أبو حيان التوحيدي هو علي بن محمد بن العباس من مواليد 312هــ بشيراز إبان العصر العباسي وقد عاش في عصر البويهيين الذين عاثوا في العراق خرابا وفسادا. وقد انتقل من مسقط رأسه إلى بغداد بحثا عن العلم والتقرب إلى رجال السلطة وأصحاب النفوذ والجاه والمال. ويعد التوحيدي فيلسوف الأدباء أو أديب الفلاسفة على غرار أبي العلاء المعري والجاحظ وابن المقفع. وكان عالما من كبار جهابذة الفكر قد ألم بكل المعارف والعلوم والآداب. وقد درس على علماء عصره، وبعد ذلك صار نابغا في التصوف والكتابة الأدبية والفلسفية. ويعد من أهم كتاب النثر العربي ومن رواد المدرسة البيانية في الأدب العربي القديم بأسلوبه المشرق الناصع ازدواجا وسجعا و بيانا وتوازيا.
وقد كرس أبو حيان التوحيدي حياته للعلم والكتابة، واشتغل وراقا ونساخا، واتصل بالوزيرين: الصاحب بن عباد وابن العميد، لكنه نال منهما كل احتقار وتهميش وازدراء مما دفع به إلى الهجوم عليهما وذكر مثالبهما على الرغم مما يتوفران عليه من مروءة وعلم وأخلاق وفضل.
وقد دفعته جرأته ووساوسه النفسية واندفاعه المتسرع ولغته الانتقادية التجريحية إلى التشرد والبؤس والفقر والتيه واللعنة على الناس والعصر والحاكمين على المجتمع. وقد اتهم بالزندقة والكفر على غرار الراوندي والمعري. وقد أحرق التوحيدي كتبه لكي لا يطلع الناس عليها، إلا أن بعض النسخ كانت لدى أصدقائه القدامى الذين احتفظوا بها لكي تصل إلينا سالمة.
وعانى التوحيدي من بخل الناس و شح الأصدقاء و حسد العلماء و جفاء رجال السلطة و طرد الحكام له و نفاق الوزراء؛ مما دفعه المآل إلى حياة الفقر واليأس والكآبة والانعزال العقلي والصوفي في إحدى زوايا شيراز يأكل الحشيش ونباتات الصحراء بعيدا عن الأنانيين وأصدقائه المتملقين.وقد توفي سنة414هـــ.
” ومهما كان الأمر فإن أبا حيان عاش نيفا وثمانين عاما في شظف من العيش ومرارة الحرمان، ربما كان هو نفسه مسئولا بعض الشيء عن ذلك”
_______________________

ومن أهم مؤلفاته:
1- الإمتاع والمؤانسة: جزءان
2- الصديق والصداقة
3- المقابسات
4- الإشارات الإلهية: جزءان
5- البصائر والذخائر
6- الهوامل والشوامل
7- مثالب الوزيرين أو أخلاق الوزيرين
8- الرد على ابن جني في شعر المتنبي
9- كتاب الزلفة
10- رياض العارفين
11- تقريظ الجاحظ
12- الحج العقلي إذا ضاق الفضاء عن الحج الشرعي
13-الرسالة في صلات الفقهاء
14- في المناظرة
15- الرسالة البغدادية
16- الرسالة في أخيار الصوفية
17- الرسالة في الحنين إلى الأوطان
18- البصائر -عشرة مجلدات-
19- المحاضرات والمناظرات.

________________

المتاح على شبكة الإنترنات ، ولمن يريد الإضافة :

الرسالة البغدادية .. لأبي حيان التوحيدي
http://www.4shared.com/file/59412450/fa0..._.html?s=1
المقابسات
http://www.ahlalhdeeth.net/omar/Moqabsat.pdf
- رابط بديل: من هنـا
http://66.7.203.247/~ahlalhde/omar/Moqabsat.pdf
كتاب الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي
صحّحه وضبطه وشرح غريبه احمد أمين وأحمد الزين
دار النشر: دار مكتبة الحياة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت
سنة النشر: لا توجد
حجم الكتاب: 13.5 ميغا
الكتاب في ثلاثة أجزاء وتمّ فصل التمهيد عن كل جزء حتى تتابع الصفحات وتوافق المطبوع
مقدمة الجزء الأول
http://www.archive.org/download/Imta3Moa...hidi_1.pdf
الجزء الأول
http://www.archive.org/download/Imta3Moa...idi_1t.pdf
مقدمة الجزء الثاني
http://www.archive.org/download/Imta3Moa...hidi_2.pdf
الجزء الثاني
http://www.archive.org/download/Imta3Moa...idi_2t.pdf
مقدمة الجزء الثالث
http://www.archive.org/download/Imta3Moa...hidi_3.pdf
الجزء الثالث
http://www.archive.org/download/Imta3Moa...idi_3t.pdf

كتاب أخلاق الوزيرين لأبي حيان التوحيدي
(مثالب الوزيرين الصاحب بن عباد وابن العميد)
حققه وعلّق حواشيه محمّد بن تاويت الطنجي
الدار: دار صادر، بيروت، 1992 (طبع بإذن من المجمع العلمي العربي بدمشق)
حجم الكتاب: ما يناهز 10 ميغا
صفحة التحميل بموقع أرشيف هي: http://www.archive.org/details/AkhlaqWazirayn
وللتحميل المباشر:
مقدمة التحقيق
http://www.archive.org/download/AkhlaqWa...irayn0.pdf
نص الكتاب
http://www.archive.org/download/AkhlaqWa...irayn1.pdf

أخلاق الوزيرين - أبي حيان التوحيدي
http://www.4shared.com/file/68952722/38e..._.html?s=1

كتاب الهوامل والشوامل للتوحيدي ومسكويه
نشره أحمد أمين والسيّد أحمد صقر
تقديم صلاح رسلان
دار النشر: الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2001
الكتاب غنيّ عن التعريف وهو عبارة عن مسائل للتوحيدي في مواضيع شتى يجيب عليها مسكويه
حجم الكتاب: 7.22 ميغا
للتحميل من موقع أرشيف: http://www.archive.org/details/Alhawamel
وللتحميل المباشر:
مقدمة التحقيق
http://www.archive.org/download/Alhawame...whidi0.pdf
متن الكتاب
http://www.archive.org/download/Alhawame...whidi1.pdf
البصائر والذخائر .
تأليف: أبي حيان التوحيدي .
دار النشر: دار صادر .
تحقيق: د. وداد القاضي .
سنة الطبع: الطبعة الأولى .
نوع التغليف: عشرة أجزاء في ستة مجلدات .
للتحميل :
http://www.archive.org/details/ALBSAER
أو
http://www.adrive.com/public/76715307055...20ec4.html

الحبايب بدؤا يظهروا واحدا واحدا فمرحى

قرأت ( عنه ) كثيرا ولا يخرج ما قرأته عنه عما ذكرته ملخصا ولكننى لم أقرأ ( له ) وكما تعلم فلا صبر عندى لهذه النصوص الطويلة فلترشح لنا كتابا فيه عصارة فكره وتكون اكملت جميلك .. تتصور أبو حيان التوحيدى طالما ذكرنى دائما بالمضطهدين فى الأرض العقلاء المقيمين بين الجهلاء

"يَا هذا: الغريبُ من غربت شمسُ جمالهِ،واَغتربَ عن حبيبهِ و عذّالهِ،و أغربَ في أقوالهِ و أفعالهِ،و غرّبَ في إدبارهِ و إقبالهِ،واَستغربَ في طمرِهِ و سربالهِ."
{أبو حيان: الإشارات الإلهية : تحقيق وداد القاضي}
تحيّة لـ"بني آدم "..لأنّ هذه الكلمات"تستهدفهُ .."

كانت لي معَ "أبي حيّان " أكثرُ من صحبةٍ،و بيننا من " الألفةِ " أيّامَ عودي العسير إلى لغةٍ تركتها،لمّا أعجزني لفظها،واَمتنعَ عنّي النّصُّ بنصّها،فوجدتُ منهُ الإشارة الفتنة و العبارة الّتي لاَ تنتهي شهوة و الفكرة المترحّلة عن الحدّ و الرّسم لتكونَ كيانَ الكائن المستشكل عن التّعريفِ،و المستصرخ بلاهويّة و كأنّه البدء ؛ علامة و صيرورة ..
كانَ العودُ عسيرا،و الدّرسُ تشقّهُ أنفاسُ أبي حيّان وهيَ تعبُرُ القرونَ في جدّةٍ و فيِ ألمٍ ليسَ لهُ من مُشاكلٍ أو شبيهٍ بينَ أفراد الأدب العربي،و لولاَ بعض الصّوفية كالحلاّج و النّفّري لبانت من فرادة " التّوحيديّ " أسبابا تجعلُ من تاريخنا الفلسفي إشكالاً محيّرا.و لكنَّ أديبنا كانَ شديدَ الحرصِ وهوَ يُعرّفُ بأساتذتهِ و بالمراجع الّتي أقامت لروحهِ الغربة و التّوحّد.
1
و لأنَّ هذه الكلمات تستهدف الّذي يبحثُ عن خلاصة لمدوّنة ضخمة فتجعلُ مئات الأوراقِ بكتيّب ٍ يسهلُ النّظر فيهِ؟أقول إنَّ تلخيص التّوحيدي لنْ يأتيَ بفائدة و لنْ يُحدثَ قراءة ينالها القارئ المستعجلُ لأنَّ " الإمتاع و المؤانسة " و " الإشارات الإلهية " و كذا " الهوامل و الشوامل" أو " المقابسات " و " البصائر و الذّخائر " يجمع بينها روح أديب و فيلسوف لاَ يُمكنُ تشتيت أنفاسهِ أو تغريب أفكارهِ عن بعضها البعض .
أبو حيّان يصدُرُ في جلِّ أدبهِ عن رؤية ممكنة لعقلٍ يقول بوحدة الإنسان لم نعثر عليها متكاملة إلاّ عند " ابن رشد " من جهةِ نقدهِ لعقلانية الإسلام الوسيط بتعبيراتها " الفارابية" و " السينوية" و " الغزالية " و حوارهِ مع منظومة العلوم الإسلامية من فقهٍ و كلامٍ.و بينَ ابن رشد و التّوحيدي علاقة يجمعها النّظر الفلسفي المتفهّم لبنية القيم المكوّنة للشّريعة و لبنية قيم الحكمة ؛و أنَّ سبيل الفضيلة ممكن بالعقل كما هوَ مطلوب من جهة النّقل؟
و نلاحظ من قول "التوحيدي " بالإمتاع و المؤانسة حول صلة الشّريعة بالفلسفة كيفَ ميّزَ بينَ شبكتين من المفاهيمِ ؛شبكة مفاهمية فلسفية و أخرى للشّريعة ،و هذا التّمييز لم يُدرك مواضعتهِ إلاّ ابن رشد حيث فصّل القول فيهِ في رسالتهِ الأشهر أو المشهورة فصل المقال..
و ندركُ كذلك تكاملا بلغة "التّوحيدي " الفلسفية لاَ يُمكنُ نعتها بأنّها فعلٌ أدبيّ كما قرّرَ ذلك " ياقوت الحموي " بمعجمهِ،و اَعتبرهُ أديبا بين الفلاسفة و فيلسوفا بينَ الأدباء،بل هوَ مُحاولة تطهير الفلسفة من شذوذ العبارة و تحرير إبيستيمولوجي للمفهوم،و مُعاودة نظر في الهمّ الفلسفي الّذي اَنتهى من نقل تراث اليونان وهوَ كذلك جهدٌ يُريدُ أن يكون لمستقبل الفلسفة العربية ملامحه الخاصّة؛فإن كان الإغريق وراء كلّ قول فلسفي فليس من الإبداع أن نجد أمامنا إغريق آخر..


2
أبو حيّان التّوحيدي بأنفاسهِ الملتهبة غربةً و وجدا ما يزال بعيدَ الملمسِ تائهَ الاهتمام.و أقرُّ أنَّ هذا الفيلسوف تجاوزنا و هوَ على الحقيقة من أهملنا لأنّنا لم نتمكّن أن نكون نافذتهُ الإنسيّة.فهوَ إنسيٌُُّ في علاقاتهِ بعصرهِ و بتراثهِ و هوَ إنسيّ بقدره التراجيدي ..
و لمّا أربطُ بينَ أبي حيّان و بين أبي الوليد فلأنَّ معنى للعقل كانَ بينهما؛نشأَ بالهوامل و الشّوامل و المقابسات و الإمتاع و المؤانسة فتيّا يُكابدُ السّعيَ،و شبَّ لدى " الشّارح الأكبر" بتهافت التّهافت و الكشف عن مناهج الأدلّة في عقائد الملّة...ولكلّ عابرٍ بالمدوّنتين يُلاحظ معقولية تتكاملُ بوضوح،فربَّ ناظرٍ سيصبرُ على السّير فيهما؟؟؟
3
و لأنَّ " يجعله عامر " يَعودُ إلينا بأبي حيّان ،فأذكّرهُ بأبي الوليد ابن رشد لعلّنا نستذكر سيرةً الفكر الاختلافيّ بحضارة الإسلام؛فإنْ كان التّوحيدي قد أحرقَ مؤلّفاتهِ ليؤكّد غربته بين أهلهِ فإنَّ مؤلّفات ابن رشد قد أدركتها نار الفقيه و السّلطان؛فتأمّل توافقا بين الرّجلين في المحنة ؟ و تأمّل سيرة التّنوير يستحيل ظلمة و تحجّرا..لهذا فإنَّ العودة للفكر النّقدي بزمن الأصوليات الدّينية هيَ عودة لخطاب تهافت التّهافت و مثالب الوزيرين ؟ و هكذا يجتمع لنا بمدوّنتين رؤية إجرائية لفعل العقل النّظري و العملي..و نتعرّف على " إسلام وسيط" و لو تدريجيّا (؟) بتتبّع الإشكالات الّتي خاضها (؟) فكيفَ نظر المفّكر لحظتئذ للوحي و النبوّة و للعقل و الفلسفة و كيفَ تفاعلَ مع السّيادة الثّقافية وهوَ الجزء الحرج منها ؟

والله يا مظفر سعدت للغاية بوجودك

ويبدو أن هذا الموضوع هو فاتحة خير للغائبين من الأحباء .. عودا كريما يا كريم وسأحاول أن أقرأ له ولكن كن دائما بالجوار يا مظفر