عزيزي بني آدم .. تقول

اقتباس:ما يفعلونه هو إجرام وجريمة تامة الأركان .. خيانة لدولتهم .. حض على العنف .. كل شىء كل شىء وعلانية وعلى شاشات الفضائيات

هل "دولتهم" هذه أصلح منهم؟

أليست مجرمة بل المجرم الأول فهي التي بسياساتها البريئة من أية عدالة اجتماعية -بشتى أشكالها- خلقت مشاكل التعصب و الاقليات و الظروف الاجتماعية التي تؤدي الى كل العاهات التي نراها و نشهدها و نقرأ عنها.
غياب العدالة و التمييز و التهميش و الافقار و الفساد و الافساد ... الخ هي نماذج من سياسات عنف و جريمة موجهة للوطن و المواطن. و لولا هكذا دولة و هكذا حكومة لما اصاب الملايين جنون البقر و جنون الدين و جنون التطرف و التعصب فهذه ليست سوى ردود أفعال أو ثمار ما جنته الدولة على المحكومين.
لماذا لا نحاسب الدولة و نحاكمها؟ أليست هي منبع كل تلك الشرور؟

من جهة ثانية هل تظن أن الدولة تسمح بكنس الفكر الديني؟ طبعا لا لأنه ذراعها الأيمن في تغييب الشعوب عن واقعها و في حراسة التخلف و في مواجهة دعاة التقدم و التحرر. و كما تعرف فرجال الدين تاريخيا كانوا حلفاء و روح قلب السلطة الجاهز للدعوة لدعواتها و تبرير فجورها و طغيانها و تسهيل انقياد الجماهير لها.

اقتباس:وهناك بعض الزملاء كان قد اقترح جمع هذه الإشكاليات للسلفيين ورفع قضايا عليهم متهمهم بجرائم يمارسونها دون ان تطرف لهم عين

سترفع قضايا على مين ولا مين!

بل انه في الوقت الذي يتابع المحامي فيه احدى القضايا يكون قد وقع مليون اعتداء جديد على الآخرين و مليون اختراق للقانون و مليون بلوة سودا أخرى
فالمسألة مثل حنفية مفتوحة و البعض يحض على احضار المناديل لتجفيف المياه في الحوض. ستنفذ مناديل البلد لكن الحنفية ستبقى تدش. طيب لنقفل الحنفية و نلعن دين الحكومة و نحل الاشكال من أصله بدلا من ملاحقة العاهات و جرائمهم الشبيهة بموج البحر المتتابع بلا توقف.

ثم أنه كيف ستواجه فكرا؟ فهذا الفكر ينبع من حنفية ظروف اجتماعية و اقتصادية و سياسية و تعليمية ووووو تولده و تفرخه كل يوم و كل ساعة و كل دقيقة. و هذا العنف وليد تربة فاسدة متعفنة. هذه التربة هي بيت الداء.

أما القول بأن العلة في الاسلام فللمرة التاسعة و السبعين أقول أن الاسلام حمال أوجه و رهن بالدماغ الذي يقرأه و يفسره. فمن الممكن أن يكون فكرا تثويريا يصنع الثورات و ممكن ان يكون تثييريا يصنع الثيران والحرب عليه خاصة و انه أكسير حياة شعوب الشرق هي نسخة من "ناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها و أوهى قرنه الوعل". و لو أن كل القوى السياسية اجتمعت (لو يعني) فلن تستطيع أن تنجز شيئا على هذا الصعيد في أحسن الأحوال فالمرجح انها ستمارس الانتحار السياسي ان وضعت نفسها في مواجهة "دين" فما بالك ان كان دين الأغلبية.

أخيرا

السلطات الرجعية في بلادنا تريدنا أن نرى الصراع فكريا أو ثقافيا و أن نحدد بناء على ذلك عدوا فكريا لننشغل به عنها و نضل عن حقيقة الأزمة. فالصراع سياسي (أو اقتصادي .. لا فرق) في جوهره و العدو هو السلطة التي تريد ابعاد الأنظار عنها و عن سياساتها العدوانية تجاه البلد و الشعب و عن تلاعبها بشتى الأطراف السياسية و الفكرية و الدينية لصالحها هي.

اقتباس:نيوترال
ما يفعلونه هو إجرام وجريمة تامة الأركان .. خيانة لدولتهم .. حض على العنف .. كل شىء كل شىء وعلانية وعلى شاشات الفضائيات

ولكن عندى لك سؤال بسيط :
هل لديك مشكلة مع المجتمع إذا ما تحول الى العلمانية مع الاحتفاظ ببعض الطقوس الدينية الشكلية وبغلالة رقيقة من الدين .. ولكن تعاملوا مع الديانات الأخرى باحترام وتعاطو مع الفنون والنحت والموسيقى والتزموا بالعلمانية .. هل لديك مشكلة مع مثل هذا المجتمع ؟

بالتأكيد لا ,رغم أنى أفضل أن أعيش فى مجتمع خالى تماما من الدين لكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه ويجب أن نكون واقعيين وأعتقد أن ماذكرته هو وضع مثالى وواقعى فى أن واحد.

شوف يابنى أدم ياإبنى,
صوابعك مش زى بعضها ولاتستطيع أن تجعل من شعب بضغطة زر علماء صواريخ وهناك كثيرين قدراتهم العقلية والذهنية ومستواهم العلمى لن يسمح لهم بأن يتخطوا حاجز الدين كما أنه ونظرا لأن معظمهم ينتمى لفئة الهمج والرعاع فالدين أداة جيدة وغير مكلفة للسيطرة عليهم كما أنه بمثابة تعزية للكثيرين منهم تعينه على تحمل مشاق وصعوبات الحياة ولكن بتحوير قليل لمقولة شائعة نستطيع أن نقول أن "الدين أخطر من أن يترك لعلماء الدين" ولكن يجب أن تكون الصفوة بأى مجتمع هى التى تتولى زمام التوجيه الدينى بحيث لايخرج الأمر عن نطاق السيطرة مع التقليل بقدر الإمكان من الأثار السلبية والسامة له كشيوع الخرافة والدجل والشعوذة والنصب والتحريض على العنف والكراهية والتواكل إلخ إلخ إلخ

الدين بالإضافة للجانب العقائدى منه والمتمثل فى الأحكام والشرائع والعبادات والطقوس فهناك أيضا جانب ثقافى منه وبالنسبة للجانب الأول فهذا ينبغى فصله بالكامل عن أى شئ يتعلق بالدولة سواء بالدستور أو القانون أو التعليم أو الإعلام بحيث ينحصر الأمر فى كونه علاقة شخصية بين الإنسان وبين الخرا الله ,أما بالنسبة للجانب الثقافى منه فهذا لايستطيع أحد المساس به بل يجب الحفاظ عليه وصيانته لأنه بمثابة تراث وتاريخ..... ريتشارد داوكنز قال فى إحدى مقابلاته أنه لايستطيع أن يلم الإنسان بالإنجليزية بدون أن يقرأ الإنجيل وهنا هو لايقوم بالدعاية للإنجيل ولكنه يفصل بين ماهو دينى وماهو ثقافى كما أنه لايطالب بهدم الكنائس التاريخية بأوروبا بل هو من المهتمين بها وبالحفاظ عليها ليس لقيمتها الدينية ولكن قيمتها التاريخية ونفس الأمر ينطبق على دولة كمصر.

(11-19-2009, 09:21 AM)هاله كتب:  عزيزي بني آدم .. تقول

اقتباس:ما يفعلونه هو إجرام وجريمة تامة الأركان .. خيانة لدولتهم .. حض على العنف .. كل شىء كل شىء وعلانية وعلى شاشات الفضائيات

هل "دولتهم" هذه أصلح منهم؟

أليست مجرمة بل المجرم الأول فهي التي بسياساتها البريئة من أية عدالة اجتماعية -بشتى أشكالها- خلقت مشاكل التعصب و الاقليات و الظروف الاجتماعية التي تؤدي الى كل العاهات التي نراها و نشهدها و نقرأ عنها.
غياب العدالة و التمييز و التهميش و الافقار و الفساد و الافساد ... الخ هي نماذج من سياسات عنف و جريمة موجهة للوطن و المواطن. و لولا هكذا دولة و هكذا حكومة لما اصاب الملايين جنون البقر و جنون الدين و جنون التطرف و التعصب فهذه ليست سوى ردود أفعال أو ثمار ما جنته الدولة على المحكومين.
لماذا لا نحاسب الدولة و نحاكمها؟ أليست هي منبع كل تلك الشرور؟

من جهة ثانية هل تظن أن الدولة تسمح بكنس الفكر الديني؟ طبعا لا لأنه ذراعها الأيمن في تغييب الشعوب عن واقعها و في حراسة التخلف و في مواجهة دعاة التقدم و التحرر. و كما تعرف فرجال الدين تاريخيا كانوا حلفاء و روح قلب السلطة الجاهز للدعوة لدعواتها و تبرير فجورها و طغيانها و تسهيل انقياد الجماهير لها.

اقتباس:وهناك بعض الزملاء كان قد اقترح جمع هذه الإشكاليات للسلفيين ورفع قضايا عليهم متهمهم بجرائم يمارسونها دون ان تطرف لهم عين

سترفع قضايا على مين ولا مين!

بل انه في الوقت الذي يتابع المحامي فيه احدى القضايا يكون قد وقع مليون اعتداء جديد على الآخرين و مليون اختراق للقانون و مليون بلوة سودا أخرى
فالمسألة مثل حنفية مفتوحة و البعض يحض على احضار المناديل لتجفيف المياه في الحوض. ستنفذ مناديل البلد لكن الحنفية ستبقى تدش. طيب لنقفل الحنفية و نلعن دين الحكومة و نحل الاشكال من أصله بدلا من ملاحقة العاهات و جرائمهم الشبيهة بموج البحر المتتابع بلا توقف.

ثم أنه كيف ستواجه فكرا؟ فهذا الفكر ينبع من حنفية ظروف اجتماعية و اقتصادية و سياسية و تعليمية ووووو تولده و تفرخه كل يوم و كل ساعة و كل دقيقة. و هذا العنف وليد تربة فاسدة متعفنة. هذه التربة هي بيت الداء.

أما القول بأن العلة في الاسلام فللمرة التاسعة و السبعين أقول أن الاسلام حمال أوجه و رهن بالدماغ الذي يقرأه و يفسره. فمن الممكن أن يكون فكرا تثويريا يصنع الثورات و ممكن ان يكون تثييريا يصنع الثيران والحرب عليه خاصة و انه أكسير حياة شعوب الشرق هي نسخة من "ناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها و أوهى قرنه الوعل". و لو أن كل القوى السياسية اجتمعت (لو يعني) فلن تستطيع أن تنجز شيئا على هذا الصعيد في أحسن الأحوال فالمرجح انها ستمارس الانتحار السياسي ان وضعت نفسها في مواجهة "دين" فما بالك ان كان دين الأغلبية.

أخيرا

السلطات الرجعية في بلادنا تريدنا أن نرى الصراع فكريا أو ثقافيا و أن نحدد بناء على ذلك عدوا فكريا لننشغل به عنها و نضل عن حقيقة الأزمة. فالصراع سياسي (أو اقتصادي .. لا فرق) في جوهره و العدو هو السلطة التي تريد ابعاد الأنظار عنها و عن سياساتها العدوانية تجاه البلد و الشعب و عن تلاعبها بشتى الأطراف السياسية و الفكرية و الدينية لصالحها هي.

صحيح ان الظلم الواقع من حكوماتنا سبب رئيسي لانجراف الناس نحو التطرف
و صحيح ان النصوص الاسلامية حمالة اوجة
و لكن لا ينبغى اغفال ان التفسير الاصولى للاسلام ليس مجرد مذهب شاذ في الاسلام بل ربما هو التفسير الاكثر شيوعا
كما ان اتباعه ليسو فقط الفقراء بل و الاغنياء ايضا (بن لادن مثالا) بل و حتى من يعيش منهم في الغرب بل ربما اولئك الاغنياء هم الاكثر خطورة لانهم الممول لما تفرزه هذه الايدولوجيا من عنف
فالصراع الثقافي موجود بالفعل
لكن في النهاية يظل حكامنا هم المسؤلون عن غياب التعليم العلماني و الحد من حرية المثقفين العلمانيين في نشر العلمانية