سلام للجميع..
الزميل ابراهيم..
كان بودي ان تقرا الرد الاول كاملا لانه يحتوي على الاجابات لما تطرحه هنا..
(07-07-2009, 11:37 AM)إبراهيم كتب: ١. فهمت من كلامك عن خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم أنهم ولدوا بأجساد "معابة". لكن المسيح لم يقدم على الإشارة إلى وجود عيوب خلقية في أجسادهم وإنما هو يتحدث عن خصيان يربطه بالتهيؤ لملكوت الله. هل لي أن أسأل من أين استنتجت نقطة "الإعابة" أو العاهة الخلقية ؟
كلام السيد المسيح عن الخصيان هنا غير مرتبط بملكوت السموات نهائيا, بل هو تكملة لما قاله قبل ذلك عن الزواج و الطلاق. فالسيد المسيح في الاية السابقة تكلم عن ان المطلق لغير علة الزنا اذا تزوج باخرى فهو زاني . و التلاميذ استصعبوا الموضوع و رأوا في الرباط الزوجي الذي لا ينحل إلا بالزنا أمرًا غاية في الصعوبة، لهذا رأوا ان الحياة الزوجيّة كما عرضها السيِّد المسيح تكاد تكون مستحيلة. و لذلك ظنّ التلاميذ البتوليّة أسهل من الزواج فقالوا له: "إن كان هكذا أمر الرجل مع المرأة فلا يوافق أن يتزوَّج".فأجابهم ان هذا ليس بالامر السهل , لأن ليس بمقدور الجميع ان يقبلوه, بل فقط من اعطي له ذلك. و بدا يشرح قوله هذا عن الفئة الاولى من الناس:
فبالنسبة للذين ولدوا من بطون امهم خصيان لا مشكلة لديهم ان يبقوا بدون زواج, و ذلك بسبب عدم قدرتهم عليه اصلا. اذا لا مشكلة اصلا هنا ببقائهم بدون زواج بسبب العيب الخلقي منذ الولادة.congenital defect
اقتباس:٢. في النقطة الثانية تتحدث عن الخصيان الذين خصوا أنفسهم أي يقدمون على إجراء عملية جراحية لأنفسهم. طبعاً أنا وأنت نعلم تماما العلم في ذلك الزمن السحيق لم تكن هناك جراحة بالمفهوم المتطور ولكن خاصي المعيز ربما أضحى خاصي الغلمان. أياً تكن الأحوال. ما الفائدة؟ بماذا يفيدني أن أجتاز عملية جراحية للخصيان؟ هل هذا حقاً يمنع وجود الليبيدو الجنسية لديّ؟ هل كل مشكلة الرجل منا قائمة في الخصيتين واللتين يجب خصيهما أم أن المسألة في أكبر من زوجي الخصيتين ألا وهو العقل؟ في اعتقادي؛ مشكلتي الكبري قائمة لا في الخصيتين ولكن في الذهن نفسه. وإن شئنا عملية جراحية ليكون لي ذهن جديد وقلب جديد فالأجدر أن نبدأ بمنطقة المخ لا الخصيتين. فالرجل قد تجده اشتعل الرأس منه شيباً ومع ذلك تجده يلاحق الصبايا ويمسك بأرداف هذه ونهد تلك مع أنه لا يحدث لديه أي انتصاب بالمرة وقد يكون لديه تعطل كامل في منطقة البروستاتا إلا أن هذا لا يمنع حالة الهياج الجنسي لديه. المشكلة إذن ليست في الخصيتين بالمرة وما خصيانهما يؤدي لشيء يحل المشكلة من جذرها.
اعتقد ان هناك لبس في ما كتبته يا زميلي. فأنا قلت ان الناس خصوهم و ليس هم خصوا انفسهم كما تفضلت و كتبت اعلاه. فكلامي كان:
"-والبعض الآخر قد أصبحوا هم أيضًا، بظلم الناس، غير قابلين للزواج بأن أجروا لهم "عملية جراحية". وهذا النوع من الخصيان هو الذي كثر ذكره في الكتاب المقدس(خصيان الملوك) ."الْخِصْيَانِ السَّبْعَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدِمُونَ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ"(استير 1 : 10).
و أنت تعرف لماذا كان الملوك يخصون بعض خدامهم لحماية زوجاتهم او سراريهم منهم. اذا هؤلاء الناس ايضا لا مشكلة لديهم ان لا يتزوجوا لانهم مخصيون, ليس بالطبيعة بل بفعل فاعل .
اقتباس:3. النقطة الثالثة التي تفضلت بالإجابة عليها تقدم فيها أنت مشكوراً قراءتك التأويلية الروحية ولكن هذا ما لا يفيده النص بشكل صريح مباشر. ويمكن طرح أسئلة عليها هي الأخرى كذلك حتى في حين ذلك
كلامك اعلاه هنا عن :"ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات."
لتأويل كلام السيد المسيح و تفسيره يجب ان نلم بلغة السيد المسيح اثناء كلامه مع التلاميذ/الجموع/ اليهود..
و لنأخذ قرينة اخرى لكلامه عن الملكوت في هذه الاية:
انظر مثلا في الاصحاح ما قبل هذا ( اصحاح 18) و كلام السيد المسيح عن دخول " الحياة" او الملكوت فيقول :
"فإن أعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها وألقها عنك. خير لك أن تدخل الحياة أعرج أو أقطع من أن تلقى في النار الأبدية ولك يدان أو رجلان."
فهل كان يتكلم هنا عن قطع اليد او قطع الرجل فيزيائيا و ذلك بفصلها عن الجسم؟ قطعا لا بل يتكلم عن قطع اسباب العثرة لدخول الملكوت. و نفس الكلام ينطبق تماما على ان يخصي الانسان نفسه من اجل الملكوت. هل يتكلم عن اخصاء فيزيائي؟ قطعا لا بل يتكلم عن قطع اسباب الشهوة. و هذا ما تمتلئ به كتابات بولس مثلا . ففي رسالته لتيوثاوس ,بولس يكلم تيوثاوس و ينصحه بان يهرب من الشهوات :"أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا.
فالمؤمن الحقيقي يعرف ان هيكله(جسده) هو مسكن الروح القدس و بالتالي يجب ان يحافظ عليه نقيا و طاهرا و الا يسمح لجسده بالتسلط عليه.
و القصد من ذلك كله ان اهتمام المتزوج يختلف عن اهتمام الغير متزوج من ناحية الرب و خدمة الرب.
(اذا اردت الاستزادة عن هذا فارجع الى رسائل بولس و "قمعه للجسد" و كلامه عن "ضبط النفس".)
الخلاصة:
هل من المستحيل ان يعيش احد ما بدون زواج ليكرس نفسه للرب؟ قطعا لا
هل من امثلة على ذلك في العالم؟ نعم يوجد ملايين الامثلة من هؤلاء الذين عاشوا و مازالوا يعيشون في هذه الحالة.
اقتباس:شكراً مرة ثانية على ردك
.
كل المحبة.