الاستاذ ابانوب
تحياتي
اقتباس:لم تأتى من القرآن بلفظة السماء أو السماوات بمعنى النجوم ... وعليه ما الفرق بين ما يحيط بالأرض (سماء) وكل ما فى الوجود من نجوم وسدم ومجرات ... فى كلتا الحالتين هناك إستحالة لسقوط السماء على الأرض ... وهنا كاتب القرآن فى مخيلته أن السماء المحيطة بالأرض ما هى الا سقفاً بدليل أنه يقول ورفع السماء بغير عمد .. ثم يقول ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ... فلو كان يقصد مثلاً الشهب والنيازك كما يقصد الكتاب المقدس لقال "النجوم" .... ولكننا نجد أن القرآن قال "السماء" ...
وبما أنك لم تجئ لى بلفظة "السماء" بمعنى النجوم فقط من القرآن فلا يوجد معك دليل على أقوالك ...
لا . السماء لا تعني النجوم , و لم يقل القران بذلك. السماء كلمة تعني كل ما علا . انا أشرت الى اختلاف المعنى باختلاف السياق الذي استخدمت فيه الكلمة.
السماء تعني السحاب عندما يقول:
{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ} (11) سورة الأنفال
و لكنها لا تعني السحاب في الاستعمال التالي:
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء} (5) سورة آل عمران
كما ان كلمة ( سموات) لها عدة معان على حسب السياق الذي وردت فيه .
فالسموات في الاية التالية:
{تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى} (4) سورة طـه
لها معنى مختلف عن التالي:
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (36) سورة التوبة
فالسنة اثنا عشر شهرا في الارض و سماءها التي قال عنها انه سواهن سبع سموات.
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (29) سورة البقرة
و اعتقادك بان معنى قوله ( السماء سقف محفوظ) او ( رفع السماء بغير عمد ترونها) , انه قصد :
(وهنا كاتب القرآن فى مخيلته أن السماء المحيطة بالأرض ما هى الا سقفاً بدليل أنه يقول ورفع السماء بغير عمد)
فليس المقصود ما ظننته. فهو لم يقل ( رفع السماء بغير عمد) بل قال ( رفع السماء بغير عند ترونها):
{اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } (2) سورة الرعد
فهل فكرت فيما هو المقصود: هل هو ينفي وجود عمد او يثبته؟
واضح بانه يثبت انه رفع السماوات بعمد و لكنه يقول باننا لا نراها , فكيف تفهم وجود عمد لا تراها؟ انها القوة الكونية فهناك قوى طرد مركزي ناتجة عن دوران الكواكب و النجوم تؤدي الى ابتعادها عن المركز و لكن هناك قوى الجاذبية التي تمنعها من الانفلات عن مركزها. هذه هي القوى التي تمنع الفوضى و تمنح الثبات فاذا اختلت بحيث زادت قوى الجذب على قوى الطرد المركزي فان اي جرم سيجذب الجرم الاصغر منه. و هنا يمكنك ان تتخيل اذا حدث هذا للارض فان جاذبيتها ستجذب اي جرم اصغر منها , و هذا ما قصد اليه القران :
{وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ } (65) سورة الحـج
اقتباس:لو كان القرآن تنزيل رب العالمين كما تدعون لكان دقيقاً فى تعبيراته وقال بدلاً من السماء "النجوم" كما قال الكتاب المقدس .
و هذا هو الذي لا يمكن ان يحدث ان تسقط النجوم على الارض , لانه و ببساطة فان الارض اصغر جرما من النجوم و لذلك فجاذبيتها اقل بكثير فاذا اردت التعبير العلمي فان الارض هي التي تسقط على النجوم لان النجوم جاذبيتها اكبر و ليس العكس.
اقتباس:عجبت لك يا دكتور صفى
بل حاول ان تقرأ بهدوء ايات القران قبل ان تتسرع بحكمك و ينطبق عليك :
عين الرضا عن كل عيب كليلة
و عين السخط تبدي المساويا