{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 12 صوت - 3.58 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #121
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
كعبة سيناء

سيد القمنى
2010 / 3 / 21
مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي

توضيح من سيد القمني حول اقتراحة بإقامة كعبة سيناء

لم يسبق لي أن تحدثت إلى صحيفة الراية القطرية التي أثارت الغبار كعادة قطر إزاء أي شأن مصري ، لأن الحوار الذي كنت طرفاً فيه كان لمجلة الإذاعة و التليفزيون المصرية ، و كان الطرف الآخر الصحفي النابه أيمن الحكيم ، و كان الحديث في هموم مصرية بحت ، أزمتها الاقتصادية و انتشار التطرف في الشارع المصري .
و لأن الزميل أيمن الحكيم كان مضطراً لاختصار حديث امتد لثلاث ساعات ، فقد اختصره بحرفية عالية و بما لا يخل ، لأن ما حدث من خلل كان في عيون محبي إثارة الغرائز الدينية و غبار الفتن ، و في عقول نهازين الفرص للنقمة ، لمجرد النقمة ، و أخص منهم بالذكرالراية القطرية التى وصفتنى بعدو الإسلام ، و الشاب خالد الجندي ، الذي لا يفوت فرصة إلا أسبغ على شخصي الضعيف من بديع قاموسه الأخلاقي ، و عمل لنفسه من المشيخة قناة خاصة يبرطع فيها براحته ، لأن ما قاله هذه المرة أو في مرة سابقة عند حصولي على جائزة الدولة التقديرية ، لا يمكن وصفه بأكثر من البرطعة . هذا مع التأدب الشديد قياسا على أقوالة . وفى هذا الحوار طلبتة لمناظرة علنية بقناة محايدة ولم يأتنى منة رد سوى إعلان ردتى عن اإلإسلام .
فى الحوار حول الأزمة الاقتصادية اقترحت ضبطاً و إشرافاً من الدولة على سياحة الآثار ، لراحة السائح و منع استغلاله من مافيا السائقين و التراجم و خيولهم و جمالهم ، ناهيك عن المتسولين ، و يمكن إضافة مصدر مالي آخر شديد الأهمية بالسياحة الدينية في سيناء .
لقد أخبرنا القرآن الكريم أن الله سبحانه و تعالى قد ظهر للنبي موسى في عليقة مضيئة بجبل سيناء المعروف الآن باسم جبل موسى إلى الشمال من جبل كاترين ، و أنه بينهما يقع الوادي المقدس طوى الذي كلم الله فيه موسى تكليما ، و أمره بخلع نعليه عند دخوله وادي طوى ، بينما لم يأمرنا بخلع النعلين في الحج للكعبة المكية ، و هو أيضا المكان الذي تجلى الله فيه للجبل فجعله دكاً ، و هو شأن لا تختلف عليه الديانات السماوية الثلاث . و أن إهمال هذا المكان الأقدس هو تقصير و خطأ جسيم دينياً و وطنياً و اقتصادياً . فبالإمكان إقامة سياحة دينية في هذا المكان لزيارات تقصده من كل بلاد الدنيا ، رغبة في إلتماس القداسة لا العبادة ، و إن كانت العبادة جائزة في أى مكان عدا الأماكن المدنسة . و هو أمر لو أحسّنا استثماره بذكاء و فطنة و خطة طموح ، بإقامة الطرق المناسبة و الفنادق و القرى السياحية و الساحات العامرة ، مع تليفريك يربط الجبلين بديلاً للسلم الخشبي الحالي المتهالك والمنهك للشباب ، ناهيك عن الكهول ، مع إقامة المعبد المناسب لمن شاء أن يصلي كل على طريقته فكلها طرق تؤدي إلى الله ، و فائدة أخرى هامة ستتحقق لأنه سيعمر وسط سيناء الأجوف الميت بما يحي أرضاً موات ، و يضمن سلامة سيناء بتعميرها إزاء أى خطر قد يأتيها من الشرق .
الغريب ان قناة الجزيرة القطرية و معها فضائيات كثيرة زارت الكعبة التي أقامها المغاربة في بلادهم ، و صوروا الحج إليها بحسبان الأرض كلها مسجداً طهوراً و أن الله سيراهم يحجون في بلادهم كما سيراهم بمكة ، و أن هذا هو استطاعتهم ، و لم نسمع تعليقات و احتجاجات و تكفير كما يحدث مع القمني كلما تفوه بكلمة و لو كانت في مصلحة الوطن و الناس .
و قد استخدمت تعبير كعبة حتى يقبله الذوق المسلم ، و لأن الكلمة على المستوى اللغوي تعني الغرض و المقصد و الهدف ، و هي ليست بديلاً لكعبة مكة التي علاقتنا بها هي علاقة فرض تعبدي ، ستكون كعبة سيناء محل قداسة بدون شعائر و طقوس . و ربما كان هذا كله في ذهن الرئيس الداهية أنور السادات عندما طرح فكرة مجمع الأديان بسيناء ، و هو رجل لا يشك أحد في إسلامه و إيمانه .
في ذات المجال سجلت اعتراضي للسماح العشوائي بالعمرة و الحج السياحي الذي يضخ في بنوك السعودية من أموال مصر الفقيرة حوالي ثلاثة مليار دولار سنوياً ، في رحلات مكوكية للأثرياء ، و لو راجعت قوائم أسماء المعتمرين و الحجاج سياحياً ستجد معظم الأسماء تتكرر ، و يزاحمون الفقراء الذين لا يستطيعون إليه سبيلا إلا مرة واحدة بشق الأنفس ، و لأنهم الفقراء فقد تم ضبط حجهم و تقنينه بطابور القرعة الطويل ، بينما الأثرياء الذين يحتاجون إلى الغسل و التنظيف السنوي من الذنوب ، فهم يذهبون بمال نحن شركاء فيه لأنه مال الوطن ، و يحوزون وحدهم الثواب دوننا ، و ضربت مثلاً بزمن عبد الناصر عندما احتاج المجهود الحربي إلى المال الوطني ، فأوقف الحج إلى السعودية عدة سنوات بقرار جمهوري . و مصر بحالها الراهن لا تستطيع سبيلاً إلى ضخ 3 مليار دولار سنوياً في بنوك السعودية .
في النهاية ليس لي أن أنكر فرضاً من فروض الله أو أتدخل فيه ، كل ما طلبته هو خير في خير و ليس فيه شر واحد ، خير في تقنين الحج السياحي تحقيقاً للعدل ، و خير اقتصادي في توفير دخل إضافي للمال القومي ، و خير في إعطاء مزيد من الفرص للفقير للحج الذي لا يستطيع إليه سبيلا بنظام القرعة ، و خير في إحداث حالة تسامح و سلامية بين الأديان ، و خير بإعمار الأرض ، و خير بإحياء أرض موات ، و خير بتشغيل العمالة المصرية ، و خير بحماية سيناء من الاعتداء عليها .
و الناس و الوطن من وراء القصد .
........................................................
هذه الفقرة كل ما وجدت عن حج المغرب فهل هناك من لديه معلومة إضافية .
...................................
ندد علماء دين مغاربة بـ"مناسك الحج" التي يؤديها المئات من مرتادي ضريح "سيدي شاشكال" بالقرب من مدينة آسفي التي تطل على المحيط الأطلسي، من طواف وصعود لجبل "عرفة" وترديد عبارات التلبية وتقديم القرابين والتهاني المتبادلة بحج مبرور.

واعتبر العلماء أن هذه "الطقوس" تعد من تصرفات الجاهلية وافتراء كبيرا على الإسلام وابتداعا خطيرا في الدين، فيما أرجع أخصائي نفسي أسباب قيام هؤلاء الناس بمثل هذه الطقوس إلى رغبتهم في حمل لقب "حاج"؛ من أجل الحصول على "بريستيج" اجتماعي معين دون تحمل مشاق السفر إلى الكعبة بالديار المقدسة، وهو ما جعل الكثيرين يسمونه "حج الفقير".
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-24-2010, 02:49 AM بواسطة بهجت.)
03-24-2010, 02:44 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
vodka غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,876
الانضمام: Aug 2007
مشاركة: #122
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
سؤال في صلب الموضوع

من سيحج لكعبة القمني (كعبة سيناء)

هل سيحصل على لقب حاج

وهل سبكون معترفا به كحاج اصلي

ام سيحتاج الى معادله وتزكية من جهات رسمية

لنجاح المشروع أعتقد أنه يحتاج لفتوة من شيخ الازهر

تبين مزايا الحج لكعبة سيناء
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-24-2010, 03:51 AM بواسطة vodka.)
03-24-2010, 03:29 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #123
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
(03-24-2010, 03:29 AM)vodka كتب:  سؤال في صلب الموضوع

من سيحج لكعبة القمني (كعبة سيناء)

هل سيحصل على لقب حاج

وهل سبكون معترفا به كحاج اصلي

ام سيحتاج الى معادله وتزكية من جهات رسمية

لنجاح المشروع أعتقد أنه يحتاج لفتوة من شيخ الازهر

تبين مزايا الحج لكعبة سيناء
يا صديقي .
بالطبع لن يحصل على اللقب الرسمي لعموم الناس ( اللي بيصدقوا الحاجات دي ) و هو لقب حاج أصلي من الطبقة الأولى ، و لكن ربما يحصل على درجة تلائم ما ينفقه ، ربما حجيجي أو حجوج أو ما يشبه من درجات ، و لكن من يعلم ما سيحدث في مقتبل الأيام ، فكل الديانات و المذاهب السائدة الآن بدأت بداية متواضعة للغاية ، فليكن مبدؤك هو " أعط للأسطورة فرصة " ، على وزن التعبير الشعبي المصري في مخاطبة صاحب سيارة قديمة متهالكة " اعطي لزوبة زقة " .
عودة للتوضيح .
1- من الواضح أن القمني غير حريص في حديثه ،و يغلب عليه أحيانا الطبع الصعيدي المتحدي ، و لكنه ينسى أنه في معرض الخزف لابد من اتباع قواعد صارمة ، خاصة لو كان الخزف في حقيقيته مجرد طين هش يخشى صاحبه انكشاف أمره ، فيلاحق الجميع بالحسبة يدعمه القضاء المتحيز الأعور ؛ الذي لا يرى سوى جانب واحد ، و ليس الأعمى الذي لا ينظر لأحد بل يستلهم روح القانون .
2- استخدم القمني كلمة (الكعبة) بإطلاقها ، و لكن القارئ لا يعرف سوى دلالة محددة لموقع بعينه ، هذا التحرر قد يكون مقبولآ في مجتمع مستنير ، بل قد يكون مقبولآ في مصر الستينات ، و لكنه سقطة بلا قرار في محروسة القرن 21 ، سقطة لا يجب أن يسقط فيها كاتب متمرس مثل القمني .
3- ما زلت أرى أنه على العلمانيين عدم تشتيت جهودهم في معارك فرعية ، خاصة تلك التي يجيدها المشعوذون المصريون و الإسلاميون الأصوليون ، و أرى ذلك نوعا من الحماقة ، هنا أتذكر موقفا لسعد زغلول . عندما أصدر علي عبد الرازق كتابه الشهير " الإسلام و أصول الحكم " أثار زوبعة انتهت بطرده من هيئة كبار العلماء ، عندئذ طلب بعض مثقفي الوفد سعدا بموقف مساند لحرية الرأي و شجب موقف هيئة كبار العلماء ، و كان من هؤلاء الطالبين عباس العقاد ، لدهشة الجميع رفض سعد زغلول التدخل في القضية ، لأنها قضية خلافية وهو يسعى لتوحيد الأمة خلف قضية الإستقلال ، هذا الموقف الحصيف هو أيضا مبدأ هام في الصراع هو مبدأ ( الإقتصاد في القوى ) أو Economy ، وهو الذي يمكنك من حشد قواك كلها في معارك رئيسية حاسمة . الطائش وحده هو من يبدد رصيده المحدود في شراء ( صفارة ) يثير بها الإنتباه مرة و لكنها عديمة القيمة .
4- عندما يتصارع لاعبان وفقا لقواعد راسخة متفق عليها يصبح الصراع رياضة و فنا ،و لكن عندما تصارع جاهلآ يلطش كيفما اتفق يتحول الصراع إلى " شغل لبط و بهدلة " ، وهذه هي محنة المستنير في مصر اليوم ، لهذا يؤلمني أن أكتشف أنه عندما يضرب التخلف مجتمعا فإنه يضرب الجميع مستنيريه و جهاله ، فالمستنير يلوثه تفاهة الجاهل، و الجاهل يزداد جهلآ .
03-24-2010, 07:22 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فرعون مصر غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 54
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #124
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
العزيز بهجت
فكرة القمنى جميلة ومفيده ولكنه أساء تسويقها،وهو أول من يعلم كيف يتربصون بأفكاره وأقوله
وكلمة ( الكعبة ) بدلالتها فى وعى الناس كانت حاسمة فى أثارة الرفض لمشروعه، ومع ذلك فأنا
أرى أن كتابات القمنى وأفكاره ذات أهميه فى وقت نحتاج فيه لهز الثوابت وأفاقت العقول،فمرحله المخاض التى تعيشها مصر تحتاج لبذل كل الجهد لأنارة العقول وجذب قطاعات عريضة من شعب بات
صريعا لأفكار أصوليه ورده حضارية أفقدتنا ما جنيناه خلال بدايات القرن العشرين ،لنعود من جديد ندافع عن قضايا دافع عنها قاسم أمين وطه حسين وعلى عبد الرازق ولطفى السيد وسلامه موسى وغيرهم ممن خاضوا معركة تحديث المجتمع المصرى فى بدايات القرن المنقضى.وكأننا نمتلك رفاهية أن نفقد قرن من الزمن فى وقت يتقافز فية العالم حولنا نحو مجالات تقدم لم تدر فى عقولنا ولن تدر.

دومت وقراءك بخير
03-24-2010, 09:01 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #125
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
" لا تلم كفي إذا السيف نبا .. صح مني العزم و الدهر أبى" أبو الطيب المتنبي .

الأخ الكريم فرعون مصر .New97
بمقدار ما يسعدني عودتك للحوار على الشبكة أحيانا ، بمقدار ما أعتب عليك غيابك الطويل ، رغم ما تمثله من مواقف عقلانية و ما تحمله من فكر تنويري أصيل ، لا أشك أنه سيفيد الكثيرين فكرا و منهجا على الخصوص . الذي ربما لا يعرفه كثير من أصدقائنا في نادي الفكر أنه رغم اتفاقي مع الأخ الكريم فرعون مصر في الفكر التأسيس القائم على العلمانية و الحرية ، إلا أنه كانت بيننا محاورات ساخنة في ( الأثير ) حول قضية العروبة ، فموقف فرعون مصر يشبه كثيرا موقف سمير أمين الرافض للقومية العربية و الإسلام السياسي كلاهما ، كرافدين يستقيان من نفس المعين الديماجوجي الشمولي ، بينما لدي موقف مختلف من قضية العروبة الثقافية خاصة .
عودة إلى قضية كعبة القمني .
ليس خافيا أني أتفق كلية مع صديقنا الفرعون في كل ما ذهب إليه .. في الأسف على الردة الحضارية الهائلة التي سقط فيها الشعب المصري ،و التي أراها مثل هزيمة 1967 ، بل هي أخطر بما لا يقارن ، أتفق معه أننا فقدنا قرنا من الزمان ، بينما يسابق الآخرين الزمن و يعدون عدوا في مسالك التاريخ ، بينما نرتد و نحشر أنفسنا حشرا في أزقة الماضي المتعفن ،أتفق معه على أهمية بل و فدائية الدور الذي يقوم به التنويريون الجدد مثل صادق جلال العظم و سيد القمني و فرج فوده و ياسين عبد الجواد و نوال السعداوي و سعيد العشماوي و رفعت السعيد و غيرهم ، و ربما أخص سيد القمني بأنه يمتلك كلا من الفكر النافذ في التراث ، كذلك الكريزما الشعبية ، بخلاف الأكاديميين من نوعية محمد أركون .
أما عن الإقتراح فلن أختلف معه ولا مع أصدقائي هنا في نادي الفكر على وجاهة الإقتراح ، خلافي كله هو في مدى موائمة الإقتراح للظروف التي طرح فيها ، وعدم التوفيق في الطرح ذاته و خطابه ، و نقدي لإقتراح القمني هو نقد من داخل البيت و هو من نفس نوعية نقدي لفرج فوده في مقاله عن شيخ الأزهر وقتها ( جاد الحق علي جاد الحق ) و لنفس السبب ، أن يفتح جبهة جانبية تستنزف جهده في معركة خاسرة من البداية وبلا طائل .
03-25-2010, 11:13 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #126
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
الاستبداد بمساندة السماء


[صورة: elqemany.jpg]

سيد القمنى
elqemany@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3
المحور: العلمانية , الدين , الاسلام السياسي

في بلاد المسلمين معاهد علمية, مهمتها تخريج مشايخ الدين للدعوة والوعظ والارشاد. ويزعم هؤلاء علي مختلف فرقهم وتنافر مذاهبهم, انهم وحدهم الامناء علي دين المسلمين منذ فجره الاول, وانه لا يحق لأي مسلم خارج المنظومة المشيخية ان يتحدث في شأن الاسلام والمسلمين, لانه حكر علي الدعاة فقط. وهو الزعم الذي يضع مشايخنا أمام مسئولية تاريخية عظيمة وهائلة, ازاء ما آل اليه أمر الاسلام والمسلمين عبر عشر قرون مضت من الهوان والتراجع والانهزام.
والناظر الي الشارع في بلادنا سيجد المسلمين وقد سلموا أدمغتهم للمشايخ بالتمام والكمال, فلا يخطو المسلم خطوة ولا يأتي تصرفا ولا يقول قولا الا بعد استفتاء المشايخ, فهو يسير وفق برنامج من الاوامر والنواهي, متي يصحو ومتي ينام وكيف ينام وبماذا يدعو قبل أو بعد وما هو الوضع المستحب اثناء الدعاء على ظهورهم ام على جنوبهم. لان المشايخ هم حفظة كتاب ما فرط الله فيه من شئ, لذلك كل شئ عند المشايخ كامل كومبليت صالح لكل مكان في مكة أو في الصين أو في المريخ ولكل زمان مضي أو لم يأت بعد.
وأمام الرهاب المستمر للاله الذي يفرض حضوره طوال الوقت فيتدخل في كل كبيرة وصغيرة ، وينشغل بالتوافه الهينات في حياة المسلم ويضع له عقوبات مفصلة مشروحة بعناية, فالعقوبات الربانية ألوان وفنون : من شي البشر علي النار ، الي القلي في الزيت ، الي التمزيق باشواك من حديد ، الي الوثاق بالسلاسل الطوال, من جهنم الحمراء ،الي جهنم البيضاء التي ابيضت نارها لكثرة ما تلظت, ومن عقارب كالبغال الموكفة ، الي ثعابين قرع, الي عقاب دنيوي في المال والعيال والصحة والمستقبل،فكان ان سلم المسلمون المسئولية لمشايخهم الذين يعرفون الدروب والانفاق والمعابر السرية لدين أصبح ثقيلا هائلا لكثرة ما أضافوا اليه, فأوكل المسلمون للمشايخ مسألة ايمانهم الذي يستعصي عليهم فهمه, ويجهلون فنونه مقابل الطاعة العمياء التي هي سبيل النجاة.
ومع هذا التسليم الشعبي الجارف لسادتنا المشايخ فان حال المسلمين كما ترون فضيحة بجلاجل ، فضحونا وجرسونا في العالمين, بمقابل لن يغفره لهم التاريخ وهو : عقل الناس الذي أخذوه منهم ، فقط ليعرفوهم بالله ويشيروا لهم نحو الله.. هذا هو الله؟! أخذوا عقل الوطن مقابل أن يعرفوهم علي الله الذي سيقوم بالتفكير لهم نيابة عنهم ، عبر دعاته من كل لون ومذهب.
وأصبح كل من أتخذ سمت الشيخ من لحية أو زبيبة أو يونيفورم حق له أن يكون داعية ومفتي, يعرف في كل حاجة ويفتي في كل علم ويتحدث في كل شأن مما هو فوق الارض أو تحتها, وفي نهاية الفتوي يختمها بقوله " والله أعلم" !! ...... إن عبارة " والله أعلم" هي تدريب دائم للعقل لينسحب من العلم ولا يتعامل معه كوسيلة وأداه للمعرفة, لأن الله اعلم عند مشايخنا ، بينما في العلم نحن من نعلم وليس في العلم شئ اسمه " والله أعلم" . ان العبارة اخلاء تام وصريح للشيخ من مسئولية تفسيره أو فتواه, ويترك السائل مبلبلا, ذهب يستفتي لتزداد حيرته, السائل مسلوب العقل والارادة يفترض في نفسه أنه لا يعلم شيئا ، فذهب يسأل الشيخ الذي يعلن عن نفسه بالفم المليان انه (عالم) عارف ، فاذا هو به بدوره جاهل لا يعلم ، ورغم انه يقر في النهاية انه لا يعلم فانه يتصرف من البداية علي انه وحده من يعلم مفتاح أي حقيقة أو معرفة صادقة تامة.
ان عبارة " والله أعلم" المشيخية لا تبدو تعبيراً عن تواضع ذات الشيخ العالم, بقدر ما هي تسليم بان الحقيقة شئ مخفي لا يعلمه الا الله, ولأن الله هو من أخفاها فهو وحده من يعرفها, هي دعوة صريحة لعدم البحث أو المعرفة أو العلم استسلاما للمشايخ. هذا بينما لم تنتقل أوروبا الي النهضة الا عندما كسرت قاعدة " والله أعلم" , واعتبرت الحقيقة والمعرفة مشاعاً موضوعياً لمن يبتغيها ويبحث عنها , وقالت: أنا أبحث.. اذن أنا أعلم.
بحث علماء الغرب فاكتشفوا أن سبب الاصابة بالمرض ليس المس الشيطاني ولا الغضب الالهي, انما هي كائنات محايدة لا علاقة لها بغضب او رضي تعمل علي أي جسم حي مناسب لحضانتها لتستكمل دورة حياتها, من ميكروبات وفيروسات وجراثيم. بحث الاوروبي فاكتشف ان عمر الكون مليارات السنين وليس 4000 سنة كما يقرر كتابه المقدس،فعلم وتأكد أن كتابه المقدس يقدم له كتالوجا مزيفا ،لان ماكينة الكون الموجودة تحت حواسنا وآلات رصدنا تقول شيئا غير ما يقول الكتالوج المقدس, لهذا قررت أوروبا أن تنحاز للعلم, وأحالت الكتالوج المزيف الي دار المحفوظات الاثرية, بينما المسلمون حتي اليوم يقبلون كتالوجات مزيفة, من كتالوج الصحيحين الي كتالوج الشعراوى, الي كتالوج قرضاوي الي كتالوج سليم العوا الى كتالوج فهمي هويدي وهلم جرا.. فهم اكثر من الهم علي القلب.
واذا كان الدعاة يرون أن لديهم كل الحلول الربانية الجاهزة كأكمل الحلول واكثرها نجاعة لكل شأن في الحياة, فلماذا نحن دون الامم قبيلة الله المتخلفة التي أختارها رب السماء خيرا للأمم ؟ ؟ !!!! .
لقد كانت حلولنا مع اسلامنا مطروحة في سوق العالم عبر التاريخ ومع ذلك فان العالم الغربي عندما اختار لنهضته ، لم يختر الاسلام انما اختار فلسفة اليونان وديمقراطيتها وفنونها, واختار قوانين الروم ودساتيرهم وفنونهم, ورجع لأوزيريس وعشتار وأدونيس كأفكار انسانية ...كل المعارف والفلسفات كانت مطروحة في سوق العالم للمفاضلة والاختيار, ومن بينها كان الاسلام الذي يتميز عنها جميعا بكونه رباني المصدر, بل انه يجب كل ما قبله, لكن عند الاختيار العالمي لم يختره أحد واختار الجميع غيره, فهل قصر دعاتنا في تبليغ العالم بدعوة الاسلام واكتفوا بالجلوس بيننا يدعوننا نحن الى الاسلام بعدما اسلمنا بألف واربعمائة عام.
كذلك تقوم لغة العلم كله طبيعياً كان أم انسانياً, فلسفة أم سياسة أم اقتصاد أم قانون علي التراث اليوناني والروماني وليس فيه من الاسلام شئ. واختار العالم الذي تقدم قيم الوثنيين وترك القيم الربانية !! لماذا يا تري؟ ولماذا أصبحنا بين بلاد العالم من يحتاج الي اصلاح باعتراف الجميع؟ لماذا تخرج المظاهرات في بلادنا تطالب بالديمقراطية وحقوق الانسان, ولا تخرج في اوروبا وامريكا مظاهرات تطالب بالشوري وبالجهاد وتعدد الزوجات؟ أليس ذلك بعلامة بليغة علي تقصير الدعاة رغم ما حازوه من ثقة شعوبهم وتسليمهم لهم؟ مع ما حازوه من نجومية وأبهة اجتماعية ومنازل سلطوية ورفاة وسعادة ، أدناها منزلة لهط الثريد لهطا, وهو كله ما وفره لهم بسطاء المسلمين الفقراء مخصوما من دخولهم المتواضعة, كي يتمكن الدعاة من نشر دين المسلمين وحمايته.
ما بين عامي 1919 و 1952 تشكلت في مصر نواة لطبقة برجوازية أفرزت ليبرالية وليدة, وفي ذلك الزمان تراجع دور الشيخ تراجعاً كبيراً بل ومهينا, وكان الشيخ هو محل عمل كثير من ألوان الكاريكاتير في المسرح والسينما والصحف , كان توجيه السؤال الاستنكاري لأي محاور "هوه أنت فقي؟" يعتبر اهانة شديدة , فهو استنكار تصغيري يشير الي العقلية الحافظة علة الجمود والببغائية, هو أيضا سخرية مرة من العاملين بشئون الدين علي العباد, صاحبها وعي شعبي واسع بدور رجل الدين في التخلف امام دنيا متسارعة . في ذلك الزمان كان الازهر هو المكان الوحيد الذي يكفل لطلا به مع العلم الديني كل سبل المعيشة من اقامة وجراية طعام وكسوة ، جلبا لزبائن حال الفقر بينهم وبين التعليم المدنى ، فكان علي المستوي الطبقي ملجأ عاما للمعوزين والمعدمين وبخاصة ذوي العاهات منهم. حتي جاءت ثورة يوليو 1952 ( المباركة ) لتقيم شرعيتها علي التحالف مع الازهر, واعلاء شأنه حتي يكون مصدراً محترماً لشرعية حكمها. وانتهي المشروع القومي بهزائم منكرة انتهت بقيام الصحوة الاسلامية (المباركة بدورها) علي انقاض المشروع القومي (المبارك ) المهزوم. ومع الصحوة عاد الشيخ الي الصدارة بقوة أعطته مساحة تسلط علي العباد لم يسبق أن حازها من قبل خلال تاريخه, وهو الامر الذي ساعدت عليه تقنيات الاعلام الحديثة من صحف وتلفاز ومذياع, وهو ما كان في بلادنا من حق الحكومة وحدها تصوغه كيفما تشاء, لكنها - لحسابات سلطوية بحت ، وبقصد قطع شعوبنا عن الحداثة - بدلا من أن تصوغه تركته لحلفائها من مشايخ سداحا مداحا, مما انتهى الي ضياع عقل الوطن, بينما أصبح الدين اسهل مطية لكل من يريد أن يركبنا, ويعمل علينا شيخ.

وكان للظرف الموضوعى دورة الفصيح فى نشوء طبقة رجال دين فى الأسلام منذ فجرة: عندما اعتمد المسلمون على حفظ القرأن كنتيجة طبيعية لانتشار الامية ، اضافة الى صعوبة قراءة القرأن لعدم تنقيط الاحرف ولا تشكيلها بعلامات مميزة ، مماجعل مثل هذة القراءة بدون شيخ معلم وملقن ومرشد تكاد تكون غير ممكنة بالمرة ، ومن ثم ظهرت طبقة القراء التى اسست من بعد لطبقة رجال الدين التى احتكرت الفهم والتفسير بحكم الأستاذية . وابان الصراع السياسى فى الفتنة الكبرى وما تلاها من فتن ، امكن لهؤلاء اكتساب القداسة بمبدأ كان مرفوضا زمن الدعوة وزمن الخلافة الراشدة وهو تدوين السنة ، مع اختراع الأحاديث حسب الطلب وبالقياسات المرغوبة ، أصبح لهم مهمة مقدسة اضافية هى تفسير القرأن بالحديث . ومنذ شرع الخليفة عمر ضرب عنق من يختلف مع الستة المرشحين للخلافة من بعدة ، امكن بالقياس ان يصبح هذا الجزاء بجز العنق من عرشة ، من نصيب من يدلى برأى غير ما يقول بة اهل الدين .
وخلال الفترة القريبة من متغيرات نصف قرن أو يزيد قليلاً,أ ثبت المشايخ علي طول الخط أنهم لا منشغلين بالناس ولا حتي بالدين, انما كانوا مع مصالحهم وحلفهم السلطاني, وهو الحلف الذي تدني بهم الي حد استخدام الدين بانتهازية ورخص وابتذال ، لتبرير كل المتناقضات للسلطان ، كي تدوم انعاماته ورضاه علي اهل حظوته من مشايخ. عندما كانت مصر ملكية كانوا يهتفون والاخوان امامهم " الله مع الملك" ، وعندما دارت الايام وجاء الزمن الناصري اكتشفوا ان الاسلام هو الذي أسس للاشتراكية, وخوطب النبي محمد " الاشتراكيون أنت امامهم" ، وفي الزمن الساداتي اكتشفوا انهم كانوا مخطئين في فهم الدين خطأ فادحا علي النقيض الكامل من مقاصده, لانه دين اقتصاد سوقي مفتوح حر, دين جعل الناس درجات وطبقات. كذلك كان موقفهم عندما كان السلطان يريد حربا, وكيف ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله كأنهم بنيان مرصوص, ومع توقيع كامب ديفيد بين مصر واسرائيل عادوا فاكتشفوا بالرسوخ في العلم ان رسوخهم الاول كان باطلا, لان الله قد امرنا أمرا واضحا ان نجنح للسلم ان هم جنحوا لها.
وهكذا يكتشف المسلم أن منظومته المقدسة المطهرة ذات المصدر الالهي هي الاشد تعرضا للانتهازية والاستغلال من مشايخ يعلنون أنهم أهل هذا المقدس وحماته. وانهم بدلا من أن يصونوا دين الله بابعاده عن العبث والخطأ والطمع البشري, فاذا هم من يضيفون الي شرع الله ما ليس فيه, ثم يكتشفون خطأ اضافتهم في كل مرة, ليعودوا يصوبوا ويضيفوا المزيد, ان مثل هذا التدخل في المقدس هو تدنيس له, ويشير الي ان مشايخنا يشتهون النبوة, أو بعضها.
ومع حضور فوضي الصحوة الاسلامية التبست المعارضة بالتشدد الذي لم يقف عند حد معاداة السلطة او المشايخ الرسميين, بل تجاوزه الي معاداة المواطنين والمجتمع كله. ولم يكن مشايخ المعارضة الاسلامية المسلحة أوفر حظا بالمبادئ والقيم المحترمة من مشايخ السلطان, فقتلونا ، وحاكمونا ، وكفرونا ، وهددونا ، ومزقوا الوطن ، ودمروا السياحة بوحشية فضحتنا أمام العالم. وقد فعلوا ما فعلوا بدورهم بادعاء الرسوخ فى العلم ومعرفتهم وحدهم بالمعاني الصحيحة للوحي الاسلامي, ليعودوا هم انفسهم وليس غيرهم ، ليكتشفوا ان رسوخهم الاول كان باطلا, وانهم قد اكتشفوا رسوخا جديدا, ليكتبوا سلسلة المراجعات التصحيحية التي تحولوا فيها عن العمل المسلح الي خوض العمل السياسي السلمي. ليوضحوا ان رسوخهم الثاني قد نسخ رسوخهم الاول بأمر الله؟!.. الاترونهم...؟.. انهم ينسخون ؟! انهم يقلدون السماء... انهم لا يشتهون النبوة فقط،.... انهم يشتهون الربوبية!!
ومن ثم لم يعد لقب (داعية) قاصرا علي الدهاقنة الرسميين ، وانما حازه امراء الجماعات الارهابية علي كل صنوفهم, حتي تقدم هؤلاء للعمل بمهمة الفتوي ليبرروا جرائمهم بدورهم ، التي هي جرائم دموية بكل المقاييس ويعطونها شرعية سماوية مطهرة . وهكذا يضعك كلا النوعين من المشايخ في مشكلة ، لانهم يتحصنون وراء السلطان ووراء الدين وتفسيرهم له, فان انت اردت اطلاق سهم علي السلطان رشق في الدين ، وان اردت نقداً للشيخ (سلطانيا كان أم ارهابيا) اصبت الدين بنقدك!! ويبقي السؤال : اذا كان موضوع اهتمام المشايخ سلطانيين أو ارهابيين هو الدين , والدين واحد وربه واحد , فلماذا يختلفون؟ انهم يختلفون بشأن دين كامل وليس شيئاً بسيطا هينا. ربما يصح افتراض ان الاختلاف طبيعي لتفاوت العقول والبيئات والثقافات المحلية والمستوي المعرفي .. الخ, لكن الصحيح باطلاق انه خلاف حول المصالح ، والمكاسب ، والسلطة ، وبلهنية العيش فى طراوة السمن البلدى ، بدأ مع الامة مبكراً في فتن وجوائح قسمتها فرقا وشيعا متقاتلة تكفر بعضها بعضا ، لانها تعمل جميعا تحت راية الكتاب والسنة المفترض انهما يعبران عن دين واحد ، وأمة واحدة ، ورب واحد!!
اذن لا مفر عن استنتاج أن الدين في حد ذاته لم يكن هدفا واضحا لصراع الشيوخ وانقسام الفرق وتعدد المذاهب. انما كان الانقسام تسهيلا للشيخ كي يتمكن من السيطرة علي فريق من المسلمين يلتفون حوله, يمدهم بآرائه تشريعا لوجوده ووجودهم مع ضمان الاستمرارية والتنفيذ, وضمان رسوخه في سدة القيادة.
ويلاحظ المراقب قيام تنافس الكهنة حتي داخل الفريق الواحد علي الاستحواذ علي أكبر جمهور, باستخدام فنون الخطابة والبلاغة واللباقة ، مع سمت الورع الملائكي احيانا ،أو سمت القيادي المقاتل الجسور احيانا اخري. لكن جميعهم يقومون بعرض ما يرضي الجمهور ويحببه في داعيته المتبتل ، أو شيخه المقاتل, مع الطعن في ايمان المنافسين . فمن سطع نجمه اصبح مرغوبا فيه من السلطان (مصطفي محمود, متولي شعراوي, محمد غزالي, زغلول النجار, يوسف قرضاوي ، فهمى هويدى.. الخ) وذلك لشهرته وقدرته علي التأثير في العوام, فيصبح شريكا في حاشية السلطان, وينال السيادة والسعادة مع الهبات والانعامات ويعيش فى المهلبية, أما الشيخ المقاتل فانه عندما ينجح فانه يعيش كالخفافيش ماصة الدماء فى الكهوف والبوادى والأصقاع المتبدية فى كهوف تورا بورا أوقندهاراو بوادى الشام والعراق ، يطلب المزيد من الدم البرئ دون أن يشبع أبداً.
وكان اشتداد المنافسة عبر التاريخ وراء فتح الباب لفكرة (التكفير) والاقصاء كحل ناجح مع المعارضين, فقامت الفرق الاسلامية تكفر بعضها بعضا,وقام كل طامع الى السيادة يطرح تأويلة الخاص للدين وفهمة لة فى سوق الأطماع ، بتسوييق فكرة مع تبديع وتكفيركل الفرق الأخرى بحسبانة من يعرف وحدة الأسلام الصحيح . وعادة ما يبدأالتكفير المتبادل بين التأويل الجديد وبين سابقة ليصل الى صدام وقتال. وفى تاريخنا ما كان أكثر القتال للوصول الى السلطة بالدين ، بل ان تار يخنا ليس شيئا غير ذلك ، وما أشنع ما ارتكبوا من مجازر علنية حتى ابيد بعد أل البيت فرق بكاملها مع كل ما انتجت وقالت ، وبقى الفريق المنتصر وحدة سيدا . ولأنة انتصر فلا شك انة كان على الحق ، ولأنة من يملك الحق فهو يؤكد ان الحق واحد فقط لاغير ، ومن ثم فغيرة هو الباطل المطلق وهكذا انتصر القتلة وأصبحوا اسيادا لنا . لقد حاءنا القتلة ومشايخ المنسر بالحق بعد أن ابادوا الباطل ومحقوة وسحقوة ،العباسيون ابادوا الأمويين واخرجوا جثث من مات منهم حتى يجلدونهم ، ثم أين المعتزلة ؟ اين المرجئة ؟ اين الجهمية ؟ اين المعطلة ؟ اين مؤلفات ابن الراوندى والرازى ؟ كانت الاباده تمتد الى الفكرة . ان من يحكم المسلمين اليوم فكر قاتل وسلطات قاتلة وتشكيلات عصابية التكوين قبلية القوانين طائفية عنصرية ، ولو رددنا كلام مقتول سابق لأصبحنا المقتول اللاحق . وكان أكثر هذه الفرق ضراوة ، هو ما يسمي مذهب بن عبد الوهاب الذى تحالف مع ابن سعود للاستيلاء على حكم الجزيرة ، و الذي يتم تعريفه بحسبانه تجديدا لمذهب الامام أحمد بن حنبل . لذلك لا تجد مبدأ التكفير مرفوضاً في بلادنا او مستهجنا ممجوجا ، بل هو يسير فينا مسري الامراض المستوطنة, لانه لو لم يقم عبد الوهاب بتكفير بقية الفرق فلن يحصل على اتباع ... لن يحصل على زبائن مادامت الفرق الاخري سليمة صحيحة, فالتكفير هنا أداة اعلان ؛ وايضا ؛ وهو الاهم ؛ انها اداة ترويج و تسويق يعمل بها لنفسة زبائن ..... لانه لو قال ان الشيعة والمعتزله والاشاعرة علي صحيح الدين فأنة سيترك مجالا للاختيار, وربما ذهب الناس الى هؤلاء وتركوه ها هنا قاعداً, انها باختصار بلاغي ما قالة المثل الشعبي المصري : " ما يكرهك إلا ابن كارك" ، ومن ثم كانت الاختلافات الحادة حتي انهم لم يتفقوا علي الرب الذي يؤمنون به ،و بصفاته, وذاته ، وكلامه مخلوق أم أزلي ؟ والنتيجة التكفير والتقتيل . وهي موضوعات صراع نخبة المسلمين المتخصصين, فما بالك بالعوام منهم؟ وتظل الفرقة أو المذهب يردد ذات الكلام, ويكرر ذات القصص, ويؤكد ذات الاساطير ، كأنهم جميعا غير مصدقين لما بين أيديهم ويريدون التصديق بمزيد من التكرار والترديد دون أي جديد. و مع الصحوة أصبحت المدرسة والصحيفة والاذاعة والتليفزيون أماكن ووسائل مهمتها تعليم الناس الايمان, وبات لا يخلو خبر محايد ، أو برنامج حواري ، أو محاضرة ، أو حتي فنون درامية ، من مهمة دعوية, حتي أمسي الحكم علي الرأي حتي في أخطر الشئون ليس بمدي نفعه او ضرة ، أو صوابه من خطئه ، انما بقدر ما دعم نفسه بالايات والاحاديث أو أي حكاية من حكايات زمن التابعين وتابعي التابعين. والسبب الواضح هو أن الاستعانة بالمقدس والاستناد اليه في الخطاب الموجه للمسلمين, هو من أجل الارغام علي قبول القول والخضوع للأمر حتي يرضخ الجميع, فظهرت مع الصحوة أسوأ أنواع الديكتاتورية لانها الاستبداد بمساندة رب السماء.
في حوارات المشتغلين بالدين وموظفية ، لا يجدون باسا من اظهار بعض الاحترام لمنجز الحداثة وقوانبن العلم والعقل مداورة والتفافا ،لانهم عندما يجدون ان الحوار غير مجد ، مع رغبة الداعية في فرض فكر يتنافي مع العقل ومنطقه ، فانه فوراً يلجأ للحديث والآيات ليرضح المسلم بعد أن تحاور بالعقل وأشبع رغبته في الشغب الحميد ، ليقبل بعد ذلك ما يرفضه عقله احتراماً لآياته وآحاديثه القدسية.
وقد ساعد التطور التقني والعلمي في وسائل الاتصال والاعلام في تطور الدول نحو مزيد من الارتقاء العلمي والحقوقي, بينما في بلادنا تمكن حلف الشيخ والسلطان من استثمار هذه الادوات والتقنيات لمسح وعي المسلمين واعادتهم الي الوراء قرونا ، لأن مثل تلك الاجهزة لا تملكها في بلادنا الا الحكومة التي هي الدولة نفسها (!!) ومن ثم أمكن لهذا الحلف بتلك التقنيات العالية من انجاز أكبر عملية تدجين مجرمة تمت في التاريخ لشعب من الشعوب في أقصر فترة زمنية ممكنة, وأصبحت الزيادة في دين الله ملعباً مشيخياً ، حتي أصبح الحجاب فريضة سادسة, وعادت اللحية مع الجلباب الباكستاني لينتمي الجميع الي هناك وليس الي هنا.. فدخلت البداوة الوهابية العنيفة الي بلاد هي بطبيعتها الزراعية كانت الاميل الي السلم, لتسيطر علي مختلف الاقطار من فاس الي بغداني وعلي كل بلاد العرب أوطاني ، ثم لتتجاوز الجغرافيا مسافرة في كافة مناطق العالم اينما يعيش مسلم. لاثبات أن العرب الفاتحين وان لم يعد لديهم في البلاد المفتوحة جيوش احتلال ، فان لهم ثقافة حولت كل المسلمين الي غزاة فاتحين طول الوقت, ينتمون بالولاء الي حيث جغرافيا الاسلام ، الي الحجاز الوهابي . ثقافتهم بالصحوة الاسلامية جاءت بفتح جديد وغزو غليظ, يفقد فيه المواطن حريته من دماغه, فيسافر شابا يافعا واعدا ، متهربا متخفيا بلدانا وبحارا وصحاري ، لكي ينتحر عند باب مسجد او حسينية او فى تشييع عزاء في العراق, معتقدا انه حر مختار فيما اختار ، وانه علي الحق الذي لا شائبة فيه, وانه قدم حياته فداء لدينه وربه وامته!!
ومن المبادئ الاستبدادية الراسخة بطول التاريخ, أنه اذا أردت نشر شئون لا تقبل المناقشة فعليك بالارهاب ، لأن الارهاب يذهب باللب والعقل فيصبح الانسان مذعورا مرعوبا ، لا يجد معروضا أمامه في سوق الفكرة سوي أهوال يوم القيامة ، وعذاب القبر ، والجن ، والعفاريت ، يحيطون به في كل مكان ، ومع الهلع والبحث عن الامان من هذه الخوف المقدس يصبح المسلم علي استعداد لتسليم أي شئ مقابل الامان حتي لو كانت ارادته أو روحه, وهنا يظهر له الشيخ اللطيف الوديع ليمنحه الامن والطمأنينة ، انها ذات قصة فاوست ، فالشيخ او الشيطان سيحمل عنه كافة أوزاره ببعض الفتاوي ، ويطمئنه أنه المسئول عنه أمام رب الجبروت, ويأخذ منه مع روحه ، ارادته ، و عقله أيضا ، مقابل المسبحة وكتاب الادعية وسجادة الصلاة ، وحزاما ناسفا اذا كان من المحظوظين المختارين ، لجنة عرضها السماء والارض.
لو كنا آمنين ولا يحيط بنا هذا الخوف المقدس الرهيب لفكرنا ، وناقشنا ، وربما قاومنا ، وهنا يخسر الشيخ نفوذه كله, لكنه بالارهاب الدائم يرعبك ليشل تفكيرك, ويشير اليك : هذا هو المخرج الآمن ، وستجد هناك كتب فتاوي بن باز وبن عثيمين وابن قرضاوى وابن جمعة, ثم عليك أن توافق علي كل شروطه التي يعرضها عليك مقابل الامان, لتصبح تابعا صالحا تعلو درجاته بقدر ما يقدم من علامات الخضوع والطاعة والخنوع. فهو يؤكد للمؤمن الطائع الخانع انه قد امتلك كامل حريته ، لانه تحول من عبد للعباد الي عبد للإله, بينما هو في الحقيقة أصبح عبدا لأسوأ انواع العبودية...للمشايخ أوللسلطان!! وهكذا اصبح مشهد المسلمين ومشايخهم وسلاطينهم ، مشهدا بائسا زريا يزري بالعقل وبالشخصية الانسانية, موقف هو منتهي الاستخفاف بآدمية الانسان ، وبعقله ، وبكرامته ؛ أصبح الشيخ يقوم بتلعيب المسلمين علي كيفه, نام نوم العازب.. ينام فورا, قل دعاء طلوع السلم.. يقول, اعمل عجين الفلاحة..يعجن, اقرأ دعاء دخول الخلاء .. يقرأ, لا تركب زوجتك الا بموافقة القرداتي ، بكلمة سر الليل المعروفة بدعاء النكاح , يقرأ ، ليثبت الشيخ حضوره في أخص أوقات المسلم ....... حاشرا نفسه بين الزوجين.
وتري المأساة مجسمة كاملة الاهانة, محزنة جارحة مؤلمة ، عندما تتابع أسئلة المسلمين لمشايخ الفضائيات ، وكم هي تافهة الي درجة تصيب بالدهش والحيرة مما وصل اليه العقل المسلم. ويبدو أن مشايخ الفضائيات يعمدون الي ابراز تلك التساؤلات المزرية عمداً ، لزيادة تحجيم العقل المسلم داخل اضيق الاطر الممكنة ، التي تضيقها الفتاوي يوما بعد يوم. استفسارات الفضائيات تشير الي مسلم سلبي جاهل ، لا يعرف كيف يتخذ ابسط القرارات في خصوصياته البشرية, تمت برمجته ليعود اليهم في كل شأن , سلبوه ارادته بمزاجه وكسب هو ضمان الا يضل ، فهذا الجيش من المشايخ هم من سيختارون له ما هو مضمون الصحة وسليم النتائج, حتي ضمر العقل المسلم ودخل في غيبوبة الاحتضار, في حالة موت سريري طويلة.
كانت السنة المحمدية هي أقوال وأفعال النبي محمد ، فيها ما يجوز الأخذ به والاقتداء به طلباً للثواب, وفيها ما لا يصح الاخذ به لأنه كان من خصوصيات النبي, ومنها ما لا يأثم المسلم ان لم يأخذ به ودون أن يخرج علي الملة. وبموت النبي ظهرت سنن من لا يوحي اليهم : كسنن الراشدين المهديين, ثم أخيراً ومع الصحوة الاسلامية وعودة الفتوحات بقيادة بن عبد الوهاب, ظهرت سنن الائمة الفقهاء والعلماء بطول التاريخ الاسلامي تحت مسمي الفتوي والاجتهاد الفقهي. وتضخم شأن الداعي والمفتي لتعلو منتجاتهم علي المنتجات المحمدية ؛ التي يجوز أخذ بعضها وترك بعضها . لأن سنن العلماء كلها جبرية لا اختيار فيها , كلها ملزمة رغم انها غير موحي بها ، ولم يعلم بها حامل الوحي جبريل اصلا . كلها ملزمة رغم انها جميعها انتاج بشري, انها وضعية, ان سنن الوحي علي لسان النبي الذي لا ينطق عن الهوي فيها ما يجوز تركه دون عقوبة سماوية رغم ان صاحبها هو الله, أما سنن مشايخنا فلا يجوز ترك اي منها, رغم ان الله لم يوح لاحدهم بها, اصبحت سنن مشايخنا هي قول وفعل من لا يوحي له.
والملحظ الهام بشأن الفتوي انها خصوصية اسلامية, فاذا كان الاسلام هو آخر الاديان وتمامها وكمالها وأشملها فلماذا هو بحاجة للفتوي؟ ان الفتوي هي استكمال نقص وهو ما يشين ديننا وهو متكامل بذاته وليس بة من حاجة لمشايخ الفتوي.
ويمكن رصد أنواع الفتوي وحصرها في أربع حزم, الاولي هي الفتاوي الخاصة بالعبادات من صوم وحج وصلاة وزكاة ، والثانية اجتماعية يتلقاها المفتي من السائل وتتعلق بشئون شخصية وعائلية ، وفى هذين النوعين عادة ما يلزم الشيخ السائل بحل بذاته وسلوك بعينه دون تفرقة بين ماهو عبادة وبين ماهو شخصى او اجتماعى، فهم يزعمون ان أى سلوك المسلم هو تعبد وضمن هذا السلوك يأتى التزامة بالفتوى ، التى تصبح أوامرها جزءا من العبادة, بينما الصواب هو أن يقدم الشيخ راية كنصيحة ومشورة غير ملزمة لانه شأن يخص الناس وليس شانا من شئون الدين في ذاته. أما الحزمة الثالثة فهي الفتاوي التي تصدر عن دور الافتاء, والتي تصدرها تلك الدور دون طلب من أحد ولا تتعلق بأمور العبادات , بل هي تأتي لاثبات الوجود كانها قرارات جمهورية تلزم وتمنع وتسمح دون طلب من أحد ، وهو ما أوقع الدبلوماسية المصرية في الحرج أكثر من مرة, حتي تم انذار دار الافتاء رسمياً من وزير الخارجية المصري, للتوقف عن التدخل ذلك التدخل الناشئ عن شعور المفتي بضعف الحكومة واحتياجها للكاهن باستمرار . مصيبة مثل هذه الفتاوي أنها لا تتوقف عند الحدود المحلية بل هي عابرة للقارات, رغم انها ان صلحت في موطن قد تكون خرابا عاجلا غبر أجل في موطن آخر. ورابع انواع الفتوي هو تلك الحزمة من الفتاوي المتبعثرة الصادرة عن غير ذي صفة , تدعمها تيارات شعبية غير رشيدة، بها قتل السادات ، وبها دمرت طابا ،و شرم الشيخ ،ودهب ، والعريش، وبها جرت مذبحة الاقصر ،وبها قتل فرج فودة ، وبها نهبت بيوت الاموال فقراء المسلمين, وبها ندمر العراق ونقتل ابناءه.
حرمت الفتاوي التدخين فاختفت السجائر من البقالات وانزوت في الاكشاك ، وأصبحت قاعدة دينية , ثم حشرت انفها فيما هو اخطر فحرمت الفن ، والاستنساخ ، والتطعيم ، ونقل الاعضاء ، فأغلق بنك العيون أبوابة !! وبما ان الفتوي تشريع قانوني قدسي فانها تصعد الي السماء ، وعلي السماء هنا أن تفهم ، و ان تسمع ، وان تعى ، وان تطيع ، وان تنفذ . فعندما يفتي المفتي بحرمة التدخين ، يصبح من الضروري علي ربنا أن يسمع الكلام ، وأن يلتزم بالفتوي ويدخل المدخنين نار جهنم. كذلك علية أن يعاقب جريمة نقل الاعضاء , وأن يعاقب المشتغلين بالفن ، وأن يدخل غير المحجبة الي النار, دون وجود نصوص عقابية في كلام الله في أي شأن من هذه الشئون, لكن علي الله أن يقوم بالوظيفة التي أناطها به كهنة المسلمين .............. وظيفة الجلاد.
ومع اختلاف الفتاوي باختلاف ألوان الفقه ما بين جعفري شيعي ، وسني ، وزيدي ، وغيره, لابد أن يتساءل العقل المسلم : بأي فقه منهم سيلتزم ربنا ويقوم بدوره التنفيذي ؟.. في نفس البلد الواحد مثل مصر تتضارب فتاوي الازهر بالنقيض الكامل مع فتاوي دار الافتاء (البنوك , ختان الاناث ، كنماذج) ، فهل سيحتار ربنا هنا في تنفيذ الفتاوي المتضاربة ؟.... التي تصعد اليه أوامر من الأزهر ودار الفتوى والتشريع ومن قنوات الجزيرة ، والمجد، واقرأ ، وإكرة ، واخواتهن ، ومن بن باز ، واين عثيمين ، وابن جمعة ، وابن لادن ، وابن الزرقاوي, وابن قرضاوى ، وابن هويدى ، وابن عاكف ،وابن العوا . ثم ماهو المعيار الذي سيستخدمة ربنا في الاختيار والمفاضلة بين تلك الأوامر والنواهى المتضاربة الصادرة الية ، مع ما يفرضه المفتي علي الله لتعذيب من يعصي المشايخ ، واثابة من يرضون عنه.
تحكي لنا كتبنا التراثية, أن نبي الاسلام في مرضه الأخير صلي قاعدا الي جوار أبي بكر, "فلما فرغ من الصلاة أقبل علي الناس وكلمهم رافعا صوته قائلا: يا أيها الناس سعرت النار وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم وإني والله لا تمسكون علي شيئا إني لم أحل لكم إلا ما أحل لكم القرآن ولم أحرم عليكم الا ما حرم القرآن /الطبري سنة 11ص198".
فالرسول صاحب الدين لم يحرم علينا الا ما حرم القرآن ، وترك لنا فيما عدا ذلك مساحة حرة واسعة ، نتعامل فيها بعقولنا وحسب ظروفنا ومصالحنا, وهي المساحة التي لم يأت القرآن علي ذكرها, فأنقض عليها الكهنةا ليؤمموها لصالحهم ليجدوا فيها مكانهم الدائم. ليحرموا علينا ما لم يرد في قرآن ولا سنة ، كتحريمهم مستحدثات العلم والطب كالتطعيم والاستنساخ والتلقيح الصناعي وزرع الاعضاء, وهي شئون لا يعرفها الاسلام ولم تكن فى سنة ولا في قرآن ، فأضافوا للاسلام تحريمات ونواهي دون وحي يوحي. علماً أن من يبدع نصف دين أو ربع دين هو مبتدع لدين جديد غير دين الله, هو كاذب شرير علينا ، وعلي الله ، وعلي الدين, وهي البدعة الملعونة في الاسلام نصا وروحا ، اصطلاحا ولغة, لانها بدعة في الدين، انهم بهذا المعنى من المتنبئين .
الفتوي اسمها فتوي شرعية , والدار الرسمي لها اسمه دار الفتوي والتشريع, لذلك هي قانون ،ومع سيل الفتاوي المنهمر ؛ أصبح كلام الفقهاء والمفتين في منزلة الوحي وشريعته, وأصبحت الفتوي قانون ديني ملزم الزام الوحي. رغم أن كل ما قال الفقهاء ، والمفسرون ، والمفتون ، وأصحاب المذاهب ، قد صدر بعد توقف الوحي بموت النبي, وهو ما يعني انها غير ذات سند سماوي ولا يمكن ان تكون في حجية شريعة محمد, لانها جميعا من وضع البشر ، ............ انها جميعا بهذا المعني "وضعية" بكليتها تشوبها نقائص الوضع مثلها مثل اى منجز انسانى اخر.
الشيخ اذن لا يملك أية قداسة بل هو لاعب بدين الله, ويضع رأيه الشخصي مقدما علي الوحي الالهي ويفرضه علي المسلمين ويلزمهم به, ومع معرفتنا ذلك يجب أن تتراجع مهابة الشيخ الرهابيه من انفسنا, فهي حالة رهابية غير ذات سند ولا سلطان ولا شرع الهى ولا ارضى.
ان السبب الحقيقي وراء فوضي المشايخ والفتاوي والدعاة في بلادنا انه ليس لدينا مجلس تشريعي حقيقي ، ولا قانون مدنى حقيقي, وهو ما أدي الي تأكل الدولة المدنية ومؤسساتها وتراجعها, ليحل الشيخ في كل محال اتخاذ القرار والسيادة الممكنة, وأمسي يمارس حقوقا لا يملكها غيره من المسلمين دون مبرر واحد ديني أو دنيوي يمنحه تلك الحقوق, ويرفض ان يكون لغيره من المسلمين مثل هذا الحق ، ناهيك عن غير المسلمين من مواطنين . الشيخ يفكر .... اذن علي المسلم ألا يفكر. فقد قال الغزالي ، وقرر بن تيميه ، وحسم بن حنبل ، وانتهى ابن عبدالوهاب .. ، هذا هو مقياس الامور ، و بة حسمها أيضا ، أقوالهم هم ، فيلعبون في شغل الله ، ويعبثون بتخصصاته ليسلبوه بعضها, ويتهمون العلمانيين الضعاف من أمثالى بالعبث بدين الله مع تكفيرى بغرض قتلى. فمثل هذه المقالة التي بين يديك مثلا هي عندهم عبث بدين الله ، رغم انها لم تفتر فتوي ، ولم تضف ألى الأسلام ، ولم تحذف منة شيئا ، أنهم يلبسون علي المسلمين ان من مسهم اومس فتاواهم فقد مس الله ذاته ، الم اقل لكم انهم يشتهون الربوبية !!!
ان صحيح الايمان المفترض، يؤمن ان الله عندما ترك ما ترك دون تشريع أو تدخل ، لم يكن سهوا منه ، فلا شئ عنده عبثا. انما ما يجب أن يفهمه المؤمن ان الله ترك ما ترك قصدا ، وعمدا ، لانه لم يرد التضييق علي عبادة بالاكثار من التشريعات ، والتحريمات ، والتجريمات. ليترك لهم عن قصد منة ورغبة مساحة حرية يمارسون فيها انسانيتهم ، يضعون لانفسهم فيها ما يناسبهم من تشريعات, لان الله كان يعلم أن الدنيا ستتطور, وكان يعلم أن الاحوال ستتبدل لانه هو الله, وليس غيره اله ، اليس هذا ما يعتقد المسلمون ؟.
هل يعتقد المسلم البسيط أو المفكر أن رب الاسلام ، كان لا يعلم أنه سيكون في الارض يوما بلدا مثل امريكا وبقدرات امريكا, او بوجود الاتحاد الاوروبي, أو هيئة الامم ........؟ بالطبع فيما يعتقد المؤمن ، ان اللة كان يعلم ، كان يعلم ولم يذكرها ولم يضع لنا اي قواعد تشريعية محددة للتعامل معها ، وترك لنا مواجهة مشاكلنا بأنفسنا فسكت عنها ، لكن مشايخنا يحلون في مساحتنا الحرة ليصادروها ، و ليصدروا فتاواهم ازاء مثل تلك المستحدثات.
واذا كان رب الاسلام قد علم بذي القرنين وفتوحاته كما ورد بالقرأن ، فلا شك انه كان يعلم ان استاذ ذي القرنين كان هو الفيلسوف اليوناني ارسطو, وأن استاذ أرسطو كان افلاطون ، ومع ذلك لم يندد لا بأرسطو ولا بأفلاطون ولا بالفلسفة ولم يكفر المتفلسفين ..... كما فعل الامام حجة الاسلام أبو حامد الغزالي من بعد ، وألجمنا عن التفلسف والكلام ، بكتابه (الجام العوام عن علم الكلام) ، بينما لم يفعل ذلك ربنا فترك لنا ما تركه دون ان يحدد منه موقفا ، ليكون مساحة المؤمنين الحرة للاخذ من السياسة الارسطية ، أو الجمهورية الافلاطونية ، أو قوانين سولون وروما ، او من ديمقراطية اليوم ومقد ساتها القانونية الحقوقية الراقية انسانيا.
ان رب الاسلام أيضا حسبما يخبرنا القرآن كان علي علم بأنظمة الحكم المختلفة ومنها حكم بلقيس لمملكة سبأ, وكيف انها كانت لا تتخذ قرارا الا بعد الرجوع الي مجلسها الشعبي (ملئها) ، ولم يعترض عليها نبي الله سليمان بهذا الشأن ، حسبما جاء فى القرأن، ولم يعب عليها نظامها في الحكم, لكنه عاب عليها دينها, وترك لشعب سبأ نظامهم شبية الديمقراطي في الحكم ، دون ان يندد به أو يعترض عليه. كان ما عابة عليهم هو سجودهم لغير الله وليس طريقة حياتهم.
القرآن والسنة لم يتكلما عن زرع الاعضاء ، ولا عن التدخين ، ولا عن مجلس تشريعي ، ولا عن حقوق الانسان ، لأن رب الاسلام كان يعلم أن التطور وحده وهو قاعدة الكون الازلية, وان هذا التطور سيفرز ما سوف يفرزة في حينه ، وترك ذلك لعباده حرا طليقا لأنها شؤون لم تكن قد وجدت بعد ،و دون أن يدخله تحت قوانين مقدسة ، حتي لا يتجمد المسلمون عند النص, وحتي لا يختلف المسلمون حوله ويتقاتلون, تركها مساحة حرة لهم ليتنافسوا فيما هو الاصلح لهم ؛ بدلا من أن يتقاتلوا لعبا بالدين وبالسيوف وبمصائر شعوب بكاملها.
كذلك لم ينتقد رب الاسلام القيم الانسانية وما يحميها من قوانين وضعية, رغم انها كانت كقوانين من وضع المجتمع عبر جمعيات منتخبه شعبيا, كانت معروفة وموجودة في روما قبل ظهور الاسلام بألف عام كاملة, وسكت عنها القرآن وترك للأجيال اللاحقة عندما تكتمل نضجا وعندما تحتك بدول العالم وترتقي مثلها ، ان تسعي اليها تستلهمها وتستلهم منها, وهو ما سبق وسمحت ببعضة الضئيل الدولة العباسية ، فانجبت كوكبة من المفكرين لم يتكرروا بعدها أبداً.
أليست القاعدة : " مانهاكم عنه فانتهوا, وما آتاكم فخذوه" ؟ اذن لماذا يحرم المشايخ كل يوم شأن مما تركه الله مسموحا؟ ولو كان مضمون الفعل الفتوي أصلا من أصول الدين لقاله لنا ربنا ، ولم ينتظر الدعاة حتي يأتوا من بعد توقف الوحي ليكملوا له شرعه ودينه ويفتون في الارض كالآلهة.....فسادا ..... أنهم يريدون الربوبية ,,,, لا محيص . !!!!! .
ان من حق المسلمين اليوم ان يستردوا ما أخذه منهم المشايخ وما صادروه بفتاواهم, من حقهم ان يقيموا صناعة سياحة حرة طليقة تكفل عيشا كريما في بلد فقير, من حقهم ان يقيموا الكرنفالات السعيدة ، وان يستعيدوا الفرح ، والحفلات ، والفنون التي تروح عن الروح ، من حقهم ان يضعوا شرائعهم بأيديهم كبقية خلق الله , من حقهم النهوض بالمرأة ، وبالسينما ، وبالبنوك ، وأن تصبح مسألة أدخن أو لا أدخن ، أسهر بالحسين أو بكازينو بالهرم ، ألبس الحجاب أو الميني جيب أو طاقية الإخفاء , مسائل حرية شخصية يجب طرد المشايخ منها , حرصا علي الدنيا وعلي الدين وعلي عقول المسلمين.
ان طرد الدهاقنة والسد نة والكهنة والأحبار و المشايخ وكل من اشتغل بالدين من عالم المسلمين ، واجب ديني علي كل مسلم يحب دينه ووطنه, فليس في الاسلام كهانة ولا سدانة ، وليس في كتاب الله ولا في سنة نبيه شيئا اسمه الازهر أو رجال الازهر او جماعات تزعم الإسلام دون كل المسلمين. وتركهم يلعبون بنا ويديننا مأثمة عار علي كل مسلم فرط في كرامته التي منحها له الله (ولقد كرمنا بنى أدم ) ، وفي دينه ، وفي وطنه ، وترك كل شئ لرجال مثلنا لهم مطامع ورغائب ونزعات وحاجات بشرية , رغم أنهم ليسوا بآلهة ، ولا بأنبياء ، ولا بأنصاف أنبياء. ولاهم حتى من الصالحين .
أيها المسلمون أعلنوا ايمانكم بأن محمداً هو خاتم النبوات بطرد الكهنة من حياتكم ، حتي تصحوا وتتعافوا وتلحقوا ببقية الامم ، وربما عليكم قبل ذلك ............ اقامة محاكمات علنية شفافة ، لآخر جيل من هؤلاء في زماننا ، ولأسماء من مات منهم... زيادة فى تحرى العدل .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-17-2010, 04:02 PM بواسطة بهجت.)
07-17-2010, 03:57 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #127
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
أولاد الأبالسة
سيد القمني

الحوار المتمدن - العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19
[صورة: %D8%B3%D9%8A%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9...D9%893.jpg]

إن الناظر اليوم فى شئون المسلمين سوف يرى أننا فى زمن الفتنة الأعظم (تمييز لها عن الفتنة الكبرى فى صدر الإسلام)، إنها فتنة ما يسمى (الصحوة الإسلامية)، قياسا على الفتنة الكبرى التى أحدثها فيما يعتقد المسلمون اليهودى ابن سبأ بين المسلمين، وقد تكشف لبعض الرواة أن ابن سبأ هذا كان هو الشيطان متجسدا.. جاء لتفتيت وتدمير أمة لا إله إلا الله. إن ما يجرى أمامنا منذ بداية ما يسمى بالصحوة الإسلامية يشير إلى الفتنة الأعظم، فقد تم قتل زعيم منتصر على اليهود «السادات» وقتل المسلم أخاه المسلم فى حرب العراق وإيران وقتل المسلم أخاه المسلم فى الكويت، ويقتل المسلم اليوم المسلمين فى العراق والرياض وبيروت والجزائر والمغرب ثم فى القاهرة الساهرة الساحرة، مع التخلف الهائل الذى وصلت إليه أمة المسلمين عن الحضارة عن عمد مقصود بالترويج للخرافة والعنف بحسبان ذلك من أصول الدين. ويؤمن المسلمون أن الله خلق ألوانا من الخلق ومنها الملائكة والجن، لكنه لم يؤهل أياً منهما لإعمار الأرض أو صنع الحضارة أو إبداع الثقافة، إنما جعل ذلك لآدم دونهما وزوده بوسائل الإعمار والقدرة على الإبداع والعمل العقلى والبدنى والابتكار والاختراع حتى يؤدى مهمته الأساسية وهى خلافة الله فى الأرض عمرانا وتحضرا. الملائكة لا حاجة لهم بحضارة ولا شأن لهم بفكر، ولا يشغلهم العمل فهم يعيشون فى ضوء الرحمن بالفردوس، ليس بينهم وبين الطبيعة صراع كصراع آدم، وليس بينهم تنافس كما بين بنى آدم، كذلك رفضوا الأمانة «العقل» وقبلها الإنسان لأنه من خلق لها. بينما الملائكة بحكم الخلقة لا تعمل فكرا وإن أعملته أفسدت وأتلفت كما حدث مع إبليس، ومع الملكين هاروت وماروت ببابل، فالعمل العقلى ليس ضمن مؤهلاتها بالخلقة. لهذا السبب تم خلق آدم ليقوم بعبء الإعمار والحضارة، لذلك عندما أراد بعضنا بالتعبد أن يكون كالملائكة اختفت عندهم ملكة الابتكار والإعمار، فلا هم أصبحوا بشرا منتجين ولا هم تحولوا إلى ملائكة مسومين، فالعبادة شأن لا علاقة له بالحضارة، العبادة مجموعة آليات طقوسية يمكن أن تؤديها ماكينة، وهى لا تحتاج لفكر، هى التزام إذا تحول إلى الحرفية وأصبح هو كل حياة الإنسان خرج هذا الإنسان من الوظيفة التى خلقه الله من أجلها، لأنه أراد أن يكون نوعا آخر من الخلق، كالملائكة الذين لا يعرفون العمل ولا العلم ولا لديهم فى الفردوس مصانع ولا إدارات ولا نظام مرورى ولا مختبرات. كذلك يؤمن المسلمون أن إبليس كان صاحب حيلة وتفكير، لذلك سقط وهو ملاك إلى رتبة الشيطان عندما فكر وتحايل حتى خدع آدم وخرج معه مطرودا من الجنة إلى الأرض ليشقى آدم ويستخدم عقله ومواهبه التى وضعها الله فيه، بينما يقوم إبليس بإغوائه طوال الوقت بما هو ضد مصالحه ودينه. وكان لإبليس ميزات ليست لآدم فهو قادر على التنكر والتخفى والانتقال اللحظى عبر المكان والوسوسة للإنسان، وكان يظهر للنبى فى صورة شيخ نجدى، وظهر فى الفتنة الكبرى فى صورة ابن سبأ، لماذا إذن وهكذا عقيدتهم، لم يسأل المسلمون أنفسهم أين إبليس فى الفتنة الأعظم اليوم؟ وترى من هو؟ إن مشهد الصبايا المتفجرات والصبية الانتحاريين الذين كانوا أملنا فإذا بهم قد مسح وعيهم فقاموا يضربون الوطن ومصالحه وناسه وضيوفه، مثل هذا المشهد كان كفيلا بالمسلم المؤمن أن يتساءل عمن وراء الفتنة، وترى من هو إبليس فى هذا المشهد الدموى؟ هل كان المتفجرون هم الأبالسة؟ إن إبليس لا يموت ولا يفجر نفسه بل هو من يوسوس للإنسان بالفعل الآثم. كان بإمكان المسلمين التأكد من شخص إبليس وأولاده وزبانيته وتحديده بدقة بالبحث عن صفاته وفيمن تتوفر اليوم، إن صفات آدم التى عرفناها من القرآن أنه مخلوق للتعمير وإقامة الحضارات، وأن بنى آدم قد اكتشفوا وديان الأنهار، وعرفوا طبائعها فاستقروا فيها وزرعوا وصنعوا وعمروا وهندسوا وطببوا، هؤلاء هم بنى آدم لأنهم خلقوا لما يسروا له، أما أولاد الأبالسة فإنهم يهدفون إلى تحقيق ما خلقوا من أجله وهو الدمار والخراب، الأبالسة ليس لهم حضارة فهم لا يصنعون حضارات، إنهم فقط يدمرون وعندما يدمرون لا يدمرون بأيديهم، إنما بأيدى بنى آدم الذى استسلم للشيطان ووسواسه الخناس. المقصد أنه وفق الإيمان الإسلامى لابد من البحث عن الشيطان اليوم وفى أى شخوص تجسد هو وزبانيته؟ كان الشيطان يتمثل فى صور آدمية وقورة كما كان ابن سبأ والشيخ النجدى؟ كان يتلبس وقار المشايخ؟ ما المانع أن يكون بعض مشايخنا الذين يفسرون ويفتون ويدعون من أبناء الأبالسة؟ هل من يفتى ويعظ بالدم والخراب مع الإعمار؟ إنه إبليس الخراب.. ترى فى أى وجه يمكن أن نراه؟ الاحتمال وارد لو قرأنا معالم فى الطريق لسيد قطب مثلا، الاحتمال وارد حتما عندما نقرأ كتب قرضاوى عن الصحوة الإسلامية؟ وإذا حذر المسلمون على أنفسهم من خطأ التلبيس بشأن إبليس لعدم الأخذ بالظنة والشبهة، فعليهم أن يقرأوا بأنفسهم لأن ذلك شأن مصيرى يمسهم ويمس دينهم ويجعلهم فى تبعية للمسيخ الدجال وهم يظنون أنفسهم على صحيح الإسلام؟ ما المانع أن نقرأ ما يكتب هويدى جيدا لنفرز ونفهم هل هو يدفع شبابنا للإعمار أم للدمار؟ سأحتكم هنا إلى القاضى الذى يرضينى ويرضيكم وهو شعب مصر لنسمع منه حكمه فيمن هم أولاد آدم ومن هم أولاد الأبالسة.. إن شعبنا لماح لو أراد، يمكنه أن يتعرف على أولاد الأبالسة بفرز اللغة بقصد الكشف عن صدق القول من كذبه، يمكنه أن يميز بين لغة الخرافة وهى لغة الأبالسة وبين لغة العلم وهى لغة الإنسان، يمكنه أن يميز فى الخطاب ما بين من يوسوس بالشر وهى خاصية الأبالسة وبين من ينصح ويعظ موعظة حسنة، وهى خاصية زود الله بها آدم وذريته، لكن آدم الذى أهبط للأرض ليخوض التجربة ويثبت أهليته فى خلافة الله فى أرضه، قد تتعطل ملكاته فيعجز عن الإعمار ويكره الحضارة ويحرض على القتل والدمار والخراب. فى حجة الوداع قال النبى «دمكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا» وجاء ابن تيمية وابن البنا وابن عاكف وابن قرضاوى وابن هويدى وابن باز وابن عثيمين وأبناء كثيرون من جنسهم ليبيحوا هذا الدم؟ ومنهم آخرون قالوا للطفل الفلسطينى الذى لم يبلغ ثلاثة عشر عاما وهم يوسوسون له ما قاله آخرون لمتفجر الأزهر وحاملات الرشاشات فى السيدة عائشة، إنهم يوسوسون لشبابنا بل لأطفالنا كما حدث فى فضيحة الطفل الفلسطينى التى اكتشفت قبل أن يتمكن من تفجير نفسه، حدثوه عن الجنة وعن النساء وعن الأفخاذ المرفوعة على السرر المفروشة «وهذا تفسير النسفى للآيات «على سرر مرفوعة»، هكذا حكت أم الطفل المكلومة. عندما تملك جماعة قدرة التأثير الهائل فى نفوس الناس ولا تأخذهم إلى الأمام نحو الحضارة والرقى ولا تفعل ذلك ولا تكتفى بعدم الفعل بل تأخذ الناس إلى الخلف حتى ما عادوا يصلحون لا هم ولا أوطانهم لتتكالب عليهم أمم الاستعمار كما يقولون لنا، أمتنا لديها من يوسوس لها طوال الوقت لذلك تخلفت، أما أوروبا فتقدمت لأنها لم يكن عندها من يوسوس. متفجر الحسين دخل كلية الهندسة لأنه مؤهل كإنسان لعمار الأرض كما أراد له ربه، فاستطاع أبناء سبأ إخراجه من آدميته ومن حرصه على التفوق الحضارى المعمر إلى الأبلسة.. إلى الخراب. إبليس يعيش فى البوادى والقفار والأماكن الخراب حسب العقيدة المصرية القديمة واليهودية والمسيحية والإسلام، لذلك هو ذو طبع بدوى، البدوى عدو لأى غريب أو آخر لظروفه، فهو يعيش متنقلا بلا حكومة ولا دولة تحميه، يعيش فى حالة عداء دائم مع القبائل الأخرى ليثبت سلطانه ووجوده، كل فرد يتعلم القسوة فى الطفولة «خذ ابنك وأنت بتذبح» كى يتمكن عندما يكبر من حماية نفسه، إن لم يكن البدوى عدوانيا ما تمكن من الاستمرار لأنه سينقرض، سيقتله البدوى الآخر هذا بينما بيئة الإنسان المتحضر النهرية تقوم على التعاون مع الآخر لأن هذه ظروف دفع خطر الفيضانات بالتآزر الاجتماعى وتوزيع الأدوار بالتساوى حتى ينال كل حصته من الماء بتنظيم للرى والنهر والزرع والحصد، لهذا جاءت الحضارة.. فالحضارة لا تفرزها البداوة ولا يفرزها قوم يتناحرون بطبع البداوة والأبلسة. فى صحراء إبليس وقفاره يكون التناحر مع الآخر هو ما يحمى الحياة ويقوى الذات، شعرة الفخر والهجاء والتغنى بانتصارات القبيلة وأمجاد سلفها وهجاء الآخرين وكراهيتهم، لهذا توحدت مصر قبل أن تتوحد الجزيرة بستة آلاف عام، ولم يوحدها الدين بل وحدتها المصالح المشتركة للإعمار البشرى. تمكن أولاد الأبالسة من مشايخ وكتبة من تحريف مفهوم الجهاد الذى كان لنشر الدعوة وخدمة الدين وتوسيع دياره، وبدلا من إيقاف العمل به بسبب ظروف المسلمين فى العالم كما سبق وتم إيقاف العمل بكثير من النصوص فى تاريخ المسلمين وعلى يد كبارهم مثل عمر بن الخطاب، وخاصة إن المسلمين ليسوا بحال قوة يسمح بتفعيل الجهاد، فإن أبناء سبأ قرروا تغيير المفهوم من الجهاد، يقول فهمى هويدى «الجهاد يتميز عن القتال والنضال بتعدد صوره، وبأنه فى سبيل الله.. أما القتال والنضال فقد يكون فى سبيل أى شىء، بينما الجهاد يفقد مضمونه ومشروعيته إذا لم يكن فى سبيل الله/ مواطنون لاذميون ص18». عقلك معى أيها القارئ وضع يدك على قلبك، هويدى يدعو دعوة صريحة ضد إعمار الوطن بل ضد الوطن ومفهوم المواطنة، يدعو للتخلى عن الوطن، لأن مطالب الدين تتعارض مع مطالب الوطن، ومطالب الدين هى الأجدر بالفعل، لماذا تبأسون إذن عندما يضرب المتفجرون وطنهم فى سبيل دينهم؟ المتفجرون ومن سيتفجرون لا يعلمون أنهم دور صغير فى لعبة كبيرة، كل ما يعلمونه أنهم سيذهبون إلى الجنة فورا، وبمجرد الموت ستبدأ عمليات الجماع الشبقى التى لا تنتهى أبدا، إنهم يقولون أن متفجرا عربيا فى العراق شوهد وهو يموت مادا يديه أمامه مبتسما يقول: «أقبلن.. أقبلن»! هكذا تحدثوا إليهم، وهكذا دفعوهم عبر الفحش الجنسى الحلال إلى الموت. وماتوا وهم لا يعلمون أن جهادهم لم يكن جهادا لأنه لم يكن لنشر الدين ولا حتى تركه بكرامة، قتلوا أنفسهم وهم لا يعلمون أن الجهاد عند أولاد الأبالسة لا يتعلق بأى شأن إسلامى، إنما هو يتعلق باالسلطان فقط لا غير. يقول أولاد الأبالسة: إن ما يحدث فى العراق مقاومة جهادية، رغم أن المجاهدين لا يقصدون الأمريكان أو غيرهم من جيوش التحالف، بل يقصدون أبناء العراق بالذات، وأحيانا بعض الأمريكان لتحبيش الخدعة، لأن الأمريكيين موجودون فى كل دول الخليج دون أن يهاجمهم أحد بالضراوة التى يتعرض لها الشيعة والكلدان والمسيحيون والآشوريون والمندائيون والنساطرة بالعراق، الأمريكان ليسوا الغرض والجهاد ليس الغرض فهو لم يحقق للمسلمين شيئا حتى الآن سوى المزيد من الخراب ومزيد من احتقار الأمم، المسلم يعلم أن الشيطان عاجز عن الفعل لكنه قادر على التوجيه كذلك مشايخ الفضائيات، هكذا كانت إرادة الله أن يكون أولاد الأبالسة طلقاء أحراراً يقولون ما يشاءون ويقنعون، فالإقناع حجة هى صنعة إبليس وحرفته، لقد أقنع إبليس الأول آدم الأول، فهل كان عاجزا عن إقناع صبية دون العشرين، ليجعلهم ينسون لماذا خلقهم ربهم.. أنساهم أولاد الأبالسة أن الله خلقهم للتعمير لا للتدمير وللحياة لا للموت. ترى لو استلم الإرهابيون حكم العراق هل سيستمر الجهاد؟ أو لو استلم الإخوان حكم مصر هل سيستمر الإرهاب؟ الإجابة سهلة بسيطة إذا تأملنا ما يحدث مجردين من تأثير أولاد الأبالسة، كل شىء يصبح واضحا بسيطا سهلا، لقد أصبح الجهاد اليوم ليس فى سبيل الله بل للوصول إلى الحكم، وهويدى مع هذا الجهاد اليوم باعا وذراعا، رغم أنه ليس فى سبيل الله كما عرفه من هنيهة فهل يقوم بالتلبيس؟ سادتى أهلى وناسى حكاما ومحكومين لا تتبعوا المسيخ الدجال.. ارفضوا أولاد الأبالسة ونظفوا الوطن من لغتهم، نظفوا التليفزيون.. يا وزير التعليم عندك مغارة أبالسة وفكر أبالسة.. يا وطن عندك مستقبل مع قدرات الإنسان الحضارى البناء، وعندك أبناء الأبالسة فى حوارى التليفزيون وأزقة وزارة التعليم فانظر ما أنت فاعل.
07-25-2010, 08:07 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #128
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
لقد عادوا بنا للعصر الحجري
سيد القمنى


الحوار المتمدن - العدد: 3056 - 2010 / 7 / 7
[صورة: large_3440_78555.jpg]

بينما كنت أقرأ إعلانا بصحيفة الأخبار القاهرية عن توافر ألبان الجمال وأبوالها طازجة بخدمة توصيل إلى المنازل دليفري لعلاج كل الأمراض المكتشفة والأمراض التى لم تكتشف بعد، وأسأل نفسى عن رقابة الدولة على هذه الأدوية المباحة، على الأقل لعدم غش بول الجمل بأبوال أخرى لا تحمل علاجا، بل ربما مرضا مستطيرا، لمحت الخبر العاجل على تليفزيون العربية، وأدرت القنوات فوجدته على قناة الجزيرة، كان آخر الأخبار التى نود سماعها مرة أخرى بعد أن اكتوينا بالإرهاب الإسلامى، ساعة وأنا أنتظر قول مصر وتلفازها حتى قالت قنواتنا بينما المصيبة منها فى الجوار، وداخل الوطن وليست فى الصين ولا فى بلاد السند، ساعة حتى قالت قنواتنا وأنا أحبس أنفاسى حتى لا تقول إنها أنبوبة غاز كما قالت بشأن طابا لتعود منكسة الرأس لتروى الحادث بعد أن رواه كل العالم وعرفه كل العالم، كان موفد الفضائية المصرية لخان الخليلى يبعثر أى كلام كتب له «رجال الأمن مسيطرون على الوضع خالص، وفيه واحد أمريكى مات اسمه مايكل، أما الذين سيتعرضون للقتل من الجرحى فعددهم كذا»، ولم أفهم العبارة الأخيرة فى كلامه حتى هذه اللحظة التى أكتب فيها مقالى هذا! هل مثل هذا الإعلام أو الإعلان والعقل الذى يقف وراءه بقادر على فرز غير هذا الانتحارى؟! هل إعلان كالذى نراه باسم الإعلام أو نقرأه فيما يسمى بالصحف القومية يمكنه أن يؤسس لجيل غاضب ومغيب الوعى والمواطنة غير دفعه إلى الإرهاب دفعا؟! إن كل مشهد فى إعلامنا المرئى أو فى صحافتنا الغراء يغذى إرهابيا جديدا بالزاد الفكرى لتأكيد يقينه بالجنة، وتكون النتيجة مشاهد الدم والقتل والحرق فى الوطن، إضافة إلى ما يظهره هذا الإرهاب من ضعف للدولة، ويظهر مفهوم الاستقرار على أنه فقط استقرار إعلامى. أهلى أهل مصر، إنى أدعوكم للاعتراف بأن الإرهاب لم يتم القضاء عليه، ولن يتم القضاء عليه، لا باتفاقات ولا بتبادل التنازلات، ولا بقدرة وزارة الداخلية وحدها، لأننا فى هذا الحال نحملها ما لا طاقة لها به، فتتفرغ له، وتترك الشارع سداحا مداحا بعد ذلك بلقعاً إلا من البلطجية والمرور الحر الطليق بلا ضابط ولا رابط . يجب أن نعرف ونعلن ونعترف أن أرض مصر قد استوطنها الفكر المولد والمغذى للإرهاب عن جدارة ونجاح، لأن الواضح لكل عقل صاحٍ أن الخطاب الدينى الحنبلى بتجديده الوهابى هو المسيطر والمتوطن فى أجهزة الإعلام والتعليم فى بلادنا، وأن الاستمرار فى الحديث عن الفئة الضالة التى لا تفهم صحيح الإسلام المدسوسة علينا من الخارج «لا نعلم من دسها بالضبط؟ وهم لا يقولون لنا؟!» هو حديث لزج مريض كاذب وكلنا يعلم أنه كاذب، وأننا نجابهه بالجهاد الصوتى بإعلام وتعليم يقوم على الخرافة ويروج للرجعية والتخلف يركبه الإسلامجية، ويشعل الحرائق فى بلادنا وبلاد الآخرين فى العالم، ويؤجج مشاعر بربرية وهوسا دينيا بلا مثيل فى أى مكان فى الدنيا ولا نظير، إلا البلاد العربية المسلمة على طريقتنا. بعد الحادث الأليم فى حضن الأزهر وبين حنايا الحسين، وعبق مصر الإسلامية بالتحديد وبالذات، قام المشايخ يشجبون وينددون بالجريمة النكراء، رغم أن هذا الصبى الإرهابى المنتحر هو ضحية المشايخ رقم «واحد»، هو ضحية حكومة تهاونت مع هذا الفكر فتهاون معهما المجتمع كله، هذا المنتحر لم يتم إنتاجه فى تايوان، ولا فى سنغافورة، إنه منتجنا نحن، إنه يشير إلى عيوب فادحة فى صناعتنا المحلية للتنمية البشرية، هو ليس فئة ضالة لأنه يتكرر ويضرب فى كل مكان، نحن لدينا عيب مدمر فى المصنعية، خاصة لو أخذنا بحسباننا فى قراءة المشهد أن المنتحر ليس مأجورا بدليل أنه انتحر، وأنه لم يقبض مالا لن يفيده بعد أن ينتحر، هذا شاب ذهب ليموت بمحض اختياره، وأضاف إلينا فضلا فقد أخذ معه إلى الجنة زمرة من المصريين الشهداء، ألم يفتِ قرضاوى أن من يموت من المسلمين فى العمليات الإرهابية سيذهب إلى الجنة حتما؟! كانوا زمان يسوقون الناس إلى الجنة بالزواجير، واليوم تطوروا فأصبحوا لا يسوقونهم، بل يأخذونهم معهم وفورا، لكن بالتفاجير. يجب أن يشكر المشايخ هذا الإرهابى المنتحر لأنه طبق فكرهم الذى يغطى كل تعليمنا وإعلامنا، وأن نوقره أيضا، لأن دافعه كان الإيمان مع الزهد المطلق فى الدنيا، فضحى بنفسه بينما أى شيخ ممن علموه أو حرضوه لا يملك لا زهده ولا شجاعته ولا إيمانه، لأنه فجر نفسه وأثبت بموته أنه الأكثر إيمانا. لقد صنعنا هذا المتفجر وحببناه فى ربه فأحبه، وأحب أن يلقاه شهيدا، فلماذا يعترض المشايخ عليه وهو التطبيق العملى الصادق لثقافتهم وفكرهم؟! إن هذا القتيل المنتحر أضاف إلينا أفضالا أخرى، ألم يخلصنا من ثلاثة من الكفرة دفعة واحدة، مما يضيف لرصيد المسلمين ويزيد فى خسائر أعدائهم من أى بلد كان، فكلهم كفرة فسقة عرايا فجرة يتبعون الطواغيت؟! تعالوا يا أهلى نقرأ معا وصف قرضاوى لمثل هؤلاء بعد أن التقاهم وجالسهم حتى يلتقى المعلم بتلميذه ويمنحه البركة ويدعو له بالتوفيق، يقول قرضاوى بعد هذا اللقاء من بين لقاءات أخرى عديدة: «وأشهد ، لقد خالطت هؤلاء الشباب فى أكثر من بلد إسلامى، وعرفت الكثير منهم عن كثب، فلم أر منهم إلا قوة فى دين، وصلابة فى يقين، وصدقا فى قول، وإخلاصا فى عمل، وحبا للحق، وكراهية للباطل، ورغبة فى الدعوة إلى الله وبراءة من الدعوة إلى الطاغوت، وإصرارا على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، رأيت فيهم قوام الليل وصوام النهار، والمستغفرين بالأسحار والمستبقين إلى الخيرات». كتابه «الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف ص 113». فهل هناك قول بشأن الجهاديين أكرم من هذا يقدمه لهم الرجل المقدم والمرجع البحر الفهامة لكل فرقهم؟! إن هذا الشاب القتيل لاشك قد توضأ وصلى ركعتين بالحسين شكرا لله الذى هداه لهذا، وما كان ليهتدى لولا أن هداه الله، كما ولا ريب أنه طلب من ربه التوفيق والنجاح فى مهمته المقدسة طالبا الفوز برضاه، وأنه فعل ما فعل وقتل من قتل من أبرياء، وهو هادئ سعيد قوى القلب والأعصاب لأنه يعتقد أن الرب معه وأنه سيثبت أقدامه يوم الزحف، وأنه سيعززه ساعة إتمام المهمة العظمى، وأنه سيكون من خيرة شباب الجنة، التى سيحسده عليها كل رفاق سنه فى المدارس والمعاهد يتعلمون نفس النظرية تعليما وإعلاما، ويتمنون علامة أو حلما كإشارة لاختيار إلهى بالتنفيذ، فلم يعد مهماً أن يكون المنتحر ضمن جماعة منظمة، لأنه يستطيع أن يذهب الآن وهو فرد إلى الجنة ضمن جماعة من المسلمين الشهداء رغم أنوفهم تستقبلهم الملائكة بالدفوف تزفهم إلى الفردوس زفا، لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أليس هذا ما نعلمه لهم ونبثه لهم ونسطره لهم بصحفنا وفى كل سطر قنبلة؟! إن هذا القتيل المتفجر ليس من عبدة الشيطان، ولم يتلق تعليمه على يدى إبليس الملعون، ولم يكتسب ثقافته لا من المغضوب عليهم ولا من الضالين، بل إنه تثقف بثقافة أقنعته فآمن بها كغيره من ملايين، بعضهم يعمل طبيبا يستطيع أن يقتل من شاء وقتما شاء تقربا إلى الله وبعضهم طيار يستطيع أن ينتحر بطائرته وقتما شاء، وبعضهم يعمل فى المصانع ولا يعلم إلا الله ماذا يصنعون لنا فيما يصنعون، وبعضهم أستاذ جامعة ينفخ فى عقول الصبية فقه القتل، لكن هذا القتيل الانتحارى كان الأشجع لأنه امتلك جرأة فعل الإيمان العلنى، وفعل بعد أن قدمت له دولته هذه الثقافة، فهو لم ينشأ خارج مصر، بل تربى على ترابها ومات متصورا أنه المخلص الوحيد لربه!. إن هذا الانتحارى لم يتعلم على مناهج الطاغوت الأمريكى ولا على علم مستورد من إسرائيل، إنما هو صنعنا وهو زرعنا وهو لم يأتنا قافزا من المريخ، وهو ليس نبتة شيطانية، بل هو فرد ضمن ثمار ترعرعت ورعاها مجتمع بأكمله، هم إنتاجنا ومدموغون بخاتم ثقافتنا. هذا المتفجر كانت فى عقله وقلبه نماذج بطولة إسلامية درسها فى مدارسنا مثل خالد بن الوليد ومحمد بن القاسم وعمرو الفاتح والقعقاع، وامتدادهم البطولى حتى اليوم عبر إعلام يقول أن تفجيرات العراق مقاومة، فيصبح بن لادن كالقعقاع وابن الزرقاوى كابن الوليد، ومنهم أبطال أخر ميامين كابن هويدى وابن قرضاوى ، لا يقاتلون إنما يعلمون وينظرون ويفتون ويحللون ويحرمون ويدربون الأرواح ليطاردوا الخونة والكفرة والعلمانيين والمتحللين من عرايا الفرنجة، إنهم بلغة زماننا «مضيفات» الطريق إلى الجنة أو مضيفون يزنون فى عقول أطفالنا فيعتادون هذا اللون البشع من الزنى الفكرى، ويتبعون أسوأه، وعند الصبا وفورة الشباب مع فورة الغضب ينفذون، بينما يستمتع الزناة بعقول أخرى جديدة يتم تأهيلها، فما العيب فى شابنا المتفجر إن صدق الكتاب المسلمين واستجاب لهم واستبق للفوز بالخيرات، لتخليص البشرية وتطهيرها من بعض الكفار؟! لقد قتل ثلاثة، ولو استطاع لقتل ثلاثة آلاف كما حدث فى سبتمبر 2001، ولو استطاع لقتل أكثر حتى يكون ثوابه أكبر، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، إنها كوميديا سوداء تدمى الكبد وتحرق القلب وتحشرج النفس ألما ووجعا على مصر وشبابها الذين هم وحدهم رصيدها ولا رصيد غيرهم، فإن ذهبوا فقد ذهبت معهم مصرنا، واللهم لا حول ولا قوة إلا بك يا حنّان يا منّان. «أنظر لمصر بشفقة».. هذا كان نداء المصرى القديم لربه فى الملمات. إن هذا الشاب المتفجر وياويلتنا على أهله وعلى أمثاله من شباب كنا ننتظرهم منجزين منتجين مخترعين مكتشفين مبهجين، قد قرر اختصار الطريق واللحاق بسابقيه من شهداء الحادى عشر من سبتمبر وشهداء الفلوجة وشهداء السعودية واليمن والشيشان وكشمير وأفغانستان والمغرب، أراد أن يحضر الزفة السماوية جماعة، وهم إن ذهبوا فرادى، أو ذهبوا جماعات فكلهم حافظ للقرآن ومن خير التقاة، مصل متوضئ، كلهم يؤمنون بأن ما يفعلون هو فى سبيل الله، وأنه كلما كان عدد القتلى أكبر كان رضى الرحمن أعظم، وكانت سعادته أكثر. إن هذا المتفجر هو ثمرة فى شجرة يقولون له أن أصلها ثابت وفرعها فى السماء، هو إنتاج ثقافة هدفها الأوحد إرضاء الله حتى لو شربوا البول تصديقا وإثباتا لهذا التصديق، هدفها إرضاء الله بموجب فقه الجهاد بسفك الدماء البريئة، بعضنا شارك فى صنع هذه الثقافة بصمت الخصيان، وبعضنا شارك فيها بالصمت السعيد مشاركا، ولكن بتقية تساند بالقلب وتستنكر فى العلن، فالمتفجر شارك بيده، والمفكر الإسلامى يشارك بقلبه ولسانه إن أمكن، أو الاكتفاء بالقلب وهذا أضعف الإيمان، حتى لا تسمعه أمريكا والعالم الحر فيخسفون به الأرض خسفا، هو ومن يؤويه، وصاحبته وبنيه. إن أمريكا لا تمانع فى القتل، ولكن من غير شعبها، وفى سبيل مصالح شعبها ومكاسبه، أو فى سبيل نشر الديمقراطية كى لا تفرز لها شعوبنا إرهابا، ولكنه فى النهاية كله قتل، وكله فى سبيل المصالح، لكن أمريكا أو أية دولة فى العالم الحر ترفض أن تقتل فى سبيل الله، لأنها ترفض تلويث الطريق إلى الله بدم عباد الله، إنها لا ترى مشكلة فى أن يكون الطريق إلى الديمقراطية والحرية مخضبا بالدماء، فقد قال التاريخ وأكد أنه الثمن الضرورى للحرية، إنه سفك دماء فى سبيل الدنيا ولهوها وسعادتها وترفها وفرحها، لكنهم لا يقتلون أبدا فى سبيل الله، لأن سبيل الله بالضرورة لابد أن يكون طاهرا وغير ملوث بدماء الأبرياء، لأن الله ليس رب دماء، وهذا ما كان اعتقاد إنسان العصر الحجرى، وما كان قبله من عصور، وكان اعتقاد تلك الكـــائنات البدائية أن الله لا يرضى عنهم إلا بأضاحٍ بشرية منهم تقدم إليه مذبوحة أو محروقة ليهدأ غضبه، وكان آخر ذبح من هذا اللون هو زمن أبى الأنبياء إبراهيم، الذى أعلن الله من خلال تجربته مع ولده أن اليوم ليس كالأمس الوثنى، وتم الدرس فى فداء ولد إبراهيم بالكبش إعلانا عن إنهاء زمن الأضاحى البشرية. لقد تعلم هذا المتفجر ثقافة الفتح والقتل والسبى وركوب النساء دنيا وآخرة فى متعة أبدية، تعلم هذا فى بلاده، علمه له التليفزيون، علمه له الكتاب فى المدرسة، علمه له المسجد، لكن بلاده غاب عنها أن تعلمه ما كان فى وعائها الحضارى القديم، عندما كان المصرى يبتهل إلى ربه قائلا: «إنى لم أتسبب فى بكاء أى إنسان. إنى لم أرتكب القتل. إنى لم أحرض على القتل. إنى لم أسبب التعاسة لأى إنسان. إنى لم أرتكب الزنى». لم تقل ثقافة المصرى لشبابها وهى تعلمهم هذه النصوص الفرق بين البشر، بل جمعت الناس كلهم فى عبارة متكررة «أى إنسان». واستبشعت القتل مع «أى إنسان»، بينما المتفجر تعلم ثقافة تفرق بين دم المسلم وغيره، وتحرضه على القتل وتبيحه له مع من خالفنا مذهبا أو دينا، ولم تقل «إنى لم أرتكب الزنى» على إطلاقه لأنه من الزنى ما هو مباح مع نساء الأعداء. أين ترون مشايخنا قد ذهبوا بنا؟ لقد ذهبوا بنا إلى زمن أبعد إلى الوراء من الزمن الفرعونى، لقد ذهبوا بنا إلى زمن الأضاحى البشرية للآلهة الوثنية التى لا ترضى إلا بالدم، لقد ذهبوا بنا إلى العصر الحجرى.
07-31-2010, 08:07 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #129
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
أنا و الاخوان

[صورة: said_kemny.jpg]
سيد القمني
الحوار المتمدن - العدد: 3080 - 2010 / 7 / 31

خلال رحلتي الطويلة في الجدل الفكري مع طروحات الاخوان المسلمين ، لم يحدث مرة أن تناولت شخوصهم و لا مؤهلاتهم و لا حالة أحدهم الاجتماعية و لا ماذا يملكون و لا من أين جاءوا بثرواتهم ، و أيضا لم ينطلق هذا الجدل من على أرض النظام الحاكم و الانتصار له على الاخوان، فلم أسع يوما لمنصب أو جاه و لم يحدث أن نشرت لي صحف الحكومة القومية سوى مرة واحدةيتيمة و أخيرة في الأهرام ردا على حملة التكفير، و لأن النظام في النهاية لا يعتبرني من رجاله، و من جانبي لا أحتسب نفسي على نظام و لا حزب و لا منظمة و لا هيئة و لا حتى أنا عضو في اتحاد الكتاب، فحرصت على استقلاليتي التامة حتى أقول كلمتي حرة من اي ضغوط أو أي عتب لأتحمل نتائجها وحدي و ما كتبت بهذا الشأن إلا من على أرض مصلحة الوطن و المواطنين ، لاعتقادي أن مايقدمه الاخوان هي مجرد شعارات تستتر برداء الدين و تحمل في طياتها دمارا و خرابا لهذا الوطن الذي شرفني ربي به ،و استخداما انتهازيا لإسلامنا العظيم .

ظللت أكتب ثلاث سنوات متواصلة أتعاطى مع خطابات أقطابهم و رؤاهم و مع مبادراتهم و مشاريعهم أفندها بمنطق محكوم بأدب القول و بلسان عف، أطرح التساؤلات المقلقة و ايضا المحرجة ليبادلونا رأيا برأي و قولا بقول، و لكني ما تلقيت منهم سوى التجريح الشخصي و اللجوء الى التسخيف و حرب الإشاعة و التسفيه و التكفير دونما أن يقدموا من كتاباتي نصا واحدا يستندوا اليه في حملاتهم ، وكان أخرها حملتهم ضدي عندما كرمني الوطن بمنحي جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية ، و هي الحملة التي تجاوزت كل المسموح به في أدب النقد و الحوار ، مع حملة تخوين و تكفير تقوم على شائعات نسبوها إلى كتبي ، و تحديتهم أن يحضروا أمامي على شاشات التلفزة ليعرضوا هذه النصوص فلم يحضر غيرى، و طالبتهم بنشرها مصورة من كتبي فلم يفعل أحد ، و السبب ببساطة لأنها من اختراعهم و ليست في كتاب من كتبي أو دراسة أو بحث من بحوثي المنشورة .

ربما يرى البعض أن صدور ذلك عن قوم يزعمون التدين و يرفعون رايته هو أمر مهول، لكني كنت دوما أرى ذلك أمرا طبيعيا لأني لا أعلم لهم صدق دين و لا محارم ضمير و لا قول صادق و لا ذمة طاهرة ، و اعتدت على السباب و التشويه و اللعن اليومي، حتى أني عندما كنت أصحو يوما و لا أجدهم يسبونني أتساءل مع نفسي عما قصرت فيه تجاههم.

و ما كنت سأكتب هذه السطور اليوم لولا ما نشرته مجلة المصور و نبهني اليه أحد تلامذتي النجباء ،في موضوع بقلم ثروت الخراباوي بعنوان (سيد القمني بلبوصا) . و اهتمامي ليس بهذا الخرا باوي ، إنما لدهشتي أن يسمح رجل في قامة الأستاذ حمدي رزق و التزامه آداب النشر، بنشر مثل هذا المقال بمجلته .

كان الخراباوي قد التقاني على تليفزيون المحور في برنامج 48 ساعة ، و قلت لنفسي هذا أخيرا أحدهم قبل الحضور لمناقشة الأطروحات المختلف عليها بيننا ، لعلنا نفتح جدلا نافعا و منتجا بعد أن أحاطني أحد الأصدقاء علما أنه متحدث و محاور متمكن و متمرس .
فاذا بي أمام ذات الأساليب التي تعمد الى تشويه شخص الخصم ، فقام يكرر الرواية الفاسدة عن تزويري لدرجة الدكتوراة، و لأني توقعت ذلك مسبقا فقد ذهبت محملا بأوراقي الرسمية جميعا من لحظة قبولي طالبا بالدراسات العليا الى أخر ورقة رسمية للتخرج بتقدير ممتاز عبر كل المراحل ، رغم أني لم يسبق أن التفت الى هذا الاتهام بالمرة لحسباني أني قد تجاوزت مراحل الدرجات العلمية بمسافات ضوئية ، ولم يعد لها قيمة وجودا أو عدما، فاذا به يكتب للمصور أنه قدم الأدلة على هذا التزوير و أني لم أحر جوابا، رغم أن الحلقة مذاعة و مشاهدة من الجميع ،الأطرف في المسألة أني لاحظت أن خبراء الإنترنت الإخوان قد حذفوا هذه الحلقة التلفزيونية من على كل برامج الانترنت، فمهما بحثت فلن تجدها بالمرة، لأنهم ظلوا يرددون اسطوانتهم المشروخة حتى اضطررت لابراز أوراقي مكرها لاعتباري أن ذلك شئ معيب لكاتب مثلي، و ما أبرزتها إلا لخاطر عيون تلامذتي الشباب الذين أذتهم هذه الشائعة المتكررة بلا توقف .

و في هذه الحلقة عمد الخراباوى إلى تصغيري باتهامي في أمانتي العلمية فنسبني تلميذا للراحلة ممجدة الأستاذة أبكار السقاف ،فرددت من فوري أن ذلك يشرفني و أفخر به و لا يشينني ، و لم أنتبه إلى قوله أنه اكتشف أني سرقت من كتبها فصلا كاملا بكتابي الحزب الهاشمي ، إلا عندما عدت الى بيتي و طالعت الحلقة على مهل. لذلك أطالبه هنا أن يقدم وثائق هذا الاتهام واضحة بالتصوير للفصل المسروق من كتاب المرحومة الجليلة و من كتابي ، و لن يفعل لأنه قول كاذب و مفترى و مختلق ككل أقوالهم لا ظل له من حقيقة ، سوى تجريح الخصم و تصغيره و تسخيفه بأي كذب و افتراء ممكن . و أتبع ذلك بأني سرقت في كتابي الحزب الهاشمي من كتاب المرحوم الشيخ خليل عبد الكريم (قريش) رغم صدوره بعد كتابي الحزب الهاشمي بأربع سنوات كاملة .

و ما كتبه الخراباوي بالمصور بالعدد 4468 ليس أكثر من محاولة نقمة لهزيمته المرة أمامي و كشفي لزيف دعاواه و بطلانها بأوراق ثبوتية رسمية معتمدة ، و أرجع عنوان مقاله (القمني بلبوصا) الى قول نسبه إلي هو أني قلت :" لو سحبوا الجائزة مني سأقلع بلبوصا و أقف عاريا في ميدان ألتحرير " و هو بدوره قول لا قلته و لا أعرفه ، فهو قول سوقي لا يليق بمثلي ، و قد سبق و سمعته من قبل في رواية أخرى مختلفة لمراسل مجلة أجنبية ربما كانت النيوزويك ان لم تخني الذاكرة ، و نسب لي فيها القول أن الإخوان اذا اضطروني إلى الهجرة من مصر فسأقف لهم بلبوصا ، و هو بدوره القول الذي لا أعرفه و لا قلته ، لأن المعتمد في المحاسبة هو ما أكتبه بيدي ممهورا باسمي و توقيعي . و هنا أطلب من السيد الخراباوي أن يقدم مستنداته التي جاء فيها هذا القول ،و مرة أخرى أكرر أنه لن يفعل لأن القول لم يصدر عنى بالمطلق.
ثم يتحدث بلسان المؤمن الملتاع قائلا :" يا ألله هذا رجل سرق ما كتبه مستشرقين مثل القس زويمر و إدوارد مونتييه أو سابقين عليه مثل الكاتبة أبكار السقاف" و مرة أخرى أكرر و أطلب منه أن يقدم وثائقه بهذا الشأن فى نصوص مقارنة ،و مرى أخرى أكرر أنه لن يفعل لأن ذلك لم يحدث بالمطلق .

و لو فرضنا جدلا أن ذلك كان صحيحا ،فان ناقل الكفر حسب شرعنا ليس بكافر،فلماذا لم يتوجه هو و إخوانه بالحساب إلى هؤلاء الذين يعتبرهم أساتذة ينقل عنهم الناس من المستشرقين ،و لماذا سكتوا عن أبكار و خليل و ترصدوني دونهم ؟ السبب الحقيقي أنني الذى أوجعهم وحدى ، و سبق لى أن نشرت فى التلفاز مرتين صورة لكتاب بروفيسور مسلم بنفس الجامعة بكاليفورنيا هو من سطا على كتابى و استلبه كاملا لنفسه ،و من باب ذر الرماد فى العيون قام البروفيسور A.A.Ahmed (أ.أ.أحمد) بالإحالة إلى كتابى فى الهوامش عدة مرات،لكنه حول كتابى من بحث موضوعى فى الظرف الإجتماعى الذى نشأت وسطه الدعوة الإسلامية،إلى اتهام للإسلام و نبى الإسلام،و عنوانه يفضح عن مضمونه فهو The hidden life of prophet Mohamed أو (الحياة الخفية للنبى محمد) ، و أحلتهم إليه ليحلوا عنى إذا كانت المسألة حرصا على الدين و الإسلام ، و مع ذلك فإنهم ظلوا على هجمتهم ضدى و لم أسمع منهم قولا ضد البروفيسور أحمد ، مما يعنى أن الأمر شخصى تماما و ضدى وحدى و لا علاقة له بالدين لأنى أنا من وقف ضد الإخوان و مصالح الإخوان فى تشغيل الإسلام ضد الوطن و الإسلام ، خاصة و أنهم يرون بعيونهم المنكر فى كل ركن و الفساد يعم البلاد و يتركون كل هذا ليتفرغوا لشخصى المتواضع .

ثم يقول عني :" و زعم أن القرآن الكريم مسروق من شعر أمية" فى تشهير و تنفير و تكفير فصيح ،و أكرر هنا أيضا أن عليه تقديم ذلك مصورا من كتبى و يعلنه للناس إن كان من الصادقين،و لن يفعل ذلك لأنه من الكاذبين.
ثم قال:" و انفرد بالشيخ الجليل الذى كتب التقرير العلمى (يقصد الأزهرى) عن مؤلفات البلبوص و قال إنه شيخ الغائط ،و يالفجاجة الكلمة و ثقلها و تدنى معانيها".
و الحديث هنا كان عن تقرير الأزهر بشأن كتابى رب الزمان الذى برأنى فيه القضاء المصرى و أعاد كتابى إلى الأسواق، و ذكرت ان كاتب هذا التقرير الشيخ الجزار صرح للمصور حينها أنه حقق مع كتابى و كتب التقارير لعدد أربعين ألف كتاب فى أربعة أشهر،و كانت تلك إحدى حججى امام القضاء عندما قلت انه لو وزعنا زمن الأربعة أشهر على الأربعين ألف كتاب دون أن نحتسب لكاتب التقرير وقت نومه و لا صلاته و لا دخوله الغائط و لا طعامه و متفرغا صاحيا طوال الوقت،فإنه يكون قد قرأ كتابى و كتب فيه التقرير فى دقيقتين و عشرين ثانية، فهل يؤخذ بمثل هذا التقرير؟
حولها الرجل الإخوانى المتأسلم إلى قولى "أنه شيخ الغائط"، معتبرا أنها كلمة فجة متدنية ، رغم انها لفظة قرآنية فصيحة.

مرة أخرى أكرر أن على هذا الإخوانى المتأسلم أن يقدم أدلته ووثائقه على هذه الإتهامات المنحطة،فإن لم يفعل فإنه لا يستحق شرف الإنتماء إلى ديننا ،و يكون كما أكرر دوما خير مثال على خلق الإخوان و أدبهم و تلفيقهم الاتهامات دون رادع من إسلام أو ضمير،و ان مثل هؤلاء هم من يريدون أن يحكموا مصرنا ، أقول إن لم يفعل و يثبت افتراءاته فإن سلوكه لا يفترق كثيرا عن سلوك السوقة و شيوخ المنسر و فتوات الحارة الذين يسلكون وفق كيد العواهر و الدواعر،التى كانت تذكرهم لى والدتى الحاجة صفية رحمة الله عليها و تحذرنى منهم حتى أتجبنهم بمثلها الريفى المعبر :"تكلم العاهرة تلهيك، و إللى فيها تجيبه فيك".
فى النهاية لم يعد المصريون ينخدعون بلحى تحمل تحتها ضمائر الشياطين، و بقنوات فضائية دعاتها أصحاب مغامرات جنسية و فضائح مالية تزكم الأنوف ،و للصدفة أن اسم الخراباوى يحمل فى طياته معانى الخراب إلى جوار الرائحة الكريهة ، الأخطر من كل هذا أنهم يسيئون إلى إسلامنا الحنيف شر الإساءة فهم قوم لا يشغلهم لا وطن و لا دين ، و تشغلهم فقط مصالحهم التى اعترض طريقها سيد القمنى ، فقاموا بحملتهم البائسة ضده ، لهذا رأيت أن أستأنف الحوار مع الإخوان ليعلم شعبنا الطيب المسلم المزيد عى إخوان الشيطان .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-01-2010, 10:44 PM بواسطة بهجت.)
08-01-2010, 10:40 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن نجد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,890
الانضمام: Mar 2004
مشاركة: #130
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
(07-17-2010, 03:57 PM)بهجت كتب:  
الاستبداد بمساندة السماء


[صورة: elqemany.jpg]

سيد القمنى
elqemany@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3

حتي جاءت ثورة يوليو 1952 ( المباركة ) لتقيم شرعيتها علي التحالف مع الازهر, واعلاء شأنه حتي يكون مصدراً محترماً لشرعية حكمها. وانتهي المشروع القومي بهزائم منكرة انتهت بقيام الصحوة الاسلامية (المباركة بدورها) علي انقاض المشروع القومي (المبارك ) المهزوم.

اقتباس:في مصر الناصرية العظيمة . لقد تنفست المبادئ الإنسانية العظيمة مع هواء الدلتا النقي ، و أحببت كل البشر مع صوت جمال عبد الناصر القادم من تاريخ مصر و حضارتها العريقة .
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=37742&pid=429511#pid429511
هل هناك تناقض كبير بين قراءتك وتمجيدك للعهد الناصري وقراءة وسخرية القمني لهذا العهد ام ان هذا يبدو لي فقط ؟
08-02-2010, 07:59 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  دراسة ( السم بالدسم ) - قراءة فى فكر اللعين جون لافين - الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 605 05-02-2012, 04:18 PM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  (( السم بالدسم ))- قراءة فى فكر اللعين لافين - بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 691 05-02-2012, 07:43 AM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  انكماش الرأي حسب تغير الدافع.."قراءة في جدلية الإخوان والولايات المتحدة" فارس اللواء 4 1,326 03-11-2012, 03:04 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الثورات تُسقِط أنظمة الأفكار أيضاً! الحوت الأبيض 0 910 06-20-2011, 08:38 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  قراءة بخطاب بشار الأسد: فتنة ـ مؤامرة و إصلاحات مصطفى علي الخوري 1 1,999 04-16-2011, 07:42 AM
آخر رد: أبو إبراهيم

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS