الاستاذ السرياني
لو لا تدخلك بالاسئلة التي تضطرني للاجابة عليها لاكملت ما هو المقصود بالانجيل في القران.
مفهوم التوراة و الزبور كما هو في القران بينته لك , و لا معنى لعدم اشتمال القران على تواريخ
وحيهما فهذه ليست مهمة القران أن يقول هذا حدث سنة كذا او سنة كذا .
كان لا بد من المقارنة بين ما يقوله القران و ما يقوله الكتاب المقدس , لانك في كثير من الاحيان تصر على ان فهم القران لمعنى التوراة فهم خاطئ و وهمي , و انكم تعرفون ما هي التوراة و تؤمنون انها ليست ما في الالواح فقط و لكتها كما تقول :
اقتباس:قلنا ان التوراة في المنظور اليهودي المسيحي هي اكثر من الالواح الحجرية التي كتب الله عليها الوصايا العشر ...
توراتنا تشمل الوصايا العشر والناموس والتاريخ ...
ولامجال للمقارنة في هذا الموضوع بين توراتنا وتوراتك التي تتحدث عنها ...
توراتنا وكتبنا موجودة بين ايدينا ونعلم مضمونها ...
انت تتحدث عن توراة وكتب سماوية لاوجود لها وتجهل مضمونها ... ولذا فهي وهم ...
يا رجل انت سألت عن مفهوم القران للتوراة و اوضحناه لك قلت هذا وهم. و ضعنا لك ما يدل على انك انت من يتحدث عن وهم, و ان ما تسميه انت اليوم توراة ليس التوراة فتاريخيا التوراة اكمل موسى كتابتها قبل ان يكتب اليهود اسفارهم التاريخية التي اشرت اليها . هذه الاسفار يقول القران انها ليست كتابة الله و انما كتابتهم هم . هذا ما يقوله القران , اوضحته لك , و انت حر في تصديقه او عدم تصديقه و لكن لا تقول بان مفهوم القران وهمي او غامض.
اقتباس:تكلمنا عن وحي تجهل مضمونه ولاتعرف اين هو ...
ونحن لازلنا نبحث في امر الكتب التي سبقت القرآن ، هل اختفت ام لم تختفي ، وان كان الوحي لايختفي ، كما تقر انت ، فأين هي الكتب المنزلة ؟
لست انا الذي يكلمك و لا مفسرو القران. بل انه منزل القران من يحدثك. و ليس من المنطقي ان يعيد القران ما هو موجود في هذه الرسالات , لان كل رسالة لها منهجيتها و منسكها , و يبقى الامر المشترك هو جوهر هذه الرسالات , الذي هو الاقرار بوحدانية الله و ربوبيته:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (25) سورة الأنبياء
هذه هي اولى مقتضيات الوحي.
فالقران يقول بان الله لم يرسل رسولا الا أوحى له:
1- انه لا اله الا الله.
2-ان يعبدوه.
{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} (13) سورة الشورى
و يخبر القران ان كل رسالات الله التي بعث بها رسله هي الدعوة الى عبادة الله :
{إِذْ جَاءتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} (14) سورة فصلت
لذلك فالقران - و عكس ما تظن- أسهب في الكلام عن الرسل السابقين و موقف أقوامهم منهم. خاصة سلوك بني اسرائيل و هو الذين بعث فيهم الرسل :
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ} (20) سورة المائدة
و اذ قلنا ان الرسل كلهم دعوا الى توحيد الله و عبادته فكل هذه الرسالات تسمى الاسلام لانها تدعوا الى التسليم لله و الخضوع اليه.
فذكر القران ان نوح دعى الى التوحيد :
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (59) سورة الأعراف
و بين القران انهم جميها مسلمون لله تعالى, و قد ذكرنا هذا بالتفصيل في شريط آخر فلا داع للاعادة.
و لكن ما يهمنا هو وحي الله تعالى الى موسى و عيسى. و قد تناول القران بيان رسالتيهما.
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ} (83) سورة البقرة
فبين انه اعطى الكتاب لموسى و سماه الفرقان و التوراة:
{وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (53) سورة البقرة
{وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} (145) سورة الأعراف
فاوضح القران ان الله أعطى لموسى في التوراة:
1 من كل شئ موعظة.
2- تفصيل كل شئ.
والقران يبين ان الله تعالى أمر بني اسرائيل ب:
1- عبادة الله.
2- الاحسان الى الوالدين.
3-الاحسان الى ذوي القربى و اليتامى و المساكين.
4- ان يحسنوا القول.
5- ان يقيموا الصلاة.
6-ان يؤتوا الزكاة.
{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} (32) سورة المائدة
7- حرم عليهم القتل الا :
* لمن يقتل نفسا.
* من يفسد في الارض.
و ما سبق هو حقيقة ما في التوراة . اما ما ورد عن قصص بني اسرائيل فهذا ليس محتوى التوراة. فالله تعالى اعطى موسى التوراة بعد خروجه من مصر مع بني اسرائيل . فكيف يكون ما دار قبل اعطائه التوراة او بعد اعطائه لها هو من مضمون التوراة؟
يتبع..