أدان أكبر رجل دين في إيران دور القوة العسكرية المعروفة باسم "باسيج" أو الحرس الثوري في حملة إعادة النظام ضد المعارضين التي قاموا بها، قائلاً إن سلوكياتها جاءت بما لا يتوافق مع الدين وسلكت "نهج إبليس".
فقد نشر عالم الدين آية الله العظمى حسين علي منتظري على موقع إلكتروني معارض، بياناً يدين فيه الحرس الثوري ويقضي بأن "المغيرون قد سلكوا سلوكاً لا يتفق مع الدين، ولا بد أن يدفعوا الدية" للجرحى أو لعائلاتهم.
في الواقع، إن هذا هو أقسى نقد للحرس الثوري قام به آية الله، حيث بهذا يساند ويؤيد قادة المعارضة. وكان الدور الذي لعبه الحرس الثوري في سياق حملة إعادة النظام دوراً اتسم بالفعالية والأهمية؛ فقد ذكرت المعارضة أن ما لا يقل عن 73 شخصاً قتلوا منذ الاحتجاجات، التي بدأت في يونيو عقب الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
من ناحية أخرى، تخطط المعارضة لمظاهرة أخرى يوم 7 ديسمبر باسم "يوم الطالب"؛ جدير بالذكر أن عشرات من القادة الطلابيين في المعتقل فعلياً.
إن بيان آية الله يوم الاثنين الماضي، إلى جانب آخر أصدره مير حسين موسوي، زعيم المعارضة الأسبوع الماضي في الذكرى السنوية لتأسيس الحرس الثوري، يلمحان إلى الجهود الجديدة التي تبذلها المعارضة لجذب واستمالة أعضاء من الحرس كانوا تورطوا في أعمال القمع.
وفي بيانه يتساءل آية الله منتظري: "لماذا تضربون الشعب؟ ألأنهم لا يقبلون ما تقولون؟ باسيج نشأت لتتبع نهج الله وليس طريق إبليس. أليس مؤسفاً أن نذهب إلى جهنم مقابل مصلحة الآخرين؟"
رأى المحللون أن بيان منتظري يشير على الأرجح إلى رجال دين من الحرس، انخرطوا في حملة إعادة النظام التي خلت من أي توجه مخلص لتطبيق تعاليم الدين الجوهرية.
وتعلق فاطمة حاجيجاتجو، عضو البرلمان السابق والتي تشغل منصب أستاذ زائر بجامعة ماساشوستس، بقولها "هناك الكثير من الانتهازيين ضمن صفوف الحرس، لكن يوجد أيضاً رجال دين يتبعون عقيدتهم بإخلاص". و أضافت: "إن آية الله يخاطب رجال الدين بلغتهم، وهذا الخطاب له تأثير قوي عليهم".
كما نُشر أيضاً بيان السيد موسوي على نفس الموقع المعارض الأسبوع الماضي، حيث تناول تقارير تفيد بأن الحكومة منحت مكافآت مالية لعناصر من الباسيج، لمشاركتها في حملة إعادة النظام. وكتب يقول "لم يكن من المفترض أن تصبح الباسيج قوة عسكرية في لوائح مرتبات الحكومة، و تتلقى الأموال في مقابل اعتقال الناس".
نزيلة فتحي؛ نيويورك تايمز ، 30 نوفمبر 2009
ترجمة بتصرف: غادة الحلواني
ويقول: من بيده القرار ضد مصلحة البلد ولاتتفق مع مبادئ الاسلام وقيمه
كد رجل الدين الايراني حسين علي منتظري أن رجال الدين يجب ان يقوموا بدور من اجل التغيير والاصلاح في ايران وقال إن من يتولون الحكم حاليا خرجوا على مبادئ الثورة .. وذلك خلال اجاباته على اسئلة عبر الانترنت نشرها موقع بي بي سي ..
س1- ما هو رأيك بخصوص ادعاءات الرئيس احمدي نجاد أنه على اتصالٍ مع الامام الغائب وأن حكومتـَه تعملُ على عودتِه؟
ج- من الممكن ِ الاتصالُ بالامام خلال غيابــِه ولكن من يحظى بذلك لا يعلنــُه لأن الادعاءَ بذلك لأهدافٍ سياسية ودعائيةٍ مناقضٌ للمزايا المطلوبةِ لحدوثِ هذا الاتصال.
س2- الى اي مدى برأيك ابتعد النظامُ الحالي عن فكر ِ الثورة؟
ج- على الرغم من ان اشخاصا مؤمنين ومخلصين قاموا بجهودٍ كبيرة في الماضي والحاضر لتطبيق ِ اهدافِ الثورة فإنه لسوءِ الحظ وبسبب قِصر النظر وقلةِ الحكمة واهمال ِ مطالبِ أكثريةِ الشعب من قبل أقليةٍ غيرِ فاعلةٍ فإن كثيرا من فكر ِالثورة لم يتم. وفي ضوءِ ذلك فإن الشعبَ الايراني غيرُ راض ويقومُ بالتظاهر احتجاجا على الخروجِ على اهدافِ الثورة.
س3- هل ترى أن هناك في النظام من يسلك سبلا غيرَ اسلامية ان صح التعبير ويمكن حتى ان تصنف جرائمَ ضد الاسلام؟
ج- هناك بعضُ الافراد في البلاد في بعض ِ القطاعات الحكومية نراهم ملتزمين بالاسلام ومصالح ِ الدولةِ والثورة. لكنه وللأسف فإن هؤلاء الافرادَ ليسوا من يتخذون القراراتِ الرئيسة. القراراتُ الحالية التي تتخذها أقلية ٌ تمسكُ بالحكم هي بشكل ٍ كبير ضد مصالح ِ البلد ولا تتوافقُ مع مباديءِ الاسلام وقِــيمه. وإذا ما استمر الحالُ بشأن طريقةِ معالجةِ الحكومةِ لاحتجاجاتِ غالبية الشعب ضد نتائج ِ الانتخابات الرئاسيةِ الاخيرة واستمرت الاعتقالاتُ ومحاكمة ُ الناشطين السياسيين واعضاءِ النخبةِ في محاكماتٍ غير قانونيةٍ ومنافيةٍ للاسلام - في حال استمر هذا فإن الصدعَ بين الشعبِ والحكومةِ سيستمر في النمو ويزدادُ عدمُ الرضى عند الناس.
س ?- هل تضائلت شرعية ُ دور ِ المرشدِ الاعلى؟ وإن كان ذلك فكيف؟
ج- برأيي لن تكتسبَ الحكومة ُ شرعيتــَها من دون ِ دعم الشعب. والشرط ُ الضروري والاجباري لشرعيةِ الحاكم هو شعبيتـــُه ورضى الشعبِ عنه , ذلك فإنه مع عدمِ الرضى الذي يسودُ حاليا وللأسف يتزايدُ سيترتب عليه تأثيراتٌ مباشرة ٌ في شرعيةِ المؤسسةِ الحاكمة إلا إذا فكرت الشخصياتُ الاكثرُ حكمة ً في الامةِ بحل ِ يغيرُ السياساتِ الحالية َ ويزيلُ أسبابَ عدم الرضى عند غالبيةِ الناس ويتعاطى مع الشعبِ بلطفٍ ورحمةٍ وتعاطفٍ وإنسانية.
س ? - دعوت الى الاصلاح ِ و حريةٍ أكبر. أي دور تراه لرجال ِ الدين في إصلاحِ الدولة؟ وهل يجب ان يلغىَ دور ِ المرشدِ الاعلى؟
ج- تماما كما لعب رجلُ دين ٍ ناشطٍ دورا في بدءِ الثورة وانتصارِها وتأسيس ِ الجمهورية يستطيعُ رجالُ الدين لعبَ دور ٍ في تحسين ِ علاقاتِ النظام الحالي وإرساءِ الديموقراطية التي كانت أحدَ الاهدافِ الرئيسةِ للثورة. القيادة ُ تستطيع لعبَ دور ٍ أساسي في كسبِ رضى العامة وإزالةِ العقبات أمام الاصلاح وتغيير ِ السياسات الحاليةِ العنيفة ووضع ِ القراراتِ الرئيسة والمسؤوليات المهمة للبلاد بأيدي خبراءَ وحكماءَ وفاعلين وأناس ٍ متوازنين يثقُ بهم الشعب.
س ?- ما الذي يجب أن يقومَ به رجال الدين في إيران لإحداثِ التغيير؟
ج- الدورُ المهم الذي يمكنُ لرجال ِ الدين القيامُ به ويجبُ أن يقوموا به لتفعيل الاصلاحاتِ وتغييرِ الوضع الحالي والسياسات الراهنة يجب أن يخطوا به مع الشعبِ والمفكرين والخبراء وأعضاءِ النخبةِ والناشطين السياسيين الملتزمين. يجب على رجال ِ الدين إعلامُ الشعب بحقوقِه وأن يبقوا مخلصين لقيم ِ الثورة وأهدافِ الاصلاح وإلا فإن مركزَهم الاجتماعيَ بين الناس سيصبحُ أكثر ضعفا واهتزازا.
http://akhbar.alaan.tv/ar/videos/video-r...stion.html