(06-30-2010, 08:09 AM)بهجت كتب: هل يصدق أحد أن من كتب تلك المداخلة هو كاتب المداخلة رقم 189 ، دون ان يكون مصابا بإزدواج شخصية . فالمداخلة الأخيرة مجرد مجموعة من الشتائم و التواقحات العصبية المتدنية التي يلوكها الأصوليون في المنتديات ، و التي أصبحت ظاهرة منتشرة بالفعل .
ما تقوله قد يكون انطباعك ولكننى عندما كتبت هذه الكلمات كنت اريد الانسحاب من موضوع قلت فيه ما عندى وكنت اريد انهاء الحديث بصورة فيها ترضية لك ليس اكثر بعدما لاحظت مستوى مداخلاتك الاخرى خارج الموضوع فى موضوعات اخرى وكانت تعكس انكسارا لما تظنه من مكانة لنفسك حيث حاولت الظهور بمظهر خفيف الظل وشعرت انها نوع من الهروب تمارسه تجاه اهتزاز الصورة التى تريد ان تنطبع عنك لدى الآخرين.
واما ردى والذى تعتبره مجموعة من الشتائم والتواقحات العصبية المتدنية فهى ليست اكثر من رد فعل أكثر تأدبا لما اوردته من شتائم وتواقحات عصبية ومتدنية تجاه الاسلام ورسوله والمسلمين وانا منهم، وهى عادتك التى دائما تفعلها فى التطوال البارانوى على كل من ينتقد ما تقوله ثم تبدأ فى الشكوى بعدها.
اقتباس:بعد هذا التقدير الكبير يصف المفكر المتأسلم مواطن مصري بهجت و غيره من المثقفين العلمانيين بانهم .
1- دعاة فتن .
أنت من دعاة الفتن وتحطيم العروبة ولكن فعلا هناك من العلمانيين بالمنتدى من احترم عقله جدا مثل "فلسطينى كنعانى" أو "العلمانى" واراهم بخير حتى لو لم يقروا بالاديان ولكنهم فعلا يقرون باحترام العقل ولهم رؤيتهم التى تهدف الى البناء وليس الهدم. فهم متحاورون وليسوا فارضين لرأيهم ورؤيتهم ولا يستعينون بالكذب والتلديس لترسيخ افكارهم.
اقتباس:2- يهدد المثقف المتأسلم العلمانيين بآيات من القرآن كانت توجه لليهود لإخافتهم ، وهذا سلوك متدني عندما يوظف الدين في خلافات حوارية ،و خارج حتى عن سياقه ، كانما القرآن بتاع المتأسلم يستخدمه للردح ولسب الآخرين عند الضرورة .
الامر ليس ردحا يا زميل ولكن هل فى قولى لما قاله الله عن اليهود واتبعاهم شئ ، ألم اقل لك من قبل ان برنامجك هو لتمكين اليهود.
اقتباس:3- يرى المفكر المتأسلم أن سياستنا فرق تسد ،و اننا نفرق بينهم و بين المسيحيين و نمنعهم من دفع الجزية !.
شئ جميل ان تقر بأن الاسلام لا يعتمد على السلب وإلا ما كان يتم اقرار الجزية ، فلو كان سلبا لكنا لا نحتاج الى كلمة جزية من أصلها. فالسالب الناهب لا يضع نصا مقيدا لما ينهبه ويسلبه.
وكذلك هل مصر الحديثة تم فتحها حتى يتم تطبيق الجزية ، الامر يحتاج لمراجعة فقهية انت أبعد عنها من ان تتحدث فيها ، ولن تجد نصا يؤيد تحصيل جزية من احد فى عصرنا الحديث، ولكن انظر لبنى جلدتك ممن توهمنا بأنه علمانيين ولكنهم مؤيدون بنجمة داود عندما يمتصون دماء وعقول الدول التى يحلتوها ثقافيا وليس عسكريا فعند الحكم العسكرى يبيدوهم ويجربوا عليهم كل انواع التجارب من السلاح الى الدواء.
اقتباس:4- يعتقد السيد السند أن في قلوبنا مرض ، هل هو طبيب قلب مثلآ ،و الله مهزلة مضحكة .
المهزلة المضحكة هى ما تحاول ان تقنعنا به ، ولكن القلوب المريضة لا تحتاج الى طبيب قلب بل تحتاج الى رحمة الله بها حتى ترى الحق حقا والباطل باطلا.
اقتباس:5- يرى اننا ننتقد عدم وجود طلاق في المسيحية وهذا يحزنه للغاية ،و لكنه لا يعرف ان تلك مشكلة محلية في مصر فقط ، فالمسيحيون في العالم كله يطلقون عندما يريدون .
مشكلة الطلاق فى المسيحية من وجهة النظر الدينية ينقاشها اصحابها ، فإن كان البابا شنودة اكبر سلطة دينية لدى المسيحيين فى مصر يقول ان رأى الدين هو هذا فكيف لمن لا يعترف بالدين ان يناقش هذا الامر ، هل تفهم معنى أن تعيش فى المسيح .. هذه يفهمها المسيحى ولسنا نحن الذين نتكلم فيها ، والبابا لم يمنع الطلاق كاحتياج بشرى ولكن يكون خارج نطاق الكنيسة، هذا دينهم فلا تفسده عليهم بفكرك التنويرى، ومن اراد ان يتبع ما يراه عقلك فعليه بالمحاكم المدينة.
اقتباس:ترهات أخرى من هذا القبيل ، من يريد التسلية و لديه معدة للغثاء يمكنه من قراءة المداخلة كلها هناك .
وما تقدمه انت لا يعدوا ان يكون غثاء ولكن ليس به تسلية بل يثير القرف وحينما اضطر للرد على افكارك الهدامة فإننى اشعر كمثل شعور عامل المجارير وهو مضطر للتعامل مع النفايات البشرية.
اقتباس:حسنا سأذهب لشي له معنى ولو نسبيا خارج هذا الهذيان ، الذي يعبر عن حالة أسلمة عصبية متطورة . سأذهب إلى المداخلة 185 لنفس المواطن ،و هي تدل أيضا على شخصية ثالثة !.
أولآ : يرى مواطن مصري أن نستخدم تعبير الفتح و ليس الغزو العربي لأنه يحبه .
نحن لا نختار التعبيرات التي تروقك و تروق غيرك من المتحيزين ، نحن نتخير التعبيرات العلمية التي تصف الحالة التي نحن بصددها . نعم يغضب البعض من المخدوعين عندما نصف "الغزو العربي" لمصر و غيرها من الحضارات القديمة بهذه الصفة ، و يصرون على وصف غزو العرب بلاد أجدادهم بتعبير مخادع ذليل مثل "الفتح الإسلامي" . أعلم أن قرونا طويلة من الخداع تجعل اكتشاف الحقيقة ضربا من المحال ،و لكن أقول لهؤلاء المخدوعين الذين يتنكرون لأصولهم المتحضرة ،و يبحثون عن نسب تحت خيام البدو : " هل تسمون الغزو الإنجليزي للأقطار العربية ب "الفتح المسيحي" ، أو تسمون الغزو الأمريكي للعراق ب " الفتح الأمريكي" ؟" .و أي فرق بين الغزو العربي و غيره من الغزوات الإستعمارية الأخرى ؟ . ربما يكون الفارق الوحيد هو أن الغزو العربي إمتد إلى الروح و الثقافة فدمرهما ، ولم يقتصر على تدمير العمران فقط
ثانيا : مخلصا لنظرية التآمر المتأسلمة ، يرى مواطن مصري أننا نخلط عمدآ بين حضارة الأسكندرية في عصورها المختلفة قبل الغزو العربي .
ليس ما احب وما اكره ولكن حسبة منطقية "عروبية" بسيطة جدا اتمنى ان تستوعبها، عندما اقول غزو عربى قامت به عصابة من قطاع الطرق ، هل تعتقد ان كيان مثل جامعة الدول العربية يكون له معنى او تعتقد ان أى تعاون عربى يكون له معنى ، ام تنتظر ان يظهر بعض الافذاذ التنويريين امثالك يطالبون بعد هذا السعودية بالاعتذار عن جرائمهم فى حق المجتمع المصرى بل ويطالبون بدفع تعويضات عن هذا ... ام تنتظر ان يوافقك على هذا الطرح نسبة 85% من المسلمون الذين يفترض أن اقصى غاية دينية لهم هى حج البيت .. أم تنتظر من طرحك هذا ان يتناحر المسلمون وبعضهم ما بين قلة مؤيدة وكثرة رافضة ثم تطلب القلة العون من امريكا واوربا ولكن ليس من اجل حقوق الانسان ولكن من اجل حقوق حرية العقيدة ونبدأ بعدها سلسلة من الاعمال المخابراتية وتصبح مصر العراق رقم (2)... آلم أقل لك انك تسعى الى الفتنة... أم تعتقد ان القاء حجر فى الماء لا يحدث دائرة تتسع من الامواج... هل لديك بناء تفاعلى للاحداث وما يمكن ان ينتج عنها ام انك تنتظر الكلمة السحرية التى تغير الامور بدون مشاكل ام تحاول خداعنا.
اقتباس:لماذا نخلط ( عمدآ ) ، لماذا لا نكون قد أخطانا فتصلح لنا خطأنا ؟. في الواقع نحن لم نخلط شيئا ، لا عمدا و لا سهوآ . نحن نقول الحقيقة أنه عندما غزا العرب مصر ، كانت الأسكندرية هي العاصمة الثقافية للعالم ، و الحاضرة الثانية للإمبراطورية البيزنطية ، هذا بالرغم من كل ما حاق بالإسكندرية من نكسات و مصاعب . نعم كان ماضي الأسكندرية حافلا منذ أنشأها الإسكندر الأكبر في 21 يناير 331 ق.م كمدينة يونانية، وكانت قد أصبحت في عام 250 ق.م. أكبر مدينة في حوض البحر الأبيض المتوسط و العالم ، و اكتسبت المدينة الجديدة شهرتها المدوية من جامعتها العريقة ، ومجمعها العلمى "الموسيون" ، ومكتبتها التي تعد أول معهد أبحاث حقيقى في التاريخ ، ومنارتها التي أصبحت أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم. و شرحت بالتفصيل كيف أخذ علماء الإسكندرية في الكشف عن طبيعة الكون وتوصلوا إلى فهم الكثير من القوى الطبيعية ،و كيف كانت منارة الإسكندرية قائمة فوق صخرة تحيط بها المياه عند أقصي طرف بشرق جزيرة فاروس ، وكانت تعتبر أحد عجائب الدنيا السبع بالعالم القديم ، وقد بنيت ما بين عامي 285و280 ق.م أيام بطليموس الثاني، وكان يري ضوءها من عرض البحر .
نفس الاسطوانة المشروخة التى ترددوها عن المسيحية وكيف ان المسيحيين الاوائل قتلوا وسحلوا هيباتيا.
ولا ترون ان دولكم التى تقولون عنها علمانية تحارب اى فكر وحضارة تخرج من دولة خارجة عن المظلة الامريكية .. ويبدوا انكم يصيبكم داء عدم القدرة على التمييز فلا ترون محاولة السيطرة على نوابغ العلماء العرب او غيرهم حتى لو أدى الامر لتصفيتهم جسديا.
اقتباس:حسنا .. للننس هذا كله و نتحدث عن حال الأسكندرية عندما دخلها عمرو بن العاص في العام المشؤوم 642 م ، ألم يكتب إلى عمر بن الخطاب يصف له المدينة وقت دخوله إليها " 4000 قصر و4000 حمام عام و 12000 مزارع و 40000 يهودي و400 مسرح" ، و لكن بمجرد أن دخل العرب الإسكندرية نهبوها و خربوها فتدهورت بشكل متسارع ، مثل كل شيء آخر امتدت إليه أيديهم المخربة في مصر ، حتى أن عدد سكان المدينة لم يزد عن 8000 نسمة عندما تولى محمد علي الحكم . لم تكن الأسكندرية وحدها التي دمر العرب ، بل روح الحضارة التي ظلت تشعها الأسكندرية على العالم لأكثر من 900 سنة .
هل تكذب سيدك عمرو كمان في رسالته لسيدكما معا عمر بن الخطاب .
لا اكذب ما قاله سادتى إن قالوه ولكن ايضا لا اكذب التاريخ والذى يبدى رأيه فى تراجع مكانة الاسكندرية عما كانت عليه فى عصر البطالمة وعصر الامبراطورية الرومانية وسوف اضطر للاطالة على الزملاء – رغم محاولتى للاختصار – فى التحليل التاريخى للاسكندرية. فمن يريد ان يتكلم عن تاريخ الاسكندرية جيدا ونهضتها وتدهورها ، فلابد ان يضع الاحداث التاريخية وفقا لتسلسها. فأنت تتكلم عن الاسكندرية على انها كانت اعظم المدن وقت وصول العرب لها ، وهذا غير حقيقى ، فقد كانت الاسكندرية فى حالة من التدهور، ولابد ان يؤخذ فى الاعتبار ان نقل العاصمة يقلل النمو الحضارى لباقى المدن الأخرى. وبالنسبة لأسلوب الخلط لتاريخ الاسكندرية فلنحاول الاقتراب من الحقيقة
ومن كتاب تاريخ الإسكندرية وحضارتها فى العصر الاسلامى للدكتور السيد عبد العزيز أقتبس بعض النصوص
"ولقد ظلت دار الحكمة ومكتبة الاسكندية تحملان مشعل الحضارة السكندرية حتى احترق قسم كبير منها فى عام 48 ق.م. عندما أشعل يوليوس قيصر النيران فى سفن المصريين، فامتدت ألسنتها الى الارصفة القريبة، واحرقت المخازن الجمركية واتصلت بعدها بمخازن الكتب التابعة للمكتبة فى الحى الملكى. ثم قضى الاضطراب السياسى والدينى فى الاسكندرية فى عصر انتشار المسيحية على العدد الاعظم مما تبقى من هذه الكتب. ومن المرجح أن مكتبة المتحف بددت فى سنة 272 م، عندما أخمد الامبراطور أورياليانوس من الثورة التى اشعلها فرموس، وحاصر الثوار فى الحى الملكى وقضى على ثورتهم. اما مكتبة السيرابيوم فقد تبدد فى سنة 391م عندا هاجمها الجيش الامبراطورى يساعده المسيحيون بزعامة ثيوفيلوس بطريرك الاسكندرية. ومع ذلك فقد ظلت باقيا دار الحكمة فى العصر الاسلامى، فوصفها الرحالة المسلمون وغيرهم، وسماها بنامين التطيلى باسم اكاديمية أرسوط استاذ الاسكندرية".
كانت الاسكندرية قبل الفتح العربى قد فقدت جانبا كبيرا من عظمتها القديمة، والمكانة السامية التى تبوأتها فى العصرين البطلمى والرومانى، لعاملين: الأول، الاضطراب الذى سادها إبان الصراع بين الوثنية والمسيحية، ثم أثناء النزاع المذهبى بين بيزنطة والاسكندرية حول طبيعة المسيح وإرادته. والعامل الثانى، تعرض جانب من عمرانها للتدمير والتخريب فى أثناء الحصار الفارسى من جهة، ونتيجة لهبوط قسم كبير من واجهتها الشمالية إثر هزات أرضية عنيفة من جهة أخرى.
فمن حيث العامل الاول ، فإن اضطهاد الروم لمعتنقى المسيحية فى الاسكندرية كان قد بلغ ذروته فى عهد الامبراطور دقلديانوس، الذى كان يرغب فى توحيد النظام الإدارى فى جميع أنحاء الامبراطورية وكان المسيحيون فى مصر عنصراً نافرا بين مواطنى الامبراطورية الرومانية، وكان لابد من اتخاذ الاجراءات اللازمة لإدماجهم سواء رضوا أم كرهوا، ولذلك صدر قرار الامبراطور دقلديانوس باصطناع سياسة الاضطهاد الذى بلغ من العنف والشدة درجة أدت إلى أن الكنيسة القبطية فى مصر بدأت تقويمها المعروف بتقويم الشهداء من تاريخ تولى دقلديانوس عرش الامبراطورية سنة 284م. وقد احتدمت فى الاسكندرية نار الثورة ضد الامبراطور، فاضطر الى القدوم بنفسه لإخمادها، وحاصرها زهاء ثمانية أشهر تعرض عمرانها خلالها للتخريب. كذلك أدى انتصار المسيحية على الوثنية إلى هدم كثير من آثار الوثنية فى الاسكندرية من معابد وهياكل سنة 391م، فشمل التخريب معبد السيرابيوم الذى قام المسيحيون بزعامة البطريرك ثيوفيلوس بهدمه وتدميره، وتكسير تماثيل سيرابيس، واشعال النيران فى مكتبة المعبد، وشهدت شوارع الاسكندرية معارك عنيفة، راح ضحيتها العديد من السكان.
كذلك تأثر العمران السكندرى فى العصر البيزنطى بحركة الاضطهاد الأعظم التى باركها قيرس حاكم مصر من قبل الامبراطور هرقل، فقد مارس قيرس سياسة إرهابية فى الاسكندرية، حملت عددا كبيرا من الاهالى على هجراها والفرار إلى الصحراء، وأدت بطبيعة الحال الى شيوع الفوضى والاضطراب واضمحلال الحياة الاقتصادية فيها.
واما العامل الثانى، وهو تعرض الاسكندرية لحركة هبوط حدثت فى عصر سابق للفتح العربى نتيجة هزات أرضية عنيفة أدت الى انخفاض منسوب المدينة ستة أو سبعة أمتار، فطغى البحر على الجانب الأعظم من الواجهة الشمالية للمدينة، المطلة عليه واختفى تحت مياه البحر وكان يشتمل على جزء من الحى الملكى وجانب من الحيى اليهودى. كما سبب هذا الهبوط اختفاء جزيرة أنتيرودس الملكة والأرصفة القديمة التى كانت تقع إلى الشمال الغربى من جزيرة فاروس. وقد أشار المقريزى إلى هذه الظاهرة إذ نقل عن جماعة من ثقات اهل الاسكندرية أن أسلافهم "شاهدوا بين المنار وبين البحر نحوا مما بين المدينة والمنارة فى هذا الوقت، فغلب عليه ماء البحر فى المدية اليسيرة، وأن ذلك فى زيادة"
وبالاضافة الى هبوط قسم كبير من واجهة الاسكندرية الشمالية مما أدى إلى غرقها تحت مياه البحر، فإن قسما كبيرا من عمران الاسكندرية تخرب قبيل الفتح العربى، إبان الحصار الفارسى لمدينة الاسكندرية فى سنة 618م، وبعد اقتحام الفرس لأسوارها، وإن كان قد ثبت أن الأضرار التى أصابت الأبنية العامة الكبرى بالاسكندرية كانت أقل بكثير مما أصابت ظاهر المدينة. وهكذا كان الاضمحلال قد بدأ يظهر أثره على مدينة الاسكندرية قبل أن تدخلها جيوش العرب الفاتحين.
ونجد ان الاسكندرية كانت هى الورقة الرابحة لدى العرب لأنتزاع الهيمنة على البحر المتوسط من يد الروم فى معركة ذات الصوارى ، أما عن نقص عدد سكان الاسكندرية بعد الفتح العربى فيرجع الى أن اغلب سكان الاسكندرية كانوا من الروم وقد رحلوا ومعهم كثير من اليهود بموجب معاهدة مع قيرس الذى اشترط ان ترحل حامية الاسكندرية مع امتعتهم واموالهم.
اقتباس:ثالثا : يرفض مواطن مصري فكرة العلمانية و يرى أن الحضارة الحديثة هي مسيحية يهودية وفقا لمرشده الفكري أزنار .
هذا خطأ من يتحدث عن أشياء لا يعرف عنها سوى أقل القليل ، و حتى هذا القليل يعرفه سماعيا عن طريق الإشاعة . الحضارة الحديثة هي حضارة عالمية ،و لم تعد غربية فقط ، هذا الحضارة معولمة لا تجد جذورها في ثقافة أو دين بعينه ، هي لا تنتمي للغرب سوى بمقدار ما تنتمي للصين و الهند و أوراسيا و ... . الحضارة الحديثة هي بالقطع حضارة علمانية ، و عندما نتحدث عن تلك الخضارة يجب علينا ان نفهمها من مصادرها الأصيلة و ليس من ثرثرة الساسة في الصحف السيارة ، فتلك ضحالة لا تليق .
مرشدى آزنار ومرشدى جورج بوش ومرشدى ريجان ... كل هؤلاء لا قيمة لكلامهم امام كلام المرشد التنويرى "بهجت" والذى يتكلم عن صناعة الحضارة ولا اعرف تحديدا ما هى الدولة المرجعية له فى تطبيق كلامه ، ام انه يتكلم عن يوتوبيا لا وجود لها فى الواقع بل هى موجودة فى عقله فقط.
أم إن خلطك بين الشرق والغرب لإثبات وجهة نظرك وعندما نتكلم عن جرائم عالمك التنويرى تقول العلمانية منه بريئة تماما كما يعيب على قول المسلمين "أصلكم ما تعرفوش الاسلام"
يا عزيزى انت نفس وجه الاصولية العمياء التى تحذر منها والتى لن تقضى على البشر ولكن علمانيتك هى التى ستقضى عليهم إما احياء عبيد للغرب او موتى فى القبور.
اقتباس:الدين قضية شخصية ، تلك هي الفكرة المحورية في العقل الليبرالي المعولم . فالعقل الليبرالي القياسي يتبنى مبدأ قبول الأديان على ألا تدعي نفوذا سوى على معتنقيها و داخل المجال العقدي فقط ، وهذا يعني بوضوح لا يقبل أي ظلال أن الدين فقد وضعه العام ،و لا حاجة إلى القول أن فقد الدين لوضعه العام هو محور العلمانية و معناها . هذه الفكرة لا تعني إلغاء الدين ولا تتضمن أي موقف إلحادي كما تذهب المادية الجدلية مثلا ، و لكنها تعني مع قدر من التقريب اتخاذ موقفا حياديا من الأديان كوظيفة ،و لكنها معادية للدين كممارسة سياسية و مرجعية اجتماعية و ثقافية .
المسلم يؤمن بأن كل تصرفاته يراقبها الله وسيحاسبه عنها ، لذلك لابد ان يكون الاسلام ممارسة سياسية ومرجعية اجتماعية وثقافية.
اقتباس:هذه الثقافة الليبرالية هي ما يربك الإنسان الدينيhomo-religious ( الإنسان الذي يمارس الحياة كمجرد نشاط ديني ) الذي تفرزه مجتمعات الشرق الأوسط كمنتج ثقافي طبيعي ، فالعقل الديني الإسلامي لا يستطيع بحكم بنائه أن يميز بين الدين كوظيفة و كممارسة ، وهو يخلط بين الدين كعقيدة و الدين كفقه و كتراث تاريخي و يراها جميعا الشيء نفسه . في مواجهة هذه القضية الثقافية يلجأ العقل التراثي الإسلامي إلى حيل لا شعورية تقليدية يمكننا أن نطلق عليها التحوير ، فهو يعيد طرح السؤال الذي لا يعرف له إجابة ( كيف يكون الدين ؟) إلى سؤال آخر أكثر بساطة إلى حد السذاجة المفرطة و هو (هل يكون الدين ؟ ) ، و الإجابة كالعادة معروفة سلفا . إن العقل السلفي يختزل القضايا المركبة كلها إلى أفكار تراثية بسيطة ، و لكنها ككل الأفكار بالغة التبسيط بالغة التجهيل عديمة الجدوى . إن العقل التراثي يعتقد أن كل من يناقش أي جزئية من منظومة التدين التاريخية يفعل ذلك كم أجل هدف شرير و ليس بحثا عن الحقيقة ، فهذا المتشكك هو مجرد .. صليبي ، صهيوني ، فارسي ، شيعي ، كافر و زنديق و ملحد و شعوبي و شيوعي ( سابقا ) و متأمرك ( حاليا !) لا أخلاقي و . , إلى آخر تلك المحفوظات المملة التي لا يتوقف العقل العربي عن اجترارها كالإبل في بيدائها العقيم .
من هو الذى يناقش منظومة التدين التاريخية ، من يكفر بالدين هو الذى يحدد للمسلم افعل هذا ولا تفعل هذا فى دينك، بالطبع لا بد من الصدام بين الطرفين ، وكذلك نفس العقل التنويرى لا يتوقف عن اجترار محفوظاته الخاصة به كالأنعام او أشد ضلالا منها فنراه يقول هذا اصولى وهذا متأسلم وهذا مؤدلج الى اخر تلك المحفوظات المقرفة لمن يخالفهم فى الرأى.
اقتباس:رابعا : يرى مواطن مصري أننا ننادي بسلخ مصر عن العروبة و الإسلام .
مبدئيا كيف نسلخ مصر عن الإسلام طالما هو دين أي شأن شخصي و ليس شأنا عاما ، هل سنذهب إلى كل مصري و نرجوه أن يترك الإسلام ؟، هل هذا منطق عاقل ؟. أما إذا كان المقصود بالإسلام مشروعا سياسية و دولة إسلامية ، فنحن لا نرى الإسلام دولة ، و هذا ما شرحته في النصف الأول من الشريط ، نحن لا نفهم كيف يعتقد أحد أن الإسلام دولة بعد ذلك ؟ ، الإسلام دين كغيره من الأديان يمكن أن يعتنقه من يشاء في شعوب و أمم مختلفة بل و متعارضة . أما عن سلخنا مصر من العروبة فهذه أضحوكة أو جهل مطبق بموقف الإسلاميين من العروبة ،و موقف العلمانيين منها ،وهذا شرحته ربما مرتين او اكثر في هذا الشريط تحديدا . العلمانيون أطياف عديدة ، على رأسهم طيف هام قومي أو "عروبي" ، هل نحن في حاجة للتذكير بأن فكرة القومية العربية كغيرها من القوميات علمانية الطبيعة ،و أن المسيحيين الشوام هم أول من نادى بها !. على النقيض تماما من ذلك يقف الإسلاميون ، فهم يعارضون العروبة و يرونها جاهلية منتنة ،و الإسلاميون حاربوا حركة القومية العربية بضراوة و تآمروا عليها ، فعلوا ذلك ضد القومية بنموذجها الناصري ، حتى أن الإخوان المسلمين شكلوا ميليشيات في السعودية تحت إشراف المخابرات المركزية الأمريكية (و بتعاون إسرائيلي ) للعمل ضد مصر الناصرية القومية ،و فعلوا ذلك ضد النظم البعثية سواء في سوريا أو في العراق ، كما عارضوا توجهات القذافي القومية . هل من الضروري أن أؤكد بأن رواد القومية العربية كانوا مسيحيين و مسلمين علمانيين ، و لو ذهبنا إلى الساحة القومية لوجدنا أسماء بوزن ميشيل عفلق و قسطنطين زريق و عزمي بشارة تسابق أسماءا أخرى مثل (ساطع الحصري ، محمد عزة دروزة ، زكي الأرسوزي ، جمال عبد الناصر) ، و من الممكن أيضا أن أشير أن أعلى الأصوات العروبية في نادي الفكر هي لعلمانيين .
نعم اننى اراك تنادى بسلخ مصر عن العروبة وأراك تبارك الزعيم جمال عبد الناصر وهو افضل الرموز العربية التى ظهرت وتنسى ان جمال عبد الناصر ترك مصر مفلسة وارسل قواته لحرب بلد شقيق وترك مصر وسكان ثلاث محافظات مهجرين من ديارهم، جمال عبد الناصر الزعيم الخالد هو من ارسى فكر المعتقلات وقمع الحريات فى مصر وبفضله كان بين اليهود والقاهرة مائة كيلو متر اما ميشيل عفلق فلن اعلق عليه ولكن حزب البعث فى سوريا والعراق خير شاهد على هذه الافكار العروبية. واراك تهلل للقذافى رغم انك تنتقضه فى مواضع اخرى. وجديدة حكاية المليشيات الاخوانية باشراف المخابرات الامريكية ايام عبد الناصر.