{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
عمتي تضع يدها تحت الأفواه
Deena غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,133
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #1
عمتي تضع يدها تحت الأفواه
لماذا تمد عمتي يدها تحت كل فم تراه؟

منذ صغري وأنا أراها تفعل ذلك

حتى أنها مرة اندفعت في مظاهرة عفوية كانت قد خرجت منددة بقرار الدولة 555 والذي أقر سجن كل من تسول له نفسه أن يخطر بباله أن الحكم دكتاتوري ظالم وأن البلد يعيش في حالة من كبت الحريات وغفوات الحياة على قولة عبد الحليم حافظ (أغنية لست قلبي)

لم تستطع الدولة بعد هذه المظاهرة أن تزرع ذلك الجهاز الصغير في الأذن الوسطى لكل مواطن (حيث أن الأذن الوسطى -وحسب رأي الأطباء- تقع في منتصف الطريق بين العقل والقلب مركزي الحياة)

قد سمعنا أن هذا الجهاز هو "قارئ الأفكار" وأن الدولة دفعت آلاف الدولارات لشراء الملايين منه وأن شرائه كلفها مقاطعة دولة "مالا مالا" وخروجها من حلف دول "كسر إيده وشحد عليها"

كما خسرت الدولة أكثر من مصدر لمحارم ورق التواليت وشفرات الحلاقة حتى بات سعر محارم التواليت يفوق كثيرا سعر كيلو اللحمة

وبدأت الناس تبتكر الطرق الغريبة للمحافظة على نظافتها الشخصية

عدا زيادة الضرائب وأسعار البنزين والماء والكهرباء على المواطنين من أجل شراء كميات احتياطية من "قارئ الأفكار"

وقد تطلب الدولة إنشاء مركز استقبال أفكار المواطنين ولذلك استوردوا الأدمغة الأجنبية من دول حلف "تطورنا بالمحبة" واليد العاملة الرخيصة من دول "تعددت الأسباب والموت واحد"

ولم تعين الدولة في هذه المؤسسة الضخمة مواطنا واحدا، ولا حتى المتجنسين منهم على أساس أنه قد تنفذ أفكار تضر بالأمن القومي للبلد من هؤلاء الموظفين دون رقابة

لكن المظاهرة العفوية كانت سلمية لأبعد الحدود، واستطاعت أن تحقق بعضا من أهدافها
فقد اجتمع حوالي 12 مليون مواطنا في كل المدن والقرى منددين بهذا الجهاز حاملين لافتات لخروجه من البلد
وقد أدى الاعتصام العفوي في أول يوم إلى انتحار وزير الشباب واستقالة وزير استيراد المحارم الورقية

كما خرجت لجنة معارضة سرية كانت قد أنشئت إبان توقيع الدولة عقد شراء هذا الجهاز كمشروعا يتم تنفيذه عند ولادة الطفل المعجزة الذي تم تكوين خلاياه في مختبرات كلفت الدولة الكثير على أساس أن هذا الطفل سوف يكون رئيسا للبلاد بعد 30 سنة من أول دمج لخلاياه

وبهذا قد قدر عمر اللجنة مايقارب السنتين
واللجنة تعمل سرا والاعتصام جعلها تعلن أهدافها ومطامحها

عمتي في هذه المظاهرة استطاعت أن تلتقط حوالي مئتي مليار كلمة وتجمعهما في علبة كبيرة جدا تأخذها للبيت ثم تعود بها فارغة وتضع يدها مرة أخرى تحت فم كل مواطن تجده يتكلم في هذه المظاهرة السلمية

قد استطاعت عمتي بعد انتهاء المظاهرة أن تركب الجمل التالية:

1. نحن مواطنون موبوؤن، لأننا استسلمنا لواقع ظالم، واعتقدنا أن شيئا اسمه القدر من يحركنا
2. إن احتمالات الحياة هي دائما كثيرة، ومامهمة المواطن إلا أن ينتقي مايشاء من هذه الاحتمالات
3. تكمن الأخطاء الفادحة في عدم اختيار المواطن لاحتمال واحد بدل اختيارة لأكثر من احتمال فيبقى على حيرته دون أن يكون في جعبته خيار أو احتمال واحد قد يحدث ويقع
4. الحدث الواقع أمر نادر في مجتمعاتنا، لأنهم دائما يختارون الحيرة وعدم الاتفاق فيما بينهم على قرار أو احتمال واحد فتظهر الانشقاقات والصدع في جدران هذا المجتمع
5. قد ينتج أحيانا عن هذه الحيرة الاجتماعية في انتقاء الاحتمالات، جماعات متطرفة في الانتقاء قد تؤدي إلى اختفاء المجتمع المدني الإنساني المواطني بكامله وحلول مجتمع حيواني فاسد ينتهي بالزوال
6. أو قد تؤدي هذه المشاكل والعوائق في انتقاء الخيار المناسب إلى انحلال المجتمع بكامله ليتحول إلى سائل غير متجانس برائحة قميئة قد تهدد سلامة واستقرار المجتمعات المجاورة فتسعى تلك الأخيرة لشن الحروب على هذا المجتمع
7. إن الأخلاق المنحلة ليست بالضرورة متكونة نتيجة فساد المجتمع، لكن قد تتدخل عوامل أخرى لم تطفو للسطح وأهمها عدم القدرة عن التخلي عن التفكير بالقدرة الخارقة الإلهية على مساعدتنا في اختيار احتمالات الحياة
8. وإن هذا العجز الإنساني عن تقرير المصير دون العودة لرأي الإله أمر قد يضاف إلى الأسباب الأخرى في ضياع المجتمع
9. قد يكون هذا الإله غير راغب اصلا في التدخل في القرارات المصيرية لهذا المجتمع، لكن المجتمع نفسه مازال يلجأ بكل شاردة وواردة لرأي هذا الإله المشغول أصلا بمجتمعات أخرى كثيرة وكبيرة ومتنوعة
10. وأخيرا، على المجتمع أن يدرك بشكل جدي أن اختيار احتمالات الحياة أمر ليس بالمزحة وأن هذا الاختيار عليه أن يكون واحدا لاثاني له وأن يتم بمشاركة الجميع دون استثناء، بديمقراطية كاملة، باختلاف إن تطلب الأمر، وأن يتم انتقاء الخيارات بشكل نزيه دون تدخل أجنبي أو حتى تدخل بين الفرد وزميله الآخر حتى يصل المجتمع إلى القرار الحكيم الواحد والذي يحقق له النصرة والسلام

قامت عمتي بنشر هذه الجمل التي جمعتها من أفواه الجماهير المتظاهرة منددة بقرار الدولة رقم 555

ماتت عمتي بعدها بأيام بمرض لم يعرف مسببه
04-15-2005, 03:34 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Arabia Felix غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,085
الانضمام: May 2002
مشاركة: #2
عمتي تضع يدها تحت الأفواه
(f)

[RAM]http://arabfuture.free.fr/imam_najm/foul.ram[/RAM]

الشكر القدير موصول للعزيز السوري، الثروة الوطنية الاحتياطية :kiss2:
04-15-2005, 06:35 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Deena غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,133
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #3
عمتي تضع يدها تحت الأفواه
أجل

أرفع أسمى آيات الشكر للثروة الوطنية الاحتياطية العزيز السوري

لكن ماذا فعل العزيز السوري لنشكره؟؟

فيليكس

هل من المعقول أنه هو من دس الفيروسات في طبق عمتي ذاك الصباح؟
04-19-2005, 11:24 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Arabia Felix غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,085
الانضمام: May 2002
مشاركة: #4
عمتي تضع يدها تحت الأفواه
ويليييييييي..
دينا صايرة تفكري مثل النظام!!!

سوري الحبيب .. فقط.. اعطاني رابط الأغنية.. بس :)

:wr:
04-19-2005, 02:50 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS