ما هي السرقة الأدبية؟
وأري وردة الاشتباك
كنت أقرأ وجه الرياح , وأسأل رمل البطاح . وخلفي – علي أول
الجسر – يدنو جواد سراقة . ما من رفيق يخاف علي ( أقول له
لا تخف يارفيق ) و لا ذا الجواد ورائي يكبو , وما من حمام يضلل
أعين هذي الوكالات , ما من حمام سوي طائر أطلقته عيوني إلي
البحر , عل النوارس تأخذه للضفاف البعيدة , عل الضفاف البعيدة
تخرج هازجة بالشجر
لم يكن رافلا في اخضرار البلاط سوي شجر الإنحناء , وحامول
هذي الحقول تمدد كالأخطبوط فلا يعرف القمح , لا يعرف الفول ,
لا يعرف الأرز كيف الفكاك , ولا يثمر الوقت في أقبية الزقاق سوي
أحجية النواح , أيطلع من خلف هذي الهضاب نشيد العصافير أم ..
شجر
في انتظاري ذبل
شجر , في انتظاري يبيد
وأنا ..
- في انتظار الشجر –
يهطل العمر مني برمل ..
وبيد
أو كنت أراه يغادر يوما فيوما أراضيه , يسترق الماء من أرض
إخوته , ينحني في البلاط بفئ وبقل , يشيد دغل الخرائب , لا سوأة
شغلته ولا قاطعته العصافير , لا هطلت فوقه بالحجارة , هل كنت
يوما أحط علي غصنه , هل كنت أدري غيابي / حضوري وأين يروح
الشجر الطيب , أين يغيب الكلم الطيب , هل خلف هذي الهضاب ,
أيصنع فلكا خلف الهضاب وطير عيوني يحط عليه , أخلفي – علي أول
الجسر – يكبو جواد سراقة , أم أنها – علي آخر الجسر – قامت جذوع
النخيل , وقام الصليب , وهذي عيون وكالاتهم ..
شجر
يستدرج نحو الفخاخ شجر
وأري وردة
تختبئ ..
تتفتح حين اشتباك الشجر
وأري سرطان العلاقات / امشاج حرب مخبأة بيننا , وأراها –
أصابع هذي الوكالات – تدخل عامدة وتخبئ بين الخلايا غرائز
أخري فينقاد , طوعا وكرها , فراش الحقول , رجال المطافئ ,
والعسكر المسخ / أشباه جنود , صبايا المدارس , جاران بالجنب
كفان معروقتان , ممرضتان تقاسمتا ليلة العيد سهدا , لجان الزكاة ,
اتحاد الشبيبة والكرة , اللاعبون , مدرستان مسافرتان لدولة نفط ,
فتاتان خارجتان نهارا إلي الإثم , رابطة الأدباء , هواة التعارف ,
راقصة تتثاءب قطتها في السرير , جناة / ضحايا , جموع المصلين ,
تلميذتان لأرملتين موظفتين , وطفلان من أبوين وأمهما لا تحب اثنتين
صديقتها وصديقتها , يالهذي الأصابع من يفلت الآن منها ويلحق
بالركب خلف الهضاب , ومن يفلت الآن منها / ينازلها أينما اختبأت
ويشجر بيد الزحام نباتات أخري , يسمي الشوارع أسماء أخري ,
ويأتي بوقت من الغيب لا تشهد الأرض من بعد ذلك عوراتها
..............
...........
وأراني جريحا / فرح
راحلا في الصفاء تجاه الشجر
وأراني سجينا / مرح
واقفا في العراء ببحر وبر
وعلي آخر الأفق
يضحك قوس قزح
وعلي آخر الجسر يركض كل البشر
وزقاق يولول : يا عابرين علي جثتي , بلل من حياء يكللني , وعلي
عيني رمد , وذباب من الفقر والقهر , أوردتي ينضح الحزن منها
صديدا , وماء المجاري يفيض فتختبئون بداخلكم , والعصافير تبني
بيوتا من العشق , تبني علي شرفة الفجر , تبني .. وتملأ أفقا من
الوقت بالرقص والزقزقة
وزقاق يولول : ياعابرين علي جثتي , وجع من غياب يحاصرني ,
ويضاجعني ثم يضربني آه يضربني , دمعة الحزن تجري
وتفجؤني قطرة من ندي فأطل إلي آخر الجسر , ليس سوي أوجه
البطش والغش والأسئلة
كان لي نكهة من فخار
كان لي قمر من أغاني , وأفئدة الناس كانت
حدائق دفء / ضحك شموس /
...... ولي غضبة لا تلين
أرأيت الذي ينهر الفجر حين يطل , فكيف يخون
أرأيت الذي يملأ البيت إفكا
وذعرا
ورقص مجون
أرأيت – يقول الزقاق - إذا أظلم الصبح , واشتعل
الرأس شيبا علي مصرع الفل
والياسمين , فقلت : أري ......
وأري وردة تختبئ ..
تتفتح حين احتدام المنون
لم يعد أول الجسر خلفي , ولا آخر الجسر بات أمامي , ضحكت ,
ضحكت , وكان الجواد – بقبضته الجسر – يعدو تجاه الهضاب
وحيدا صرخت فما خرج الصوت مني , تحسست أذني وعيني
وقلت خذيني , يا وردة الاشتباك خذيني , وكان الزحام يشكل جسرا
جديدا , وخلفي - علي أول الجسر – يدنو جواد ابن مالك
القصيدة للشاعر علي منصور من ديوان وردة الكيمياء الجميلة
ديسمبر 1987 حسب الشاعر نفسه
والديوان منشور سنة 1993
سوف نري بعد حين ماذا فعل الشاعر وكيف أحدث التناص أثره
في القصيدة
طابت ليلتكم
كوكو
|