الحمد لله على سلامتك

ولا يهمك يا كيمو
المؤمن منصاب يا ابنى
عندى لك اقتراح يا كيمو وهو أن تتجه للطبيب الحمار الذى لم يهتم بك فى البداية وتجلس معه وتقترب من أنفه وتعطس عطسه قوية لا تبقى ورقة على حالها وبعدها تقول له تخيل يا دكتور أنا طلع عندى انفلونزا الخنازير .. اجعله يشرب من نفس الكاس والثواب والأجر عند الله
عاشق :
لن يصيب النادى شىء لا تقلق ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) وحتى لو اصابنا شىء فلن نقول إلا : ( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ) وإذا زاد الإبتلاء فلن نقول ( والله يحب الصابرين )

ببساطة لأننا منتدى ((( مؤمن )))

سلّمكم الله جميعا يا جماعة ...

سأسرد قليلا من القصة ثم أعود للإجابة على بريد القراء

لنتابع منذ لحظة تلقي الخبر المشؤوم بأنني مصاب بإنفلونزا الخنازير، طبعا البيت توشح حينها بالأقنعة التي كان بعض إخوتي يرتدينها كنوع من الوقاية، لكن هذه المرة تحول بيتنا كأنك في مسلخ أو غرفة عمليات

انطلق بي أخي بالسيارة نحو المستشفى وأنا لافف نفسي بعباءة من وبر الجمل (مدري هو الجمل عليه وبر والا شو بالضبط) الشتوي والثقيلة جدا، طلبت منه الإسراع ظنا مني بأني بوصولي إلى المستشفى تكون جميع مشاكلي قد حلت، وأنني سأعيش في طمأنينة من الآن وخلال أيام الحجر الصحي الثلاثة، فقد تعودت طوال حياتي أن المستشفى مكان عناية حيث كنا من المحظوظين الذين يتداوون في مستشفى الجامعة الأردنية، وهو مستشفى تعليمي والعناية فيه ممتازة مقارنة بالكثير من المستشفيات الأخرى في المملكة ...

صاحبكم وصل إلى المستشفى مش عارف يحط رجل قدام رجل من البردية والتعب، دخلنا إلى الإستقبال وأخبرناهم بأنني حالة مؤكدة، طبعا وبكل بلادة وبرادة دم أشاروا لنا بأن "روحوا على الطابق الأول"، لم يسألوا إن كنت بحاجة إلى مساعدة، كرسي متحرك، يا عمي عصاية أتكئ عليها، ولا حتى تفرجوا بخلقتي!!!! ... أحيد قليلا عن الموضوع لأسرد أنني كنت البارحة في المستشفى لأنني ولله الحمد والمنة أعاني حاليا من التهاب قصبات حاد (بيقول لك المثل "المصائب لا تأتي فرادى ) وأكلت إبرة فولترين في العضل، وبعدها أخذوني إلى الأشعة لأخذ صورة عن الصدر، طبعا الممرضة كانت كمان شوي راح تحلف علي أيمان إذا ما كنت قادر أمشي انها تجيب لي كرسي أو حتى تجرني بتختي، وطول الطريق على "انت متأكد انك كويس؟؟؟" و"حاسس بتعب؟؟؟" إلى آخره لدرجة حسيت حالي بني آدم بعد أن كان الإعتقال في معتقل الأمير حمزة غير نظرتي لنفسي من "بني آدم" إلى "كلب" بكل بساطة!!!

المهم، وبلا طولة سيرة، مشينا أنا وأخي إلى الطابق الأول حيث المعتقل، وصلنا لنجد الناس مرمية على الأراضي في انتظار دورها في فحص الإنفلونزا، أنا كنت من المغضوب عليهم، فاتجهت مباشرة إلى كاونتر الإستقبال وأخبرت الممرضة بأنني حالة مؤكدة ... "شو إسمك؟" سألت الفاضلة فأجبت باسمي لتبدأ البحث في "الدفتر" عن اسمي (طبعا هذا المستشفى ال"آخر موديل" ما فيه كمبيوتر واحد - كلو عالورق) حتى وجدته وقالت لي "إه، هاظ انت اختبارك طلع بوزيتيف!!!!"، أنا وقتها لم أعرف ما أقول، يعني أنا جاي بتخوث هون مثلا؟؟؟ حابب أعمل مقلب للكاميرا الخفية على حضرة جنابك؟؟؟؟ ... المهم طلبت مني الإنتظار لثوانٍ حتى تحضر الغرفة، ثم التهت بالتلفون والأعمال الورقية أمامها، ثم، "إههههههههههه، تصدق اني نسيتك يا ابراهيم!!!!!" ... كمان شو بدي أقول لها هالمرة برضه؟؟؟؟؟ واحد قد الشحط واقف قدامك ومش شايفيته؟؟؟؟؟ ... طبعا كان حيلي مهدود لدرجة أنني غير قادر حتى على التفكير بمسبة أو أمد إيدي أشيلها بقفا إيدي، فاختصرت والتزمت الصمت، وانتظرت حتى تكرمت علي وأعطتني غرفة بسريرين ...

طبعا أمسكت ورقة بيضاء وكتبت اسمي عليها وألصقتها على باب الغرفة ... دخلت الغرفة ونمت على سريري، جاءت الممرضة بعد لحظات بميزان الحرارة وقامت بقياس حرارتي التي قاربت الأربعين كالعادة، "والله حرارتك مرتفعة، هسة بجيب لك خافض حرارة" ثم أتبعت جملتها الأولى ب"هذا ميزان حرارتك، بتضلك تقيس حرارتك دائما وإذا ارتفعت خبرنا"!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

على أي كوكب يحصل هذا؟؟؟؟؟ لعاد شو حضرة جنابك بتعملي هون؟؟؟؟؟؟ أحد واجباتك الأساسية يا محترمة أن تقومي بأخذ العلامات الحيوية للمريض كل 4 ساعات على الأقل!!!! وبتقول لي أقيس حرارتي بنفسي؟؟؟ لا وكمان خبرنا!!!!!!!!!!!!!!!!، لكن برضه كنت مريضا لدرجة عدم قدرتي على التفكير في الموضوع من أساسه ...

بعد قليل عادت وبيدها ال"كانيولا" أظن أن ترجمتها الإبراة الوريدية، هي اللي بيعطوا عن طريقها المصول، وخرمت يدي وثبتتها باللاصق، ثم عادت ببراسيتامول وهو خافض حرارة يعطى عن طريق الوريد، وهو فعال ضد الحرارة بشكل كبير، ويفرزه كبد الإنسان بشكل طبيعي لكن طبعا حالات الحرارة أحيانا تحتاج كميات أكبر مما ينتجه الجسم، والبانادول هو عبارة عن باراسيتامول على فكرة .... المهم أخذنا الجرعة وانخفضت الحرارة، حينها قررت أن أنام، ونمت ...

يتبع ...

---

(10-18-2009, 12:38 AM)the special one كتب:  هلا عمي كيمو حمدلله عالسلامة ..
من شوي كنت بسيرتك انت وطارق بموضوع " فين الناس "
ممكن تشرحلنا اكثر عن طريقة العلاج و فعالية الادوية لاننا سمعنا ببعض اجهزة الاعلام ان
الادوية و اللقاحات لها تاثيرات جانبية سيئة , ماصحة هذا الكلام ؟
ياريت تعطينا فل ريبورت عن تجربتك الاليمة( تنذكر ماتنعاد ) ......

الأدوية بكل بساطة هي بانادول أو ممكن شيء أقوى للحرارة زائد دواء اسمه TamiFlu وإحصائيا يحصل الشفاء من الإنفلونزا بعد ثالث حبة من هذا الدواء .... طبعا هناك حالات تحصل بها مضاعفات مثل حالتي لكنها قليلة ...

سمعت الكثير من الكلام السيء حول اللقاح، الكثيرون يخلطون بين اللقاح والعلاج، الTamiFlu عبارة عن دواء علاجي وليس وقائي، أما اللقاح الجديد المزمع نشره فالكثيرون يرفضونه والكثير من الأطباء يرفضون أن يتم تلقيحهم هو وعائلاتهم، لكنني لا أفتي من عندي ... عن نفسي، أقول لك روح دور لك على واحد مخنزر وخليه يعطس بوشك أو حاول القط المرض بأي وسيلة، كل راس مالها 3 أيام بالبيت حرارة خفيفة (كثير حالا رأيتها بأم عيني حيث الشخص مصاب بالفايروس لكن ما في أي أعراض على الأطلاق) ويمكن إن كانت حالتك سيئة تصيبك كحة إلى جانب الحرارة، عدا عن ذلك فحسب ما رأيت من الحالات حولي في المعتقل فإنفلونزا الخنازير سخيفة جدا مقارنة بالإنفلونزا الموسمية ...

الTamiFlu يضايق المعدة، لذلك يجب أن تأكله على معدة ملآنة ... أنا اللي مش فاهمه انه كيف شركات الأدوية ما بتحط في بالها أن كثير ناس وهم مرضا شهيتهم تتأثر ولا يأكلون كثيرا في الغالب، بيقوموا بيصنعوا دواء يجب على الشخص الأكل حتى امتلاء المعدة قبل تناوله، عدا عن ذلك فله جرعة مغص وحرقة معدة غريبة بشكل مؤذي جدا!!!!!

---

(10-18-2009, 02:22 AM)Free Man كتب:  

1- حمدلله على السلامة صديقي .
2- الطبيب أحياناً يعتقد انه نبي معصوم و يتصرف على أساس ذلك و الويل لمن يشكك .
3- إذا أصاب الإنسان أنفلونزا الخنازير هل من الممكن أن يصاب مرة أخرى .

تحية

الله يسلمك يا صديقي العزيز ...

فعلا، لا أدري لماذا مع أنك قد تجد ممرضا أو ممرضة أحيانا بيفهم أكثر من الطبيب نفسه!!!!

سمعت أنك إذا أصبت به فقد حصلت على مناعة من المرض، وللآن لم تمر حالة أصيبت بالمرض أكثر من مرة، هذا في الأردن طبعا حسب ما علمت ...

حمدا لله على سلامتك وما تشوف شر إن شاء الله

تجربة عملية عن انفلونزا الخنازير تبدد الكثير من المخاوف.

شكرا لك

ما رأيك يا كيمو بالوجه الآخر " الناعم " للمملكة ؟؟؟



الربضي ومساعدتها بلا رجال في غرفة القيادة

رحلة جوية 'ناعمة' لأول مرة في الأردن


طاقم نسائي أردني مؤلف من ست نساء يقود احدى طائرات الملكية من أثينا الى عمان وعلى متنها مئة راكب.


عمان - قاد طاقم نسائي اردني مؤلف من ست نساء للمرة الاولى احدى طائرات الملكية الاردنية انطلاقا من العاصمة اليونانية اثينا حتى وصولها الى عمان، حسبما افاد مصدر رسمي اردني الاثنين.

وحطت الطائرة التي اقلت مئة راكب وقادتها الكابتن كارول الربضي ومساعدة لها واربع مضيفات، مساء الاحد في مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوب عمان) قادمة من أثينا.

ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) عن رئيس دائرة العمليات الجوية في الملكية الاردنية هيثم مستو قوله ان "هذه حالة فريدة من نوعها في منطقة الشرق الاوسط ونادرة عالميا ارادت منها الملكية الاردنية دعم العنصر النسائي لاخذ مكانته الى جانب الرجل".

واضاف ان "هذه الخطوة تعكس سياسة الاردن باستثمار جميع الموارد البشرية العاملة لديها واظهار صورة المملكة الحضارية".

ومنحت الربضي الحاصلة على بكالوريوس علوم طيران من الولايات المتحدة والتي سبق لها ان عملت ست سنوات كمساعد كابتن بعد اتمام الرحلة، رتبة كابتن طيار لتصبح الكابتن الطيار الوحيد في الملكية حاليا من النساء بعد ان سبقتها اثنتان عبر مسيرة الملكية منذ تأسيسها عام 1963.

...

كانت الليلة الأولى هادئة، تخللها الأرق ... مستلقٍ أنا في غرفة كالقبر، لا شيء فيها بتاتا سوى تختين، طاولتين من المفترض أنهما للطعام، طبعا كلتاهما مكسورتان، سلتين للقمامة، وفقط ... الحمام مقرف من حيث المنظر، لكن يمكن دخوله، اكتشفت أن فتحة المجاري في الحمام مكشوفة وغير مغطاة نقطة تحسب للنظافة والسلامة الطبية في المستشفى، يعني يا أما مجاريهم نظيفة إلى درجة لا تعيش فيها الجرائيم أو أنهم باختصار "مش سائلين" وطبعا كلنا يعرف ما هو الخيار الصحيح!!! الشاور لا يحتوي على ستارة بالتالي إذا قررت أخذ حمام ينبغي شطف الحمام من بعده، والإنارة سيئة لأبعد الحدود داخل الحمام والغرفة بشكل عام، الغرفة مع الإنارة سيئة الإضاءة تماما مما يعطي شعورا بالكآبة، أظنكم تعرفون عما أتحدث ...

صباح اليوم التالي استيقظت بعد أن استسلمت للنعاس قبيل الفجر، كنت أتوقع دخول الممرضة لفحص العلامات الحيوية طوال الليل، أليس ذلك ما يجب فعله؟؟؟، لكن دون جدوى فقررت أن أفترض حسن النية بأنهم لم يريدوا إزعاج نومي رغم أن هذا غير منطقي البتة ... إنتظرت، وانتظرت، فلم يظهر أحد. فجأة، إنفتح باب الغرفة، ثم ما لبث أن انغلق، فقررت أن أذهب لأرى ما القصة، ولماذا لم يظهر أحد على الأقل للاطمئنان على حرارتي، يا عمي يقولوا لي صباح الخير على الأقل!!! ... فوجئت بوجبة الفطور، وأين؟؟؟ على المغسلة، على باب حمام الغرفة!!!! طبعا مع كونها غير قابلة للإستهلاك البشري، ومغلفة تغليفا لا يحفظ نظافتها، وفوق كل ذلك، موضوعة على باب حمام الغرفة!!!! ... نقطة أخرى تحتسب للمستشفى، طبعا لم يتم التوقف عن هذه العادة المقرفة إلا بعد إطلاق العديد من الشكاوي إلى وزارة الصحة طوال 4 أيام من إقامتي، في اليوم الخامس فقط قام الممرض المناوب بتقديم الوجبات بنفسه ... باقي وجبات اليوم كانت تصلنا إلى السرير، لكن يبدو أن الموظف المسؤول عن توزيع وجبات الإفطار كان يرفض دخول الغرف ...

كان الوقت يمضي بكل بطء في المعتقل خلال اليوم الأول، ممرضان اثنان يشرفان على القسم بأكمله، لا يكلفان نفسيهما عناء القيام وعمل جولة ولو واحدة خلال الإثني عشرة ساعة مدة المناوبة، ولا حتى زيارة واحدة إلا بناءا على طلب المريض، وطبعا كما أسلفت، فمهمة قياس الحرارة تقع على عاتق المريض، لأكتشف لاحقا بأن الممرض أو الممرضة المناوب، كان يستخدم القياسات التي يزودها به المرضى ليدونها في سجل المريض على أنه قام بقياس علاماته الحيوية، حتى في صبيحة أحد الأيام عندما كنت أرجو الطبيب المناوب أن يوقع على قرار الإفراج عني (أظن اليوم الثالث) سأل الطبيب الممرض المناوب "قديش حرارته؟؟" فما كان من الممرض أن يجاوب "عالية يا دكتور" وكل هذا أمام ناظري وعلى مسمع مني ... طبعا محسوبكم وقتها طفح كيله وقال مخاطبا الممرض "بالله عليك؟؟؟ قسما بالله صار لي 3 أيام في هالمستشفى ما شفت وجهك ولا حتى شفتك ماسك ميزان حرارتي!!!!" .... طبعا ما كان من الممرض حينها وفي خضم ارتباكه إلا أن طلب من الجميع دخول غرفهم، وخلال دقيقتين دخل غرفتي وقام بقياس حرارتي، الحرارة كانت 38 درجة سلسيوس، نظر بي وقال "مش قلت لك حرارتك عالية!!!" ... ماذا أقول لبني آدم من هذه الشاكلة؟؟؟ هل هو بني آدم من الأساس؟؟؟؟ ما معنى تسمية هؤلاء ب"ملائكة الرحمة"؟؟؟؟

قسما بالله، لو أراد الله اختيار خازن للنار من البشر فلن يخرج عن نطاق ملائكة الموت القابعين في ذلك المعتقل المقيت ...

خلال اليوم الأول حصلت على شريك في الغرفة، كان شابا في الثالثة والعشرين من العمر، وقد كان تشخيصه إيجابيا عند الفحص وحكم عليه بثلاثة أيام في المعتقل حاله حال كل مصاب مسكين ... الشاب لم تظهر عليه أي أعراض للمرض، لا شيء بتاتا، لكنه مع ذلك مصاب، علمت لاحقا بأنه عانى من الحرارة ليومين ثم انتهى الموضوع (أرأيتم ما أسخف هذه الإنفلونزا؟؟؟ طبعا هذا حال حوال 70% من المرضى حسب ملاحظتي) ... حسبت أنني حصلت على بعض الرفقة والتسلية، لكنني اكتشفت أنني حصلت على كائن كسلان لأبعد الحدود، كان ينام ربما 20 من أصل 24 ساعة في اليوم!!!!! مما زاد من كآبتي وعزلتي ...

خلال اليوم الثاني، بدأت الكآبة تتسلل إلى داخلي، لا أحد يزورني سوى أخي ليحضر لي بعض المتطلبات ثم ما يلبث أن يتم طرده من قبل الأمن في القسم، لا ممرض يقيس حرارتي، علي القيام بذلك بنفسي .... تخيل نفسك، ترتجف بشدة (فجأة) وتحاول أن تضع ميزانا للحرارة في فمك، وأكثر من ذلك، تحاول أن تحافظ عليه تحت لسانك دون أن تقضمه من شدة الارتجاف طوال 3 دقائق، ثم أن تمشي مسافة عدة أمتار نحو باب الغرفة وجسدك بالكاد يحملك من تحامل المرض عليه، لتخرج وتطلب من أحد مساعدتك .... يأتون بعد أن ينهوا "سيرهم" و"طق حنكهم" مع بعضهم ليصلوا مصل خافض الحرارة بالإبرة الوريدية، ثم يذهبون ... ينتهي المصل، تمر ربع ساعة، نصف ساعة، وأقسم أنني في أحد المرات صبرت ساعتين لأرى إن كان أحد سيحضر لأخذ المصل الفارغ فلم يأتِ أحد، في كل مرة، مهما كنت منهكا من المرض، عليك أن تخرج إليهم لتطلب منهم إزالة المصل من يدك ...

طوال الوقت كنت ممددا على سريري، أسمع ضحكات الممرضات في الخارج مع الأطباء أو الممرضين، يضحكون لساعات وساعات، أحيانا كنت أصرخ بأعلى ما عندي، ولا حياة لمن تنادي، ليس هناك في الغرفة أي وسيلة لاستدعاء التمريض، ليس لدى المريض المسكين سوى أن يسير نحو الباب، طيب أنا في بعض الأحيان كنت أعجز عن النهوض من سريري!!!! فكيف بالمشي نحو الباب؟؟؟؟؟؟ ... بدأت بادخار حبات الفواكه التي كانت تأتي مع الوجبات من تفاح أو إجاص حتى أقوم برميها نحو الباب عند الحاجة لعل وعسى تلفت انتباه ممرض أو ممرضة، لكن مع كل ذلك لا حياة لمن تنادى!!!!

مر اليوم الثاني، واشتد علي المرض أكثر، زادت الحرارة، وزادت مقاومة جسدي لخافضات الحرارة، ليبدؤوا بإعطائي خافض حرارة أقوى من الباراسيتامول ... في الليل كنت أرتاح أكثر بسبب وجود ممرض "يعرف الله" على الأقل، كان يطمئن لحالي كل بضع ساعات، يقيس حرارتي، يعاجلني بأي شيء أطلبه منه جزاه الله كل خير، كنت أرتاح لمجرد معرفتي بوجوده خارج الغرفة، لكن الحرارة والمرض كانا يشتدان خلال الليل ... لاحظ هذا الممرض ضيق تنفسي منذ الليلة الأولى، فقال لي أنه يشك بوجود التهاب في القصبات أو التهاب رئوي، وطلب مني إخطار الطبيب عندما يزورني بهذه الأعراض، أو سيقوم هو بذلك، لكن لسوء حظي فهذا الممرض لا يكون موجودا خلال جولات الطبيب المناوب الصباحية (صباحية بتوقيتهم يعني ما بين الساعة 11 و12 ظهرا) ....

يتبع...

(10-18-2009, 07:17 PM)كمبيوترجي كتب:  

---

(10-18-2009, 02:22 AM)Free Man كتب:  

1- حمدلله على السلامة صديقي .
2- الطبيب أحياناً يعتقد انه نبي معصوم و يتصرف على أساس ذلك و الويل لمن يشكك .
3- إذا أصاب الإنسان أنفلونزا الخنازير هل من الممكن أن يصاب مرة أخرى .

تحية

الله يسلمك يا صديقي العزيز ...

فعلا، لا أدري لماذا مع أنك قد تجد ممرضا أو ممرضة أحيانا بيفهم أكثر من الطبيب نفسه!!!!

سمعت أنك إذا أصبت به فقد حصلت على مناعة من المرض، وللآن لم تمر حالة أصيبت بالمرض أكثر من مرة، هذا في الأردن طبعا حسب ما علمت ...

طبعاً هذا الكلام غير صحيح.
اقرأ معي التالي:

المصدر

حصلت على هذا الشرح عندما كنت أبحث عن حالتي، وحالتي باختصار هي أنّني أصبت بانفلونزا حادة مع صداع شديد وحرارتي كانت قد تعدت 38.5 وقررت الذهاب للعيادة. على باب العيادة كان مكتوب " من فضلك إذا كنت تعتقد أنّك مصاب بالانفلونزا، إذهب للبيت واتصل بالرقم التالي ###" .

...

بدأ اليوم الثالث في المعتقل كالعادة، ما يدعون أنه "طعام" الفطور مرمي على المغسلة على باب الحمام في الغرفة، أقوم لأستغل الدقائق اللاتي أعيشهن بلا حرارة عالية أو ألم معدة أو رجفة لتناول القليل مما قسم تحضيرا لتناول المضاد الحيوي (TamiFlu) لأنه كان يسبب لي حرقة شديدة في المعدة بالإضافة إلى المغص، وكان ينصح بتناوله على "معدة مليانة" وأنا عليم الله ما كان ييجي على بالي الأكل إلا فيما ندر خلال أيام المرض ...

عند حدود الساعة العاشرة صباحا وصل الطبيب المناوب لأشرح له ما أعانيه من ضيق تنفس وما إلى ذلك، طبعا حينها كانت الحرارة قد هاجمتني من جديد، وكنت أرجوه أن يجروا لي صورة أشعة للتأكد، السبب أن أختي وهي ممرضة كانت تتصل بي في اليوم أكثر من مرة لتطلب مني أن أطلب صورة أشعة، والسبب أن ابن عمتي وهو أخصائي جهاز تنفسي وعناية حثيثة وماخد له شي 4 أو 5 بوردات أمريكية في هذا المجال على ما أظن كان يلح على ذلك ... علمتُ لاحقا أنه (ابن عمتي) وهو يعمل في أحد أكبر مستشفيات السعودية وأكثرها تقدما طبيا كان متابعا ل5 حالات فقط مثل حالتي تطور عندها الحال وتم وضعهم جميعا على جهاز التنفس الإصطناعي، الحصيلة كانت 4 حالات وفاة ونجاة مريض واحد فقط!!!!

بسبب إحساسي بالقلق الذي تعاني منه أختي وإلحاحها على موضوع صورة الأشعة، وبسبب ذكرها لموضوع الإلتهاب الرئوي اعتراني القلق، وألححت على الطبيب أن يجري لي صورة الأشعة، وبعد سماعه أعراضي قام بطلب إجراء صورة أشعة لي بشكل "عاجل" ... ولكن، ما معنى عاجل في مفاهيم معتقل الأمير حمزة؟؟؟ الجواب هو عشرون ساعة!!!! ... عشرون ساعة كاملة وأنا أنتظر إجراء صورة أشعة لصدري ... خلال ذلك اليوم كانت حالتي قد تطورت إلى درجة مقاومتي لجميع خافضات الحرارة، خافض الحرارة الممعطى من خلال الوريد يجب أن يكفي لحوالي 8 ساعات، وكان أقوى خافضات الحرارة المتوفر عندهم حينها يكفيني لما بين 3 إلى 4 ساعات على الأكثر، وأبقى أعاني من حرارة مرتفعة لأربع ساعات أخرى، كان يوما سيئا بجميع المقاييس ...

خلال تلك الليلة لما تفارقني الحرارة بتاتا، وإضافة إليها بدأت أنفاسي تضيق شيئا فشيئا، استكيت للممرض فوضع لي قناع أكسجين لكن لم يكن له أي تأثير يذكر، وعند اقتراب الفجر انقطع نفسي مرتين، كل مرة حوالي ال20 إلى 30 ثانية ... لستُ أدري كيف أصف الشعور، تخيل أنك نسيت كيف تتنفس!!!! تحاول أن تأخذ النفس لكنك لا تستطيع، ثم تنتهي النوبة بنفس بسيط مخنوق لكنه أغلى نفس تستنشقه في حياتك كلها ربما!!!! ... بعد المرة الثانية فزعتُ فزعا شديدا، لستُ أدري كيف حملتني أقدامي نحو باب الغرفة، لستُ أذكر التفاصيل تماما لكنني أذكر أنني وقفتُ على باب الغرفة أبكي وأستجدي فريق التمريض أن يصحبوني للطوارئ لأخذ صورة أشعة لصدري لكن لا حياة لمن تنادي مرة أخرى ... حملوني إلى السرير وقامت الممرضة بإعطائي "تبخيرة" تحتوي على دواء معين قام بتخفيف ضيق التنفس بشكل جيد جدا، ثم قامت متطوعة بإعطائي مضادا حيويا جزاها الله خيرا، ارتحتُ على إثره وأظن أنني غفوت ...

أذكر تلك الليلة، وبعد أن "غفوت" أنني بدأتُ أهلوس أو أحلم بشكل غريب جدا، كنت أرى أقزاما يتوافدون على سريري واحدا تلو الآخر، وأنا أعطيهم قطعا من وسادة سرير المستشفى التي هي عبارة عن قطعة أسفنج يحشرونها تحت غطاء السرير لتسبب لك آلاما في الرقبة والظهر لا يعلم بها إلى الله، كان حلما غريبا جدا، وأحسست بأنني تعرقت كثيرا تلك الليلة ...

يتبع ...

سلامات يا باشمهندس
بس فكر في مغادرة نجد فانت تعمل هناك كما وجدت في مشاركاتك
حرام تعيش في ذلك الجو
انفلونزا المشايخ ابشع

على فكرة
قرات فذلكة لغوية شبيهة باللغويات القدافية
وهي ان اسم الانفلونزا جه من انف العنزة ولا بد من تسجيل هذا الاختراع اللغوي العظيم الذي ان دل على وباء فانما يدل على اننا مخترعوه امّال