الأرض وذكرتُ بعضها في الموضوع الأصلي أعلاه
إغفري لي جهلي، ولكن أين بالضبط أثبتي أن القرآن يؤكد كروية الأرض؟ هل في آية <والأرض بعد ذلك دحاها> والتي تقول العكس تماماً، أي أن الله "بسط" الأرض؟ ذكرتي في البداية أن معنى التدحية هو التكوير، من بيضة النعامة، ثم تراجعت عن ذلك وقلت "بسط الأرض لا ينفي أنها كروية وإنما يعني أن سطحها منبسط". وهذه أيضاً مماحكة وتلفيق، تكذبهاالآيات نفسها:
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا
رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا
أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا
وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا
الخ
(سورة النازعات)
واضح أن سياق الآية هو وصف الخلق، خلق السماء والأرض، وهذا هو بابها في البخاري "بدأ الخلق". وهذا يدل بشكل واضح على أن المقصود هنا هو الأرض بأجمعها، وليس جزءاً منها. القرآن يقول أن الله خلق السماء ثم بسط الأرض وهو يتحدث عن الخلق، أي أنه يشير إلى بسط الأرض بكاملها. وماذا أيضاً عن وصف القرآن للسماء بأنها "السقف المرفوع" (الطور 52)؟ السماء: 1) سقف، 2) مرفوع. هل هناك ما هو أوضح من ذلك؟ هل لديكم تخريجات جديدة تناورون بها حول معاني الكلمات الصريحة؟
اقتباس: أين تعليقك على تنبؤ نبي الاسلام بسقوط دولة الروم والفرس ؟
هناك فقرة ذكرتها مرتين سابقاً ولكنك لم تفهمينها. إذا أردنا الحديث عن معجزات وتنبؤات، فلابد لنا من مصادر
محايدة وموضوعية، وكل ما تروونه عن تنبؤات وغيرها، جميعها تأتي من مراجع إسلامية تريد تأكيد نبوة الرسول، وبالتالي لا تعتبر مصادر موثوقة بها تاريخياً. التوراة والإنجيل مليئان بأخبار النبؤات والتوقعات المستقبلية، فهل هذا دليل على أنها وحي إلهي؟ لا يمكن لأي مؤرخ أن يعتبر النبؤات في هذه الكتب ذات أساس تاريخي لأنها ليست محايدة، فاليهود والمسيحيون يروون من وقائع تاريخهم المزعوم ما يشاؤون، وكذلك يفعل المسلمون، ولكن لا يمكن تصديقهم ما لم يأتوا بأدلة موضوعية ومحايدة. هل صار المعنى واضحاً؟
ها قد اضطررت لإعادة تأكيد ما ذكرته من قبل، ويراودني الإحساس أن ذلك قد يكون بلا فائدة، لإنني شبه متأكد أنك ستعودين إلى تكرار الأسئلة ذاتها وبنفس الطريقة الآلية، وكأنني لم أقل شيئاً، أو كأنك لا تقرأين. وعندها فاعذريني عن متابعة هذا الجدل، لأنه لا صبر لدي على المناكفة، ولا وقت عندي أضيعه في الأخذ والرد دون طائل.
سلام