(10-23-2009, 05:22 PM)بهجت كتب:  عاشق الكلمة .
يا صديقي .
طرحت هذا الموضوع لأستمع لآراء الآخرين خاصة الشباب ، فقد أصنف نفسي حداثيا أو ليبراليا في الفكر الفلسفي و السياسي و لكني محافظ إجتماعيا ، فلا أدعي أني أعبر عن الأفكار الثورية في العلاقات الإجتماعية ،وهذا طبيعي نتيجة النشأة الريفية المصرية المحافظة ، كذلك بحكم العمر ،

(10-23-2009, 04:35 PM)طنطاوي رداً على عاشق الكلمه كتب:  لكن احنا بنكلم في مين وبنوجع ايدينا في الكتابة ليه؟ مش هجرة الفلاحين للقاهرة والاسكندرية هي المسؤولة عن الانحدار الذي تواجهه مصر الان؟ لما تفهموا القيم الانسانية الكونية- وليس قيم الريف المصري - ساعتها ممكن يكون جدوي من الكتابة. الامر ليس له علاقه باسلام او غيره بقدر ما له علاقه بالقيم التي تربيتم عليها ، ببساطة لا فائدة من اي نوع من انواع الحوار لانه مريض عمي الالوان لو ناقشناه في رؤيته للعالم من هنا لبكرة الصبح لن يفهم ماذا يعني اللون الاخضر مثلا.

استاذ بهجت :
هل ترى ان المجتمع الياباني مع العصر ام ان الزمن تجاوزه وسينقرض ؟

أتمنى ان أسمع من زملاء آخرين حول نفس القضية ،و يا حبذا لو شاركتنا سيدات و فتيات في قضية هي يطبيعتها أكثر التصاقا بهن ، و استطرادا لما طرحته سابقا أريد أن أضيف ان ظاهرة مثل الثورة الجنسية هي قضية مركبة حتى في الغرب ، فهناك أيضا من يرى أن هذه الثورة هي ثورة الحديث عن الجنس أكثرها منها ثورة في الممارسات الجنسية ، بل و حتى هناك من يرى أن هذه الثورة انتهت في العالم الأنجلو ساكسوني على الأقل ، مع المد اليميني الذي دشنه وصول تاتشر ( 1979) و ريجان إلى السلطة ، و مع انتشار وباء الإيدز و انتشار الإعلام الديني الجديد ، أو ما يعرف بظاهرة televangelism ، و بالتالي فمن المهم أن نحدد بداية ما هو قصدنا من الثورة الجنسية ، هل هي نفسها الثورة التي شهدها الغرب في الستينات و السبعينات من القرن الماضي ، أم شكل آخر يركز على الحقوق الجنسية أكثر من الحريات الإباحية كما أفضل أن أرى القضية ، أم تصور ثالث قد يراه البعض ، أحب أيضا ان أشير إلى نموذج غير مطروح للنقاش غالبا حتى في المواقع الغربية ، هو النموذج الماركسي للثورة الجنسية ، رغم أني أرى أن هذا النموذج هو أكثر نماذج التحرر الجنسي تأثيرا في المجتمعات العربية ، كونه مرتبط بمذهب عقائدي تبشيري ،و نحن لا نتعامل مع الأفكار سوى في صورة العقائد ، و في ضوء هذا النموذج أقرأ د. نوال السعداوي !.
...........................................................
الأخ إبراهيم .
يسرني مشاركتك و أحب هنا أن أوضح أننا عندما نتحدث عن ثورة جنسية في الإسلام لا يعني أننا نتحدث عن العقيدة الإسلامية ، فالعقائد جامدة بقدسيتها ، و المسيحية مثلآ لم تتغير و لكن رؤية المسيحيين لها تغيرت ، نحن نتحدث بالطبع عن المجتمعات الإسلامية ، الثقافة هي التي تقرأ النص ،وهي جزء لا ينفصل عن المعنى كما يقول فوكو ، الثقافة العلمانية أعادت قراءة الدين و فصلت الإيمان عن الحياة اليومية ، لهذا كانت الثورة الجنسية ممكنة بينما الكنائس عامرة بالمؤمنين ، إذا المشكلة كلها في الثقافة ،وهذه قضية دائمة التردد في مناقشاتنا هنا في النادي خاصة مع الزملاء الغائبين الآن مثل وليد و نبيل حاجي نايف و فرعون مصر أوارفي ، و لكنها لم تحسم أبدا ، فكلهم تقريبا يرى أنه لا يمكن أن تكون هناك رؤية علمانية موازية للإسلام العقيدة ، و كما أفهم أنك تتبنى هذا الموقف أيضا ، و هذا ليس موقفي الذي عبرت عنه كثيرا ، فالثقافة ليست نتاج للعقيدة الدينية فقط ، بل هي نتاج للتدفقات الثقافية الخارجية كما هي نتاج لعوامل تاريخية محلية ، و لكن هذه قضية لن يمكن استجلائها الآن بشكل عرضي .
لا يمكنك أن تطلق أحكاما نهائيا على كيانات تاريخية مثل الثقافة الإسلامية ، هل تعلم أنه منذ قرون قليلة كتب رحالة إنجليزي يدعى بيتس يشكو في رحلته إلى الحجاز من إباحية المصريين ،و يحمد الله أنه جنب بلاده هذا التهتك الأخلاقي ، كما قرأت رواية مترجمة عن الفرنسية كتبتها كاتبة مصرية هي قوت القلوب الدمرداشية ، اسمها ( زمردة ) و كانت تتحدث فيها عن فتاة مصرية من البيئة الأرستقراطية زمن عباس حلمي الثاني ، هذه الفتاة كانت تشرح لمربيتها الفرنسية كيف تتعامل مع حبيبها ( الفرنسي ) و تشجعها على البوح بغرامها بلا خجل !.
نحن دائما أسرى اللحظات الحالية و الزمن القائم ،و كما يسقط البعض الماضي على الحاضر فنحن نميل إلى اسقاط الحاضر على الماضي و المستقبل .
يبقى أنني كنت أضرب المثل حول الكعكة الذي تفضلت به ، و أقصد به أنه لا يمكنك استخدام الشيء و الإحتفاظ به جديدا في نفس الوقت ، كما لا يمكنك الذهاب للتسوق و العودة بنقودك نفسها مع أكياس ممتلئة ، فهل تستخدمه بمعنى أننا لا نستطيع ان نقلد الغربيين ! ، لماذا لا تعود إلى سلتنا القديمة فهناك مثل ربما يكون أوقع وهو مصري يقول " هتروح فين يا صعلوك بين الملوك !"

نهارك فل .

(10-23-2009, 07:26 PM)الشهيد كسيلة كتب:  اشكرك استاذ بهجت على الافكار النيرة
لكن اين المراة من هذا كله
اذا قبلت المراة ان يكون الرجل هو من يرافع عنها ويطالب بحقها وينافح من اجلها وهي لا تكترث لذلك كله فليست جديرة بالمقام الرفيع الذي تريد ان تتبواه

المراة عندنا دخلت طابور الظلامية وهي (سعيدة) بالبرقع والحجاب بل وحتى بالتعدد وهي كما يبدو في عالمنا العربي تقبل ان تكون مجرد ام ولد او سرّية الخ

الامر مختلف في شمال افريقيا ولكم في المراة الحديدية لويزة حنون خير مثال
هذه السيدة تعلن انها تروتسكية وتتزعم حزب العمال وتقاوم الظلامية في شكلها الاسلاموي والراسمالي في بلد دمره الارهاب الجنوني للتكفيريين مريدي عثيمين وابن باز واشباههم

هذه السيدة سجنت وعذبت من قبل النظام الجزائري ايام الحزب الواحد ولكن لم تستسلم وخرجت اكثر "شراسة" وقوة في كفاحها اليومي ضد الاستبداد والاستعباد وطغمة فقهاء نجد الذين دمروا امال الاجيال الجديدة من شبابنا وشاباتنا

اين المراة العربية

مرحبا يا صديقي .
ما قرأته لك حتى الآن مميز ، أتمنى لك مشاركات عديدة في نادي الفكر ، ولا تفارقنا سريعا كما يفعل الزملاء الجزائريون عادة .
شهدت مصر يا صديقي حركة نسائية قوية منذ عشرينات القرن الماضي ،و لكنها بلا امتداد في مصر اليوم باستثناء أصوات قليلة مثل نوال السعداوي و فريدة النقاش ، هذه الأصوات تذكارية تذكرنا بماض ثري أكثر من كونها فعالة تعبر عن تيار حقيقي ، مصر كلها و ليس النساء فقط تغرق في بحيرة أصولية آسنة ، و ضعف الحركة النسائية جزء من مناخ ثقافي متردي و ليس ظاهرة منفصلة ، و كم يسعدني أن يكون الموقف مختلفا في الجزائر ، ففي باقي الدول العربية القريبة لا توجد حركة نسائية يعتد بها ، هناك إحصاء من عامين أجري في السعودية أظهر أن 86% من النساء لا يردن الإختلاط ،و نسبة أكبر ترفض قيادة النساء للسيارات ، و الحال في مصر ليس أفضل كثيرا ،و لكني لا ألوم المرأة التي بدأت رحلة الحضارة بوقفة طويلة ، فالمجتمع كله أصبح ضحية لدعاية أصولية عارمة سواء في مناهج التدريس أم في الإعلام ، و المصري ربما يكون في أسوأ وضع عربيا ، فمصر لا تملك ثروة بترولية تمكنها من ترف الخمول و التخلف مثل السعودية ،و لكنها أيضا لا تقتحم الحضارة كما يليق بشعب حي .

اقتباس:لهذا كانت الثورة الجنسية ممكنة بينما الكنائس عامرة بالمؤمنين ، إذا المشكلة كلها في الثقافة ،وهذه قضية دائمة التردد في مناقشاتنا هنا في النادي خاصة مع الزملاء الغائبين الآن مثل وليد و نبيل حاجي نايف و فرعون مصر أوارفي ، و لكنها لم تحسم أبدا ،

مساء الورد أخي بهجت.

الفكرة يا صديقي هي إن الثورة الجنسية عندما جاءت هذه الشعوب لم تستبد "الأمة" بخصوصية الفرد وبالتالي انطلقت الثورة الجنسية وغيرها من الثورات وتنفست وانتعشت وكان لها من الإيجابيات ما لها وأيضا لها السلبيات كذلك وهذا طبيعي في أي ثورة عمومًا.

في الكنائس يؤمنون بخصوصية الفرد عموماً. نعم هناك حالات تطرف ولكن المجتمع عامة مصمم على أنه يحترم حق فلانة أن تنام مع من تريد دون أن يهجموا على دارها ويحاربوها على أنها فاسقة الحيّ.

كون مجتمعاتنا يا أخ بهجت شمولية totalitarian هي أكبر طامة لها. الإسلام يدعم العقلية هذه وللأسف لأنه في الأساس منتوج رعويّ للبيئة الرعوية الشمولية. لابد أن يتخلخل الإسلام ويتفكك من الداخل. لا أعرف كيف يحدث هذا ولكن لابد من شيء يساهم في إرخاء هذه القبضة الحديدية التي فيها يحكم الإسلام قبضته على "الأفراد" وما يريدون أن يفعلوا بأجسادهم. المسيحية إجمالاً ليست لها قبضة مماثلة. المسيحية ضرب من ضروب الروحانية كالبوذية وغيرها. نعم أقر وأعترف ان هناك ثورات من عوام المسيحيين في أميركا على نظام التعليم والسياسة إلخ ويريدون إقحام الثيوقراطية في هذه الأنظمة؛ ولكن تبقى هذه الحفنة المسيحية لا تمثل عوام الشعب.

تصور.. للأسف ذات مرة قرأت من صديق نابغ هنا يرد على محاوره مدافعًا عن "شرفه" وأنه ليس "معرّص" إلخ. زعلت. هو لم يكن يحتاج بالمرة للدفاع عن أي شيء ولو أن الأخ الآخر لا يعجبه الرأي فأعلى ما في خيل خيله يركبه ويخبط دماغه في أجمدها حيطة. شرف الزميل الليبرالي ليس محل نقاش أو دفاع أو يجب أن يرد بالمرة لطاولة المحاورات والمناقشات. لكننا نعيش في مجتمعات تحكمها هذه المنظومة الشرفية الشمولية بكل ما فيها من قهر لنفوس الأفراد.

اقتباس:فالثقافة ليست نتاج للعقيدة الدينية فقط ، بل هي نتاج للتدفقات الثقافية الخارجية كما هي نتاج لعوامل تاريخية محلية ، و لكن هذه قضية لن يمكن استجلائها الآن بشكل عرضي .

الحقيقة الأمر صعب علي استيعابه تمامًا- وإنْ اتفقت كثيرًا في ما تفضلت وذكرته أعلاه- لأن الإسلام في نظري هو مفرز لهذه الثقافة culture وقد انثقفت هي به وخرج هو حتمًا من أحشاء هذه الثقافة مع بعض التحبيشات العقائدية الشرعية ولكنه في الإسلام- من وجهة نظري الشخصية- انتكاس لبداوة القرن السابع.

وأميل للاتفاق- بصراحة ربما على مضض- بأننا لا يمكن أن نطلق أحكام مطلقة على الثقافة الإسلامية في صورتها الحاضرة. ولكن ماذا تعمل لو انتعش الإسلام الأصلي وحدثت "صحوة إسلامية" Islamic resurgence ؟ سأعطيك مثال آخر يا أخ بهجت: في طاجكستان المسلمون هناك منذ عشر سنوات أو أكثر كانوا مسلمين عاديين وكانوا طاجيك أولاً وأخيرًا. الآن تغير الوضع وتم استيراد اللحى الكثيفة والنقابات والوجوه العابسة إياها. ماذا حدث؟ حدث ما حدث ولكنها مسألة وقت وانتعشت بذرة الإسلام وما تحمل فيها من دمار وإقصاء ومن ثم "الصحوة الإسلامية". تأججت الروح الإسلامية والتي أرتعب شخصيًا منها وأخشاها.

بدون شك أحلم يا أخ بهجت بمجتمعات عربية مسلمة متسامحة تأخذ من الدين روحه كما يقول فرح أنطون وسلامة موسى وغيرهم. ولكن البندول يتأرجح وما كان معتدلاً بالأمس ربما لن يكون اليوم معتدلاً بالغد.... تصور نفسك مثلاً قاعد على الحصيرة معي ونشرب الشاي ومعنا بعض الناس المثقفين ومتوسطي الثقافة وربما البصمجية.. هذا في الثمانينات وما قبل.. هل كان أحد يجروء يا أخ بهجت في ذلك الزمان أن يمتدح الحجاب والنقاب؟
بل بالعكس.. كانوا يتندرون بالمتدينين وتسمع التلميحات هنا وهناك.. الآن الوضع وبكل أسف تغير وصارت البنت الغير محجبة في مصر هي البنت القبطية والتي يقولون عنها إنها "غير طاهرة" و"ليست متطاهرة" و"نجسة" بالتالي إلخ.


أعتذر عن أي سوداوية قد صاحبت ردي عليك ولكني أحببت أن أسطر ما أراه وربما.... كمعظم الأحيان.. ربما أنا مخطيء.

(10-24-2009, 06:01 AM)ابن نجد كتب:  استاذ بهجت :
هل ترى ان المجتمع الياباني مع العصر ام ان الزمن تجاوزه وسينقرض ؟

الأخ ابن نجد .
يا صديقي هناك اختلاف شاسع بين موقف اليابان من التراث و موقف الدول العربية خاصة السعودية و مصر منه ، كي تلج باب الحداثة لم تقم اليابان بعملية تغريب Westernization كاملة كما فعلت مجتمعات أخرى مثل المجتمع التركي أو الروسي مثلآ ، و لكنها أيضا لم تحتفظ بكل تراثها القديم ، لأن اليابانيين أدركوا أنه لا يمكن أن يتحدث المجتمع بالتناقض و المفارقة مع قيم الحداثة ، وهذا ما تحاوله المجتمعات الأصولية العربية خلال استيراد منتجات الحداثة دون قيمها ، على النقيض تماما مما هو شائع ، قامت اليابان بثورة ثقافية راجعت فيها كل تراثها بهدف تنقيحة و التخلص من المكونات السلبية فيه ، تخلصت اليابان من كل القيم و التقاليد التي تعوق الحداثة ،و لكنها لم تتخلى عن هويتها الوطنية ، بل أعادت اكتشافها لتلائم عملية حداثة عميقة و حقيقية ،وهذا ما نريده لا أكثر .
إن الثقافة التراثية هي التي تحدد ملامح الثقافة القومية لأي شعب من الشعوب ، وقد يكون التراث حافزا على الحداثة أو معوقا قويا لها ، إن ذلك يتطلب تواجد استراتيجية طويلة الأمد للتعامل مع التراث بهدف تطوير الجوانب الإيجابية فيه و تأصيلها ،وفي الوقت نفسه عزل الجوانب السلبية و تهميشها ، و ذلك بالقطع لا يعني عزل التراث كله و إلغائه أو القفز عليه .إن المصلحين اليابانيين أولوا التراث عنايتهم الكبرى إبان عملية التحديث ، و رفضوا التحديث الذي يقود إلى التفريط بالثقافة التراثية باعتباره نوعا من التغريب لا يقود أبدا إلى الحداثة الحقيقية ، وتعرف هذه النظرية في الثقافة اليابانية ب the nihonjinron school .
أما على الجانب العربي الإسلامي ، فنحن نريد ان ندخل الحضارة (بعبلنا) أي بكل تراثنا المعقول منه و غير المعقول ، بممارسات مثل الولاء و البراء و الجهاد و الحدود و الحريم و ولي الأمر و ... الخ ، نحن نرى كل ذلك ثوابت و دين لا يمكن المساس به ،وهذا يعني اننا نبدد وقتنا و جهدنا وثرواتنا هباء .

(10-24-2009, 07:24 PM)إبراهيم كتب:  ...............
مساء الورد أخي بهجت.

الفكرة يا صديقي هي إن الثورة الجنسية عندما جاءت هذه الشعوب لم تستبد "الأمة" بخصوصية الفرد وبالتالي انطلقت الثورة الجنسية وغيرها من الثورات وتنفست وانتعشت وكان لها من الإيجابيات ما لها وأيضا لها السلبيات كذلك وهذا طبيعي في أي ثورة عمومًا.

في الكنائس يؤمنون بخصوصية الفرد عموماً. نعم هناك حالات تطرف ولكن المجتمع عامة مصمم على أنه يحترم حق فلانة أن تنام مع من تريد دون أن يهجموا على دارها ويحاربوها على أنها فاسقة الحيّ.

...............................

الأخ إبراهيم .
مداخلات قيمة أهنئك عليها ، و أتفق معك في جوهرها ، و لكني أحب ان أحرر بعض الأسس التي تحكم تفكيري فربما يكون ذلك أدعى لأكون واضحا و أكشف ما يستغلق أحيانا مما أطرحه .
1- رغم مفارقتي التامة للثقافة الأصولية السائدة و يأسي من الشموليات العربية ، إلا انه لا يمكنني بحكم الطبيعة و النشأة الناصرية أن أعطي ظهري لشعوبنا و ألعنها كما يفعل البعض ، إننا نبحث لأوطاننا عن حل و لسنا من البلاهة حتى نعتقد أننا نحن وحدنا الحل كما يفعل المتأسلمون ، ببساطة أرى أن اليأس نوع من الخيانة ،و المثقف اليائس هو ضد الثقافة التي تعني في جوهرها بعث الأمل و التحريض على السعادة .
2- عندما أتعرض لمسيحية الغرب فمن منطلق الإستفادة من تجربة أراها رائعة ، و نظرتي النقدية لها ليس امتدادا للصراع الهزلي بين الإسلام و العقائد الأخرى ، فلعلك تعلم أني لاديني عن قناعة ( دينية ) ، و لكني أريد أن أرى بعمق مدى إمكانية تكرار التجربة التاريخية لترويض دين شرق أوسطي النشأة لمقتضيات الحضارة المعاصرة .
3- لا أريد أن أتوغل في طرح قضايا فكرية و تنظيرية رغم ارتباطها بموضوعي هنا ، و لكني أرى أن هناك مقتربان ماتناقضان لمسألة الدين و الثقافة ، الأول مادي ماركسي النشأة و الثاني مثالي يعبر عنه ماكس فيبر ، و فقا للمقترب المادي – الذي أتبناه- فالواقع المادي هو الذي ينتج الفكر ،و بالتالي فالثورة الصناعية هي التي أنتجت المسيحية الأوروبية ، و الثاني على النقيض تماما يرى أن المسيحية هي التي انتجت الثورة الصناعية !.هذا بالطبع تبسيط شديد وفقا لصياغتي العربية المولعة بالمقابلة و غيرها من توابل لغة الضاد ، المقترب الأول يعطيني الأمل في أن يكون للمسلمين مستقبل ،و انه سيتجاوزون ثقافة الأسير الإسلامي ، بينما المقترب الثاني يعني أنه لا يمكن للمسلم أن يكون متحضرا حقا .
4- أوافقك كلية و بحماس يفوق حماسك أن دور الدين في الغرب المسيحي يختلف بل يتناقض مع دوره في الشرق الإسلامي ، فهناك الدين في خدمة الإنسان و الرب راعي خدوم يضحي من أجل أبنائه ، بينما في الشرق الإنسان في خدمة الدين على مدار الساعة ، و على المؤمن ان يقضي وقته عابدا و يقضي حياته مقاتلآ ، فأي حياة بلهاء تلك .
5- جميل أن أجد من يشاركني كراهية الأصولية الإسلامية ، و الأهم إدراك مخاطرها و الخوف منها على مستقبل البشرية و مستقبل شعوبنا بالأخص ، أرى ان من واجبنا جميعا مقاومة تلك الأصولية بمختلف السبل ، و علينا ان ندرك ان القيم تتفاضل ،ولا يجب ان نندفع خلف قيم مثل الحريات العامة كي نتساهل مع من يعادي تلك الحريات ، فليس من التسامح التسامح مع عدم التسامح .
6- أما بالنسبة للثورة الجنسية كما حدثت في الغرب في الستينات و السبعينات من القرن 20 ، أتفق معك أنها نتيجة مدخولات ثقافية و مادية ، هذه العوامل مستحيلة الحدوث في العالم الإسلامي المعاصر ، اكثر من ذلك أرى انه لا ضرورة لها ،و لكننا في حاجة لنوع آخر من الثورة الجنسية ، هي ثورة الحقوق الجنسية للمرأة .

شكرًا جزيلاً بصدق لك أخي بهجت لتشجيعك إيايّ ولي عودة.

مداخلات قيمة كالتي تكتبها لا ينبغي أبدًا الرد عليها على عجالة ولكني أريد أن أستوعب جيدًا ما تقول وأرد عليه. ولكني شعرت بالتأثر الداخلي لدى تشجيعك إياي وأحببت أن أشكرك من القلب أولاً. نهارك ورد وفل أيها الجميل.

(10-23-2009, 05:22 PM)بهجت كتب:  عاشق الكلمة .
يا صديقي .
طرحت هذا الموضوع لأستمع لآراء الآخرين خاصة الشباب ، فقد أصنف نفسي حداثيا أو ليبراليا في الفكر الفلسفي و السياسي و لكني محافظ إجتماعيا ، فلا أدعي أني أعبر عن الأفكار الثورية في العلاقات الإجتماعية ،وهذا طبيعي نتيجة النشأة الريفية المصرية المحافظة ، كذلك بحكم العمر ، و لكني أيضا لا أعتقد و لا أزعم أني أملك الحقيقة المطلقة ، ولا أرى معتقداتي هي المقياس الذي يجب أن يراعى .
إن مفهوم الثورة الجنسية لدى السيدة التركية التي تعيش في أوروبا سيكون مختلفا عن مفهومي و أيضا مختلفا عن مفهوم شاب يعاني من الكبت في مصر و السعودية ، إني لست أسيرا لما هو قائم بل أرفضه في معظمه ، و لكني أيضا أكره الإبتذال و الفوضى الجنسية ، كما أني من الجيل القديم الذي يقدس الأسرة ، و يحافظ على عهود الزوجية ، و لا يخدع المرأة التي يرتبط بها ولا يخونها حتى لو لم تكن زوجته ، و بالتالي فالثورة التي أريدها هي ثورة إنسانية تهدف لإعلاء قيمة المرأة في العلاقة الجنسية و حمايتها ، إني أرفض الإطار الإسلامي الأصولي كلية بما في ذلك التقاليد و الممارسات الجنسية ، و ما تعتقده زواجا إسلاميا ليس كذلك ، فهو زواج مدني مستمد من القوانين الغربية ، و لكن الإلتزام ببعض نصوص الفقه الإسلامي أفسده ، فالإسلام لا يعترف بالقيود على الرجل في الطلاق و يبيح تعدد النساء بلا قيود تقريبا ، ولا يحدد حدا أدنى لعمر الزوجة ، فيعرف ممارسات همجية مثل زواج الأطفال ، و عقد الزواج في الإسلام أشبه بصك العبودية ، فالمرأة تكون في ( عصمة ) زوجها ،و تنتقل القوامة على المرأة بمقتضى العقد من أبيها لزوجها ، و لكن المدنية الحديثة تدخلت لتهذيب هذا الوضع كثيرا ، و هي نجحت في بعض المجتمعات مثل تونس و تركيا و بعض طوائف لبنان ، و نجحت نسبيا في مجتمعات أخرى مثل سوريا و مصر ، و لكنها تعثرت كلية في مجتمعات أخرى مثل السعودية و أفغانستان و باكستان و ... ، فالزوجات ما زلن يبعن في مناطق من باكستان و أفغانستان .
يجب أولآ يا صديقي أن يمكن المجتمع المرأة كي تعبر عن نفسها ، فالمرأة ما زالت تحت وصاية الرجل و رقابته ، هو الذي يقرر لها ما هو المسموح وما هو الممنوع ، ما هي الفضيلة و ماهي الخطيئة ، علينا أن نعرف أن الرجل لا يفكر مثل المرأة ، و علينا أن نستمع للمرأة ككفء لنا ، علينا أن نغير نظرتنا للمرأة و أن نراها على قدم المساواة بالرجل و ليست مجرد رجل ناقص ، و علينا أن نقبل ما يستتبع ذلك من نتائج .
أعلم ان الحريات و الحداثة التي ندعوا إليها هي ثورة قيمية كاملة ،وسوف تغير المجتمع ،و بالقطع لن تكون كل التغيرات هي مما نحب او نرضى ،و لكنه سيكون ثمنا علينا ان ندفعه كي نلتحق بركب افنسانية ، فنحن خارج التاريخ الآن و سوف ننقرض لو لم نتدارك أنفسنا .

ارى ان تلك المداخله يا عزيزى بهجت لا علاقه لها بالموضوع الرئيسى الذى نحن بصدده وهو الجوع الجنسى والذى سيؤدى الى ثوره فى الاسلام .

ارى انه فى الاسلام لايوجد جوع جنسى , الا ان المسلمين لديهم جوع جنسى , والنصوص الاسلاميه والممارسات الاسلاميه الاصوليه تحض على الزواج فى سن مبكر , ولا تضع قيودا للزواج كالتى وضعتها المدنيه الحديثه , فيكفى ان يكون الرجل ملتزم دينيا لقبوله كزوج , ويكفى ان يلتمس خاتما من حديد كشبكه , ويكفى ان يمهر زوجته بربع دينار , ثم بعد موافقه الزوجه والاهل يحدث الزواج , وفى رأيى ان هذا ايسر واسهل كثيرا مما فرضته المدنيه الحديثه .
الجوع الجنسى الذى يعانى منه المسلمين سببه الظروف الاقتصاديه التى تعانى منها المجتمعات الاسلاميه , لكن الاسلام لم يبخس المرأه حقها فى رفض الزوج , ولم يبخسها حقها فى ان تكون صاحبه الكلمه العليا فى انهاء العلاقه او استمرارها بمعنى انه يمكنها ان تكون صاحبه العصمه , كما ان الاسلام ايضا لم يحدد عمرا معينا للزواج وفى رأييى انه ترك مثل تلك الامور لأصحابها وهو من شئون الدنيا التى هم اعلم بها , وكما انه لم يعترف بالقيود على الرجل فى الطلاق فقد اعطى الزوجه ايضا حق طلب الانفصال وتلبيته , واظن ان اباحته لتعدد النساء بلاقيود تقريبا فهذا ضد ما يقال بأن هناك فى الاسلام جوع جنسى .

الحط من قيمه المرأه ليس سببه الاسلام , وكتب السيره الاسلاميه تضع المرأه على قدم المساواه مع الرجل تماما ولكن فى اطار من الاحتشام , فقد كان المسلمين بعد النبى يأخذون نصف دينهم عن امرأه وكان للمرأه دور لا يقل بأى حال من الاحوال عن دور الرجل حتى وصل دورها لأن تخرج مع الجيوش فى الصفوف الخلفيه لتضميد الجرحى .

الحط من قيمه المرأه سببه ثقافه مجتمعيه ربما كان للفهم الخاطىء للنصوص الاسلاميه دور فيها , الا ان الاسلام لا يلام ابدا بسبب هذا الفهم الخاطىء فى ظل نصوص تؤكد على ان المرأه كان لها دور سياسى واجتماعى وثقافى لا يقل ابدا عن دور الرجل .

فى النهايه فانى اخالفك الرأيى وارى ان المدنيه الحديثه هى السبب فى وجود جوع جنسى لدى المسلمين وليس الاسلام .

كاتبة تركية تدعو إلى ثورة جنسية في الإسلام

صدر اليوم الجمعة كتاب جديد بعنوان "الإسلام بحاجة إلى ثورة جنسية" للكاتبة الألمانية التركية الأصل سيران أتيس. في حديثها مع دويتشه فيله تشرح الكاتبة الدوافع التي جعلتها تعالج هذا الموضوع وعن صراعها مع التقاليد الصارمة.

التجارب الشخصية التي مرت بها الكاتبة الألمانية التركية الأصل، سيران أتيس، منذ طفولتها شكلت الدافع للبحث عن الأسباب التي تجعل المرأة والفتاة تعامل في الأوساط المتزمتة كإنسان أدنى من الذكر. وكانت قد وصفت الأوضاع الخانقة التي حررت نفسها منها في كتابها الذي صدر في عام 2003 بعنوان " رحلة كبيرة إلى النار " الذي استقت عنوانه من اسمها، إذ أن كلمة سيران هي كلمة كردية تعني النزهة وكلمة أتيس تعني النار.

كان والداها قد قدما إلى ألمانيا وهي طفلة صغيرة، دون أن تعرف إلى أين توجها. ثم التحقت بأسرتها في برلين وهي في السادسة من عمرها. ولم تكن طفولتها سعيدة إذ أُرغمت منذ نعومة أظفارها على القيام بالدور التقليدي للأنثى وعلى خدمة أخيها ووالديها، كما لم يسمح لها بمغادرة المنزل بمفردها. وإن عصيت، فإنها كانت تتعرض للعقاب والشتم والضرب.



من يقرر حياة المرأة الجنسية؟
لكنها تمردت على هذه الأوضاع ودرست المحاماة وبدأت بالدفاع عن النساء المظلومات. وفي كتابها الجديد " العالم الإسلامي بحاجة إلى ثورة جنسية" تشرح الأهمية الكبيرة لقرار المرأة الذاتي في حياتها الجنسية، معتبرة ذلك أحد العوامل الرئيسية لتطور شخصية المرأة واستقلاليتها في شتى الميادين. وفي حديث لدويتشه فيله تقول سيران أتيس "علينا أن نتحدث بشكل أكبر عن مفهوم الجنس لدى المرأة في العالم الإسلامي"، مشيرة في ذات الوقت إلى أنها أدركت في وقت مبكر جداً "أن الفصل بين الجنسين ذو علاقة أساسية برفض المجتمع اتخاذ المرأة قراراً ذاتياً في حياتها الجنسية".

عندما تحكي الكاتبة سيران أتيس البالغة من العمر ستة وأربعين عاماً عن تجربتها الشخصية، تقول إنها كانت تبحث في طفولتها في ظل مرارة الصمت الخانق من حولها عن أجوبة لأوضاع محيرة. وهي تعلم أنها ليست الوحيدة التي عانت مما تصفه في حديثها لدويتشه فيله بـ "أخلاقية الجنس الصارمة ". فهي ترى أن ملايين الأشخاص يعانون منها أيضاً وتقول في هذا السياق "أنا لا أتحدث عن مشكلة فريدة يعاني منها شخص واحد وإنما مشكلة تعاني منها مجتمعات بأسرها".

التكملة في موقع دويتشه فيله