(10-30-2009, 12:20 PM)هاله كتب: الزميل هولي مان
من كم يوم قرأت أن الصين ثاني بلد في العالم من حيث عدد المليونيرز فيها و منهم 1000 أعضاء في الحزب الشيوعي!
طيب هل يمكننا تسمية هؤلاء و بقية هكذا حزب شيوعيين؟ و أنت تعرف كيف يديرون الاقتصاد.. يعني ليست المسألة فقط مسألة امتلاك ثروة لكن كيف كونوا هذه الثروة و بالجهتين الجماعة لا علاقة لهم بالشيوعية لا فكرا و لا ممارسة برأيي.
الغريب أن الصين لم تكن ترى في الاتحاد السوفيتي نظاماً شيوعياً صحيحاً ...!!
واليوم من يرى "الشيوعية" الصينية يترحم على الشيوعية السوفيتية ...
أما من جهة مسألة الثروة ، فعلاً المسألة ليست مسألة ثروة بل أن المسألة ليست مسألة ثروة أبداً ... هي مسألة سلطة وطريقة الحفاظ على السلطة تارة بألايديولوجيات وتارة بالمال ...
(10-30-2009, 12:20 PM)هاله كتب: ثانيا:
قولك: ولكن هل تحقيق هذا ممكن دون الشيوعية ... ؟
ليتك توضح السؤال فما هي الشيوعية المقصودة هنا؟ هل هي الفكر الشيوعي أم دولا شيوعية أم قوى معارضة شيوعية؟
آنستي ... الفكر الشيوعي المطبق على الطريقة الصينية هذا ما عنيته ، لأن الشيوعية شيوعيات ولا يوجد شيوعية واحدة ...
لاحظي معي أن العولمة مصطلح أفرزه الفكر رأسمالي ... والعالمية مصطلح أفرزه الفكر الشيوعي ... ورغم اختلاف النية المبيتة من كل منهما ، لكن كل منهما يسعى إلى نفس الهدف في النهاية فما معنى أن يكون العالم كله شيوعياً أو يكون كله رأسمالياً ...
ولو دققتي بمفهوم كل ما يفرزه السوق صالح وهو مفهوم يتبناه الليبراليين الجدد ... ترين أن الشيوعية الصينية تمشي على خطاه وهذا غريب حقاً ، فالمفروض بالشيوعية أن توجه حاجات المواطن لغرض أنجاز المجتمع الشيوعي لا أن تتأقلم مع حاجات المواطن ...
ولو تذكرين قضية بسيطة (على سبيل المثال) هي قضية أغشية البكارة التي أنتجتها الصين ... لقد طُرح الموضوع وقتها من باب العادات والتقاليد وكل هذا الكلام "الفارغ" من وجهة النظر الاجتماعية ، بينما الإشكالية الحقيقية وما لفت نظري أن الرأسمالية بكل ليبراليتها الجديدة لم تفكر بهذه السخافة ...!!
هنا ينتج لدينا مشكلة عميقة وهي ما شكل هذه الشيوعية التي كان من المفروض أن تأقلم المجتمعات الإنسانية مع تطلعاتها لتنتج مجتمعاً جديداً لا أن تتأقلم مع رواسب المجتمعات التراثية ...؟
طبعاً زميلتنا هالة جرتني لحديث طويل لا مفر منه وهو هل الصين كقوة صاعدة سوف تكون أقل سوءاً من الرأسمالية الغربية أم أشد ..؟
أستغرب من البعض عندما يهلل للصين كقوة صاعدة في مواجهة الولايات المتحدة ... ولا يكتشف أن الصين أصبحت تقولب الشيوعية لخدمة الرأسمالية المضاربة او الرأسمالية الجديدة وهي رأسمالية غير مصنعة أو منتجة ....
فقد نقلت الرأسمالية الجديدة كل عمليات الإنتاج إلى الصين وسخرت العامل الصيني باسم الشيوعية ليعمل أجير رخيص لدى الرأسمالية وليست الشيوعية ، وأسبغت خيرات الرأسمالية على الطبقة الحاكمة ...
وبذلك أصبح النظام الصيني يحمل أسوء خواص النظامين (الرأسمالي والشيوعي) ...
طبعاً الصورة أعلاه واضحة للجميع أعتقد ... لكن أين اللعبة ؟
تكمن اللعبة عندما يعتقد البعض أن الشيوعية الصينية سوف تكون قادرة على مواجهة الرأسمالية فعلاً من هذه اللحظة وصاعداً ، أو أن يعتقد أن اهتزاز النظام المالي في الولايات المتحدة سوف يؤدي إلى تعدد أقطاب في العالم من ضمنهم الصين ... !!
الثابت الوحيد اليوم هو أن من يحكم العالم ليست الدول ولكن الشركات المتعددة الجنسيات ومقرها الرئيسي المضارب في الولايات المتحدة ومقرها المصنع انتقل إلى خارج الولايات المتحدة من أجل اليد العاملة الرخيصة ...
وهذه الشركات لم تقرر بعد أن تنقل مركز السيطرة والتحكم إلى خارج الولايات المتحدة ... بل صدرت أزمتها المالية والشركات المفلسة إلى خارج الولايات المتحدة وأبقت دائماً وأبداً على شركات السلاح (القوة) وشركات النفط (الطاقة) ... وبذلك سوف تحكم العالم بإسلوب جديد ...
صدعت الرأسمالية الغربية رؤوسنا إلى وقت قريب بالخطر الشيوعي السوفييتي وأطلقت معه سباق تسلح وسيطرة على العالم ... لكن اليوم نراها تتحالف مع الشيوعيين الجدد في بيجين لجني الأرباح ... أليس الأمر ملفت للنظر ...
إن النظم الاقتصادية اليوم موزعة على ثلاثة محاور رئيسية في الدول الكبرى ....
النظام الرأسمالي المضارب مركزه في الولايات المتحدة
النظام الرأسمالي المنتج موزع في الدول الصناعية في أوروبا وروسيا
النظام الشيوعي المنتج في الصين وهنا يجب التدقيق بأن نظام الإنتاج شيوعي بإدارة رأسمالية ..
وكلها تعمل لخدمة مصالح الرأسمالية المضاربة
وكل ما أخشاه أن يعمم النموذج الصيني على دول العالم بطريقة محسوبة "ومقننة" لخدمة الرأسمالية المضاربة ؟
ويبقى التناقض سيد الموقف لحاسوب ماركة DELL مثلاً ويكتب عليها made in china ...!!
والسؤال أين تقبع أرباح رأس المال ... في سوق ناسداك في الولايات المتحدة الأمريكية أم في جيوب العمال الصينيين ؟
إلى هنا سأكتفي ... وللحديث بقية