أما بالنسبة لتوقع الرئيس الأسد حرباً أميركية على بلاده، فلم يكن حديثه هذا من فراغ، بل كان يعتمد على خطة اعدتها الدوائر المختصة في واشنطن لما سمي بـ«غزو سورية».
وفي ما يأتي أبرز ما ورد في هذه الخطة لمزيد من التوثيق ودعم التحليل السياسي بالقرائن.
جاء في هذه الوثيقة ما حرفيته:
1ـ انسحاب القوات السورية بشكل كامل من الأراضي اللبنانية والعودة الى حدودها.
2ـ عدم ممارسة الحكومة السورية اي نوع من الضغوط السياسية على الحكومة اللبنانية.
3ـ التأكد من عدم حيازة سورية لأي نوع من اسلحة الدمار الشامل من خلال لجان التفتيش الدولية التابعة للأمم المتحدة (العودة الى الصيغة العراقية).
4ـ أن تعمل سورية على تفكيك كل المنظمات «الإرهابية» الفلسطينية على أراضيها.
5ـ أن تتعاون سورية مع الولايات المتحدة وإسرائيل في تسليمها بعض «الإرهابيين الخطرين» الذين قاموا بتنفيذ عمليات عدة في السنوات الماضية.
6ـ ان تثبت الحكومة السورية حسن نياتها في التعاون مع الادارة الاميركية والامم المتحدة في الانضمام الى الجهود الدولية من أجل مكافحة الارهاب.
7ـ انضمام سورية الى عملية السلام في الشرق الاوسط من خلال بدء مفاوضات غير مشروطة مع الحكومة الاسرائيلية وتحت رعاية الادارة الاميركية.
تضيف الوثيقة «ان دور سورية في تأمين الاوضاع داخل العراق يبدو مهماً، وان الادارة الاميركية اذا أرادت حصر النشاطات الارهابية داخل العراق فلا بد من اغلاق منافذ التيارات الوافدة من الاراضي السورية تارة ومن الاراضي الايرانية تارة اخرى».
وتسوق الوثيقة العديد من الاتهامات ضد النظام السوري ودوره في تدريب العناصر المعادية للنظام في العراق وتقدر المصادر الاميركية وجود «الف شخص يتوافدون شهرياً على سورية ويتلقون التدريب» الخ....
واستناداً الى الخطة فإن «الغرض أن يكون التحرك على جبهتين: الاولى (الارهاب) والثانية لبنان وهو ما شددت عليه الوثيقة في بدايتها من ضرورة سحب القوات السورية من لبنان». وتضيف: «بعد الشهر الثالث او الرابع من تحركات الادارة الاميركية ضد سورية يجب اتخاذ تدابير نوعية من التدابير الاقتصادية ذات الاثر المباشر في خنق الاقتصاد السوري وارباك المواطن السوري في تدبير حياته العادية من اجل انشاء حالة من السخط والغضب من (المواطن السوري ضد حكومته).
وفي رأي الادارة الاميركية، عبر هذه الوثيقة، «ان فترة العقوبات قد تستمر لخمسة اشهر الا انه وفي النصف الثاني من العام 2005، فإنه من المهم بدء الاستعدادات الفعلية للعملية العسكرية الواسعة ضد النظام السوري، وان ذلك لا يعني ان العمليات العسكرية ستتركز جميعها خلال هذه المدة بل من الممكن خلال الاشهر القليلة المقبلة القيام بغارة عسكرية مفاجئة إذا زادت التهديدات الامنية السورية بشأن الاوضاع الامنية في العراق.
وتمضي الوثيقة في شرح تفصيلي أكثر للخطة التي تقترح «البدء بعمليات تمهيدية لقصف المنشآت العسكرية السورية خصوصاً منشآت الدفاع الجوي السوري ومنصات الصواريخ بحيث يبدو السوريون في حال شلل تام عن القيام بعمليات جدية تعطل مرور الطائرات الاميركية او اصابة اهداف خارج الاراضي السورية».
وترى الوثيقة « ان السلاح الجوي السوري شهد تطوراً كبيراً خلال السنوات الاربع الماضية وان هذا التطور أقلق الاسرائيليين الى حد كبير، كما ان سورية حصلت على انواع حديثة من الصواريخ ذات القدرة التكنولوجية العالية، وانها تمثل تهديداً للأهداف الأميركية!
وتشير الوثيقة الى ان اسرائيل كان لديها بعض الخطط التمهيدية لضرب هذه المنصات ومصادر التهديد المحتملة من جانب سلاح الجو السوري، وان الاسرائيليين راجعوا هذه الخطط وقاموا بتغيير بعض عناصرها لأكثر من عشر مرات تقريباً، وانه من الممكن الاستعانة بهذه الخطط من خلال انشاء حلقة تعاون اميركية واسرائيلية لإدارة الخطة العسكرية النهائية ضد سورية».
إذن هذا هو مشروع الحرب الذي ربما كان يتخوف منه الرئيس الأسد عندما تحدث عن امكان تعرض سورية لحرب اميركية.
وفي عرض الاستنتاج لما تقدم يمكن التركيز على النقاط الرئيسية الآتية:
ـ ان لبنان ـ سورية والعراق: بوابة التغيير للشرق الاوسط الكبير ومن آخر ما حدث على الساحة اللبنانية وما يمكن ان يحدث سيكون انطلاقة مسيرة «دمقرطة» المنطقة بعدما كان التركيز الرئيسي في فترة سابقة على العراق فحسب.
http://www.daralhayat.com/opinion/03-2005/...42a9/story.html