(2)
قال العميد
اقتباس:أما جوابه - اي جوابي انا فانسي - عن الأول ، فقال : (( اما ان احاديثه مضطربه عن غير الاعمش , فقد احتج به ( البخاري ) عن هشام نفسه
حيث قال في ( باب الحياء في العلم )
حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا أبو معاوية قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن زينب ابنة أم سلمة عن أم سلمة ثم ذكر الحديث ....)) .
قلت : هذا جهل بطريقة البخاري رحمه الله ، فجيب التنبه هنا إلى الغلط الذي يقع فيه الكثيرون ، فتراهم يجدون راويًا فيه ضعف ثم يجدون أن البخاري أخرج عنه في الصحيح ، فيستشكلون الأمر ويحتارون فيه .
والحقيقة أن قصور فهمهم لطريقة البخاري توقعهم في هذه المزالق ، وبسط هذا الأمر قد يطول ، ولكن نوضح مقصدنا برواية أبي معاوية الضرير عن هشام ليزول الإشكال .
فأبو معاوية روايته ضعيفة عن هشام ، ولكن تابعه - عند البخاري في صحيحه - في هذه الرواية عن هشام اثنان من كبار الحفاظ الأثبات وهما : مالك بن أنس ، ويحيى القطان ، وموافقة هذين الحافظين الجليلين لأبي معاوية دليل على أن أبا معاوية ضبط هذا الحديث عن هشام ولم يخطئ فيه ، لذلك تجد البخاري أخرجه عنه .
قال الحافظ في "هدي الساري" (1 / 438): (( لم يحتج به البخاري إلا في الأعمش وله عنده عن هشام بن عروة عدة أحاديث توبع عليها )) .
فالبخاري أخرج من حديث أبي معاوية عن هشام ما علم أنه صحيح وذلك بمتابعة غيره من الرواة الثقات .
فإذا عرفت ذلك تبيّن لك جهل فانسي في هذا العلم الشريف ، وأنه كحاطب ليل لا يفقه ما ينقل .
قلت : حفظك الله عميدنا و رفع من قدرك مقدار ( اضطرارك ) الاساءة الي شخصي لكي تكون الاداة المناسبة لتنفيذ الغرض الاسمى الذي انشأوا من اجله ( الجامع ) و ابناءه و بنات عمه و بنات عماته ... الخ الخ
و في كلامك
تدليس و
اضطراب و
مغالطة
1- اما المغالطة , فهي انك ادعيت ان الحديث صحيح عند البخاري بسبب ورود ما يسانده من متابعات
قلت لك : اما قولك هذا فهو انتقاد لصحيح البخاري في المقام الاول
ف
من عوامل انتقاد الصحيح ان يخرج عن الضعفاء
و لو انتقى من احاديثهم
قال ( ابن الصلاح ) : " ولا شك أن التخريج عمن لم يُتَكَلَّمْ فيه أصلا هو أولى من التخريج عمن تُكُلِّم فيه ولو كان ذلك غير سديد "
فان كانت السند ( أبو معاوية قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه ) متكلم فيه
فكان اولى على البخاري الا يحتج به , لكنه احتج به وحده دون غيره في ( باب الحياء في العلم )
فانت هنا توجه انتقادا للبخاري لم يسبقك اليه احد , لمجرد انك تريد ان تريد ان تضعف حديث عائشة
و هذه هي النقطة الاساسية
2- اما الاضطراب , فانت تعلم ان ( الالباني ) و غيره من علماء الحديث يسلكون المسلك الذي اتخذته في النظر الي ( احتجاج ) البخاري بسلسلة ما , فاردت ان تنال من شخصي فقلت عني
اقتباس:تبيّن لك جهل فانسي في هذا العلم الشريف ، وأنه كحاطب ليل لا يفقه ما ينقل .
مع انك قبلها احتطت لهذا الامر فقلت
اقتباس:الغلط الذي يقع فيه الكثيرون
فهنا الحاكم و الدارقطني تلميذه وصولا الي الالباني الذي ظهر في اللامكان و نصب نفسه عبقري زمانه , كلهم حطاب ليل لمجرد ان تنكر حديث عائشة ؟
عموما ساعود لتلك النقطة لاحقا , فلن اكترث كثيرا باعتدائك على شخصي , فالسبب معروف و انت مجبر على هذه السياسة حررك الله من قيود السياسة .
3- اما ما لا يمكن ان يغتفر لك فهو تدليسك
اذ انك تنقل عن ابن حجر فتقول
اقتباس:قال الحافظ في "هدي الساري" (1 / 438): (( لم يحتج به البخاري إلا في الأعمش وله عنده عن هشام بن عروة عدة أحاديث توبع عليها )) .
ثم تخفي الجزء الذي يليه مباشرة و تكملته
"وله عنده عن بريد بن أبي بردة حديث واحد تابعه عليه أبو أسامة عند الترمذي
واحتج به الباقون"
احتج به الباقون
احتج به الباقون
ان افترضنا جدلا ان هذا موقف البخاري من هذا الرجل , فقد
احتج به الباقون
فهذه ليست علة على الاطلاق عند الباقين
لكنها علة عندك فقط
و عند كل من انتهج التدليس مذهبا
فهنيئا بالمذهب الجديد
يتبع باذن الله