عزيزي عبد الرحمن،
أعتذر لتأخري في العودة وذلك لصعوبة إيجاد المصدر الذي كنت أبحث عنه لزيادة المعلومات حول موضوع نقاشنا. للتذكير بموضوع نقاشنا أقتبس جوابي على سؤالك الأول بشأن أسمي بولس الرسول حيث قلت:
اقتباس: ابن العرب كتب
سؤالك وجوابك الأول جاء فيه:
[quote] عبد الرحمن ويصا كتب
[SIZE=5]بسم الله الرحمن الرحيم
[COLOR=Red]1- الاسم هل اسمك الحقيقى بولس ؟؟؟
اسمى هو شاول الطرطوسى
[COLOR=Teal]في الواقع يا صديقي، وُلِدَ القديس بولس في العهد الروماني. وجرت العادة في العهد الروماني أن ينال اليهودي اسما يهوديا وفي الوقت نفسه اسما لا تينيا (في ظل الاحتلال الروماني). ولذلك نجد القديس لوقا، كاتب سفر أعمال الرسل يدعو شاول باسم بولس، شاول الذي يقال له بولس (أعمال 13، 9).
عائلة بولس هي من الجليل (بحسب القديس هيرونيموس المؤرخ) ولكن عائلته نزحت إلى طرسوس إثر الاحتلال الروماني.
بولس، سليل سبط بنيامين، حمل اسم الملك شاول، وهو اسم دارج لدى أبناء ذلك السبط. ولكن، بما أنه حاز الجنسية الرومانية أيضا، فقد حمل اسما لاتينيا إلى جانب اسمه العبري.
عندما انتخب يسوع بولس رسولا ليبشر باسمه بين الوثنيين، اختار شاول/بولس اسم بولس وفضّله على شاول وذلك لأن الاسم "شاول" كان يحمل معنى مثيرا للسخرية في اللغة اليونانية، التي هي اللغة السائدة بين الأمم في ذلك الوقت. خاصة وأنه بشر في أنحاء قبرص واليونان وأنطاكية وغيرها.
(للأسف لم أتمكن من معرفة وجه السخرية في الاسم شاول باليونانية)
الخلاصة: منذ نعومة أظفاره، حمل بولس اسمين هما بولس بصفته حامل للجنسية الرومانية وهو أمر أفصح عنه بولس في غير موضع في كتاباته، وشاول وهو اسمه بصفته يهودي بن يهودي على مذهب الفريسيين.
هل ثمة اعتراض أم ننتقل إلى السؤال الثاني؟!
تحياتي القلبية
إثر مداخلتي أعلاه طالبتَني بإيراد إثباتات حول ازدواجية الأسماء وربط الأسماء المختلفة باستخدام اللفظة اليونانية "أو كاي" المستخدمة في سفر أعمال الرسل، أقدمها في مداخلتي أدناه.
يفيد الألماني دايسموند في كتابه : "دراسات كتابية"، نقلاً عن و. شميدت في دراسته للعضر القديم شيوع عادة تنوع الأسماء للشخص عينه. فمثلا هناك وثيقة مصرية في المتحف الملكي تذكر "ماركوس أوريليوس ديوسكورو" ويقول "أو كاي"، "بتوليمايو" أي بمعنى "ماركوس أوريليوس ديوسكورو الذي هو (أو "وهو أيضا") بتوليمايو.
يعتقد شميدت بأن بعض فقرات "إليانوس" و"أكيلليس" هي الأقدم في استخدام مثل هذا النوع الأدبي. ولكن، هذا اللون الأدبي يعود في تاريخه إلى فترة سابقة على المذكورين. فنحن نقرأ مثلا في بعض مخطوطات سفر المكاببين الأول: "ألكيموس الذي هو ياكيموس". ويكرر الأمر سفر المكابيين الثاني في المخطوطات رقم 64 و93 و19. ولكن العدد الأكبر من مثل هذه التسميات المزدوجة للشخص عينه يقدمها لنا المؤرخ اليهودي يوسيفوس.
لنقرأ معاً بعض الأمثلة:
سيمون أو كاي ديكايوس إبيكليثييس
ألكيموس أو كاي ياكيموس كليثييس
يوأنيس تون كاي جاديو ليجومينون
ديودوتوس أو كاي تروثون إبيكليثيس
سيليني أو كاي كليوباترا كالوميني
أنتيوخوس أو كاي ديونوسوس إبيكليثييس
يانّايون تون كاي أليساندرون
يوسيفوس أو كاي كيافاس
كليوديموس أو كاي مالكوس
أركي إي كاي إكدييفوس
يوداس أو كاي مكابايوس
باكورو تو كاي بريبوتيرو
إذن، عندما نقرأ سفر أعمال الرسل 13 في هذا الإطار الاجتماعي - الأدبي العام، لا يمكننا إطلاقا أن نقرأ الآية قيد النقاش كالآتي: "شاول الذي أصبح منذ الآن يدعى أيضا بولس"
بل إن القارئ العتيق كان سيقرأها بدون شك بمعنى "شاول الذي كان أيضا يدعى بولس".
لو أن كاتب سفر الأعمال أراد أن يشير إلى بولس اتخذ ذلك الاسم في فترة معينة تيمنا بشخص معين في تلك الحقبة، أو أنه اتخذه في فترة محددة مثلا عندما تحول إلى المسيحية، لقام الكاتب باستخدام صيغة أخرى للتعبير عن هذا الأمر ولكن بالتأكيد ليست الصيغة المستخدمة حاليا. استخدام صيغة "أو كاي" تبين قصدا محددا وهو أن اسمه كان شاول بولس قبل أن يأتي إلى قبرص، وأنه مثل العديد من مواليد آسيا الصغرى اليهود والمصريين في مثل سنه، اسماء مزدوجة.
أكتفي بهذا القدر لأنه بلا شك يبين ويوضح أن الأمر عادي جدا وأنه لا يخرج عن واقع الحال في تلك الحقبة التاريخية.
كما ويجدر التذكير بالملاحظة التي وضعها أحد الإخوة المسيحيين حول واقع أن حمل بولس لأكثر من اسم لا يغير شيئا البتة في حقيقة دعوة بولس الرسول ولا يشكك فيها بأي منحى أو شكل.
شكرا لكم.
وسأنتقل فيما يلي إلى السؤال الثاني.
تحياتي القلبية
(الله يغلّب اللي بيغلّب) :D