الزميل فلسطيني كنعاني، بعد التحية ،،
هي ليست نظرية بل منطق رياضي

، ويبدو إننا لم نحدد مفهوم للذكاء فبات كل منا يستوعب الجزئيات وفق مفهومه للذكاء،
ولعلنا اسرفنا إن اشرنا انك تتهم التكوين بالغباء، ففي الحقيقة إن ما يقابل الذكاء ليس هو الغباء، فإن قصدتك بالانعماء ما يقابل الوعي والشعور للتكوين الى غاية محددة، فصحيح كلامكم وإعذرونا إن اسرفنا.
فالغباء أخص من عدم الذكاء ، لعله جزء منه أخص، إذا عرفنا الذكاء في محل الحوار بانه (وعي وشعور فيه إرادة تريد تحقيق غاية معينة) فإن عرفنا الذكاء بهذه فانه يعم الغباء، إلا ان الذكاء الاخص هو من يصيب الهدف بطريقة سليمة، أما الغبي فهو يعي بالغاية واهميتها وميزتها ولكنه لا يصيبها بالطريقة السليمة، إنما يجرب ويجرب ويخطئ ويتخذ اجراءات غبية! فقد يصيب وقد لا يصيب، مثله الطالب الغبي: يريد ان يجيب على السؤال لمعرفته باهمية الدرجة التي سينالها، ولكنه يفشل وقد يصدف "بالتشيير" الاجابة الصحيحة،ولكنه واع وهو يريد الاجابة، هذا غبي

.
وبخصوص الامثلة التي تسوقها فلاحظ إنه كما قلنا، نحن نريد ابطال الكلية السالبة (لا وجود للذكاء بالمعنى العام، لا وجود للوعي وارادة شيء) وهذا يتطلب فقط اثبات جزئيات، ولم نطرق كلية موجبة ولم نناقض الكلية بالكلية، وكما تفضلتم واتفقنا بان الاستقراء العلمي لا يزال ناقصا، فلا يجوز التعميم بما لدينا من معلومات قليلة، هذا اولا، ثم عندما نلاحظ ((بعض)) الامثلة، ونطبق منطقنا الاحتمالي نجد إن وجود الوعي او الذكاء مرجح بنسبة كبيرة جدا رياضيا، ومنطقيا لا يجوز رد هذه الترجيحات المتعلقة بقضية (أ) و(ب) لان الحكم غير موجود في (ج) و (د) ... ألخ.
ففي فرض تسليمنا بان الغباء موجود كما يزعم الاخوة الذي لا يرتاحون لبعض الامثلة، إلا ان وجودها في هذه لا يعني انها موجودة في تلك التي رُجح العقل فيها وجود الوعي والذكاء، هذا مخالف للمنطق، ارجوا التركيز على هذه النقطة، وهو إننا نريد فقط ان نقول:
الكلية السالبة غير صحيحة
وبما انها غير صحيحة، فلا يجوز تعميمها في جزئيات ثبت عمليا او رجح رياضيا فيها وجود الذكاء أو الوعي.
فلاحظ تتفضلون بكم من الامثلة، ولكنها (ج) و (د) و (هـ)
وحديثنا في (أ) و (ب) ..
فلك بامثلتك ان تنفي الكلية الموجبة (في كل شيء الذكاء موجود)
ولكن لا يجوز بها اثبات الكلية السالبة( لا وجود للذكاء مطلقا) لانك كما تعترف ما لدينا قليل بالنسبة للمجهول، وإن كان استقرائك ضخم، إلا إنه ضخم نسبيا!
هذا كله تسليما بان الغباء يبطل القول بوجود الوعي، إلا انه دليل ارادة ووعي، ولكن المشكلة انه اخطأ ولم يصب الهدف.
او تسليما بوجود انعدام ذكاء في جزئيات معينة.
ولكن تأمل المعادلتين، فانظر أيهما أقرب للمنطق عزيزي، ولك كامل الحرية والاختيار بما يريح قلبك، فنحن نقر بدور العاطفة وتأذيك من رؤية اعاقات هنا وهناك مع الجهل في اسبابها، وطبع الانسان بان يلقي اللوم على أحد، ونحن معك في البشرية
المعادلة الاولى:
استقراء ناقص لجزئيات تكوينية كونية (ج: اعاقات بشرية وحيوانية) و (د: انتخاب طبيعي قهري) --- > الكلية السالبة (لا وجود للوعي وللذكاء في التصميم).
الحكم على المثل (أ و ب وج ) الذي رجح في قانون الاحتمال وجود وعي وذكاء = بالسالب تعميما للكلية السالبة.
الاخطاء المنطقية:
1- التعميم اعتمادا على استقراء ناقص
2- رفض ترجيح قانون الاحتمال.
المعادلة الثانية:
استقراء ناقص لجزئيات تكوينية رجح فيها عقلا وجود وعي وذكاء (أ و ب و جـ) ----> موجبات جزئية موافقة للقانون العقلي.
الحكم على الاستقراءات (ج و د) = لا يمكننا تعميم الترجيحات السابقة عليها.
فلا وجود لمخالفة منطقية.
ولكن هل تنفي وجود ذكاء وعي في هذه الاستقراءات (ج ود) ؟؟
نجيب بالمثال التالي:
نتفق جميعنا على ذكاء الكائن البشري، وإنه اذكى المخلوقات، وصاحب وعي وارادة، نفترض إنه يريد ان يستنسخ مخلوق، ونفترض انه لا يمكن ان يأتي بنتيجة الا بنسخ 100 صورة حية له، أتى بـ30 مخلوقا مشوها أو 50 أو 70 ، ونجح في استناخ المخلوق في 70 أو 50 أو 30 % ، فبعيدا عن الاحكام الاخلاقية، نقول: إنه نجح في عمليته.
فعملية الاخطاء والاعاقات والتشوهات حصلت، رغم ان الحكم بوجود الذكاء والوعي والارادة حاصل ايضا!!
إذن: وجود الاخطاء ليس برهانا على نفي الوعي والذكاء، ولعل الاعاقات المتحصلة لازمة لنجاح العملية في النهاية.
نعود ونسأل:
هل ممكن أن تكون هذه الجزئيات (ج و د) من هذا النوع؟؟؟؟؟
الجواب: نعم، ممكن
مثال آخر:
صنع صانع روبوتات لنقل: 5 روبوتات، واستطاع بهندسة ميكانيكية ان يجعل الروبوتات تصنع روبوتات أخرى، وهكذا عملية انتاج متكثر، وقدر ان يعطي للروبوتات ارادة حرة امام خيارين: الاول: العيش في بيئة تحتوي على وقود وجو مناسب لعملية الانتاج، والثاني: العيش في بيئة غير مناسبة.. وشدد الصانع على ان يلتزم بالخيار الاول، وبين له افضليته، ولكن عدد من الروبوتات المنتجة التي تمتلك الارادة ذهبت الى الخيار الثاني فحصل عطل ونقص جعل الروبوتات المنتجة تنتج روبوتات أخرى لكن بصورة خاطئة ومشوهة.
من سبب الخطأ والتشوه؟ الجواب: الارادة الحرة في روبوتات الجيل الاول.
ما ذنب الروبوتات المشوهة في الجيل الثاني؟ الجواب: لا ذنب ولكن حديثنا ليس عن العدل والاخلاقيات
نعود ونسأل:
هل ممكن ان تكون هذه الجزئيات (ج و د) سببها جهل او اخطاء في خيارات المخلوقين لا عن هندسة الوراثية الانتاجية، أي ان خيارت حصلت وظروف طارئة خربت الهندسة الانتاجية؟؟؟
الجواب: نعم، ممكن
-
نعود للمعادلات:
استقراء ناقص (ج و د ) = كلية سالبة -----> رفض نتيجة استقراء ناقص آخر يرجح فيه الوعي والذكاء بنسبة ضخمة.
وقد بينا المخالفات المنطقية والآن نزيد أخرى:
هل من الممكن ان تكون (ج و د) صور من صور الامثلة التي ضربناها ؟؟؟ الجواب: نعم ممكن !
فلم يثبت فيها السلب اساسا وإنما هو إحتمال عقلي.
كيف يجوز للصانع والإله و .. و .. أن يخطأ وأن يشوه عباده ..ألخ
نقول: الآن نحن في مرحلة مبكرة جدا ولسنا بصدد البحث عن الصفات والعدالة والاخلاقيات، فلا يجوز التسرع،
كل موضوعنا الآن: هل يجوز رفض وجود الوعي والذكي والصانع ..ألخ بحجة جزئيات (من الممكن ألا تكون سالبة) ؟؟؟
الجواب: لا يجوز عقلا.
لان السلب لم يثبت الآحاد ووممكن ان يكون عكسه، وإن ثبت فيكون ناقصا على العموم، والناقص الذي فرضنا ثبوته في نفسه وحدوه لا يجوز ان يثبت نفسه في غيره ابتداءا، فضلا عن جزئيات رجح العقل فيها احتمال الوعي إن لم يثبت.
فالخلاصة تجد:
ان تعميم السالبة الكلية غير سليم منطقيا ولا يجوز وفق الاستقراء الحالي.
مقابل: ترجيح وجود الوعي والذكاء في جزئيات (أ و ب) ، وإمكانية ان تكون (ج و د) غير نافية لوجود الذكاء (كما مثلنا بالامثلة) بل جزئيات موجبة.
وفي نطاق المجهول: ممكن ان يحصل لنا جزء يثبت فيه هندسة (فتزيد من بطلان الكلية السالبة) ، وممكن ان تستمر امثلة (ج و د) الى ما لا نهاية (فيبقى احتمال كونها صورة للذكاء مثل الاستنساخ والروبوتات).
إذن:
الكلية السالبة يستبعدها العقل، والكلية الموجبة ممكنة
بعبارة حوارية:
صاحب المعادلة الاولى نسأله: ما رأيك بهذه الامثلة (أ و ب ) التي ُرجح فيها العقل وجود ذكاء فيها؟
يجيب: لا ذكاء بالمطلق!!! (مخالفة للعقل) .
صاحب المعادلة الثانية نسأله: ما رأيك بهذه الامثلة ( ج و د) التي فيها اعاقات واخطاء؟
يجيب: ما يدريك لعلها ادلة ذكاء مثل استنساخ العالم او صانع الروبوت، ويظهر فيها ارادة نحو شيء يريده الذي أخطأ !!! ( وإن انفتها بعض القلوب، ولكن منطقيا ممكن وسليم)
فأرجوا انها وصلت
فلذا كنت اقول من الافضل هو مذهب اللادرية، أما الانكار المطلق على وجه اليقين فهذا المذهب مخالف للمنطق ومعطيات العقل، ومتسرع جدا، لما في طبيعة الانسان انه يريد معرفة الكليات بسرعة، ولا يحبذ الاعتراف بعدم العلم او انه في عمره القصير بعيد عن التحصيل.
ارجوا الا اكون اطلت في الكلام، واعذرونا إن اطلنا لانشغالنا في محاورات عديدة هنا وهناك ..
ولنا عودة ان شاء الله في الاستفادة من الاخوة للإلمام حول كافة الآراء دون استثناء ..
وشكرا جزيلا