كيف كان العرب ينشرون الإسلام ؟.
نعلم أن أبا بكر هو الذي دشن الغزو العربي لحضارات الشرق القديمة عندما بادر بإرسال قواته لغزو الشام عام 631 ميلادي ، و استمرت العمليات بعد ذلك بغزو فارس و العراق (من عام 633 إلى 638م) ، ثم غزو مصر 639 م ، و إفريقيا644 م ،و انتهت بغزو الأندلس 711 ميلادي ، أي استمرت حوالي 80 سنة و انتهت بإخضاع معظم مراكز الحضارات القديمة لحكم العرب . هناك روايتان لتفسير هذه الظاهرة التاريخية الكبرى ؛ الأولى ترى في هذه الغزوات نصرآ إلهيا للمسلمين ، و تمكينا للإسلام و نشره في أرجاء المعمورة ، و لكن هذه الرواية لا تفسر إندحار العرب بعد ذلك ، فلا يعقل أن يكون الإله عاجزا عن الإحتفاظ بانتصاراته . أما الرواية الثانية فترى أن الغزو العربي للحضارات القديمة هي تكرار لنموذج تاريخي متواتر . هذا النموذج مبني على فكرة أن معظم الحضارات القديمة قامت على قبائل تعيش حياة البداوة و التوحش ، ثم تتجمع تحت قيادة زعيم قبلي ، يقودها لغزو الحضارات المجاورة ،و الإحلال محلها ثم تبدأ تلك القبائل الغازية بالمرور بمراحل الحضارة ثم التحلل ، ليتم بعد ذلك غزوها بواسطة شعوب بربرية أخرى ،و هكذا تتكرر الرواية حتى ظهور الدولة الوطنية الحديثة . هناك نماذج عديدة لتلك الدورة منها ؛ غزو الهكسوس لمصر القديمة سنة 1789 ق.م.، غزو البابليين للدولة الآشورية بقيادة نبوبولاسر الميديني سنة 612 قبل الميلاد ،غزو قبائل الإخمينيين الفرس للحضارة البابلية بقيادة كورش الإخميني الفارسي سنة 539 ق.م ، غزو المغول بقيادة تيموجين (جنكيز خان) و خلفائه لإمبراطورية ضخمة في الفترة من 1206 حتى عام 1405 ، امتدت من حوض الدانوب حتى بحر اليابان، ومن فيليكي نوفغورود بالقرب من الحدود الروسية الفنلندية حتى كمبوديا حيث حكمت شعوب تعدادها التقريبي 100 مليون نسمة ومساحة من الأرض مقدارها 33,000,000 كم2 ، أي 22% من مساحة اليابسة على الكرة الأرضية ، غزو قبائل الهون بقيادة أتللا Attila ثم غزو القائد الألماني Odovacer للإمبراطورية الرومانية الغربية ، الغزو النورماندى لإنجلترا عام 1066,و هكذا . هذه الإمبراطورية التي صنعها خلفاء محمد سرعان ما سقطت غنيمة في يد الفرس ثم الأتراك بعد ذلك ، بينما توارى العرب في دهاليز الدولة التي صنعوها أو عادوا إلى معتزلهم الصحراوي . لا يختلف أحد أن التمدد العربي هو السبب الرئيس في إنتشار الإسلام ،و لكن هذا الإنتشار جاء في البداية بشكل عرضي تماما ، وفي أحيان كثيرة لم يكن مرحبا به من الغزاة لأنه يحرمهم الجزية التي يفرضونها على الشعوب المقهورة ، و لكن في النهاية كان هذا الغزو هو الذي صنع الإمبراطورية الإسلامية .
1. بداية هناك سؤال منطقي .. هل يتصور أحدكم أن الوسيلة الطبيعية كي تقنع الآخر بعقيدتك هي أن تضع السيف على حلقه ؟، سؤال آخر ..هل يتصور أحدكم مزارع من سكان مصر القديمة ، لا يتحدث سوى القبطية ولا يعرف منهم القراءة سوى ما ندر ، و قد تفرغ لدراسة الإسلام و اليهودية و المسيحية و الديانات القديمة ليقرر بإرادته الحرة أيها يختار ، هل يمكن لأحدكم تصور هذا الفلاح المسكين ،وهو يقرأ القرآن – الذي لم يكن قد دون حتى بالعربية بعد!- فآمن بإله غريب عنه و عن ثقافته السائدة اسمه الله و خر ساجدا !، بل هل يفعل أحد ذلك الآن في عصر ثورة الإتصالات و الحريات الدينية ؟. كم مسلم درس الديانات السائدة في العالم ، وهي بالمناسبة لا تقل عن 19 دينا رئيسيا ، تنقسم هذه الأديان بدورها إلى 270 مجموعة دينية كبيرة ، بالإضافة إلى العديد من الجماعات التي تؤمن بعقائد متفردة و غير شائعة ؟. كم مسلم هنا درس حتى العقائد الإسلامية المخالفة لمذهبه ، كالتشيع الإثنى عشري و الزيدية و الإسماعيلية و القرآنيين و .... ليبحث عن الحقيقة . الإجابة بلا لف ولا دوران هي أن الناس لا يؤمنون بالعقائد عن قناعة سوى في النذر اليسير ، فالدين شأن إجتماعي كالملبس و الطعام و الزواج .
2. أشاعت أبواق الأساطير المتأسلمة أن إجتياح المسلمين للبلاد المجاورة إنما كان لنشر الدين الأسلامى ، و ادعوا أن الغزو العربي كان فتحا ،و أن الشعوب – على الأخص مصر -رحبت بالغزاة كمحررين ، ولكن الحقيقة كانت على عكس ذلك تماما ، فالإسلام إنتشر بالسيف والقهر والإذلال ، وكان إحتلال البلاد هدفا رئيسيا معلنا ، ولم يدع حتى قادة الغزاة رغبتهم في نشر الدين الأسلامى . و نسأل سؤالآ منطقيا ، كيف شرح العرب الغزاة للشعوب التي غزوها الإسلام ، بينما لم يكنوا حتى قد دونوا القرآن -الذي جمع ودون بعد ذلك في عهد عثمان بن عفان - ، و بالطبع لم يكن القرآن قد ترجم للغات أخرى . كيف شرحوا دينهم و هم لا يتحدثون لغات البلاد المقهورة ، أو يعرف أحد من سكان تلك البلاد لغتهم الصحراوية .
3. لقد أمضى محمد 13 عاما في مكة يدعوا لدينه بين قومه ممن يتحدثون لغته ،و لهم نفس عاداته و ممارساته ، فلم يؤمن به سوى عشرات قليلة ، و كمؤشر فعدد من هاجر منهم إلى الحبشة، في الهجرة الأولى كانوا ستة عشر فردا: اثنى عشر رجلاً وأربع نسوة. وفي الهجرة الثانية كانوا ثلاثة وثمانين رجلاً، وثماني عشرة امرأة، أو تسع عشرة امرأة. فكيف نصدق أن يؤمن به الملايين ممن لا يعرفون العربية ، و ينتمون إلى حضارات أكثر رقيا بما لا يقارن ، و ذلك طوعا و فقا لإرادتهم الحرة ، و خلال سنوات قليلة ، ثم نجد من يخدعنا و يقرر لنا أن هؤلاء قد آمنوا عن إقتناع . إن التعصب الشديد للإسلام الذي نشاهده في المجتمعات التي تصحرت كمصر ، هو نتيجة لفرض الإسلام عنوة على الشعوب لأجيال طويلة ، حتى تغلغل في نسيجها الثقافي ،و توطن في بلادها حتى أصبح يعيد إنتاج نفسه بشكل طبيعي ،و ليس نتيجة صدق إسلام أجدادهم المرتدين عن دين أبائهم .
4. إن الإيمان بالإسلام كدين لا يعني تبرير جرائم الغزاة العرب ، وهذا الموقف الذي يمايز بين العقيدة و أصحابها يتخذه كثير من المفكرين بل و حتى رجال الدين من غير العرب ، و بشكل خاص ممن ينتسبون للحضارة الفارسية العريقة ، فيقول المفكر الإيراني المعاصر إحقاقي: «إن الصدمات التي واجهها كل من شعبي إيران و الروم الكبيرين نتيجة لحملات المسلمين، و المعاملة التي تلقوها من الأعراب البدائيين الذين لا علم لهم بروح الإسلام العظيمة، أورثت في نفوسهم نزعة صدود عن العرب، و شريعة العرب، فطبيعة سكان البادية الأوباش الخشنة، و ذلك الخراب و الدمار اللذين ألحقوهما بالمدن الجميلة، و الأراضي العامرة، في الشرق و الغرب، و غارات عباد الشهوات العطاشى إلى عفة و ناموس الدولتين الملكية و الإمبراطورية…الخ» . إن التمسك بالروح القومية تتغلب كثيرا على العصبية الدينية ، ففي مدينة كاشان الفارسية في شارع الفيروزي هناك مزار مقام في ميدان فيروزي، هو مزار لقبر أبو لؤلؤة الفارسي قاتل عمر . و يسمون هذا الفارسي بـ (بابا شجاع الدين) و يقيمون التعزيات و اللطميات بذكرى موته، و يزعمون أن الله يرفع عنهم الحساب في ذلك اليوم،و ذلك تقديرا لوطنيته العارمة التي دفعته لإغتيال الرجل الذي دمر شعبه و انتهك بلاده ،وحول أحراراه إلى أسرى و إماء .
5. كي نتبين السياق التاريخي الفكري و السياسي الذي جرت خلاله غزوات المسلمين الأولى للحضارات المجاورة ، سأقدم بعض "الكليبات" المتتابعة ، و التي تساهم في تلوين الصورة خلال تلك العملية التاريخية الواسعة .
a. أسقط النبي الدعوة السلمية كأداة لدخول الإسلام ،و نسخ كل آيات الرحمة بسورة التوبة ،و هي آخر سورة في ترتيب النزول ،و تنسخ ماعداها ،و فيها يتلو النبي " فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة-5). و " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" (التوبة-29) . مصاحبا لذلك أصبح القتال مصدرآ لرزق نبي الإسلام و رفاقه . عن ابن عمر قال : قال رسول الله " بعثت بالسيف حتى يعبد الله لا شريك له (وجعل رزقي تحت ظل رمحي) ( وجعل ) الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم" مسند أحمد حديث 4868. سؤال : هل تتماشى الدعوة السلمية ، مع الرزق الذي جعل تحت أسنة الرماح ؟. يقول النبي متباهيا بسمعته المخيفة «... نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ...وَأُحِلَّتْ لِىَ الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِى ... » . (البخاري-التيمم-335-طرفاه 438 ، 3122 - تحفة 3139 - 92/1 ، و يقول أيضا « نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ عَلَى الْعَدُوِّ ... وَبَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِى يَدَىَّ ».(مسلم-المساجد-1199) ، كل ذلك يدل أن محمدا قد اختار القتال أداته لنشر الإسلام .
b. عندما شرع النبي في غزو الحضارات المجاورة بدءا من الروم ، و كان ذلك في غزوة تبوك في رجب (سنة 9هـ) و التي لم تحقق شيئا ، قال محمد بن إسحاق : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " للجد بن قيس" أخي بني سلمة لما أراد الخروج إلى تبوك : ( يا جد , هل لك في جلاد بني الأصفر تتخذ منهم سراري ووصفانا ) فقال الجد : قد عرف قومي أني مغرم بالنساء , وإني أخشى أن رأيت بني الأصفر ألا أصبر عنهن فلا تفتني (أي لا تفتني بصباحة وجوههن) وأذن لي في القعود وأعينك بمالي ، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( قد أذنت لك ) |" وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ " (التوبة-49)., ولم يكن به علة إلا النفاق " . لم يقل محمد فلنذهب لندعوا الروم إلى الإسلام ، أو لندعوهم إلى ربهم الله ، بل هو يحدد هدفه من الجهاد بوضوح ( نساء الروم ) و يعلق زميل على هذه الدعوة الجهادية :" تخيل شخصا يخبركم بأنه نبي ويدعوكم للجهاد قائلا: اغزوا دمشق وبيروت تغنموا بنات الشام. ما ردة فعلكم أمام هذه الدعوة إلى الاغتصاب؟.
c. روى أحمد عن البراء قال:" لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ منها المعاول، فاشتكينا ذلك لرسول الله ، فجاء وأخذ المعول فقال: (بسم الله ثم ضرب ضربة وقال: الله، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأنظر قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية فقطع آخر فقال: الله أكبر، أعطيت فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن، ثم ضرب الثالثة فقال: بسم الله، فقطع بقية الحجر فقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني) ، قال له من حضره من أصحابه :" يا رسول الله ادع الله أن يفتحها علينا ويغنمنا ديارهم ويخرب بأيدينا بلادهم" ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك " . لم يدعوا النبي بأن يشرح قلوب الناس للإيمان ،و لكنه دعا لهم بأن يغزوا بلاد الآخرين ،و أن يتخذوها غنيمة لهم ، و أن يخربوا الحضارات العظيمة المجاورة ، وقد فعلوا ذلك و ماهو أكثر من ذلك ، دمروا روح الحضارة في منطقة هي مهد الحضارات .
d. كان عمر بن الخطاب من أعلم الناس بطبيعة العربي و تمرسه على الشقاق و التمرد ،و لهذا كان ينصح أبا بكر بأن يشغل العرب بالغزو ، وهذا ما فعله عندما آلت إليه الإمارة و لا بد من الإشارة إلى أن أبا بكر لم يشرك أحداً من المرتدين في الفتوح، بل جردهم من السلاح، لأنه لم يأمنهم لحداثة عهدهم بالردة، و عقوبة لهم بإظهار الاستغناء عنهم، و لأن أبا بكر لم يشأ للمرتدين أن ينالوا من الغنائم و السبايا . حتى جاء عمر في خلافته فأذن لهم بالمشاركة في الغزوات. و لعل أشهر هؤلاء هو هو طليحة بن خويلد، بعد أن عاد إلى الإسلام ، شارك بنفسه في غزو العراق في خلافة عمر .
e. وفي خطبة للخليفة عمر ابن خطاب ثاني الخلفاء الراشدين والذي في عهده تمت أغلب الفتوحات في العراق والشام وشمال افريقية ، يقول فيها( ألا بعون الله مع الإيمان بالله ورسوله، فأنتم مستخلفون في الأرض، قاهرون لأهلها، نصر الله دينكم، فلم تصبح أمة مخالفة لدينكم إلا أمتان، أمة مستعبدة للإسلام وأهله، يجزون لكم، يُستصفون معايشهم وكدائحهم ورشح جباهم، عليهم المؤونة ولكم المنفعة، وأمة تنتظر وقائع الله وسطواته في كل يوم وليلة، قد ملأ الله قلوبهم رعبا، فليس لهم معقل يلجؤون إليه، ولا مهرب يتقون به)..... وتطبيقا لهذه المفاهيم كانت الحروب تشن والبلدان تفتح باسم الدين .
f. نشاهد من التأريخ حينما وقعت الفتنة على عثمان يقول له مروان اشغلهم بالغزو، أي إملأ وقتهم بالغزو، وهدأهم بالغزو، يعني ارسلهم للغزو لا للفتح، لا لتبليغ رسالة الاسلام، وإنما حتى تهدأ الامور، والامثلة بهذا كثيرة .
g. رغم أن عمرو بن العاص تصالح على غزو مصر فإنه قام " بأسر كثير من القبط رجالا ونساءا ووزعهم كجوار وعبيد علي قادة جيشه ورجاله المقربين , كماحدث مع عدد من نساء القبط في بلدة سلطيس اللاتي اتخذهن العرب جوار و إماء لهم ، و بعد أن وزع نساءها علي قادة جيشه ، بعث بالجزء المتبقي منهم الي بلاده البعيدة في مكة والمدينة واليمن ." الطبري .
h. وتطبيقا لهذه المفاهيم كانت الحروب تقاد والبلدان تفتح باسم الرحمة المهداة , كم من الأموال يجمعون وكم من الجواري والاسرى يجلبون، فعلى سبيل المثال رجع موسى بن النصير من غزواته في شمال أفريقيا والأندلس يجر وراءه ثلاثمائة ألف رأس عبد (وكأنهم قطيع من البقر) ، منهم ثلاثين ألف عذراء ، و إنه أرسل خُمس العذارى إلى الخليفة في الشام لأن الآية تقول: "( واعلموا أن ما غنمتم من شئ فإن لله خمسه والرسول) ، وليس من المعقول بأن أولئك العذارى وقعن في الأسر طوعاً واختياراً. فإن من المؤكد أن المجاهدين المسالمين المتسامحين الفاتحين لا بد قد خطفوهن من البيوت بعد أن قتلوا رجالها ونهبوا ما فيها، فليس من المعقول أن يذهب المجاهدون إلى بيوت المدن المفتوحة فيطرقون الباب ويقولون: " أعطونا عذراء في سبيل الله". إن سبي كل فتاة وراءه قصة طويلة من النهب والسفك وانتهاك الحرمات......( ابن الأثير، الكامل، ج4 ص 272/ نقلاً عن د. عليّ الوردي، وعاظ السلاطين، ص 209)انظر الدكتور كامل النجار (الدولة الاسلامية بين النظرية والتطبيق
i. هذه هي أهداف الغزو الإسلامي ، النساء و الغنائم و العبيد و تخريب المدن و الحضارات ، و هناك أيضا أسباب سياسية مثل شغل العرب عن التمرد و العصيان بالغزو ،و الإنتقال للعيش في مجتمعات بعيدة عن الجزيرة ، هذه الأهداف كلها ستكون مفهومة و مبررة في إطار مجتمع بدائي ماقبل الحضارات الحديثة ، فهي لا تختلف عن أهداف أي غزو آخر في التاريخ القديم . الغزو .. أي غزو لا يحترم الأحياء ولا الأموات ، فويل للمهزوم من عمرو بن العاص أو جنكيزخان و نابليون بونابارت .
6. اعتمد المتأسلمون ومازالو لليوم على الأكاذيب الفاحشة فيقولون أن عمرو بن العاص حرر مصر من الروم الذين كانوا يقتلون الأقباط وأطلق الكنائس للبناء, ولكننا نقرأ فى كتب التاريخ الإسلامى أن عمرو بن العاص أنشئ جامعه فى الفسطاط على أعمدة مئات الكنائس التى هدمها وكانت للأقباط , وكان بعد أن يسرق ثروة (كنوز) أغنياء الأقباط يقطع رؤوسهم ويعلقها على باب جامعه حتى كان الأقباط يطلقون على جامع عمرو بن العاص جامع الجزارة البشرية .
7. نموذج لرحمة الغزاة العرب " معركو أليس " . المكان العراق قرب نهر الفرات . ..............ولقي المسلمون مقاومة عنيفة ، وعندها نذر خالد لله فقال: 'اللهم إن لك عليَّ إن منحتنا أكتافهم ألا أستبقي منهم أحدًا قدرنا عليه حتى أ جري نهرهم بدمائهم!' .......... ولم يطل الأمر حتى انتصر المسلمون، فأمر خالد بإمساك الأسرى، وأخذهم عند نهر أليس، وسد عنه الماء، ومكث لمدة يوم وليلة يضرب أعناقهم حتى يجري النهر بدمائهم كما نذر لله، وعندما لم يجر النهر بدمائهم قال القعقاع بن عمرو لخالد: 'لو أنك قتلت أهل الأرض جميعًا لم تجر دماؤهم! فأرسل الماء على الدماء فيجري النهر بدمائهم' ففعل خالد ذلك، فسمي النهر يومها بـ 'نهر الدم'، وقتل يومها أكثر من سبعة آلاف من جنود الفرس. هكذا رحمة الإسلام ، كي يفي خالد السفاح بنذره يقتل 7000 أسير ، و عندما يصل الخبر لأبي بكر ، لا ينهره أو يعاقبه ، بل يسعد بقائده المغوار ، فيقول كلمته الشهيرة: 'يا معشر قريش! عدا أسدكم [يعني خالدًا] على الأسد [يعني كسرى والفرس] فغلبه على خراذيله [أي على فريسته]؛ أعجزت النساء أن ينشئن مثل خالد!' . هذا مثال على نشر الدين الإسلامي سلميا بين الشعوب .
8. من يروجون لأكذوبة تحرير مصر على يد ابن العاص ، يتناسون أن القسطنطينية ( عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية ) كانت مسيحية عندما غزا الاسلام البدوى مصر ،و يحكمها امبراطور مسيحى من قبل الاحتلال الاسلامى بمئات الاعوام ، وكانت الخلافات العقائدية مقصورة على الصراع بين البابا القبطى المصرى و البابا الملكانى المعين من القسطنطينية ، و كانت المذابح ضد المسيحيين قد اوقفت بموت البابا بطرس خاتم الشهداء ، و تولى الملك قسطنطين حكم الامبراطورية الرومانية .
9. إن إحتلال الغزاة للبلاد غير المسلمة لم يكن من أجل الإسلام ،و لكنه استمر حتى بعد إنتشار الإسلام فيها . فلم يغز المسلمون مصرا مرة واحدة فقط كما يظن البعض ، فقد غزا مصر عمرو بن العاص بجيش فى خلافة عمر بن الخطاب وغزاها عمرو بن العاص بجيش آخر مرة ثانية فى خلافة معاوية من الأسرة الأموية , وغزاها المسلمون بجيش فى خلافة الأسرة العباسية العجمية , وغزاها الفاطميون بجيش فى عصر خلافة الأسرة الشيعية ، ثم غزاها الأيوبيين السنيين بجيش فى سلطنة الأسرة الأيوبية ، ثم غزاها العثمانيون المسلمين بجيش آخر دمرها تماما واعادها للقرون قبل الوسطى .