التسامح التقبل التعاطف الدماثة التفهم العفو... كلها تنبع من جذر واحد ينبت في تربة مروية بالحب
وسائل مفاتيح تساعد كثيرا على المرور في هذه الحياة وعيشها دون متاعب بل الاستمتاع بها الى اقصى حد
التسامح فعل اخلاقي كبير لايمكن بلوغه إلا بروح عالية نقية..
التسامح هو جسد الحب وسيلته أداته الرئيسية

(الحب هنا ليس ذلك المحصور بين كائنين) ان تتسامح تجاه حقوقك ان تتسامح تجاه من يسبب لك أذى غير مقصود ان تتقبل أخطاء الآخرين ان تعفو عند المقدرة ان تكون دمثا للحظة مع من يسيء اليك ان تتعاطف مع من يختلف عنك او من لايملك ضبط تصرفاته او اعصابه لسبب او لآخر... ان تقتلع أشواك العنف والكراهية والتحدي والتوتر لانها مع مرور الزمن ستقصف كيانك شخصيا.. هي فقط القوة والشجاعة الفائقة وفيها يكمن الانتصار الحقيقي


يتبع

انه فعل يحتاج الى قدرة هائلة.. الكلام عن التسامح والتبشير به والمطالبة بتطبيقه سهل جدا بل يرضي جميع الأذواق ويكاد أن يكون بديهية كما الحب.. وقد طالبت به كل الأديان والفلسفات وكان موضوعا لكثير من الدراسات الاجتماعية والنفسية وخصوصا اذا ربطناه بظاهرة الانفعال والعنف وكثيرا ما نسمعه ونقرؤه في الخطب والمقالات من كل صنف ولون...
لكن ممارسة هذا التسامح.. امتلاك الحب على مدى لحظات اليوم لهو من الصعوبة بمكان ويحتاج اضافة الى القوة الشجاعة الفائقة في المبادرة لحظة الانتهاك المستوجب للتسامح ففي مثل هذه اللحظة يكون فيها الضغط على أشده ويمكن ان يكون هذا الضغط هو المسبب في ارتكاب الخطأ موضوع التسامح.. اضافة الى سرعة الحدث وتداخله مع ظروف اخرى طبيعية او اجتماعية آنية او نفسية جمعية.. هنا في مثل هذه الظروف يجب ان يكون لدينا القدرة على الضبط اولا والمبادرة بالتسامح والتقبل لتجنب التوتر الانفعالي/العاطفي الذي سيقود حتما الى الغضب مؤسسا للعنف وما يتبعه من افعال وردود أفعال لا منتصر فيها...


...

لست هنا في سبيل الوعظ واعطاء الدروس الاخلاقية وهذا في كثير من الاحيان يقود الى عكس النتائج المرجوة.. اني اتحدث عن التسامح والحب كخلاص كحل شخصي يساعد على الاستمرار في الحياة بشكل صحي سليم وفعال.. حل للتخلص من التوتر الذاتي والانهاك العصبي الشخصي الذي يصيبنا من احتكاك البشر في التجمعات الكبيرة واماكن العمل او اللهو او غيرها
ان الاختلاط الكبير الذي صار هوية للمدن الكبرى في العالم ناهيك عن الازدحام والضجيج التلوث كلها مؤثرات جد خفية في رفع توتر الانسان الانفعالي وجعله عرضة لعنف متبادل من قبل اخرين قد لايكون بينهم اي رابط ثقافي او اجتماعي سوى العيش في هذه المدينة الكبيرة وخصوصا مع ازدياد عدد المهاجرين في المدن الكبرى زيادات هائلة لا يمكن حصرها او ضبطها او دمجها في المجتمع المدني الذي تحيا به هذه الجاليات..
كما لا اريد لكلامي هذا ان يصبح بحثا اجتماعيا او نفسيا لست اهلا له في الاساس بل فقط مجرد مرجعيات لابد منها في المطالبة والتشجيع هذا على ممارسة التسامح الذي لابد لان يقود الى السلام الذاتي والعام

كما لايجب ان يؤخذ التسامح بكلية او بشمولية او باحالة فورية الى قضايا مصيرية يرزح تحتها المجتمع العالمي مثل قضية الصراع العربي الصهيوني تحديدا فللتسامح والعفو والسلام هنا اشكال اخرى وعموميات تبتعد عن خصوصية الطرح لفكرة التسامح.. كذلك الحال بالنسبة للشعوب التي ترزح تحت نير سلطات ديكتاتورية او ظلامية رجعية او طائفية تضطهد فيها الاغلبية بحجج ليس اقلها الدين او العمالة والخيانة الخ.. فهذه للتسامح والتعاطف فيها وجوه أخرى..

منطلق أخر للتسامح هو دفع الأذية أو دفع البلى كما يقولون ولكن مع رضى ذاتي كي لا يكون قهرا للذات بل نابع عن رغبة حقيقية قوية بالتسامح وهنا يكمن اختلافه عن التغاضي والتجاهل الذي يفتقر الى الفعل والمبادرة
طبعا للوصل الى حالة مثل هذه لابد من التدرج والمرور بمراحل تختلف من شخص لآخر اود ان اذكر بعضها محاولا الدخول في التفاصيل اذا كان هناك رغبة من القراء بالإستمرار

قد يتبع وقد لااااااااااااااااااااا