مسيرة دمشق.. عربون وفاء للرئيس الأسد ونهج سورية
دمشق
صحيفة تشرين
صفحة اولى
الخميس 10 آذار 2005
متابعة: رزان عمران
مسيرة شعبية من عشرات الألوف، بدأ مسرحها المتنقل في أربعة محاور رصدت «تشـرين» بعض جوانبها من شارع الشهيد فايز منصور في حي المزة بدمشق وصولاً إلى قصر الروضة مروراً بساحتي الأمويين وعدنان المالكي، نظمتها فعاليات اجتماعية وثقافية واقتصادية خاصة ومؤسسات المجتمع الأهلي، أكد شعبناً مجدداً من خلالها بكل فئاته ومستوياته الثقافية والاجتماعية إيمانه بشيء أعلنه مراراً في مسيرات مماثلة، والذي وإن لم يعبر عنه بالهتاف في كل وقت فهو يحمله في القلوب، ومستعد لإطلاقه عبر الحناجر.. هذا الشيء هو الإصرار على التمسك بالثوابت التي لم تحد عنها سورية.. الإصرار على رفض الضغوط والتدخلات الأجنبية، عبارات وردت في خطاب السيد الرئيس بشار الأسد أمام مجلس الشعب ملأت اللافتات المرفوعة بين الحشود السائرة.. الأصوات هتفت لسورية ولبنان وفلسطين.. ضد أميركا و«إسرائيل» والقرار 1559,. صيحة «من الشام لبيروت شعب واحد ما بيموت» كانت الأقوى.. انبعثت من السائرين وركاب الحافلات الذين جاؤوا من مناطق سورية عدة.. ممتزجة بالأغاني الوطنية التي أطلقتها مكبرات الصوت.. عمال البناء في الشوارع توقفوا عن عملهم ووقفوا بحماس يراقبون، ومنهم من نزل للمشاركة.. الناس على نوافذ بيوتهم رفعوا الأعلام السورية.. وشبان اعتلوا مداخل بعض الأبنية وراحوا يصورون «بجوالاتهم» المسيرة للذكرى.. عمال في المطاعم المجاورة حملوا أباريق الماء والأكواب لمن يريد ترطيب حنجرته.. وبائع متجول للخبز المحلى اتخذ موقعاً له على جانب الشارع بأغان وطنية تنبعث من آلة تسجيل علقها على عربته..
الشبان والفتيات شكلوا النسبة العظمى من الجموع.. داليا الطالبة في كلية التربية أكدت أنها هنا لتعبر عن مشاعرها كمواطنة سورية، وقالت: لن نسمح لأحد بالتشكيك بمشاعرنا ومواقفنا.. حقيقتنا تبرز في هذه المسيرة.. وكل الادعاءات التي استهدفتنا مدروسة من قبل أميركا و«إسرائيل» وهناك وسائل إعلامية خدمت ذلك كثيراً..
وأوضح عدد شبان من طلاب البكالوريا هدفهم من المشاركة في المسيرة، وقال أحدهم: كل هذه الحشود هي لتأكيد التآخي السوري اللبناني الذي يحاول أعداؤنا ضربه.. ونؤكد أيضاً أننا سنبقى مع لبنان في كل قضاياه العادلة مهما حاولوا تشويه علاقتنا باللبنانيين.
أما آلاء وهي طالبة في الثاني الثانوي فعبرت عن تأييدها لكل ما جاء في خطاب الرئيس الأسد السبت الماضي، وعن الحماس والشعور بالعزة الذي خلقه الخطاب في نفوس أقربائها في المغترب، في حين برر عبد الرحمن، ويعمل في مجال السياحة، مشاركته بأنها وفاء لكل مناضل شريف يحب أمته ويعمل لأجلها.
وبين الحافلات المتوقفة على جانبي الطريق.. كانت سيدة مسنة تطل برأسها من النافذة وهي تحمل صورة للرئيس الأسد وأخرى للسيد حسن نصر الله رئيس حزب الله المقاوم، وقالت هذه السيدة: إنها قدمت من القطيفة.. لكنها عاجزة عن المشي مع المسيرة، ولدى سؤالنا عن سبب قدومها من القطيفة رغم ظروفها الصحية قالت: هذه مسيرة، «معقول ما نشارك فيها؟» وأضافت: أنا أحب الرئيس بشار كثيراً، وأفديه بدمي..
ووسط حشود المواطنين برزت مجموعة من الشبان والشابات الأجانب وقد رفعوا العلم السوري، أوضحوا أنهم طلاب في معهد تعليم اللغة العربية بدمشق، وقالت طالبة فرنسية تدعى كورين: أنا هنا منذ عامين.. أحببت سورية وشعبها جداً.. وأنا لست مع الموقف الذي اتخذه رئيسنا جاك شيراك منها مؤخراً، لقد كنت مع شيراك في مواقف سابقة، لكنني الآن أختلف معه تماماً.
واصطفت بصيحاتها المعهودة ولباسها التقليدي «عراضة شامية»، راحت تطلق هتافات التأييد لسورية ولبنان، وهي تقول: نياتنا طيـــــــبة تجاه الجميع، لكن البعض في العــــــــــالم ينوي لنا الشـــــر.
ومن الشركات الخاصة التي خرجت في المسيرة مؤسسة «سيريتل» للاتصالات، التي أكد أحد وكلائها وضاح حداد أن مشاركة موظفي المؤسسة جاءت انطلاقاً من خطاب الرئيس الأسد، وأضاف: من هتف ضد سورية في لبنان هم أقلية هناك، لبنان الحقيقي هو الذي خرج مع السيد حسن نصر الله بمئات الألوف في شوارع بيروت.
وأكد السيد عماد الرهونجي صاحب مؤسسة «الرهونجي» للبطاقات.. أن واجب السوريين الخروج في هذا الوقت بالذات إلى الشارع للتعبير عن موقفهم مما يجري، خصوصاً أن بلادنا تتعرض لهجمة، وقال: إن هذه الهجمة لم تأتنا فقط من واشنطن وبعض الدول الأوروبية، بل أيضاً من صمت عربي لا نفهم أسبابه، وأضاف: إن مجرد استعراض التضحيات التي قدمتها سورية للبنان يكذب كل ما زعم عن دورها هناك.
ولدى وصولهم قصر الروضة، هتف المشاركون: نريد أن نراك يا بشار، بينما ظهر السيد الرئيس مبتسماً وهو يلوح بيده للجموع الكثيفة، بصورة في غنى عن الوصف لتلاحم شعب مع قائده.
تصوير: وائل حميدان