{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #1
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية





الثلاثاء 3/أيار/2005 العدد 8781


المصدر السياسي
قسم العناوين الثلاثاء 3/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- مُقالة - آنا ايلبسكي، واحدة من 4.500 معلم تلقوا أمس بلاغات الاقالة يسألون بيأس: ماذا سنفعل الان بدون عمل؟.
- المستوطنون: سنتمترس في المنازل مع بالونات الغاز.
- لاس فيغاس على مسافة 40 دقيقة من مطار بن غوريون.
- "القوا بنا الى الكلاب".
- لن يقال المعلمون الذين يسكنون في غوش قطيف.
- المعلمون يهددون: سنضرب عن التعليم.
- هنا ينتهي بثنا.
- في سلطة البحث احتفلوا: تحررنا من رجل داس بقدم فظة على رقابنا.
- شيرانسكي يستقيل: لن اجلس في حكومة فك الارتباط.
- شارون لوزراء العمل: حافظوا على بيرس.
معاريف:
- شارون: ابو مازن يعزز الارهاب؛ ابو مازن غير مستعد لمكافحة الارهاب.
- مسألة حسابية - بعد تفاهم شرم الشيخ اُفرج عن 500 سجين - منذئذ اعتقل 400.
- ذراع دمشق - المخربون يتلقون تعليمات من السلطة.
- الخدعة الفلسطينية.
- مقتل مظلي في معركة مع خلية موجهة من سوريا.
- "بدونه ليس لي شيء".
- "رئيس الاركان قصد السياسيين".
- النيابة العامة: "التعويض اعلى مما ينبغي".
- حنان فورات: مستعد لان اضحي بنفسي لحماية غوش قطيف.
هآرتس:
- الحكومة تتراجع عن معارتها "لخطة نيتسانيم": تسن بالقانون بناء حاضرات مقابل اخلاء هادىء.
- اولمرت: برئيل عرض علي رشوة - برنامج تلفزيوني أظهر فيه في اوقات متقاربة.
- شارون: على حماس ان تنزع سلاحها قبل الانتخابات في السلطة.
- الحكومة: الكليتان في ارئيل والجليل ستصبحان جامعتين.
- المطلوبون لاحظوا قوة المظليين المقتربة، فقفزوا من مناماتهم وفتحوا النار الكثيفة على الجنود.
- "فتح وعدت ولم تفي"، يقولون في حماس بعد النصر الساحق في قرية الشيوخ. * * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الثلاثاء 3/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - السلطة الفلسطينية - معاريف - من اليئيل شاحر:
شارون: ابو مازن يعزز الارهاب؛ ابو مازن غير مستعد لمكافحة الارهاب../
"بدل تفكيك منظمات الارهاب، ابو مازن يعمل على تعزيزها. وهو غير مستعد لمكافحتها، وغير مستعد لتفكيك بناها التحتية"_ هكذا قال أمس رئيس الوزراء اريئيل شارون في لقائه مع السيناتورين الامريكيين بيل فريست وجوزيف ليبرمان.
واضاف شارون قائلا للسيناتور انه برأيه السبيل الذي يسير فيه ابو مازن ليس صحيحا بل ويتعارض وخريطة الطريق. "ابو مازن يتخذ خطوات للحفاظ على الهدوء، ولكنه يمتنع تماما عن اتخاذ خطوات هامة ضد منظمات الارهاب"، اتهم رئيس الوزراء.
وروى شارون للسيناتورين بانه مع انتخاب ابو مازن اتخذت اسرائيل سلسلة من الخطوات لمساعدته في ترسيخ مكانته. وقال شارون "فعلنا ذلك انطلاقا من الاحساس بانه مع ابو مازن يمكن تقدم الامور. ساعدناه في فترة جنازة عرفات، ساعدناه في اجراء الانتخابات السليمة في السلطة الفلسطينية وتوصلنا معه الى سلسلة من التفاهمات أدت الى قمة شرم الشيخ. ورغم ذلك فان الارهاب لم يتوقف وهذا الصباح قتل مقاتل من الجيش الاسرائيلي".
وقال رئيس الوزراء للسيناتورين ان اسرائيل ترغب في التنسيق مع الفلسطينيين خطة فك الارتباط: "نرغب في التأكد من أن خروج اسرائيل من قطاع غزة يتم بالتنسيق، بلا ارهاب، وان الاملاك التي تبقيها اسرائيل ستنتقل الى اياد مسؤولة".
واضاف شارون راويا بانه طلب من النائب الاول لرئيس الوزراء شمعون بيرس مساعدة الفلسطينيين في اعادة ترميم اقتصادهم، وايجاد السبل لتجنيد الاسرة الدولية كي تساعد في اعادة بناء غزة بعد خروج اسرائيل.
وفي الختام قال رئيس الوزراء انه رغم المصاعب الداخلية، فانه يبقى ملتزما بتطبيق خطة فك الارتباط.
والى ذلك فقد حذر رئيس الاركان موشي بوغي يعلون أمس من أن الوضع الامني في الساحة الفلسطينية قد يتدهور بسرعة. فقد قال يعلون ان "التهدئة الامنية التي ترافقنا في الاشهر الاخيرة، حتى لو كانت كفيلة بأن تؤشر الى النهاية المحتملة لجولة العنف بيننا وبين الفلسطينيين فليس معناها نهاية النزاع".
(معاريف)
مسألة حسابية - بعد تفاهم شرم الشيخ اُفرج عن 500 سجين - منذئذ اعتقل 400../
منذ تفاهمات شرم الشيخ، المتحققة بين رئيس الوزراء شارون وبين رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن قبل نحو ثلاثة اشهر، اعتقلت قوات الجيش الاسرائيلي في ارجاء الضفة أكثر من 400 فلسطيني مطلوب ومشبوه. هذا ما افاد به ضابط كبير في قيادة المنطقة الوسطى.
ويدور الحديث عن كمية مشابهة جدا من المعتقلين بتلك التي افرج عنهم بعد التفاهمات الى مناطق الضفة. وبالاجمال افرج في حينه على نحو 500 سجين ومعتقل، منهم نحو 400 في الضفة الغربية. وقالت مصادر في قيادة المنطقة الوسطى أمس ان ليس كل المعتقلين بقوا قيد الاعتقال وان بعضهم افرج عنه إثر التحقيق معه لدى المخابرات الاسرائيلية، ولكن اولئك الذين تبقوا في يد اسرائيل هم الاغلبية الساحقة من بين المعتقلين.
وبالمناسبة، فان الدفعة الثانية من السجناء المفرج عنهم، نحو 400 شخص كان يفترض أن يفرج عنهم بعد نجاح الافراج الاول ونقل المدن في الضفة الى مسؤولية فلسطينية، لم يفرج عنهم حتى اليوم.
(معاريف)
ذراع دمشق - المخربون يتلقون تعليمات من السلطة../
المخربون الذين كانوا ضالعين في المعركة التي قتل فيها فجر أمس المقاتل من دورية المظليين دان تلسينيكوف، ينتمون الى شبكة للجهاد الاسلامي تلقت التعليمات مباشرة من دمشق العاصمة السورية - هذا هو تقدير محافل في جهاز الأمن.
وحسب هذه التقديرات، فان الحديث يدور عن بنية تحتية للجهاد الاسلامي تعمل في كل منطقة شمالي السامرة - من جنين حتى طولكرم. وهذه الشبكة مسؤولة ضمن امور اخرى عن العملية في نادي "ستيج" في تل ابيب في شهر شباط هذا العام.
والتخوف من ان الجهاد الاسلامي يوشك على تنفيذ عملية تفجيرية اخرى داخل نطاق اسرائيل هو السبب وراء التحذير الخطير الذي أدى الى أزمة سير هائلة في منطقة الوسط والشارون عشية ليلة الفصح. عندها، في نهاية الليلة ممزقة الاعصاب، الغي التحذير، ولكن الجيش الاسرائيلي واصل المطاردة الواسعة لاعضاء الشبكة.
وفي اطار المطاردة، اعتقل أول أمس مخرب مشبوه في أنه كان سيقوم بعملية انتحارية داخل نطاق اسرائيل. أما أمس فقد انطلق مقاتلو دورية المظليين في حملة اخرى، بجوار قرية صيدا قضاء طولكرم في اثنائها قتل العريف اول دان تلسينيكوف واصيب جندي آخر بجراح طفيفة.
قوة المظليين هرعت الى الحملة في صيدا في أعقاب معلومة نقلتها المخابرت الاسرائيلية الشباك "بموجبها أحد مخططي العملية في "ستيج" شفيق عبدالغني، يمكث في احد المنازل في القرية.
فانطلقت قوة الدورية للعمل، ولكن قوة اخرى، كانت تراقب المنزل ومحيطه، لاحظت شخصين مشبوهين يتحركان في القرية، وبدأت القوة الاولى بالتحرك في أعقاب الشخصين الى داخل كوخ متهالك في حرش في أطراف القرية.
ولسوء حظ المقاتلين اكتشفهم المخربون عندما اقتربوا وفتحوا النار. ومن صلية النار الاولى اصيب العريف اول تلسينيكوف في رأسه بجراح خطيرة، فيما اصيب جندي آخر بجراح طفيفة. ورد المقاتلون على النار، وجراءها قتل عبدالغني. واخلي العريف اول تلسينيكوف في مروحية الى مستشفى شيبا في تل هشومير الا انه توفي متأثرا بجراحه بعد وقت قصير.
محافل في قيادة المنطقة الوسطى شرحت أمس بان قوة المظليين اضطرت الى الاقتراب من مكان الاختباء للمخربين في منطقة الحركة فيها صعبة وظروف الرؤية سيئة، إذ لم تكن مقتنعة بانه بالفعل يدور الحديث عن المخربين المطلوبين.
وبعد الظهر سقطت ثلاث صواريخ قسام على سديروت ولم تقع اصابات. رئيس البلدية ايلي موئيل قال "اخشى من اليوم التالي لفك الارتباط". وفي المساء اعتقلت السلطة الفلسطينية نشطاء حماس الذين حاولوا اطلاق قسام آخر.
(معاريف)
الخدعة الفلسطينية../
حقيقة أن العديد من كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية مصابون بالفساد معروفة منذ زمن بعيد، ولكن هل لمحافل اسرائيلية ايضا ضلع في الظاهرة؟ شرطة اسرائيل تحقق بشكوى تفيد بأن مسؤول فلسطيني كبير نقل شهادات استثمار مزيفة بمبلغ 1.5 مليون يورو لمواطنين اسرائيليين كي يحاولوا الاتجار بها.
وكانت القصة قد بدأت قبل نحو شهر، عندما اعتقل مواطن اسرائيلي في قطار على حدود سويسرا - ايطاليا. فقد طلب المراقبون الذين صعدوا الى القطار، ويبدو أنهم كانوا مزودين بمعلومات استخبارية مسبقة، من الاسرائيلي ان يفتح حقيبته. في التفتيش للحقائب وجدت شهادات الاستثمار المزيفة.
وفي اعقاب ذلك اعتقل الاسرائيلي وحتى الان لا يزال قيد الاعتقال في ايطاليا. ولدى التحقيق معه ادعى بانه تلقى الشهادات مع اسرائيليين آخرين من مسؤول فلسطيني كبير ومن أخيه الذي يسكن خارج البلاد، ولكنه لم يعرف أنها شهادات استثمار مزيفة. كما ادعى الاسرائيلي بان ذات المسؤول الفلسطيني الكبير روى له بان في حوزته شهادات اخرى بقيمة 25 مليون يورو. وبالمناسبة، فان التعارف بين ذاك الاسرائيلي وبين المسؤول الفلسطيني الكبير أجراه في الماضي وبدون اي صلة بهذه القضية دافيد سدري، شقيق الناطق بلسان شاس سابقا ايتسيك سدري.
وبعد الاعتقال قدم شريكا الاسرائيلي المعتقل شكوى في شرطة القدس وفي اعقابها شُرع بالتحقيق. وبالتوازي نقلت التفاصيل الى وزارة الخارجية كي تعمل في هذا الشأن مع الايطاليين. محافل اسرائيلية ذات صلة بالقضة اشتكت امس من أن شرطة ايطاليا لا تحاول التحقيق مع الجهات الفلسطينية ذات الصلة، وذلك، لزعمهم، لاسباب سياسية.
ونفى المسؤول الفلسطيني الكبير أمس كل صلة بهذا الامر قائلا: "لا اعرف شيء عن الموضوع ولم يتوجه لي أحد بهذا الشأن". المحامي مردخاي تسيبين، المختص في تمثيل سجناء اسرائيليين في الخارج، ويمثل تطوعا الاسرائيلي المعتقل ايضا افاد بانه "لا يحتمل أن تنزع حرية موكلي البريء، حتى برأي الايطاليين، فقط لحقيقة أنهم يرفضون التحقيق مع المحافل الفلسطينية. لأسفي المشكلة اصبحت سياسية، وأتوقع من وزارة الخارجية ان تتوجه الى الايطاليين بسرعة وتطلب منهم استنفاد التحقيق، والا فان موكلي سيواصل البقاء في السجن كرهينة.
هآرتس - من الوف بن:
شارون: على حماس ان تنزع سلاحها قبل الانتخابات في السلطة../
اسرائيل تطالب أن تنزع حماس سلاحها قبل أن تشارك في الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني في الصيف. وقال رئيس الوزراء اريئيل شارون ذلك لدى لقائه مع السيناتورين الامريكيين بيل فريست وجوزيف ليبرمان. وقال شارون انه "لا يعقل أن يشارك حزب مسلح في الاجراء الديمقراطي، فمن هناك لا يمكن الوصول الى خريطة الطريق".
رسالة مشابهة اطلقها وزير الخارجية، سيلفان شالوم في لقائه مع مبعوث الرباعية لفك الارتباط، رئيس البنك الدولي السابق، جيمس ولفنزون: "اذا كانت حماس تريد أن تتحول الى حزب سياسي فعليها ان تنزع سلاحها". وامتنع مسؤولون اسرائيليون كبار حتى اليوم عن التدخل في الاستعدادات للانتخابات الفلسطينية، وامتنعوا عن محاولاتهم التأثير على دخول حماس الساحة السياسية للسلطة.
وكرر شارون في لقائه مع السيناتورين الانتقاد الشديد الذي يوجهه في الاونة الاخيرة ضد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) قائلا: "طريقه ليست صحيحة ومعاكسة لخريطة الطريق. بدل العمل على نزع تفكيك منظمات الارهاب، يعمل على تعزيزها. فهو غير مستعد لمكافحتهم وغير مستعد لتفكيك بناهم التحتية". وحسب شارون، فان "ابو مازن يتخذ خطوات للحفاظ على الهدوء ولكنه يمتنع تماما عن اتخاذ خطوات هامة ضد منظمات الارهاب".
الاتصالات للاعداد للقاء شارون - ابو مازن مجمدة في الاونة الاخيرة، وليس واضحا اذا كان الرجلان سيتمكنان من اللقاء قبل سفر ابو مازن الى الولايات المتحدة في منتصف الشهر. في الايام 12 القريبة القادمة تحيي اسرائيل ذكرى يوم الكارثة، يوم الذكرى، يوم الاستقلال ويوم الذكرى الستين للانتصار على النازية، فيما يحيي الفلسطينيون "يوم النكبة". احداث وطنية كهذه ليست خلفية مريحة للقاء بين قيادات الجانبين.
مبعوث الرباعية ولفنزون عرض أمس في لقاءاته مع القيادة السياسية الاسرائيلية افكاره عن التنمية السريعة للاقتصاد الفلسطيني بعد انسحاب اسرائيل من قطاع غزة . وتحدث ولفنزون عن الحاجة الى ايجاد حلول سريعة ومشاريع قصيرة المدى تساعد على ايجاد اماكن عمل وتعزيز حكم ابو مازن.
واقترح ولفنزون على اسرائيل ان تملأ سقف التصاريح للعمال الفلسطينيين - 15 الف - اليوم لا يستغل سوى جزء قليل، وان تسهل حركة البضائع الفلسطينية في المعابر من غزة. وروى عن لقاءاته مع ابو مازن ورئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء) قائلا انه واضح في الجانب الفلسطيني التغيير وتوجد استجابة اكبر لتنسيق فك الارتباط مع اسرائيل.
هذا ويعقد شارون بحثا اليوم في مصير منازل المستوطنين المخلين. موفاز وبيرس يوصيان بابقائها على حالها وتغيير القرار القائم بهدمها.
اما شارون فيشترط ابقاء المنازل بتنسيق مرتب لفك الارتباط من جانب الفلسطينيين. وفي مكتبه قالوا امس انه ليس واضحا اذا كان القرار النهائي سيتخذ في هذه المداولات.
ويلتقي شارون غدا موفاز في لقاء عمل. وقال مصدر سياسي ان الرجلين لن يبحثا في الجدول الزمني لاخلاء المستوطنين، ولكن قد يطرح الموضوع على البحث. ولم يقرر شارون بعد تأجيل الاخلاء من 25 تموز الى 15 آب، الى ما بعد التاسع من آب العبري.
هآرتس - من ارنون ريغيولر:
"فتح وعدت ولم تفي"، يقولون في حماس بعد النصر الساحق في قرية الشيوخ../
"لم نتوقع نصرا كهذا. اعتقدنا اننا سنحظى بنصف المقاعد. ولكن الوضع كان افضل مما تصورنا في الاستعدادات للانتخابات. الاحتلال ايضا ساهم في النصر. سمعة السلطة وسمعة فتح في نظر الناس، بعد عشر سنوات، صعبة جدا. والناخبون قالوا ذلك". هكذا قال لـ "هآرتس" يوسف حلايقة، 43 سنة، رئيس مجلس قروي الشيوخ في جبل الخليل، واحد من 11 سلطة محلية في السلطة انتخب فيها ممثلو حماس.
حلايقة هو ايضا رئيس المجلس المنصرف في الشيوخ، تعيين عرفات عن فتح. قبل الانتخابات الاخيرة اجتاز الخطوط ووقف على رأس قائمة حماس، المسماة في القرية "كتلة القدس"، مع 11 مرشح آخر - معظمهم معلمون ورجال جمعيات خيرية. وكان النصر ساحقا: حلايقة ورجاله يحتلون 10 من 11 مقعد في المجلس. رجال فتح في القرية وفي المنطقة رفعوا التماسا الى المحكمة الخاصة ولكن ادعاءاتهم بالتزييف ردت. وفي الماضي، كما يتذكرون في جبل الخليل، لم تحتاج فتح الى الالتماسات - في بعض الحالات عينت المنظمة رؤساء المجالس، في حالات اخرى شوشت الانتخابات وأملت نتائجها.
"فتح ارتكبت اخطاء جسيمة في انتخاب مرشحيها"، يقول حلايقة، "تاريخ المرشحين الاسلاميين أنظف وكل مؤسسة اخذوا ادارتها كانت أفضل". أ، رفيق حلايقة في القائمة يترأس "لجنة الزكاة الاسلامية" التي تعمل في القرية يضيف: "لجنة الزكاة (لحماس) تعمل خمس سنوات مقابل جمعيات فتح التي تعمل منذ عشرات السنين. وقد حققت للسكان اكثر مما تلقوه من السلطة. أنا اخاف من الله واقوم بعملي ليس من أجل ان احظى بجائزة بل كي اخدم الناس. عباس زكي (عضو اللجنة المركزية لفتح واحد الرجال الاقوياء في السلطة. حتى الانتخابات اعتبر الحاكم كلي القدرة على منطقة الخليل) اطلق الوعود لعشر سنوات دون تنفيذ شيء". أ، يعد بانجازات ايضا في جولة الانتخابات الاخرى التي ستعقد بعد غد وتشمل 82 سلطة محلية في الضفة وفي غزة يشارك فيها 400 الف ناخب. وهو يقترح تفسيران لفشل فتح: اعمال فتح والسلطة مست بالسكان ولم تساعدهم ورجال السلطة الميدانيين لم يطرحوا على القيادة في رام الله قوتهم الحقيقية في الميدان.
في الشيوخ نحو 8 الاف من السكان الكثيرون منهم يرتزقون من الكسارات والحجارة المسماة "النفط الابيض". ديون المجلس تصل الى 3 - 4 مليون شيكل، بالاساس ديون مياه وكهرباء على السكان. والتنمية والصيانة تمولان من اموال الدول المانحة.
يوجد في القرية من توقع بان تفرض حماس إمرتها على السكان، تصطدم مع فتح وتحاول الغاء علائم الحكم السابق. ويبدو ان القيادة الجديدة تتخذ نهجا آخر: حماس تحاول عناق نشطاء فتح المحليين، تحافظ على كرامتهم وعلى كرامة عرفات وتحاول الحفاظ على استمرارية السلطة والجهاز المحلي. مبنى المجلس الجديد، حيث تضرر السابق في قصف لسلاح الجو الاسرائيلي على منشآت شركة الخلوي الفلسطيني، يقوم بجوار بيت للايتام تديره لجنة الزكاة التابعة لـ أ، . مبنى المجلس ومبنى دار الايتام سيكونان جزء من المباني العامة للقرية - ويبدو أن هذا هو سبيل قائمة حماس لان تبث للناس بان روحا جديدة حلت.
عن الانتماء التنظيمي، رموز السلطة وعن ماضيه كرجل فتح يقول حلايقة: الرموز مهمة وهي جزء من الدعاية. ولكن في الميدان، تعيينات السلطة ايضا قامت على أساس ارادة العائلات الكبرى، ارادة السكان والنشاط الميداني المبذول في صالح السكان. المشكلة أن السلطة اخطأت في جزء كبير منها واستخفت بكل الآخرين. لم أكن رجل فتح من قبل ولم اقف هنا كي اخدم فتح او اي منظمة اخرى. كنت رجلا احرص على مصلحة السكان وتوزيع المصادر القليلة للقرية بشكل نزيه وأنا اواصل عمل ذلك".
-----------------------------------------------------
المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الثلاثاء 3/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 3/5/2005
بداية صداقة
بقلم: أُسرة التحرير

الزيارة الاولى في اسرائيل لرئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان، بعد أن هبت على مدى عامين من ولايته في منصبه ريح باردة، كفيلة بأن تشير الى تغيير مبارك في نهجه تجاه اسرائيل. حديثه عن "اللاسامية هي جريمة ضد الانسانية"، واقتراحه على اسرائيل مساعدة محمود عباس واظهار الصبر تجاهه تنسجم مع موقف اسرائيل. سياسة اسرائيل في المناطق حظيت على لسانه بلقب "ارهاب دولة". ورئيس الوزراء اريئيل شارون وصف على لسانه في الماضي بانه "ارهابي". أردوغان ادعى، بان سياسة اسرائيل تشدد اللاسامية. ولنحو سنتين رد كل فرصة للقدوم الى اسرائيل للتعرف عن كثب على الواقع فيها. وفي نفس الوقت حرص على توثيق علاقات دولته مع سوريا وايران متبنيا في ظل ذلك نهج الاتحاد الاوروبي حيال اسرائيل.
على نحو مفعم بالمفاركة، فان سياسة أردوغان لم تؤثر سلبا على العلاقات الاقتصادية والعسكرية لتركيا مع اسرائيل. فاسرائيل هي شريك هام لعالم التجارة التركي والجيش هناك، ويشهد على ذلك التعاون في مجال الاستخبارات والمناورات المشتركة مع الجيش التركي وتيار السياح الاسرائيليين الذين يؤمون تركيا كل عام.
هذه العلاقات اجتازت بنجاح نقطة الدرك الاسفل مثل العمليات ضد اهداف يهودية في تركيا، دعوة السفير التركي الى أنقرة للتشاور، الانتقاد اللاذع في الرأي العام التركي والبرلمان هناك على سياسة اسرائيل، ومن جهة اخرى، التسويف عديد السنين في التوقيع على اتفاق المياه مع تركيا، المصاعب التي تضعها اسرائيل احيانا امام دخول عمال أتراك ورفضها محاولة الوساطة التركية بينها وبين الفلسطينيين وسوريا، ذاك الرفض الذي شعرت فيه تركيا بالاهانة.
تجاوز هذه الامور يمكن أن يشهد على الطبيعة التاريخية للعلاقات بين الدولتين وأهميتهما بصفتهما بصفتهما دولتين تعدان شاذتين في الشرق الاوسط. تركيا هي الدولة الاسلامية الوحيدة التي يرى معظم مواطنيها في اسرائيل ليس فقط دولة ذات حق وجود، بل حليف وشريك ايضا على مستويات تفوق المصالح بين حكومتين. وليس مثلما في مصر والاردن، لا يوجد في تركيا حركة تدعو الى مقاطعة ثقافية لاسرائيل. وفضلا عن ذلك، فان الموقف القريب للشعب التركي من اسرائيل والعلاقات الوثيقة بين الدولتين كفيلة بان تشكل مثالا يحتذى في علاقات محتملة مع دول اسلامية اخرى.
ومن غير المستبعد بالتالي ان تتمكن تركيا من أن تكون رأس الجسر لهذه الدول؛ الدور الذي تبدي الاستعداد لادائه. ولا بد أن تركيا ليست عمياء فلا ترى المساعدة التي تلقتها من حكومة اسرائيل، بالذات ومن مجموعة الضغط اليهودية في كل ما يتعلق بعلاقاتها مع واشنطن - مثلما تفيد اسرائيل من العلاقات الطيبة التي لتركيا مع دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل.
وحرص أردوغان على التشديد على الموقف الطيب من تركيا تجاه مواطنيها اليهود وتقديره للشعب في اسرائيل - خلافا لحكومته. وينبغي الامل من أنه في هذه الناحية سيتم اصلاح هذا التشخيص في أعقاب الزيارة وما أخذه من انطباع عن نوايا اسرائيل لحث مسيرة السلام.
-----------------------------------------------------












المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الثلاثاء 3/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 3/5/2005
ديمقراطية الجار
بقلم: ياعيل غبيرتس

وضع مقلوب. مع المعايير السياسية لاسرائيل الجديدة لم يحتج أحد عندما انضم الوزير شيرانسكي الى الليكود كوصولي، وعندما ترأس مكتبا حكوميا لا حاجة اليه، وعندما تولى في الحكومة بالرغم من انه عارض علنا اجراءاتها وعندما استقال بارتياح عندما انقضى العيد. لقد أصبحنا اعتدنا التصرف الديمقراطي الغريب السائد في حكومتنا. أما الشيء الغريب الوحيد فهو التعليل الأصلي الذي اختاره وزير "شؤون القدس والشتات" للاستقالة وهو عدم الرضى عن سرعة تقدم اجراءات الدمقرطة في حكومة أبي مازن. منذ اللحظة التي أشار فيها شيرانسكي الى أعشاب الجار، حوّل استقالته من قذيفة سياسية الى عصا مرتدة من البلاستيك.

إهانة مضاعفة
رئيس هيئة الاركان يعلون والمديرة العامة لوزارة التربية هما مثال غير تربوي لشخوص الحياة العامة ممن لا يأسرون الأسرى في الحرب. حتى لو كان الحديث عن معارك مختلفة يُصرفها واليا وظائف ثقة فان النتيجة متشابهة: وهي غرس سكين في قلب الجهاز.
تظهر الإهانة عند يعلون مستشارا سيئا، أما عند رونيت تيروش فتستعمل سلاحا قبيحا لا حاجة اليه. ليس لطيفا رؤية رئيس هيئة اركان وهو مُهان، أما الأقل لطفا فهو ان يُسمع رئيس هيئة اركان وهو مُهان، ولكن في حين ان إهانته واضحة ويستطيع ان يستعين بمكبرات الصوت وبالأصدقاء على الأقل، فانه ليس من الواضح ما الداعي الذي دعا المديرة العامة لوزارة التربية الى إهانة المعلمين المرشحين للإقالة وان تُبقي الى جانبهم إهانتهم فقط. إن اخفاق تيروش أشد من إخفاق يعلون، لأن هناك فرقا بين من يُصرف معركة كرٍّ على ذاته الجريحة وبين من يُصرف معركة على صورة ومستقبل جهاز التربية. فانه اذا كان الحديث عن آلاف المعلمين الفاشلين "الذين لا يُسهمون في الجهاز"، كما تقول المديرة العامة، فقد كان يجب على مكتبها ان يعمل لإقالتهم بغير صلة بالمساومة التي تجري بين وزارة المال ووزارة التربية ومنظمات المعلمين. وفي مقابلة ذلك اذا كان المعلمون المرشحون للإقالة هم فقط رهائن من اجل المساومة، ولن يُقالوا في نهاية المعركة، فان تيروش قد أسقطت قدْرهم بحيث لا يستطيعون الاستمرار في تولي مناصبهم. الإقالات هي دائما مسألة غير مريحة. التصريحات التي تصحب انقضاء ولاية رئيس هيئة الاركان هي فعل مُربك، أما التصريحات التي تصحب إقالة المعلمين فعمل ضار غير تربوي ولا حضاري.

بديل الرسْم
كان من غير اللطيف الى حد بعيد ان نرى أمس الطريقة التي استخفى بها رئيس الحكومة ووزراؤه في التصويت على إقالة يوسف برئيل من وراء مِريلة حاضنة المستشار القضائي. تدل حقيقة ان الحكومة قد تصرفت كمرغمة، فيما كان يجب عليها ان تفعله صدورا عن ادارة سويّة، على أن من السابق لأوانه التهنئة على انقاذ البث العام. سيكون الاختبار الحقيقي للحكومة في اختيار المدير العام القادم. لقد أصبح الجمهور قد دفع كامل الرسوم عن تعيينات موظفين وحاملي الأداة، وسيأتي البديل الحقيقي عن اختيار مدير عام متخصص فقط.
------------------------------------------------------













هآرتس - مقال - 3/5/2005
أنبياء الغضب والدمار
بقلم: يوئيل ماركوس
معلق دائم في الصحيفة

(المضمون: في اسرائيل يوجد اشخاص شغوفين بتعكير الأجواء والتنبؤ بالسواد خاصة في اوساط العسكريين والاستخبارات - المصدر).

لم نشهد منذ زمن عيد فصح كهذا الذي مر علينا حيث سادت البهجة وتدفق السياح الاجانب وتوجه الكثير من الاسرائيليين الى خارج البلاد. ولكن هناك اشخاص لا يطيقون رؤية شعب اسرائيل مستمتعا، ولذلك يسارعون الى تنغيص حياته وتعكير صفوه. من هؤلاء ذلك المحرر البارز في صحيفة "أتلانتيك" المسمى بنجامين شفارتس الذي يتساءل اذا كانت اسرائيل ستبقى موجودة في عام 2048. من السهل الجلوس في بوسطن وتنبؤ النهاية. بين هذا أو ذاك سيكون شفارتس نفسه في التسعين من عمره ومن المشكوك فيه ان يكون في وضع يمكنه من التأكد من تحقق نبوءته على ارض الواقع وبالعكس.
هناك مقولة معروفة تقول ان النبوءة أعطيت بعد خراب الهيكل المقدس للمجانين. ولكن من المثير للحزن والأسى ان يختار رجال أمن حاليين سابقين مناسبة عيد الفصح للعب دور أنبياء الغضب. رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، اللواء اهارون زئيفي فركش، يقول في مقابلة مع "يديعوت احرونوت" ان بقاء أبو مازن بعد فك الارتباط ليس مضمونا بالمرة. أما عن حسن نصر الله فقد قال انه سيواصل جهوده ومساعيه لتنفيذ عمليات ارهابية بعد فك الارتباط حتى تتمكن حماس والجهاد وجهات اخرى في السلطة من القول لأبو مازن ان أهدافه لم تتحقق وان الاسرائيليين سيتوقفون عند غزة ولن يواصلوا الانسحاب في الضفة. اضافة الى ذلك، قد تقوم حماس والجهاد بتشجيع من قيادتيهما في الخارج بشد الجهاز السياسي الفلسطيني من الوسط نحو اليمين بواسطة العمليات.
السؤال هو من أين يعرف فركش كل ذلك. هل تحدث مع نصر الله؟ وهل هذه نصائح أم معلومات على وجه العموم؟ هل هو استفزاز؟ عندما يقول ان بقاء أبو مازن بعد فك الارتباط ليس مضمونا، فهل هذه مراهنة أم حقيقة؟ وعندما يقول رئيس هيئة الاركان، بوغي يعلون، الذي اكتشف الآن ان مقر وزارة الدفاع مليء بالثعابين: "لا تتوقعوا قدوم المخلص بعد فك الارتباط"، فما الذي يقصده بذلك؟ هل يقصد انه لو بقي في منصبه سنة اخرى لجاء المخلص؟ تصريحات كبار العسكريين العلنية في الجيش تثير جنون وزير الدفاع. فاذا كانت التصريحات تتضمن معلومات سرية، فمن المحظور على الضابط ان يعلنها أمام الجمهور، أما اذا كانت مجرد تخمينات فعليه ان يوصلها لرئاسة هيئة الاركان والحكومة. وزير الدفاع لا يحب ايضا ان يقوم شخص بارز فجأة بالاعلان بأن اسرائيل ستقصف المفاعل النووي الايراني. من الذي سأله عن رأيه (أي المسؤول)؟.
اسحق رابين وشمعون بيرس ادعيا ان الاستخبارات قد فشلت في أكثر من مرة في توقعاتها. خصوصا في تشخيص وتوقع استعدادية العالم العربي للتوصل الى تسويات سلمية مع اسرائيل. في عام 1975 هاجم مناحيم بيغن رابين في الكنيست في قضية التسويات الانتقالية مع مصر وقال له ان هذه الاتفاقات ستشكل، استنادا الى رأي كبار الضباط، غطاء للهجمات المصرية. ولكن العجب العجاب حدث وجاء السادات بعد عامين من ذلك الى القدس ليحل ضيفا على بيغن نفسه. خلال سنوات حذرونا من ان الانسحاب من لبنان سيلحق بنا الكوارث. وها هو اهود براك يقوم بين ليلة وضحاها بسحب الجيش من هناك فينتهي الارهاب وتصمت الكاتيوشا.
عندما يتوقع كبار العسكريين استئناف الارهاب فهم يلعبون دور لاعب الروليت. اذا ثبت صدقه سيقول: "ألم أقل لكم؟"، واذا لم يتحقق ما قاله فلن يحاسبه أحد على مواقفه. وعندما يقولون ان الانتفاضة ستتجدد فانهم طرف لا يمكن الاعتماد عليه في هذه المسألة أصلا، وهم الذين أخفقوا في توقع انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى ايضا التي أدت الى مقتل ألف اسرائيلي. هذا ناهيك عن عدم قدرتهم على التنبؤ بما سيحدث بعد شهر أو سنة أو سنتين، سواء عندنا أو في السلطة الفلسطينية. هم حتى لم يتوقعوا موت ياسر عرفات. عندما صعد الى المروحية متوجها الى باريس ارتسمت على وجهه ابتسامة شقية كبيرة وكأنه يقول لاستخباراتنا ساخرا منهم "لقد ضحكت عليكم".
في عدد صحيفة "معاريف" الصادر في العيد توقع نداف هعتسني ان يكون لدينا مئات القتلى بعد سنة بسبب القذائف الفلسطينية التي ستسقط على عسقلان وكريات غات من دون ان يتمكن الجيش الاسرائيلي الكبير من الرد عليها. هعتسني ليس جنرالا، ولكن الى جانبه وضعت قائمة اللواء احتياط يعقوب عميدرور تحت عنوان "بالسيطرة على الارض فقط يمكن منع الارهاب". حقا؟ من أين جاء مئات القتلى في صفوفنا؟ ألم يسقطوا في المناطق التي نسيطر عليها؟ لنبوءات الغضب الدورية هذه تأثير مدمر على معنويات الجمهور. واذا مر يوم، لا سمح الله، من دون تنبؤات حربية ما فسيظهر على الدوام أحد البروفيسورات الذي يتوقع حدوث هزة ارضية في اسرائيل بقوة 8.9 درجات في سلم ريختر. المهم أن تخافوا وترتعدوا.
------------------------------------------------------



هآرتس - مقال - 3/5/2005
فاصلة اسرائيلية وعلى يمينها فلسطين
بقلم: أمير أورن
مراسل الصحيفة لشؤون الجيش

(المضمون: معطيات الـ سي.آي.ايه تشير الى ان احتمالات السلام والازدهار ستبقى ضئيلة حتى بعد اخلاء المستوطنات - المصدر).

كم هو عدد الفلسطينيين الموجودين في المناطق بالضبط؟ في الـ سي.آي.ايه يقولون انهم يبلغون 3.758.904 نسمة (2.385.615 نسمة في الضفة و1.376.289 نسمة في غزة). أحد هؤلاء الناس، وهو محمد دحلان، كان قد دُعي في هذا الاسبوع لالقاء محاضرة أمام اعضاء البرلمان في دول حلف الاطلسي في اطار يوم دراسي يعقد على شاطيء البحر الميت من الجانب الاردني.
دعوة دحلان، وزير الشؤون المدنية في ادارة محمود عباس، تعبر عن الاعتراف الزاحف بالدولة الفلسطينية التي لم تقم بعد. في الحوار المتوسطي الذي يجريه حلف الناتو تشارك ايضا دول مثل اسرائيل والاردن ومصر والمغرب والجزائر وتونس وموريتانيا. من أجل تجاوز هذه العقبة تقوم الجمعية البرلمانية المرافقة للناتو بعقد لقاءات بمشاركة هذه الدول السبع وثلاث دول اخرى مدعوة: قبرص ومالطا و"المجلس التشريعي الفلسطيني". غزة كدولة - جزيرة في البحر المتوسط. معنى ذلك هو انهم لا ينتظرون خريطة الطريق ومراحلها، وانهم يعتبرون فلسطين عمليا أكثر من شبه دولة.
بين المحاضرين الآخرين في مؤتمر البحر الميت سيشارك ايضا سفير الاتحاد الاوروبي في عملية السلام مارك أوت، ورئيس القسم السياسي في السفارة الامريكية للضفة الغربية المسماة القنصلية الامريكية في شرقي القدس، جون كريس ستيفنز. بين الناتو والاتحاد الاوروبي تجري في السنوات الأخيرة منافسة قوية. في الاتحاد يدعون ان حلف الناتو عسكري جدا، أي انه ليس سياسيا بالدرجة الكافية وانه متأثر جدا بواشنطن. أما الناتو فيرد بأن القدرة على تمثيل الامريكيين ايضا هي مكسب وليس عبئا. أحد مؤشرات هذا الصراع هو الجهود الخفية التي تقوم بها دول بارزة عضوة في الهيئتين (فرنسا وبريطانيا) لاضعاف سيطرة الناتو القوية في الشرق الاوسط لصالح النفوذ الاوروبي. بضغط من البريطانيين والفرنسيين والبلجيكيين تم تقليص أجنحة سكرتير عام الناتو ياف دي هوف سحفر قبيل زيارته لاسرائيل في شهر شباط، وفرملة التقدم لرفع مكانة اسرائيل في الناتو من خلال قيود التوازن في العلاقات مع الأطراف العربية، سابقا مصر والآن فلسطين ايضا.
ما يقولونه في الـ سي.آي.ايه حول تركيبة فلسطين يرمي بظلاله على الموقف الدولي منها من حيث ضرورة التسوية السياسية والمساعدة الاقتصادية لها أو من خلال الانقسام الداخلي في اسرائيل. معطيات الـ سي.آي.ايه التي نشرت في الاسبوع الماضي في نشرة عام 2005 من سنوية "عالم الحقائق" تتدخل فعليا في الخلاف ضد الديمغرافيين الجدد الذين يحاولون تقليل عدد الفلسطينيين.
وإليكم الحقائق كما نشرتها الـ سي.آي.ايه: 1.6 مليون من سكان المناطق الفلسطينيين هم لاجئين. ونصفهم تحت سن الرابعة عشرة، مقابل كل مسيحي يوجد 10 مسلمين. نسبة التكاثر تبلغ 3.77 في المائة في غزة و3.13 في المائة في الضفة. بمعدل 5.91 طفل للمرأة في غزة و4.4 طفل في الضفة. المدى العمري في الضفة 73 عاما وأقل من 72 عاما في غزة.
سكان اسرائيل بالمقارنة يبلغون 6.276.883 نسمة. أكثر من ربعهم تحت الرابعة عشرة. والمدى العمري 79.3 سنة. التكاثر نسبته 1.2 في المائة. ومعدل الاطفال للمرأة 2.44 طفل (التوزيع الداخلي يشير الى ان الهجرة من روسيا أعادت الصدارة للاشكنازيين بعد ان كانت بيد الشرقيين. اذا كانت هذه المصطلحات ما زالت سارية المفعول عمليا: 32 في المائة من مواليد اوروبا وامريكا مقابل 27 في المائة من افريقيا وآسيا، و20 في المائة من مواليد اسرائيل).
الفجوة الأكبر في هذا السياق سجلت في مجال الاقتصاد: 81 في المائة تحت خط الفقر في غزة، و59 في المائة في الضفة مقابل 18 في المائة في اسرائيل - هذه كانت معطيات الـ سي.آي.ايه. 301 ألف هاتف ارضي و480 ألف هاتف محمول في المناطق مقابل 3 ملايين هاتف ارضي في اسرائيل و6.3 مليون هاتف محمول في اسرائيل. الناتج المحلي الخام للفرد يُقاس بقوة الشراء: 600 دولار في غزة، و800 دولار في الضفة و20.800 دولار في اسرائيل - المناطق كلها هي رقم على يمين فاصلة الرقم الأكبر في اسرائيل.
من المحتمل ان يكون لبنان مقياسا أكثر صحة، حيث يماثل عدد سكانه عدد سكان فلسطين (3.826 مليون نسمة، من بينهم مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين)، والناتج القومي الخام للفرد فيه يبلغ 5 آلاف دولار حسب الـ سي.آي.ايه. ومع ذلك فان هذه الأرقام ما زالت أرقاما محزنة تشير الى ان احتمالات الازدهار والسلام ستبقى ضئيلة حتى بعد اخلاء المستوطنات رغم وجود بوش والناتو والاتحاد الاوروبي.
------------------------------------------------------




هآرتس - مقال - 3/5/2005
في دور كلب الحراسة
بقلم: الوف بن
المراسل السياسي للصحيفة

(المضمون: امريكا تريد اسرائيل في دور كلب الحراسة، وعلى اسرائيل ان تحذر من لعب هذا الدور في المحافل الدولية - المصدر).

في الأشهر الأخيرة يجري تغير عميق في السياسة الخارجية والأمنية الاسرائيلية. الايديولوجية البن غوريونية التي تفيد بأن "من المهم هو ما يفعله اليهود وليس ما يقوله الغرباء"، والاعتقاد بأن ما لا يسير بالقوة ينجح بالمزيد من القوة. اسرائيل التي رغبت دائما بأن تعالج التهديدات الأمنية بنفسها، وفضلت الحلول الجبروتية على الدبلوماسية، شغفت فجأة بهيئات مثل مجلس الأمن التابع للامم المتحدة والرأي العام الدولي.
سياسيون وضباط كبار، من رئيس الحكومة اريئيل شارون وما دونه يريدون ان تقوم الأسرة الدولية بنزع سلاح حزب الله وتجريد ايران من مشروعها النووي وإزالة التهديدات ضد اسرائيل من الشمال ومن الشرق. فجأة يبدو ان هناك حدودا لما تستطيع اسرائيل ان تفعله بقواتها في الوقت الذي نجح فيه الضغط الدولي في نزع سلاح الدمار الشامل من ليبيا وإخراج السوريين من لبنان من دون طلقة واحدة.
اسرائيل تركز جهودها العسكرية والسياسية اليوم على الجبهة الفلسطينية وتطالب لنفسها بحرية الحركة في المناطق. في الجبهات الأبعد تفضل الارتكاز على امريكا وحتى على فرنسا والمانيا اللواتي تقوم بادارة المفاوضات مع ايران. هناك اسباب كثيرة لهذا التغيير وعلى رأسها تكثيف التدخل الامريكي في المنطقة وتحويل العراق الى دولة تابعة للولايات المتحدة. اسرائيل تدرك ان من المحظور عليها ان تقف في طريق جورج بوش الذي يسعى لبناء شرق اوسط جديد. هي معنية في نجاحه ولها مصلحة في ذلك. ومع ذلك، يصعب عدم التأثر والاعجاب من التغير الذي طرأ على التفكير عندما نسمع الجنرالات في الجيش وهم يقتبسون عبارات كوفي عنان بتأثر إذ يتحدث عن نزع سلاح حزب الله. لم يعودوا عندنا ينعتون الامم المتحدة بـ "الامم الخاوية".
اريئيل شارون يتصرف بمسؤولية ويقول ان اسرائيل لا تخطط لمهاجمة ايران، وتتوقع ان يحول الضغط الدولي دون حصول آيات الله على السلاح النووي. ولكن في الوقت الذي تقوم فيه اسرائيل تحديدا بإضفاء الاعتدال على سياسة القوة والجبروت التي ميزتها، تقوم الادارة الامريكية بإثارتها لأخذ دور كلب الحراسة. في واشنطن يستخدمون صورة شارون المعروفة كعربيد لا رادع له لإخافة ايران والضغط على الاوروبيين. من الصعب تفسير اقوال ديك تشيني وغيره، بصورة اخرى، عندما حذروا علانية من الهجمات الاسرائيلية المحتملة على المنشآت النووية الايرانية. الرسالة التي يطلقونها بسيطة: اذا فشلت الدبلوماسية سيبدأ شارون بالعربدة وإثارة الفوضى.
بيان الادارة الامريكية في الاسبوع الماضي حول إمداد اسرائيل بمائة قنبلة نفاذة لضرب التحصينات والمخابيء، كانت اشارة واضحة جدا لهذا التوجه الذي يعني ان امريكا قد تعطي اسرائيل الدعم والمساندة اذا ما هاجمت المنشآت النووية الارضية في ايران. هذا كان تحذيرا فقط: ستمر عدة اشهر اخرى الى ان تصل المتفجرات الى اسرائيل ويتدرب الطيارون على اسقاطها. ولكن من الواضح للجميع ان هدف هذه القنابل معروف حيث انها لم تُعط لأي دولة اخرى خارج الولايات المتحدة.
مصدر سياسي رفيع يقول انه لا يوجد تناقض بين الاعتدال السياسي وبين تعزيز القوى العسكرية. اسرائيل ملزمة حسب رأيه بأن تكون جاهزة لكل تطور يحدث، وايضا لسيناريوهات المجابهة مع ايران، ولكن من المحظور عليها ان تكون في المقدمة. الأزمنة تغيرت، وعندما تكون هناك مشكلة عالمية مثل السلاح النووي الايراني، فان الحل ايضا يجب ان يكون دوليا. واذا لم ينجح ذلك، فمن الجيد ان تكون هناك عدة قنابل ذكية في ترسانتها حتى وإن لم يتم استخدامها بتاتا.
------------------------------------------------------













يديعوت - مقال - 3/5/2005
خمسة ملايين بعد خمس سنوات
بقلم: سيفر بلوتسكر
خبير اقتصادي ومحلل استطلاعات

(المضمون: سيكون عدد الفلسطينيين في الضفة والقطاع بعد خمس سنوات، خمسة ملايين نسمة - المصدر).

"راند كوربوريشن"، معهد بحث من كاليفورنيا اكتسب صيتا كفريق أدمغة محافظ أو متشدد موثوق به، نشر في الاسبوع الماضي استطلاعا شاملا عن امكانات الإقامة والتأسيس لدولة فلسطينية. يحتل الاستطلاع المفصل مجلدين كبيرين (الأساسي فيهما من 450 صفحة)، ومجلدات اخرى في الطريق. لقد أبلغ اورلي أزولاي في "يديعوت احرونوت" عن أسس توصيات "راند". وقد أُعلمت بعلامة تسعير: لكي تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية قادرة على البقاء وتضمن رفاهية معقولة لسكانها، فسيكون من الضروري مساعدتها في كل عام بنحو 3.5 مليار دولار، حتى انقضاء العقد القادم 2020، على الأقل، ستُضطر المساعدة الى القدوم من الولايات المتحدة، ومن الاتحاد الاوروبي ومن الدول الغنية بالنفط. وشروط اخرى هي التواصل الجغرافي في الضفة والاتصال بغزة، وانشاء حكم مركزي قادر على نزع اسلحة شتى جماعات الارهاب، وعلى فرض القوانين والحفاظ على النظام العام وعلى حدود "قابلة للعبور" بين اسرائيل وفلسطين - للتدفق المراقب للبضائع والخدمات والقوة العاملة.
يوصي مؤلفو الاستطلاع - الذي استمر العمل فيه نحوا من عامين - بتركيز خطط التطوير الفلسطينية على طول ما يسمونه "القوس": وهي خط جغرافي يمر من وراء جبل الخليل ويهودا ويصل مراكز السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية بمشارف قطاع غزة المتواصلة. يقترحون في "راند" جعل هذه القوس ناقلا رئيسا للاتصال والمواصلات والمياه والطاقة في الدولة الفلسطينية، وأن تُرى مشروعا وطنيا انشائيا للشعب الفلسطيني في وطنه.
الفحص الأعمق عن التقرير يثير أفكارا اسرائيلية مقلقة. في أفضل الاحوال، اذا وعندما يوفى بجميع شروط البدء للدولة الفلسطينية - ستحول اليها كل المساعدة الخارجية المطلوبة، وسيُقضى على المنظمات الارهابية (كفلة انشاء جهاز أمن داخلي تقدر بـ 600 مليون دولار في العام)، وإذا انشيء فيها حكم طاهر الكفين وستُنفق كل المبالغ المطلوبة على التربية، والصحة، والمساعدة والبنى التحتية، وفي ضمن ذلك مبادرة "القوس" - فسيصل مستوى الحياة للفرد في فلسطين في سنة 2009 الى ما كان عليه في سنة 1999. هذا هو ثمن الانتفاضة لسنوات كثيرة وكذلك التعبير الاقتصادي المحسوس عن اللعنة التي تجثم على الشعب الفلسطيني في طريقه الى تحقيق تقرير المصير: الزيادة الطبيعية السريعة. قد تكون الزيادة الطبيعية ثروة في النضال السكاني لاسرائيل، لكنها ستكون عبئا لا يطاق في محاولة اقامة دولة فلسطينية ناجحة.
للأمد البعيد، كما ورد في فصول علم السكان من الاستطلاع، يتوقع في الحق انخفاض في معدل زيادة السكان الفلسطينيين من 4 في المائة في العام الى 2.2 في المائة، لكن ذلك سيحدث فقط بعد ربع قرن. في هذه الاثناء، يتوقع ان يزداد معدل الزيادة الى 6 في المائة في العام. في غضون خمس سنوات سيصل عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة الى 4.8 حتى 5 ملايين نسمة.
لا توجد أي طريقة تستطيع اسرائيل بها ان تسيطر على خمسة ملايين انسان، وأن تقرر مصيرهم، وان تمكث على حدودهم وتمنعهم حقوق المواطنة الكاملة - بغير أي صلة بعدد اليهود المتنبأ به في نهاية العقد. في مقابلة خمسة ملايين فلسطيني لا يوجد أي خطة متخيلة معقولة لاستمرار الاحتلال. الخطة المتخيلة الوحيدة هي الانسحاب الى حدود يقبلها الفلسطينيون والعالم ايضا.
يتبين بوضوح الدرس المُلح من استطلاع "راند"، وهو معهد بحث محافظ، يميني، ومناصر لاسرائيل، من بين مئات صفحات التعليلات والتنبؤات: كلما سارعنا الى ترك المناطق وتركنا الفلسطينيين ينشئون لانفسهم دولة، سيتحسن وضعنا. لا داعي للاصرار على المستوطنات: انها قطرات فقط في بحر سكاني، لن تُغير شيئا من ميزان السكان وراء الخط الاخضر.
عندما يكون الفلسطينيون ذوي استقلال في دولتهم، وهذا ما يستيقن منه باحثو "راند"، سيكون من الواجب عليهم ان يتجندوا لمهام التطوير والبناء. سيكتشفون ضرورة خفض نسبة الولادة، وتقييد الهجرة إليهم وصرف الاهتمام الى رفع مستوى الحياة لمواطني الدولة الجديدة.
ولكن الى ان يحدث ذلك، اذكروا التخمين: خمسة ملايين فلسطيني بعد خمس سنوات. الزمن يعمل لغير صالحنا.
------------------------------------------------------







هآرتس - مقال - 3/5/2005

وصمة عار للاكاديمية

بقلم: شلومو زند
بروفيسور محاضر في دائرة التاريخ في جامعة تل ابيب

(المضمون: حقيقة أن جامعة اسرائيلية مثل بار ايلان تمنح علنا الرعاية لهذه الكلية هي وصمة عار على جبين العالم الاكاديمي الاسرائيلي - المصدر).

في الاسبوع الماضي كان العالم الاكاديمي الاسرائيلي يغلي. شبكة البريد الالكتروني الجامعية كادت تنهار من شدة الغضب. في أروقة قصور المعرفة العالية تجول بروفيسوريون غاضبون. وفي حفلات الاستقبال ووجبات العشاء الثقافية لم يكفوا عن العجب: كيف تجرأ اتحاد المحاضرين البريطانيين المحترمين على القرار بفرض المقاطعة على اثنتين من جامعات اسرائيل؟ أي وقاحة آنجلوساكسونية بمقاطعة يهود مثقفين، ناعمين وهادئين، يقدمون مساهمتهم بتواضع وورع ولا دور لهم في السياسة على الاطلاق؟ ونحن اعتقدنا ببراءة ان الفرنسيين وحدهم هم اللاساميون العضال. فقضية درايفوس تتقزم أمام فعل مناهض لليهود وحشي من هذا القبيل. ماذا سيحصل للمضربين من بيننا؟ ماذا سيحصل للدعوات الى المؤتمرات في كامبردج واكسفورد والضيافة السخية التي ترافقها؟
دوما كنت ضد المقاطعة في العالم الثقافي والروحي وليس فقط لان مثل هذا الفعل من شأنه أن يمس بي ايضا. مبدئيا أعتقد أن المقاطعات من هذا القبيل لا تساهم في الكفاح الاخلاقي - السياسي ضد الاحتلال الاسرائيلي المتواصل وهي خطيرة لانها يمكنها ان تمس أيضا "بالابرياء". ناهيك عن أنه لو كان كل العالم الاكاديمي البريطاني عارض بشجاعة الحرب غير الشرعية في العراق لم أسمع حتى الان، وربما كنت مخطئا، عن محاولات بريطانية داخلية لمقاطعة كليات معينة، او دوائر او دور بحث، تتعاون مع وزارة الدفاع البريطانية.
كما أنهم لم يقاطعوا حتى الان جامعات أمريكية أعطت وتعطي المساعدة العلمية واللوجستية لجيش الولايات المتحدة المحتل. وعليه فكان ينبغي للمحاضرين البريطانيين الذين يعتقدون مثلي ان على اسرائيل أن تغادر المناطق بالضبط مثلما هجر الجيش السوري لبنان، التفكير مرتين قبل فرض المقاطعة الانتقائية وغير الفهيمة.
ولكن مقابل هذا النقد القاطع يجب التشديد على حقيقة أن مصادقة الحكومة أمس على تحويل كلية ارئيل الى جامعة من شأنها أن توسع المقاطعة الى دول اوروبية اخرى. على كلية ارئيل أن تعتبر موقعا استيطانيا غير قانوني كونها تقوم في أرض محتلة لم تضم الى اسرائيل. وللاشخاص الذين يعيشون حولها، من غير اليهود، لا توجد حقوق مواطنة وحقوق سياسية أولية ولم يسألوا رأيهم اذا كانوا يرغبون بوجود كلية يهودية في حيهم.
حقيقة أن جامعة
05-03-2005, 04:12 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #2
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى


المصدر الإستراتيجي


نشرة شهرية تصدر عن:
"المصدر"



السنة السادسة
العـــدد 63 ايار 2005



الفهــــرس


الرقم الموضوع الكاتب المركز الصفحة
1-
في هذا العدد المصدر المصدر 2
2-
رقابة الجهاز القضائي في الجيش أفيعزر يعاري مركز "يافي" للابحاث الاستراتيجية 3
3-
"خطة الانفصال - أزمة وعي" يهودا بن مئير مركز "يافي" للابحاث الاستراتيجية 12
4-
"اسرائيل وحلف الناتو/ الفوائد والعوائق" زكي شالوم مركز "يافي" للابحاث الاستراتيجية 19
5-
"شارون: في غزة قسمّت القدس" دافيد بقاعي مركز ارئيل للدراسات السياسية 27











في هذا العدد

كتب أفيعزر يعاري يصف التطورات التي طرأت على رقابة المحاكم المدنية لتقديرات الجيش وقرارات المحاكم العسكرية، وأهمها قدرة محكمة العدل العليا على البحث والقرار في قضايا رُفعت الى محاكم عسكرية.

كتب يهودا بن مئير وتحت عنوان "خطة الانفصال - أزمة وعي" يقول انه لا خطر على دولة اسرائيل والمجتمع الاسرائيلي من حرب اخوة في أعقاب تنفيذ الانفصال من قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية لان الجيش الاسرائيلي لن ينشق ويؤيد المعارضين للانفصال، لكن توجد ظواهر خطرة اخرى قد تصحب الانفصال وقد يكون للانفصال تأثيرات اجتماعية عميقة أساسية وخاصة ما قد يحدث من انفصال بين الجمهور الحريدي الديني القومي والتيار المركزي في الصهيونية الدينية.

وتحت عنوان "اسرائيل وحلف الناتو/ الفوائد والعوائف" يقول زكي شالوم: تقف اسرائيل أمام خيار الانضمام الى حلف الناتو، وإن انضماما كهذا قد يعود عليها بفوائد جمة على أكثر من صعيد كالصعيد الاستراتيجي والعسكري والاقتصادي، ولكنها قبل أن تدخل في مثل هذا الحلف يجب ان تزن ما قد ينتج عن مثل هذا الانضمام من تقييد لحرية عملها ولمصالحها الحيوية ولعلاقاتها الحيوية بالولايات المتحدة.

وكتب دافيد بقاعي مقالا في مجلة "نتيف تحت عنوان "يا شارون: في غزة قسّمت القدس" يقول: لم يغير خلفاء عرفات شيئا من نهجه ولم يستبدلوا شيئا من استراتيجيته التي يرونها ناجحة صحيحة لتحقيق ما يطمحون اليه وهم لم يتخلوا عن شيء من القيم التي ظل عرفات مؤمنا بها الى آخر عمره. أما شارون بخطته الانهزامية الانفصالية فانه يأتي بالخراب على المشروع الصهيوني ويشجع العرب والمسلمين على ان يطلبوا أكثر فأكثر من الدولة العبرية.


وفي الختام ترجو أسرة "المصدر الاستراتيجي" لقرائها أكثر القراءة فائدة ومتعة.
المصدر


رقابة الجهاز القضائي في الجيش*
بقلم: أفيعزر يعاري

يمكن ان نصف تطور مشاركة الجهاز القضائي المدني في الرقابة للجيش على امتداد محورين: أحدهما محور الاصلاحات والآخر محور تطور قضاء محكمة العدل العليا كحاكمة وقاضية في قضايا طرحت أمامها في شؤون الجيش. والامر كذلك فيما يتعلق بالمحكمة العليا التي تعمل ايضا كجهة للاستئناف على المحاكم العسكرية. قرارات المحكمة من فترة الى اخرى حددت مستوى هذه المشاركة. في المحورين طرأت تطورات مهمة على مدى سنوات قيام الدولة ولكن خاصة بعد حرب يوم الغفران.
الاصلاحات الثلاثة المركزية
في المحور الاول، محور الاصلاحات، يجري الحديث في الأساس عن ثلاثة اصلاحات مهمة، كلها تتعلق باسم رئيس المحكمة العليا (المتقاعد) مئير شمغار، سواء كمستشار قضائي للحكومة أو كرئيس لجنة تحقيق. كان الاصلاح الاول تغييرا لطريقة تعيين القضاة - القانونيين في الجيش. بحسب تقرير اللجنة الخاصة التي أقيمت لشؤون شغل مناصب قضاة عسكريين - قانونيين ("تقرير رقم 2 للجنة لشؤون شغل مناصب القضاة العسكريين - القانونيين في المحاكم العسكرية"، أيار 1978)، حتى ذلك الوقت عُين رئيس المحكمة العسكرية للاستئنافات من قبل رئيس الدولة بحسب توصية رئيس هيئة الاركان؛ وعين القائم بأعمال رئيس المحكمة للاستئنافات، وزير الدفاع، بتوصية من رئيس هيئة الاركان؛ وعين القضاة العسكريين، سواء في محاكم الاستئنافات أو في المحاكم اللوائية أو العسكرية للنقل رئيس هيئة الاركان بتوصية رئيس محكمة الاستئنافات.
على حسب توصيات اللجنة أُرسي في هذا الموضوع اصلاح أساسه تعيينات كل القضاة - القانونيين في المحاكم العسكرية على يدي رئيس الدولة، بتوصية من لجنة لاختيار القضاة العسكريين - القانونيين. أي، أجري على الجيش اجراء مشابه جدا لذلك المعتاد في اختيار القضاة المدنيين. يقف في رأس لجنة الاختيار وزير الدفاع واعضاؤها هم: وزير العدل، ورئيس المحكمة العليا، وقاض من المحكمة العليا، ورئيس هيئة الاركان، ورئيس المحكمة العسكرية للاستئنافات، ورئيس قسم القوى البشرية، وقاض عسكري - قانوني من المحكمة العسكرية للاستئنافات، وممثل لمكتب المحامين. بالغ الاصلاح في طرق الاختيار في شأن رئيس المحكمة العسكرية للاستئنافات، الذي اختير حتى ذلك الحين من بين الضباط الكبار في الجيش حتى لو لم يكن له تأهيل قانوني. بعقب الاصلاح يتم انتخابه على يدي اللجنة ومطلب التأهيل هو: "ضابط محسوب على القوات النظامية للجيش… ذو خبرة قضائية لسبع سنوات". هذا الجزء من اقتراح اصلاح لجنة شمغار أدمج في قانون القضاء العسكري. هذا الاصلاح في اجراءات التعيينات أسهم في اختيار قضاة عسكريين ذوي خبرة أكبر وغير تابعين.
ينبغي ان نذكر في هذا السياق، ان القضاء العسكري يشتمل، منذ سن قانون القضاء العسكري في منتصف سنوات الخمسين، على أكثر القضاة الذين يتولون الجهاز القضائي المدني. هؤلاء القضاة يستدعون، من حين لآخر لخدمة احتياطية ليتولوا كأعضاء في المحاكم العسكرية على اختلاف درجاتهم. بواسطة المشاركة القضائية المدنية تلك نشأ ما يشبه ذراعا غير مباشرة للاشراف القضائي المدني على تصرف رجال الجيش. معلوم ان الاستقلالية وعدم الارتباط اللذين مُنحا للقضاة العسكريين بفضل الاصلاح، زادا من حرية العمل وقوة الاسهام الرقابي (الايجابي) لقضاة الاحتياط. عمل الاصلاح ايضا في القضايا القضائية التي تتعلق بالقضاء العسكري وبطرق عمل المحاكم العسكرية والقضاة، لكن هذه الشؤون لن تفصل هنا.
من بين التوصيات التي لم تتخذ، يهمنا في شأننا توصيات "لجنة شمغار" بتقييد صلاحية وزير الدفاع، ورئيس هيئة الاركان، وقادة الأذرع، وقادة المناطق ورئيس قسم القوة البشرية وقائد طوابير المدرعات في ان يُجيزوا أو يغيروا أحكام المحكمة العسكرية، كما تقرر في قانون القضاء العسكري. عرضت اللجنة ان تمنح قادة الجيش صلاحية التخفيف من العقوبات فقط والتي حُكم بها في المحاكم الانضباطية. هذه المسألة جاءت في اطار التوصيات بإلغاء صلاحية إمضاء الأحكام (ما عدا اجازة الحكم بالموت) الممنوحة لمستويات قيادية. توصياتها هذه لم تُقبل.
الاصلاح الثاني الذي يشتمل عليه اقتراح لجنة شمغار هو اجراء امكانية استئناف لحكم للمحكمة العسكرية للاستئنافات. بحسب الحكم الذي ساد قبل الاصلاح، تصرف الجهاز القضائي العسكري مثل "جهاز مغلق" جهات الاستئناف فيه "داخلية"، أي المحكمة العسكرية للاستئنافات. امكانيات الرقابة القضائية المدنية - الخارجية، كانت محدودة في توجه الى محكمة العدل العليا؛ وهو اجراء لا يماثل في حجمه ومضمونه اجراء استئناف. تم قبول توصية اللجنة بانشاء "قناة" استئناف، في المصلحة، الى المحكمة العليا. وهكذا تقرر في المادة 440ح من قانون القضاء العسكري: "يمكن الاستئناف على حكم للمحكمة العسكرية للاستئنافات، أعطي باستئناف على قرار حكم محكمة عسكرية، أمام المحكمة العليا، اذا ما رُخص بذلك في قرار الحكم، أو من رئيس المحكمة العليا أو نائبه".
لهذا الاصلاح انعكاس مهم في مجال الرقابة القضائية المدنية للجهاز العسكري. هذا الانعكاس ثنائي الوجه: أولا، هو يمكن المحكمة العليا من مراقبة وجود "تنسيق معياري" للحكم الجنائي (أي ان تطبيق معايير القضاء الجنائي على أيدي جهات القضاء في الجيش يكون ملائما، مع التغييرات المستلزمة، لتطبيق جهاز القضاء المدني للمعايير نفسها).
ثانيا - وربما يكون الأساس - بواسطة "قناة الاستئناف" تجري المحكمة العليا مراقبة لتفسير معايير التصرف الملزمة في الجيش، كما تجري على يدي قادة الجيش ومن قبل المحاكم العسكرية. هذه النقطة تستحق التوضيح. يجري تحديد معايير التصرف الملزمة في الجيش تحديدا مبدئيا على يدي الكنيست بواسطة سن القوانين (قانون القضاء العسكري وقوانين العقوبات المختلفة التي تجري على المواطنين والجنود معا). هذا المستوى الأكثر تفصيلا لمعايير التصرف تقرره مستويات القيادة في الجيش، وقيادات الجيش (أوامر القيادة العليا، وأوامر مقر القيادة العامة، وما أشبه). مثل كل معيار قانوني هذه المعايير ايضا تفسرها الجهات التنفيذية وهذا التفسير خاضع للرقابة القضائية. تحد الرقابة القضائية حدود المعيار وتصوغ مضامينه (يخلق النقد القضائي ما يسمى "فاعلية قضائية"). في كل الزمن الذي لم تُفتتح فيه قناة الاستئناف الى المحكمة العليا، كان الجهاز القضائي العسكري يمتلك ما يشبه حكما ذاتيا تفسيريا كان فيه للمحكمة العسكرية للاستئنافات "الكلمة الأخيرة" في شأن تحديد مضامين المعايير بطريق التفسير. تفسيرات المعايير ايضا التي قررها المشرع المدني "أوقفت" في حدود الجيش في الداخل، أي في المحكمة العسكرية للاستئنافات. ترك الاصلاح في أيدي المحكمة العليا، كجهة مدنية، أدوات رقابة من الدرجة الاولى، للطريقة التي يفسر بها الجيش معايير التصرف التي تُملى عليه أو تلك التي ينشئها بنفسه (أمثلة: قضية نافسو (بحسب 87/124 نائب عزات نافسو ضد المدعي العام العسكري ف.د القائد م.أ (2) 631) قضية أنكونينا في شأن اجراء اطلاق النار (بحسب 88/486 رقيب أول دافيد انكونينا ضد المدعي العام العسكري ف.د القائد م.د (2) 353).
الاصلاح الثالث، مغروس في السياسة التي صيغت بعقب الواقع الذي انشأته حرب الايام الستة. حكومة اسرائيل، بحسب توجيه المستشار القضائي للحكومة آنذاك، مئير شمغار، قررت تمكين سكان المناطق المدارة (مناطق يهودا والسامرة وقطاع غزة) من اجراء استئنافات لمحكمة العدل العليا ضد نشاطات الجيش الاسرائيلي وجهات الادارة المدنية (الخاضعة للجيش الاسرائيلي) في هذه المناطق، من غير ادعاء نقص "حق الوقوف" للمستأنِف، كمن يستأنف خارج حدود الدولة، في شأن يجري خارج منطقة قضاء الدولة. أخذت الدولة بتوجه محكمة العدل العليا.
هذا الاصلاح يمس قضية الرقابة للجيش لان القضاء الذي يجري على المناطق هو قضاء عسكري، يقوم على احتلال عسكري وسلطة عسكرية. يُزاد ها هنا عامل مدني ثقيل الوزن ذو فخامة كمراقب لاعمال الجيش في المناطق بمختلف فروعه، وفيها جهات الحكومة التي تعمل بواسطة الادارة المدنية والمحاكم العسكرية، وتهتم باقامة القانون كحقوق الانسان - المحكمة العليا المدنية (الأمثلة المهمة في هذا الشأن هي قرار انه لا ينبغي هدم البيوت في المناطق بغير منح حق الدعوى، أو تقييد من المحكمة العليا لاجراء الأوامر التي أصدرها قائد منطقة يهودا والسامرة والتي أطالت مدة اعتقالات حتى الجلب للمحاكمة، وكذلك تحديد فترة منع اللقاء مع المحامي (محكمة العدل العليا، إياد اسحق. 02/ 3239). رفضت المحكمة عددا من الأوامر على انها "تتجاوز ما ينبغي".
بحسب رأي الناقدين يوجد في هذا الاصلاح ايضا سماح وترخيص بأعمال الجيش، مثل هدم البيوت، والطرد الى خارج البلاد، والطرد المقيد (مثلا لأبناء عائلة منتحر من الضفة الغربية الى غزة - محكمة العدل العليا، عجوري 02/7015) واشياء اخرى. ان مجرد تدخل المحكمة العليا ومقامها الرفيع تمنح الختم لقانونية أفعال المحتل والاستيطان في المناطق. كتاب دافيد كريتشمر مخصص كله لنقد هذا الاصلاح. قال تلخيصا لوجهة نظره: "الرقابة القضائية لاعمال الجيش في منطقة محتلة تجريها المحكمة على القوة المحتلة هي شيء جديد. رقابة محكمة العدل العليا الاسرائيلية للنشاطات في المناطق المحتلة هي السابقة الاولى والوحيدة. كان لمجرد وجود هذه الرقابة تأثير تقييدي ذو اعتبار للسلطات. ولكن في واقع الامر، في قرارات الحكم نفسها وخاصة تلك التي شُغلت بمسائل جوهرية - مبدئية أو سياسية - شغلت المحكمة دورا سائدا في منح الشرعية لنشاطات الدولة".
توجد هنا قضية للجدل بين رجال القانون، ولكن في رأيي، المباديء والاجراءات التي حددت في هذا الاصلاح زيادة على كونها مهمة وذات مردود هي ايضا تتغلب على نقائصها - وبالتأكيد فيما يتعلق بالرقابة للجيش.
محكمة العدل العليا مختطة لطريق
طرأ تطور كبير ايضا على محور مشاركة محكمة العدل العليا وقراراتها في شؤون الجيش. منذ الايام الاولى للدولة حتى ما بعد حرب يوم الغفران قلصت محكمة العدل العليا مشاركتها قدر الامكان ولم تمل الى التدخل في تقدير الجهات العسكرية، وفيها تلك التي تعمل في المناطق. حتى عندما قررت محكمة العدل العليا ان تبحث توجها ما، فانها قيدت نفسها الى ذلك الحين، في الانشغال بالشؤون غير القانونية (الاعتقالات، والانحراف عن الأوامر وما أشبه). مثال على ذلك "محكمة العدل العليا موطي اشكنازي"، 1976. اشكنازي الذي أثار حركة الاحتجاج على تقصيرات حرب يوم الغفران وعلى المسؤولين عن ذلك، استأنف بعد الحرب لمحكمة العدل العليا من اجل ان تأمر الجيش بأن يجري تحقيقات كما ينبغي لما حدث في الحرب. قررت محكمة العدل العليا عدم التدخل في هذه القضية لان التحقيقات، نُظر اليها بحسب فهمها، كمسألة داخلية مهنية للجيش الذي لا يعتبر واقعا تحت سلطة القضاء.
أفضت الشكوك التي أثارتها حرب يوم الغفران وبعدها حرب لبنان في الجمهور نحو نوعية التقدير الأمني، وكذلك التطور العام في فاعلية المحكمة العليا، الى ان استجابت المحكمة العليا الى توجهات لتكون مشاركة في موضوعات أكثر فأكثر. مع مرور السنوات وُسع حق المثول أمام محكمة العدل العليا، ووسعت اسباب النقد التي تبحثها محكمة العدل العليا، وكذلك حددت معاني عدم المعقولية وعدم المعقولية المتطرفة كأسباب لتدخلها. هذه الاجراءات أثرت ايضا في تدخل محكمة العدل العليا في شؤون الجيش. يبين رئيس محكمة العدل العليا، اهارون براك، هذا التطور في قرار محكمة العدل العليا شنيتسر (88/680 صفحة 15): "صد الطابع الأمني للتقدير الاداري في الماضي عن نقد قضائي. (…) لهذه المسألة لا يوجد مقام خاص للتقديرات الأمنية. (…) كما ان القضاة يستطيعون ويجب عليهم ان يفحصوا عن معقولية التقدير المهني في كل مجال ومجال، فانهم يستطيعون كذلك ويجب عليهم ان يفحصوا معقولية التقدير الأمني". ويبين ايضا هذا الشأن قائلا: "المحكمة (…) لا تستبدل التقدير الأمني للقاضي بالتقدير الأمني لصاحب الصلاحية. تفحص المحكمة فقط عن قانونية التقدير الأمني، وفي ضمن ذلك معقولية هذا التقدير". ومع ذلك يبين القاضي براك ايضا حذر المحكمة زمن تزن شؤون الأمن: "بغير الأمن لا وجود للدولة ولا وجود للعقد الاجتماعي الذي تبنى عليه. ويكون ناتج ذلك انه لا وجود لحريات الفرد. (…) من هنا مركزية قيم الأمن في مجمل قيم المنهج القضائي. (…) يبدو لي انه اذا كان التصادم بين القيم وجها لوجه (…) فان القيمة في الشأن الأمني للدولة تكون العليا".
التدخل الناشىء للمحكمة العليا ولمحكمة العدل العليا يقوم على مقياس معايير تلزم رجال الجيش أيضا وعلى الحفاظ على قانون حقوق الانسان، لكنها وسعت مشاركتها في الرقابة للتقديرات الادارية والمهنية للجيش. ومع ذلك تقيد المحكمة نفسها للضروري في رأيها. امثلة بارزة على تطور الرقابة للتقديرات الأمنية يمكن أن نراها في قرارات محكمة العدل العليا الآتية: الاستئناف في شأن الاستيطان في الون موريه (قرار محكمة العدل العليا 79/390). في هذا القرار للمحكمة رفضت المحكمة تقديرات لجنة الوزراء والرأي المهني لرئيس هيئة الاركان عن الاهمية الأمنية للاستيطان هنالك (في هذه الحالة كان رأي وزير الدفاع يخالف رأي لجنة الوزراء ورئيس هيئة الاركان). وفي الاستئناف في شأن الرقابة، (قرار محكمة العدل العليا شنيتسر 18/322 الذي ذكر آنفا). رفضت المحكمة تقديرات الرقابة التي منعت نشر جزء من مقالة صحيفة "كول هعير" عن الموساد. أكدت المحكمة أنها ستفحص عن التسويغ لدعاوى الستر بحسب تقديرات يقين قريب للمس بأمن الدولة من جهة واجراء محاكمة عادلة من جهة اخرى. أجازت محكمة العدل العليا نشر إسم رئيس "الموساد" المستقيل، وهو الأمر الذي رفضته الرقابة. أثر قرار محكمة العدل العليا هذا في تغيير سياسة الرقابة فيما يتصل بتقليص قائمة المواضيع التي يكون تدخلها فيها مسموحا ومناسبا.
من بين الامثلة على مراقبة التقدير الأمني يمكن أن نذكر أيضا الغاء قرار القيادة العسكرية العليا عدم محاكمة العميد يهودا مئير في قضية "تكسير العظام" في الانتفاضة الاولى التي ثارت في كانون الثاني 1987. تنتسب لهذا الموضوع ايضا مشاركة محكمة العدل العليا في التعيينات العسكرية: في قرار محكمة العدل العليا حوريف قررت المحكمة اجازة التعيين لقائد المحكمة 1. بإزاء ذلك، في قرار محكمة العدل العليا جليلي (99/1284) قررت المحكمة منع ضابط رفيع من الترفع لدرجة لواء لما يتصل بتحرش جنسي بمجندة كانت تحت إمرته وبهذا استأنفت على تقدير رأي رئيس هيئة الاركان. يجب تأكيد التمييز الذي قامت به المحكمة (كما كتب نائب رئيس المحكمة العليا، القاضي شلومو لفين)، بين تدخلها في الجانب القيمي - رتبة تمنح لضابط تصرفه نحو مجندة عارض القانون والاخلاق - وبين تدخلها في الجانب المهني. تقرر التشدد ومنع الترفيع للرتبة لان الرتبة "ترمز الى وضع ورفع الرتبة هو بمثابة علامة تكريم". لم تجد المحكمة اي داع للتدخل في تقدير رئيس هيئة الاركان في جوهر التعيين لمنصب "يجسد توسيع مسؤولية القائد واستغلالا أوسع لمواهبه وخبراته" (صفحة 7 من التقرير) أي أن جليلي كان يستطيع الحصول على المنصب، لكن حُظر ترفيعه لرتبة لواء.
تبحث محكمة العدل العليا وتقرر ايضا في طرق عمل الجيش. فقد أجازت، مثلا طرد قادة حماس الى لبنان في الانتفاضة الاولى ونقل أبناء عائلة ساعدوا المنتحر من الضفة الى غزة. توجد على جدول اعمال محكمة العدل العليا اليوم قضايا تنفيذية مثل "اجراء الجار"، و"احباط مركز" واشياء اخرى.
مثال بارز آخر على نقد تقدير جهاز الأمن - هذه المرة لوزير الدفاع - هو في قضية عدم تجنيد شبان المدارس الدينية. دافعت محكمة العدل العليا بالذات عن قانونية الإعفاء من التجنيد وألغت الاستئنافات عليه لسنوات وأعطت لهذا الترتيب ان يوجد كما حدده وزير الدفاع. ولكن قررت المحكمة، ان استمرار الإعفاء في المدى الحالي يصبح غير قانوني وطلبت من الكنيست (في عام 1999) ان تسن قانونا جديدا. وهو الشيء الذي جرّ الى سن "قانون طال".
يمكن ان نُقسم تدخل محكمة العدل العليا في تقديرات سلطات الجيش والجهات الأمنية الى نموذجين رئيسين: أ - الدفاع عن سلطة القانون؛ ب - الحفاظ على توازن في حالة صدام بين مصلحة أمنية وحقوق انسان دستورية. ومع ذلك، فان المحكمة ستزن تدخلها اعتمادا على تقديرين: أ - هل يوجد حل للقضية في اطار الجيش؟ في حال يكون حل كهذا في رأيها تستطيع محكمة العدل العليا ان تعيد للنظر المجدد في اطار الجيش، قضية ينبغي حلها بوسائل عسكرية. ب - اذا ما تجاوزت الجهة العسكرية بفعلها مجال المعقولية الى مجال غير المعقولية أو غير المعقولية المتطرفة، أو ان موضوع الاستئناف مبدئي، عندها تبحث محكمة العدل العليا القضية نفسها. منذ ان حُقق الاصلاح في شأن حق الاستئناف للمحكمة العليا على قرار الجهاز القضائي العسكري ومُنح حق الحضور في محكمة العدل العليا لسكان المناطق، طُلبت المحكمة من اجل قضايا متنوعة وكثيرة في شؤون الجيش.
في اطار النموذج الرئيس الاول ستتدخل محكمة العدل العليا في كل مكان تصرف فيه الجيش، أو جهة من جهاته على خلاف القانون، أو ان علاج جهاز الأمن لمسألة ما لا يلائم القانون (مثلا: مسألة العميد يهودا مئير، ومسألة العقيد جليلي، وإلزام مراسلي صوت الجيش خدمة نظامية اخرى، وعدم ادراج ذوي الشهادات في مهنهم. وفي مقابل ذلك رفض استئناف عائلات ثكلى في قضية "تساليم ب" لالزام المدعي العام العسكري الرئيس ان يستأنف على قرار الحكم في القضية). النموذج الرئيس الثاني أكثر تعقيدا وخلال السنين طرأت عليه تطورات. في البداية، كان التوجه السائد انه في حالة "تصادم وجها الى وجه" لمصلحة أمنية مهمة مع حق دستوري محمي للفرد، ستغلب الاولى دائما تقريبا. لكن خلال السنوات طورت المحكمة العليا معايير التوازن المعقول. وعن ذلك يكتب القاضي عوديد مودرك: "منذ عقدين وأكثر طورت المحكمة العليا منهج اختبار التوازنات الأفقية الذي يُفحص بواسطته عن معيارية المس بالقيم أو بالمصالح المتصادمة لهدف انشاء توازن معقول. هذا الاختبار يمنح المصلحة الأمنية تفضيلا نسبيا فقط لا تفضيلا تاما. أي، ان الحفاظ على المصلحة الأمنية سيُضمن فقط اذا ما ضوئل المس بحقوق المواطن الى مستوى معقول. هذه المضاءلة للمس بحق المواطن يمكن ان تأتي على حساب مس معين بالمصلحة الأمنية. خُذ، مثلا، قضايا طرد أو خطوات ادارية اخرى. اتخاذ خطوات رقابة قضائية أو شبه قضائية وفيها امكانية التوجه الى محكمة العدل العليا. الخطوات التي هي نتاج ذلك تمس بدرجة معينة المصلحة الأمنية لانها تبطيء من العملية واحيانا تكبحها تماما".
لمنهج الاختبار الذي طُور ثلاثة عناصر مميزة في رأيي:
أ - ينبغي ان نبرهن على المصلحة الأمنية؛ وعلى الفائدة التي قد تنشأ من استعمال وسيلة تمس بحقوق الانسان وعلى الضرر الذي قد يحدث نتيجة إلغائها. في مثل هذه الحال لا تستبدل المحكمة تقديرها بتقدير الجهات الأمنية. انها تقبل، مع عدم وجود سبب واضح للرفض، رأي الجهات الأمنية لكن يُطلب منها درجة ما من الاقناع. في الآن نفسه تجب البرهنة ايضا ان حقا من حقوق الانسان يتضرر تضررا حقيقيا.
ب - تطلب المحكمة ان تجد نوعا من نقطة الارتكاز الارخميدية للوسيلة الأمنية في الحكم الصوري. على أساس نقطة ارتكاز كهذه يمكن الفحص عن قانونية المس بحقوق الانسان على حسب الهدف من الحكم الخاص، وعلى حسب معقولية الوسيلة ونجاعتها. في القضية المعروفة عن استئناف اللجنة العامة على التعذيبات في اسرائيل، ألغت المحكمة العليا استعمال وسائل التحقيق ذات الطابع الجسماني، من قبل محققي جهاز الأمن العام، لانه لم يوجد، لطريقة التحقيق تلك، مصدر ارتكاز قانوني. وذلك بالرغم من ان قرار الحكم "يُصادم" ضرورات أمنية لا يصعب الشعور بها. وهذا ما كتبه الرئيس براك هناك: "صعُب علينا القرار في هذه الاستئنافات. في الحق، ان طريقنا من وجهة النظر القضائية معبد. لكننا جزء من المجتمع الاسرائيلي. نعرف مصاعبه ونحيا تاريخه. لسنا في برج عاجي. نحيا حياة الدولة. نحن على علم بواقع الارهاب الصعب الذي نوجد فيه احيانا. تخوف ان يمنع قرارنا مواجهة مناسبة للمخربين والارهابيين يقلقنا. لكننا قضاة. نحن نطلب من غيرنا ان يعمل على حسب القانون. وهذا هو الطلب الذي نطلبه الى أنفسنا. عندما نجلس للحكم فان الحكم يقع علينا ايضا. علينا ان نعمل بحسب أفضل ما في ضمائرنا ومعرفتنا".
ج - تحديد الخط الموزون لـ "التوازنات المعقولة". عندما تبرهن للمحكمة وجود تصادم حقيقي بين قيم متناقضة وبعد ان اتضح ان التصادم يقع بالرغم من وجود أساس ارتكاز قانوني لكل واحدة من المصلحتين المتناقضتين، على المحكمة ان تضع في كفتي الميزان نظامي المصالح المتضاربة وان تبحث عن الخط الموازن الذي في اطاره يمكن تحديد واحد من الأمرين: أولا، تقرر الأفضلية النسبية لواحدة من كفتي الميزان. هذا التقرير يتم بحسب معايير مختلفة، تناسب نوع المصالح المتضاربة والتأثيرات المعروفة للمس بكل واحدة منها. ثانيا، تتم عملية إنقاصات متبادلة، ليست متساوية الوزن والقيمة، من كل واحدة من المصلحتين حتى يوجد المستوى "المحتمل" الذي ينشيء ما يشبه "إمسك هذا ولكن لا تترك ذاك". في الحالات التي ينعدم فيها أساس الارتكاز القانوني للوسيلة التي تطلب الدفاع عن المصلحة الأمنية قد تتوجه المحكمة الى المُشرع. في حال كهذه يُطلب الى المشرع ان يقوم بنظام الموازنات الموصوفة: "افتتحنا قرارنا بوصف الواقع الأمني الصعب الموجودة فيه اسرائيل. بالعودة الى هذا الواقع سننهي قرار حكمنا. نحن على علم بأن قرارنا هذا لا يُسهل مواجهة هذا الواقع. هذا مصير الديمقراطية، التي لا تعتبر الوسائل جميعها مباحة في نظرها، ولا يجوز لها ان تتناول الطرق التي يأخذ بها أعداؤها. أكثر من مرة تحارب الديمقراطية ويدها مكبلة خلف ظهرها. بالرغم من ذلك، يد الديمقراطية هي العليا، لان الحفاظ على سلطان القانون والاعتراف بحريات الفرد، يُكون عنصرا مهما في تصور أمنها. في نهاية اليوم، تقوي تلك روحها وقوتها وتمكنها من غلبة مصاعبها. ومع ذلك يمكن ان يكون موقف مضمونه ان الصعوبات الأمنية كثيرة جدا، وانه يُحتاج الى تخويل للأخذ بوسائل جسمانية زمن التحقيق. اذا ما تقرر ذلك حقا - وإن كان طبيعيا أننا في هذا الشأن لسنا نتخذ أي موقف في هذه المرحلة - لأن الحسم آنذاك سيكون لسؤال إن كان ينبغي لاسرائيل - بسبب صعوباتها الأمنية - ان تُمكن من وسائل جسمانية في تحقيقاتها، ومسألة حجم الوسائل - التي تتجاوز قواعد التحقيق "العادية" - هو سؤال يجب ان يتم حسمه على يدي السلطة التشريعية، التي تمثل الشعب. هنا يجب ان توزن التقديرات المختلفة. هنا يجب ان يجري النقاش الصائب. هنا يمكن ان يتخذ التشريع المطلوب، بشرط، ان يكون القانون الذي يمس حرية المحقَق معه "يناسب قيم دولة اسرائيل، ويهدف الى غاية مناسبة، في حال لا يتجاوز المطلوب" (المادة 8 من قانون أساس: كرامة الانسان وحريته).
بالرغم من كل ما قيل، نصيب المحكمة المدنية في رقابة الجيش، مهما يكن مهما وبالرغم من انه طُور، محدود جدا. تدخلها محدود في القضايا التي رُفعت اليها وهي تشتد في ان تبقي للجهاز العسكري أكثر استقلاليته اذا لم يتجاوز المجال المعقول. ان ما تغير واتسع هو مجال القضايا العسكرية التي هي مستعدة للتدخل فيها بحسب القواعد التي وُصفت آنفا، وهو تدخل لا يلغي بالضرورة استنتاجات وقرارات الجيش بل احيانا يجيزها. في رأي قضاة، ليس من الصحيح ان الرأي السائد في المحكمة العليا هو ان "كل شيء يحتمل الحكم عليه"، وتوجد أمثلة لا يمكن للمحكمة فيها ان تحكم على رجال جيش. مثلا المحاولة التي حاولها المستشار القضائي للحكومة ليلغي قرار هيئة القيادة العليا بعدم محاكمة الضابط الذي نتج عن قراراته زمن عملية عسكرية في منطقة عدو كارثة (حادثة النقيب شديئيل). انهم يرون محاولة كهذه مثالا لتجاوز غير مناسب من المحكمة للدخول الى تقديرات الجيش وهيئة القيادة العليا. لنذكر ان محاولة محاكمة هذا الضابط أثارت جدلا شديدا على ما سمي "خرق السدود" من جانب الجهاز القضائي المدني وانشاء حاجز أمام مبادرة ضرورية في ميدان القتال بواسطة فاعلية قضائية مبالغ فيها.
يشبه ذلك قرار حكم المحكمة في مسألة قرار هيئة القيادة العليا على عدم محاكمة قائد وحدة "دفدفان"، الذي قُتل في وحدته الرقيب ايلي ايشا خطأ على أيدي قواتنا زمن العمل. استأنف الوالدان الى محكمة العدل العليا (قرار محكمة العدل العليا نسيم ايشا 94/ 4550) قررت المحكمة عدم التدخل في تقديرات هيئة القيادة العليا.
في تقديري، التطور المهم في مجال تدخل الجهاز القضائي المدني في الرقابة للجيش موجود ايضا في نظرة أكثر تشديدا لما يتم في مجالات القانون والقضاء من قبل الجيش وايضا في تقديرات أكثر تشديدا يستعملها الجيش نفسه على خلفية التدخل الممكن للمحكمة. بحسب المستشار القضائي آنذاك، اليكيم روبنشتاين، فان مجرد استعداد محكمة العدل العليا ايضا للبحث في تقدير الجهات العسكرية سواء في القضايا نفسها أو في مضامين قرارات المحاكم العسكرية له تأثير مهم في منع الانزلاق الى المواضيع التي يتوقع ان ترفضها المحكمة.

* * *

















خطة الانفصال - أزمة وعي*
بقلم: يهودا بن مئير
خطة الانفصال هي لحظة حقيقة ونقطة لاعودة بالقياس الى جمهور كبير، وضع منذ ثلاثين سنة وأكثر فكرة ارض اسرائيل وسلامة البلاد في مركز حياته الفكرية والعامة والخاصة في حالات كثيرة. لا شك، انه بالقياس الى هؤلاء الناس تلك أزمة عميقة، تُزلزل حقائق كثيرة كانت جزء رئيسا من تصورهم وفلسفة حياتهم وتضعهم في شك. جزء لا بأس به من هذه الازمة ينبع من حقيقة ان المبادر الى خطة الانفصال ورائدها ليس سوى اريئيل شارون، الذي كان وكيل هذا الجمهور الأكبر قبل زمن ما. تلك أزمة يمكن ان تكون لها انعكاسات بعيدة الأمد.
هدف هذه المقالة هو محاولة تقدير أبعاد الأزمة وحجم انعكاساتها - باديء بدء على هذا الجمهور نفسه، وكذلك على المجتمع الاسرائيلي كله. في فضاء عالمنا قُذف لأكثر من مرة تهديد بـ "حرب اخوة". يتحدث وزراء ونواب كنيست وقادة جمهور من دوائر مختلفة عن ضرورة "منع حرب اخوة". ينبغي ان نؤكد في مفتتح هذه المقالة، انه لا يوجد خطر "حرب اخوة". استعمال تعبير "حرب اخوة" يعكس في جزء من الحالات محاولة تخويف وتهديد من اجل محاولة تفتيت تأييد الجمهور خطة الانفصال، وفي بعض الحالات دهماوية وفي اخرى جهلاً. لا توجد "حرب اخوة" بغير ان يكون هناك انشقاق في الجيش! "حرب الاخوة" هي كاسمها ولا توجد حرب بلا قوة مسلحة. كان الامر كذلك في الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، عندما انفصلت وحدات الجيش من ولايات الجنوب، مع سلاحها وقادتها، عن جيش الولايات المتحدة الى جيش الجنوب. كان قائد جيش الجنوب المتخرج المتميز لـ "ويست بونت"، الجنرال روبرت اي.لي. وهكذا كان حال الامور في الحرب الأهلية في اسبانيا. هل يُخطر أحد في باله ان وحدات المدرعات، والقوات البرية أو المدفعية في الجيش الاسرائيلي أو وحدات سلاح الجو توشك على الانفصال، مع سلاحها وقادتها، الى جانب معارضي الانفصال؟ من غير انشقاق في الجيش لا توجد حرب اخوة!.
اجل، دولة اسرائيل ليست على شفا حرب اخوة - أو ليس بسبب الانفصال بالتأكيد. ومع ذلك، فليس في ذلك ما يُقلل من عمق الأزمة التي تمر على هذا الجمهور الكبير أو يُضائل من الانعكاسات الخطرة التي قد تنبع منها أو من التحديات الصعبة التي تقوم أمام الدولة والمجتمع فيما يتعلق بتنفيذ الانفصال. الجمهور الذي يجري الحديث عنه يُسمى بأسماء مختلفة: المستوطنين، غوش ايمونيم، مجلس "يشع"، الصهيونية المتدينة، الجمهور الديني القومي، اليمين، اليمين المتطرف، وما أشبه. بناء على ذلك، من اجل الحصول على صورة أدق عما يجري ومن اجل محاولة - مع كل القيود الحذرة المناسبة - تقدير التطورات الممكنة واتجاهات العمل المتوقعة مع تقدم خطة الانفصال، يجب تعرّف الجمهور الذي يجري الحديث عنه
وتعريفه، وان نجري في الأساس التمييزات المطلوبة بين الأصناف المختلفة داخل هذا الجمهور.
كان بدء حركة الاستيطان، التي تقف في مركز معارضة خطة الانفصال والتي يمثلها - شكليا على الأقل - مجلس "يشع"، في الشهور الاولى بعد حرب يوم الغفران. لكن جذورها الفكرية والعاطفية راسخة عميقا في شعور النشوة وسمو الروح اللذين جاءا في أعقاب الانتصار في حرب الايام الستة واحتلال كل مناطق يهودا والسامرة. كان الشعور بالنشوة من نصيب الدولة كلها، لكنه حصل على أبعاد شبه خلاصية بين الجمهور الديني القومي. نصر لامع، وسريع وساحق لجيش يهودي ذي سيادة، وتحرير لاراضٍ لها أهمية كبيرة دينية قومية، وفي رأسها القدس، وحائط البراق والحرم القدسي، تختلط بشعور "تخليص الله في طرفة عين"، كلها كونت تحقيقا لروح الصهيونية الدينية - تأليف المقدمة مع الخاتمة أو القوة العسكرية وعناية الله. وصلت الامور الى حد انه قد اقترح في دوائر كثيرة في الصهيونية الدينية إلغاء صوم التاسع من آب، أو على الأقل إلغاء ايام الصيام الاخرى التي قُررت لذكرى خراب الهيكل. ومع ذلك، فان هذه المشاعر العميقة - التي قواها اللقاء المباشر بمواقع وأماكن "يلتقيها" اليهودي المتدين في كل سبت في قراءته للتوراة - لم تترجم في مرحلة اولى الى خطة فكرية - سياسية ولا للالتزام لتحقيق شخصي بالتأكيد.
مع كل مشاعر التسامي وسمو الروح، في السنوات الاولى بعد حرب الايام الستة تبنى أكثر الجمهور الديني القومي توجها براغماتيا في القضية السياسية على مستقبل المناطق، وقبل ان تصبح شعارا يمينيا في هذه القضية.
إن مجموعة غير كبيرة - وإن كانت مجموعة مصوغة جدا وملتزمة جدا - في الصهيونية الدينية، هي التي رفعت عَلَم الحفاظ على كل ذرة تراب من ارض اسرائيل بكل ثمن، وخاصة علَم الاستيطان الطاريء المادي في المناطق التي احتُلت في حرب الايام الستة. كانت النواة الصلبة لهذه المجموعة طلاب المدرسة الدينية "مركاز هراف" في القدس وخريجيها، وخاصة تلاميذ الحاخام تسفي يهودا كوك، الذي كان الشخص الأكثر تطرفا في المعسكر الصهيوني الديني في كل ما يتعلق بالالتزام التام للحفاظ على ارض اسرائيل كلها في حوزة اليهود.
كانت الخطوة الاولى لهذه المجموعة هي الاستيطان "الطفيلي" في فندق بارك في قلب الخليل في ليل عيد الفصح من عام 1968 - وهو استيطان أفضى الى اقامة كريات أربع وفي أعقابها الى الاستيطان اليهودي في الخليل. في كريات اربع أُسس في السنوات التي سبقت حرب يوم الغفران، نواة ألون موريه - وهي نواة كانت بدرجة غير ضئيلة الحافز على كل حركة الاستيطان. بعد حرب يوم الغفران - وبدرجة كبيرة ردا على الصدمة الشديدة لهذه الحرب - قامت "غوش ايمونيم". كانت النواة الصلبة لغوش ايمونيم - في بداية طريقها - مؤتلفة هي ايضا من دوائر المدرسة الدينية مركاز هراف، وإن كانت فيها ايضا دوائر فاعلة من الاستيطان الديني ("ايغود هموشافيم" الخاضع لـ "هبوعيل همزراحي" و"الكيبوتس الديني") وأيدتها سياسيا دوائر الشبان في المفدال. إن ضم غوش ايمونيم الى نواة ألون موريه انشأ حركة الاستيطان،
التي كُتب تاريخها وتطورها في سفر تاريخ دولة اسرائيل.
ليست حركة الاستيطان، أو لمزيد الدقة الاستيطان في يهودا والسامرة وقطاع غزة، الذي يعد نحوا من ربع مليون نسمة، منسجمة التكوين، وفيها مختلف الألوان. ومع ذلك كله يمكن ان نصرف عنايتنا الى فرقين أساسيين - الفرق بين الجمهور الديني (وفي ثلاث مستوطنات الحريدي) والجمهور غير الديني، والتفريق بين الاستيطان العقائدي وبين الاستيطان الذي تحركه تقديرات نوعية الحياة وامكانات السكن. التمييزان لا يتطابقان، لكن هناك صلة لا يستخف بها بين الجماهير المحسوبة على كل واحد من هذه الأصناف. من ناحية عددية خالصة، الاستيطان العقائدي أقلية بين سائر سكان "يشع". لكن من طبيعة الامور، ان الاستيطان العقائدي الديني هو الذي يهب له صبغته. رؤساء مجلس "يشع" كلهم أو أكثرهم يُحسبون على تيار الاستيطان العقائدي ويعكس مجلس "يشع" موقف حركة الاستيطان تلك. في مراحلها الاولى تمتعت حركة الاستيطان بعطف كبير من الجمهور الديني القومي وخاصة الفتيان والجيل الشاب، بالرغم من انها كانت قلة بين الصهيونية الدينية كلها. من عام 1974 الى اليوم، أي سنوات جيل ونصف (أو جيلين تقريبا منذ حرب الايام الستة)، طرأت تغييرات اجتماعية، وثقافية، وتربوية، وسكانية وفكرية بعيدة الأثر بين الجمهور الديني القومي. ليس هذا مكان وصف تلك التبدلات في مبنى الصهيونية الدينية. سنكتفي فقط بوصف نتائجها ذات الصلة بقضيتنا.
من جهة، بعد النجاح في سبسطية وخاصة مع تولي الليكود السلطة، ازدادت حركة الاستيطان حتى وصلت الى كتلة حرجة وأصبحت "حيوانا يحمل نفسه". في هذا الطور، تلاشت غوش ايمونيم وحل محلها وأخذ دورها جهتان مؤسسيتان بارزتان: مجلس "يشع" و"أمانه" (حركة استيطانية أسستها غوش ايمونيم). من اجل المقايسة فقط، ومع كل الفرق الكبير، يمكن ان نشبه تغير الصورة هذا بانتقال من الحركة الصهيونية التطوعية الى دولة اسرائيل ذات السيادة. الجهتان المذكورتان تمتعتا خلال السنين - الى اليوم - بميزانيات رسمية كبيرة، وهو ما مكنهما من اقامة اجهزة كبيرة، والمبادرة الى نشاطات اعلامية وتنظيمية متنوعة و"انشاء" مشاريع واسعة ذات إنكشاف كبير.
من جهة اخرى وفي الآن نفسه بدأ خريجو المدرسة الدينية مركاز هراف ومقربوها (وفيهم الحاخام موشيه تسفي نريا الراحل، ومؤسس ورئيس المدارس الدينية بني عكيفا ويفلا الحاخام حاييم دروكمان) يوسعون تأثيرهم الروحاني والتنظيمي في حركة شبان "بني عكيفا" وفي جهاز التربية النخبوية (المدارس الدينية الثانوية، والنوادي، والمدارس الدينية النظامية، والمعاهد التحضيرية التي تسبق الخدمة في الجيش) للجمهور الديني القومي - الى سيادة تامة. مجموعة "مركاز هراف" هي التي تقابل الصهيونية الدينية لحركة حباد الحريدية، وهي مثلها شبه جماعة تبشيرية. في بداية السبعينيات كانت هذه الجماعة أقلية صغيرة، وإن كانت، كما قيل آنفا، أقلية مركزة، متكتلة ثائرة، في الصهيونية الدينية. كان أكثر الآباء لخريجي حركة شبان "بني عكيفا" وطلاب جهاز التربية ما يزالون بعيدين في تصوراتهم وطريقة حياتهم عن هذه الجماعة. وفي الحق ان تأثيرهم كان محدودا في بداية الطريق. ولكن مع مرور السنين، أثمرت السيادة الفعلية لـ "مركاز هراف" على جهاز التربية الرسمية وغير الرسمية للصهيونية الدينية. ما يزال الحديث اليوم ايضا عن أقلية بين الصهيونية الدينية، ومع ذلك فانها أقلية ذات وزن كبير وتأثير بالغ.
أثمر الجمع الوثيق بين الاجراءين المعروضين أعلاه، وربما ايضا اجراءات اخرى، في غضون جيل ونصف، ثقافة ثانوية جديدة في الصهيونية الدينية وهي الثقافة الحريدية الدينية القومية. الحديث عن جمهور يشبه في تصوراته، وتصرفاته وطريقة حياته الجمهور الحريدي جدا، ما عدا القضية القومية، أي في مجال التماثل مع الدولة ورموزها. يتعاطف هؤلاء الحريديون الدينيون القوميون والدولة، يخدمون في جيشها، ويرفعون علمها ويحتفلون بأعيادها (يوم الكارثة، يوم الذكرى ويوم الاستقلال). نتيجة هذا الطابع، يختلف هذا الجمهور في أكثريته الكبرى، عن الجمهور الحريدي ايضا بأنه ينضم الى القوة العاملة ويعتاش من عمل يديه - وإن كان في هذا ايضا إنجرار لا بأس به. ولكن لا يختلف هذا الجمهور اختلافا جوهريا عن الجمهور الحريدي في تصرفاته الدينية اليومية، في التأكيد لأهمية دراسة التوراة على حساب دراسات عامة، وفي معارضة كل نشاط مختلط بين الجنسين، وفي الميل الى الانطواء وفي رفض التعبيرات الثقافية العصرية (التلفاز، والسينما وما شابه)، وفي قبول سلطة رجال الدين في كل مجالات الحياة.
قدّس الجمهور الحريدي قيمتين: كثرة الاولاد ودراسة التوراة. وقدّس الجمهور الحريدي الديني القومي هو ايضا قيمتين: كثرة الولادة وارض اسرائيل. ان مفهوم ارض اسرائيل الكاملة أصبح مركز الحياة وجوهر وجود هذه الثقافة الفرعية. تطور الثقافة الحريدية الدينية القومية انعكس وأثر في الصهيونية الدينية كلها. كما هي الحال في ثقافات فرعية، تعكس بدرجة كبيرة تمردا على الثقافة الأم، نشأ مع الزمن اجراء مستمر في التطرف. كان لهذا الاجراء نتيجتان: تحريك التيار المركزي من الصهيونية الدينية نحو اليمين، حتى أصبحت الصهيونية الدينية كلها الشعار اليميني للسياسة الاسرائيلية؛ ونشوء ظواهر وحركات متطرفة لا يمكن السيطرة عليها، مثل "شبان التلال"، وحركات "كاخ"، على اختلاف أنواعها وما شابه.
خطة الانفصال والجمهور الحريدي الديني القومي
وقعت خطة الانفصال على الجمهور الحريدي الديني القومي وعلى الصهيونية الدينية كلها وقوع الرعد في يوم صافٍ، وخلقت، كما قيل آنفا، أزمة وعي عميقة. بالقياس الى الجمهور الحريدي الديني القومي، الذي يتضمن أكثر أعداد وبنى حركة الاستيطان الدينية العقائدية وجماعات كثيرة اخرى، الحديث عن أزمة مزدوجة.
أ - أزمة دينية اعتقادية. هذا الجمهور أُشرب في نفسه ايمان ان زخم الاستيطان هو جزء من خطة إلهية ومن عملية الخلاص، ولهذا فلا يمكن العودة عنها. الحديث في الحقيقة عن تصور شبه خلاصي، ولهذا كان هناك كثيرون تحدثوا عن الانتقال من الصهيونية الدينية الى الصهيونية الخلاصية (التي من بين التعبيرات البارزة عنها الحركة الى جبل الهيكل وتنفيذ استعدادات لاقامة الهيكل أو استعدادات لتجديد عبادة الله في جبل الهيكل). خطة الانفصال اذا ما نفذت، فانها تعني بالنسبة لهذا الجمهور، سقوطا دينيا اعتقاديا من الدرجة الاولى، وهو سقوط يضع جوهر تصورها الديني الاعتقادي تحت علامة استفهام.
ب - انهيار حجر أساسي في التصور المعرفي لهذا الجمهور. بحسب هذا التصور، وباختصار، زرع مستوطنات كثيرة قدر الامكان في يهودا والسامرة والحفاظ ايضا على كل المستوطنات القائمة في قطاع غزة (وفيها نتساريم وكفار دروم) هو ضمان ان لا تستطيع أي حكومة في اسرائيل اخلاء المستوطنات، وان لا يكون إمكان فعلي ايضا في الأصل لاقامة دولة فلسطينية بامتداد جغرافي حقيقي. في الجدل الذي جرى في قيادة المستوطنين بين إعطاء أولوية لـ "الاستيطان في القلوب" وبين إعطاء أولوية للاستيطان المادي على الارض اختارت القيادة اختيارا حاسما الاستيطان المادي. كان الافتراض الأساس، ان حكومة اليسار هي التي ستريد اخلاء المستوطنات، وفي مقابلة المعارضة العنيدة للجمهور الديني القومي، والجمهور الحريدي واليمين كله، لن يكون في الإمكان تنفيذ الأمر. لم يتخيل المستوطنون ان حكومة يمين بالذات، يرأسها اريئيل شارون، هي التي سترفع الفأس على مشروع حياتهم. إن قدرة اريئيل شارون على تنفيذ اخلاء واسع للمستوطنات - اخلاء غوش قطيف كله واخلاء مستوطنات من السامرة - وكل ذلك على نحو أحادي الجانب لا كجزء من تسوية شاملة، يعني انهيارا تاما للتصور واقامة علامة استفهام كبيرة فوق مستقبل مشروع الاستيطان كله.
جواب الأزمة
اذا الازمة عميقة وأساسية. والسؤال هو ماذا سيكون رد الجمهور الديني القومي على هذه الازمة. وهنا مكان التمييز بين الثقافات الفرعية داخل الصهيونية الدينية. أحد الردود الممكنة، بالطبع، هو "تحطيم كل شيء"، أي رفض قبول الحكم والثورة العامة على تنفيذ خطة الانفصال. التعبير الأكثر تطرفا عن تحطيم كل شيء هو تبني النهج المتطرف الذي يقول: "اذا انفصلت دولة اسرائيل عن ارض اسرائيل فاننا ننفصل عن دولة اسرائيل". وفي الحقيقة، انه يلاحظ تأييد كبير داخل الجمهور الحريدي الديني القومي، يأخذ في الازدياد كلما اقترب الانفصال، لهذا النهج من تحطيم كل شيء. ولكن يجب التمييز جيدا بين فرعين عن هذا النهج. بالنسبة لجزء من الجمهور الحريدي الديني القومي الحديث في الأساس عن نهج تكتيكي، ولكن بالنسبة لجزء آخر الحديث عن تصور استراتيجي. في نظر ذوي النهج التكتيكي، الذين تمثلهم القيادة العامة - الرسمية للمستوطنين (مجلس "يشع")، الحديث في الأساس عن تهديد الحكومة والمجتمع في اسرائيل، وذلك بأمل ان يؤثر التهديد تأثيره ويردع رئيس الحكومة عن تنفيذ الخطة. هؤلاء الاشخاص يحذرون، في هذه المرحلة، من تجاوز الخطوط الحمراء. يتحدثون عن عصيان شاحب وعن عصيان مدني، لكنهم يرفضون عصيانا منظما وعنفا. أما ذوو النهج الاستراتيجي (الذي يؤيده عدد كبير من رجال الدين في "يشع" ورجال دين آخرون) فهم مستعدون في الأساس للمضي حتى النهاية وان يضعوا علامة سؤال على جوهر علاقتهم بدولة اسرائيل. هذه الجماعة تقترب بسرعة كبيرة من الايديولوجيا القريبة من ايديولوجية ناتوري كارتا. الآن، كما قيل، ما يزال النهج التكتيكي هو الغالب حتى داخل الجمهور الحريدي الديني القومي، وإن كان من طبيعة الامور انه يوجد دائما خطر حقيقي بالانزلاق من النهج التكتيكي الى النهج الاستراتيجي.
مركزا القوة الرئيسان داخل حركة الاستيطان هما مجلسا "يشع" وحاخامات "يشع". مجلس "يشع" هو الأكثر براغماتية، أما الحاخامات فانهم يقودون خطا متطرفا. يوجد توتر خفي بين مركزي القوة هذين. فمجلس "يشع" يفترض ان يمثل عامة الاستيطان في يهودا والسامرة وغزة، ولهذا فعليه ان يأخذ في الحسبان مواقف الاستيطان غير الايديولوجي. ومجلس "يشع" هو ايضا الذي يقود النضال السياسي العام ولهذا فعليه ان يأخذ في الحسبان قيود أحزاب سياسية وتقديرات الرأي العام. في مجلس "يشع" خلافات في الرأي تتعلق بالتوجه الذي يجب اتخاذه، وهذا الشيء عُبر عنه، بين جملة التعبيرات، باستقالة ناطق "يشع". كذلك، فان جزء من رؤساء مجلس "يشع" لا يُعدون، من جهة نهج حياتهم الخاصة، مع الثقافة الحريدية الدينية القومية بل مع التيار المركزي للصهيونية الدينية. حاخامات "يشع"، مقابل ذلك، يصورون الثقافة الحريدية الدينية القومية في جوهرها والى درجة كبيرة هم الزعماء الروحانيون، والنخبة الثقافية ومانحو الثقافة الحريدية الدينية القومية صبغتها. هذه الجهة، كما قيل آنفا، أكث
05-03-2005, 04:13 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #3
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية





الخميس 5/أيار/2005 العدد 8783


المصدر السياسي
قسم العناوين الخميس 5/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- "نار القسام ستستمر بعد فك الارتباط".
- توقع قاتم في قيادة الجيش الاسرائيلي: لن يفك ارتباطنا عن الصواريخ.
- قسام في اليوم التالي.
- نجاحات للمخابرات في الكشف عن منظمات سرية.
- "جامعة" ارئيل تقترح منازل طلبة في موقع استيطاني غير قانوني.
- الشرطة سيصلون للاخلاء فقط مع مشربية وطلاء حماية من اشعة الشمس.
- مقتل فتيين فلسطينيين بنار الجيش الاسرائيلي.
- لن ننسى.
- الناجون من الكارثة واحفادهم الجنود يرافقون شارون.
- اسرائيل: لم نستخدم فرنكلين.
معاريف:
-60 سنة من الذكرى.
- رئيس الوزراء يقف اليوم على رأس مسيرة الحياة في اوشفيتس.
- هكذا سيخلى المستوطنون.
- شارون: "نحييكم لعودتكم الى الحياة".
- علامة تقدير تلاميذ اسرائيل في الكارثة: 65.
- اطلالة على عقل الشيطان - وثائق عن محادثات آيخمن مع العالم النفسي الذي فحصه.
- ديختر: فشلي الأكبر - اغتيال غاندي.
- اليساريون يفهمون اليمينيين - أما اليمينيون فأقل.
هآرتس:
- نوعامي شيمر تعترف قبل وفاتها: أخذت لحن "يروشلايم شلزهاف" من اغنية باسكية.
- اتهام في قضية اللوبي اليهودي: لاري فرنكلين سلم اسرار لاشخاص "غير مخولين".
- اليوم الانتخابات في بريطانيا: الجميع يتحدث عن الرفاه - ولكن لا احد يذكر العراق.
- عريقات: على اسرائيل أن تهدم منازل المستوطنين.
- حماس وفتح في المساعي الأخيرة للانتخابات اليوم؛ الصراع الاشد في قلقيليا.
- ديختر يودع المخابرات: لو أن الجدار بكّر لكان عدد قتلى الارهاب اقل بكثير.
* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الخميس 5/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - فك الارتباط/ الأمن - يديعوت - من ايتسيك تسبان ويوسي يهوشع:
قسام في اليوم التالي../
في أعقاب اخلاء المستوطنات الاسرائيلية وقوات الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة ستنضم 44 حاضرة اسرائيلية الى المنطقة التي توجد في مدى صواريخ القسام الفلسطينية. وتقدر مصادر الجيش، حسب الوضع الميداني اليوم بأن الحديث يدور عن تهديد مقلق وخطير يستدعي انتشارا دفاعيا مناسبا في هذه الحاضرات.
حاضرات "محيط غزة" اعترف بها كـ "حاضرات خط مواجهة لاغراض عناصر الأمن". وكنتيجة لذلك سيتم تعزيز الحراسة في القرى الزراعية التعاونية والكيبوتسات هذه. وزارة الدفاع صادقت على خطة متعددة السنين لتحصين الحاضرات في محيط غزة بكلفة 210 مليون شيكل، منها 70 مليون شيكل هذا العام. وفي هذا الاطار ستحصل الحاضرات على التسييج، الانارة، وعلى طريق محيطي، وغرف أمنية وثلل تأهب. والان يطالب رؤساء الحاضرات بالتحصن أيضا ضد صواريخ القسام وقنابل القاذفات اضافة الى نيل التسهيلات الضريبية الممنوحة لقرى ومدن خط المواجهة.
وأمس عرض رجال الصناعات العسكرية حل تحصيني ضد اصابة صواريخ القسام والقذائف. ويدور الحديث عن سطح ملون وجميل اجتاز اختبار اصابة صاروخ القسام المحسن. والسطح الخاص مصنوع من طبقة حديد رقيقة في الطرف الخارجي، وتحتها طبقة خشب تستهدف امتصاص الشظايا بحيث أن الاسطح الاصلية لا تصاب.
العميد احتياط تسفيكا بوغل منسق الاعمال في محيط غزة في مجلس اشكول، قال أمس انه طلب من محافل الأمن أن يتصدر تحصين المنازل، المؤسسات التعليمية والمباني العامة سلم الاولويات. "أفترض أن فك الارتباط سيكون تحت النار، والنشاط التخريبي في محيط غزة سيتعاظم - ومحظور علينا أن ننتظر حتى ولو يوم واحد. يجب توفير حل فوري لنار الصواريخ".
وطالب بوغل محافل الأمن بتوفير رد على تهديد الانفاق التي يمر المخربون عبرها للمس بقرى ومدن المنطقة. وعلى الاقل خمسة من هذه هي اليوم في خطر فوري لقربها الشديد من جدار الفصل الجديد: كيرم شالوم، كيسوفيم، ناحل عوز، ايرز ونتيف هعسرا.
وحسب المعلومات الاستخبارية التي بيد الجيش الاسرائيلي فان منظمات الارهاب في القطاع تستغل فترة التهدئة للتزود بالاسلحة المهربة من مصر وانتاج قاذفات وصواريخ القسام. وحسب مصادر في الجيش، ففي الاسابيع الاخيرة تجري منظمات الارهاب تجارب على نار القاذفات والصواريخ نحو البحر، بهدف تحسين المدى استعدادا لاطلاق النار على اهداف اخرى، اضافة الى مدينة سديروت. وقال أمس مصدر عسكري انه "في الفترة الاخيرة يوجد تآكل كبير في وقف النار. قدرة السلطة على التصدي لمنظمات الارهاب قليلة جدا او غير موجودة على الاطلاق. واحتمال أن يكون فك الارتباط تحت النار آخذ في التزايد". ومع ذلك، فان محافل في الجيش الاسرائيلي لا تستبعد وضعا يكون فيه فك الارتباط بالتنسيق وفي ظل تصميم السلطة الفلسطينية على فرض إمرتها على الارض - فتمنع الارهاب.
"واذا كانوا اليوم يردون على نشاط شرعي لنا بنار القسام نحو سديروت فماذا سيكون بعد فك الارتباط؟ اذا كنا نوافق على ذلك صمتا فلا نعمل شيء، فلماذا ينبغي لان يكون الواقع بعد فك الارتباط مغايرا؟" تساءل امس ضابط كبير في هيئة الاركان في الجيش الاسرائيلي، والذي أعرب عن تشاؤمه في كل ما يتعلق بالايام التالية لفك الارتباط.
في الجيش الاسرائيلي خائبو الأمل جدا من أداء رئيس السلطة الفلسطينية. فقد قال الضابط ان "ابو مازن يوجد خلف الذروة، والسؤال هو ماذا سيكون عمق تحطمه". مشكلة اخرى هي النتيجة المحتملة للانتخابات في السلطة الفلسطينية في شهر تموز. فقد قال الضابط انه "قبل ثلاثة اسابيع من فك الارتباط سنحصل على قيادة حماس. غزة ستكون حماستان".
وكجزء من الانتشار الدفاعي للايام التالية للاخلاء يقيم جهاز الامن في هذه الايام خط دفاع آخر، سيسمى "هوبرس ب". ويدور الحديث عن نوع من "الحزام الأمني" بمدى يتراوح بين 80 الى 200م عن جدار الفصل الحالي. وفي هذه المنطقة سيعمل الجيش الاسرائيلي وباقي قوات الأمن.
(معاريف)
ديختر: فشلي الأكبر - اغتيال غاندي../
شيء نادر حصل أمس في لجنة الخارجية والامن في الكنيست: اتفاق جارف من اليمين واليسار. فقد تنافس الجميع بينهم في اغداق الثناء وأوصاف الاحترام لرئيس المخابرات الاسرائيلية المنصرف آفي ديختر، الذي قاد الجهاز في السنوات الخمس الاخيرة الماضية.
رئيس اللجنة النائب يوفال شتاينتس استهل النقاش الافتتاحي برفع نخب "على شرف المساهمة الهائلة لافي ديختر في أمن الدولة ومواطنيها". وفور ذلك توجه رئيس المخابرات المنصرف لطرح استعراض طويل عن انجازاته واخفاقاته، دون أن يذكر حتى ولو بالتلميح موضوع فك الارتباط.
وبدأ ديختر حديثه فيما وصف بالاخفاق الشامل للجهاز الذي وقف على رأسه - اغتيال الوزير رحبعام زئيفي في العام 2001. فقد روى بأن البيان الذي بعث به الى الصحافة في أعقاب الاغتيال كان الوحيد الذي نشره في كل سنواته كرئيس للجهاز. وحسب اقواله فان "المصيبة الميدانية والوطنية هذه هي باعثة على الصدمة للجهاز، ولكن استخلصت منها كل الاستنتاجات".
وفي السياق تحدث رئيس المخابرات عن العمل الحثيث الرامي الى منع العمليات. "عشرة جهود جبارة نبذلها ضد الارهاب - تسعة منها ضد الارهاب الفلسطيني وواحد ضد الارهاب اليهودي"، قال ديختر. وتطرق أيضا الى الادعاءات التي يطرحها اليمين المتطرف بحق الدائرة اليهودية في المخابرات وشدد على أنه "لا توجد مخابرات جيدة تحبط العمليات، ومخابرات سيئة تعمل على احباط الارهاب اليهودي. هذه نفس المخابرات وهؤلاء هم ذات الرجال بالضبط".
وسمع أعضاء اللجنة من ديختر عن أربعة انجازات المخابرات في عهده: استخدام الاحباط المركز الذي ساهم في تقليص العمليات، تطبيق الفكرة في موضوع جدار الفصل وغلاف القدس، تثبيت الوعي في أنه لا يمكن مكافحة الارهاب في يهودا والسامرة بذات الاساليب القتالية ضده في غزة، ومساهمة المخابرات في طرد مؤسسات السلطة الفلسطينية من القدس.
(يديعوت)
نجاحات للمخابرات في الكشف عن منظمات سرية..
نجاحات للدائرة اليهودية في جهاز الأمن العام - المخابرات "الشباك".
مؤخرا شددت الدائرة جهودها للبحث عن نشاطات سرية والكشف عن منظمات سرية ضد مؤسسات الحكم في الدولة وضد قادتها.
مصادر أمنية تؤكد بان الدائرة "شدت حتى النهاية حدود جهودها"، فسجلت انجازات هامة. وفي الاشهر الاخيرة جرت زيادة عدد العاملين في الدائرة، ومعظمهم يوجدون "في الميدان" في محاولة كبرى لتجنيد الجهود قبل تنفيذ خطة فك الارتباط.
السلطة الفلسطينية - هآرتس - من ارنون ريغيولر:
حماس وفتح في المساعي الأخيرة للانتخابات اليوم؛ الصراع الاشد في قلقيليا../
أكثر من 400 الف فلسطيني سيشارك اليوم في المرحلة الثانية من الانتخابات في السلطة الفلسطينية، ستعقد في 82 سلطة في الضفة الغربية وفي قطاع غزة. في مدن قلقيليا وبيت لحم في الضفة، وفي رفح في القطاع - ستكون هذه هي المرة الاولى منذ قيام السلطة الفلسطينية التي تجرى فيها الانتخابات المحلية.
وتجري الانتخابات في ظل صراع شديد بين فتح وحماس - التي نجحت في الوصول الى السيطرة في نصف الـ 36 سلطة التي جرت فيها الانتخابات في شهري كانون الاول والثاني. وفي هذه الانتخابات يلوح تفوق لحماس في السلطات المحلية في قطاع غزة، في جبل الخليل وفي منطقة نابلس؛ مقابل تفوق فتح في منطقة طولكرم، جنين وبيت لحم. وفي مركز الاهتمام للحملة الانتخابية اليوم توجد قلقيليا حيث الصراع بين حماس وفتح فيها متلاصق.
الانتخابات اليوم هي اختبار القوة السياسية الأهم للحركتين، ويمكن اعتبارها "استطلاع الرأي العام الفلسطيني" الاكثر مصداقية، استعدادا لانتخابات المجلس التشريعي في الاشهر القريبة.
وجندت الحركتان في الاونة الاخيرة جُل قدراتهما التنظيمية لمعركة اليوم. فتح والسلطة الفلسطينية تفعلان حركة الشبيبة، اجهزة الأمن والمنظمات الاجتماعية المتماثلة مع منظمة فتح. اما حماس فتُفعل منظومة الجمعيات الخيرية والمساجد التي تسيطر عليها، في محاولة لتحقيق انجازات مشابهة لتلك التي حققتها في الجولة السابقة. والحركتان تتصارعان على قلب العشائر الكبرى في كل منطقة، والتي بوسعها أن تحسم نتائج الانتخابات.
حسب قانون الانتخابات الفلسطيني، فان المرشحين المستقلين، او قوائم المنظمات، تتنافس على عدد محدد من المقاعد في كل مجلس محلي. عدد المقاعد هو 9 - 15 حسب حجم السلطة المحلية. والمرشحون الذين يحصلون على اغلب الاصوات ويدخلون المجلس المحلي، ينتخبون، بالتصويت السري، رئيس السلطة.
وحتى الان، فان المواجهات العنيفة بين المنظمات جرت اساسا في منطقة رفح، حيث المنافسة بينها شديدة. قائد الامن الوقائي الفلسطيني، رشيد أبو شباك، الذي وصل قبل عدة ايام الى اجتماع انتخابي في رفح، حذر من أن خطط التنمية واعادة تأهيل اللاجئين الذين فقدوا منازلهم قد تلغى اذا لم ينتخب السكان مرشحو فتح. وفي سلطات اخرى في غزة ايضا - بيت لاهيا مثلا - تظهر منافسة شديدة بين المنظمات. بؤرة اخرى للخصومة، حيث يوجد تفوق لفتح، هي مخيم البريج للاجئين في القطاع.
في الاسابيع الاخيرة تبين أنه رغم الجهود التي بذلتها فتح للحفاظ على الوحدة فان الحركة تصل اليوم الى الانتخابات وهي منشقة. فقد رفعت حماس قوائم واضحة ومغلقة لمرشحيها. فيما أن نشطاء فتح الذين لم يظهروا في قوائم المرشحين للحركة قرروا المنافسة بشكل مستقل. ومعنى الامر هو أن اصوات فتح كفيلة بان تتوزع بين عدد اكبر من المرشحين، الامر الذي سيمس بانجاز الحركة.
هذا الوضع مميز لسلطات محلية مثل قباطية في منطقة جنين، قلقيليا، عنبتا، بيت لحم والعديد غيرها. وحماس تتنافس في معظم السلطات تحت اسم "الكتلة الاسلامية للتغيير والاصلاح". والاسم يعكس الرسالة الاساس: التحذير من الفساد المستشري في السلطة الفلسطينية. اما فتح في المقابل فقد اختارت اسماء متنوعة مثل "القائمة الوطنية" او "كتلة الشهداء". وفي بعض المناطق في الضفة - مثل بيت لحم وقرى في منطقة جنين - يتنافس للمرة الاولى مرشحون من الجهاد الاسلامي، يتنافسون تحت اسم "قائمة الولاء للشهداء". المنافسة الاشد في الضفة والتي ستمنح المنتصر معظم نقاط الاعتبار، تجري في قلقيليا. هناك يتنافس معروف زهران، رئيس البلدية الحالي عن فتح، في قائمة اساسها من التجار الكبار في المدينة وممثلي كبار كبرى العشائر. وضده يتنافس، في رأس قائمة حماس في المدينة، وجيه نزال، سجين اداري حبيس في اسرائيل منذ سنة ونصف. وهو يشرف عن بعد على الحملة الانتخابية للحركة. ومعظم قائمته تتشكل من سجناء سابقين. ويأمل رجال حماس في المدينة بأن تساهم حقيقة أن نزال حبيس، وان سجناء الحركة عملوا في جمعيات خيرية في ترجيح الكفة.
في بيت لحم فقط الصراع بين الحركتين محسوم مسبقا. حسب القانون الفلسطيني، فان 8 من اصل 15 مقعدا مخصصة للمرشحين المسيحيين. والمرشحون الرائدون في المدينة هم رجال فتح واليسار الفلسطيني. ومع ذلك فان حماس تتنافس في المدينة بهدف ادخال مرشحين الى المجلس. وقالت مصادر مسيحية في المدينة ان تخصيص المقاعد للمسيحيين لا يسمح بنصر جارف لحماس، ولكن من غير المستبعد أن تمنح بعض اصوات المسيحيين الى مرشحي حماس.
جدول الانشقاق الداخلي - معاريف:
اليساريون يفهمون اليمينيين - أما اليمينيون فأقل../
بأي قدر من الخطورة هو الشرخ في الجمهور الاسرائيلي بين مؤيدي فك الارتباط ومعارضيه؟ جدول جديد من "معاريف" ومنظمة أمر مصالحة سيفحص مرة في كل اسبوعين مستوى الانشقاق في المجتمع الاسرائيلي، وخطر التدهور الى العنف السياسي.
الاستنتاج المتشائم الناشيء عن الاستطلاع الاول هو أنه في اسرائيل العام 2005 مستوى التسامح بين الاطراف السياسية المختلفة منخفض جدا. الجدول يأخذ بالاعتبار في نتائجه عدة مسائل، تفحص مواقف الجمهور وتقديراته، يبلغ هذا الاسبوع 6.4 من أصل 10 نقاط محتملة.
من فحص المسائل نفسها يتبين أن مؤيدي فك الارتباط يتمكنون من اظهار التفهم والتسامح بقدر أكبر تجاه معارضي فك الارتباط من العكس. 74 في المائة من مؤيدي فك الارتباط يقولون انهم قادرون على فهم موقف المعارضين كشرعي (وان كانوا لا يتفقون معه)، مقابل 47 في المائة من معارضي فك الارتباط يتمكنون من فهم مؤيدي الخطة.
56 في المائة من الجمهور يعتقدون أن عملية فك الارتباط تحدث انشقاقا وشرخا في الشعب. في اوساط المؤيدين لفك الارتباط يعتقد 45 في المائة بأن العملية تؤدي الى الانشقاق، وفي اوساط المعاضرين فان 82 في المائة يعتقدون ذلك. ربع الجمهور يخشون ان تؤدي المواجهات بين معارضي فك الارتباط وقوات الأمن الى وقوع قتلى، ومعدلهم اعلى في اوساط معارضي فك الارتباط (31 في المائة) منه في اوساط مؤيدي فك الارتباط (22 في المائة).
49 في المائة من الجمهور يشعرون بقدر كبير أو كبير جدا من الأمل في ضوء فك الارتباط، مقابل 14 في المائة لا يشعرون بالأمل. 24 في المائة يشعرون بقدر كبير أو كبير جدا من الخوف (مقابل 38 في المائة لا يشعرون بالخوف على الاطلاق)، و 29 في المائة يشعرون قدرا كبيرا او كبيرا جدا من الغضب (مقابل 40 في المائة لا يشعرون باي غضب).
مديرة "أمر مصالحة" الريز نيرغاؤون قالت ان المعطيات تكشف عن واقع مقلق حيث الاحساس بالتوتر والخوف من الشرخ في المجتمع الاسرائيلي يصلان الى مستويات عالية. وشرحت تقول ان "هذا التوتر يأخذ لاسفنا ايضا تعبيره في الاقوال والافعال المتطرفة التي تهدد وجودنا كمجتمع واحد"، ودعت كل من يؤمن بالحوار الى التوقيع على عريضة "شرط الا نفك ارتباطنا الواحد عن الاخر"، التي تنشرها المنظمة في موقعها على الانترنت او في تليمسر *2199 .
جدول الشرخ في الشعب يقوم على اساس استطلاعات الرأي العام التي ستجريها مرة كل اسبوعين شركة "جيوكتغرافيا" بطلب من "أمر مصالحة". وتجرى الاستطلاعات في اوساط 500 شخص من نساء ورجال فوق سن 18، يشكلون عينة تمثل السكان الراشدين في القرى والمدن اليهودية في اسرائيل. مدى الخطأ الاحصائي الاقصى يتراوح حوالي 4.4 في المائة

جدول الشرخ في الشعب
- بأي قدر أنت قادر على فهم موقف من يؤيد/يعارض خطة فك الارتباط؟
مؤيدون يفهمون المعارضين 74 في المائة
معارضون يفهمون المؤيدي 47 في المائة

- ما هو حسب رأيك الاحتمال أن تنتهي المواجهات بين المعارضين لفك الارتباط وقوات الامن بوقوع قتلى؟
احتمال عال حتى عال جدا 25 في المائة
احتمال متوسط 25 في المائة
احتمال منخفض حتى منخفض جدا 44 في المائة
-----------------------------------------------------




المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الخميس 5/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 5/5/2005
المساعدة، وليس فقط التذكر
بقلم: أُسرة التحرير
هذا العام، اذ يحيي العالم الذكرى الستين لنهاية الحرب العالمية الثانية وتحرير معسكرات الابادة، يسافر اكثر من 20 الف تلميذ من اسرائيل الى بولندا؛ رقم ذروة. في الـ 17 سنة الاخيرة منذ بدأت الرحلات شارك فيها نحو 350 الف فتى. ولكن الى جانب زيادة عدد المشاركين يتعاظم الانتقاد البحثي على المضامين التربوية للرحلات؛ ضمن امور اخرى بدعوى أنها لا تعنى بحياة اليهود في بولندا قبل خراب الطوائف.
للانتقاد على هذه الرحلات أهمية خاصة في ضوء الوضع المشوه لبعض الناجين الساكنين في دولة اسرائيل. وكما كشفت "هآرتس" النقاب (4/7) فان 25 في المائة على الاقل من نحو 250 الف ناج يجدون صعوبة في شراء الغذاء والادوية، والهيئة الوحيدة التي تساعدهم - صندوق رفاه الناجين من الكارثة - سيضطر الى التوقف عن العمل، اذا لم تنقل اليه 15 مليون دولار. لجنة المطالب خصصت للصندوق 31 مليون دولار في العام 2004، حكومة اسرائيل خصصت فقط 400 الف دولار. وفي اعقاب النقد الجماهيري اعلن هذا الاسبوع وزير المالية بنيامين نتنياهو بانه سينقل الى الصندوق 5 مليون شيكل اخرى.
في الكنيست جرى هذا الاسبوع نقاش على أزمة الصندوق. وكشف النقاش النقاب عن مشاعر الغضب، الخجل والمهانة لدى الناجين. وجرى الحديث عن ظلم مزدوج ومضاعف - في انهم بعد أن نجوا من فظائع الكارثة وساهموا في اقامة اسرائيل وتثبيتها يضطر الناجون، في شيخوختهم لاستجداء الحفاضات والاسنان الاصطناعية؛ وعن أن اسرائيل تلقت من المانيا مليار دولار لاعادة تأهيل الناجين والعناية بهم، واستخدمت الحكومة الاموال لاقامة الدولة؛ والان عندما يكون الناجون يحتاجون أكثر من اي شيء آخر للمعونة، فانهم يشعرون بان الدولة تركتهم لمصيرهم.
زئيف بكتور، رئيس الصندوق والناجي من اوشفيتس، درج على القول انهم في اسرائيل يحبون تألم ألم الكارثة، ولكن الموقف من الناجين عدمي. والامر واضح ضمن امور اخرى في الرفض المخجل لبنك ليئومي نقل معلومات وأموال للناجين وورثتهم الذين يطالبون بـ 300 مليون شيكل مبلغ هامشي بالنسبة للبنك، الذي ربح في العام 2004 ما مجموعه 1.86 مليار شيكل.
كما أن موقف الدولة من الناجين مخجل. فمثلا، التقاعد الذي تدفعه للناجين المستحقين اقل بنصف المبلغ الذي تدفعه المانيا للناجين المستحقين. مبلغ المال الذي تعطيه الدولة للصندوق لغرض معالجة الاغاثة للناجين هامشي مقابل المبلغ الذي تعطيه المانيا لهذا الغرض. في العام الماضي، في اعقاب مفاوضات مع لجنة المطالب، اعطت المانيا 6 مليون يورو للاغاثة؛ وفي المفاوضات التي ستجرى بعد اسبوعين ستطلب لجنة المطالب زيادة هذا المبلغ في ضوء الاحتياجات المتزايدة للناجين.
دولة اسرائيل ملزمة بزيادة دعمها للناجين المحتاجين. واضافة الى الامراض الناجمة عن اعمارهم، 6 سنوات من الجوع، الحبس والاشغال الشاقة أدت لكثيرين منهم لامراض، عظام مكسرة، مشاكل نفسية وعصبية. ولا خلاف في أهمية الاستثمار في اعمال التخليد مثل بناء متحف الكارثة الجديد في يد واسم. ولكن حسب بحث وتوقعات معهد بروكديل، فانه بين 2004 و 2006 سيصل الى رقم قياسي عدد الناجين المحتاجين الى المساعدة. الان هو الوقت لمساعدتهم.
-----------------------------------------------------












المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الخميس 5/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 5/5/2005
عِبرة الكارثة
بقلم: عوفر شيلح
كاتب دائم في الصحيفة

قبل عدة عقود، بينما كان عدد أكبر بكثير من الناجين من الكارثة النازية ما زال حيا يرزق بيننا، بدا وكأن ذكرى هذه النكبة الكبرى التي حلت بالشعب اليهودي ما زالت في خطر تحديدا بسبب الهجمة التي تُشن من الداخل. الاستخفاف باليهود في المهاجر الذين لم يتصفوا بالجرأة والروح القتالية التي ميزت الاسرائيلي الجديد نفسه، عبرت عن نفسها من خلال العبارة الشريرة اللعينة "كالخراف للمذبح".
منذئذ مر وقت طويل. الرحلات الاستذكارية التخليدية لمعسكرات الابادة - بثمن مدفوع بالكامل - أصبحت اليوم جزء ضروريا تقريبا في تجربة المدارس الشبابية الاسرائيلية. هذه الرحلات من دون التطرق للجوانب الأقل لطفا من الصناعة التي انتعشت حولها، هي تجربة هامة. الرسالة الرسمية التي تصدر من الكارثة ودروسها عموما أصبحت مسألة أكثر إثارة للخلاف.
من يتابع المناهج الدراسية لأبنائه يكتشف مسألة هامة: التركيز على الكارثة كبير وجدير فعلا. التلاميذ يشاركون في المراسيم ويقرأون الكتب حول المسألة ويعيشون الكارثة بصورة أهم بكثير مما كان في مرحلة "الخراف للمذبح". من الناحية الاخرى أصبحت المناهج الدراسية حول تاريخ الاستقلال الاسرائيلي شحيحة وأكثر نُضبا. التلاميذ اليوم على الأقل اولئك الذين أعرفهم، يدرسون حول الكارثة أكثر مما يدرسونه حول حرب الغفران وحرب لبنان. الصورة انقلبت رأسا على عقب: التاريخ الاسرائيلي الذي كان في تلك الايام أكثر شبابية كان في بؤرة الحدث ليتزحزح الآن جانبا لصالح تاريخ الكارثة الذي اعتبر ذات مرة شيئا يتوجب الشعور بالخجل والخزي منه.
من المشكوك فيه ان يكون كل ذلك صدفة. اسرائيل اليوم دولة قوية عسكريا واقتصاديا، وتركز بصورة استحواذية تقريبا على كونها ضحية مظلومة. هي ما زالت تتخيل نفسها جزيرة معزولة في بحر من الكراهية لا يتضمن العالمين العربي والاسلامي فقط وانما اغلبية دول اوروبا. هذا ما يتعلمه الشبان في رحلاتهم الى بولندا: ليس فقط فظاعة ما حدث هناك قبل 60 عاما، وانما - ولو ضمنيا - يتعلمون مدى فظاعة ما يضطرم حولنا اليوم.
رئيس الحكومة اريئيل شارون قام أمس بإدخال حكاية حول أنتيك تسوكرمان وتسافيا لوبتكين من أبطال ثورة غيتو وارسو، في خطابه الذي ألقاه في المراسيم الرسمية التي نُظمت في مؤسسة "يد واسم". شارون قال ان تسوكرمان ولوبتكين سألا بعد التحرير ضابطا يهوديا في الجيش الروسي الى أين يجدر بهما ان يتوجها. "لا تذهبا الى الشرق ولا الى الغرب"، قال الضابط "نحن لسنا محبوبين هنا ولا هناك". شارون لم يستخدم هذان الرمزان للبطولة بمفهومها القديم صدفة. يهوديان أمسكا بالسلاح من اجل القتال. ولم يقتبس صدفة عن الضابط جوابه ذاك الذي هو جوهر العِبر المستفادة من الكارثة التي تتردد اليوم على ألسنة المتحدثين الرسميين لدولة اسرائيل.
لا يُحبوننا في أي مكان من العالم. كلهم لاساميون، وهذه الهجمة اللاسامية المندفعة خارجا هي فقط مسألة توقيت وفرصة. وعليه يُسمح لنا ان نفعل كل شيء، لأن من يكافح من اجل وجوده في مواجهة عالم كبير جدا ومعادي بصورة شاملة، من المسموح له ان يفعل كل شيء. هذه الرسالة التي يسعى شارون، رئيس هذه الدولة التي تملك جيشا ذا قوة تماثل قوة دولة عظمى، الى إيصالها لمواطنيها.
اليهود بحاجة فعلا الى وطن وقوة دفاعية وذكرى. وبدرجة لا تقل عن ذلك نحن بحاجة الى الادراك بأن الشر الانساني لا يملك حدودا وهو يفترس الناس العاديين والطبيعيين مثلك ومثلي. نحن بحاجة الى الادراك بأن الذكرى ليست مكونة فقط من الظلم الفظيع الذي لحق بنا، وانما ايضا من الحاجة لمكافحة الظلم كائنا ما كان.
------------------------------------------------------











هآرتس - مقال - 5/5/2005
أسطورة للكبار
بقلم: ميرون بنفنستي
باحث يساري ومستشار سابق لكوليك
(المضمون: الأحاديث والخطط التي تتحدث عن حلم وردي للدولة الفلسطينية تتجاهل ما يحدث على الارض وتتجاهل الفجوة القائمة في القوة بين الاسرائيليين والفلسطينيين بحيث تتحول الى شيء أشبه بالخرافات المنمقة علميا كما فعل معهد راند - المصدر).
معهد الابحاث الامريكي الشهير "راند كوربوريشن" نشر قبل اسبوع تقريرين يتضمنان توصيات وبرامج لزيادة فرص نجاح الدولة الفلسطينية بعد قيامها. المعهد يؤكد بأن التقارير لا تتناول القضايا المتعلقة بالمفاوضات التي تفضي الى اقامة الدولة ولا بطبيعة التسويات التي ستتحدد لاحقا، وانما تخوض فقط في البرامج التي ستطبق غداة قيام هذه الدولة. نحن معتادون على قراءة تقارير معهد راند التي تشمل مجالات كثيرة من التربية حتى الارهاب والأمن الداخلي، والاعجاب بمستوى البحث والضرورة الآنية الملحة التي تتصف بها التوصيات والنتائج المترتبة على هذه الدراسات. في هذه المرة، ولشدة دهشتنا، قدم لنا هذا المعهد أسطورة للكبار.
العمود الفقري المادي للدولة الفلسطينية هو حسب معهد راند ممر - يسمى "القوس" - يمتد من شمالي الضفة الغربية حتى شمالي القطاع، ويربط كل مدن الضفة والقطاع بخط سكة حديد طوله 230 كيلومترا ومدة السفر فيه 90 دقيقة. على امتداد هذه "القوس" سيبنى ايضا طريق سريع وخط كهرباء وما الى ذلك. محطات هذا الممر ستقام خارج المراكز التاريخية لمدن الضفة، وكل واحدة منها ستصبح بؤرة لتنمية وبناء أحياء جديدة ومراكز تجارية يمكنها استيعاب مئات آلاف اللاجئين العائدين من الشتات الفلسطيني. سلسلة من المتنزهات والمحميات الطبيعية سترافق مسار هذا الممر ويكون على طولها أرصفة وممرات للمشاة والدراجات. "القوس" ستنتهي في الجهة الجنوبية من مطار رفح وميناء غزة، وفي الناحية الشمالية - في المستقبل - في ميناء حيفا.
الاستثمار في البنية التحتية لممر "القوس" - السكة والشارع - سيصل الى 6 مليارات دولار ويُشغل بين 100 - 160 ألف عاملا في السنة في سنوات اقامته الخمس. تقارير راند تضم الى جانب الاستثمارات في البنية التحتية لهذا الممر تقديرات حول الاستثمارات المطلوبة في المجال الصحي والتربوي والأمني والاقتصادي والبالغة بالمجموع 50 مليار دولار في سنوات 2005 - 2019. حسب رأي معدي التقرير هذا ليس مبلغا خياليا، والبرهان - في البوسنة وكوسوفو تصل المساعدة للفرد الواحد بين 714 الى 433 دولارا على التوالي، وهكذا يبدو استثمار مبلغ 3.3 مليار دولار في السنة منطقيا.
اذا كان الامر كذلك فلماذا تعتبر هذه خرافة للكبار؟ ذلك لان المتشائم التام حتى يستمد التفاؤل من فكرة "القوس": "مباني بطراز حديث مع شبكة متطورة تستخدم الطاقة الشمسية والمائية المسترجعة. (النشاط الاقتصادي) سيضمن الحفاظ على المراكز التاريخية وإحيائها، الامر الذي يعتبر استراتيجية ضرورية لانتاج وإبداع الصناعة السياحية الضرورية الى حد كبير".
ولكن المخططين المتفائلين في راند ايضا لا يستطيعون تجاهل الواقع. هم يذكرون ان كل شيء يعتمد على "الخيار الاستراتيجي" لصانعي السياسات في القضايا الحاسمة: تواصل جغرافي، حجم المساحة، صورتها، تضمنها لمناطق محددة وسيطرة على الارض والموارد. ومن الممكن ايضا ان نضيف لذلك: حقيقة وجود الكتل الاستيطانية والبنى التحتية المادية الاسرائيلية في الضفة (التي تحول دون اقامة هذا الممر وتشعباته وملحقاته)، والسيطرة على المعابر الحدودية وعلى المياه الساحلية والمجال الجوي والاستخدام الذاتي المستقل لميناء غزة ولمطار الدهنية وحرية الحركة الاقتصادية والاستقلالية في ادارة سياسة الهجرة.
تصور راند يُبسط أمامنا وكأن الضفة الغربية هي جزيرة واقعة في البحر الجنوبي، وتمتد على كل المساحة الواقعة شرقي الخط الاخضر في حدود 1967 من دون التطرق بالمرة لدولة اسرائيل. الدولة الفلسطينية الهذيانية تحظى بكل مؤشرات السيادة المعتادة، هي حرة في فرض سلطة القانون، وحكومتها نقية من أية شائبة مُفسدة، والعملية الديمقراطية الشفافة فيها تضمن تأييد اغلبية السكان.
هذه الافتراضات تُحول خطة "القوس" الى أسطورة تُحكى للكبار. ذلك لانه من الواضح للجميع ان هذه الافتراضات ليست واقعية. عدا عن ذلك فان مجرد الافتراض ان اقامة الدولة الفلسطينية فوريا هي مسألة واقعية، لأن الرئيس بوش وخريطة الطريق ينادون بذلك - "ومجموعة حاسمة من الاسرائيليين والفلسطينيين تؤيد ذلك حسب الاستطلاعات" - يستوجب فحصا دقيقا. اغلبية الفلسطينيين تؤيد بالفعل اقامة دولة شريطة ان تتمتع بكل معايير السيادة وان تكون نظيفة من المستوطنين. ولكن الاغلبية الاسرائيلية المؤيدة، كما يُزعم، للدولة الفلسطينية تعارض بكل شدة الافتراضات التي تضمنتها فكرة راند وتؤيد الكيان الذي يسيطر بصورة جزئية على نصف الضفة الغربية من دون سيطرة على المعابر الحدودية وسياسة الهجرة والموارد المائية والمياه الساحلية والمجال الجوي.
اذا أخذنا بالحسبان الفجوة القائمة في القوة بين الاسرائيليين والفلسطينيين - وفي غياب الضغط الخارجي - من الواضح ان الرواية الاسرائيلية هي التي ستحدد ما ستؤول اليه الامور بحيث يبتعد حلم "القوس" الى الأفق البعيد. الفلسطينيون لن يوافقوا أبدا على التفسير الاسرائيلي المهين لطموحهم للاستقلال الوطني الناجز، وكل الخطط المثقلة بالنوايا الطيبة والتوجه الايجابي البنّاء تتحول الى حكاية حلوة - مُرة تنتهي بالتفكير بما كان يمكن ان يكون لو…
------------------------------------------------------

هآرتس - مقال - 5/5/2005
معاهدة انتهى أجَلُها
بقلم: رؤوبين بدهتسور
كاتب دائم في الصحيفة
(المضمون: معاهدة حظر نشر السلاح النووي ماتت، واسرائيل تأمل في ان تُسن قوانين جديدة للعبة النووية من قبل ان تحصل ايران على السلاح النووي، وتتمتع هي في نفس الوقت بالازدواجية الامريكية في هذا المجال - المصدر).
لم يكن من الممكن ان تتوفر خلفية ملائمة وأكثر رمزية من افتتاح مؤتمر الامم المتحدة لاعادة النظر في معاهدة حظر نشر السلاح النووي من الرسائل التي أرسلتها كل من ايران وكوريا الشمالية الى المشاركين في المؤتمر في الايام الأخيرة.
ممثلو 189 دولة الاعضاء الموقعين على المعاهدة اجتمعوا في يوم الاثنين في نيويورك للتباحث في مستقبل هذه المعاهدة في ظل الانطباع الشديد من التجاهل البارز من قبل هاتين الدولتين لكل ما تمثله هذه المعاهدة تقريبا. في يوم السبت هددت ايران بأنها ستعيد تخصيب اليورانيوم، أما كوريا الشمالية فقد قالت عن بوش الذي يتعامل مع مشروعها النووي بصورة سلبية، بأنه "شخص غير حضاري". وهكذا، تحولت ايران وكوريا الشمالية الى برهان ملموس جدا على إفلاس هذه المعاهدة.
معاهدة حظر نشر السلاح النووي رمت بالأساس الى تجميد الوضع في مجال الذرة وإبقائه كما كان عليه في أواخر الستينيات. الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وبريطانيا وفرنسا والصين هي التي تحتفظ بالسلاح النووي من دون غيرها، بينما تنضم الدول الاخرى للمعاهدة وتصرح بذلك انها تتنازل عن تطوير هذا السلاح. هذه المعاهدة كانت للوهلة الاولى نجاحا هائلا. ليس هناك أي اتفاق أو معاهدة دولية اخرى استطاعت ان تجتذب اليها مثل هذا العدد الكبير من الدول. ولكن مع مرور الوقت تبين ان المعاهدة ناجعة طالما ان الدول المشاركة فيها لا تنوي تطوير سلاح نووي. أما الدول التي كانت مصممة على السير في درب الذرة فقد قامت بذلك بنجاح مذهل تحت رعاية ومظلة المعاهدة. العراق في أواخر السبعينيات وكوريا الشمالية في أواخر الثمانينيات وليبيا في التسعينيات وايران في السنوات الأخيرة - كل هذه الدول موقعة على المعاهدة.
ثلاث دول (الهند والباكستان واسرائيل) أصرت على عدم الانضمام للمعاهدة، ومنذئذ قامت اثنتان من هذه الدول بتجارب نووية وانضمت فعليا الى النادي النووي العالمي، ولكن من دون ان تنضم للمعاهدة. أما الأخيرة فقد بقيت بصفتها دولة مبهمة. هناك إجماع، كما نشر، انها تملك ترسانة نووية مذهلة. نريد القول هنا انه في هاتين الحالتين ايضا لم تكن المعاهدة قادرة على منع تزود من اختاروا اللعب حسب قوانينها بالاسلحة النووية. يضاف الى هؤلاء ايضا دولة جنوب افريقيا التي طورت قنابل نووية ولم تنضم للمعاهدة إلا في عام 1991 فقط.
بعد دخول المعاهدة الى حيز التنفيذ بثلاثة عقود ونصف ما زال هناك في العالم أكثر من 30 ألف سلاح نووي. القنابل النووية تبقى حتى الآن عاملا مركزيا في الترسانة العسكرية والنظريات القتالية للدول النووية. هذه الدول لا تنوي البتة تنفيذ البند الصادر عن المؤتمر السابق في عام 2000 الذي ينص على ان تعمل بصورة حثيثة للقضاء التام على كل مخزونات السلاح النووي. سياسة بوش النووية تقوم، بالاضافة الى ذلك، بتقليص فرص دفع محاولة الوصول الى عالم خالٍ من السلاح النووي. الرئيس الامريكي رفض الانضمام الى معاهدة حظر التجارب النووية، وانسحب من معاهدة تطوير اجهزة الدفاع المضادة للصواريخ وأمر بالعودة لتطوير أنواع جديدة ومتطورة من السلاح النووي.
على خلفية خطوات الولايات المتحدة هذه، من الواضح ان فرص نجاح المؤتمر الذي سيتواصل لمدة شهر، ليست كبيرة. احباط المشاركين من سياسة الولايات المتحدة كبير، واليأس مما يحدث في هذا المجال كثير لدرجة انه لم يتحدد جدول اعمال لهذا المؤتمر. ولكن نهج الادارة الامريكية القائم على القوة الذي يحاول مقابل تركيزه بنفسه على سلاحه النووي، أن يوقف الخطط النووية الايرانية والكورية الشمالية - مريح لاسرائيل بالتحديد. اسرائيل لن تكون ممثلة رسميا في مداولات المؤتمر باعتبارها غير عضو في المعاهدة، ولكن ما من شك في ان روحها النووية ستحلق من فوق المشاركين. عشية مؤتمر 1995 حاولت مصر تنظيم ضغط دولي على اسرائيل لإجبارها على الانضمام الى المعاهدة، إلا ان بيل كلينتون وقف في طريقها.
الأسرة الدولية سلمت منذئذ بمكانة اسرائيل النووية، ولذلك من المعتقد ان المؤتمر سيوجه في هذه المرة ايضا نداء الى اسرائيل والهند وباكستان للانضمام الى المعاهدة، ولكن لفظيا ومن دون أي مغزى حقيقي. من الناحية الاخرى تُسمع في الآونة الأخيرة اصوات متزايدة من قبل الخبراء في هذا المجال التي تدعو الى تغيير السياسة وضم الدول الثلاث الى النادي النووي بصورة رسمية. هم يدركون ان هذه الدول الثلاث لن تنضم للمعاهدة، ولذلك من الأفضل التوصل الى اتفاقات معها بحيث تتصرف حسب قواعد المعاهدة وتعمل على تحسين وسائل سلامة وأمن ترسانتها النووية، وان تشارك في محاولات منع تسرب التكنولوجيا والاجهزة النووية لدول اخرى.
في الشهر القادم سيحسم مصير معاهدة حظر نشر السلاح النووي. عدد غير قليل من المشاركين في المؤتمر على قناعة بأن المعاهدة بصورتها الحالية قد انتهى أجلها، وقد آن الأوان لبلورة قوانين جديدة تمكن الأسرة الدولية من المراقبة الملائمة ومعاقبة، بل ومنع دول اخرى من التزود بالسلاح النووي. في اسرائيل يأملون ان يتم فرض مثل هذه القوانين من قبل ان تجتاز ايران الخط النووي. هنا لا يعتمدون على ان معاهدة حظر نشر السلاح النووي هي التي ستحول دون استكمال ايران لمشروعها التسلحي النووي.
------------------------------------------------------
يديعوت - مقال - 5/5/2005

إلهي لم يكن في الكارثة
بقلم: ابراهام بورغ
رئيس حزب العمل سابقا

(المضمون: يُحتاج الى اعادة نظر في الأديان كلها وخاصة اليهودية وتعزيز الايمان بالانسان مالك مصيره مخلوق الله وعدم السماح لتكرار ما حدث في الكارثة وكوارث مثلها - المصدر).

أين كان الله في الكارثة؟ هذا هو السؤال المدوي أكثر من غيره في الأبحاث العميقة عن "قرن هتلر". الكافر في جوهر الامر سيجد مساغاً لمزاعمه في استخفاء وجه الله في الكارثة: "إن الله الذي سمح بأن يموت مليون وربع مليون من الاولاد كالحشرات لا يمكن ان يكون موجودا" و"إن كان قائما فلا يجوز عبادته". ومن جهة اخرى، الزاعم المتدين محتاج الى "معجزات الكارثة": "حقيقة - من الكارثة قامت دولة اسرائيل"؛ "حقيقة - بعد أقل من نصف قرن من المحارق أصبح الشعب اليهودي أقوى مما كان عليه في ذات مرة". "حقيقة - نجوت"، نجونا!.
وماذا حدث لإلهي في الكارثة؟ إن إلهي لم يكن هناك مطلقا. إلهي موجود في مكان آخر. بالقياس إلي الله والكارثة لا يرتبط أحدهما بالآخر تقريبا. سؤالي هو ليس أين كان الله بل أين كان البشر، اخوتي وأخواتي؟ سؤالي عن الكارثة ليس سؤال الانسان الله "كيف"، بل سؤال الله الانسان "أين هابيل أخوك".
واضح ان القرن العشرين كان القرن الأكثر مرضا الذي عرفناه منذ آدم. فقد عُبر عنه عن نظريات وعن روح القرون التي سبقته. فروحانية التحرير والعلمنة، وايديولوجيات القوة والقومية، مع عولمة آلهة المادة والجشع بلا أخلاقية وبلا حدود. إن من فشل في الكارثة لم يكن الله بل مخلوقاته. ليس ذلك فقط - فالمؤمن الذي اكتشف الله في الكارثة وكذلك الكافر الذي فقده في اثناء تلك السنوات المظلمة لا يختلف أحدهما عن الآخر. فكلاهما، أو كلتاهما، يسجد أو يحطم ما خلقه بكفيه وما اختلقه بوهمه. انهما يغضبان أو يتكئان على شيء ينبع من داخلهما، يعبدان نفسيهما وخيالهما. إنني أنتسب الى مؤمنين بما يتجاوز الانسانية وهم يؤمنون بآلهة قلب أنانية الانسان. انهم يُسددون نظرهم الى الداخل، الى الذات لا الى الأعلى الى السموات العُلى، الى السحري ذي المعنى الذي يتجاوزنا جميعا.
القرن العشرون وكارثته يجب أن يكونا درسا للانسانية، لا درسا للألوهية. درس الانسان الذي فشل في مهمته. لا يوجد في الحقيقة إله تفصيل التفصيلات، لا يوجد إله العناية الخاصة ولا يوجد إله الثواب والعقاب اللذين يبدوان تجاريين الى حد بعيد - فأنا أُصلي وهو يُخلِّص، أو أنا بارٌّ مُخلصٌ وهو يُنعم ويُفضل. العمل الايماني أكثر تطورا من ذلك؛ فالله أعطانا "الارض" لنعيش فيها ولنحكمها. فالايمان يعني المسؤولية، لا العجرفة العلمانية ولا الاستكانة الورعية. عندما لا تؤدي "الارض" مهامها فان ذلك يعني فشل الانسان المسؤول، قريبي! لا فشل الله الموحي والخفي في بُعده في السماء.
ما تزال الكارثة قريبة جدا، وما تزال اسئلتها لم تُسأل بتمامها وإجاباتها لا يمكن أن تُعطى بعد. ومع ذلك كله فان الاتجاه واضح: فالأديان العجوز وخاصة اليهودية - أم كل أديان الغرب، تحتاج الى نظريات جديدة. لا الى نظرية انتقام دائم. لا الى ايمان بأن العالم كان دائما ويكون وسيكون ضدا لنا. لا "يهودية الكارثة" التي تُسوغ كل مظالمنا لأنها تشحب في ضوء مظلمة المظالم التي جرت علينا. الفرد والمجموع محتاجان الى ايمان مُجدد، يهجر فكرة العناية الخاصة، أو الله كحاضنة. لأن الله الذي يُصرف كل التفاصيل، يعني: إله لا يُبقي مجال عيش للانسانية لتُبدع وتخلق، وتصلح وتكون شريكة، في الخلق والإبداع.
النظريات الجديدة التي تنبع من الكارثة يجب ان تُوجه قلبها الى صياغة انسان وانسانية أفضل. كتلك التي لن ينشأ عنها أبدا مُضحون بانسان كالنازيين، ولا تسمح للضحايا بأن يُبادوا، مثلنا ومثل الغجر واللوطيين الذين كانوا معنا هناك، ومثل الأرمن قبلنا ومقتولي الشعب في رواندا وكمبوديا بعدنا، كتلك التي لا تعتقد بأن لنا احتكارا للمعاناة واستثنائية الكارثة لأنه كانت وتوجد كوارث لا تخصنا. الأفكار الايمانية الجديدة عامة، واليهودية خاصة، يجب ان تخترق حدود الدين المنغلق القديم وأن تصبح ايمانا بالانسان كمخلوق لله، وكأساس لأخلاقيته وشعائره، وكأساس ملزم للتحادث بين مؤمني كل الأديان المستعدين للخروج خارج حدودهم للدفاع عنا وعن العالم في وجه سفك الدماء وإزهاق الأرواح باسم الدين المنغلق أياً كان أو الانسانية المتعجرفة حيث كانت.
------------------------------------------------------








يديعوت - مقال - 5/5/2005

تذكُر الكارثة لا بحسب القانون
بقلم: د. بوعز نويمان
مؤرخ في جامعة تل ابيب

(المضمون: الكارثة هي حدث يطلب الينا ان نفكر فيه مرة تلو اخرى من جديد، أما قانون يوم الكارثة فيفرض علينا ان نفكر فيها تفكيرا جامدا - المصدر).

في منتصف الثمانينيات، في اطار حوار تاريخي مثير بين المؤرخ الألماني مارتن بروشات وشاؤول فريدلندر الاسرائيلي، سأل بروشات إن لم يكن قد آن الأوان للبدء في النظر الى النازيين كظاهرة تاريخية مثل كل ظاهرة تاريخية اخرى. على كل مؤرخ يتوجه للعناية بالظاهرة، بحسب أقواله، تُفرض أوامر قيمية واخلاقية، المؤرخون الآخرون مُعفون منها.
يطلب بروشات اجراء تطبيع لتأريخ النازيين. مثلا، وضع حد لما يدعوه "الحصار الاخلاقي" المفروض على هذا التأريخ. وأن يُبدأ ببحث موضوعات جديدة غير ايديولوجية، أو سياسية، أو تتعلق بالجريمة، مثلا - الحياة اليومية والعقلية. اختراق الكليشيه "1933 - 1945"، لأن التأريخ لم يبدأ في عام 1933 ولم ينقض في عام 1945. الاجراءات التي بدأت قبل عام 1933 استمرت في فترة الرايخ الثالث واخرى منها استمرت بعدها. سيارة الشعب النازية، الفولكس فاجن، وهذا مثال مني، لم تنزل عن الشارع في عام 1945.
إن عودة الظاهرة النازية الى التأريخ ستمكن حفيدا ألمانيا من أن يفتح مجموعة الصور العائلية، للتعرف الى جده في ملابس الجيش الالماني وليفهم الانسانية في أفعاله. الانسانية بهذا المعنى، تعني أن أفعاله كانت أفعال ابن امرأة. اذا ما فهمنا فقط بأن الكارثة هي فعل يد الانسان، حتى لو كان متوحشا، فسنستطيع ان نتعلم شيئا جديدا عن البشر وعن الوضع الانساني. هكذا فقط، في رأي بروشات، يمكن أن نهب المعنى للتأريخ. بالتفهم. هكذا فقط يستطيع التأريخ ان يصبح ذا صلة. لا بواسطة نحت التماثيل.
زعم بروشات ذو صلة ايضا بالخطاب العام الاسرائيلي عن حقيقة الكارثة. في يوم الكارثة تلزم دولة اسرائيل مواطنيها، بحسب القانون، تذكر الكارثة. أن يتذكروها على نحو حاسم كحدث لا شبيه له في تأريخ اليهود. لكن الكارثة هي أكثر من ذلك. انها تنتسب الى التأريخ الالماني ايضا. الضحايا الأوائل الذين قُتلوا أو الذين قتلهم في خلايا الغاز أطباء أجروا انتقاءً، كانوا مواطنين ألمانا عانوا أمراضا وراثية.
انها ايضا جزء من قصة الدولة القومية، التي لم يكن في المستطاع من غيرها مطلقا التفكير بحلول نهائية. الكارثة هي ايضا فصل في تأريخ المدنية الحديثة - الرأسمالية، والبيروقراطية، والصناعية، التي من غيرها لم تكن لتوجد القطارات ونظام متفرع من السكك الحديدية، التي تقودها الى غايتها النهائية.
انها ايضا جزء من تأريخ التقانة، والعلم، والطب وعلم الوراثة. الكارثة هي حدث يطلب التفكير فيه، والتفكير فيه مرة تلو اخرى من جديد. يوم الكارثة يجعلها تمثالا مجسدا. قانون يوم الكارثة الذي ليس هو سوى كلمة مكتوبة ميتة، يفرض علينا ان نفكر فيها على نحو آخر، مجمد.
يوم الكارثة الذي يفرض علينا ان نتذكره، يطمس الذكرى عن طريق نصوص مرتلة لمراسم وطقوس. قبل زمن غير مديد بدأ المستوطنون يضعون وشاحا برتقاليا، الى ان جعلهم الضغط العام الباهظ يكفون عن ذلك. ها هنا، في هذا المكان وفي أشباهه، لا في طقوس يوم الكارثة، يطرأ في رأيي، التباحث العام الاسرائيلي ذو المعنى في ذكرى الكارثة.
------------------------------------------------------
















معاريف - مقال - 5/5/2005

الكارثة الواحدة والوحيدة
بقلم: عنات بيري
مؤرخة وباحثة في معاداة السامية

(المضمون: هناك زعم يشيع اليوم في ألمانيا بأن الآسيويين الأتراك سبقوا النازيين الى تنفيذ كارثة في الأرمن، وهكذا يتداخل إنكار الكارثة مع محاولة إبعاد تركيا عن الاتحاد الاوروبي - المصدر).

المقالة الرئيسة في كتاب المؤرخ التعديلي آرنست نولته "العلاقة السببية"، الذي نشر في عام 2002، تُدعى "كارثة قبل الكارثة" أو "أقَتْلُ شعب عادي؟" والعنوان الفرعي هو "فظاعة الأرمن في تركيا". تبتدأ المقالة وتنتهي ايضا في هجوم على اليهود، الذين يزعمون ان كارثتهم فذة. يقتبس نولته من المؤرخ الامريكي من أصل أرمني، فهكان دادريان، مصطلح "هولوكوست" الذي يستعمل في اللغات الاوروبية لوصف كارثة اليهود، وأنه أكثر ملاءمة للأرمن، لأن الأتراك قد أحرقوا في اماكن مختلفة أرمن أحياءً، في حين ان اليهود قُتلوا قبل ذلك في خلايا الغاز، وبعد ذلك فقط أُحرقت جثثهم في المحارق.
المصطلح الاوروبي "هولوكوست" مُشكل، لأن معناه الأصلي هو "ضحية مُقربة"، ويظهر منه ان اليهود قُتلوا في اطار طقوس دينية، وهو تصور يلائم اولئك الذين يرون الكارثة عقوبة يستحقها اليهود عن صلب يسوع. لكن هدف نولته هو إنكار كارثة اليهود، ويزعم ان نية هتلر إبادة كل اليهود الأحياء في العالم كله - على العكس من الأتراك، الذين كانوا معنيين بالمس بالأرمن الذين عاشوا في مناطق حكمهم، ليست سببا لإفراد كارثة اليهود، لأنه في ا
05-05-2005, 03:34 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #4
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية





الأحد 8/أيار/2005 العدد 8785


المصدر السياسي
قسم العناوين الأحد 8/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- الاصفر يصعد.
- عشيق ابنة الحاخام يقول لـ "يديعوت احرونوت": "الحاخام رأى وعرف".
- فتك في منزل الحاخام.
- "الحاخام رآني جرحيا ونازفا".
- الحاخام: لم يكن لي ضلع.
- شرخ في قيادة غوش قطيف.
- درس في فك الارتباط.
- انتصار لحماس في الانتخابات المحلية.
- لاول مرة: قانون يفرض النظام في مجال التجارب الطبية على الانسان.
معاريف:
- اسرائيل تنتظر.
- فضيحة الحاخام الرئيس.
- الشرطة: الحاخام سيضطر الى الرد على اسئلة صعبة.
- من تحت أنف الحاخام.
- أبو مازن يدعو شارون : هيا نلتقي../ خيبة أمل في السلطة من الجمود السياسي منذ قمة شرم الشيخ.
- من بانكوك الى شرطة تل أبيب.
- بيرس يتجند لصالح المعلمين.
- اقصاء البطريرك.
هآرتس:
- انجاز لحماس في الانتخابات المحلية: فازت في معظم السلطات المحلية الكبرى.
- لاول مرة منذ ثلاث سنوات، سيسمح بجمع شمل العائلات مع الفلسطينيين.
- الاشتباه: نجل "الاول على صهيون" اختطف صديق شقيقته ونكل به في منزل العائلة.
- سقوط صاروخ قسام آخر في سديروت.
- في الجيش الاسرائيلي يستعدون لرد محتمل في قطاع غزة.
- فتح سيعملون على تأجيل الانتخابات في البرلمان.
* * *

المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الأحد 8/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - السلطة الفلسطينية - معاريف - من عميت كوهين:
أبو مازن يدعو شارون: هيا نلتقي../ خيبة أمل في السلطة من الجمود السياسي منذ قمة شرم الشيخ../
"توجد حاجة للقاء بيني وبين شارون كي ندفع المسيرة السلمية الى الامام"، قال أمس رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن. "علينا أن نبحث في تطبيق الاتفاقات التي تحققت بيننا".
في السلطة الفلسطينية يعربون عن خيبة أمل من الجمود السياسي منذ مؤتمر شرم الشيخ. واشار الرئيس الفلسطيني الى انه يوجد قرار مبدئي بعقد لقاء بيني وبين شارون، ولكنه لم يتقرر الموعد بعد. وكان الزعيمان التقيا مرة واحدة فقط في 8 شباط في قمة شرم الشيخ.
وزير الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة قال ان السلطة بعثت برسائل عاجلة الى ممثلي الرباعية والامن العام للامم المتحدة اتهمت فيها اسرائيل بتجاهل تفاهمات شرم الشيخ. واشاروا في السلطة الى أن اسرائيل لا تفرج عن سجناء ولا تنسحب من مدن فلسطينية.
والى ذلك يتعاظم التوتر بين فتح وحماس على خلفية انتخابات المجالس المحلية التي جرت يوم الخميس الماضي. وحسب معطيات لجنة الانتخابات فقد فازت فتح في 52 مجلس محلي من أصل 84، مقابل حماس التي فازت في 24 مجلسا. وحسب معطيات لجنة الانتخابات، فان نسبة التصويت كانت عالية جدا فبلغت 88 في المائة في القطاع ونحو 80 في الضفة.
وكل طرف من الطرفين يتهم خصمه بالتزييف وباعمال العنف، ولا سيما في قطاع غزة. الحادثة الاكثر حدة وقعت يوم الجمعة في رفح. فقد اصيب تسعة أشخاص في مشادة جماعية بين رجال فتح وحماس. في فتح ادعوا ان نشطاء حماس اطلقوا النار على رجالهم، الا انهم في حماس يقولون ان الوضع معاكس، حيث أن رجال فتح هم بالذات الذين اطلقوا النار.
عبدالله الافرنجي، المسؤول عن مكتب الانتخابات لفتح في غزة قال ان كل المسؤولية عن الحدث في رفح ملقاة على كاهل محمود الزهار، رئيس حماس في غزة. واشار الافرنجي الى ان الحدث الخطير، على حد تعبيره، نبع من التحريض الذي اداره الزهار ضد فتح. وقال الافرنجي ان سلوك كهذا مثله مثل الانقلاب ونحن لن نسلم بذلك". وفي فتح يطالبون باعادة الاحصاء للصندوقين في رفح وبيت لاهيا بدعوى ان رجال حماس ابعدوا بالقوة وبالتهديد مصوتين من فتح.
في حماس بالمقابل، يشددون على النصر في رفح نظيف، ويدل على تعزز قوة الحركة. في بيان رسمي للحركة جاء أنه عمليا تسيطر حماس الان في 38 مجلس محلي، كون بعض ممثلي حماس تنافسوا كمرشحين مستقلين، وليس في اطار قائمة رسمية لحماس.
التوتر الشديد وصل ذروته اساسا بسبب أن الجولة الاولى للانتخابات للمجالس المحلية والتي كانت جرت قبل نحو شهرين فازت حماس بانجازات هامة على حساب فتح. "استخلصنا الدروس من المرة السابقة"، قالت محافل في فتح على خلفية نتائج نهاية الاسبوع. ومع ذلك، فان التقدير هو ان التوتر بين الحركتين سيبقى بل وسيحتدم قبل الانتخابات العامة التي من المتوقع أن تعقد في شهر تموز. وستكون هذه هي المرة الاولى منذ قيام السلطة الفلسطينية تشارك فيها حماس في الانتخابات العامة.
وبالمقابل، يحاول الفلسطينيون تقسيم مواقعهم الدولية. فقد سافر ابو مازن امس في جولة زيارات الى الخارج تضمنت البرازيل، تشيلي، اليابان والصين.
هآرتس - ارنون ريغيولر:
انجاز لحماس في الانتخابات المحلية: فازت في معظم السلطات المحلية الكبرى../
مع أن فتح حققت فوزا فنيا في الجولة الثانية لانتخابات السلطة المحلية الفلسطينية، فان حركة حماس سجلت انجازا غير مسبوق في الانتخابات وتمكنت من تحقيق اغلبية حاسمة في السلطات المحلية الكبرى في الضفة وقطاع غزة. ففي ختام الجولة الثانية تسيطر حماس في أكثر من 48 سلطة محلية في المناطق يسكن فيها نحو 600 الف نسمة.
وفي مساء يوم الخميس، في ختام العد الاولي للاصوات، أعلن كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية وفتح عن نصر ساحق في الانتخابات. وقد ادعوا بان فتح فازت بـ 55 في المائة من المقاعد في المجالس المحلية التي جرت فيها انتخابات. غير أنه اذا كانت المعطيات بشأن عدد المقاعد صحيحة، فانها لا تعكس الوضع على حقيقته - عمليا وضع فتح أخطر بكثير. فمع أن فتح فازت بالعدد الاكبر من المقاعد، غير أن هذه المقاعد تتركز في سلطات صغيرة وغير هامة - وذلك مقابل الانتصارات الجوهرية لحماس في الاغلبية الساحقة من السلطات المحلية الكبرى والهامة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأعلن أمس مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية بأن النتائج الرسمية للانتخابات ستنشر فقط يوم الاثنين وليس اليوم. وفي فتح وفي السلطة عقدوا أمس جلسات عاجلة في اعقاب المعطيات عن فوز حماس في السلطات المحلية الكبرى، وفي فتح يعتزمون رفع التماسات حول نتائج الانتخابات في العديد من السلطات - وعلى رأسها رفح وبيت لاهيا.
وحسب فحص "هآرتس" فانه من بين 82 سلطة محلية جرت فيها الانتخابات، في 38 منها فاز مرشحو فتح بنصر واضح - مقابل 30 سلطة محلية فازت بها حماس بنصر واضح.
غير أن عدد السكان في الـ 38 سلطة محلية التي اختارت فتح أقل بكثير، ويبلغ 230 الف - مقابل نحو نصف مليون من السكان يسكنون في 30 سلطة محلية لحماس.
في 12 سلطة محلية فاز مرشحون لا يتماثلون بشكل واضح مع اي من الحركتين، او مرشحون مستقلون انتخبوا على أساس عشائري فقط. في هذه السلطات يسكن نحو 70 الف نسمة. في احدى السلطات، عطارة قرب رام الله، سيطر نشطاء مسلحون على الصندوق، وليس واضحا بعد من فاز فيها.
فحص لمزايا السلطات المختلفة التي انتخبت حماس أو فتح يظهر صورة اوضح من تلك التي يتقدم بها كبار مسؤولي السلطة عن علاقات القوى بين الحركتين، ويعرض أيضا مفهوما أدق عن المعركة المرتقبة في الانتخابات للمجلس التشريعي في الاشهر القريبة. فقد أظهر الفحص أنه من اصل 38 سلطة فازت فيها فتح، 7 منها فقط هي سلطات يسكن فيها اكثر من 4 الاف ناخب. وهذه هي بلدة قباطيا وكفر راعي في منطقة جنين، سلفيت قرب ارئيل، بيت جالا وبيت ساحور في منطقة بيت لحم، ترقوميا في منطقة الخليل وبلدة عبسان الكبرى في وسط قطاع غزة - والتي هي السلطة المحلية الكبرى الوحيدة التي فازت فيها فتح في القطاع.
بالمقابل، من اصل نحو 30 سلطة محلية فازت فيها حماس بشكل واضح، فان 11 منها هي سلطات يسكن فيها اكثر من 4 الاف ناخب. وهذه هي سيلة الحارثية في منطقة جنين، عتيل في منطقة طولكرم، قلقيليا - المدينة الاكبر في الضفة التي جرت فيها هذه المرة الانتخابات - وكذا تقوع، السموع، سعير وبيت اولا - السلطات الاكبر في منطقة جبل الخليل والتي جرت فيها الانتخابات. في قطاع غزة فازت حماس في ثلاث سلطات محلية جرت فيها الانتخابات: رفح - المدينة الاكبر التي جرت فيها الانتخابات، مخيم البريج للاجئين، وبيت لاهيا في شمالي القطاع.
ومثلما في جولة الانتخابات السابقة، فيوم الخميس ايضا تبين أنه لحماس في قطاع غزة تفوق كبير على فتح التي اضطرت الى الاكتفاء فقط بعبسان الكبرى وبثلاث سلطات محلية صغيرة وغير هامة؛ الفارق هذه المرة هو انه في الضفة الغربية ايضا ظهرت مؤشرات مقلقة جدا من ناحية فتح. في قلقيليا كان فوز حماس جارفا ومطلقا، وفي بيت لحم - المدينة الثانية في حجمها تجري فيها الانتخابات - جرفت حماس والجهاد 5 من اصل 7 مقاعد مخصصة للمسلمين في مجلس البلدية. ومع أن الحركتين الاسلاميتين لن تحصلا على السيطرة في المجلس البلدي الذي يتشكل من 15 مقعدا وذلك لان 8 مقاعد مخصصة للمسيحيين، معظمهم نشطاء في اليسار ومرشحون مستقلون، الا ان قوة حماس والجهاد في المدينة هي اكبر من قوة فتح وتصويت السكان يظهر كتصويت احتجاج واضح ضد السلطة.
فحص خريطة السلطات المتوسطة في الضفة يظهر أن حماس فازت بشكل واضح في هذه السلطات تقريبا في كل الضفة الغربية. فحص السلطات التي فازت فيها حماس في الجولتين الانتخابيتين السابقتين اللتين اجريتا في كانون الاول وكانون الثاني وضمها الى السلطات التي وقعت في يد حماس يوم الخميس، يبين أنه بالاجمال تمكنت حماس منذ قرارها المشاركة في السلطات المحلية من السيطرة بشكل واضح على 48 سلطة محلية في الضفة والقطاع يعيش فيها قرابة 600 الف نسمة.
مرشحون منتخبون من فتح، يقفون بالمقابل على رأس 56 سلطة محلية اخرى جرت فيها الانتخابات. في باقي مئات السلطات المحلية التي لم تعقد فيها انتخابات، يسيطر مرشحون معينون من فتح. وكانت السلطة الفلسطينية قررت في عهد عرفات اجراء الانتخابات المحلية على مراحل، والسلطات التي عقدت فيها انتخابات حتى الان قد اختيرت بالذات بسبب التقدير بانه سيكون من السهل على فتح الانتصار فيها. ولكن في وقت متأخر جدا بالنسبة للسلطة، تبين هذا الافتراض بانه غير صحيح على نحو ظاهر.
حسب عدد السلطات
مستقلين حماس فتح
مجموع السلطات المحلية سلطات محلية بعدد ناخبين اكثر من 4 الاف نسمة مجموع السلطات المحلية سلطات محلية بعدد ناخبين اكثر من 4 الاف نسمة
13 30 11 38 7
حسب عدد الناخبين
مستقلين حماس فتح
70 الف 500 الف 230 الف
حقوق انسان - هآرتس - من شاحر ايلان:
لاول مرة منذ ثلاث سنوات، سيسمح بجمع شمل العائلات مع الفلسطينيين../
اللجنة الوزارية لشؤون التشريع تصادق اليوم على تسهيلات في قانون المواطنة تتيح لعشرات في المائة من العائلات المختلطة من اسرائيليين وفلسطينيين مواصلة اجراءات جمع شمل العائلات او الشروع فيها. وذلك بعد أن جمدت في السنوات الثلاث الاخيرة كل اجراءات جمع شمل العائلات. وستقر اللجنة اي سن يمكن للرجال والنساء الفلسطينيين فيه ان يدخلوا في اجراءات جمع الشمل.
ومع ذلك، فمن المتوقع ان تقع في اللجنة مواجهة بين موقفين: اقتراح وزير الداخلية اوفير بينس، والذي معناه أن تتاح امكانية الشروع بالاجراءات لقرابة نصف العائلات، وموقف وزيرة العدل تسيبي لفني الذي يقضي بالاكتفاء بالحد الادنى اللازم من ناحية قانونية ومعناه أن يتمكن نحو 30 في المائة من العائلات من استئناف الاجراءات.
في ايار 2002، قررت الحكومة تجميد كل اجراءات جمع شمل العائلات بين اسرائيليين وفلسطينيين، واوقفت وزارة الداخلية تلقي طلبات جديدة. ومكانة من بدأ بالاجراء جمدت وهو لا يمكنه أن يتقدم في عملية نيل حق المواطنة. في تموز 2003 أدرجت الكنيست قرار الحكومة في قانون طوارىء لفترة محدودة يسمى "قانون حق المواطنة والدخول الى اسرائيل". ومنذئذ مددت سريان مفعول نظام الطوارىء مرتين، آخر مرة كانت حتى نهاية ايار.
والسبب في أن القانون مؤقت هو ان هذا ما يجعل المستشار القانوني للحكومة ميني مزوز يعتقد انه يمكنه منع رفضه من محكمة العدل العليا لتمييزه ضد من تزوج من فلسطيني. ومؤخرا عينت الحكومة طاقما برئاسة الوزير بينس لفحص سياسة الهجرة الى اسرائيل ولبلورة قوانين هجرة جديدة. ولعدم السماح بالفراغ حتى نهاية اعمال الطاقم، فانه سيطرح هذا الشهر على الكنيست للمصادقة على اقتراح تمديد اخر لقانون المواطنة حتى نهاية السنة. وقضى مزوز انه لم يعد ممكنا تمديد القانون بالصيغة التي تمنع جمع شمل العائلات، ولهذا اتخذت الحكومة القرار بأن يتضمن نظام الطوارىء الجديد تسهيلات معينة.
وحسب مشروع القانون الاصلي الذي أعدته وزارة الداخلية، قبل عهد بينس، سيتاح جمع شمل العائلات للرجال الفلسطينيين فوق سن 35 والنساء الفلسطينيات فوق سن 25. والتقدير هو أن الحديث يدور عن نحو 40 في المائة من المائة و 20 في المائة من الرجال، وبالاجمال نحو 30 في المائة من العائلات. وخلفية هذا التسهيل هي معطيات المخابرات الاسرائيلية التي تفيد بأن المشاركة في العمليات تكون اقل كلما ارتفع السن. والمخابرات التي اعترضت في البداية على كل تغيير في انظمة الطوارىء سلمت بهذا الاقتراح وهذا هو موقف مجلس الامن القومي ايضا.
غير أن بينس رفع للجنة الوزارية لشؤون التشريع مشروعا مغايرا أوسع، يسمح بجمع شمل العائلات للنساء فوق سن 20، اي قرابة 80 في المائة من النساء وقرابة نصف العائلات بالاجمال. في مكتب بينس يشرحون بانه حسب المعطيات فانه لم تشارك اي امرأة فلسطينية توطنت باجراء جمع شمل العائلات في اي عملية. مقربو بينس يعربون عن دهشتهم في أنه هو "وليست ليفني يتخذ موقفا اكثر قانونية".
في المشروع الاصلي كان هناك بند يقضي بانه يمكن منع جمع شمل العائلات ليس فقط عمن يشكل خطرا أمنيا بل وايضا عمن قريب عائلة له من الدرجة الاولى يشكل مثل هذا الخطر. في مشروع بينس الغي هذا البند.
ومن المتوقع اليوم جدال شديد بين بينس وليفني التي ستطالب بالعودة الى الاقتراح الاصلي المقبول من المخابرات. وذلك ضمن امور اخرى بدعوى أن قرار الحكومة تناول تسهيلات بالحد الادنى. ومن المعقول الافتراض بانه قبالة كل قرار سيتخذ سيرفع استئناف للحكومة. وفي الحكومة من المتوقع اغلبية لموقف ليفني بحيث أنه في نهاية المطاف ستتخذ اغلب الظن الصيغة الاكثر تقلصا للتسهيلات.
فضيحة الحاخام - معاريف - من اسف غور:
من تحت أنف الحاخام../
ليس كل يوم يؤتى بالاصفاد الى المحكمة في اسرائيل زوجة وابني الحاخام الرئيس لاسرائيل للاشتباه بضلوعهم في قضية عاصفة ومثيرة هي نوع من خليط قصة "روميو وجولييت" و "البرتقالة الالية" بصيغة العالم الاصولي. كل هذا حصل لعائلة الحاخام الرئيس الشرقي شلومو عمار يوم الجمعة.
وكانت القصة بدأت قبل نحو ثلاثة اشهر عندما تعرفت اييلا عمار، ابنة الحاخام، عن طريق الثرثرة في الانترنت على شاب اصولي ابن 17 من بني براك، وبعد أن التقيا نشأت بينهما قصة رومانسية. ولسوء حظ الشابين الحبيبين، اكتشفت عائلة الحاخام الرئيس العلاقة بعد نحو شهر ونصف الشهر ووجدت صعوبة شديدة بالتسليم بها. في البداية حاول ابناء العائلة الحديث معهما ولكنهما واصلا على حالهما. وعندها، اغلب الظن دخل الى الصورة واحد من الاخوة مئير عمار، الذي اختار اتخاذ نهج مغاير.
عمار، ابن 31 يعتبر في عائلة الحاخام "الشاة السوداء" منذ زمن بعيد بعد ان ترك العائلة في سن 13 وارتد وتورط بجرائم سرقة ومخدرات وصارت العلاقة بينه وبين باقي افراد الاسرة هزيلة جدا. ولكن الشرطة تشتبه بان الابن العاق دعي الى خدمة العلم لحل أزمة قصة الغرام المحظور وان زوجة الحاخامة مزال عمار، ابنة 58 كانت شريكة في سر خطته لاختطاف القاصر الاصولي وتلقينه درسا لن ينساه أبدا.
ويوم الثلاثاء أخذ مئير في سيارته شقيقته اييلا وخرج معها باتجاه بني براك مهددا اياها لتأتي معه كي يتحدث مع الفتى. وعندما وصلا الى منزل الفتى في بني براك الساعة 11 ليلا اتصلت به اييلا وطلبت منه أن ينزل الى الشارع كي يتحدث معها وابن عائلتها. وفور نزوله ادخله الاخ مئير تحت التهديد بالسكين الى السيارة وهو يضرب به واقتاده الى بيت سري في قرية قلنسوة العربية حيث انتظره الشقيقان احمد وعبدالله سوالمة صديقا مئير.
وعلى مدى اربع ساعات اجتاز الفتى تنكيلا رهيبا حيث ضربوه في كل وسيلة ممكنة وقصوا سالفيه وبصقوا عليه وقصوا قبعته الدينية عن رأسه بل وحرضوا الكلاب عليه لاخافته وتهديده.
ولكن التنكيل لم يتوقف فقط في قلنسوة وعند الساعة السادسة صباحا نقل الفتى الى منزل الحاخام الرئيس في القدس، وهناك واصل الخاطفون ضربه دون رحمة. وفقط بعد أن حل الصبح حرره الخاطفون واعطوه 20 شيكل كي يسافر عائدا الى منزله.
-----------------------------------------------------



المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الأحد 8/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 8/5/2005
صفقة خفية في باب الخليل
بقلم: أسرة التحرير

الجلبة التي أُثيرت حول البطريرك الارثوذكسي في القدس ايرينيوس الاول، سجلت رقما قياسيا جديدا في نهاية الاسبوع الماضي. في خطوة غير اعتيادية أعلن اعضاء في "المجمع الارثوذكسي المقدس"، الذي هو الهيئة العليا للبطريركية انهم لا يعترفون بايرينيوس - الذي اضطر للخروج من مقر البطريركية - بطريركا عليهم. ايرينيوس عاد الى هناك في يوم السبت فجرا بحماية الشرطة الاسرائيلية.
في مركز هذه القضية توجد الصفقة التي ما زالت اغلبية تفاصيلها غير معروفة: البطريرك قام بتأجير (لمدة طويلة، أي بمثابة البيع) عقارات هامة تابعة للبطريركية في ساحة باب الخليل لمجموعة يهودية غير معروفة بعد.
البطريركية اليونانية الارثوذكسية في القدس هي من أقدم وأغنى المؤسسات المسيحية في البلاد المقدسة. في حوزتها أملاك هائلة في كل أرجاء البلاد وشرق الاردن والأقطار المجاورة الاخرى وفي اليونان. قادة البطريركية - كلهم من مواليد اليونان - في صراع متواصل ودائم مع الطائفة الارثوذكسية العربية التي تطالب بالسيطرة على مقدراتها وأملاكها.
في كانون الاول 2000 توفي البطريرك السابق ذيوذوروس وبدأت مؤسسات الكنيسة في اجراءات انتخاب الخليفة، والتي حاولت التدخل فيها عدة أطراف خارجية. حكومة اسرائيل صرحت بأنها ترفض عدة مرشحين، وعلى رأسهم ايرينيوس. ممثلوه توجهوا الى محكمة العدل العليا في حينه، فاضطر وزير العدل مئير شطريت ان يلغي الاعتراض على ايرينيوس.
حسب دستور الكنيسة يتوجب ان تصادق السلطة السياسية القائمة في اراضي البطريركية على الاجراءات الانتخابية، ولكن في الوقت الذي قامت فيه السلطة الفلسطينية والاردن في آب 2001 بالمصادقة على انتخاب ايرينيوس من قبل المجمع الكنسي المقدس رفضت حكومة اسرائيل ذلك وأحجمت عنه. وخلال عامين ونصف (حتى كانون الثاني 2004) عرقلت اسرائيل المصادقة على التعيين ووضعت عراقيل كثيرة أمام عمل البطريرك الجديد. وزراء في الحكومة ادعوا ان ايرينيوس هو صديق لعرفات ومؤيد للعرب، وقد يقوم بنقل عقارات الكنيسة لـ م.ت.ف.
حكومة اسرائيل اخطأت في موقفها: لم يكن عليها ان تتدخل في انتخاب رئيس الكنيسة الارثوذكسية المسيحية في البلاد، كما لا يليق تدخل حكومات الدول الاجنبية في انتخاب حاخام للجالية اليهودية في بلادها.
الكثيرون يرون في صفقة باب الخليل محاولة من ايرينيوس للتقرب من اسرائيل في ظل الانتقادات التي توجهها اليه. الهيجان في اوساط الفلسطينيين والاردن ودول عربية اخرى وفي اليونان وفي الأسرة الدولية حدث ايضا بسبب موقع العقارات التي تم تأجيرها، حيث تقع في منطقة مركزية في البلدة القديمة من القدس التي تعود اغلبية عقاراتها ومتاجرها للعرب، وبسبب الغموض الذي يلف هوية المشترين.
التقدير القائم هو ان هذه كانت محاولة جديدة من الجهات اليمينية للسيطرة على عقارات اضافية في حارة النصارى والحي الاسلامي، ومن المحتمل ان يكونوا متمتعين بدعم جماهيري وشعبي. على هذه الخلفية قد تظهر صفقة باب الخليل كاستفزاز لا داعي له وتسببت بالضرر لاسرائيل من خلال تعزيزها لمطالب "تعريب" البطريركية اليونانية.
------------------------------------------------------










المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الأحد 8/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 8/5/2005
قطعة تأريخ
بقلم: ياعيل غبيرتس
كاتبة يسارية

يبدو انه لا شيء أشد ملاءمة لافتتاح اسبوع أحداث الذكرى وعيد الاستقلال من الجملة النوبية: "كل مشاكل الدولة على ظهرنا".
عشية الحسم في الربع النهائي، على زنة التوقعات الشعورية المبالغ فيها التي يتحملها مكابي تل ابيب، لكن الأكثر طبيعية كانت نسبة الاقتباس الاسرائيلي العام هذا الى بيني غرشون، لكنها في هذه المرة تخدم معارضي "خطة نتسانيم". تعبير "مشكلات الدولة" هو الاسم الشيفري لذلك التشيمي دان الفوضوي الثقيل، الذي بدل البدء في ترتيبه واخلائه بعد 57 سنة يُحملونه أكثر فأكثر ويدفعونه من ظهر الى ظهر. "كان يا ما كان" المناوب هو اقامة مستوطنات العربات المجرورة من أجل مُجلي غوش قطيف. منذ 25 سنة يناضل المجتمع للدفاع عن الطبيعة محاولات تحويل محمية نتسانيم الى أملاك غير منقولة، وقريبا يتوقع ان ترى بدء الاعمال في الميدان، بعد أن انقضت المناقصة المتعجلة التي أقامتها لذلك وزارة الدفاع.
هكذا يكون الامر عندما تكون لحكومة اسرائيل مشكلة حقة كيف تحقق اخلاءً متفقا عليه. انها تنقل المشكلة الى نتسانيم وتحلها حلا غير حقيقي، قصير الأمد غير متفق عليه. اذا كانت اقامة مستوطنات جديدة في مناطق غير مأهولة في الضواحي في الماضي اجراء تاريخيا، ومصدرا للفخر وسببا للاحتفال، فاليوم الحديث عن صفقة معدة لدار مع حديقة خضراء ومنظر الى البحر في مركز البلاد وعن تحويل محمية طبيعية الى زبدة أملاك غير منقولة. المشكلة الكبرى ليست المستوطنين الذين سيكسبون على الجاهز ولا المقاولين الذين سيكسبون من التعجلات، بل الى أين ستنقل الحكومة المشكلة بعد سنتين، عندما سيُطلب الى المُجلين ان يتحولوا مع العربات المنقولة الى مستوطنة ثابتة اخرى.
كيف والى أين سيُقتلع المغروس مرة اخرى، بعد أن أرسلته حكومة اسرائيل مرتين للمكوث في بيت ظريف مع منظر بحري؟ الى أين سيدحرجون آنذاك المشكلة الجديدة التي نشأت؟ اذا ما أردنا الاعتماد على تجربة الماضي لدينا، التي تميل الى استخلاص الأخطاء بدل الدروس، فان قصة الانفصال ستستمر تتدحرج في قلب البلاد سنوات بعد ان تهدأ. ستحل الحكومة جزء من المشكلة، والمؤقت سيصبح ثابتا، أما ما يتبقى فسيكون تأريخا.

سجِلوني
إذا كنا نصدق نتنياهو، فان ايلات ايضا كما عرفناها يتوقع ان تصبح قطعة تأريخ. رؤيا ايلات لبيبي تعِد بتحويل المدينة الى "لاس فيغاس الاسرائيلية"، "خليط من الترفيه والمقامرة، والكازينو والقطار، والفنادق الفخمة، والاستثمارات الضخمة، وأضعاف مضاعفة من السياح. كل النقب سيُزهر". اقرأوا شفاهي، وانسوا رؤيا رئيس البلدية عن مدينة جامعية مع دفيئات تكنولوجية. طلب نتنياهو ان تُسجل رؤياه وأن تُسطر لكي يتضح بعد اربع سنوات، عندما يتم الفحص عن الوعود التي قدمها، أنها نُفذت كاملة. إن من كان قلقا من هذه الرؤيا، يستطيع ان يستمد تشجيعا معينا من حقيقة ان القطار الذي وعد به بيبي سكان نتيفوت في غدِ انتخابه لرئاسة الحكومة ما يزال ينتظر في المحطة.

بَلَغْنا
لماذا أخفت نعومي شومر حقيقة ان لحن "القدس الذهبية" ليس أصليا؟ أربما لانها عرفت الطابع الاسرائيلي الآكل للحوم البشر، والاسرائيليين الذين لحنت وغنت من أجلهم أجمل أغاني البلاد. ربما يكون عزاء في الهدوء والتفهم الذي تُقبل به نشر الكشف "الفاضح" هذا. ان حقيقة ان مجد مشروع حياتها يُقلد انطباع الخطأ المهني الذي قامت به ربما ترمز الى أننا بلغنا قليلا منذ موتها. في السنة الأخيرة فقدت دولة اسرائيل عددا من أبطالها الثقافيين الحقيقيين. نعومي شومر، واريك ليفي، وعوزي حتمان واهود مانور سيعودون ليصحبونا في هذا الاسبوع الخاص ايضا. فقْدُهم سيذكرنا الى أي حد نحن مدينون لهم بشريط الصوت لحب الوطن القديم والحسَن. يؤكد موتهم فقط المشترك في فترة الخلاف، وهو ما يأمرنا بأن نُمجد وأن نحافظ.

سيد اسرائيلي
قبل الصفير الأليم والتظاهرات لتمجيد الدولة سيُنشر في هذا اليوم التقرير السنوي الثخين لمراقب الدولة. "لو يكون"، كما أحسنت الغناء نعومي شومر. عن دولة الحامض الحلو.
------------------------------------------------------



هآرتس - مقال - 8/5/2005
الذريعة التي تختبيء من وراء "جمع السلاح"
بقلم: تسفي برئيل
مراسل الصحيفة للشؤون العربية

(المضمون: شارون يتذرع بشتى الذرائع وآخرها مطلب جمع السلاح حتى يحول دون التقدم في خريطة الطريق - المصدر).

من الصعب فهم الذريعة الجديدة التي تطرحها اسرائيل لتأخير وعرقلة تطبيق خريطة الطريق. للوهلة الاولى يبدو للناظر ان المسألة منطقية وجديرة بالمتابعة وانها مُدونة حتى في خريطة الطريق: جمع السلاح غير القانوني ومكافحة "البنى التحتية للارهاب"، هذا يعتبر في واقع الأمر شرطا غامضا يؤدي دوره بصورة جيدة كحاجز اجتراري تكراري ينصب في كل مرة من اجل عرقلة التقدم السياسي.
الصياغة الدقيقة في وثيقة خريطة الطريق التي نشرت في شهر نيسان 2003 تقول ان على الفلسطينيين ان "يبدأوا في جمع السلاح غير القانوني"، وليس كما تطالب اسرائيل بإنهاء جمعه وتأكيد ذلك.
في كل الاحوال، هذا كان شرطا واحدا فقط في اطار مكافحة البنى التحتية للارهاب. الشرط الأساسي هو الاعلان عن وقف اطلاق النار بصورة قاطعة وتوحيد الاجهزة الأمنية. الاول موجود، والثاني في اطار التنفيذ.
الشرط الموازي المطلوب من اسرائيل هو الكف عن المس بالمواطنين وهدم المنازل وبالأساس تجميد كل البناء في المستوطنات. اسرائيل لا تطبق هذه الشروط ولا التزاماتها حسب اتفاقات شرم الشيخ. البناء في المستوطنات يتواصل بقوة، وقوات الجيش الاسرائيلي تواصل هجماتها ضد المطلوبين في الضفة. يا للغرابة كل شيء مسموح لاسرائيل في هذه الفترة الحاسمة من فك الارتباط، بل وانه كان مسموحا ايضا قبل طرح خطة فك الارتباط. ولكن الآن، حيث بدأ الناس رويدا رويدا يشعرون بالطمأنينة في الشوارع، وحيث تفوق عدد القتلى في النوادي الليلية على عدد القتلى في شوارع غزة أو رام الله، وحيث تنشغل حماس في إحصاء اصواتها في البلديات، وبعد شهرين ستأتي الانتخابات البرلمانية - تعود اسرائيل للضغط على المكبس الذي يغلق الحاجز التكراري أمام التقدم. الشرط في هذه المرة هو - وكيف لا - "قوموا بنزع الاسلحة، وعندئذ سنسلمكم المدن".
ما هي العلاقة؟ هل يعتبر نقل السيطرة في المدن للسلطة جائزة حسن سلوك أم مصلحة اسرائيلية تعفي اسرائيل من المهمة وتساعد الفلسطينيين في بسط سيطرتهم الأمنية في كل موقع؟ وهل أدت السيطرة الاسرائيلية في هذه المدن الى جمع السلاح غير القانوني وتفكيك البنى التحتية للارهاب؟ اذا كان الرد ايجابيا فهذا يعني انه لم يتبق للسلطة ما تفعله، ولكن بما ان الرد سلبي وسيطرة اسرائيل أحبطت عمليات كثيرة ولكنها لم تحل دون تشكيل البنى التحتية أو تصفية الاسلحة - فمن الممكن في هذه الحالة إعطاء الفلسطينيين فرصة لمواجهة المشكلة في أفضل الشروط، أي من خلال السيطرة المباشرة الكاملة على مدنهم.
ولكن، يبدو ان سبب تأخير تسليم المدن هو شيء آخر. التسليم قد يبدو كانسحاب اسرائيلي آخر، وهذه مسألة لا يستطيع الجمهور الاسرائيلي الجريح الممزق أن يتحملها دفعة واحدة. ولكن ليس هذا هو الأساس ايضا. فتسليم المدن قد يظهر كبرهان على ان الفلسطينيين قد استوفوا بالفعل شروط خريطة الطريق، ولذلك سيأتي دور اسرائيل لتجميد المستوطنات والمساعدة في اقامة دولة فلسطينية والبدء في مناقشة الانسحاب من الضفة.
هذه المرحلة التي تخشى منها جدا الحكومة ورئيسها على وجه الخصوص، ذلك لانه هو الذي كرس المعادلة القائلة ان الانسحاب من غزة سيتيح المجال أمام الاحتفاظ بأجزاء واسعة من الضفة. إذا قام بنقل السيطرة على المدن للفلسطينيين فسيضطر الى توضيح سبب عدم مواصلته لتطبيق تعهداته في خريطة الطريق، خاصة للامريكيين. من الأفضل في هذه الحالة اذا الانتظار والعرقلة والفرملة حتى اذا كلفنا ذلك عدة عمليات ارهابية، وربما بثمن انهيار وقف اطلاق النار أو سقوط أبو مازن، المهم ان تبقى خريطة الطريق خريطة خرساء. الطريقة اذا هي خدعة جمع السلاح، والمثير للانتباه هنا ان الامريكيين الذين منحو الحكومة العراقية صلاحيات واسعة من دون شروط مسبقة، والذين تفاخروا جدا باقامة حكومة مستقلة في افغانستان - التي لم تنجح بدورها في جمع السلاح ايضا - لم ينتبهوا الى هذه الخدعة المحكمة.
------------------------------------------------------










هآرتس - مقال - 8/5/2005
نعتذر عن الهزيمة
بقلم: عوزي بنزيمان
كاتب رئيس في الصحيفة

(المضمون: اسرائيل، وخاصة أجهزتها الأمنية، تكابر وتدعي انها أحرزت النصر على الفلسطينيين رغم ان الحقائق تشير الى عكس ذلك - المصدر).

بروحية عنوان كتاب افرايم كيشون والرسام الكاريكاتوري دوش "نعتذر عن الهزيمة" الذي عبر عن الشعور الهائل بالارتياح الذي شعر به مواطنو الدولة من تحطيم تهديد حقيقة وجودها من قبل العالم العربي في الاسابيع التي سبقت حرب حزيران - يُصر القادة الاسرائيليون على الادعاء الآن بأن اسرائيل قد انتصرت على الفلسطينيين، ومن هنا يحذرون من ان إضفاء طابع معاكس على نتائج الصراع الدائر قد يُحدق مستقبل الدولة بالخطر.
على هذا النحو مثلا يكرر بنيامين نتنياهو مطلبه بهدم منازل المستوطنين في غزة. فإبقاء هذه المنازل، حسب رأيه، سيكون بمثابة الجائزة للمنظمات الارهابية وسيغذي طموحات الفلسطينيين بوراثة دولة اسرائيل، بما في ذلك مناطق الخط الاخضر، لأجيال قادمة اخرى.
مقابل مقالات ورسومات كيشون ودوش التي عبرت عن الخوف الوجودي الأصيل الذي أغرق الدولة في أيار - حزيران 1967 نتيجة لهستيريا الحرب التي أغرقت العالم العربي، يعتبر ادعاء نتنياهو وأشباهه بأن اسرائيل هي التي انتصرت في عام 2004 - 2005 منتوجا للعلاقات العامة. اذا كان الكتاب قد سوّى الحساب مع لامبالاة العالم بضائقة اسرائيل في تلك الآونة، فان مطلب نتنياهو والمؤسسة الأمنية التي يمثلها في هذه الحالة يتجاهل تدخل الأسرة الدولية في الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني وانقلاب صورة داود وجوليات الذي طرأ منذئذ.
والأهم - كيشون ودوش كانا يمثلان في ذلك الوقت صورة من الاجماع الوطني: الصورة الذاتية والجماعي لمواطني اسرائيل قبل 38 سنة كانت صورة مجتمع مُعرض للضربات وصاحب حق، وفي موقف المدافع عن نفسه الذي يشن المعركة من أجل الذود عن نفسه. إلا ان صورة هذا المجتمع في عام 2005 الحالي أصبحت مسألة خلافية لا اجماع حولها في داخل الدولة ذاتها: قسم من مواطنيها فقط، وليس الاغلبية على ما يبدو، يعتقد ان الحرب الحالية مع الفلسطينيين ضرورية، وان الانتصار فيها ضروري لمواصلة وجودها، وان مصير المباني التي سيتم اخلاؤها سيؤثر بالفعل على مستقبلها بصورة حقيقية.
من دون التطرق الى مسألة اذا كان من الأفضل هدم المنازل التي سيتم اخلاؤها أم تسليمها، يعتبر تعليل نتنياهو لموقفه مدحوضا من أساسه: سيكون لإبقاء المنازل على حالها تأثير هامشي فقط على شعور الفلسطينيين بالانتصار لأن السبب الجوهري لهذا الصراع هو الانسحاب ذاته، وهو قادم على الطريق حسب اعتراف رئيس الحكومة، ليس لأن اسرائيل قد أصبحت سخية ومعطاءة فجأة، وانما لأن الظروف الأمنية تتطلب ذلك.
بكلمات اخرى، يوجد للانتفاضة الفلسطينية المسلحة تأثير حقيقي على قرار الانسحاب. الفرق بين نتنياهو واريئيل شارون هو ان الاول يفضل نفي الحقائق الراسخة بينما يقول الأخير انه يرى اليوم أمورا لم يكن يراها بالأمس. وايضا اذا واصل وزير المالية وقادة الجيش الادعاء باحراز النصر الاسرائيلي أو التحذير من وضع يعتبر في نظر الفلسطينيين انتصارا لهم، فان المساحيق اللفظية لن تغطي ندوب الواقع: حرب العصابات الفلسطينية مقدمة فعلا على دفع اسرائيل لجر ذيولها من كل قطاع غزة ومن جزء من السامرة. الجيش الاسرائيلي العظيم وباقي الأذرع الأمنية المتطورة والمشبعة بالامكانيات والموارد لم ينجحوا في تركيع الثورة الفلسطينية. اسرائيل توصلت الى هذه النتيجة الصعبة رغم بطولة وتضحيات مقاتليها والجهود الهائلة (بعضها مثير للخلاف) التي بذلتها قواتها الأمنية في الجهود الحربية. هذا الاستنتاج لا يُقال بصورة حالمة، وانما عن وعي وادراك: اسرائيل تفشل في القضاء على حرب العصابات مثل كل الدول الأكبر والأقوى منها، وهي لا تنجح في السيطرة على شعب آخر يكافح من اجل حريته واستقلاله على المدى الزمني.
وحتى إذا أشارت المعطيات الاحصائية (على سبيل المثال عدد الضحايا والمصابين في الجانبين أو عدد العمليات في بداية الانتفاضة وفي آخرها) تشير في الواقع الى انجاز اسرائيلي، إلا ان الجولة الأخيرة من الصراع "كوَت الوعي" الفلسطيني بفكرة الانتصار ودفعت الاسرائيليين الى ادراك قصور قوتهم ومحدوديتها. هذه ليست نتيجة سيئة ايضا من وجهة النظر الاسرائيلية: احتمالية السلام تزداد كلما نجح الجانب العربي في استعادة كرامته والحفاظ على شرفه. سابقة حرب الغفران والسلام مع مصر هي البرهان على ذلك.
------------------------------------------------------






هآرتس - مقال - 8/5/2005

نسبة اقل من 1 في المائة لخرق الحقوق

بقلم: شفي كورزن
المديرة العام لجمعية "موكيد" لمساعدة العمال الاجانب

(المضمون: الميزانية السخيفة التي تخصصها ادارة الهجرة لمعالجة جرائم أرباب العمل تشير بشكل اكثر ملموسية الى مستوى الاستعداد لفرض القانون عليهم - المصدر).

146 مليون شيكل دفعت الحكومة لادارة الهجرة في العام 2004. وقد نقلت هذه المعلومة مؤخرا الى "موكيد" (بؤرة) لمساعدة العمال الاجانب، ردا على طلب الحصول على معلومات بموجب قانون حرية المعلومات.
ومن أصل هذا المبلغ الهائل، فان 400 الف شيكل فقط خصصت لوحدة مكافحة الجريمة في ادارة الهجرة والتي مهمتها التحقيق في الجرائم التي ترتكب ضد مهاجري العمل. بمعنى، اقل من 1 في المائة من ميزانية ادارة الهجرة مخصصة للنشاط ضد من يخرق حقوق مهاجري العمل. مثل هذه الخروقات يوجد كما هو معروف الكثير. فما العجب في أن ادارة الهجرة حظيت بلقب "شرطة الطرد"؟
في ماذا تنشغل ادارة الهجرة؟ فهي لا تحقق بحالات الاتجار بالنساء، بدعوى أن المهمة ليست جزء من المهمات المكلفة بها. في العام 2004 طردت الادارة اكثر من 4.500 امرأة من الدول المعروفة كدول أصل لضحايا هذه التجارة: اوزباكستان، اوكرانيا، مولدوفيا وروسيا.
يمكن الافتراض بان الاغلبية الساحقة من المطرودات كن ضحايا هذه التجارة. اما ادارة الهجرة فهذا أمر لا يعنيها. فلماذا تجتهد للتحقيق مع هؤلاء النسوة في محاولة للاستعانة بافاداتهن كي تقدم تجار البشر الى المحاكمة، اذا كان ممكنا ببساطة طردهن؟
ادارة الهجرة لا تجتهد لمكافحة مصادرة جوازات سفر العمال، رغم أن هذه الظاهرة ليس فقط مرفوضة بل ومحظورة حسب القانون الذي يفترض بادارة الهجرة بصفتها جزء من الشرطة أن تفرضه. ومهاجرو العمل يشعرون كل يوم بنتائج هذه السياسة.
هكذا حصل لـ "ب"، مهاجر عمل من تايلند عمل لسنتين في فرع الزراعة بتصريح قانوني. وعندما كف رب عمله عن دفع أجره، اضطر "ب" للبحث عن رب عمل آخر، دفع له لقاء عمله. ولكن لما كان جواز سفره بقي لدى رب العمل الاول، فقد أصبح "ماكث غير شرعي" على الفور ما أن غادر. وقبل وقت قصير من احتفال شعب اسرائيل بعيد الحرية، اعتقل "ب" من شرطة ادارة الهجرة وسجن في احد سجونها.
"موكيد" لمساعدة العمال الاجانب بعثت الى ادارة الهجرة برسالة شكوى على رب العمل ولكن هذه لم تفعل شيئا. عمليا كان يمكن ترتيب وضع "ب" والسماح له بالعمل لدى رب عمل آخر، ولكن لما كان جواز سفره قد صادره رب عمله، رفضت وزارة الداخلية السماح بذلك. وكان متطوعو "موكيد" هم الذين استرجعوا جواز سفر "ب" من رب عمله.
غير أنه تبين عندها أن وزارة الداخلية مغلقة بسبب العيد وليس هناك من يمكن الطلب منه باطلاق سراح "ب". ولكن من لم يخرجوا في اجازة، هم شرطة ادارة الهجرة الذين سارعوا الى شراء بطاقة سفر له على حساب دافع الضرائب بالطبع وسعوا الى طرده من البلاد. وهكذا فتحوا السبيل امام رب العمل الذي أنام أجره في أن يستجلب عاملا آخر بدلا منه. طرد "ب" مُنع في اللحظة الاخيرة في اعقاب التماس رفعته مؤسستا "موكيد" و "خط للعامل" الى المحكمة. وفي الغالب ليس لمهاجري العمل الذين يتقرر طردهم حظ مثل هذا.
بين الحين والاخر يتخذ ادارة شرطة الهجرة صورا بالقرب من اقفاص الحيوانات او المباني المتهاوية من فوق فتحة مجاري، تشكل منزلا لمهاجري العمل، وفي مظاهرة مثيرة للانطباع من المزايدة الاخلاقية يعربون عن صدمتهم من المكتشفات الصعبة. وما لا يحظى بالنشر هو ما يجري بعد هذه الصور. الشرطة تعتقل العمال وتقتادهم الى السجن من أجل طردهم.
وبالغالب، فان ارباب العمل الذين يسكنون عمالهم في ظروف دون انسانية، يؤخرون دفع اجورهم وينكلون بهم يخرجون معفيين من كل شيء. الشهود على الجريمة طردوا، وعلى أي حال الميزانية السخيفة التي تخصصها ادارة الهجرة لمعالجة جرائم أرباب العمل تشير بشكل اكثر ملموسية الى مستوى الاستعداد لفرض القانون عليهم.
-----------------------------------------------------





يديعوت - مقال - 8/5/2005

أمريكا مُحقة حتى عندما تكون مخطئة
بقلم: ايتان هابر
رئيس مكتب رابين سابقا

(المضمون: أمريكا غاضبة على اسرائيل والمدير العام لوزارة الدفاع عاموس يارون بسبب صفقة أجرتها الصناعات الأمنية مع الصين، وقد قدمت اسرائيل اعتذارها وحججها التي تثبت براءتها ولكن امريكا لا ترضى عنها - المصدر).

الفرق بين امبراطورية تسود العالم وبين دولة مسوقة، كالفرق بين سيد العالم وبين جارية بائسة، يمكن ان نكتشفه منذ اللحظة الاولى التي تخطو فيها القدم الاسرائيلية على ارض الولايات المتحدة، في مطار كنيدي نيويورك: فالاسرائيليون الذين كانوا الى ما قبل دقائق في الطائرة فرحين مبتهجين، يقفزون ويغمرهم الاغتباط، يقفون في الصف للفحص عن جوازات سفرهم في ذعر وصمت مطبقين، على شفا الجنون. لا أحد يلفظ لفظة من فمه، ولا يقومون بحركة زائدة ويحاولون عدم لفت انتباه رجل خدمات الهجرة الامريكي، ولا حتى شرطية تُسدد حركة القادمين الى النوافذ المختلفة. فكلمة واحدة زائدة، أو حركة غير صحيحة، ليريك الموظف على النافذة طريق العودة الى البيت: لماذا؟ هكذا. فالموظف يريد وهو سيد العالم. انه أمريكا.
هذه العلاقة السلبية المهينة، التي ليست هي ذنبه ولا ذنبنا، يتلقاها في الزمن الأخير عاموس يارون وجهاز أمن دولة اسرائيل. فقد أخطأت موظفة واحدة في البنتاغون، وهم يدفعون ثمنا باهظا، لأن تلك الموظفة لا تملك الشجاعة للاعتراف بالخطأ، بالضبط مثل المرتبة التي كنت شاهدا عليها: وزير الخارجية الامريكي الحازم، جيمس بيكر، انحنى خلف الطاولة، وأتى نحو وزير الدفاع اسحق رابين، الذي أوقفه قبل ذلك على خطأ وقال: أمريكا، حتى عندما تخطيء تكون على حق.
يقولون عن عاموس يارون انه أفضل المديرين العامين الذين كانوا لوزارة الدفاع في السنوات الأخيرة، وهناك من يقول انه كان أفضلهم على الاطلاق. فهو شخص نزيه تنحني المسطرة الى جانبه اذا ما التقاها. الصناعات الأمنية وآلاف عمالها مدينة له بوجودها في السنوات الأخيرة. فهو تقريبا قصة النجاح الوحيدة التي يستطيع اهود براك ان يبيعها وهو الذي عينه لوظيفته.
اصطدم عاموس يارون في عمله بوظيفة امريكية في البنتاغون، تبحث عن أعداء لامريكا وتجدهم، وهم الذين كما تعلمون لا يوجد حق بقاء للصناعات الأمنية الضخمة هناك من غيرهم. العدو الحالي هو الصين، مثل العراق في الماضي وسوريا في المستقبل.
في اطار مزاعم ضد مبيعات أمنية اسرائيلية للصين، أغلق البنتاغون الأبواب أمام عاموس يارون ووزارة الدفاع، وفي العلاقات التي بين البنتاغون ووزارة الدفاع يُعد هذا وضعا غير ممكن أصبح مستمرا منذ أشهر طويلة. دولة اسرائيل وعاموس يارون عرضوا على الامريكيين كل الاجابات على الاسئلة في قضية الصين، "خلعوا ملابسهم" عن آخرها، وأهانوا أنفسهم، واستلقوا على البلاط. ماذا تطلبون منا بعد، يا أمريكا؟.
السيدة من البنتاغون لا تتنازل. لقد أثبتوا لها بالتلميحات وبالدلائل بأنها اخطأت، وبأن بلاغات عاموس يارون ووزارة الدفاع كانت الحق الحقيقي، ولكنها ماضية في سبيلها: يجب على عاموس يارون ان يدفع الثمن. لماذا؟ ماذا؟ ما الذي حدث فجأة؟ هذا ما تريده السيدة - وهكذا سيكون، لان امريكا حتى عندما تخطيء فانها على حق. الاعتراف بالخطأ هو حق القريب الفقير، الذي يتردد على الأبواب. السيد الذي يقف على الباب ويمد خبزه الى العالم لا يخطيء.
يُقال في حق رئيس الحكومة اريئيل شارون، انه يؤيد يارون ويعرف كونه على حق ويعرف عدم الاستقامة الامريكية المُظهرة نحو المدير العام لوزارة الدفاع، ولكن ما الذي يستطيع بعد ان يفعله رئيس حكومة فقير، يأخذ الفتات عن مائدة السيد؟.
------------------------------------------------------












هآرتس - مقال - 6/5/2005

هل تريد اسرائيل السلام؟
بقلم: عاموس شوكين
مدير ومحرر صحيفة "هآرتس"

(المضمون: يتحدث شارون عن ضرورة السلام بين الشعب الاسرائيلي والشعوب العربية لا عن السلام بين الزعماء فقط ولكن الاصلاح الذي جرى على قانون المواطنة في اسرائيل يمنع من هذا الطموح ويعزز التمييز السائد بين العرب واليهود في دولة اسرائيل - المصدر).

اريئيل شارون خائب أمله من السلام مع الدول العربية: "تعالوا نرى العلاقات"، يقول في مقابلة مع صحيفة "هآرتس"، "السلام القائم اليوم هو سلام بين زعماء. الشعوب تقاطع. في مصر الدوائر الجامعية، والدوائر التجارية والمنظمات الحرفية تقاطع اسرائيل… والامر نفسه في الاردن". الطموح الى السلام مع الشعوب العربية مُراد في ذاته، ولكن في وضع العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين ربما توجد مصلحة اسرائيلية اخرى في السلام مع الشعوب، لا مع الزعماء فقط: فسلام كهذا سيعزل الفلسطينيين ويُسهل على اسرائيل ان تصوغ علاقاتها معهم كما تريد. وربما ايضا بسبب ذلك ترفض الشعوب العلاقات السلمية مع اسرائيل، وتضغط زعماءها، وتدعم الفلسطينيين في صوغ علاقاتهم مع اسرائيل.
اسرائيل، عامل مركزي في الاهتمام لرفاهة اليهود في كل مكان، لا يجب عليها ان تفاجأ، بأن الشعوب العربية تشعر بالتزام للمصالح الفلسطينية في المناطق وفي اسرائيل. اصلاح قانون المواطنة - الذي يمنع مواطنا اسرائيليا، أو عربيا اسرائيليا في الأساس، من الزواج بزوج أو زوجة وُلدا في المناطق المحتلة وأن يعيش معه في اسرائيل، ينشيء تمييزا صعبا ويُعمق مقاطعة الشعوب العربية لاسرائيل. إن قضاءً مشابها على يهودي في دولة أيا كانت كان سيتسبب الى رد اسرائيلي صعب، وبحق.
لا يجوز ان تكون اسرائيل دولة يهودية غير ديمقراطية. إن وضعا كهذا يعني فشل الصهيونية. على اسرائيل ان تبذل جهدا لتكون فيها أكثرية يهودية، وعليها بموازاة ذلك ان تؤمن أن يكون مواطنوها متساوي الحقوق. في ظاهر الامر اصلاح قانون المواطنة يضمن المساواة. فهو يمنع من فتى من حيفا ان يتزوج فتاة من رام الله وان يعيش معها في حيفا ولا يفرق بين يهودي وعربي. لكن من الواضح انه لا يضمن التساوي: فاليهود تقريبا لا يتزوجون فلسطينيات. في اصلاح القانون اذا تمييز شديد ومس بحقوق المواطن لعرب اسرائيل، الذين يُعد الاحتياطي الطبيعي لزواجهم الفلسطينيون في المناطق.
عندما سُن الاصلاح زعم مؤيدوه، انه هدف الى منع تسلل ارهابيين الى اسرائيل تحت غطاء الزواج. هذا تعليل فاسد: فمسؤولية "الشباك" أن يمنع تسللا ارهابيا تُلزم بعمل انتقائي غير شامل، ومهمة "الشباك" أن يُمكن لحقوق المواطن في اسرائيل لا أن يمسها. وذلك ايضا تعليل كاذب. لست أخال الحوادث الارهابية كانت ستُمنع، حتى لو كان القانون سائدا طول الوقت. عندما جاءت الآن الحكومة والكنيست لتمديد جريان القانون خرجت الأفعى من الكيس: ليس الحديث عن منع الارهاب، ولكن عن منع دخول فلسطينيين الى اسرائيل لكي لا يُخل بالميزان السكاني بين اليهود والعرب في الدولة.
علق مؤيدو القانون باصلاحات دستورية أُخذ بها مؤخرا في الدانمارك وهولندا. في الدانمارك يمنع الاصلاح القانوني اولئك الذين لا يتصلون بصلة عميقة بالدانمارك أن يتوطنوا فيها أو ان يمكثوا فيها، والحديث في الأساس، عن المسلمين لكن لا عنهم فقط. في هولندا اصلاح القانون يمنع المواطنة أو السكن عمن لا ي
05-08-2005, 03:09 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #5
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية






الأثنين 9 /أيار/2005 العدد 8786


المصدر السياسي
قسم العناوين الأثنين 9/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- كأس اوروبا لمكابي - للمرة الثانية على التوالي.
- ابطال .
- اسمحوا لامنا أن تموت.
- المعلمون: سنحرق اليوم كتب الاقالات.
- الميدان الاصفر.
- يا امي جلبت لك الكأس.
- اوروبا في ايديهم.
- نتنياهو ضد اولمرت: طلب تقليص ظهوري في التلفزيون.
- يسكنان لسنوات في مستوطنة كديم، ولن يتلقيا تعويضات.
معاريف:
- امبراطورية.
- مكابي تل ابيب تعملها مرة اخرى.
- الفلبينيون يكشفون كل شيء.
- الكأس مرة اخرى لنا.
- الميدان الاصفر.
- نهاية الطفولة.
- مواجهة شديدة في الشرطة بين الفتى والحاخامة عمار: "رأيتيني في البيت اعاني وابكي".
- الحاخام عمار: ما كان كان.
- اعتقال اداري أول.
هآرتس:
- اعتقال اداري لمقيم في يتسهار.
- الجيش الاسرائيلي يوصي باعتقالات اخرى قبل الاخلاء.
- انجاز حماس في الانتخابات للبرلمان سيجعل خطة فك الارتباط صعبة جدا.
- حماس تهدد: التشكيك بنتائج الانتخابات يؤدي الى نهاية التهدئة.
- 7 الاف مؤيد لمكابي، مكالمة محبة هاتفية بين مدرس ورئيس وزراء - وكأن واحد.
- التقدير في وزارة العدل: تحقيق جنائي ضد الوزير كاتس في اعقاب تقرير المراقب.

* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الاثنين 9/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - السلطة الفلسطينية/الاستخبارات العسكرية - هآرتس - من عاموس هرئيل:
انجاز حماس في الانتخابات للبرلمان سيجعل خطة فك الارتباط صعبة جدا../
النجاح النسبي لحماس في الانتخابات البلدية في المناطق، الاسبوع الماضي، يخلق تماثل مصالح - نادر جدا في هذه الفترة - بين اسرائيل وقيادة السلطة الفلسطينية: فالان يوجد للطرفين مصلحة كبيرة في تأجيل الانتخابات للمجلس التشريعي - البرلمان للسلطة، والتي تقرر عقدها في 17 تموز.
رئيس السلطة الفلسطينية (ابو مازن) يخشى هزيمة فتح في هذه الانتخابات. فيما أن اسرائيل ستجد صعوبة في الانسحاب من قطاع غزة وشمالي السامرة في اطار خطة فك الارتباط، بعد ثلاثة ايام او ثلاثة اسابيع من الانتخابات (حسب الموعد النهائي لتطبيق الخطة، الذي سيقرره رئيس الوزراء اريئيل شارون) اذا ما تبين أن شريكها العملي في الخطوة هي حماس.
إذ أن هذا هو المعنى الحقيقي للمرحلة الثانية من الانتخابات المحلية في المناطق: فالقطاع قريب الان اكثر من اي وقت مضى من السقوط في يد حماس. فالحركة الاسلامية تسيطر عمليا (مباشرة او عن طريق قوائم مقربة لها) في معظم المدن المركزية في القطاع. في المرحلة الاخيرة من الانتخابات المحلية، والتي يزمع عقدها في ايلول، من المتوقع لحماس أن تحظى ايضا بمخيم جباليا للاجئين، ومن غير المستبعد ان تنتصر ايضا في الانتخابات لبلدية غزة نفسها. وهذا بحد ذاته سيء بما فيه الكفاية، بعيون اسرائيلية ولكن اذا تبين اذا اقتربت المنظمة من حدود الـ 40 في المائة في الانتخابات للبرلمان، فانها ستضع نفسها كشريك متساوي القوى، على الاقل، مع فتح في السلطة.
شارون، رغم اصراره على أن فك الارتباط هو خطوة احادية الجانب، فسيجد من الصعب عليه أن يشرح انسحابا من المناطق في الوقت الذي يكون فيه واضح ان هذه المناطق تسقط في يد حماس. في القيادة السياسية وكذا في هيئة الاركان باتت تنطلق اصوات تقضي بأن انتصار حماس في الانتخابات للبرلمان يستدعي تجميد فك الارتباط، وان كان هذا سيجري في اللحظة الاخيرة.
وعليه، فان الحل المريح - من ناحية شارون وكذا بالنسبة لابو مازن - سيكون تأجيل الانتخابات البرلمانية. واذا ما جرت هذه مثلا في كانون الاول، فانه يمكن دوما الامل في أنه حتى ذلك الوقت ستصحو فتح. وحتى لو انتصرت في حينه حماس - فلن يكون لذلك بالضرورة صلة مباشرة بفك الارتباط.
غير أن احتمالات ابو مازن في أن يؤدي الى تأجيل الانتخابات للبرلمان الفلسطيني لا تزال غير واضحة. فمع أن مصر تضغط على الفلسطينيين في هذا الاتجاه، ولكن الكثير منوط ايضا بالرأي العام في المناطق. فاذا ما فُسر الامر كـ "مناورة قذرة" اخرى من فتح، التي أخذت صورتها كحركة ضعيفة وفاسدة تترسخ، فان من شأنه أن يؤدي الى اندلاع مواجهة مباشرة بين السلطة وحماس. وفي هذه اللحظة فانه بالمكانة الحالية للقيادة الفلسطينية، ليس مؤكدا على الاطلاق أن في وسعها أن تسمح لنفسها بمثل هذه المواجهة.
وفي هذه الاثناء يفكر رئيس السلطة بان يؤجل باسبوع او اكثر زيارته الى البيت الابيض، المزمع عقدها في نهاية شهر ايار. ابو مازن، الذي سيزور في الاسابيع القريبة القادمة ضمن بلدان اخرى اسبانيا، البرازيل، تشيلي، الصين واليابان يأمل في أنه حتى ذلك الوقت سيتمكن من ان يعرض على الامريكيين انجازات حقيقية في الايفاء بتعهداته بتوحيد أجهزة الأمن وتقليص الارهاب.
في اسرائيل يواصلون المتابعة بقلق لخطوات السلطة الفلسطينية في هذه المجالات. نقطة اختبار هامة ستكون في الايام القريبة القادمة حين يتضح اذا كانت السلطة ستنجح في جهودها لجمع اسلحة المطلوبين في المدينتين اللتين سلمتا اليها، طولكرم واريحا، وتوقف التزايد في نار الراجمات وصواريخ القسام في قطاع غزة.
ولجأت وسائل الاعلام في المناطق وفي العالم العربي الى اقتباس تصريحات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء اهرون زئيفي فركش في نهاية الاسبوع، حين قدم بيان رأي ايجابي عن جهود أبو مازن في هذه المجالات، في مقابلة اجراها معه "صوت اسرائيل" الاسبوع الماضي. ويوجد هنا للفلسطينيين مبرىء ذمة غير متوقع يسارعون الى استخدامه في جهودهم الاعلامية حيال الادارة في الولايات المتحدة، قبل زيارة ابو مازن الى واشنطن.
ولكن من المشكوك فيه جدا أن يكون رئيس الوزراء شارون مرتاحا لاقوال زئيفي، ناهيك عن ان تشخيص رئيس شعبة الاستخبارات موضع خلاف شديد داخل اسرة الاستخبارات نفسها. فالمخابرات - "الشباك" - ومعها ايضا رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العميد يوسي كوبرفاسر - انتقادية اكثر بكثير تجاه الافعال (وحتى النوايا) لرئيس السلطة الفلسطينية.
حماس - هآرتس - من ارنون ريغيولر:
حماس تهدد: التشكيك بنتائج الانتخابات يؤدي الى نهاية التهدئة../
هدد مسؤولون كبار في حماس أمس من أن "التهدئة" الأمنية كفيلة بان تنتهي بسبب "محاولة فتح تفجير نتائج الانتخابات المحلية". وأصدرت حماس أمس بيانا رسمي دعت فيه مصر الى "حماية الحركة من هجمات فتح والسلطة الفلسطينية"، وهددت من أنه اذا ما استؤنفت نشاطات الجيش الاسرائيلي ضد الحركة، فان التهدئة ستصل الى منتهاها. وافاد مصدر كبير في حماس بان "تفجير نتائج الانتخابات" او الغاء الانتخابات للبرلمان الفلسطيني، كما تهدد فتح سيكون مبررا لوقف التهدئة.
في نهاية الاسبوع اتضحت نتائج الانتخابات المحلية في 82 سلطة محلية. والى جانب انتصارات فنية لفتح تبين أن حماس سيطرت على السلطات الكبرى في الضفة الغربية وفي قطاع غزة مثل رفح، بيت لاهيا وقلقيليا.
ووقعت في قطاع غزة حوادث بين مسلحين من فتح ونشطاء حماس، الى جانب هجمات لفظية قاسية من كبار مسؤولي فتح في القطاع على حماس. وجاء تصريح المسؤول في حماس بسبب الهجمات الشخصية من فتح على زعيم حماس محمود الزهار بدعوى أن حماس "زيفت" الانتخابات. وتدعي فتح بان اللجنة العليا للانتخابات المحلية (والتي معظم اعضائها بالمناسبة هم نشطاء فتح) تآمروا لقلب نتائج الانتخابات - ولا سيما في رفح المدينة الاكبر التي جرت فيها الانتخابات والتي حظيت فيها حماس باغلبية ساحقة.
من يدير المعركة الان هو رئيس مكتب التوجيه لفتح في غزة، عبدالله الافرنجي، المسؤول عن الانتخابات من قبل الحركة. وقد هاجم بشدة الزهار مدعيا أن اعضاء لجنة الانتخابات المحلية في رفح والمراقبين الذين كانوا في صناديق الاقتراع "تآمروا لتزييف الانتخابات والحاق الهزيمة بفتح".
واعتقد المراقبون الدوليون في الانتخابات، بتقدير أولي، بان لجنة الانتخابات الفلسطينية أدت دورها بنجاح وان الانتخابات كانت نزيهة، "المعهد الوطني الديمقراطي" برئاسة الرئيس الامريكية الاسبق جيمي كارتر قرر بأنه "رغم الصراع الشديد بين المرشحين، الا ان الانتخابات جرى بشكل نزيه وكان سياقها في الغالب هادئا".
مع المواجهات العنيفة بين المعسكرين، والتي اصيب فيها أمس نحو عشرة فلسطينيين هاجم مسلحون من كتائب شهداء الاقصى لفتح مكاتب لجنة الانتخابات المركزية في دير البلح في القطاع. وكان هذا مثابة تصريح نوايا قبل الانتخابات للبرلمان، المزمع عقدها في تموز، ولكن يبدو انها الان لن تعقد.
هآرتس - من تسفي برئيل:
فجأت التغطية الاعلامية اهم لحماس من الشريعة../
كان لقيادة حماس امس تشخيص مشوق: "هذه هي المرة الاولى التي يتهم فيها حزب سائد المعارضة بتزييف الانتخابات" ادعى بعض ممثليها تجاه السلطة الفلسطينية. وبالفعل، فان الانجاز - وليس النصر - لحماس هو في أنها نجحت في ان تسحب من فتح الهالة التي احاطت بها على مدى اكثر من عقد من السنين، الهالة التي تفيد بأن لحزب السلطة، او المنظمة التي اقامت الحركة الوطنية الفلسطينية الحديثة، لا يوجد منافسين ذوي وزن.
ومع أنه ليس لحماس أغلبية في المجالس المحلية، وكذا الانتصار في المدن الكبرى لا يمكنه ان يعتبر انتصارا صرفا للحركة - اذ ان الكثير من الناخبين اعطوا اصواتهم لابناء عائلاتهم الذين هم بالصدفة ايضا من رجال حماس - لا ينبغي تجاهل الخلاف السياسي الجذري. فهذا تقسيم يقضي، وعلى ما يبدو سيبقي لحماس نصيب نحو ثلث من الجمهور. باقي القوائم، وعلى رأسها فتح، ستحتفظ بباقي الاصوات.
مثل هذا التقسيم وان كان ليس دقيقا من الناحية الايديولوجية، وان كان لا يزال يسمح بخلق تحالفات سياسية بين الخصوم، يعرض المقدمة السياسية للانتخابات للبرلمان الفلسطيني. يمكن التقدير بان تقسيم القوى سيبقى في اطار ثلث وثلثين في الانتخابات للبرلمان ايضا، والتي من المتوقع أن تعقد في شهر تموز.
التفسير العملي لهذا الامر هو أن التيارين المركزيين، حماس وفتح، سيتعين عليهما اجراء تنازلات ايديولوجية وسياسية كي يتمكنا من اقامة الدولة الفلسطينية مع انجازات مناسبة، كل طرف لمؤيديه.
من ناحية فتح، النتائج تدل على فقدان القوة، ولكن ليس على فقدان السلطة. ومن هنا، فان النجاح النسبي لحماس بالذات كفيل بأن يؤدي بهذه الحركة الى ان تتبنى اكثر فأكثر النهج السياسي وليس الايديولوجي، على الاقل الى ان تقوم الدولة الفلسطينية.
في هذه الانتخابات، مثلما في الجولة الاولى للانتخابات في المجالس المحلية، ومثلما مع نية حماس المشاركة في الانتخابات للبرلمان - فان الحركة تجتاز سياقا تجتازه معظم الحركات الدينية في المنطقة. وهذا سياق تكون فيه الانجازات السياسية هامة بحد ذاتها، وان كانت تأتي على حساب الايديولوجيا. هكذا يجتاز حزب الله، في السنوات الخمس الماضية، سياقا من التسيس، يحل محل ذريعة الحرب ضد اسرائيل؛ الاخوان المسلمون في مصر يؤيدون مبارك تصريحيا، وان كانوا يعارضونه ايديولوجيا؛ وحماس تشارك في سياقات هي ثمرة اتفاق اوسلو التي يرون فيه أب الخطيئة الفلسطينية.
من يراجع اليوم ميثاق حماس، يجد صعوبة في أن يعود لايجاد هوية الحركة في سلوكها السياسي الحالي: تعاون مع فتح، في اتفاق وقف النار، وليس في الحرب ضد اسرائيل؛ دولة الشريعة ليس شعارا يطلق على رؤوس الاشهاد؛ التعاون مع رئيس السلطة، الذي انتخب في انتخابات جاءت نتيجة ضغط اسرائيلي - امريكي؛ والان المشاركة في الانتخابات، للسلطات المحلية وللبرلمان، بينما الاحتلال الاسرائيلي يوجد في ذروته.
مع أن الكفاح المسلح يبقى خيارات بيد حماس ولكن هذا بات خيارا سيتعين على الحركة أن تدرسه بحذر، إذ أن معناه ليس فقط حرب متجددة مع اسرائيل، بل أن هذا سيعرض شعبية الحركة للخطر، والصدام الفكري مع ثلثي السكان الفلسطينيين، الذين حتى وان لم يعطوا اصواتهم لفتح بالذات، الا انهم لم يمنحوها لحماس ايضا.
الحاجة الى قراءة خريطة الشعبية في اوساط سكان المناطق قراءة سياسية، هي أمر جديد من ناحية حماس، ولعل هذا هو الانجاز الاهم لهذه الانتخابات.

المستوطنون - معاريف - من عمير ربابورت وآخرين:
اعتقال اداري أول../
اعتقال اداري أول قبل فك الارتباط: وزير الدفاع أصدر أمس أمرا اعتقاليا بحق نارييه اوفين من مستوطنة يتسهار في السامرة.
نارييه اوفين، ابن 34، سجن أمس بأمر اعتقال اداري في أعقاب معلومات من المخابرات تفيد بأنه مشبوه بالضلوع في نشاط ارهابي في محاولة لاحباط خطة فك الارتباط.
اوفين، متزوج واب لاربعة، هو اليهودي الاول الذي يعتقل بأمر اعتقال اداري على خلفية خطة فك الارتباط المخطط تنفيذها في الصيف. أمر سابق صدر قبل نحو شهر ضد نوعام فيدرمان ولكن هذا كان أمرا بالاقامة الجبرية الادارية وليس اعتقالا كاملا في السجن.
الامر ضد اوفين وقعه وزير الدفاع شاؤول موفاز يوم الاربعاء الماضي ويسري مفعوله حتى 30 ايلول، اي بعد انهاء خطة فك الارتباط. وكان المستوطن المعتقل يخضع لملاحقة المخابرات على مدى فترة طويلة. وعلم أنه في اثناء خدمته العسكرية كان قناصا في وحدة دوفدفان.
"وجدت نوايا نارية"
في أثناء المداولات التي سبقت القرار باعتقاله، ادعت محافل عسكرية أنه عثر في حوزته على اسلحة وكذا على نوايا نارية. كما أنه تراكمت معلومات استخبارية تشير الى ان من شأنه ان ينفذ عمليات ضد عرب وكذا ضد يهود في الفترة القريبة القادمة.
وكان اوفين اعتقل فجرا على يد شرطة الوحدة المركزية في لواء السامرة ويهودا، كمنوا له في حاجز حزما شمالي القدس. وقد نقل الى سجن شيكما في عسقلان، واغلب الظن سيستأنف على اعتقاله امام المحكمة.
ويعد اوفين نشيطا يمينيا متطرفا معروفا جيدا للشرطة وهو في هذه الايام يقف امام محاكمة جنائية بتهمة الاعتداء اللفظي على حاخام قيادة المنطقة الوسطى. وفي الاشهر الماضية شارك اوفين في حملات نشيط اليمين المتطرف نوعام لفنات، وعني بجمع تواقيع الجنود على عريضة تدعو الى رفض أوامر اخلاء اليهود.
وفي جهاز الأمن ينفون أن يكون اعتقال اوفين يدل على موجة اعتقالات ادارية للمستوطنين ستعقد في الايام القريبة القادمة.
كما اوضحت مصادر قانونية أمس بان اعتقال نارييه اوفين اداريا قد صادق عليه شخصيا النائب العام للدولة عيران شندر قبل ان يوقع وزير الدفاع أمر الاعتقال.

فك الارتباط - هآرتس:
يسكنان لسنوات في مستوطنة كديم، ولن يتلقيا تعويضات../
في الـ 11 سنة الماضية سكن الزوجان سارة ويوسف شايمن في مستوطنة كديم في السامرة. وقبل الاخلاء المتوقع، توجه للزوجين مسؤول كبير في ادارة فك الارتباط وابلغهما بانهما لا يستحقان التعويض. والسبب هو انه ليس لهما مواطنة اسرائيلية. وروت امس سارة تقول: "كنت في صدمة تامة. فنحن نسكن في اسرائيل منذ ثلاثين سنة، بل حتى ابني خدم في المظليين".
قبل 29 سنة قرر الزوجان سارة 66 ويوسف 68 شايمن ربط مصيرهما بدولة اسرائيل بعد ان هاجرا اليها من الولايات المتحدة. واضافة الى ذلك قرر الزوجان عدم التهود ولهذا فقد تلقيا بطاقات هوية مقيم دائم وليس حق مواطنة.
بعد 18 سنة في البلاد، انتقل الزوجان للسكن في مستوطنة كديم في شمالي السامرة. وبالمقابل، دفع الزوجان الضرائب والتأمين الوطني وخدم ابنهما في سلاح المظليين وقاتل في لبنان.
وعندما أخذت خطة فك الارتباط تتجسد، كانت عائلة شايمن من اوائل من رفعوا بواسطة مكتب المحامي تمير شمئير، مطالب التعويضات بمبلغ 200 الف دولار لادارة فك الارتباط. واتصل أمس بالزوجين عاموس تسوك، المسؤول الكبير ف يالادارة وابلغهما بان لديهما مشكلة. وروت شايمن انه "قال لنا اننا لسنا مواطنين، ويوجد مشكلة مع مكانتنا كمقيمين. واضافة الى ذلك فقد ادعى بانه لو أننا قرأنا القانون فاننا سنرى انه لا ينطبق علينا".
بيان الادارة وقع على الزوجين مذهلا. في اعقاب الاخلاء المتوقع اشترت عائلة شايمن بيتا بديلا في حاضرة غان نير. وتساءلت سارة "ماذا افعل الان؟ كيف سأدفع لقاء البيت الذي اشتريناه؟ اين سنسكن؟" فيما كان لا يزال مندوب الادارة يشرح لها كم هو خطير وضعهما. "عليكما أن تبعثا رسالة تشرحا لماذا تستحقان التعويض على الاطلاق مثل كل مواطن آخر"، قال لهما.
"هذه هي المرة الاولى التي اشعر فيها باني مواطنة من الدرجة الثانية"، قالت سارة. "عندما اشتريت البيت بحر مالي لم يسألني احدا اذا كنت يهودية او اذا كان لي حق مواطنة. وفقط عندما يتعين عليهم ان يدفعوا لي يتوجب علي أن ابعث برسالة اشرح لماذا استحق المال".
وعلم من ادارة فك الارتباط انها "تحاول قدر استطاعتها التوفيق بين نص القانون والرغبة في مساعدة المستوطنين في الحصول على مالهم. وبدون رسالة يشرح فيها هؤلاء السكان حقهم في التعويض فان الادارة سترد طلبهم. واضافة الى ذلك، فان بند الاستحقاق للزوجين في نموذج التعويضات شطب، الامر الذي اثار اشتباه رجال الادارة واستوجب فحصا اضافيا مع العائلة".
-----------------------------------------------------
المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الاثنين 9/5/2005

ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - /5/2005
ممنوع الدخول للسياسيين
بقلم: أُسرة التحرير
في العام القادم سيدخل خمسة قضاة جدد الى المحكمة العليا. وفي غضون سنة ونصف السنة سيتغير ايضا رئيس المحكمة العليا، اهرون براك ليحل محله أقدم قضاة العليا، دوريت بينش. هذا التقليد، لتحديد رئاسة المحكمة العليا حسب الاقدمية، وليس بالتعيين او الانتخاب، ينبع من الطموح لتحييد الاختيار قدر الامكان عن تأثيرات خارجية، نبش سياسي وتغيير مؤقت للتشريع. والمحكمة العليا يفترض بها أن تدار باكبر قدر من الامكان بعيدا عن كل هذه وان كان واضحا بان اجراءا نظيفا تماما لتعيين القضاة ليس ممكنا بل وليس ضروريا.
هذه التقاليد لا تستوي مع اقتراح تعيين دان مريدور قاض في المحكمة العليا. فضم سياسي صرف الى سلسلة المتنافسين سيؤدي الى نهاية النهج القائم الذي يعمل بنجاح منذ قيام الدولة. والنية لاختيار مريدور قاضيا في العليا تربط بين السياسة والقضاء وتفتح ثغرة لدخول السياسيين - القضائيين الاخرين، حسب صيغة توازن ستطرح على جدول الاعمال في المستقبل بالتأكيد. ويكفي أن نذكر بعض من رجال القانون في السياسة من القادرين في ظروف معينة ان يجدوا طريقهم الى العليا، كي نخشى الامر. كثيرون من اعضاء الكنيست في الماضي وفي الحاضر هم ذوو تعليم قانوني، بينهم ذوو تجرية عملية في القضاء كما يفترض القانون. فمن سيقف في طريق داليا ايتسيك، ايهود اولمرت، تسبي لفني، دافيد ليبائي، رؤوفين ريفلين، روني بار أون، يوسف لبيد وعنبال جبريئيلي؟
مريدور كان وزير عدل ممتازا وشارك في تشريع بعض القوانين الاساس الهامة، ونظرته القيمية للعالم تماثل بقدر كبير قيم المحكمة العليا كمدافعة عن حقوق الفرد وحرياته وكمانعة للفساد السياسي. ولكن مريدور هو قبل كل شيء سياسي منذ الولادة، وبالمعنى الايجابي للكلمة. وعلى مدى السنين عمل بنزاهة واستقامة جماهيرية على حث مواقفه السياسية. ولم يعمل تقريبا كـ "قضائي صرف"، كما هو متوقع من المرشح لمنصب قاضي. وكمن عمل في السياسة على مدى عقدين من الزمن، وكان عضو حزب، وزير عن حزب، وسكرتير الحكومة عن زعيم الحزب مناحيم بيغن، فانه لم يفلح ابدا في ان يضفي على نفسه سمة الحيادية اللازمة للقضاء في مجالات كثيرا ما تلامس السياسة. وحتى لو خيل ان مريدور هو أفضل المرشحين السياسيين لولاية قاضي، فيجب المنع بكل ثمن تحطيم هذا الحاجز كي لا تكون سابقة.
في لجنة انتخاب القضاة نائبان (شاؤول يهلوم وابراهام شوحط)، وزيران (وزير العدل تسبي لفني وداني نافيه)، مندوبان عن رابطة المحامين ورئيس المحكمة العليا واثنان من قضاته. يمكن التوقع بان هذه التركيبة المحترمة والمتوازنة ستركز على انتخاب قضاة مهنيين، نزيهين ونشطاء، ذوي معرفة في مجالات القضاء المختلفة، وتبعث خبرتهم على الاحترام والتقدير من الجمهور، ويزيد اختيارهم ثقة الجمهور بالخطوة، ونشاطهم سيؤدي الى تقصير مدة الاجراء القضائي - الامر الذي سيزيد الاحساس في أن المحكمة بالفعل تقيم العدل بالمعنى الاساس للكلمة.
-----------------------------------------------------













المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الاثنين 9/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - /5/2005
مَنْ المستفيد من خصخصة بيزك؟
بقلم: سيفر بلوتسكر
خبير اقتصادي ومحلل استطلاعات

حكومة اسرائيل ستقوم اليوم ببيع شركة بيزك للقطاع الخاص. بيزك كانت ذات مرة جزء من مكتب البريد، ومن ثم من مكتب الاتصالات وبعدها تحولت الى شركة حكومية، والآن هي شركة مساهمة تملك الحكومة اغلبية أسهمها. بيزك تضم في صفوفها 15 ألف موظف وموجودة في كل منزل في اسرائيل من خلال هواتفها الارضية. لا يوجد لبيزك منافس بعد في الخطوط الارضية، وهي صاحبة الاحتكار الوحيدة. بيزك هي أخطبوط ضخم: فهي تمتلك شركة الهواتف الخلوية "بلفون" والشركة الفضائية التلفزيونية "يس" وشركة الاتصالات الدولية "بيزك الدولية" والمزيد المزيد من الشركات.
أسهم بيزك في البورصة تبلغ 14.2 مليار شاقل. قبل خمس سنوات كانت تبلغ 23 مليار شاقل. ولكن منذ ان انفجرت فقاعة أسهم شركات الاتصالات لحق الضرر ببيزك ايضا. الآن تعرض الحكومة بيع 30 في المائة من رأسمال بيزك وتأمل في الحصول على اربع مليارات شاقل لقاء ذلك على الأقل. مجموعتان استثماريتان تقدمتا للعطاء المعروض، ومن سيرفع السعر سيكون هو الفائز ببيزك.
هذه كانت الحقائق الجامدة الجافة، ومن خلفها يختبيء السؤال: ما الذي سنربحه نحن المواطنون من كل حكايات وقصص الخصخصة هذه؟ القليل القليل، هذا اذا كسبنا شيئا أصلا. إبان بلورة قواعد المناقصة كان بامكان الحكومة ان تبيع بيزك مع التركيز على مصلحة المستهلكين مثل اشتراط المناقصة بصاحب أفضل وأرخص سلة خدمات للمواطن بدلا من التركيز على السعر الأعلى للمناقصة. الاقتصاديون يسمون مثل هذه المناقصة التي تركز على مصلحة المستهلك وليس على خزينة المالية "مناقصة مسابقة الجمال". على المتنافسين الذين يودون الفوز في مثل هذه المناقصة ان ينالوا إعجاب ورضى الحكام الذين يمثلون مصلحة الجمهور، أي نحن.
خصخصة شركة حكومية على أساس سلة الخدمات الأرخص يمكنها ان تصنع العجائب. هي تزيد من راحة المستهلك وتقلل من الحاجة للرقابة وتحث تطوير المنتوجات الجديدة وتفتح الآفاق الرحبة التي لم نحلم بها أمام الناس. هكذا على سبيل المثال لا الحصر تمت خصخصة الخدمات الهاتفية الدولية في اسرائيل فكانت النتيجة تحول اسرائيل خلال مدة قصيرة الى احدى الدول الأكثر رخصا في أثمان الاتصالات الدولية بعد ان كانت من أكثرها ارتفاعا.
الحكومة ووزارة المالية نسيتا انهما ليستا أصحاب بيزك. نحن مواطنو اسرائيل أصحاب بيزك الحقيقيين، ضرائبنا هي التي مولت إقامة هذه الشركة واستثماراتها ومخاسرها في السابق. عطاء أسهم بيزك تم باسمنا، ولكن من دون ان يكون لنا أي تأثير عليه وعلى شروطه. كل شيء تحدد في الأعلى من فوق رؤوس المواطنين ومن خلف كواليس البورصة الغامضة والحسابات الرأسمالية المعقدة.
رغم ان كل مواطني اسرائيل هم من أصحاب بيزك ومستخدميها، إلا انهم ليسوا شركاء في عملية الخصخصة. هم كانوا أرقاما احصائية صامتة ولم يسألهم أحد عن رأيهم في كيفية بيع شركتهم ولمن؟.
السياسيون مارسوا الضغوط، والمسؤولون حددوا، وأصحاب رؤوس الاموال قدموا اقتراحاتهم وعروضهم. اليوم ستُفتح المغلفات وستحتفل المالية مرة اخرى. لماذا تحتفل بالضبط؟ بيزك تُباع حسب اعتبارات ربحية ضيقة وليس وفقا للاعتبارات الواسعة التي تصب في مصلحة المستهلك. بيزك تتعرض للخصخصة وهي احتكار ضخم المقاييس وليس وهي مشرذمة الى وحدات تنافسية. الفرق الأساسي هو ان بيزك كانت حتى الآن احتكارا حكوميا قويا، ومنذ الغد ستكون احتكارا خاصا كاسحا. هنا وهناك توجد تغيرات في المعايير ولكنها تجميلية فقط.
التجربة العالمية تشير الى ان بيع الاحتكارات الحكومية للقطاع الخاص لا يضمن تحسين الخدمات وانما يحدث العكس احيانا. ولكن مصلحة المستهلك لم تكن في نصب أعين الحكومة وهي تخصخص بيزك، وانما ركزت على شيك الاربعة مليارات شاقل الذي حصلت عليه مقابل هذه الخصخصة.
------------------------------------------------------










هآرتس - مقال - 9/5/2005

المهم ان يتمكن شيرانسكي من الاحتجاج
بقلم: عكيفا الدار
المراسل السياسي للصحيفة

(المضمون: ما يهم شيرانسكي هو ان يحتج ضد تنازلات اسرائيل للفلسطينيين من دون دمقرطة، أما ما يحدث في ديمقراطيته الاسرائيلية من فساد يطاله هو بنفسه، فليس هاما - المصدر).

نتان شيرانسكي علل استقالته من الحكومة برفضها اشتراط فك الارتباط عن قطاع غزة وشمالي السامرة - المسمى حسب كلماته "تنازل في عملية السلام من جانب اسرائيل" - باجراء اصلاحات ديمقراطية في الجانب الفلسطيني. شيرانسكي باع صديقه جورج بوش كتابه "اختبار ميدان المدينة" الذي يتحدث عن ان الدولة الديمقراطية هي دولة يستطيع كل مواطن فيها ان يحتج علانية وجهارا ضد السلطات من دون ان يصيبه أي أذى كان. من المسموح لكل انسان ان يصرخ في اسرائيل حتى عنان السماء والادعاء ان حكومته تستخف بسلطة القانون. من حقه حتى ان يصرح جهارا ان الانتقادات هامة لرجالات الحكم المنتخبين مثل الثلج الذي سقط في السنة قبل الماضية.
في حالات استثنائية مثلا اذا تسببت عملية المحاسبة في إثارة الشبهات حول مستر ديمقراطية الذي كان شريكا في "قضم مبدأ سلطة القانون بصورة حقيقية" إبان وجوده في وزارة الاسكان، تقوم الحكومة بتشكيل لجنة وزارية. وزير واحد من ثمانية وزراء حضر الى جلسة اللجنة التي دعا اليها رئيسها. دولة اسرائيل تفاخرت بحرية التعبير فيها وبامكانية توجيه الانتقادات. أمس فقط وضع مراقب الدولة على طاولة الكنيست تقريرا سنويا جديدا ومليئا بالمعلومات حول الاخلالات الخطيرة في الادارة العامة للامور. الى جانب مختصر التقرير ستنشر - اذا سمحت المقالات حول كرة السلة بذلك - المقالة السنوية تحت عنوان "أعطوا المراقب أسنانا".
مشكلة مراقب الدولة ليست في الأسنان. القانون أعطاه صلاحيات واسعة كما جرت العادة في الدول الديمقراطية سليمة المعايير بما في ذلك التحقيق في ظل الإنذار. مهمته هي ان يوفر اللحم ومهمة الاعلام والكنيست والسلطات القانونية هي ان تغرز أسنانها فيه. المراقب الحالي القاضي اليعيزر غولدبرغ حقق في جمعيات اهود براك، ودس أصابعه ونبش في تصرفات عائلة شارون، ولم يدع الوزير تساحي هنغبي في حاله إلا بعد ان قام المستشار القضائي للحكومة بتحويل ملفه الى الشرطة. الكثير من النتائج التي توصلت اليها المحامية تاليا ساسون حول تمويل البؤر الاستيطانية من أموال دافعي الضرائب موجود في التقارير السنوية وعمليات المسح الخاصة التي وضعت على طاولة الكنيست خلال السنوات السبع الأخيرة. غولدبرغ لم يخش من دخول قدس أقداس جهاز الدفاع وأعلن الحرب على داء التعيينات الوظيفية السياسية.
الاحتجاج ضد الشخصيات العامة ومعاقبتها هي مسألة خارجة عن صلاحيات المراقب، وموجودة بيد الجمهور وممثليه المفوضين باسمه. المراقب ليس مذنبا في أن السياسيين ومن بينهم وزراء ورؤساء يضطرون لدفع الثمن فقط ان أدانهم جهاز قضائي وجرّمهم. والمراقب ليس ملوما في ان الاخفاقات الادارية والروائح الكريهة الفاسدة وحتى الاشتباه بالحصول على هبات ومحسوبيات من رجال الاعمال هو علامة فارقة معتادة في الطريق الى القمة. ليس على غولدبرغ الذي يُنهي مهام منصبه بعد ستة اسابيع ان يقلق أكثر من أي مواطن آخر من لامبالاة الجمهور في هوية خليفته القادم.
في الايام التي سبقت اختيار المراقب تناولت وسائل الاعلام مزايا المرشحين بصورة واسعة ولم يلاحظ الآن أحد ان مدة ثلاثة اسابيع فقط قد بقيت لانهاء عملية اختيار المراقب. المسألة في نهاية المطاف ليست متعلقة باختيار الفتاة الجذابة التي ستبث لنا برامج التسلية في السنوات القادمة، ناهيك عن معضلة اختيار رئيس هيئة الاركان الذي سينفذ قرارات الحكومة باخلاء غزة.
الشوق للرحيل عن ارض الموت والنفور من المتعصبين اليمينيين والاعجاب بـ "شجاعة" و"تصميم" اريئيل شارون قطع الطريق على الانتقادات وكبل أيادي المنتقدين. حزب المعارضة الرئيس اختفى تحت طاولة الحكومة. أما الحزب الثاني، وهو حركة شينوي، فقد طُرد من الحكومة، إلا انه قام بعد ذلك بانقاذها في الكنيست، وحزب ياحد مشغول في الانتقادات الذاتية. من الذي يوجد لديه وقت للانتباه للتحذيرات من تكريس الجمود السياسي وسيطرة حماس على المناطق واستئناف العمليات من جديد؟ المهم هو ان يتمكن شيرانسكي من الاحتجاج في ساحة المدينة ضد "التنازل في عملية السلام من جانب اسرائيل من دون اصلاحات ديمقراطية في الجانب الفلسطيني".
------------------------------------------------------






هآرتس - مقال - 9/5/2005

إنجاز واضح في غزة
بقلم: داني روبنشتاين
محلل خبير للشؤون الفلسطينية

(المضمون: حماس حققت انجازا بارزا في الانتخابات البلدية في غزة كثمرة من ثمار الانتصار على اسرائيل وعلى خط حركة فتح وممارساتها - المصدر).

بعد نشر نتائج المرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية الفلسطينية في غزة يمكن التقرير بصورة جازمة انه اذا لم يحدث تغيير في اتجاهات الرأي العام الفلسطيني في الاسابيع القادمة، فان الحكم في غزة سينتقل الى أيدي حركة حماس مع الانسحاب الاسرائيلي من هناك.
نجاح حماس في انتخابات المجالس البلدية في غزة كان مذهلا حيث فازت بأغلبية المقاعد البلدية في رفح (أكثر من 100 ألف نسمة)، وفي بيت لاهيا (40 ألف نسمة)، ومخيم البريج (30 ألف نسمة) وفي بلدة القرارة.
يُقال ان الانتخابات البلدية تشهد مزيجا من العوامل المحلية والعشائرية، وأهمية كبيرة لهوية المرشحين أكثر من مواقفهم السياسية، حتى لو أخذنا ذلك بالحسبان فمن المحظور تجاهل انتصار مرشحي حماس الواضح. أحد مؤشرات هذا الانتصار هو ان نشطاء فتح في غزة لا يستطيعون استيعاب حقيقة فقدانهم لمراكز القوة والسيطرة. مع ظهور نتائج الانتخابات خرج أنصار فتح الى الشوارع في مظاهرات احتجاجية (خاصة في رفح) وصرحوا بأن هناك عمليات تزوير وانهم لن يسمحوا لحماس بأن تسيطر على البلديات. من الصعب عليهم ان يُسلموا بهذه الخسارة.
الصعوبة التي يواجهها أنصار فتح تنبع من ان هذه الحركة هي الحزب الحاكم منذ سنوات عديدة. نشطاؤها اعتادوا على احتلال مراكز القوة ومناعم الحكم والسلطان وسيطرتهم على الجماهير في غزة كانت طوال سنوات مسألة مُسلما بها أكثر من الوضع القائم في الضفة حتى.
السؤال الذي يطرح الآن في ظل هذه التطورات هو كيفية حدوث هذا النجاح الذي حققته حماس في غزة وتحول هزيمة فتح في المقابل الى هزيمة موجعة. صحيح ان غزة هي وطن حركة حماس التي نشأت في صفوف الاخوان المسلمين في القطاع المرتبط مع مصر، إلا ان ذلك لا يوفر كل الاجابة عن الوضع. يجب ان نضيف الى ذلك الضائقة الاقتصادية في غزة التي هي أخطر بكثير مما يوجد في الضفة. على خلفية هذه الضائقة طرحت في غزة انتقادات شديدة حول الفساد المستشري في اجهزة الحكم، أي في اوساط نشطاء فتح، والرغبة في إزاحتهم واستبدالهم بنشطاء حماس ذوي الصورة الزاهدة والمستقيمة.
زيادة على كل ذلك، حماس تظهر في غزة (أكثر مما في الضفة) كمن قاتل وقدم الضحايا وجلب للفلسطينيين الانتصار المتجسد بالانسحاب الاسرائيلي. الناطقون بلسان فتح والسلطة الفلسطينية في غزة غير قادرين على مواجهة الادعاء في انهم لم يتمكنوا طوال فترة عملية السلام والمفاوضات من تحقيق ما حققته صواريخ القسام وقاذفات الراجمات الحمساوية ودفعت اريئيل شارون للانسحاب.
الصورة من وجهة النظر الاسرائيلية قد تكون أصعب من ذلك وأشد وقعا لأن حماس تعتبر في غزة كمن يوشك على استلام مفاتيح الحكم من دون ان تعطي أي مقابل للاسرائيليين المنسحبين. لم يطرأ أي تغيير على مواقف حماس، من الناحية الرسمية على الأقل، حيث لا تعترف بحق اسرائيل في الوجود وتؤيد مواصلة الكفاح المسلح. كل منشورات حماس تواصل التحدث عن "الكيان الصهيوني" وعن "المناطق المحتلة في عام 1948"، وفلسطين كلها تعتبر في نظر حماس أرضا وقفية اسلامية يحظر التنازل عن أي ذرة منها.
من المحتمل ان تغير حماس مواقفها ذات يوم في المستقبل، ولكن من شبه المؤكد ان قادة هذه الحركة الدينية - السياسية لن يفعلوا ذلك من دون مقابل: كالاعتراف بهم والاستعداد للتفاوض معهم. لا يبدو أن هناك احتمالية قائمة لذلك، خصوصا في القريب. وفي هذه الاثناء تسير حماس في دروب مفتوحة وواثقة جدا نحو استلام غزة من اسرائيل كثمرة للانتصار.
------------------------------------------------------












يديعوت - مقال - 9/5/2005
الانسحاب من الأخطاء
بقلم: غي باخور
كاتب مستشرق

(المضمون: هكذا تكون صورة الانسحاب في الشرق الاوسط: في ضوء النهار، وفي امتداد من الزمن ومع تنظيم إنهاء لكي لا يُؤَوَل الامر كتقهقر مذعور - المصدر).

هل ستكرر اسرائيل في قطاع غزة الأخطاء التي فعلتها في انسحابها أحادي الجانب من جنوب لبنان في مثل هذا الشهر قبل خمس سنوات؟ هناك ايضا كانت فكرة الانسحاب أحادي الجانب صحيحة، وكانت تستحق ايضا أن تُقدَم ببضع سنوات لكن طريقة الانسحاب كانت مخطوءة، الى حد ان "الكيف" المخطوء غطى على "الما" الصحيحة. الانسحاب الخاطف، كاللصوص في الليل، مع تخليف المتاع للتحقير وهرب اللبنانيين المذعور الى اسرائيل كل ذلك خلق احساسا بالهرب. وذلك، للتمييز بينه وبين الانسحاب السوري المنظم من لبنان في المدة الأخيرة، المشتمل على نظام إنهاء، لأنهم هكذا ينفذون انسحابا في الشرق الاوسط: في بياض النهار لزمن مديد مع نظام، لئلا يُفسر الامر كهرب مذعور.
في القريب ستخلي اسرائيل قطاع غزة، ويتكرر السؤال ماذا نصنع ببيوت المستوطنين، أنبقيها أم نهدمها، وماذا نصنع بالأنقاض، أنتركها أم نخليها.
التقدير الغربي المنطقي، الذي وجه اسرائيل دائما في الشرق الاوسط، يقول انه يجب الإبقاء على البيوت، أو ربما نقلها للفلسطينيين أو لجهة ثالثة كالبنك الدولي، لأنه يحق الأسف على المال. أو كما اقترح الوزير شمعون بيرس في هذا الاسبوع، أن تستعمل "هذه البيوت قرى شبان وتنزه للفلسطينيين"، وكأن هذا ما ينقصهم.
آن الأوان لنستوعب أننا نعيش في الشرق الاوسط، وهي منطقة وحشية، تغلب فيها الأحاسيس الذاتية والرمزية التوجه المنطقي الموضوعي والتحليلي. هذه هي المنطقة التي "انتصر" فيها المصريون في حرب يوم الغفران، والتي "انتصر" فيها صدام حسين على ايران في حرب السنوات الثماني والتي "اختارت" فيها سوريا الخروج من لبنان في مقابلة اسرائيل التي "فرّت" من هناك، هذه هي المنطقة التي يحدد فيها الوعي حتى لو كان هاذيا، الوجود. للأسف الشديد يواصل زعماء معينون في اسرائيل قراءة الشرق الاوسط من خلال تقديرات اوروبية، تكون في احيان متقاربة غريبة عنه؛ ويُسقطون على الطرف الثاني من خواطر قلوبهم، وبعد ذلك يعجبون من ان الامر ليس كذلك.
ولما كانت اسرائيل ستبقي بيوت المستوطنين على حالها، فان شغب الفلسطينيين، ورفع أعلام م.ت.ف والتحقير واطلاق الشحنة المكظومة ستستحث وتؤبد النزاع الاسرائيلي الفلسطيني لجيل كامل. هذه الرمزية ستزعم ان الفلسطينيين قد أقروا سابقة ونجحوا في ان يُخربوا إخرابا رمزيا الكيان الاسرائيلي وحتى نجحوا في سلبه، وفي مقابلة هذه الرمزية يجب ان تتقزم كل التعليلات الاقتصادية الغابرة.
وهكذا ايضا يُنظر الى الانفصال الاسرائيلي كخطوة ضعف، وكبرهان على ان العنف والارهاب كانا ذوي مردود وسيكونان ذوي مردود، وفي منطقتنا إظهار الضعف يستدعي الضرب لمن يُرى ضعيفا. ليس من الواجب فقط هدم بيوت المستوطنين، مع الألم من ذلك، بل يجب اخلاء الأنقاض ايضا، على العكس من يميت. الفلسطينيون الذين سيصلون الى مستوطنات قطاع غزة بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي سيجدون هناك ارضا خالية، بالضبط كما تركوها. بدلا من بناء "قرى شبان وتنزه" ربما يصرفون اهتمامهم لأول مرة في تاريخهم الى اعادة تأهيل لاجئيهم.
------------------------------------------------------


















معاريف - مقال - 9/5/2005
لا تهدموا
بقلم: دوف غولدشتاين
كاتب يميني

(المضمون: لا يجب هدم البيوت في قطاع غزة بعد اخلائها حتى لو جعل ذلك الفلسطينيين يفرحون ويرقصون لأن في عدم هدمها انتصارا للعقل على حب الانتقام والكراهية - المصدر).

حتى لو خلينا بين بنيامين نتنياهو وبين الاستمتاع بالشك ولم نشك فيه، بأن مطلبه هدم البيوت في غوش قطيف محاولة أخيرة لمنع الاخلاء - فانه لم ينجح في الاقناع بأن شيئا حسنا سينشأ لاسرائيل اذا ما أبقت أنقاضا في المنطقة المخلاة.
مرة تلو اخرى يكرر نتنياهو، وهناك كثيرون يتمسكون بنظريته، بأن نقل البيوت كاملة الى الفلسطينيين سيجعلهم يرقصون على الأسطح ويحتفلون بانتصار الارهاب. في جملة العلاقات المعقدة بين اسرائيل والفلسطينيين هذا تعليل واهٍ لا قيمة له. بعد اتفاق اوسلو قال لي اسحق رابين: "لا في كل مرة يرقص فيها الفلسطينيون على الأسطح يكون واجبا علينا ان ننطوي على أنفسنا في البيوت ونبكي". ولا في هذه المرة ايضا.
"بالكراهية يهدمون العوالم". "بالحب يبنون العوالم". هذا ما كتبه مناحيم اوسشكين. يصعب علينا ان نحب الفلسطينيين. لقد وسموا قلوبنا بوسم عميق. لكننا اذا ما قوّمنا أفعالنا اعتمادا على احتساب الانتقام مما أجراه علينا الفلسطينيون، لا على حساب الجيد لاسرائيل فسننتهي الى ان نخطيء الهدف.
"الغضب هو كاره العقل"، هذا ما علمنا إياه الحاخام ابراهام بن حسداي هليفي. ما الذي يأمرنا العقل به؟ ما الحسن لاسرائيل؟ ما المطلوب لها؟ أين يكمن أملها؟ في كظم الغيظ والغضب، وردع طعم الانتقام المُسكر. الأمل الوحيد في ان نعيش هنا حياة طبيعية، في دولة سوية، توجه مواردها الى التربية والى التنمية الاقتصادية، والى رفاهة مواطنيها، كامن في الاعتراف بحق الفلسطينيين في اقامة دولة مستقلة تخصهم. لم يكن قط أمل آخر. يعبر رئيس الحكومة شارون عن هذه الحقيقة بكمالها.
لكي لا تكون هذه رؤيا فقط، بل واقعا يمكن تحقيقه، لا خيار أمامنا سوى دفع الماضي المر الى الزاوية، مع كراهياته وانتقاماته وسفك دمائه. لا توجد دولة في العالم ذبحت اليهود مثل ألمانيا النازية. ولا توجد دولة في العالم أجرت فظائع، لا يستطيع الفكر ان يهضمها كما فعلت ألمانيا. قبل ايام عدد توحدنا والضحايا. عدنا وكشفنا عن الشر المجسد الذي لا يمكن فهمه. لم ننسَ. لم نغتفر. لم نمحُ. لكن اسرائيل تقيم مع المانيا علاقات تقارب.
لن ننسى للفلسطينيين ايضا ولن نغتفر. لكننا لن نسمح لأحاسيس الغضب والانتقام ان تُخرجنا عن طورنا. لن ينجم لاسرائيل أي خير عن تدمير المباني في غوش قطيف. في نظر العالم يبدو للبرابرة، الذين تبنوا قاعدة: "اذا لم يكن لنا فلن يكون لكم". شبكات التلفاز العالمية ستُجلي مشاهد الجرافات الاسرائيلية التي تضرب الجدران وتزرع الدمار والخراب. دافع الضرائب في اسرائيل سيدس يده عميقة في جيبه لتمويل النفقات التي تصحب اخلاء الأنقاض.
اذا ماذا يقول لنا نتنياهو؟ هل ان الفلسطينيين سيرقصون على البيوت المُخلاة؟ ليرقصوا. لا في كل مرة يرقصون فيها يجب علينا ان نقيم مأتما. استطيع ان أرى في خيالي وضعا، حتى لو كان يبدو في هذه اللحظة ضعيفا: يرقص الفلسطينيون على الأسطح في غوش قطيف، ونحن نرقص على الأسطح في تل ابيب، وفي رعنانا، وفي هرتسليا وفي سدروت. هم لانهم طردونا من ارضهم. ونحن لأن العقل غلب الكراهية والانتقام. لأننا وفينا مرة اخرى بنصيبنا من التجربة، تجربة اخرى، لتمهيد طريق للمصالحة وللسلام.
------------------------------------------------------
















معاريف - مقال - 9/5/2005
أأفظاظ أم منافقون؟
بقلم: يعقوب احيمئير
صحفي ورجل تلفزيوني كبير

(المضمون: في أي صورة نظر مهما تكن السياسة البريطانية أنجح من السياسة الاسرائيلية. لكن فيها جانبا من النفاق أفيفضل ذلك الفظاظة الاسرائيلية؟ - المصدر).

ما الذي يجدر بنا ان نتعلمه من البريطانيين، بعد ان انفصلوا عنا قبل 57 عاما؟ الانتخابات للبرلمان في ويست منستر أينبغي ان تعلمنا عددا من الدروس والعبر، بالرغم من ان هذا دعاء عابث.
أولا، معركة انتخابات عامة تستطيع ان تمتد الى ما لا يزيد عن شهر لا أن تنجر، كما هو الامر عندنا، الى ما يقرب حتى من سنة. ان معركة انتخابية قصيرة ستوفر المال، والأعصاب وفي الأساس ستضائل من عدد الأكاذيب التي تُطرح في المعركة. وثانيا، طريقة الانتخابات، التي يأخذ فيها المنتصر الصندوق كله. إن من يفز بالأكثرية المطلقة من مقاعد البرلمان يفز بالانتخابات، وقائد هذا الحزب هو رئيس الحكومة. للملكة أو للملك في القصر في كينغهام لا يوجد خيار، حتى من الواجب عليهما ان يهنئا المرشح المنتصر، المشنوء عندهما وأن يُرفعاه الى منزله في شارع داونينغ 10. زعيم الحزب الرئيس، الذي تحدى رئيس الحكومة الخارج وهُزم - يستقيل، ولا يسأل بسذاجة مصطنعة، وإن كانت بانجليزية بولندية: "أأنا خاسر؟". أيذكر أحدكم انه كان أحد يُسمى جون ميجر وكان رئيس حكومة؟ صحيح، كانت هناك حالات - ناجحة بالذات - لولاية ثانية، بعد فترة زمنية. تشرتشل، مثلا. ولكن قبل كل شيء يستقيلون بعد الهزيمة.
عندنا لا يوجد اعتزال. الحياة في السياسة هي كمظلة غير عارضة: حياة خالدة. ربما يحاولون في الفترة الزمنية "صنع بيت"، أي، صنع المال، مثلا، في دورات محاضرات في الولايات المتحدة. عندنا الخاسر يهب النصائح في قاعات التلفاز، بالرغم من انه قد مُنح فرصة ذهبية لتحقيقها زمن ولايته.
عند البريطانيين، عضو البرلمان مسؤول أمام ناخبيه في المنطقة الانتخابية. اذا لم يُجب برسالة لمبتدئة ما، في منطقة المشاع بين المواطن والبيروقراطية، فلن يحظى من جديد بصوت المواطن. وذلك حسم. ولتذهب أينما أرادت الحرب في العراق. فأنا، المواطن، أريد جوابا. هذا كل شيء. أما عندنا، فهل يعرف المواطن الى أي عضو كنيست، يحصل على راتبه من المواطن، عليه ان يتوجه، ولا نقول يعتمد، زمن الضيق؟ هل سيجيبه أبدا، حتى لو كان من حزبه؟ فما الذي يهم عضو كنيست؟ انه ملزم للمركز فقط، وللمؤتمر، وللمكتب، وللمجلس، ولقاعة التلفاز - لا للفرد المجهول. أنت ملك، لا اذا كنت وحيدا (كما علّم ذلك جابوتنسكي)، بل اذا كنت في المركز. عندنا نظام حكم ائتلافي: فان كل عضو كنيست، في ظروف معينة، يستطيع حسم رئاسة الحكومة، كما صرخ متوسلا اسحق شمير في مباني الأمة: "أبراشا، عُد الى البيت".
عندما نكتب عن بريطانيا، واحيانا بلهجة حسد، لا يمكن ان نفعل ذلك من غير كلمة اخرى عن القطيعة الجامعية. من الواضح انه لا يمكن استلاب المبادرين الى القطيعة النفاق الصارخ. فهم لم يعلنوا عن قطيعة للجامعات في السودان، التي تُسلم لمقتل شعب في منطقة دارفور. وربما يقضي عدد من المحاضرين البريطانيين سنة عطلة في الجامعات في دولة يكون فيها البحث العلمي محررا كما تعلمون، تماما من كل عائق: ألا وهي السعودية.
أريد الى ان اقول، انه يبدو ان تلك الرابطة البريطانية من المحاضرين المعلنة عن القطيعة، ربما تفوقنا بخصلة واحدة فقط: النفاق. فنحن، مع ذلك كله، مستقيمون أفظاظ (ونتصرف ايضا على عكس البريطانيين في جانب اليمين). وربما يكون ذلك الأفضل.
------------------------------------------------------
















معاريف - مقال - 9/5/2005
وهم جميل حُرِيّ
بقلم: يوفيل ألبشن

(المضمون: يجب على الحُريين ان يحذروا من الحماسة الزائدة لفرض قيمهم بواسطة الجهاز القضائي. فذلك غير ديمقراطي بل يجب ان يُترك للسياسة وللشارع ان يفرضا هذه القيم بالنضال المتواصل الجاهد - المصدر).

في الاسبوع الماضي حاضر في الجامعة العبرية واحد من كبار دارسي القانون في أيامنا، الاستاذ جيرمي فولدورن. استشرف له كثيرون من أفراد القضاء لسماع أقواله. لقد ثار فولدورن بما يُسمى في اللغة القانونية "المراقبة القضائية". والقصد هو الى التوجه، الذي يمنح الرفعة للمحكمة العليا بإزاء السلطة التشريعية، وتُمكنها من إلغاء قوانينها في الحالات التي تعتقد أنها تصادم دستور الدولة. زعم فولدورن أن من يتمسك بتصورات ديمقراطية بالذات، يجب ان يمنح المجتمع ومؤسساته المنتخبة أن يُقررا بأنفسهما الشكل الذي تتحقق فيه حقوق الانسان في المجتمع، لا أن تُمنح هذه القوة لجهة خارجية عن الجهاز.
يبدو ان الأقوال لم ترُق لكثير
05-09-2005, 03:00 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #6
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية





الثلاثاء 10/أيار/2005 العدد 8787


المصدر السياسي
قسم العناوين الثلاثاء 10/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- تقصير الخدمة الالزامية.
- ثمن هدم المنازل: 200 مليون شيكل.
- استفتاء الوزراء - الأغلبية ضد هدم منازل المستوطنين.
- 20.368 ضحية.
- اشكنازي مرشح كمدير عام لشركة بيزك.
- نتنياهو: لن يكون شيوخ فقراء.
- تعليمات فتح نار خاصة بفك الارتباط.
- الوزراء لم يصلوا - وليفني صادقت وحدها على قانون التحريض.
- التحقيق مع الحاخام تحت التحذير اليوم.
معاريف:
- شارون: توجد أجواء عشية حرب أهلية.
- يتذكرون الابناء.
- قصة غرام محظورة: معلمة مع خمسة تلاميذ.
- يبكون الضحايا.
- المعلمون يعلنون الحرب.
- شارون يحسم: الاخلاء في منتصف آب.
- الجيش الاسرائيلي يعرض قواعد السلوك للمشاركين في الاخلاء.
- نهائيا: اشكنازي يستقيل.
هآرتس:
- شارون: الاخلاء سيبدأ في منتصف آب؛ "في الكتل الاستيطانية سيسكن اناس أكثر بكثير".
- وزير الخارجية يدعو الى الغاء الاخلاء اذا ما انتصرت حماس في الانتخابات للمجلس التشريعي.
- حركات اليمين تخطط "تجربة الادوات" قبل فك الارتباط" ستغلق الاسبوع القادم عشرات المفترقات في وقت واحد.
- 169 ضحية قتلوا هذا العام رفعوا عدد ضحايا معارك اسرائيل الى 20.368 .
- اسرائيل: انسحاب القوات السورية من لبنان لم يستكمل.
- الاردن والسلطة الفلسطينية يميلان الى قبول اقصاء ايرينيوس؛ اسرائيل لم تعرب عن موقفها بعد.
* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الثلاثاء 10/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - فك الارتباط - هآرتس - من الوف بن ونير حسون../
شارون: الاخلاء سيبدأ في منتصف آب؛ "في الكتل الاستيطانية سيسكن اناس أكثر بكثير"../
رئيس الوزراء، اريئيل شارون قال أمس ان اخلاء المستوطنين من قطاع غزة وشمالي السامرة سيبدأ "فور التاسع من آب"، أي في 15 - 17 آب ميلادي، والبيان الرسمي عن ذلك سينشر بعد يوم الاستقلال. في المقابلات التي منحها لقنوات التلفزيون ا، 2 و 10 قال شارون انه قرر الاستجابة لطلب الحاخامين وعدم تنفيذ الاخلاء في اثناء "عهد ما بين الخرابين".
في المجال السياسي أوضح رئيس الوزراء بأنه "مصمم بالتأكيد" على التنافس على ولاية اخرى في الانتخابات القادمة. "انا ابن 77، ولدي القوة والتصميم على المنافسة في الانتخابات التالية"، قال للقناة 2. "من المهم اليوم أن يقف على رأس الدولة اناس لديهم قدرة مثبتة".
في غوش قطيف يرفضون تفسير رئيس الوزراء في أن تطبيق فك الارتباط سيؤجل بسبب التخوف من المس بالسكان في فترة ما بين الخرابين، ويدعون بان السبب الحقيقي هو انعدام جاهزية الوزارات الحكومية للاخلاء. "مصاعب الساعين للطرد تفعل فعلها، والتأجيل لا ينبع من المراعاة الزائدة"، قال رافي سري، رئيس اللجنة النضالية في مستوطنات غوش قطيف.
وفي غوش قطيف يرون في التأجيل نصرا صغيرا ولكنه هام - مثابة صدع أول في سور فك الارتباط، سيؤدي الى مزيد من التأجيل الى أن يلغى تماما. "شارون يريد أن ينزل عن الشجرة وهو يفعل ذلك على مراحل"، يقول بني كوهين، من سكان نفيه ديكاليم ومن قادة اللوبي السياسي للمستوطنين.
ووجه شارون في المقابلة مع القناة 1 لذعة نحو خصمه الاساس في المنافسة على قيادة الليكود، وزير المالية بنيامين نتنياهو بقوله انه خلف الاخلاء "اعتزم الانشغال بقدر أكبر بكثير في المواضيع الاقتصادية، في مواضيع الرفاه. هذا أمر هو أهمية شديدة، توجد أزمة كبيرة وأنا واثق أن وزير المالية سيهتم في ذلك".
ولدى تطرقه الى رافضي الاخلاء، قال شارون للقناة 10 ان "الجندي الذي لا يمكنه أن ينفذ أمرا (اخلاء مستوطنين)، لسبب اخلاقي أو غيره، عليه أن يتوجه الى قائده كي يتلقى الاعفاء، وبالتأكيد ان يأخذ على نفسه مسؤولية تحمل النتائج".وعن محاولات محتملة للتشويش على فك الارتباط قال: "يحتمل أن تتم أعمال في الجبهة الداخلية للدولة كتشويش حركة السير ومظاهرات، ومس محتمل بالسكان العرب او بالاماكن المقدسة. تحتمل ايضا الكثير من النشاطات ولا سيما خارج القطاع، ومحاولة ادخال اشخاص الى القطاع من غير سكانه، للتشويش على هذا العمل المهم جدا لاسرائيل".
وامتنع شارون عن الاعراب عن رأيه في مصير منازل المستوطنين التي ستخلى قائلا ان الأمر سيطرح لاتخاذ القرار فيه مع قدوم الوقت. "توجد اعتبارات الى هذا الجانب والى ذاك، ومن أجل اتخاذ قرار يجب أن يكون واضحا ما هو موقف الفلسطينيين. أعرف ما هي الصور التي ستظهر أمام العالم (اذا ما هدمت المنازل)، ومن جهة اخرى ما كنت أود أن أرى مخربين يرفعون الاعلام ويرقصون في منازل اليهود". ووعد شارون في أن يكون لكل مستوطن يخلي منزله في القطاع مكانا يسكن فيه، قائلا انه اذا ما أعلن السكان عن رغبتهم في الاستيطان في نيتسانيم، "فانهم سيستوطنون هناك".
وصرح شارون بانه لن يكون فك ارتباط ثان، قائلا ان ادعاء رئيس الكنيست روبي ريفلين بان خطواته تقود الى تقسيم القدس هو "كذب". وقال في المقابلات انه بعد فك الارتباط سيكون ممكنا الدخول في مفاوضات حسب خريطة الطريق، اذا ما أوفى الفلسطينيون بتعهداتهم. وفي كل المقابلات عرض شارون خطا متصالحا تجاه رئيس السلطة ابو مازن، تحدث عن معرفتهما الواحد للاخر منذ سنوات طويلة ولقاءاتهما وقال ان ابو مازن لم يفعل ما يجب في موضوع الارهاب، واخطأ في الاتفاق مع حماس.
وتطرق شارون في كل المقابلات الى السيطرة في كل المناطق بصفتها "حلم" لا يمكن تحقيقه اليوم بسبب تغير الظروف. وقال ان الكتل الاستيطانية "ستكون جزء من دولة اسرائيل، مرتبطة اقليميا باسرائيل وسيسكن فيها قدر أكبر بكثير من الناس". الحدود النهائية ستتقرر حسب اقواله في المفاوضات مع الفلسطينيين في المرحلة الاخيرة لخريطة الطريق.
وفي تطرقه الى التهديد الايراني شبه رئيس الوزراء صمت العالم في ضوء ابادة اليهود في الكارثة بصمت الاسرة الدولية اليوم حيال الدعوة الايرانية "لابادة اسرائيل وتصفية الشعب اليهودي". وحسب أقواله فان ايران عضو في الامم المتحدة وتشارك في الاستقبالات "والجميع يصمت، واحد لا يقول شيئا". ودافع عن قراره في الا تقود اسرائيل الصراع الدولي ضد البرنامج النووي الايراني، معللا ذلك في أن دولا اخرى "ستجلس بصمت" اذا ما برزت اسرائيل في رأس هذه المساعي.
هآرتس - من الوف بن:
وزير الخارجية يدعو الى الغاء الاخلاء اذا ما انتصرت حماس في الانتخابات للمجلس التشريعي../
نشب خلاف أمس بين رئيس الوزراء اريئيل شارون ووزير الخارجية سيلفان شالوم في مسألة كيف ينبغي لاسرائيل أن تتصرف في حالة انتصار حماس في الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني.
فقد قال شارون ان فك الارتباط سينفذ في كل الاحوال، فيما دعا شالوم الى عدم تسليم المناطق التي ستخلى لسيطرة حماس. وقال شالوم انه ليس واضحا اذا كانت الانتخابات الفلسطينية ستعقد في موعدها المخطط له 17 تموز، والتي ستبدأ قبل فك الارتباط. ولكن حسب اقواله فان "نظريا، اذا انتصرت حماس في الانتخابات وصارت في السلطة يخيل لي من غير المنطقي التقدم في فك الارتباط وكأن شيئا لم يكن. ان اعطاء المناطق لسيطرة حماس كي تقيم فيها "حماستان"، لن يرغب احد في أن يراه. هدفنا هو اعطاء السيطرة للسلطة الفلسطينية".
أما شارون فكان قال في مقابلة اجرتها معه اييلا حسون في القناة الاولى ان فك الارتباط هو خطوة اسرائيلية من طرف واحد، تنفيذها هام لاسرائيل وغير منوط بالتطورات في السلطة. اما وزير الخارجية فشارك أمس في منصة واحدة مع وزير الداخلية الفلسطيني نصر يوسف في مناسبة نظمها المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة، كرست للعلاقة بين الديمقراطية والامن. وقال شالوم ان "علينا جميعا أن نرفض ادراج حماس في الساحة السياسية الفلسطينية. لا يوجد ولا يمكن أن يوجد مكان في مجتمع ديمقراطي لحزب يحمل السلاح وينشغل بالارهاب ضد مواطنين جيران.
وقال شالوم مع ذلك ان اسرائيل لا يمكنها أن تمنع مشاركة حماس في الانتخابات. قبل ذلك، في لقاء مع سفراء دول الاتحاد حذر شالوم من أن الحوار الاوروبي مع حماس سيؤدي الى انهيار السلطة.
اما يوسف فقال ان السلطة ملتزمة بتشكيل قوة مسلحة موحدة، ولكن الامر لا يرتبط بالانتخابات، بل بفرض القانون والنظام. وحسب اقواله فان "مشاركة حماس في الانتخابات ستكون هامة جدا. أوضحنا لهم بان الانتخابات تقوم على اتفاقات اوسلو وخريطة الطريق ومن المهم ان يستغلوا الفرصة". كما أنتقد يوسف اسرائيل انتقادا شديدا لعدم ايفائها على حد تعبيره بتفاهمات شرم الشيخ.
يديعوت - من روني شكيد وآخرين:
ثمن هدم المنازل: 200 مليون شيكل../
كلفة هدم منازل المستوطنين في غوش قطيف ستصل الى 200 مليون شيكل. هكذا يقدرون في وزارة الدفاع الثمن الاجمالي لهدم وتفكيك المنازل والبنى التحتية في غوش قطيف، ونقل الركام وتنظيف المنطقة. مدة الهدم والاخلاء كفيلة بان تصل الى 8 حتى 10 اشهر. هذا التقدير بشأن الثمن والزمن كفيل بان يؤثر على أصحاب القرار الذين سيجتمعون قريبا كي يبتوا في أمر اعادة المصادقة على القرار الذي اتخذته الحكومة بهدم المنازل أو تغييره وتسليم معظم المنازل الى الفلسطينيين، ربما باستثناء الكنس. حجم الهدم كبير على نحو خاص إذ أنه يتضمن هدم ملاجىء، بنى تحتية للماء والكهرباء والمجاري.
مشكلة اخرى ايجاد مكان لالقاء قمامة البناء بكميات كبيرة. في هذا الموضوع طرح اقتراح بنقل قمامة البناء الى الفلسطينيين كي يبنوا محطم أمواج في ميناء في غزة، ولكن هذه العملية طويلة وباهظة الثمن هي الاخرى.
المستشار القانوني للحكومة ميني مزوز رفع مؤخرا بيان رأي الى القيادة السياسية يفيد بانه يمكن المصادقة على هدم منازل المستوطنين من غوش قطيف ومستوطنات في السامرة، فقط شريطة أن تنظف المنطقة تماما ولا تترك فيها هياكل مبان. وأوضح مزوز في بيان الرأي بان المسألة القانونية ليست المسألة الاساس في هذه القضية. ومع ذلك، ولما كان مزوز يتوقع رفع التماسات الى محكمة العدل العليا ولا سيما من جانب المستوطنين، فان موقفه هو انه يجب تبني قاعدتين قضائيتين - اولا المبدأ الدولي لاعادة المنطقة الى سابق عهدها، وثانيا - مبدأ التوازن.
في مكتب منسق شؤون المناطق يوصون بالتوصل الى تسوية مع السلطة الفلسطينية أو مع هيئة دولية في كل ما يتعلق بمستقبل المنازل في غوش قطيف. وحسب التوصية، فانه اذا لم تهدم المنازل فانه يجب ان تطرح على السلطة الفلسطينية شروط حول مستقبلها ولا سيما حول مسألة من سيسكن في هذه المنازل.

(يديعوت)
استفتاء الوزراء - الأغلبية ضد هدم منازل المستوطنين../
أغلبية وزراء الحكومة يؤيدون الغاء قرار الحكومة في حزيران 2004 والقاضي بان تهدم اسرائيل منازل المستوطنين في غوش قطيف وشمالي السامرة في اطار خطة فك الارتباط. ومن فحص أجرته "يديعوت احرونوت" يتبين أن 12 وزيرا يؤيدون أو يميلون الى تأييد ابقاء المنازل على حالها، مقابل 8 وزراء من الليكود يعتقدون بوجوب هدم المنازل.
كل وزراء العمل الثمانية يؤيدون ابقاء المنازل على حالها: شمعون بيرس، داليا ايتسيك، بنيامين بن اليعيزر، حاييم رامون، يتسحق هيرتسوغ، متان فيلنائي، اوفير بينس وشالوم سمحون. وقال بيرس لـ "يديعوت احرونوت" أمس: "لا يوجد أي سبب يدعو الى أن تعرض كافة شاشات التلفزيون في العالم اسرائيل وهي تهدم المنازل".
اما وزراء الليكود فمنقسمون - أربعة منهم يعارضون هدم المنازل: وزير الدفاع شاؤول موفاز، جدعون عيزرا، ايهود اولمرت ومئير شطريت.
ثمانية وزراء من الليكود يؤيدون أو يميلون الى تأييد الهدم - وعلى رأسهم ليمور لفنات وبنيامين نتنياهو. كما أن تساحي هنغبي، يسرائيل كاتس وداني نافيه مصممون على مطلبهم هدم المستوطنات تماما.
اما سيلفان شالوم فلم يقرر نهائيا بعد ولكن التقدير هو أنه سيؤيد هدم المنازل، ومثله أيضا ابراهام هيرشيزون وتسيبي لفني. رئيس الوزراء شارون نفسه لا يزال مترددا بين الموقفين.


(معاريف)
الجيش الاسرائيلي يعرض قواعد السلوك للمشاركين في الاخلاء../
قبل ثلاثة اشهر من فك الارتباط ينشر الجيش الاسرائيلي قواعد السلوك التي ستوجه قوات الاخلاء، وخطة التدريبات التي سيجتازها معظم الجنود والضباط في الجيش النظامي قبل الاخلاء.
في مؤتمر صحفي عقده أمس رئيس قسم التوجيه في الذراع البري، العقيد عوفر سيغال، وقائد قاعدة التدريب في قيادة المنطقة الجنوبية، العقيد ايرز كاتس، تحدثا عن اعداد القوات لمهمة الاخلاء في قطاع غزة وشمالي السامرة. وسيقوم التدريب على أساس مناورات ثنائية يتخذ فيها طرف ما دور المستوطنين. والتطلع هو ان يشارك كل الجنود المكلفين في المهمة بهذه المناورات كي يكونوا جاهزين للسيناريوهات المحتملة ويتفهموا المستوطنين.
وفضلا عن ذلك فسيتدرب الجنود على تقنيات مختلفة لاستخدامها في اثناء الاخلاء. فالقوات ستتدرب على الاخلاء بواسطة السلالم والرافعات، اقتحام الابواب ووسائل خاصة لفك رباط المستوطنين الذين يكبلون أنفسهم أو يرتبطون معا. وحسب سيغال فان الجيش الاسرائيلي طور تقنية لاخلاء آباء وأمهات متمترسين مع اطفالهم الصغار. كما سيزود الجيش القوات بملابس خاصة تحميهم من الضربات والتأشير اليهم بعلامات تشخيص خاصة.
الجنود سيتدربون وفق برنامج ارشاد طوره الذراع البري، وسيوزع في الاسابيع القريبة القادمة بين الوحدات. وسيشرح البرنامج للجنود ما هو مسموح وما هو محظور في كل ما يتعلق باستخدام القوة، الحفاظ على أملاك المستوطنين والسلوك في اثناء الاخلاء.
فمثلا، يحظر على الجنود استخدام املاك المستوطنين - بدء بالاثاث في المنازل وانتهاء بأجهزة التلفزيون، الحواسيب والهواتف. سيكون محظورا لعب الكرة في ساحات المنازل او استخدام الملاعب في المستوطنات، كما أنه محظور التناول من طعام المستوطنين. وبالمقابل فان الجيش الاسرائيلي سيوفر الطعام لمن يحتاج اليه من المستوطنين.
وبالمقابل مسموح للقوات اقتحام الابواب في حالة التمترس، ازاحة أغراض استخدمت كعوائق، بحذر قطع قيود قيد المستوطنون أنفسهم بها بالاثاث او بوسائل اخرى. وكل شيء يرمي الى منع الخطر على الحياة.
يوم الذكرى - يديعوت:
20.368 ضحية../
صافرة دقيقة صمت، تنطلق في الساعة الثامنة مساء، تعلن بدء الاحياء لذكرى ضحايا معارك اسرائيل والعمليات العدائية.
20.368 اسرائيليا سقطوا على الدفاع عن الدولة وفي العمليات العدائية منذ 29 تشرين الثاني 1947 وحتى اليوم. ومنذ يوم الذكرى العام الماضي اضيف الى عدد الضحايا 169. ومنذ العام 1860 - السنة التي يبدأ فيها احصاء الضحايا في معارك اسرائيل (في تلك السنة بدأ اوائل اليهود يقيمون الاحياء خارج اسوار القدس) - سقط 21.954 اسرائيليا.
وحتى قبل صافرة دقيقة الصمت، في الساعة 4:30 من بعد الظهر سيبدأ الاجتماع العام للاهالي الثكلى في ساحة "يد لبنيم" في القدس. وسيشارك في هذا الاجتماع رئيس الوزراء اريئيل شارون، رئيس الكنيست ريئوفين ريفلين، رئيس المحكمة العليا اهرون براك، الوزير ايهود اولمرت، رئيس بلدية القدس اوري لوبليانسكي، ضباط الجيش والشرطة وبالطبع ابناء العائلات الثكلى.
فور اطلاق الصافرة سيعقد اجتماع الذكرى التقليدية للضحايا في ساحة المبكى برعاية رئيس الدولة موشيه قصاب، رئيس الاركان موشيه يعلون، رئيس بلدية القدس، ورجالات عامة، ضباط وعائلات ثكلى.
وغدا، في يوم الذكرى، ستطلق في الساعة 11:00 صافرة لدقيقتين وفورها تتم مراسيم الذكرى في المقابر العسكرية والمقابر المدنية في كل البلاد. وسيعقد الاحتفال المركزي في جبل هرتسل في العاصمة برعاية الرئيس، رئيس الوزراء، الوزراء، النواب، الضباط وابناء عائلات الثكلى.
اما في التاسعة مساء فستبدأ الاحتفالات الرسمية الـ 57 لاستقلال الدولة، حيث ستطلق الى الهواء اكثر من 2000 لعبة نارية لتضيء السماء في القدس.
-----------------------------------------------------








المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الثلاثاء 10/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 10/5/2005
حماس، شريك الشريك
بقلم: أُسرة التحرير

في نتائج الانتخابات للسلطات المحلية في قطاع غزة وفي الضفة يوجد ظاهرا ما يبعث على القلق في نظر مؤيدي المسيرة السياسية. وظاهريا، فان القوة السياسية لحماس ترتفع، فيما أن فتح خسرت بعض مواقع القوى الهامة، والسلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح من شأنها أن تعلق في موقف ضعف عند قدومها للتفاوض مع اسرائيل. انجازات حماس في الانتخابات من شأنها ايضا ان تشكل ذريعة لمعارضي استمرار المسيرة في اسرائيل، ممن سيسارعون الى الاشارة الى انجازات حماس كاثبات آخر على فقدان الشريك للحوار في الجانب الفلسطيني.
هذا الادعاء غير مدحوض، ولكنه ليس الخيار الوحيد. جدير بالمقابل فحص عملية الانتخابات - سواء تلك التي كانت للسلطات المحلية ام المتوقعة للبرلمان الفلسطيني في تموز - كعملية فلسطينية داخلية اكثر مما هي اشارة الى استمرار المسيرة السلمية. في هذه العملية الداخلية يجب رؤية انجازات حماس في السياق العام، وبموجبه، فان حماس تمثل نحو ثلث السكان، مقابل ثلثين تمثلهما قوائم اخرى، وعلى راسها فتح. وهذا على ما يبدو جزء من السكان سيواصل تأييده لحماس، التي تمثل ليس فقط مقاومة عنيفة لاسرائيل، بل وأيضا قيم اجتماعية وثقافية لقدرة على المساعدة الاجتماعية للسكان الفقراء والاستقامة السياسية، مقابل الفساد الذي تصاب به السلطة الفلسطينية وحركة فتح.
والاهم من ذلك هو أن المشاركة في الفعل السياسي هي ظاهرة تميز معظم الحركات الاسلامية في الدول العربية. المعنى العملي هو الاستعداد للتنازل عن الاطراف القصوى الايديولوجية، في المستقبل المنظور على الاقل، في صالح المشاركة في الذخائر السياسية. وهكذا فان انسحاب اسرائيل من غزة ليس انتصارا لحماس يمكنه أن يقف بحد ذاته، اذا لم تحظى حماس ايضا بنصيبها من السلطة. وهذا لن يسقط في ايديها اذا لم تتمكن من المساومة مع تطلعات الاغلبية الفلسطينية وقيادتها. وعلى هذه الخلفية يجب أن نفهم ليس فقط مشاركة حماس في الانتخابات، بل وايضا موافقتها على ادارة مفاوضات مع السلطة على وقف النار، وأخيرا استعدادها لاحترام وقف النار واعترافها بالحاجة الى اجراء السلطة مفاوضات مع اسرائيل.
اما اسرائيل، التي لا تزال تقسم السكان الفلسطينيين وقياداتهم المختلفة الى "مؤيدي ارهاب" و "معارضي ارهاب"، فملزمة بالتالي بتبني تشخيصات أكثر دقة. ولا سيما فان عليها أن تعالج سياستها بحيث يكون بوسعها حقا المساعدة لمن يعتبروا اكثر اعتدالا، سواء كانوا من فتح أم من حماس، لاداء التزاماتهم تجاه مؤيديهم. ومعنى التمييز الاكثر دقة هو الفهم مثلا بان الافراج عن السجناء لا يمكنه بعد اليوم ان يميز بين سجناء حماس وسجناء فتح، ان تصاريح العمل والتسهيلات لا يمكنها أن تتجاهل القوة السياسية لحماس، ولا سيما، ان مفهوم "البنى الارهابية"، يفترض تعريفا أضيق، يستند الى الاعتراف بان الشراكة السياسية لحماس هي جزء من تركيبة السياسة الفلسطينية. ومع ان هذا تغيير مبدئي في المفهوم الاستراتيجي لاسرائيل، ولكن يبدو أن لا مفر منه.
-----------------------------------------------------













المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الثلاثاء 10/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 10/5/2005
لروح السوء
بقلم: ايتان هابر
رئيس ديوان رابين سابقا

لدقيقة واحدة أو اثنتين، غدا، قبل انتصاف النهار، سيهدأ هذا البلد المعذب. لدقيقة واحدة أو اثنتين ستُنسى الخلافات كلها وتتلاشى الخصومات، ويعض شعب اسرائيل على شفتيه، ويكف عن عمله ويحاول ان يتذكر وأن يُذكر بذوي النواصي الحسنة وذوي الحُسن - أكثر من 21 ألف رجل وامرأة جمدت صورهم شبانا في مجموعات الصور، ولن يبنوا بيتا بعد، ولن يغرسوا شجرة، ولن يُحبوا امرأة أو رجلا.
يبدو انه لا يوجد شيء اسرائيلي الى هذا الحد مثل الصفير في يوم الذكرى لضحايا معارك اسرائيل، الذي يأتي ليذكر ويُذكر، انه في فور خمود أزيز الصفير سنعود لما كنا - شعبا مع خصومة وخلاف.

ارض تأكل
مراقب الدولة، حضرة القاضي الأعلى المتقاعد اليعيزر غولدنبرغ، سيعتزل عمله في بداية تموز، والسؤال هو هل يقدر حتى موعد هذا الصيف ان يرى بعينيه كيف يحزمون تقريره الأخير ويُدخلونه الى الدرج لكي يعلوه الغبار - أو ان رجال السلطة لأدبهم سينتظرون الى ما بعد اعتزاله ليواصلوا تجاهل تحذيراته. لقد أصبحت تعلمت طواحين السلطة كيف تطحن ايضا مراقب الدولة.
التعيينات السياسية، مثلا: ستكون تلك مبالغة هوجاء ان نقول ان ظاهرة التعيينات السياسية قد ولدت عند الليكود. لقد بدأت في الايام البهيجة لمباي، لكنها عُمقت ووصلت الى أبعاد مدهشة في أيامنا هذه: جماعة من الناس ممن لا موهبة لهم استقروا في كل زاوية حكومية، من المدير العام الى قسم القهوة تُمسك بعصا الاسفنجة. لقد قيل في الحق: "كل شعب اسرائيل يطمع بعضهم ببعض" - ولكن أإلى هذا الحد؟.
العالمون بالامر من بين رجال السلطة في الليكود يزعمون ان عشر نسب مئوية على الأقل من بين اعضاء مركز الليكود - نحوا من 300 شخص على الأقل - يعتاشون (وهذا حسن جدا) لمجرد كونهم اعضاء مركز (وبكلمات اخرى: يمكن ان يُسجل في بطاقات الهوية في خانة المهنة: عضو مركز). انهم ينظمون لقاءات مع وزراء لقاء 1500 دولار، وكل شيء بحسب رتبة الوزير ومستواه. يجب ان نؤمن ان الوزراء، في هذا المقام، غير مشاركين في هذا الشأن.
يمضي مراقب الدولة الى البيت وهو يستحق الشكر والتهنئة. انه يُبقي لمن يخلفه أن يُطهر محيطا من الفساد. في هذا الشأن فقدنا كل حياء، وأصبحت الامور جلية معروفة. ليست الجيوش العربية هي التي ستدمرنا. بل الفساد سيفعل ذلك.

لجنة تحقيق لن تقوم
لا يوجد في تقرير مراقب الدولة، لسبب ما، فصل ثائر مثير عن العمال الاجانب في اسرائيل. من المؤسف ان يكون الامر كذلك. لا احتمال ان تقوم لجنة تحقيق رسمية ذات مرة تفحص من الأساس عن قضية جلب عمال اجانب الى اسرائيل. لا يوجد أي احتمال، لأن لهذه المسألة الفاسدة شركاء من رجال الليكود والعمل. وزراء واعضاء كنيست، موظفي ادارة كبارا وعشرات ومئات من اعضاء الاحزاب صنعوا ثروة ضخمة على الظهر المكسور للتايلنديين والصينيين والفلبينيين. لقد صنع أناس هنا ملايين من ضيق العمال الاجانب، وعندما تُكشف التفصيلات، ستتقلقل مؤسسات البلاد. هل تُكشف؟ لا عندما يكون كل الظلمة واللصوص يُمسك بعضهم بأيدي بعض.
------------------------------------------------------











معاريف - مقال - 10/5/2005
دولة كل مواطنيها
بقلم: أحمد طيبي

(المضمون: لا يرغب عرب اسرائيل بدولة كل مواطنيها، بل بديمقراطية متعددة الثقافات التي تمنح الفرد حريته وتمنح الجماعة القومية استقلالها وتميزها - المصدر).

بدأ قانون المواطنة قرارا حكوميا في بداية الانتفاضة، وأصبح قانون أمر الساعة، مع الزعم اليهودي التحذيري عن "الخطر الأمني". كانت تلك أكذوبة يتفق عليها الجميع. انه قانون من مدرسة آفي ديختر، الذي وصل هو نفسه وعلى نحو شاذ الى لجنة الداخلية، وعرض أعدادا ورسوما بيانية، من اجل ان يثبت انه من ناحية أمنية لا يجب تمكين عربي من الطيبة من لم الشمل مع احدى سكان طولكرم. ولم يذكر كم من المهاجرين الجدد من الاتحاد السوفييتي سابقا قتلوا، واغتصبوا وسرقوا وهاجموا يهودا آخرين، بفعل قانون العودة.
على نحو شخصي، هذه هي حالتي بالضبط. فانني متزوج من مي من طولكرم. اذا ما أجروا هذا القانون بأثر رجعي، فلن استطيع بناء عائلة باختيار حر، لأن زوجتي ستُعد خطرا أمنيا.
وهكذا فان السبب الحقيقي لسن القانون ليس أمنيا، بل سكانيا عنصريا. ايلي يشاي، حينما كان وزير الداخلية، وجدعون عزرا، كوزير اتصال بالكنيست، اعترفا بذلك في كل صراحة، بإزاء ما يسميانه "حق العودة".
إن زعم المدافعين عن القانون، ان الحديث هنا عن منع هجرة حرة الى اسرائيل، كما يقول الاستاذ أمنون روبنشتاين، ليس دقيقا. فانه قبل سن هذا القانون كان العربي من الطيبة أو من أم الفحم، الذي يريد ان يتزوج فلسطينية من المناطق المحتلة، قد مر بسبع مراحل من جهنم حتى حظيت زوجته، بمنزلة دائمة في اسرائيل لو تستطيع ذلك، وهو ما يُعتاد اليوم ان يسمى "الاجراء المدرج"، الذي يستمر لخمس سنوات على الأقل.
مزاعم دنكنر وآخرين تأييدا للقانون هي مزاعم غير حرية، قومية في الحالة الحسنى، ومعادية للعرب في جوهرها في الحالة الأقل حسنا.
من المهم جدا ان نضيف ونقول ان رئيس حكومة اسرائيل قد أمر قبل أكثر من سنة رئيس "الشباك" ان يُجمد إعطاء رأيه في لم الشمل بين المواطنين العرب الاسرائيليين وبين النساء العربيات من سائر العالم العربي، لا الفلسطينيات من مناطق السلطة. لقد عرف شارون نفس "رعاياه". الرأي العام الاسرائيلي سيحتمل اليوم كل قرار معاد للعرب تقريبا.
يجب ان نقول ان دولة اسرائيل دولة هجرة متعددة الثقافات. ربما تكون احدى الجامعات الأكثر تعددا للثقافات في العالم. يصل اليهود اليها من كل الثقافات وينضمون الى العرب من أبناء هذه البلاد، الذين طُردوا في عام 1948، أو اضطروا الى الترك لاسباب اخرى، ولا يُسمح لهم بأن يتزوجوا وأن يسكنوا في المكان الذين يختارونه، أو بحسب ارادتهم. زيادة على ذلك، فهم تُرغم أنوفهم عندما يصلون الى السفارة الاسرائيلية في الاردن لطلب إذن سائح لزيارة الأقارب.
إن تعلق الكاتبين أعلاه بتعريف "يهودية وديمقراطية"، من اجل ان يتخلوا عن الواجب، يتجاهل حقيقة ان "الديمقراطية" في واقع الامر تنظر الى اليهود، والعرب هم في الأكثر مواطنون بلا مواطنة.
في مسألة الزواج المختلط: كما كنت دائما ضدا للطلب الى المرأة الفلسطينية ان تستعمل رحمها سلاحا سكانيا، فانني أعارض طلب ان اقول للمرأة أو للرجل العربي، من يتزوج ومن لا يتزوج. في مجتمع متنور يجب إبقاء المسألة للحسم الشخصي.
هذا هو مكان القول، لمرة واحدة ودائمة، ان العرب في اسرائيل لا يطالبون بتعبير "دولة كل مواطنيها"، بل "دولة كل قومياتها"، في اطار الديمقراطية متعددة الثقافات مع شراكة مواطنة تامة. هذا وضع لا يضمن فقط حقوق الأفراد، كما في دولة كل مواطنيها (وهو تعبير صاغته شولميت ألوني في سنوات الثمانين)، بل يضمن حقوق الأفراد من جهة، وحقوق الجماعات من جهة اخرى.
هذا القانون هو أحد القوانين الأكثر سوادا في سفر قوانين دولة اسرائيل. في الحق، ان عاموس شوكين محق. هذا قانون ابرتهايد. سيادة، وشعور بالامتياز، وطغيان الأكثرية، لن تجلب الهدوء أبدا، والسكينة والسلام بين الشعبين اللذين يعيشان في دولة اسرائيل، بين الأكثرية اليهودية التي تحتفل في هذه الايام باستقلال اسرائيل، وبين الأقلية العربية الفلسطينية التي ما زالت تلعق جراح السلب والطرد، سنناضل سياسة الإقصاء وسلب الشرعية، وأريد ان نبني نوعا آخر من العلاقات بين الأكثرية والأقلية بتعاون يهودي عربي حقيقي، تقوم على الاحترام القومي المتبادل وعلى قيمة المساواة قيمة عليا لنظام الحكم الديمقراطي.
لن نوافق أبدا على وضع يكون فيه دنكنر ومرغليتاو يميني أفضل من أحمد، لانتسابهما القومي فقط. يجب على اليهود ان يفهموا ذلك أفضل من الآخرين.
------------------------------------------------------


هآرتس - مقال - 10/5/2005
هبوط حاد في عدد القتلى بعد اربع سنوات من الانتفاضة
بقلم: آريه ديان

(المضمون: الاحصائيات تشير الى هبوط حاد في عدد القتلى وعدد العمليات بعد اربع سنوات من الانتفاضة، بالاضافة الى تركز العمليات في المناطق بدلا من تركيزها في الخط الاخضر بفعل الجدار الفاصل على ما يبدو - المصدر).

في يوم الاحد الثاني من أيار 2004 وبعد يوم الذكرى بسبعة ايام قام الفلسطينيون باطلاق النار في غزة على سيارة اسرائيلية مسافرة من غوش قطيف باتجاه معبر كيسوفيم. تالي حتوئيل وبناتها الاربع الذين سافروا في هذه السيارة قُتلوا في ذلك الحادث فأصبحوا أول الضحايا الاسرائيليين في الانتفاضة في السنة التي تمتد بين يوم الذكرى الماضي وبين يوم الذكرى الحالي الذي يصادف هذا المساء. التمعن في احصائيات الموت التي نجمت عنها الانتفاضة تظهر ان الهبوط الحاد في عدد الضحايا ليس الفرق الوحيد بين السنة الأخيرة وسابقاتها، التحليل الدقيق للمعطيات يظهر على الأقل فارقين ملموسين آخرين. الفرق الاول يرتبط بالتغير الذي طرأ على النسبة بين المدنيين وبين العسكريين في صفوف القتلى. 70 في المائة من بين 619 اسرائيليا الذين قتلوا في العامين الأولين من المجابهة (436 شخصا) كانوا من المدنيين. نسبتهم في هذه السنة تقلصت الى 60 في المائة. الاربعين ضحية الآخرين كانوا من العسكريين واليهم يجب ان نضم الجنود الاربعة الذين قتلوا في هذه السنة على الحدود اللبنانية في اطار المجابهة بين اسرائيل وحزب الله من دون علاقة مباشرة مع الانتفاضة والمجابهة الاسرائيلية - الفلسطينية.
إلا ان الانخفاض الحقيقي الذي طرأ على نسبة الضحايا المدنيين أكبر بكثير في الواقع من 10 في المائة. السبب: 142 فقط من الـ 183 من العناصر العسكرية الذين قتلوا في العامين الأولين للانتفاضة، قُتلوا اثناء تأدية واجبهم. الـ 41 عسكريا الآخرين (20 في المائة) من القتلى العسكريين قتلوا في تلك الفترة في ملابسات مدنية. هم كانوا يرتدون الزي العسكري إلا انهم قتلوا في الواقع كمدنيين. في هذه السنة نجد في المقابل ان كل العسكريين الذين قتلوا (39 من بين 40) قد فقدوا حياتهم خلال العمليات العسكرية.
الفرق الهام الثاني بين السنة الأخيرة وسابقاتها من عمر الانتفاضة يظهر من تفحص المناطق الجغرافية التي نفذت فيها اغلبية الهجمات الفتاكة. في السنوات الاولى من الانتفاضة حدثت اغلبية الحوادث التي تسببت بقتل أعداد كبيرة من الاسرائيليين في داخل الخط الاخضر في الأغلب. في هذه السنة يبدو ان بناء الجدار الفاصل قلب الاتجاه، ذلك لان 8 من بين 46 حادثة سقوط ضحايا في الجانب الاسرائيلي جرت داخل الخط الاخضر، أما الباقي ففي المناطق. عملية اخرى جرت خارج حدود اسرائيل في سيناء حيث قتل 12 مدنيا اسرائيليا. يضاف الى عملية سيناء عملية طشقند في اوزباكستان، التي قتل فيها شرطيان اوزباكيان كانا يحرسان سفارة اسرائيل. كل الـ 37 حادثة المتبقية التي قتل فيها 63 شخصا والتي تشكل 60 في المائة من مجموع قتلى السنة حدثت في الضفة الغربية وفي قطاع غزة أو في المناطق الفاصلة بينها وبين اسرائيل.
الاغلبية الكبيرة من الـ 37 حادثة هذه (23) جرت في قطاع غزة وحصدت أرواح 48 شخصا، أي 43 في المائة من مجموع قتلى هذه السنة. أكثر من نصف هؤلاء القتلى كانوا جنودا (28)، 13 منهم قتلوا في الايام الثلاثة بين 11-14 أيار 2004. في الحادي عشر من أيار انفجر لغم تحت مجنزرة اسرائيلية في حي الزيتون في غزة وتسبب بموت ستة جنود. في اليوم التالي انفجر لغم آخر تحت مجنزرة في محور فيلادلفيا وقتل خمسة جنود آخرين. جنديان آخران قتلا بعد ذلك برصاص القناصة في فيلادلفيا بعد مرور يومين اثناء البحث عن جثث وأشلاء الجنود الاسرائيليين. خمسة جنود آخرين قتلوا في قطاع غزة في كانون الاول اثناء تفجير نفق في رفح. ثلاثة جنود قتلوا هناك في ايلول اثناء تسلل خلية فلسطينية الى موقع عسكري مجاور لمستوطنة موراج. جندي واحد قتل في شهر حزيران عندما قام الفلسطينيون بدس عبوة ناسفة انفجرت تحت موقع اورحان العسكري. الجنود الستة الآخرين قتلوا في ستة حوادث اطلاق نار منفصلة.
إلا ان بعض المدنيين الاسرائيليين ايضا الذين قتلوا في هذه السنة في غزة سقطوا في ظروف "أمنية" أكثر من كونها "مدنية". سبعة من بين المواطنين العشرين الذين قتلوا هناك في هذه السنة سقطوا داخل مواقع عسكرية أو أمنية: ستة في معبر كارني عندما نجح الفلسطينيون في إدخال شاحنة متفجرة الى المنطقة التي تقوم اسرائيل فيها بالتفتيشات الأمنية للبضائع التي تجتاز الحدود، وواحد قتل قبل ذلك بيوم عندما نجح انتحاري فلسطيني بتفجير نفسه في معبر ايرز. الـ 13 مواطنا آخرين قتلوا في ظروف مدنية. تسعة منهم كانوا من سكان المستوطنات في القطاع: بنات عائلة حتوئيل الخمسة واربعة اشخاص قتلوا في اربعة حوادث مختلفة - ثلاثة حوادث اطلاق نار على الطرقات وسقوط واحد بسبب قذيفة راجمة سقطت على نفيه دكاليم. القتلى الاربعة المتبقين كانوا يعملون عند المستوطنين، ثلاثة من تايلاند وواحد فلسطيني من رفح.
في الضفة الغربية وخط التماس بينها وبين اسرائيل حدثت 14 عملية دموية حصدت أرواح 15 شخصا - 10 من أفراد قوات الأمن و5 من المدنيين. فقط في حادثة واحدة من هذه الحوادث، وهي عملية انتحارية جرت في 22 ايلول في مفترق التلة الفرنسية شمالي القدس - قُتل أكثر من انسان واحد. الانتحاري الذي فجر نفسه في تلك العملية تسبب في موت شرطيي حرس حدود. الـ 13 قتيلا الآخرين سقطوا في 13 حادثة منفصلة خلال مصادمات مع مسلحين فلسطينيين أو خلال عمليات اطلاق النار على الطرقات.
في ثماني عمليات حدثت داخل الخط الاخضر قتل 31 اسرائيليا، وهذا يعتبر انخفاضا حادا، سواء في عدد العمليات أو في عدد القتلى بالمقارنة مع السنوات السابقة. كما ان ذلك يعتبر انخفاضا حادا في التناسب بين قتلى العمليات داخل الخط الاخضر وبين مجموع القتلى عموما: 55 في المائة من القتلى سقطوا داخل الخط الاخضر، هبطوا الى 27 في المائة فقط. نصف الـ 31 اسرائيليا الذين قتلوا هذه السنة داخل الخط الاخضر سقطوا في عملية واحدة وهي عملية الباص المزدوجة التي حدثت في 31 آب في باصين في بئر السبع. اغلبية المدن التي حدثت فيها اغلبية العمليات واغلبية القتلى سقطوا داخلها - القدس، حيفا، نتانيا والخضيرة - غابت في هذه السنة عن قائمة المدن التي جرت فيها العمليات الدموية. واحتلت مكانها مدن مثل سدروت، البلدة التي لم تعرف القتل حتى هذه السنة، والتي عانت خلالها من رشقات متواصلة للقذائف. ثلاث من بين الرشقات التي سقطت عليها تسببت بقتل 5 اشخاص.
القتلى في الانتفاضة
ايار 2004 - ايار 2005
الشهر القتلى الجنود القتلى المدنيين المجموع
5/2004 14 5 19
6/2004 1 4 5
7/2004 1 1 2
8/2004 0 17 17
9/2004 7 4 11
10/2004 4 14 18
11/2004 2 3 5
12/2004 6 3 9
1/2005 1 11 12
2/2005 0 5 5
3/2005 0 0 0
4/2005 1 0 1
5/2005 1 0 1
المجموع 38 67 105
------------------------------------------------------

هآرتس - مقال - 10/5/2005
نهج يقود الى تكريس الصراع
بقلم: الوف بن
المراسل السياسي للصحيفة

(المضمون: نهج شارون الذي يحول الصراع الى صراع عقائدي يكرس المواجهة بدلا من حلها على أساس المصالح المتبادلة، كما حدث في اماكن اخرى من العالم - المصدر).

رئيس الوزراء اريئيل شارون وسع في المقابلات التي أجريت معه مؤخرا حدود الصراع الاسرائيلي العربي من جدل حول اراضي وسكان وترتيبات أمنية الى خلاف ايديولوجي. شارون محق في قوله ان "العرب" لا يعترفون بحق الشعب اليهودي في دولة في مسقط رأسه. ولكن استنتاجه الذي توصل اليه بأن السلام سيصبح متاحا فقط عندما يقوم العرب بتربية أولادهم بروحية الصهيونية هو استنتاج يقود في نهاية المطاف الى تكريس الصراع.
الصهيونية العملية نادت بنهج "الحقائق على الارض" التي تجبر العرب على القبول بوجود الدولة اليهودية فيما بينهم. اتفاقات السلام مع مصر والاردن وعملية اوسلو ومبادرة السلام العربية في عام 2002 برهنت كلها على ان العناد والصبر ناجعان. الجيران يستوعبون وجود اسرائيل، حتى وإن كان ببرود دون حماسة، ومستعدون لانهاء الصراع واقامة علاقات طبيعية معها مقابل انكماشها داخل الخط الاخضر وتسوية "عادلة ومتفق عليها" لمشكلة اللاجئين. اسرائيل ترفض ذلك حتى كأساس للمساومة والتفاوض، ولكنها تستمتع من حقيقة ان العالم العربي لا يشكك في وجودها ذاته.
سيرة شارون الغنية في الجيش والسياسة كانت التعبير الأبرز لسياسة "فرض الحقائق على الارض": نضرب العرب بالهراوة وبالمستوطنات الى ان يقبلوا بشروطنا. "رسالة بوش" في العام الماضي التي يعتبرها شارون قمة انجازاته السياسية تعترف بوجود المستوطنات كأساس للخط الحدودي المستقبلي بين اسرائيل وفلسطين. هذا يعتبر خلطا ناجحا بين الصهيونية العملية (بيت فبيت وماعز خلف ماعز في المستوطنات)، وبين الصهيونية السياسية التي سعت للحصول على اعتراف الدول العظمى بها.
الآن، أصبح شارون نادما لانه ركز عبر السنين على الأمن وتناسى قضية "الحق". والداه علماه التمييز بين حقوق الوصاية "على البلاد" التي تعتبر كلها حقوقا لليهود وبين حقوق المواطنين الآخرين "في البلاد". حسب رأي شارون، يجب تربية المعلمين العرب ايضا وتلاميذهم من بعدهم الى ان ينشد كل طفل في صنعاء والدار البيضاء والاسكندرية أنشودة "ارض اسرائيل لشعب اسرائيل". عندئذ فقط سيكون السلام أمرا قابلا للتحقق.
في العالم العربي يسود بالفعل اعتقاد بأن اسرائيل هي نبتة غريبة، وان الصراع نابع من هجرة اليهود الاوروبيين الذين دفعوا الفلسطينيين للرحيل عن ديارهم. من الصعب ايجاد سياسي عربي يتمسك بعملية السلام أكثر من أسامة الباز، مستشار الرؤساء المصريين الخالد، والمقرب من اسرائيليين كثيرين. الباز نفسه يطالب اسرائيل بتغيير هويتها من "دولة يهودية ديمقراطية" الى "دولة لكل مواطنيها". أية قسوة وغلظة هذه؟. دولة الباز تسمي نفسها "الجمهورية العربية المصرية"، فلماذا تحرم اسرائيل من هذا الحق في تقرير مصيرها؟ هذه الامور مهينة ومثيرة للغضب. ولكن من المشكوك فيه ان يكمن الحل في الخصام.
شارون يثير توقعات غير ممكنة. كيف سيتأكد ان العرب "يعترفون بالحق اليهودي"؟ حسب الاستطلاعات؟ أم حسب العلامات التي يحرزونها في موضوع الصهيونية؟ وكيف يتم تحديد "الحق"؟ ومن الذي أعطى هذا الحق، هل هو رب السماء في الأعالي؟ من المثير ان شارون العلماني يبني سياسته على أوامر إلهية عليا. من الممكن فهم حاجته السياسية للانعطاف نحو اليمين عشية الانتخابات الداخلية في الليكود. المشكلة هي انه يحول الصراع بذلك الى حرب دينية عقائدية لا توجد فيها تسويات، وانما صراع ضار لا هوادة فيه. من الممكن التجادل حول معاليه ادوميم وبيت ايل والمتاجرة بها مقابل ارض بديلة وتسويات اخرى. أما المعتقدات والايمان فلا سبيل للمساومة عليها.
النهج العملي أقل رومانسية، ولكنه الطريق الوحيد نحو التسوية. بدلا من أن نحلم بتحويل العرب الى صهاينة، يجدر بنا ان نفكر بحلول منطقية للتعايش معا على أساس المصالح المتبادلة. الكاثوليك والبروتستانت الذين قتلوا بعضهم البعض ذات يوم يعيشون اليوم معا من دون الاعتراف بعدالة الطرف الآخر.
------------------------------------------------------









هآرتس - مقال - 10/5/2005
الاخلاء كأفق
بقلم: أمير أورن
مراسل الصحيفة لشؤون الجيش

(المضمون: شارون يراوح في مكانه ولا يريد تنفيذ الانسحاب حتى يضمن التوازن القائم وميله لمصلحته، ولكن الى متى؟ - المصدر).

ضابط بارز في هيئة الاركان من الضالعين في التخطيط لاخلاء غزة، فوجيء في الاسبوع الماضي عندما سمع من مواطن عادي ما الذي يتوقع ان يحدث غداة التاسع من آب: طلاب المعاهد الدينية سيخرجون مثل عادتهم في كل عام في إجازة لثلاثة اسابيع حيث سيتم استغلال هذه الفترة في تكثيف حملة المقاومة للانسحاب خلافا لما يحدث في كل عام. سيكون من بينهم مئات، بل آلاف، طلاب المعاهد الدينية للاعداد العسكري الذين يماثلون شبيبة "الناحل" (الشبيبة الطليعية المقاتلة) في تركيبتهم. بامكان الجيش في هذه الحالة ان يجندهم للخدمة الفعالة (أو على العكس إلغاء التسوية مع معاهدهم، الامر الذي يسيء لامتيازاتهم). ولكن انصياعهم للانضباط العسكري عندما يتصادم مع ارادة حاخاماتهم مسألة مشكوك فيها. بعد ان ظهر التاسع من آب كموعد يحظر اخلاء المستوطنات فيه، ستظهر مشاكل اخرى ستتسبب بدورها في إهدار شهر آب كله، ومن ثم ستأتي السنة الدراسية الجديدة حيث يتوقع إضراب المعلمين.
هناك أمر مريب جدا من خلف هذا الاختباء الفجائي خلف الرداء الديني وخلف الاكتشاف فجأة ان هدم المباني في المستوطنات ونقل الفضلات الى النقب سيزيد من مدة الاخلاء ويطيلها جدا: حكومة اريئيل شارون مع شاؤول موفاز كذراع عسكرية لدوف فايسغلاس، تقوم بالمناورة لتحويل الاخلاء الى أفق يكون دائما أمام الناظرين، ولكنهم يجدونه بعيدا كلما اقتربوا منه من دون ان يتمكنوا من الوصول أبدا. كلما تم تأجيل موعد الاخلاء ستزداد قوة القسم المتكرر باسمه. الإلغاء ليس واردا، ولكن التوقيت وحده هو الذي سيتغير من حين الى آخر كما تتطلب التطورات على الارض مع أخذ فتاوى وقرارات معلمي الجيل بالحسبان.
عندما تبين لموفاز من حديثه مع الحاخامات مغزى شهر آب (العبري) قام بنصح شارون بتأجيل الاخلاء. هذا تقاسم وظيفي بين الاثنين، كما حدث في قضية رئيس هيئة الاركان: موفاز يعرف التوصية التي سيقدمها لشارون، وهذا الأخير يقبلها بأدب واهتمام. الجنود يقولون ان من المحظور عليهم ان يخرجوا عن التسلسل القيادي والانصياع لتعليمات من مصدر آخر مثل الحاخامات، ولكن من يتربع على رأس الهرم القيادي العسكري هذا يقبل باستسلام وربما بحب مثل هذه التوصيات من خلال الاعتبارات الغريبة العجيبة. يحظر على شارون ان يلغي الانسحاب حتى لا يثير غضب جورج بوش، ولكن لا يجدر به ايضا ان يقوم بتطبيقه. الوضع الأفضل في هذه الحالة هو الإبقاء على هذا الانسحاب في حالة جمود بين الموت والحياة.
حزب العمل موجود في الحكومة بصورة مشروطة كمقاول ثانوي لتفكيك المستوطنات مع الاعلان عن نيته بالخروج منها مع استكمال الانسحاب والتوجه الى انتخابات مبكرة بعد ذلك. كلما راوح الانسحاب في مكانه ولم يتم التراجع عنه رسميا - سيبقى حزب العمل أسيرا في حكومة شارون وسيصل الى خريف 2006 من دون ان يكون قد بلور بديلا لشارون.
في داخل الليكود يتمتع شارون بموقع متدن في مواجهة المعارضين للانسحاب وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو. هذا وضع قابل للتغير حسب قوانين اللعبة السياسية المتقلبة، ولكن اذا سيطرت حماس على غزة واستؤنف الارهاب بقوة أكبر عشية الانسحاب، سيحكم شارون على نفسه بالهزيمة في المواجهة الداخلية في حزبه. سيكون في هذه الحالة مثل شمعون بيرس في انتخابات 1996 بعد تسليم مدن الضفة للسلطة الفلسطينية والعمليات التي تلتها. من الأفضل له ان تجري الانتخابات قبل الانسحاب، وأن لا تأتي في أعقابه. من دون ان يرمش له جفن سيقوم شارون في هذه الحالة بقلب ادعاءاته السابقة ويقول انه اقتنع بضرورة التوجه للشعب لحسم هذه القضية المصيرية.
شارون، كما قال أمس الاول، لن يتنازل عن موقفه، وأخيرا تحقق حلمه البن غوريوني عشية عيد الاستقلال بأن يصبح رئيس وزراء ووزيرا للدفاع. الشخص الذي يحمل اللقب الثاني لم يبتدع أبدا فكرة أصيلة من عنده، وربما كان ذلك جيدا في كل الاحوال، موفاز هو فقط صدى واهناً لشارون انه صدى ارتجاعي مرتد وليس رأسا مفكرا.
------------------------------------------------------









معاريف - مقال - 10/5/2005
لسنا وحدنا
بقلم: يحيئيل أكشتاين
حاخام ارثوذكسي رئيس صندوق الصداقة بين المسيحيين واليهود

(المضمون: يجدر بالشعب اليهودي في يوم الاستقلال وفي ظل التهديدات النووية الايرانية ان يتذكر صداقة الجماعة الانجيلية في الولايات المتحدة خاصة وفي أرجاء العالم عامة - المصدر).

في كل عام في يوم الاستقلال، تنتصب بإزائنا تحديات جديدة، ونضطر الى ان نفحص من جديد عمن هم اصدقاؤنا وعمن هم أعداؤنا. في هذا العام يحصل كل ذلك على قوة أكبر، في ضوء التهديدات الوجودية التي نعيشها في مواجهة ايران، والاستنكارات المتكررة من قبل دول اوروبا والامم المتحدة، والدعوات المتزايدة من معاداة السامية. إننا نخطو بثقة نحو اقامة الآية من التوراة "شعب يسكن وحيدا ولا يُلقي بالا الى الأغيار".
بالرغم من أننا نحتفل في هذا العام بالاستقلال، إلا أننا لسنا مستقلين، ومن الواضح ان شعبا لا يستطيع ان يوجد كجزيرة في حد ذاتها. عندما ننظر الى شركائنا الاستراتيجيين في العالم، فهناك اثنتان تقفزان في الحال الى رأس القائمة: الولايات المتحدة والجماعة اليهودية في أرجاء العالم. ومع ذلك، في يوم الاستقلال الحالي، أقترح ان نفكر في قطاع آخر من الاصدقاء الاستراتيجيين. ألا وهم المسيحيون الانجيليون، الذين يؤيدون اسرائيل بلا شرط في أكثر الحالات.
الانجيليون اليوم نحو من ثلث سكان الولايات المتحدة، وتُحسب على الاعضاء منهم كل القيادة في الادارة، ابتداء من الرئيس بوش وانتهاء الى رئيس الكونغرس، توم ديلي، وزيادة على ذلك، تقوى الجماعة الانجيلية اليوم في دول كثيرة في العالم، وفي امريكا اللاتينية أساسا وفي شرقي آسيا، وقد أصبحت شيئا ايضا في اوروبا.
05-10-2005, 02:39 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #7
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى
















المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية






الأربعاء 11/أيار/2005 العدد 8788

المصدر السياسي
قسم العناوين الأربعاء 11/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- بحزن وبفرح.
- اسرائيل ابنة 57. اليوم/ نطاطىء الرأس في ذكرى الضحايا، وفي المساء نحتفل بالاستقلال.
- الحاخام الرئيس يقول للمحققين: لم اعرف، لم اسمع، لم أرَ.
- برأس مطاطىء.
- مصيبة خلف مصيبة - 113 اسرائيل اصيبوا مرتين في العمليات.
- 6.900.000 اسرائيلي.
- نتنياهو: شركة الكهرباء هي كالبارجة النازية.
- رئيس الوكالة اليهودية يستقيل على نحو مفاجىء.
- اغتصب ابنة 11 ولم يدخل السجن.
معاريف:
- وقفة دقيقة صمت.
- نحتفل 57.
- كبرنا سنة../ اسرائيل ابنة 57.
- الجيش الاسرائيلي يفك ارتباطه عن مستوطني الخليل.
- 21.954 عدد الضحايا الذين سقطوا منذ 1860.
- المعلمة التي أغوت التلاميذ - حامل.
- استقالة رئيس الوكالة اليهودية.
- الشرطة: تضارب بين روايتي الحاخام وابنه.
هآرتس:
- الحكومة تعمل على تبني قوانين هجرة متشددة مثل دول اوروبا.
- أصحاب اراضي في شرقي القدس يلتمسون الى محكمة العدل العليا لنشر قائمة املاك الغائبين.
- المانيا تدشن النصب التذكاري لضحايا الكارثة.
- عشية يوم الاستقلال، حاخامون في الصهيونية الدينية يعلنون الولاء لدولة اسرائيل - ولكن بشرط.
- رئيس الوزراء باحتفال يوم الذكرى: قطعنا نذرا ان نمنع عن ابنائنا ثمن الحرب.
- عزام عزام، لوبا الياف ويحيئيل كديشاي من مضيئي المشاعل هذا المساء بالقدس.
- نتائج جزئية في السلطة: فتح فازت في 33 سلطة محلية، اما حماس فستسيطر على عدد اكبر من السكان.

* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الأربعاء 11/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - السكان - هآرتس - من شاحر ايلان:
الحكومة تعمل على تبني قوانين هجرة متشددة مثل دول اوروبا../
لجنة بينس، التي ستبلور في الفترة القريبة القادمة سياسة الهجرة لاسرائيل، كفيلة بأن تنتهج سياسة هجرة متشددة على نمط اوروبا. وبين الاقتراحات التي تدرس: منع التوطن للماكثين غير القانونيين، وفرض شروط على التوطن، مثل الدخل، العمر والصلة باسرائيل. كل هذا، حتى عندما يدور الحديث عن أزواج اسرائيليين، يهودا وعربا. هذه الشروط واردة في الدول الاوروبية ومؤخرا يوجد ميل للتشدد فيها.
في بداية نيسان من هذا العام جرى في مكتب رئيس الوزراء اريئيل شارون بحث في توصيات مجلس الامن القومي للتشدد الكبير في قوانين الهجرة الى اسرائيل. وقرر شارون قبول التوصيات واتفق في المداولات على تشكيل لجنة برئاسة وزير الداخلية اوفير بينس لبلورة السياسة والتعديلات على قوانين الهجرة. ويظهر فحص أجرته "هآرتس" انه في لجنة بينس، في دوائر الحكومة وفي اوساط اكاديميين كبار يسود اجماع واسع على أن على السياسة المقررة ان تكون متشددة وان تجعل من الصعب نيل حق المواطنة لغير اليهود من كل العالم في اسرائيل. والمقصود هو أن تحل القيود العامة محل أنظمة الطوارىء التي تمنع اليوم لم شمل العائلات عن الفلسطينيين وحدهم.
الاقتراح الابعد أثرا لمجلس الامن القومي هو منع التوطين التلقائي لابناء غير يهود لم يولدوا في اسرائيل او لابناء أحد أبويهم فقط اسرائيلي. ويؤيد التشدد في سياسة الهجرة المستشار القانوني للحكومة، المحامي ميني مزوز. فوثيقة وضعها فريق برئاسة مزوز توصي بتحديد فترة تجميد طويلة في خارج البلاد للماكثين غير القانونيين قبل أن يتمكنوا من نيل حق المواطنة. وشكلت وثيقة مزوز على ما يبدو اساسا لمشروع قانون النائب موشيه كحلون من الليكود، والذي كان أقر في الصيف في قراءة عاجلة في الكنيست - بتأييد الحكومة - وأثار عاصفة كبيرة. ويقول بينس نفسه معقبا انه "يوجد أنواع مختلفة من الدول في اوروبا"، وانه سيعثر على حل للحالات الانسانية. وضمن امور اخرى فان اللجنة ستفحص امكانية تعديل قانون العودة - وهي مسألة في نظر الكثيرين من السياسة الاسرائيلية تعتبر من المحظورات. ويقول بينس الذي يقف على رأس اللجنة ان "تكليف اللجنة هو فحص التشريع - قانون العودة، قانون المواطنة وقانون الدخول الى اسرائيل. على كل شيء ان يوضع على الطاولة".
بعض أعضاء اللجنة اقترحوا في الماضي ادخال تعديلات على قانون العودة وزيرة العدل، تسيبي لفني أعربت عن تعديلها لالغاء بند الحفيد في القانون. اما بينس نفسه فقال في العام 1999 انه جدير البحث في الغاء بند الحفيد. كما أن اقتراح الغاء بند الحفيد هدفه هو منع دخول اناس صلتهم باليهودية هزيلة.
بينس ولفني يؤيدان جعل قانون العودة قانون أساس، الأمر الذي عارضه في الماضي الاصوليون بحزم. وزير التربية والتعليم الاسبق البروفسور امنون روبنشتاين وهو الاخر عضو في اللجنة، يؤيد توسيع قانون العودة ويؤيد تطبيقه على كل من يسعى الى الانتماء الى الاسرة اليهودية.
(معاريف)
كبرنا سنة../ اسرائيل ابنة 57../
6.9 مليون نسمة يعيشون في دولة اسرائيل عشية يوم الاستقلال - 8.5 اضعاف من عدد السكان عندما اقيمت الدولة قبل 57 سنة. في حينه كان فيها 806 الف نسمة فقط. ونشر مكتب الاحصاء المركزي أمس سلسلة معطيات عن سكان الدولة تروي لنا من نحن - وبالاساس كم نحن.
76 في المائة من السكان هم يهود (5.26 مليون)، 20 في المائة عرب (1.35 مليون) و 4 في المائة (290 الف) مُعرّفون كـ "آخرين" - معظمهم مهاجرون وأنسالهم ممن هم غير مسجلين كيهود في وزارة الداخلية.
ويتبين من المعطيات ان عدد السكان ازداد بـ 120 الف نسمة من يوم الاستقلال السابق. في اثناء العام الاخير ولد في اسرائيل 149 الف وليد، و 26 الف مهاجر جعلوا من اسرائيل بيتهم. من اوساط هذه المجموعة، 9.500 نسمة هاجروا الى اسرائيل من دول الاتحاد السوفياتي سابقا و 4.400 من اثيوبيا. وكانت هذه سنة طيبة على نحو خاص بالنسبة للنمو السكاني؛ في السنة السابقة لم يولد سوى 144 الف وليد ووصل 21 الف مهاجر.
واضافة الى 6.9 مليون نسمة، يعيش في اسرائيل نحو 189 الف عامل اجنبي (صحيح حتى بداية 2004)، قانوني وغير قانوني. كل المعطيات تقوم على اساس حسابات لحظية أعدها مكتب الاحصاء المركزي على نحو خاص استعدادا ليوم الاستقلال.
هذه السنة يوجد سبب خاص للاحتفال؛ بسبب الفوارق بين الرزنامة العبرية والرزنامة الميلادية، فانه فقط كل 19 سنة يقع التاريخين في ذات اليوم. يوم الاستقلال الـ 57 يتمتع بهذه الخاصية. في 14 ايار 1948 يوم الخامس من ايار العبري "تشح"، في الساعة الرابعة بعد الظهر اجتمع اعضاء مجلس الشعب في متحف تل أبيب وسمعوا رئيس الحكومة المؤقت دافيد بن غوريون يعلن "بهذا عن اقامة دولة يهودية في أرض اسرائيل هي دولة اسرائيل".
موعد خاص
في اسرائيل يحتفلون بيوم الاستقلال حسب التاريخ العبري، الخامس من ايار العبري، بحيث أنه بشكل عام لم يتم الاحتفال أبدا بالتاريخ الميلادي لاقامة الدولة. ولسوء الحظ، فان هذه السنة الخامس من ايار العبري - 14 ايار ميلادي - يقع يوم السبت، ولهذا فقد جرى تقديم موعد العيد الى يوم الخميس، ويوم الاستقلال يحتفل فيه بتاريخ الثالث من ايار العبري - 12 ايار الميلادي.
مثلما في كل سنة، سيحتفل بيوم الاستقلال بسلسلة أحداث ذات تقاليد عريقة. الاحتفال الرسمي المركزي ليوم الاستقلال سيعقد هذا المساء في الساعة الثامنة في جبل هرتسل وفي اطاره سيتم اضاءة المشاعل. كما أن عشرات الفتيان من ارجاء العالم وصلوا للمشاركة في مسابقة التوراة التي ستعقد غدا. هذه المسابقة تجري منذ 42 سنة ويشارك فيها فتيان وفتيان من 35 دولة. وهذا العام بعثت أربع دول جديدة ممثليهم الى المسابقة: الهند، فنزويلا، السويد وكزاخستان. وغدا يعقد أيضا احتفال للجنود المتميزين في مقر الرئيس واحتفال آخر للحاصلين على جائزة اسرائيل في نهاية يوم الاستقلال.
القدس/الأرض - هآرتس - من ميرون ربوبورت:
أصحاب اراضي في شرقي القدس يلتمسون الى محكمة العدل العليا لنشر قائمة املاك الغائبين../
لم تمنح الدولة بعد الفلسطينيين أصحاب أراضي زراعية في القدس تصاريح للدخول من أجل فلاحة اراضيهم، وذلك رغم القرار الصريح للمستشار القانوني للحكومة، بعدم وجوب تطبيق قانون املاك الغائبين عليها - وعليه فانهم لم يفقدوا حق الملكية لهم في القدس. هذا ما يتبين من طلب باستصدار امر احترازي رفعه المحامي داني زايدمان من جمعية "عير عميم" (مدينة شعبين) بإسم اصحاب الاراضي. وتضمن الطلب الذي رفع أمس الى محكمة العدل العليا أن تكشف الدولة عن قائمة الاملاك التي اعلن عنها املاك غائبين في المدينة.
قبل نحو ثلاث سنوات، مع بداية الاشغال على بناء جدار الفصل في القدس، رفع أصحاب اراضي من بيت لحم وبيت جالا طلبا بالسماح لهم الوصول الى اراضيهم الموجودة قيد ملكيتهم في الجانب المقدسي من الجدار - الاراضي التي فلحوها على مدى كل السنين منذ العام 1967. في نهاية 2004 قيل لهم انه لن يكون بوسعهم الوصول الى اراضيهم، ذلك أن هذه الاراضي ليست في ملكيتهم وانها "موضوعة تحت تصرف حارس املاك الغائبين". وكانت صحيفة "هآرتس" كشفت النقاب في كانون الثاني من هذا العام بأن هذا الرد اتيح بعد أن قررت الحكومة في تموز 2004 تطبيق قانون املاك الغائبين في القدس الشرقية.
وبعد النشر في "هآرتس" ثارت عاصفة دولية، وفي اعقابها أعلن المستشار القانوني ميني مزوز بأن قرار الحكومة "لا يمكنه أن يصمد"، وأمر بالوقف التام لاستخدام قانون املاك الغائبين في شرقي القدس، وذلك لان مجرد استخدامه في شرقي المدينة "يتعارض ظاهرا وغاية القانون". كما أفاد المستشار في بيان للصحافة بانه في "نقاش مع المحافل الامنية" تقرر السماح لاصحاب الاراضي الذين فلحوها في شرقي القدس ان يواصلوا ذلك.
ولكن حتى بعد نشر بيان المستشار لم يحصل اصحاب الاراضي الفلسطينيون على صلاحية مواصلة فلاحة اراضيهم في القدس الشرقية وذلك بعد أن فقدوا موسما زراعيا كاملا العام الماضي. وتوجه المحامي زايدمان ايضا الى قائد المنطقة الوسطى وكذا الى المستشار القانوني بطلب لاصدار التصاريح، ولكنه لم يستجب لطلبه.
في الطلب لاستصدار الامر الاحترازي يطرح الاشتباه بانه في الفترة التي سبقت قرار المستشار في كانون الثاني 2005 نقل حارس املاك الغائبين العديد من املاك الفلسطينيين في منطقة القدس دون تبليغ اصحاب الاراضي. وتتعلق الشبهات اساسا بمنطقة خربة مزمورية في جنوب شرقي القدس ومنطقة الولجة في جنوب غربي المدينة - حيث تجري الاستعدادات لاقامة احياء يهودية جديدة على اراضي الفلسطينيين.
الجيش الاسرائيلي/الخليل - معاريف - من عمير ربابورت:
الجيش الاسرائيلي يفك ارتباطه عن مستوطني الخليل../
يبلور الجيش الاسرائيلي خطة لاخراج قواته من الوجود السكاني اليهودي في الخليل بسبب موقف المستوطنين. وعلمت "معاريف" بانه حسب الخطة سيحل حراس مدنيون مأجورون محل الجنود الذين يحمون اليوم اليهود في المدينة. وسبب خطة قيادة المنطقة الوسطى التي يكشف عنها النقاب لاول مرة هو الغضب الكبير القائم في اوساط القادة العسكريين من سلوك سكان الوجود السكاني اليهودي في الخليل. فقد مل الضباط الكبار في الجيش ببساطة من أن الكثيرين من مستوطني المدينة درجوا على شتم جنود الجيش بل والاعتداء عليهم جسديا.
من افادات جمعت مؤخرا في قيادة المنطقة الوسطى، تخرج صورة شوهاء لموقف اليهود من الجنود. والوضع آخذ بالتطرف، وكلما اقترب موعد تطبيق خطة فك الارتباط. وحسب شهادات الجنود الذين يخدمون في الوجود السكاني اليهودي، فان مستوطني الخليل رشقوهم بالخضراوات بل وباكياس البول. كما يتبين أيضا من هذه الشهادات أنه من بين الشتائم التي ينالونها خلال خدمتهم، دعوتهم "نازيين" هي من الشتائم الاكثر شعبية. وفي الجيش الاسرائيلي يقدرون بأن المستوطنين يرون في شتم الجنود وسيلة للاعراب عن انتقادهم لخطوات الحكومة. وقد مل قائد المنطقة الوسطى يئير نافيه أن يتحول جنود القيادة الى كيس ضربات من سكان الخليل اليهود. ومؤخرا بادر الى خطة لاستبدال الجنود المرابطين في قلب الوجود السكاني اليهودي بحراس مدنيين، وذلك رغم أن المنطقة تعتبر حساسة وخطيرة جدا من ناحية أمنية.
وتطرق اللواء نافيه الى الموضوع في مقابلة مع ملحق السبت في صحيفة "معاريف" نشر يوم الجمعة الماضي، حيث قال: "من يدعو جنودا يهود بالنازيين هو مثل من يرشق حجرا، او يرشق بيضا. اذا كان الناس في الوجود السكاني اليهودي في الخليل يفكرون بانه يمكن العيش في ظل هذه الثنائية على مدى الزمن فاني اعتقد أنه محظور علينا أن نتعايش مع ذلك. أنا كقائد ملتزم تجاه الجنود مثلما أنا ملتزم تجاه المواطن بحماية جسده وأمنه. انا ملتزم للجنود بأن يشعروا بأن مهمتهم ليس فقط قانوني بل وشرعية ايضا. في عهد لبنان ربينا اجيال من الجنود للنظر الى الخلف لرؤية الانوار في قرى ومدن الشمال التي حملناها واستمدوا من ذلك القوة. من الصعب علي ان اقول لجندي يقف الى جانب الحرم الابراهيمي أن ينظر الى الوراء هنا ايضا، رغم أن هذا عنصر من عناصر قوته. أن ينهض من خلف موقعه وان يهاجم عند الحاجة".
اما الان فقد علمت "معاريف" ان اللواء نافيه قرر عدم الاكتفاء بالاقوال الشديدة التي اطلقها في المقابلة بل وايضا بادر الى الخطة لاخراج الجيش من قلب الخليل. وتقول مصادر عسكرية ان "قريبا ستوضح محافل عسكرية لسكان الخليل بانه اذا لم يتوقف التنكيل بجنود الجيش الاسرائيلي فان هذه الخطة ستتحقق". وردا على الخطة هاجمت عضو ادارة الوجود السكاني لليهود في الخليل، اوريت ستروك اللواء قائلة: "يئير نافيه بدأ يتعامل مع الوجود السكاني اليهودي كأعداء. وهو يفرض علينا حظر التجول، يمس باملاكنا ويستخدم ضدنا عنفا شديدا. كما أنه ينثر التشهيرات بامور لم تقم لها قائمة. نافيه قال اننا رشقنا هنا على الجنود اكياس بول الامر الذي لم تقم له قائمة. كما أن اللواء نقل سرايا حرس حدود وجنود نظاميين من الكفاح ضد الارهاب الى الكفاح ضد اليهود. بالطبع عندما يحرض علينا الجنود، فاحيانا تكون لذلك ردود فعل من الناس المصابين ممن هم غير مستعدين للاهانة".
أنباء متفرقة - يديعوت:
نتنياهو: شركة الكهرباء هي كالبارجة النازية../
وزير المالية بنيامين نتنياهو على ما يبدو كان واثقا بانه عثر على تشبيه ناجح على نحو خاص لقوة شركة الكهرباء. فعندما سأله صحافيون قبل يومين اذا كانت الشركة هي "سفينة العلم" التالية التي توشك على الخصخصة، أجاب نتنياهو بمزاح: "ربما لا تكون هذه سفينة بل البارجة الكبرى، "بسمارك" ونحن نسير خلفها". ولكن في شركة الكهرباء لم يستطيبوا على اقل تقدير التشبيه بالسفينة الحربية النازية وأعلنوا بأنهم يقطعون كل صلة بوزارة المالية.
"كأبن لناجين من الكارثة وكمواطن في دولة اسرائيل لا يمكنني أن اعيش مع الاحساس بانني اقف على رأس سفينة حرب نازية"، قال أمس دافيد تسرفاتي، رئيس السكرتارية القطرية لعمال الشركة. واضاف تسرفاتي بان "زلات لسان وزير المالية باتت عندنا أمرا عاديا ونحن نقترح عليه أن يكف فورا عن سلوكه المغرور والمتعالي تجاه مواطني دولة اسرائيل". أما وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعيزر فكان اكثر شدة حيث جاء في بيان نشره بان "سعي بيبي نتنياهو نحو القوة، الجاه والسلطة تفقده عقله. فحين يشبه يهودا بالسفينة النازية "بسمارك" فان هذا يذكرنا حتى بخطابات وزير الدعاية في المانيا النازية، غوبلز. حان الوقت لان نرفع في وجه وزير المالية بطاقة حمراء!".
-----------------------------------------------------
المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الأربعاء 11/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 11/5/2005
هذا في أيدينا، هذا في وسعنا
بقلم: أُسرة التحرير

قبل 56 سنة انتهت حرب الاستقلال باتفاقات الهدنة، وهكذا تحقق الهدف الذي نحتفل اليوم به في يوم الاستقلال الـ 57: اقامة دولة مستقلة للشعب اليهودي في ارض اسرائيل. نجاح المشروع الصهيوني الطوباوي لم يكن مضمونا مسبقا، ولا حتى في السنوات الاولى للدولة. ولكن على مدى السنين ترسخت الدولة وازدهرت، وازداد عدد سكانها فوق المتوقع، وتعاظمت قوتها العسكرية لتبلغ حجوما هائلة؛ ومع ذلك فان هناك من يعتقدون بانه في العام 1948 لم يحصل شيء ذو مغزى في تاريخ شعبنا وأن شيئا لم يغلق ولم ينتهِ في ذاك الاعلان عن الدولة وفي تلك الحرب. ان من لم يستوعب معنى اقامة الدولة لا يزال يحاول تمديد حدود البلاد الصغيرة والمضرجة بالدماء في صالح معسكره - من بدعوى حق العودة، ومن بالجرافة، بالمجرفة وبالسلاح.
لم تتحدد أبدا حدود دائمة للدولة. والخلاف على حدود البلاد لا يزال مستمرا. وحتى الخط الاخضر كان مجرد مسار، حاول العرب القضم فيه واسرائيل حاولت الابتعاد عنه بعد حرب الايام الستة لاعتبارات مختلفة من البحث عن الامن والخلاص. غياب الحدود الدائمة يقسم الجمهور الى مذهبين: مذهب "امسك قدر امكانك"، ومذهب "اذا امسكت بالكثير فلن تمسك شيئا". وحيال المعسكر الراغب في استخدام القوة الزائدة للاستيطان بين العرب وسلبهم يقف المعسكر المستعد لاستخدام القوة فقط من اجل حماية ما هو قائم دون استغلال الجار.
في يوم الاستقلال هذا لا يوجد ما هو اكثر تفاؤلا واهمية للتطلع اليه من تقسيم أرض اسرائيل من جديد، بالاتفاق وليس بالحرب، الى دولة اسرائيل ودولة فلسطين. بعقل وسخاء، على فرض في أنه اذا ما كان خير لجيراننا، فلعله يكون خير لنا ايضا. لا للبخل، لا للتباكي، لا للمحاسبة، لا لرؤية ظل الجبال كجبال. ولا للتمسك بكل تلة وقبر وبيت. ولا للخوف من القرارات التاريخية. لا للتنازل عن التطلع الصهيوني الاساس لاقامة هنا دولة ملجأ يهودية وديمقراطية تجتهد لان تعيش بسلام مع جيرانها.
فك الارتباط عن غزة يجب أن يكون مرحلة اولى في الطريق الى تقسيم منطقي للبلاد، الفرصة لخلق كيانين مستقلين، التعاون بينهما يمكنه أن يؤدي الى ازدهارهما والطمع المتبادل يؤدي الى تصفيتهما. وكون اسرائيل قوية ومزدهرة اكثر من جارتها المتكونة فان بوسعها أن تسمح لنفسها بتنازلات مدروسة: ان تتنازل عن الدافع لاتخاذ صورة المنتصر، وجمع الدونمات، عن الرغبة لتقليص الفلسطينيين في جيوب خانقة. يفصلها جدار بينهم وبين اراضيهم المفلوحة، ابناء عائلاتهم ومصادر رزقهم. حدود سلام يمكنها ان تكون فقط هي التي تأخذ بالحسبان مصالح الجار، والا فاننا سنتدهور الى النزاع الدموي التالي.
اذا كانت كل نية فك الارتباط عن غزة هي تهدئة الخواطر بشكل مؤقت، تحييد الضغط الدولي، كسب الوقت في ظل البحث المتجدد عن الاحابيل للاستيلاء على ارض اخرى بمعونة المسار المرن لجدار الفصل؛ اذا كان كل موقع استيطاني في الضفة سيصبح "صخرة وجودنا"، واذا كان كل اخلاء آخر سيعتبر صدمة وليس كمدماك في بناء السلام - سيتبين أن اللحظة التاريخية قد فوتت، وان الفرصة شبه الاخيرة لان نكون شعبا حرا حقا قد افلتت مرة اخرى من أيدينا.
-----------------------------------------------------











المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الأربعاء 11/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - مقال - 11/5/2005
يوم المواطن بدل يوم النكبة
بقلم: يئير شيلغ

(المضمون: يجدر تحديد موعد يحيي "يوم المواطن الاسرائيلي" ويخصص للانشغال باهمية مساواة الحقوق واللقاءات والتعارف بين اليهود والعرب بالتشديد على مكانتهم المدنية المتساوية - المصدر).

كل 19 سنة يتحد التاريخان الميلادي والعبري مرة اخرى. هذه السنة، باكتمال 57 سنة (ثلاث مرات 19) لقيام الدولة، هذا يحصل ليوم الاستقلال: الخامس من ايار العبري يحل هذه السنة بالضبط في 14 ايار، التاريخ العبري والميلادي الذي اعلن فيه عن الدولة (فقط لسبب حقيقة أن التاريخ يحل يوم السبت جرى تقديم الاحتفال العملي بيوم الاستقلال الى يوم الخميس). وفي الغداة يحل 15 ايار يوم الختام الرسمي للانتداب البريطاني وموعد الاجتياح العسكري العربي لارض اسرائيل. هذا هو اليوم الذي يحيي فيه الفلسطينيون وعرب اسرائيل "يوم النكبة" يوم مصيبتهم الوطنية.
قرب هذين التاريخين هو فرصة لطرح السؤال: هل الى الابد سيكون التاريخان ملزمان لان يكونا تاريخين متضاربين؟ بالنسبة للماضي، لا ريب أن الرد ايجابي. فقيام الدولة اليهودية بالتأكيد اشارت الى مصيبة وطنية فلسطينية، وبالعكس - ربما لا سمح الله كانت الحرب ستنتهي بنصر فلسطيني وعربي، وكانت هذه بالتأكيد ستكون مصيبة يهودية. ولكن هل المعنى المتضارب هذا يجب أن يبقى ايضا بالنسبة للحاضر والمستقبل؟
هذا السؤال يرتبط بسؤال آخر يطرح نفسه بين الحين والاخر في الخطاب الجماهيري: على نحو رسمي على الاقل، فان احدا في اسرائيل - بما في ذلك رجال اليمين الصرف - لا ينفي قيمة مساواة حقوق المواطن لكل مواطني اسرائيل - يهودا وعربا على حد سواء. هذا المبدأ ادرج رسميا في وثيقة الاستقلال التي تليت في الخامس من ايار من العام "تشح" العبري (أما التطبيق فهو اكثر اشكالية). ولكن هل يحتمل في اسرائيل ليس فقط مساواة حقوق على المستوى العملي، بل وايضا رموز رسمية يمكن ان يتحد حولها جموع مواطني الدولة؟
المؤيدون لمثل هذا الاتجاه يطرحون بين الحين والاخر اقتراحات بتغيير علم الدولة و/أو النشيد القومي كي يتوافقان ايضا مع الجمهور العربي. مثل هذه الاقتراحات اشكالية جدا لان العلم والنشيد يشيران الى الطابع القومي لاسرائيل كدولة الشعب اليهودي، وليس صدفة أن وضعا حتى في بداية الكفاح اليهودي لاقامة الدولة، وليس بعد قيامها. وبالمقابل، فلا يمكن تجاهل الحاجة ليس فقط لاقامة مساواة حقوق بين جموع مواطني الدولة - بقيود الحفاظ على طابعها القومي اليهودي - بل وايضا خلق رموز رسمية تتيح لعرب اسرائيل الشعور كأبناء بيت ايضا بالمعنى الرمزي والوجداني.
هذه الحاجة جدير بتوفيرها بحد ذاته، حتى بدون مبرر منفعي آخر. ولكن يبدو أن عمليا يوجد في ذلك أيضا ما يساهم بالذات في الحفاظ على الطابع اليهودي للدولة. فكلما ازداد احساس الراحة والانتماء لدى الجمهور العربي في حياته في اسرائيل ستقل حاجته الى الصراع ضد تغييرات رسمية في تعريف الطابع القومي للدولة.
واتجاه الحل تمنحه بالتالي الرزنامة السنوية. فبينما العلم والنشيد هما أبدا مميزان، بحيث لا يحتمل ان يكون نشيد وعلم يشددان على الطابع القومي اليهودي مع نشيد وعلم يشددان على الطابع المدني - فان الرزنامة السنوية توفر امكانية الاحتفال بالهويتين بالتوازي. في وقت قريب من يوم الاستقلال، الذي يحيي الطابع القومي للدولة، يجدر تحديد موعد يحيي "يوم المواطن الاسرائيلي" ويخصص للانشغال باهمية مساواة الحقوق واللقاءات والتعارف بين اليهود والعرب بالتشديد على مكانتهم المدنية المتساوية.
مبدئيا يبدو أنه لا يوجد ما هو ملائم اكثر لهذا اليوم من 15 ايار، التاريخ الميلادي الذي يحيي "يوم النكبة" وهكذا ايضا ينشأ المدخل لتغيير معناه. ولكن عمليا، دمج الرزنامة العبرية بالرزنامة الميلادية من شأنه ان يخلق اوضاعا يقع فيه 15 ايار الميلاد في يوم الاستقلال او في يوم الكارثة او في يوم الذكرى لضحايا الجيش الاسرائيلي. وعليه يبدو أنه جدير عمليا تحديد يوم المواطن في الموعد الاقرب قدر الامكان من 15 ايار الميلادي، ولكن بشكل يضمن ان يحل ابدا بعد التاريخ العبري ليوم الاستقلال. وكبديل يمكن تحديده في 30 اذار، اليوم الذي يحيي فيه عرب اسرائيل "يوم الارض". في مثل هذه الحالة جدير البدء بالتقاليد الجديدة منذ العام القادم، الموعد الذي تكون فيه الذكرى الثلاثين ليوم الارض الاصلي.
------------------------------------------------------






يديعوت - مقابلة - 11/5/2005

"الفروق الاجتماعية لا تقل خطرا عن الارهاب"
مقابلة مع وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز

أجرى المقابلة: سيما كدمون واليكس فيشمان

البشرى الاولى هي لمنتجي "ارض رائعة". منذ الآن لا تقول بعدُ "رجل - رجل". قولوا في الحد الأقصى "رجل" واحد. في الأشهر الأخيرة، وتحت أنفنا حقا، نزع وزير الدفاع رُتب الفريق، وظهرت الى العالم شخصية أمنية جديدة. لم يعد "رجلا - رجلا" يسعى الى المعركة، أو الماتشو الاسرائيلي الذي يضع في حقيبته مسدسا وبضع فِقر متفرقة، بل هو وزير دفاع سياسي، معتدل، يفضل الحديث أكثر عن الخلل في الخطة الاقتصادية أكثر من تفضيله الحديث عن المشكلات في خطة الانفصال. لم يعد الشخص الذي يُعكر صفو حياتنا بتقديرات أمنية لليوم الآخِر، بل ذاك الذي يوصي جدا، كما يقول بعدم تخويف الجمهور.
ما الذي تغير، سألنا وزير الدفاع في هذا الاسبوع، ما الذي حدث للشخص الذي توقع قبل الانسحاب من لبنان كارثة عسكرية وأمنية؟.
أنظروا، يقول، انني موجود اليوم في موقف يجب علي أن أفكر ايضا في الجوانب الاخرى للواقع الذي يتخلق في الشرق الاوسط.
ماذا يعني هذا، صعبنا عليه، هل تقصد الى الامور التي نراها من هنا ولم ترها من هناك؟.
أقصد، يقول موفاز بارتياح، الى ان رؤيتي أكثر شمولا وأكثر نظامية من وظائف اخرى كنت فيها. في الشرق الاوسط تهب اليوم رياح جديدة. رأينا ذلك فيما تم في افغانستان، ورأينا ذلك في العراق ورأينا ذلك في لبنان. مسيرة الدمقرطة هذه مسيرة يجب الفحص عنها. اذا لم ننجح، في نافذة الفرص التي نشأت الآن، بالوصول في السنوات القريبة الى واقع حوار واتفاق مع الفلسطينيين، فقد نُفوت الفرصة ومن الذي يدري متى ستكون لنا فرصة اخرى. لكن توجد أخطار في كل خطوة ايضا. واذا لم نخاطر مخاطرات محسوبة أو معقولة فاننا لن نستطيع اطلاقا ان نحقق الاحتمال.
وهكذا ابتدأت مقابلة يوم الاستقلال السابع والخمسين مع وزير الدفاع شاؤول موفاز: في احدى يديه يمسك تقرير الأمن القومي، وفي الثانية صحيفة "ذي ماركر"، مع تصريحات وزير المالية عن جهاز الأمن.

أبطأ وأكثر رحمة
يصعب التصديق، لكن وزير الدفاع هو الذي يُعلم وزير المالية الآن فصلا في الاقتصاد. الموضوع الاجتماعي الاقتصادي، كما يقول، هو في نظري أحد المشكلات الأكثر اشتعالا في دولة اسرائيل. على الرغم من ان اتجاهات الخطة الاقتصادية صحيحة في الغالب، إلا انها تزيد الفروق في دولة اسرائيل. أزعم ان الخطة الاقتصادية الفضلى هي الهدوء الأمني.
لحظة، لحظة، قلنا، أهذا مذياع؟ أنسمع على نحو صحيح؟ لكن موفاز ماضٍ في سبيله. يوجد لي هنا تقرير الأمن القومي، يقول ويلوح به بإزاء ناظرينا وتُقذف الى الغرفة معطيات وأرقام.
إذا كانت الفروق الاجتماعية تقلقك الى هذا الحد، نقول، فلماذا لا تُمكن من اقتطاع من ميزانية الأمن؟.
انخفضت ميزانية الأمن في السنة الأخيرة بما يقرب من 4 مليارات، يقول. اعتقد انه لا يوجد جهاز آخر في دولة اسرائيل ينظر الى أفق السنوات الخمس ويفحص عن نفسه كل عام. يجب على جهاز الأمن أن يطمح طول الوقت الى زيادة نجاعته، لكن ذلك ليس يعني إجابة على المشكلات البنيوية للجهاز الاقتصادي في اسرائيل.
قرأت "ذي ماركر" - هو الآن يلوح بالصحيفة - وعندما اقرأ انه في وزارة المالية التي يرأسها وزير المالية يرون جيش الدفاع الاسرائيلي وجهاز الأمن لجنة العمال الأقوى في اسرائيل، يكون ذلك في رأيي عجرفة.
عجرفة من، نسأل.
أوصيكم ان تقرأوا ذلك، يقول، تلك العجرفة بإزاء التبعة الملقاة على رئيس هيئة الاركان وفريق من الألوية.
واضح أنك لن تظل الى الأبد وزيرا للدفاع، قلنا له، ماذا كنت ستفعل لو كنت وزير المالية؟.
اعتقد أن توجهات وزارة المالية صحيحة، يقول موفاز، لكنني اعتقد انه يجب فعل ذلك على نحو ابطأ ومع رحمة أكبر.
لقد سمعنا كلمة "رحمة" قبلُ، وأردنا أن نعرف ماذا تعني على نحو دقيق.
سأقول لكم ذلك، يقول موفاز، ويفصل الخطة التي هي أكبر منا قليلا، لاجراء ضريبة دخل سلبية، وزيادة الاستثمارات في دولة اسرائيل وخلق دوافع للاستثمار.
اعتقد، يقول، ان تقرير الأمن القومي أشد مما كان ذات مرة. المقارنات الدولية الواردة فيه، يجب ان تتسبب بشعور عميق من الخجل والخزي عند كل وطني اسرائيلي حق. لا يوجد في كل غرب اوروبا دولة واحدة تقترب من سِعة فقر أولاد اسرائيل. أتلك خطة مقبولة عندكم؟ عندي لا. لأنني نشأت في واقع فقر، ولا تعدو هذه الفروق ان تزداد.
ما الذي تزعم، سألنا، هل أن خطة نتنياهو الاقتصادية تفضي بالمجتمع الاسرائيلي الى التهشم؟.
لا، يقول، أزعم ان الخطة الاقتصادية يجب ان تتغير، ويجب على هذا التغيير أن يفضي الى واقع لا نفقد فيه الشفقة. أن يكون للعائلات في اسرائيل وقود لتدفئة البيت، وأن يذهب الاولاد مع تلك الشطائر الى المدرسة وأن لا يكون الشيوخ في وضع لا يُطاق. ربما أستبق هنا المؤخر، لكن في المباحثات على ميزانية 2006 أنوي أن أقول لرئيس الحكومة وللوزراء، انه الى جانب النجاحات السياسية والأمنية يجب علينا ان نصل الى واقع اجتماعي مخالف. المسارات السياسية والأمنية هي تلك التي تستطيع ان تفضي الى واقع اقتصادي أفضل. وفي هذا المكان، إن ما يجري هنا محاولة لاثبات، انه بالرغم من الواقع السياسي والأمني الذي نوجد فيه، فانه يمكن الإفضاء الى سياسة اقتصادية تجيب على كل المستويات.
وأنا أزعم ايضا، يقول موفاز، ان انعدام الدعم، أو انعدام التأييد للسياسة السياسية والأمنية كما عبر عنها جزء من الوزراء، تخلق إشكالا عن قدرتنا التنسيق بين كل الموضوعات الوطنية في دولة اسرائيل. إن جزء من الاشياء التي تحدث أخيرا أو التي حدثت في اثناء اتخاذ قرار الانفصال، على يدي نتنياهو وعلى أيدي وزراء آخرين ايضا، مست الانسجام، والتوجيه وقدرتنا على قيادة ذلك على نحو أقوى وأكثر فاعلية. ولأسفي الشديد، هكذا هو موقف نتنياهو المضاد للانفصال، على الرغم من انه صوت مؤيدا له، وهكذا هي ايضا أقواله عما يخطط لفعله في الحدود مع مصر. أعتقد ان 750 رجل حرس حدود في الجانب المصري ليسوا خطرا أمنيا، وحتى لو كان احتمال لـ 10 في المائة لأن ينجحوا في مواجهة قضية التهريبات ونستطيع الخروج من فيلادلفيا، فان ذلك يستحق هذا العناء.
موفاز، كما يمكن أن نفهم، يؤيد الخروج التام للجيش الاسرائيلي من غزة، مشتملا على محور فيلادلفيا. عندما سُئل ماذا سيكون اذا ما تواصلت التهريبات، واضطر الجيش الاسرائيلي مع ذلك الى البقاء في فيلادلفيا، ألا يخاف من إبقاء جنود هناك، يجيب بنفس النغمة المرتاحة والمعتدلة التي أخذ بها نفسه.
في النهاية يجب الاختيار بين الخيارات، يقول. اذا ما مكّنا من تدفق حر للوسائل القتالية التي تنقض التوازن من الجانب المصري لأيدي منظمات الارهاب، فقد تقوى حماس وتزيد قدرتها على قدرة السلطة الفلسطينية. لهذا لست اعتقد ان الليكود، في فترة اتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية الى هذا الحد، يجب ان ينفصل عن غزة وان يتصل بالشعب. أن ينفصل عن غزة - لأن هذا جيد من اجل أمن الدولة ومستقبلها. وأن يتصل بالشعب - بإزاء الفروق الآخذة في الاتساع يوما بعد يوم.
من كان يصدق: الخروج من غزة والاتصال بالشعب، هذا شعار شاؤول موفاز. اذا لم نكن مخطئين، فان ذلك شعار "سلام الآن" ايضا.
بشرى ليوم الاستقلال القادم
وكأنما من اجل ان يجسد نصيبه من هذه الحملة، يلقي موفاز قنبلة، عندما يكشف لأول مرة عن قرار صاغه يتعلق بالخدمة النظامية في الجيش الاسرائيلي. قررت تقصير الخدمة الالزامية للجنود على نحو كبير، يقول، وذلك سيحدث حتى يوم الاستقلال الثامن والخمسين لدولة اسرائيل. سيرأس اللجنة التي ستفحص عن كل قضية تقصير الخدمة، البروفيسور آفي بن باست. في نظري توجد أهمية عليا لأن يستطيع شبان اسرائيل الوصول الى لقب جامعي أول في سِن 22 - 23 وأن يدخلوا مبكرا قدر الامكان الى الجهاز الاقتصادي المدني. من اجل الإسهام في مستقبلهم ومن اجل الإسهام في الجهاز الاقتصادي الاسرائيلي ايضا.
ماذا يعني تقصير الخدمة على نحو كبير، سألنا، كم من الوقت يُتحدث عنه؟.
ذلك متعلق بالواقع الأمني ايضا. لست أعرف أقول أسيكون ذلك نصف سنة، أم سبعة أشهر أو خمسة. لكن سيكون تقصير كبير سيكون له تأثير في كل شبان اسرائيل.
نقول أربما جاء كل هذا الاهتمام بالموضوع الاقتصادي من جهة اخرى. أربما يكون ذلك في المحصل حربا سياسية بينك وبين من تُعرفه كخصم في الطريق الى رئاسة الليكود، الوزير بنيامين نتنياهو؟.
الوزراء لا يحارب بعضهم بعضا، يقول. أنا ببساطة اعتقد انه يجب الأخذ بخطوات اخرى، لأن الفروق الاجتماعية في دولة اسرائيل في رأيي لا تقل خطرا عن الارهاب الذي نواجهه. وهذه الفروق قد تُحلل المجتمع في اسرائيل. اعتقد ان المعطيات التي تُعرض هنا وهذه الاقوال، إن لجنة العمال الأقوى في اسرائيل هي الجنرالات في هيئة القيادة العليا، محاولة للمس بالجيش الاسرائيلي تحت الحزام. وأعتقد، ان عيب وزارة المالية للجيش الاسرائيلي ولجهاز الأمن غير متزن.
- أهي على خلفية سياسية؟
+ ليست متزنة، ومن الممكن جدا ان تكون على خلفية سياسية ايضا.
- هل تعتقد ان نتنياهو يراك تهديدا سياسيا؟
+ أقترح ان تسألوه هذه الاسئلة، لكنني لست أستثني ذلك من الامكان.
تعرف، قلنا له، هذا الرجل ما زال يستطيع ان يكون رئيس حكومة، وأنت رجل سياسي وضعه في مركز الليكود ليس براقا.
مركز الليكود يميل الى اليمين، يقول، وهو في جزئه الأكبر معارض للانفصال. يُنظر إلي كمؤيد للانفصال وكل اولئك الذين يؤيدونه لا يُدرجون في رُتب عليا. أُقدر، عندما سيتضح ان هذه المسيرة كانت صحيحة وان الواقع في اسرائيل سيتغير، أن ذلك الميل سيتغير ايضا.
سيكون من الصحيح ان نقول، سألنا، أنك ترى نفسك تنافس في الانتخابات القريبة لرئاسة الليكود؟.
أنا اليوم وزير دفاع، يقول، وأعتقد انه في كل منصب توجد فيه يجب عليك أن تفعل الأكثر والأحسن. المستقبل سيقلق لنفسه. ما زال من السابق أوانه الاعلان عن الانتخابات. أعتقد ان شارون في الانتخابات القادمة يجب ان ينافس، لكي يقود المسارات الصحيحة التي ينهض بها.
ومع ذلك كله، ألححنا، أنت ترى نفسك تنافس مقابل نتنياهو على قيادة الليكود.
لست أُخرج ذلك من مطلق الامكان، يقول، لكنني لا أعرف ما احتمالات أن يتحقق ذلك.
ماذا، سألنا، هل أن يكون بيبي رئيس حكومة؟
أجل، يقول، لست أعرف ما احتمالات ذلك. لهذا لم أكن لأسرع لاجراء تأملات بعيدة الأمد الى هذا الحد. الصبر صفة ضرورية جدا.

لا ييأس من أبي مازن
يصعب ان نجد اليوم مؤيدا أكثر حماسة لخطة الانفصال من وزير الدفاع. موقفه حازم الى حد بعيد، حتى اننا لننسى احيانا رئيس هيئة الاركان موفاز، الذي كانت مواقفه الصقرية لا مهادنة فيها. يجب على رئيس هيئة الاركان ان يكون صقرا في واقع القتال والحرب، يوضح، لكنه هو، وزير الدفاع، يرى أمامه خطة شجاعة جدا، من ناحية سياسية ومن ناحية أمنية ايضا.
في الأمد البعيد، يقول، هذه الخطة ستحسن وضعنا الأمني والوضع الدولي ايضا، وستمكننا من التمسك بالكتل الكبرى في يهودا والسامرة ومن الحفاظ على القدس عاصمة موحدة لدولة اسرائيل. في واقع الامر، الاستيطان الاسرائيلي في يهودا والسامرة وقطاع غزة سيستطيع ان يقول بعد عدد من السنوات انه أثر في إقرار الحدود الشرقية لدولة اسرائيل.
عندما نسأله عن اطلاق صواريخ القسام المتواصل في القطاع، يزعم ان كل ذلك أُخذ في الحسبان عندما مضينا نحو خطة الانفصال. وكذلك ايضا امكانية خروج منتحرين من داخل قطاع غزة. نحن في استعداد سيجيب على السيناريوهات المختلفة، يطمئننا. ومع ذلك فانه يعترف بأن هناك فرقا كبيرا بين نوايا أبي مازن والواقع في الميدان.
نحن لا نرى ايضا، يقول، انه لا توجد في السلطة الفلسطينية سيطرة على ما يجري في الساحة. يوجد واقع كيانين: يوجد الكيان الفلسطيني ويوجد الكيان الارهابي، الذي تقوده حماس. آمل، يقول موفاز، ان تتنبه السلطة الفلسطينية، وان تكون أكثر فاعلية، وان تتقدم تقدما أسرع وان تكون وزنا مضادا قويا بما يكفي بإزاء الكيان الارهابي.
نصرف انتباهه الى تقوي حماس، والى الانتخابات في المجالس التي انتهت الى انتصارها ونسأله، أيمكن ان نكون نعيش وهما. أربما نكون موجودين في نهاية فترة أبي مازن، وأن ما يقف قبالتنا كتلة صد من حماس كمنظمة سياسية كبيرة الى جانبها منظمة عسكرية. واضح انه حتى رئيس الحكومة قد قال في واشنطن ان أبا مازن ضعيف ولا يُقدم البضاعة.
كل وضع نقف بإزائه، يقول موفاز، يجب ان يُفحص عنه بإزاء الخيارات الاخرى. والخيارات الاخرى في هذا الوقت هي اسوأ. يجب اليوم إعطاء أبي مازن احتمالا ويجب تقويته، من غير المساس بأمن دولة اسرائيل وبمصالحها.
سألنا، ألست خائب الأمل من أبي مازن؟.
موفاز حَذِرٌ: اعتقد انه كان يستطيع ان يكون في نقطة اخرى اليوم. سيكون مبالغا فيه القول انني يئست، لكن لي نقدا لتصرفه.
طلبنا أن نعرف كيف يرى اليوم الذي يتلو الانفصال.
قبل كل شيء، يقول، اسرائيل ملتزمة خريطة الطريق وآمل ان نستطيع البدء في تحقيقها. والطور الاول في تلك الخطة هو حل البنى التحتية للارهاب على أيدي الفلسطينيين.
اذا الخلاصة، نقول، هل ما سيحدث هو توقف المسيرة.
لا، يقول، سيريد الفلسطينيون تجاوز هذا الطور والوصول الى الطور الثاني وهو طور دولة فلسطينية مع حدود مؤقتة وبعده طور التسوية الدائمة. لا يجوز لنا ان نتخلى عن مرحلة حل البنى التحتية وسنصر على ان يتم ذلك على نحو متتابع، بعد الانفصال فورا.
ولكن منذ الآن، نزعم، يوجد ارتفاع نسبته 300 في المائة في العمليات في غزة، لماذا لا تردون؟ ما الذي ننتظره؟.
أولا، نحن نعمل. الطريقة التي نعمل بها هي إدماج العمليات الهجومية المقيسة، والمقدرة مع الواقع الذي نحن موجودون فيه اليوم، في عمليات دفاعية. الارهاب متواصل، لكن نشاطنا ايضا متواصل.
اذن لماذا، سألنا، يُعودوننا واقعا يكون فيه الانفصال تحت النار؟.
لن يكون انفصال تحت النار، يقول موفاز.
ما المعنى، كررنا، هل اذا كان في تلك الايام اطلاق نار فلن يتحقق الانفصال؟.
لا، يقول موفاز، ذلك يعني أننا سيُطلب الينا ان ندخل الى قطاع غزة وان نواجه تلك المناطق التي تطلق النار منها أو التي يوجد الارهاب فيها. يفهم الفلسطينيون ذلك جيدا ولهذا فانهم مستعدون للمضي الى مرحلة تنسيق الانفصال. اعتقد ان حماس ايضا، الموجودة اليوم في موقف انتظار ولم يستقر رأيها بعد على دخولها المسيرة السياسية أو مواصلتها النضال المسلح، تدرك انه في مرحلة صعبة أليمة من اخلاء المستوطنات في قطاع غزة، لن نستطيع الانتقال الى الجدول اليومي اذا كان هناك واقع اطلاق نار من الجانب الفلسطيني.
وفي الجانب الاسرائيلي، نسأل، ماذا سيكون؟.
أولا، يقول، آمل ان يُخلي أكبر قدر من المواطنين راغبين. اعتقد ان ذلك سيخفف ايضا من الألم، ومن الارباك ومن كل المشكلات الاخرى التي تنبع من الاخلاء ايضا. تلك مسيرة تاريخية صعبة، يجب إتمامها بحساسية، وباحترام وبحزم بإزاء السكان الاسرائيليين ومع الكثير جدا من الحب. سنفعل ذلك في أقصر وقت ممكن، في غضون اربعة اسابيع الى خمسة. لن يكون للجنود وللشرطة سلاح وسنصل الى اتفاق وتنسيق مع السكان على ان يُسلم سلاحهم التابع للجيش الاسرائيلي للجيش. لست اعتقد ان مواطنين وطنيين، يحبون جنود الجيش الاسرائيلي ويخدم أبناؤهم في الجيش، سيرفعون السلاح ويطلقون النار على الجنود.
واضح أنكم غير قادرين على اخلاء مستوطنة طارئة غير شرعية واحدة من غير ان ينقضوا على الجنود، قلنا، كيف ستضمنون ألا يكون اطلاق نار على الجنود؟.
هذا السيناريو هو في سلة السيناريوهات الممكنة، يقول، وتوجد إجابة على ذلك.
ما الاجابة، سألنا، هل ستوافق على اطلاق نار للتحذير؟.
اعتقد ان الجنود الذين ستتعرض حياتهم للخطر يجب ان يكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم، وخطة الاخلاء تجيب ايضا على سيناريوهات من هذا الضرب. لكنني لا أريد الدخول هنا الى التفصيلات. ستكون ترتيبات أو قوات ستعرف كيف تجيب وكيف تشارك في أحداث متطرفة كهذه.
سألنا، أيعتمد على الضباط معتمري القبعات، في كل الرُتب، ليؤدوا الأوامر وينفذوا الانفصال.
أعتمد على الضباط معتمري القبعات كما أعتمد على كل الضباط الآخرين. لا يجوز لنا ان ندمغهم بأي وصمة. لن نضع ايضا أمامهم عقبات: فالضابط الذي تسكن عائلته في غوش قطيف لن يصل الى هناك لاخلائها، بل سيوضع في مهمة اخرى.

أأفاعٍ؟ في هيئة القيادة العامة
يتحدث موفاز عن محادثات الانفصال التي يجريها مع دحلان. في المحادثة الأخيرة التي جرت قبل نحو اسبوعين، تحدثا عن مباديء خطة الانفصال. طلب موفاز سيطرة فلسطينية على المناطق التي تؤثر في الاخلاء. وطلب ايضا، ان تعمل السلطة بحزم حيال كل معلومة لديها عن اطلاق نار فلسطيني وقت الاخلاء. والشيء الثالث، انهم سيضعون حاجزا في وجه اولئك الاشخاص، الذين سيريدون بعد الاخلاء الاسراع الى البيوت المخُلاة.
لقد تم توضيح هذا الشيء لهم، يقول موفاز، ولست على يقين من انهم سيستطيعون فعل ذلك كما نريد ان يتم ذلك. لكن الشيء الأهم من جهتنا، هو ان لا يكون انفصال تحت النار. عليهم ان يجهدوا جهودا كبيرة، ان لا تكون في تلك اللحظات الحاسمة، الأليمة، مع معضلات صعبة جدا، نار فلسطينية. أما اذا خالفوا عن ذلك فسيوجب علينا ذلك ان ندخل الى تلك المناطق وان نوقف اطلاق النار.
سألنا، كيف سيتم نقل مستوطنة لرجال السلطة.
قبل كل شيء ستجري عملية اخلاء السكان، يقول موفاز، وبعدها خروج قوات الجيش الاسرائيلي وإخراج جملة البنى التحتية الباقية. آنذاك فقط ستنقل المنطقة الى الفلسطينيين.
كيف، سألنا، أضابط اسرائيلي لضابط فلسطيني، أم اسرائيل لجهة دولية؟.
أنظرا، توجد هنا قضية هدم البيوت التي ما تزال غير متفق عليها، يقول موفاز. موقفي واضح جدا: اعتقد انه لا يجب هدم البيوت. فوراء كل التعليلات الاخرى في هذه القضية، ابتداء من التعليلات الدولية، والعامة، وكيف سنبدو في نظر العالم، والبرامج الزمنية، والكلفة ومسألة الاخلاء والأنقاض، يوجد
هنا سؤال جوهري جدا، أنحن مستعدون في خلال ثلاثة اشهر - هذه هي الفترة الزمنية للهدم - لتعريض جنود الجيش الاسرائيلي للخطر. أنا، كوزير دفاع، لست مستعدا لذلك.
هل تعتقد، قلنا، ان هدم البيوت سيعرض جنود الجيش الاسرائيلي للخطر؟.
فيه تعريض للخطر، يقول، من المحقق. سنحتاج الى ان نبقى في منطقة مع قوات، لتأمين المنطقة. ستعمل هناك مئات الآلات التي ستزيح الأنقاض. البقاء هناك يُعرض جنود الجيش الاسرائيلي للخطر. على نحو لا لبس فيه.
قُل، سألنا، أي شيء من كل الخطة التي تتحدث عنها، لم يكن رئيس هيئة الاركان الخارج يستطيع فعله؟ لماذا اعتقدت انه غير ملائم لتنفيذ الانفصال؟.
يبدو ان وزير الدفاع كان مستعدا لهذا السؤال أكثر من استعداده لكل الاسئلة. أولا، يقول، أريد ان اقول عن الفريق يعلون، انني أنا من أيد ان يُعين بعدي رئيسا لهيئة الاركان. أنا ايضا اعتقد انه كان رئيس هيئة اركان حسنا جدا وله حقوق كبيرة جدا. قرار عدم إطالة ولايته ينبع من إدراك، انه في هذا الوقت يُحتاج الى آخر يقود الجيش الاسرائيلي لتحديات في المستقبل ايضا، ولتغييرات ايضا داخل الجيش الاسرائيلي يجب ان تتم من اجل ملاءمته مع السنوات القادمة ومن اجل قضية الملاءمة بين الجيش الاسرائيلي وبين جهاز الدفاع.
أهذا هو السبب، سألنا، عدم الملاءمة؟.
قلت تعليلاتي، وتستطيعون من جملة ذلك ان تفهموا بالضبط ما الذي أقصد اليه. من جملة تقديراتي كوزير دفاع، ومن خلال رؤية مصلحة الجيش الاسرائيلي ودولة اسرائيل، من الصحيح في هذا الوقت ان نُعين لرئاسة الجيش آخر يستطيع ان يفعل العناصر الثلاثة التي ذكرتها. نقطة.
يزعم رئيس هيئة الاركان، قلنا، ان جهات خارجية ضغطته لتعيين ضباط كبار، وأنه ناضل وصد ذلك وهذا هو السبب في أنه يمضي. أتعرف ظاهرة كهذه، أن تضغط جهات سياسية من اجل تعيينات؟.
اعتقد ان هذا انشغال بالنميمة، يقول موفاز، ولست أقصد الى أن أجيب على ذلك.
نسأل، هل كان سيفعل شيئا آخر. أكان سيجد طريقة اخرى لانهاء ولاية رئيس هيئة الاركان.
انني راضٍ تماما عن القرار، والقرار يؤثر في الطريقة، يقول موفاز. كانت لدي اسباب لفعلي ذلك في ذلك التوقيت وأوضحتها ايضا لرئيس هيئة الاركان.
سألنا، ما الذي يعتقده عن تصريحات رئيس هيئة الاركان، وفي ضمنها التصريحات الأخيرة عن وجود أفاعٍ في هيئة القيادة العامة. أتوجد أفاعٍ في هيئة القيادة العامة، سألنا.
لم يخضع موفاز للتهييج. لست أريد الانجرار الى ذلك، يقول. اعتقد ان لنا هيئة قيادة عامة ممتازة. فأناس مسؤولون، جديون، دولة اسرائيل مدينة لهم بدين كبير جدا.
أين يوجد عدد أكبر من الأفاعي، ثار اهتمامنا، هل في الجيش أم في السياسة؟.
العالم الأمني العسكري عالم له وحدة هدف، كلهم يقصدون اليها وكلهم يلتزمونها. يوجد هناك شيء من نقاء القيم اعتقد انه غير موجود في تنظيمات اخرى. الحياة في السياسة مخالفة تماما. فهي في جوهرها تقوم على المصال
05-11-2005, 02:57 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #8
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية







الثلاثاء 17/أيار/2005 العدد 8792


المصدر السياسي
قسم العناوين الثلاثاء 17/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
- "نحن نشل لكم الدولة".
- ماذا يصنع سفراء اسرائيل في الخارج. السفير في سيئول يجمع الاموال من المحاضرات والسفير في بودابست يقوم باعمال تجارية خاصة.
- المؤامرة: تفجير الحرم.
- كل عملية ارهابية تبدأ بالاحاديث.
- حلة وزارة الداخلية: هكذا يميزون بين اليهود والعرب.
- انتصرنا على الشرطة.
- ليس هكذا تخلى الطرقات.
- في النهاية أحد ما سيدهس وعندها ستقوم هنا حرب حقا.
- المعلمون يطالبون المستشار القانوني بالغاء الاقالات.
- النواب يحيون يعلون اما عمري شارون فحافظ على الصمت.

معاريف:
- تجاوزتم الحدود.
-اغلقوا الدولة.
- استوطنوا في الطرقات.
- السفير ايالون: الناس قالوا لي حافظ على نفسك.
- سفيران آخران يتورطان .
- مزوز: تحقيق جنائي في وزارة الزراعة.
- قط وفأر في الطريق رقم 1.
- الهدف: الحرم.
- تبذير الملايين في الطريق الى فك الارتباط.
- حرج في العمل: ثلث المنتسبين عرب.

هآرتس:
- في غوش قطيف يدعون: المئات انضموا الى خطة نيتسانيم.
- محكمة العدل العليا تلغي تجميد بناء الجدار في منطقة ارئيل؛ تعويض الفلسطينيين الذين يتضررون من اقامته
- خلافات في قيادة حماس حول اقامة علاقات بلدية مع الادارة المدنية.
- الجيش الاسرائيلي يقترح جائزة لمن يقدم معلومات عن مفقودي سلطان يعقوب وغي حفير.
- معارضو فك الارتباط يغلقون عشرات المفترقات؛ اعتقال نحو 300 متظاهر.
- الكنيست تفتتح الدورة الصيفية؛ رد ثلاث اقتراحات لحجب الثقة.
* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الثلاثاء 17/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - الحرم - يديعوت - من عمير بن دافيد:
المؤامرة: تفجير الحرم../
اعتقلت المخابرات والشرطة في الشهرين الاخيرين ستة أشخاص من اليمين للاشتباه بتخطيطهم تنفيذ عمليات في الحرم لاحباط فك الارتباط. وحسب الاشتباه، فان خمسة منهم خططوا لاطلاق صاروخ لاو نحو الحرم فيما خطط السادس بتحطيم طائرة شراعية متفجرة على الحرم. القضيتان لم تصلا على الاطلاق الى مرحلة التنفيذ وكانتا، بزعم المحققين، في مرحلة التخطيط الاولي.
في الفترة الاخيرة نشرت أنباء عن تحقيقات سرية تتعلق بتهديدات من يهود على الحرم، ولكن يتبين أن التخوف حاليا كان مبالغا فيه. كل المحقق معهم في هذه القضايا افرج عنهم منذئذ وتقرر بانه "لا توجد أدلة، يدور الحديث عن أشخاص مجرد تحدثوا". ضابط في الشرطة وصف ذلك بانه "بعيد عن أن يكون تنظيم سري يهودي".
في القضية الاولى ضالع خمسة شبان، ثلاثة منهم من ابناء عائلة واحدة من القدس، جميعهم من مؤيدي الجماعة الدينية براسليف ممن ينتمون حسب الشرطة الى مجموعة تسمي نفسها "بوتسعي هناحل" (جرحى الوادي). وحسب الاشتباه، فان عميل سابق من الشرطة سمع افتاليون كادوش، 21 سنة، من القدس وايال كرماني، 23 سنة، من رحوفوت يتحدثان عن امكانية المس بالحرم، وسارع الى نقل الخبر الى مسؤوليه السابقين عن القضية فبدأ التحقيق. "كان هذا حديث لا شيء بينه وبين الجدية. ولكن العميل حاول حث الفكرة الى الامام. واضح لنا أنه عمل كل شيء بتشجيع من المخابرات وأن الحديث يدور عن عميل متجاوز"، قال أمس محامي كادوش، نفتالي بيرتسبرغر.
وروى افتاليون عن القضية لاخيه الاكبر عكيفا كادوش، 25 سنة، وقريب آخر. وفي الشرطة يقولون ان عكيفا اعترف بانه خطط لاطلاق الصاروخ ولكنه تراجع. وأظهر التحقيق أنه من أجل حث الخطة خرجوا في جولة في البلدة القديمة وحددوا المدرسة الدينية "شوفو بنيم" التي تطل على الحرم من الحي الاسلامي كمكان يطلقون منه صاروخ اللاو - الذي لم يتمكنوا على الاطلاق من الحصول عليه. في تلك التخطيطات، كما افاد بيان المخابرات والشرطة، اتفق افتاليون، كادوش وكرماني على أنه عندما يتصل الشرطة الى المدرسة التي سيطلقون منها الصاروخ سيلقون عليهم قنابل يدوية وبعد ذلك ينتحرون باطلاق النار على أنفسهم. وعندما فهموا انهم لا يعرفون كيف يستخدمون صاروخ لاو توجهوا الى اليانور حن، 26 سنة، الذي كانوا يعتبرونه مرجعيتهم الروحانية. وبزعم المحققين، اقترح عليهم حن سبل تمويل ووسائل ارشاد حول كيفية استخدام الصاروخ. وكان جرى التحقيق مع المعتقلين الخمسة بصورة معمقة الى ان تبين أغلب الظن ان الحديث لا يدور عن التنظيم السري اياه الذي خشيت محافل الامن منه. وافرج عن كل المعتقلين عشية عيد الفصح. المحامي يئير غولان الذي مثّل ايال كرماني قال انه "تذهلني محاولة خلق قصة اعلامية مشوقة انتهت بصوت هزيل".
"المخابرات تواصل تقاليد ابيشاي رفيف، في استخدام عميل متجاوز ضد العصبة"، يدعي المحامي نفتالي بيرتسبرغر الذي دافع عن اربعة من المشبوهين في مؤتمر صحفي عقده أمس. وحضر الحدث مباحث الشرطة الذين ارادوا سماع ماذا يقول المحامي. اما ابناء عائلة كادوش فرفضوا اجراء المؤتمرات الصحفية معهم.
اما القضية الثانية فهي غريبة بقدر ليس أقل. ايلان هرشفيلد، 61 سنة، نشيط يميني متطرف معروف درج على تنظيم مظاهرات "تابوت الدفن" لاسحق رابين، اعتقل لغرض التحقيق معه عندما اشتبهت المخابرات به بانه يريد تفجير طائرة شراعية على الحرم. وقال أمس هيرشفيلد: "لم افهم على الاطلاق ماذا يريدون مني. فجأة يرشقونني بقضية الشراعية. وضحكت الى حد ما فظنوا انهم اكتشفوا شيئا عظيما". وحسب زعمه فانه تحدث عن الشراعيات مع عمال في مصنعه وسألهم اذا كان ممكنا الطيران بها فوق الحرم والتصوير هناك. قصته اقنعت المحققين كونه افرج عنه بعد التحقيق معه على مدى ست ساعات. وفي ختام التحقيقين اضطرت ايضا الشرطة والمخابرات الى الاعتراف الى أنه في اقصى الاحوال يدور الحديث عن "نوايا لم تصل الى مراحل التنفيذ". وقالت محافل متطرفة في اليمين: "الجبل تمخض فولد فأرا. اليد اليمنى في المخابرات لا تعرف ماذا تفعله اليد اليسرى. ليس لديهم اي فكرة عما يجري على الارض".
يديعوت - من روني شكيد:
كل عملية ارهابية تبدأ بالاحاديث../
من السهل جدا أن يكون المرء ساخرا فيقول ان المخابرات اعتقلت عصبة من الاسماك الصغيرة كل جريمتهم انهم ثرثروا وتحدثوا عن النية بالمس بالحرم. ويمكن للمرء أن يكون متسامحا تجاه ادعاءات المشبوهين والتصديق ببراءة بانهم تحدثوا فقط عن شراء صاروخ لاو للمس بالحرم، او مجرد طرحوا الافكار او تصديق ايلان هيرشفيلد في أنه بالاجمال رغب في شراء شراعية كي يصور الحرم.
محظور على المرء ان يكون بريئا او متسامحا إذ لا يدور الحديث عن مشبوهين أبرياء. ففي نهاية الامر كل أعمال الارهاب، كل عملية مضادة تبدأ بمرحلة النوايا وطرح الافكار. المسافة بين الاقوال والافعال كفيلة بأن تكون قصيرة. ولهذا فان المخابرات التي مسؤولوها حساسون جدا لامكانية المس بالحرم يوجد استعداد للتحقيق مع المشبوهين حتى في مرحلة النوايا، قبل ان تنضج الفكرة لتصبح خطة تنفيذية.
من أجل المس بالحرم واضرام النار في المنطقة وفي كل العالم الاسلامي لا حاجة الى صاروخ لاو، تكفي عبوة صغيرة يمكن لشراعية صغيرة أن تحملها.
من ناحية المخابرات فان الكشفين هما انجاز استخباري ودليل على عمق التسلل الاستخباري والقدرة على الوصول الى المشبوهين المحتملين حتى في مرحلة النوايا. وبشكل عام أجهزة الاستخبارات لا تجري الاعتقالات الا بعد أن تنتقل مرحلة النوايا الى مرحلة الافعال، كي يكون هناك اساس لتقديم المشبوهين الى المحاكمة. اما في كل ما يتعلق بالحرم فليس للمخابرات هذا الترف.
السكان - يديعوت:
حلة وزارة الداخلية: هكذا يميزون بين اليهود والعرب../
لا نهاية للحيل التي تتخذها وزارة الداخلية كي يكون ممكنا التمييز بين اليهود وغير اليهود: فقد أظهر فحص اجرته "يديعوت احرونوت" بأنه في بطاقات هوية العرب الاسرائيليين لا يظهر تاريخ الولادة العبري.
قبل نحو أربع سنوات جرت بادرة طيبة تجاه السكان العرب وغير اليهود في الدولة، حين تقرر شطب بند القومية في بطاقة الهوية. وبتعبير آخر: كلمة "يهودي" شطبت من بطاقة الهوية.
اضافة الى ذلك تقرر توحيد لون بطاقات الهوية ومنح كل مواطني الدولة بطاقات هوية بلون أزرق. حتى ذلك الحين كان مواطنو الدولة العرب يحملون بطاقات هوية بلون برتقالي.
وقد اجريت التعديلات رغم معارضة جهاز الأمن الذي ادعى بأن "الغاء بند القومية ولون البطاقة سيجعل من الصعب على قوات الامن التشخيص من بالضبط الشخص الذي يقف امامك". حجج جهاز الأمن ردت، لون البطاقة تغير، بند القومية شطب، ولكن وزارة الداخلية حرصت على أن تبقي في الهوية علامة اخرى تسهل أمر تشخيص العرب واولئك الذين لا شك في يهوديتهم: في بطاقة الهوية لهؤلاء الاشخاص، مقابل هويات اليهود، لا يظهر تاريخ الولادة العبري. شاب عربي اسرائيلي من الناصرة يعمل في مجال الاعلام قال امس: "أنا عربي، ولكني اسرائيلي. لزمن طويل لم افهم لماذا عندما أسير مع رفاقي اليهود يوقفونني في أثناء فحص هويتي. اما الان فبت أفهم السبب". ليس واضحا بعد من كان وزير الداخلية الذي قرر ابقاء هذه "العلامة". وعلم من مكتب وزير الداخلية الحالي اوفير بينس أن "الموضوع لم يكن معروف لنا. يدور الحديث عن خطوة غير مناسبة اتخذتها وزارة الداخلية. ومع الكشف عن القضية أمر وزير الداخلية بتغيير هذا الاجراء". وبالفعل فان وزارة الداخلية قررت في الاونة الاخيرة في أن يقرر المواطن بنفسه في بطاقات الهوية التي ستوزع من الان فصاعدا اذا كان يرغب في أن يظهر في بطاقة هويته تاريخ ولادته العبري.

فك الارتباط - معاريف - من آفي اشكنازي وآخرين:
استوطنوا في الطرقات../
منظمو حملة اغلاق الطرقات كانوا راضين عن أنفسهم أمس. راضين جدا. فرغم أنهم أعلنوا مسبقا بأنهم يعتزمون شل الدولة، ومع أن الشرطة استعدت بقوات معززة ضدهم الا انهم نجحوا في تشويش حركة السير في عشرات الطرقات في أرجاء البلاد. "العصيان الشعبي المدني الاكبر بدأ"، أعلنوا في وقت لاحق برضى.
أعضاء حركة الوطن القومي استعدوا جيدا لما وصف بأنه "تجربة الادوات". في اثناء الايام الاخيرة أعدوا اطارات سيارات ومواد اشعال واخفوها بجانب عشرات المفترقات في ارجاء البلاد. ومع أن الشرطة نجحت في أن تكتشف في موعد مبكر غير قليل من المخازن على قارعة الطرقات، وشوشت بعض الشيء على احتفالهم، الا أن هذا كان مجرد قطرة في بحر.
في ساعات ما بعد الظهر بدأ المتظاهرون بالبرتقالي يصلون الى عشرات المفترقات في كل ارجاء البلاد. وكان بينهم ابناء مدارس دينية، امهات مع اطفال صغار وحتى متقاعدين. في بعض الاماكن رفعوا يافطات يعتذرون فيها إذ بعد قليل يوشك الطريق على الانغلاق. وفي الساعة 17:00 ساعة الذروة في أزمة السير، اطلقت اشارة البدء.
في بعض المفترقات أخرج المتظاهرون اطارات السيارات من المخابىء واشعلوا النار فيها في منتصف الطريق. في اماكن اخرى اكتفوا بالجلوس في منتصف الطريق وفي عشرات البؤر تظاهروا فقط على جوانب الطرق وبين الحين والاخر كانوا يقطعون الطرق ببطء. كما كانت هناك مظاهرات اكثر ودية: في مفترق تيرات تسفي في سهل بيسان ومفترق كرميئيل مثلا اختار المتظاهرون عدم عرقلة حركة السير على الاطلاق. وحتى لو لم تكن هذه المرة اغلاقات طويلة مثلما في المرات السابقة، فقد نشأت في الطرقات المركزية ازمات سير كبيرة وفي بعضها توقفت الحركة تماما.
رشق حجارة على الشرطة
"انا راضية جدا عما يجري هنا"، قالت رئيسة مجلس كدوميم دانييلا فايس التي وصلت للتظاهر في مفترق مورشا ووعدت بان "هذه مجرد البداية. وفي المرات القادمة سنسد محاور القطارات بل ومطار بن غوريون". ويخيل أنه في مرحلة معينة بدأت الشرطة تنذعر من حجوم المظاهرات وأخذت القوات التي هرعت الى المكان بفحص السيارات كي تتأكد من عدم وجود اطارات لغرض اشعال النار فيها.
عشرات السواقين اليائسين سرعان ما نفد صبرهم، وخرجوا من سياراتهم وبدأوا يصطدمون مع اليمينيين. وفي هذه الاثناء حاول الشرطة اخلاء المفترقات، ولكنهم كانوا قليلين جدا ووجدوا أنفسهم يلعبون معظم الوقت لعبة القط والفأر: بعد دقائق معدودة من طردهم المتظاهرين، كان هؤلاء يعودون ادراجهم الى المفترقات في محاولة اخرى لسد الطريق. في غوش دان مثلا كانت البؤر الاشد والاكثر عنفا في مفترق مورشا وتحويلة تلة شموئيل في طريق جيها. مئات عديدة من المتظاهرين استقلوا في هذه الاماكن في منتصف الطريق، ووقف افراد الشرطة حيالهم عديمي الحيلة الى أن اخلوهم بالقوة. وفي القدس أيضا كانت مظاهرات كبرى في عدة مواقع ولا سيما في مداخل المدينة تضمنت اشعال النار في اطارات السيارات ورشق الحجارة باتجاه الشرطة.
جدار الفصل - هآرتس - من يوفال يوعز:
محكمة العدل العليا تلغي تجميد بناء الجدار في منطقة ارئيل؛ تعويض الفلسطينيين الذين يتضررون من اقامته../
الغى قضاة محكمة العدل العليا أمس أوامر احترازية جمدت بناء ثلاثة مقاطع من جدار الفصل من جنوب، شرق وشمال ارئيل، في المسار الذي حظي باسم "اظافر ارئيل"؛ وكنتيجة لذلك فانه سيكون من صلاحية الجيش الاسرائيلي استئناف بناء الجدار في هذه المناطق، بما في ذلك في المسار الذي بين ارئيل وبلدة سلفيت جنوبها. وكانت الاوامر الاحترازية صدرت قبل نحو شهرين في اعقاب التماسات رفعها الى محكمة العدل العليا سكان القرى المحيطة بارئيل. واشار القضاة اهرون براك، ميشآل حشين ودوريت بينش في قرارهم الغاء الاوامر الاحترازية الى "الاعتبارات الامنية" التي طرحتها الدولة "لم يدحضها الملتمسون".
ومع ذلك اشار القضاة في قرارهم "سجلنا امامنا بيان الدولة في أن مسار الجدار المخطط له يتضمن بوابات زراعية ونقاط رقابة تسمح بحرية وصول مزارعي المنطقة الى اراضيهم خلف الجدار؛ وأن اشجار الزيتون التي ستقتلع ستنقل الى مكان بديل؛ وأن اصحاب الاراضي الخاصة التي سيستولى عليها سيعوضون عن اضرارهم. كما سجلنا بيان الدولة في أنه اذا ما اقرت الالتماسات فسيعود الوضع في المنطقة الى سابق عهده، وتدفع تعويضات عن الاضرار التي لا رجعة عنها".
مسار جدار الفصل في "اصابع ارئيل" اقر في الحكومة في 20 شباط، ولكن باستثناء أربعة مقاطع موضعية هي "الاظافر" من الجنوب، من الشرق ومن الشمال لاريئيل، فيما أن باقي مسار "الاصابع" لا يزال خاضعا لمصادقة المستشار القانوني للحكومة ميني مزوز. وبعد المصادقة على المسار بدأت ادارة مجال التماس باقامة الجدار في مقاطع "الاظافر" الا أن اقامتها تعرقلت بسبب التماسات سكان سلفيت وقرية خراس لمحكمة العدل العليا واستصدار الاوامر الاحترازية. والبحث في هذه الالتماسات سيستأنف بعد نحو شهر في هيئة موسعة من تسعة قضاة.
في البحث الذي جرى قبل نحو اسبوعين للالتماسات في موضوع الجدار في منطقة ارئيل تبين أنه في ادارة جدار الفصل تشكلت لجنة مهمتها تنفيذ تبادل للاراضي مع الفلسطينيين ممن تقع اراضيهم في مسار جدار الفصل الآخذ في الانشاء.
حماس - هآرتس - من ارنون ريغيولر:
خلافات في قيادة حماس حول اقامة علاقات بلدية مع الادارة المدنية../
خلافات في قيادة حماس في اعقاب قرار الادارة المدنية في يهودا والسامرة بأن يلتقي ضباط الادارة المدنية مع رؤساء السلطات المحلية من حماس ممن انتخبوا في الضفة والقطاع. واساس الخلاف هو اذا كان ينبغي حظر كل اتصال مع اسرائيل او السماح به كونه يساعد السكان الفلسطينيين.
محافل في مكتب منسق شؤون المناطق قال أمس لصحيفة "هآرتس" انه من ناحية الادارة المدنية "يمكن اللقاء مع كل رئيس سلطة منتخب لا ضلع له في الارهاب، اذا ما ثارت حاجة كهذه لحل المشاكل وتقديم المساعدة للسلطات الفلسطينية". وافادت هذه المصادر بان "سلطات الجيش الاسرائيلي ستتخذ كل الاجراءات اللازمة ضد رؤساء السلطات من حماس ممن يتبين أن لهم علاقة بالارهاب، بما في ذلك الاعتقال وغيره من الخطوات.
الشيخ حسن يوسف، من كبار مسؤولي حركة حماس في الضفة قال أمس انه لم تعقد لقاءات مع الادارة المدنية، ولكنه اضاف بانه "لا مانع من لقاءات كهذه كونها ترمي الى تقديم خدمات للسكان الفلسطينيي وتخفيف الاحتلال عنهم. ولهذا فهي ليست مثابة مفاوضات سياسية بين حماس واسرائيل".
اما المسؤول الكبير في قطاع غزة محمود الزهار الذي سُئل عن الامر فقد نفى هو الاخر ان تكون عقدت لقاءات ولكن خلافا ليوسف ادعى بان حماس تحظر على رجالها كل نوع من اللقاءات مع اسرائيل. وقال الزهار ان "هذه الانباء هي كاذبة وهي جزء من محاولة للتأثير على نتائج الانتخابات للمجلس التشريعي المرتقبة وهي ترمي الى تشويه صورة حماس في الشارع الفلسطيني. حماس تحظر كل انواع اللقاءات مع اسرائيل".
وجرت في المناطق حتى الان جولتان انتخابيتان للسلطات المحلية - في شهري كانون الاول وكانون الثاني وجولة اخرى قبل عشرة ايام حيث عقدت الانتخابات في 120 سلطة محلية. وانتخب في هذه الجولة رجال حماس يترأسوا 48 سلطة في الضفة والقطاع يسكن فيها نحو 600 الف مواطن؛ اما فتح ففازت في الانتخابات في نحو 60 سلطة يسكن فيها نحو 400 الف مواطن. اما في الباقي ففاز فيها مرشحون مستقلون.
رؤساء سلطات من حماس قالوا في الاونة الاخيرة لـ "هآرتس" انه من ناحيتهم لا مانع من اجراء اللقاءات مع الادارة المدنية رغم انهم يفضلوا اجراءها عبر اجهزة التنسيق للسلطة الفلسطينية وليس مباشرة مع اسرائيل.
-----------------------------------------------------

المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الثلاثاء 17/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 17/5/2005
درس داني ايالون
بقلم: أُسرة التحرير

النزاع المغطى اعلاميا بين السفير الاسرائيلي في واشنطن داني ايالون ووزير الخارجية سيلفان شالوم بعيد عن منتهاه، ولكن منذ الان بدأ تأثيره السلبي يظهر على صورة اسرائيل في العالم. صحف كثيرة كرست امس تقارير لاذعة لهذا الخصام بين الوزير وسفيره، وللتقارير المشوقة عن زوجة الوزير وزوجة السفير ودور المغنية مادونا في هذا الخصام. حرب العقيلتين تؤدي الى حادثة غير دبلوماسية"، كان عنوان في "تلغراف" البريطانية. اما صحف الولايات المتحدة فحبذت الحديث عن "زوجة الوزير تبحث بيأس عن مادونا" في نوع من لعبة الكلمات عن الفيلم الذي شاركت فيه المغنية.
وبينما تنشغل اسرائيل كل الوقت في محاولة ان تعرف نفسها بأنها المعقل الوحيد للديمقراطية والادارة السليمة في المنطقة، انكشف العالم في نهاية الاسبوع الماضي على جوانب اخرى من الدولة: خصومات على التشريفات وعلى فرص الصور مع المغنية النجمة، وموقف غير مناسب ومهين من عمال المنزل - كل هذا يجري في ساحة اولئك الذين يفترض أن يشكلوا الوجه الرسمي لاسرائيل تجاه العالم.
الحرج الدولي هو فقط جزء من المشكلة التي نشأت جراء هذا النزاع. من الصعب على المرء أن يرى كيف أن السفير الاسرائيلي ايالون يمكنه أن يجري محادثات جدية مع رجال وزارة الخارجية الامريكية أو محافل اخرى في الادارة والكونغرس حين يكون الجميع يعرفون أن وزير الخارجية "فقد ثقته" بالسفير كما تحدثت وسائل الاعلام في اسرائيل على لسان مقربين من شالوم.
وفضلا عن تفاصيل الثرثرة، التي تجعل هذا النزاع جذابا على نحو خاص لوسائل الاعلام في اسرائيل وفي العالم، فان الحديث يدور عن الجدال العتيق بين وزارة الخارجية وديوان رئيس الوزراء في مسألة الملكية على العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة. وشالوم ليس وزير الخارجية الاول الذي يظهر له، بعد تسلمه منصبه، بأن الافق السياسي الاهم لاسرائيل لا يديره هو بل رئيس الوزراء ومستشاروه. وعندما عين في منصب وزير الخارجية ورث داني ايالون كسفير مقرب على نحو خاص من رئيس الوزراء كما ورث دوف فايسغلاس، مستشار شارون في دور الرجل الاساس في العلاقات مع الولايات المتحدة.
وخلافا لسفراء سابقين حاولوا، وان لم يكن دوما بنجاح، الحفاظ على التوازن بين الولاء للوزير المكلف وبين الفهم بان رئيس الوزراء هو المسؤول الحقيقي، اظهر ايالون ولاء مطلقا لديوان رئيس الوزراء. ايالون، دبلوماسي بمستوى متوسط دفع الى هذه الوظيفة العالية في السلك الدبلوماسي كمرشح حل وسط بين رئيس الوزراء شارون ووزير الخارجية في حينه شمعون بيرس، حرص في السنوات الثلاث من ولايته على تثبيت قناة فايسغلاس - كونداليسا رايس كأفق مركزي للحوار السياسي بين اسرائيل والولايات المتحدة، وذلك رغم الاستياء الواضح لوزير الخارجية شالوم.
والان، علق ايالون في بؤرة نزاع بنيوي بين مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية حول السيطرة في واشنطن، كما تبدو الامور الان فانه سيدفع لقاء ذلك الثمن بمنصبه. وهذه فرصة مناسبة لوضع حد لهذا الخصام الطويل، الذي يجعل الدبلوماسية الاسرائيلية تغوص في الوحل. على وزير الخارجية أن يعترف بان رئيس الوزراء هو الذي يدير العلاقات مع الولايات المتحدة.
-----------------------------------------------------











المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الثلاثاء 17/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 17/5/2005
لا تضخم - هناك قلق
بقلم: سيفر بلوتسكر
خبير اقتصادي ومحلل استطلاعات

مؤشر الأسعار للمستهلكين ارتفع في شهر نيسان بنسبة غير عادية تبلغ 0.7 في المائة. رغم هذا التسريع، إلا ان التضخم في اسرائيل ليس ملموسا تقريبا: منذ أواخر عام 2004 ازداد سعر سلة المنتوجات والخدمات الاستهلاكية بنسبة 0.1 في المائة فقط، ومنذ أواخر عام 2003 كان التضخم بنسبة 1.25 في المائة. منذ مدة طويلة واسرائيل تحتل المرتبة الأخيرة أو قبل الأخيرة في سلم التضخم في العالم الصناعي.
إلا ان هذه الصورة الهادئة تناقض التطورات التي تنطوي على طاقة كامنة للاندفاع التضخمي، وهي تتطلب ردودا ملائمة. من الجدير بمحافظ بنك اسرائيل الجديد ستانلي فيشر ان يهتم بالمؤشرين التاليين الموجودين أمامه:
- خلال السنة الماضية، بين نيسان ونيسان التالي لم يرتفع مؤشر الأسعار بالمرة، إلا ان مؤشر الأسعار للانتاج الصناعي قفز بنسبة 6.3 في المائة. التغيرات في مؤشر أسعار الانتاج الصناعي يعتبر في العادة مؤشرا مستقبليا للتضخم القادم. في ظل الواقع الاسرائيلي خلال السنة والنصف الماضيتين ضعفت العلاقة بين هذين المؤشرين (مؤشر الأسعار للمستهلك ومؤشر أسعار الانتاج الصناعي). منذ كانون الاول 2003 تزحزحت الأسعار للمستهلك بصورة قليلة تبلغ 1.3 في المائة، أما أسعار الانتاج الصناعي فقد قفزت بنسبة 10.5 في المائة. التفسير الاقتصادي - الاحصائي - الجزئي لهذا التناقض موجود في تركيبة سلة الاستهلاك التي تستخدمها الأسرة الاسرائيلية. في "السلة" التي تستخدم قاعدة وأساسا لاحتساب مقياس الأسعار للمستهلك يولون لمنتوجات الصناعات المحلية وزنا قليلا. أما المنتوجات المستوردة والخدمات بشتى أصنافها بما فيها خدمات الحكومة مثل الاسكان وأجرة السكن فهي ذات وزن أكثر بكثير. نحن نتحول الى مستهلكي خدمات بصورة متزايدة يوما بعد يوم.
نتيجة لضعف الدولار الذي يُضعف سوق الاسكان سجلت في السنة والنصف الأخيرتين انخفاضات حادة، سواء في أسعار بضائع الاستهلاك الخارجية أو في أسعار الخدمات خصوصا في بند الاسكان وأجرة الشقق. هذه الانخفاضات تعادل ارتفاع قيمة الانتاج الصناعي المحلي، وفي حالات كثيرة حالت دون تحميله للمستهلك.
فهل ستكبح هذه التغيرات جماح التضخم للمستهلك في الأشهر القادمة ايضا؟ هذه مسألة ليست مضمونة في جيب أحد. صحيح انه طالما بقيت البطالة عالية والاقتصاد يعمل تحت طاقته الانتاجية الكاملة بدرجة كبيرة، فلا يوجد خطر لحدوث تضخم مندفع وغير مسيطر عليه. إلا ان التوقعات لارتفاع التضخم درجة أو اثنتين مسألة واقعية بالتأكيد.
- المعطيات الاخرى التي يتوجب ان تقلق المحافظ فيشر موجودة في بيته، بنك اسرائيل. كمية المال الموجودة لدى المواطنين - التي يتولى بنك اسرائيل الحفاظ عليها - تتعالى منذ مدة طويلة في معدلات حادة جدا. في نيسان وحده ازداد مال الجمهور (نقدي وحسابي) بنسبة 4 في المائة. ومنذ مطلع السنة ازداد بنسبة 10 في المائة. ومنذ كانون الاول 2003 ازداد بنسبة 29 في المائة، وفي نفس الفترة الزمنية ارتفعت الأسعار للمستهلكين بنسبة 1.3 في المائة فقط.
لا حاجة الى أن يكون الواحد مؤمنا بصورة عمياء بالنظرية الاقتصادية الانسانية حتى يشعر بالقلق من الازدياد الكبير في كمية المال. لحسن حظنا ان هذه الزيادة لم تترجم الى درجة الضغوط التضخمية، ولذلك اسباب عديدة منها ان بعض هذا المال توجه الى القطاع التجاري وسرّع العملية الانتاجية. أما الجزء الآخر فقد مول اتساع الاقتصاد الاسود، وهذا لا يظهر بطبيعة الحال ضمن المقاييس والمؤشرات الرسمية.
ولكن الى متى نستطيع ان نعتمد على أعجوبة قطع الصلة بين المال والتضخم؟ وبين الأسعار للمستهلك والأسعار للمنتج؟.
في نهاية المطاف ستفعل قوانين السوق فعلها حتى اذا تأخر ذلك وتأجل لاسباب عديدة. وتوجد على ذلك أمثلة موجعة وآخرها انهيار "الناسداك" قبل خمس سنوات. ومثلها ستنفجر عما قريب أسعار العقارات في شمالي امريكا وفي غرب اوروبا، وسينفجر بصورة لا تقل دوياً توقف التمويل السخي الذي توفره دول آسيا للعجز المالي الامريكي المخيف بنسبة ألف مليار دولار خلال عامين. ستكون لذلك تبعات غير جيدة على العالم كله، واسرائيل من ضمنه.
ورغم أننا احيانا نشعر ان قوانين الاقتصاد قد زالت، وأنه يتوجب اعادة صياغتها، لكن سرعان ما يتبين لنا ان لا حاجة لذلك، لأن الواقع الاقتصادي يفرض طلباته وذاته ويرفس ويعض.
------------------------------------------------------

هآرتس - مقال - 17/5/2005
زعيم وُلد في عام 2006
بقلم: ألوف بن
المراسل السياسي للصحيفة

(المضمون: مواقف قادة الليكود المطالبين بالزعامة متشابهة في الجوهر وتتجاهل الفلسطينيين ومطالبهم، الامر الذي يضمن صراعا ضاريا في المرحلة الثانية بعد فك الارتباط - المصدر).

المنافسة على رئاسة الليكود تحت اسم "زعيم يولد في عام 2006" دخلت في يوم الاستقلال مرحلة ربع النهائي. وزير المالية ووزير الدفاع استعدا عند خط الانطلاق وصرحا عن رغبتهما في المنافسة على رئاسة حكومة اسرائيل، هذا بحماسة، وذاك "لا يستبعد ذلك". بذلك يكون نتنياهو وموفاز قد انضما الى اريئيل شارون الذي صرح عن عزمه المنافسة على ولاية ثالثة.
من قراءة المقابلات التي أجرتها "يديعوت احرونوت" مع شاؤول موفاز وبنيامين نتنياهو حيث طرحا خلالها ما في جعبتيهما الاقتصادية والسياسية، يمكن ان نفهم ان المنافسة القادمة عبارة عن معركة عمالقة ايديولوجية ضخمة في مجابهة ضارية بين رؤيتين مختلفتين. في كل قضية ومسألة تجد موفاز ونتنياهو متعارضان في مواقفهما: اذا كان هذا مع الشيء يكون الآخر ضده، وبالعكس. فك الارتباط: "زيت على دواليب الارهاب" مقابل "تحسين في وضعنا الأمني والدولي". بيوت المستوطنين التي سيتم اخلاءها: "الإبقاء عليها كما هي" مقابل "هدمها من الأساس". اقتصاد اسرائيل: "الفجوة الاجتماعية لا تقل خطورة عن الارهاب" ضد "الاستقلال الاقتصادي خلال ثلاث - اربع سنوات". جنرالات هيئة الاركان: "النقابة العمالية الأكثر قوة في الدولة" مقابل "مجموعة تتحلى بالمسؤولية".
أية معركة هذه؟! مصارعة في بركة من الوحل. المشكلة هي ان المتصارعين يحاولان البقاء جافيين كل الوقت. من السهل التجادل حول فك الارتباط الذي يقبله نتنياهو ايضا كحقيقة راسخة، وشارون هو الذي يتحمل مسؤوليته أصلا. التصويت السلبي الذي يقوم به نتنياهو الآن في ظل وجود حزب العمل، وضمان اغلبية كبيرة لعملية الانسحاب يهدف الى التأثير على القرار بصورة فعلية، تماما مثل تحفظ موفاز من الميزانية التي تضعه في موقع "الوزير الاجتماعي".
الجزء المثير في المناكفة بين متنافسي الليكود نجده بالتحديد في الموقع الذي يسوده الاجماع: مستقبل المستوطنات، المفاوضات مع الفلسطينيين وحدود اسرائيل. ليست هناك فجوات في المواقف بالنسبة للقضية المركزية التي ستشغل بال الحكومة القادمة. من الواضح للجميع ان اسرائيل ستخوض بعد الانتخابات صراعا لضم الكتل الاستيطانية محاولة التهرب من المفاوضات مع الفلسطينيين.
شارون يعد بأن تكون الكتل الاستيطانية "جزءا من اسرائيل بحيث تتصل معها اقليميا وتضم عددا أكبر من السكان". نتنياهو يريد التسريع في بناء الجدار حول الكتل الاستيطانية وضمها الى اسرائيل حتى لا يحتفل الفلسطينيون بالانسحاب من غزة. موفاز يعد بأن يتيح فك الارتباط "الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى في يهودا والسامرة والحفاظ على القدس كعاصمة موحدة لاسرائيل". شارون ونتنياهو يريدان غور الاردن ايضا، ووزير المالية (نتنياهو) يرغب بالإبقاء على جنوبي جبل الخليل اضافة اليه. لا يتحمس أحد لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. موفاز وشارون يشعران بخيبة الأمل من أبو مازن الذي لا يكافح الارهاب، ويقولان أنهما لن يتزحزحان بعد فك الارتباط "إلا اذا تم القضاء على البنى التحتية للارهاب". نتنياهو يرفض عباس تماما كشريك في التسوية.
كل سياسي اسرائيلي يتلوى نحو اليمين قبل الانتخابات، ويسارا بعدها، وحتى في مثل هذه التصريحات يمكن للمتمعن ان يلاحظ وجود تصدعات ذات طابع مرن. لا يرفض أحد اخلاء البؤر الاستيطانية أو تفكيك المستوطنات المعزولة. ولكن الانعطافة ستكون صعبة وتهدد بانهيار أصحابها سياسيا، خصوصا اذا كانت قائمة الليكود القادمة كما هو متوقع من "اليمينيين المتمردين" بصورة أكثر من اليوم. في الجانب الآخر لا يوجد فراغ. قيود حماس التي ستحيط بأبو مازن ستقلل من قدرته على المناورة. في مواجهة المطلب الاسرائيلي بضم معاليه ادوميم واريئيل وربما غور الاردن سيطالب الفلسطينيون بالانسحاب الكامل حتى خطوط الرابع من حزيران 1967، على غرار ما حدث في غزة.
كل هذا يضمن بأن لا يكون "الفصل الثاني" في الضفة الغربية نزهة عادية إثر انطلاقة فك الارتباط عن غزة، وانما كفاحا مرهقا وموجعا وعنيفا حول حدود اسرائيل الشرقية.
------------------------------------------------------









هآرتس - مقال - 17/5/2005
اذا كانت مقاطعة فلتكن شاملة
بقلم: باروخ كيمرلينغ

(المضمون: المقاطعة الاكاديمية البريطانية لبعض المؤسسات الاكاديمية الاسرائيلية مفهومة ولكنها غير كافية ولن تكون فعالة إلا من خلال مقاطعة شاملة ضد اسرائيل كما حدث مع جنوب افريقيا - المصدر).

منذ اللحظة التي وصل فيها الى أسماعي خبر عزم رابطة المحاضرين في الجامعات البريطانية فرض المقاطعة على جامعات ومحاضرين اسرائيليين، عبرت بكل وسيلة ممكنة عن رفضي للفكرة، بل وحاولت التأثير على زملائي البريطانيين وفي دول اخرى - رابطة المحاضرين الامريكيين تتدارس الفكرة مؤخرا - حتى يُحجموا عن هذه الخطوة.
على المستوى المبدئي، تنبع معارضتي للموقف من اعتقادي بأن الشؤون الاكاديمية يجب ان تُدار على أساس مغاير لذلك الذي يطبق في السياسة الجبروتية - والمقاطعة هي خطوة يلجأ اليها الأقوياء ضد الضعفاء. الحياة الاكاديمية يجب ان تقوم على حرية البحث والتفكير والدراسة والتعبير الحر. الأحكام والترقية والإقالات أو الحصول على الوظائف في السلك الاكاديمي يجب ان تتم فقط من خلال لجان اختصاصية مهنية مخولة وموثوقة. اضافة الى ذلك، يعتبر الحوار والاقناع والتعاون بين المؤسسات والباحثين من كافة الأجناس والانفتاح على الجمهور - هي كلها أدوات بيد الاكاديميين.
السبب العملي الذي يحول دون قيامي بتأييد هذا النوع من المقاطعة هو عدم قدرتها على تخفيف معاناة الفلسطينيين والغبن الذي يلحق بهم، هذا ناهيك عن عجزها على إنهاء الاحتلال. ربما كان العكس هو الصحيح. الجامعات - قليلا أو كثيرا - هي البيت الوحيد الذي تبقى في اسرائيل ويتيح لأصحابه حرية التفكير وطرح الأفكار الجديدة والجريئة احيانا التي يمكنها ان تتبلور رويدا رويدا كأحد البدائل التي يتوجب على اسرائيل ان تختارها حتى تكون دولة ديمقراطية وطبيعية.
النظام السياسي الحالي يفعل كل ما في وسعه تقريبا لاضعاف الجامعات وقضم الحرية الاكاديمية وحرية التعبير والاختيار من خلال ذلك. المقاطعة الخارجية مهما كانت حسنة النية تعزز هذا الاتجاه وليس العكس.
وبالرغم من ذلك، أنا أتفهم احباط وغضب الاكاديميين الفلسطينيين جيدا الذين بادروا الى خطوة المقاطعة وأملوا في أن تتسع وتشمل كل دول اوروبا وربما امريكا ايضا، وان تطبق على كل تعاون مجموع المؤسسات التعليمية العليا في اسرائيل. هم يرون بغضب كيف تتواصل العملية التعليمية في المؤسسات الاسرائيلية على ما يرام من دون أي تعبير فردي أو جماعي حتى عن مناهضة المس الفظيع بالحرية الاكاديمية الفلسطينية. الطرق الموصلة الى المؤسسات التعليمية الفلسطينية العليا مغلقة اغلبية الوقت، والمباني والبنى التحتية هُدمت، والطلاب والمحاضرون يُزجون بلا هوادة رهن الاعتقال الاداري، وليس من الممكن تقريبا الإبقاء على العملية الدراسية المنتظمة في هذه المؤسسات.
أنا ايضا أتفهم موقف المحاضرين البريطانيين - لا، هم ليسوا لاساميين، فهذا ادعاء سهل جدا يلجأ اليه من يريد التهرب من الانتقادات - فهم يريدون ان "يفعلوا شيئا ما" في مجالهم ضد الشرور التي تلوح أمام ناظريهم من دون ان تكون لديهم القدرة على فهم المشاكل المعقدة التي تواجهها الاكاديمية الاسرائيلية. وبالفعل عندما اسألهم لماذا لا يعلنون مثلا عن مقاطعة الولايات المتحدة إثر غزوها للعراق، أو لا يقاطعون أنفسهم بسبب شراكة دولتهم في هذا العمل الأحمق - تراهم حائرين جدا ويعترفون بأن مثل هذه المقاطعة ليست واقعية.
المؤيدون للمقاطعة يستذكرون نموذج الماضي عندما فرضت المقاطعة على جنوب افريقيا والتي أسهمت، حسب قولهم، في سقوط نظام التفرقة العنصرية. إلا ان المقاطعة الاكاديمية على جنوب افريقيا تثبت عكس ما يقولونه بالتحديد. نتيجة لهذه المقاطعة دفعت الكثير من القوى التقدمية لأن تهاجر من الدولة، الامر الذي أضعف شكيمة المقاومة الداخلية لنظام الابرتهايد، وربما أطالت عملية القضاء المبرم عليه. الامر الذي أدى فعلا الى انهيار هذا النظام العنصري كان المقاطعة الشاملة - اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وثقافيا - المقاطعة الاكاديمية ضده كانت جزءا صغيرا من هذه المقاطعة الشاملة، ولم تكن منفصلة عنها.
إذا لم نكن قادرين على الخلاص من شرور الاحتلال بأنفسنا - في جنوب افريقيا تبلورت مع الوقت مجموعة بيضاء فعالة ضد النظام العنصري لتستكمل بذلك دائرة الضغط الخارجية التي دفعت النظام الى الانهيار - فمن الأفضل لنا اذا ان نبادر الى ضغط خارجي مماثل وشامل وليس الى مقاطعة تضعف المجتمع المدني الاسرائيلي أكثر فأكثر. المقاطعة الشاملة على النظام الحاكم في اسرائيل تبدو للوهلة الاولى غير ممكنة طالما كانت مساندة واشنطن غير المشروطة قائمة ومضمونة لسياسة التدمير الذاتي التي تمارسها اسرائيل. ولكن هناك مؤشرات على ان هذا الوضع ايضا قد يتغير تدريجيا خصوصا اذا واصل النظام القيام بأعمال حمقاء بصورة منهجية مثل رفع مستوى كلية اريئيل. في مثل هذا الوضع توجد احتمالية حقيقية لتغيير الرأي العام داخليا، وفي مثل هذه الحالة توجد جدوى من تحمل الاكاديمية الاسرائيلية ايضا معاناة المقاطعة الى أن نُطهر أنفسنا كليا من رجس الاحتلال البغيض.
------------------------------------------------------

معاريف - مقال - 17/5/2005

استعدوا لقيام حماستان
بقلم: مارتن شيرمن
محاضر في العلوم السياسية في جامعة تل أبيب

(المضمون: وزير الخارجية يعلن أن لا مبرر لفك الارتباط اذا ما سيطرت حماس على المناطق المخلية. وهذا بات يتحقق بل وسيتسع. فهلا يعتبر مؤيدو فك الارتباط؟ - المصدر).

في الانتخابات الاخيرة للسلطات المحلية حظيت حماس بارتفاع كبير في قوتها. فعلى الرغم من انه من الناحية العددية فازت فتح في مجالس أكثر، فلا خلاف بين المحللين على أن حماس هي المنتصرة، التي حظيت بعدد اكبر من الاصوات. خطورة النتائج هذه تتعاظم في ضوء حقيقة أن معظم المرشحين "المستقلين" الذين فازوا في عدد من المناطق يتماثلون هم ايضا مع حماس. كل هذا يبشر بالشر بشأن الانتخابات القريبة للمجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) التي تقررت في منتصف تموز، وبدأت الجهود لتأجيلها من جانب فتح في ضوء النتائج الاخيرة في صناديق الاقتراع.
وها هو، في الاسبوع الماضي اعلن وزير الخارجية سيلفان شالوم - اعلانا بلا ريب كانت نتيجة ما جرى في الانتخابات للسلطة الفلسطينية: "اذا فازت حماس في الانتخابات القريبة (تلك المزمع عقدها في تموز) فليس من المنطقة تنفيذ فك الارتباط"، قرر قائلا. "نيتنا هي أن نسلم المنطقة الى السلطة، ولكن اذا ما سيطرت حماس على المنطقة المخلية، فانها ستصبح "حماستان""، حذر المسؤول عن سياسة الخارجية الاسرائيلية.
رغم أنه ينبغي الترحيب بمؤشرات هذه الصحوة، فمن الصعب الا يرى المرء في أقوال الوزير احراقا متأخرا جدا. فبالضبط هذا ما كان يحذر منه منذ أشهر معارضو فك الارتباط. وعمليا، كان هذا دوما احد المخاطر الشديدة والاكثر وضوحا لمبادرة شارون.
المسألة التي يطرحها، وعن حق، معالي الوزير - طبيعة النظام المستقبلي في المناطق التي ستفك اسرائيل ارتباطها عنها - تثير تفكيرات اضافية غير امكانية انتصار حماس في الانتخابات القريبة فقط. وهذه مسائل تستدعي التصدي الجدي من جانب مؤيدي فك الارتباط.
لنفترض بأن حماس لم تفز في الانتخابات القادمة، بل فقط في جزء هام من الاصوات الامر الذي يتيح لها أن تصبح جهة مسيطرة في رسم سياسة السلطة. فهل هذه ستكون نتيجة معقولة؟ هل مثل هذا السيناريو سيمنح "المنطق" لخطة فك الارتباط؟
اذا ما خسرت حماس في الانتخابات القريبة، ولكنها انتصرت في الانتخابات التالية - والمنطقة تحولت الى حماستان بعد عدة سنوات، فهل هذا سيكون خيار محتمل بالنسبة لاسرائيل؟
واذا ما انهارت السلطة، المليئة بالفساد، في المستقبل غير البعيد بسبب عدم قدرتها على ان توفر الحكم السليم والناجع للسكان، وسيطرت الجهات الاسلامية حتى بدون انتخابات، فماذا سيكون عندها مصير "منطق" فك الارتباط؟ لهذا التوقع القاتم يجب ان يضاف حقيقة أن نية فتح تأجيل الانتخابات عقب التخوف من الهزيمة، سيزيد فقط جهود خصمها في أن يجد تعبيره عبر وسائل غير برلمانية، والتي بطبيعة الحال ستكون العنف الموجه ضد السلطة واسرائيل.
على القيادة الاسرائيلية أن تعرف: في اللحظة التي ينصرف فيها الجيش الاسرائيلي من المنطقة، لن يكون بيده اي وسيلة - لا قانونية، ولا اخلاقية ولا عملية - لتحديد ما يجري في المناطق المتروكة: لا من يسيطر فيها ولا لإمرة من سيخضع السكان فيها. وعليه، فاذا كان هناك اناس كهؤلاء، مثل وزير الخارجية ممن يعتقدون بان كل أساس منطق فك الارتباط يستند الى عدم سيطرة محافل مثل حماس، فكيف سيسلمون هم مع سياسة ليس فقط تنزع من اسرائيل وسائل منع امكانية مثل هذه السيطرة، بل وتعمق احتماليتها.
------------------------------------------------------













معاريف - مقال - 17/5/2005
جُزْتُم كل حدّ
بقلم: أمنون دنكنر ودان مرغليت

(المضمون: فساد عظيم يطرأ على أجهزة السلطة الاسرائيلية ومؤسساتها يستدعي التنبه والحذر والمقاومة - المصدر).

حان الوقت للضرب على الطاولة ولقول يكفي. لا يمكن ان نواصل على هذا النحو، ولا يمكن العيش هكذا. أصبحت حياتنا العامة السياسية دِمنةً تبعث برائحة كريهة من الكذب والفساد والخوف والحياة الرافهة على حساب اموال الجمهور. وكل هذا يصحبه شعور مترف وقح من عدم الحياء وعدم الخوف. فلا خوف من القانون. ولا خوف من مراقب الدولة. ولا خوف من حكم الناخب. ولا خوف من لهيب الغضب الذي يتأجج في جوف كل انسان نزيه في اسرائيل بإزاء مشهد الآثام لما يحدث في أروقة السلطة، وفي مراكز القوة، وفي المركز سيء الصيت للحزب الحاكم، وفي الأساس في وعي كل المنضمين بابتهاج الى الاحتفال لاسباب أنانية.
يكفي. الى متى سنخجل خجلا عميقا بسبب من اخترناهم لمناصب رسمية، والى متى سنجول مع احساس غثيان وبُغض بإزاء ما ينشر أخيرا في الصحف، عن فضيحة تتبع فضيحة، الى متى سنمسح عيوننا ولا نصدق ما نرى.
فكروا في ذلك: إذا ما وصلنا الى حالة فيها سفير اسرائيل في واشنطن، وهو المنصب الأرفع والأخطر للدولة، يجد نفسه في حالٍ كي يستطيع فيها أن يدفع عن نفسه الأكاذيب، يُضطر الى تسجيل المسؤولين عنه. إذا وصلنا الى وضع يضطر فيه مدير مصلحة البريد الى تسجيل وزيرة الاتصال التي تهدده لكي تقنعه بترك المنصب. واذا وصلنا الى وضع فيه وزراء ورجال جمهور يلتهمون بشهوة رشوة من اليد الملوثة للمدير العام لسلطة بث فاسد مُفسد وفي لقاء ذلك يمنحونه الدفاع عنه بإزاء العزل المحق. اذا ما وصلنا الى وضع فيه زوجة وزير الخارجية، وهي امرأة فظة، ذات فم لا يُمسك شيئا، وتصرفات عديمة الثقافة وشهوة هوجاء لإدخال رأسها في شؤون الدولة، للتعيينات في خدمة الخارجية، وللدسائس والمؤامرات السياسية، قد أصبحت أحد الاشخاص المؤثرين في الدولة - فأي بصقة في الوجه يُعد كل ذلك بالقياس الى كل مواطن نزيه يحاول ان يُصرف هنا حياة مستقيمة.
اذا ما وصلنا الى وضع فيه فارغ غير جاد وذو تصور فاسد على القوة السياسية مثل عوزي كوهين يصبح أيقونة حزبية وعامة، وانسانا كبير القوة والتأثير ورجلا يسعون الى بابه. اذا ما وصلنا الى وضع فيه ضربات القلب فقط تفصل بين انسانة ما مثل بنينا روزنبلوم وبين مكان في الكنيست، تُسمع منه على وجه اليقين اقوال السخف المنحطة التي تملأ بها فضاء الجو ببرامج تلفازية مذياعية على اختلافها. اذا ما وصلنا الى وضع فيه وزير نشيط في حكومة اسرائيل مثل يسرائيل كاتس يعلن على رؤوس الأشهاد، من غير ان يطرف له جفن، من الحياء، عن ان التعيينات السياسية في مكتبه على حساب الجمهور دافع الضرائب لم يقم بها هو بل مساعدوه من غير ان يكشفوا له، ولكن طوبى لمن يصدق. اذا ما وصلنا الى وضع كهذا من غير ان يصرخ أحد يكفي، يكفي، يكفي فاننا قد وصلنا في الحقيقة الى الدركات السفلى.
يمكن ان يكون الاعلام ايضا آثما. هناك خلط في القيم مؤتلف مع صلاح سياسي زائف مُجمل من غير اللطيف ان يكتب وان يقول الحقيقة. غير لطيف ان ندعو زوجة وزير الخارجية ولمن ستكون بعد وقت قصير عضو كنيست بالاسم الذي تستحقانه، بالرغم من انه لا يمكن تقريبا ضبط النفس عندما نراهما ونسمعهما. ليس فقط غير لطيف، بل يعطونهما برامج في التلفاز وفي المذياع ويجرون لقاءات معهما بلا نهاية لأن هذا مُسلٍ جدا ويمكن الشعور بالانسطال من ذلك من جهة اخرى.
وعدا عن ذلك، فان هذا ايضا يأتي بنسبة حضور عالية. عوزي كوهين ايضا هو عنوان رائع. فهو في الحقيقة مستعد لمنح أفضاله لكل مذياع محلي ولكل صحيفة محلية نائية. ليس من اللطيف محاسبة هؤلاء الثلاثة على الحماقة، والسخرية، وانعدام الثقافة، ومطاردة القوة العمياء والعجرفة الحالمة. اذا نضحك منهم قليلا، ونداعبهم قليلا، وننتقل الى العنوان القادم والوحش يكبر ويكبر في حضننا الدافيء.
زوجة وزير الخارجية (المالية آنذاك) جودي نير - موزيس - شالوم أرسلت برسالة خداع لباتيا كرمون في وزارة الداخلية. لقد طلبت اليها شيئا عارض السياسة المعلنة لزوجها. بعد ذلك، في المحكمة، اعترفت بأنها خَدَعَت. هكذا قالت بالضبط، ببساطة. "خَدَعْت، لماذا ماذا حدث". في كل دولة سوية كان ذلك سيكون بدءا لتحقيق جنائي في الشرطة. في اسرائيل تلك نقطة نهاية في تقرير في الصحيفة. هل استنتاجات جنائية؟ هل استنتاجات عامة؟ أحياء؟ أنطواء في البيت؟ أضحكتموها.
لماذا؟ فمن الواضح انها خَدَعت الحكومة قاصدة، وبتفكير، وبراحة وبلا ضيق وقت. وماذا يفهم الـ "بوزغلو"، والـ "هارشكوفيتس" لا فقط من انها حاولت الخداع، بل ايضا من انه لا تتخذ ضدها خطوات؟ ومن الذي سيصدق الآن سائر اقوال السخافات التي تُبعثرها بلا معرفة تقريبا؟ من الذي سيصدق هذه إنكاراتها، والمزاعم بأنها لم تكن مشاركة في التعيينات في وزارة الخارجية؟.
الآن تُنكر جودي انها كانت مشاركة في فضيحة السفارة في واشنطن. أتصدقونها؟ أتلك التي أرسلت رسالة خداع موقعة الى الحكومة ولم تتردد حتى حُقق معها في المحكمة؟ أو ربما تصدقون داني أيلون وليران باترزيل خاصة؟.
إن ما يقلق في الحقيقة ليس هو انها على هذه الحال، بل أننا قد سلمنا لذلك حتى الآن. صمتنا عندما حصل هذا الوباء على كل موطيء قدم في كل حفل وصف نميمة. رأينا وزير الخارجية يشاركها أو على الأقل يصمت خاضعا ولا ينطق بالكلمة الواحدة والوحيدة التي تُطلب في حقها: "هِس". هذان الزوجان لا يفهمان ببساطة ان هذه الدولة ليست لهما وانها لكل مواطنيها.
اذا
05-18-2005, 12:14 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
تموز المديني غير متصل
عضو جديد دائما
*****

المشاركات: 1,165
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #9
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى
من باب اعرف عدوك

.............
دام فضلك علينا يا..................... فضل
(f)

جهد مشكور عليه
05-18-2005, 12:33 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #10
ترجمة الصحافة الاسرائيلية والتقرير الاستراتيجى




المصدر السياسي


نشرة يومية مترجمة عن الصحف الاسرائيلية





الأربعاء 18/أيار/2005 العدد 8793


المصدر السياسي
قسم العناوين الأربعاء 18/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت احرونوت:
-450 عائلة توقع على اتفاق الاخلاء الى نيتسانيم.
- ديسكن: "الهوامش المتطرفة آخذة في الاتساع".
- ربع سكان غوش قطيف وافقوا على المغادرة.
- مؤتمر دافوس: مسؤولون كبار اسرائيليون وسوريون يلتقون في المؤتمر الاقتصادي في الاردن.
- رئيس الوزراء يزور المواقع المرشحة لاستيعاب مستوطني غوش قطيف وحث المقاولين: "البناء! البناء!".
- التهمة: تعريض الحياة للخطر../ العقاب: حتى 20 سنة.
- المتهمون: "مجهول"، "فلاني" و "وهمي".
- شارون يفكر بمعارضة الخطة الاقتصادية لنتنياهو.
- مزوز: الشرطة لن تقدم المزيد الى المحاكمة.
- المديرة العامة لوزارة التربية والتعليم تنفجر بكاء تحت ضغط انتقاد النواب في لجنة الخارجية والأمن.
معاريف:
- رئيس المخابرت الجديد يحذر: الطائرات الاسرائيلية على بؤرة الاستهداف.
-426 عائلة وقعت على خطة نيتسانيم.
- صوت الشعب.
- الجبهات المشتعلة.
- بولارد للسفير: خاب أملي وشعرت بالاهانة.
-ديسكن: يتعاظم الخوف على الطائرات الاسرائيلية.
- أزمات السير انتقلت الى المحاكم.
-حفيدة سادسة للجد اريك.
هآرتس:
- 100 متضرر ارهاب اسرائيلي سيسافرون الى فلوريدا للشهادة في المحاكمة الكبرى التي تديرها الولايات المتحدة ضد الجهاد الاسلامي.
- الحكومة تشدد الضغط على مستوطني غوش قطيف للاستجابة لخطة نيتسانيم.
- اسرائيل والولايات المتحدة تشرعان الاسبوع القادم في محادثات لتقديم المساعدات لفك الارتباط.
- شارون في نيتسانيم: لا يوجد وقت، يجب العمل بكل القوة.
- ديسكن: اسرائيل لا يمكنها أن تحتمل اغتيالا سياسيا آخر.
- قدامى فتح في نابلس يتذكرون ديسكن من الفترة التي عمل فيها تحت اسم الكابتن يونس.
* * *
المصدر السياسي
قسم الأخبــــار الأربعاء 18/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
الخبر الرئيس - فك الارتباط/ المخابرات - يديعوت - من حاييم شيبي:
ديسكن: "الهوامش المتطرفة آخذة في الاتساع"../
يوفال ديسكن لا يُضيع الوقت. بعد 48 ساعة من تسلمه مهام منصبه رسميا امتثل رئيس جهاز الأمن العام "الشباك" - المخابرات الجديد أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست في استعراض شامل للتهديدات المحدقة باسرائيل. ورغم تمنيات النجاح، إلا انه لم يكن هناك الكثير من الابتسام. فالصورة القاتمة التي رسمها ديسكن - اتساع مقلق للهوامش المتطرفة، التخوف من المس برئيس الوزراء وتحديد أهداف اسرائيلية في خارج البلاد في بؤرة استهداف منظمات الارهاب - لم تترك مجالا كبيرا للابتسام.
وقال ديسكن: "ان الهوامش المتطرفة آخذة في الاتساع. توجد امكانية قابلة للانفجار من متطرفين يحاولون وقف المسيرة السياسية بوسائل العنف والارهاب".
بحزم، دفع اعضاء اللجنة الى وصفه بأنه "توأم ديختر"، وصف ديسكن التنظيم الاولي لخلية الحرم. وحسب اقواله فان الحديث يدور عن "مجرد فحص فكري" لشراء صاروخ "لاو" أو شراعية بهدف تنفيذ عملية في أحد أقدس الاماكن للمسلمين. وروى ديسكن لاعضاء اللجنة عن "فكرة شخص معين القيام بطلعة تصوير فوق الحرم بشراعية وبعد ذلك تزويد الشراعية ايضا بالمواد المتفجرة". وقال ديسكن ان اعضاء الخلية أجروا جولات ميدانية لفحص سبل التنفيذ والعثور على مواقع مريحة لاطلاق النار. "في مرحلة معينة قرروا التراجع عن نيتهم. وتنقلوا بين الأفكار عن الاستفزاز الى ما هو أبعد بكثير من ذلك، ولكنهم لم ينتقلوا الى مستويات التنفيذ والتحقيق". في سياق اقواله أوضح ديسكن في انه "في كل ما يتعلق بالحرم لا يوجد لنا حس دعابة. فحتى ما يُعد في مصاف الأفكار أو التخطيط سيعالج بكل القوة".
وتطرق رئيس المخابرات الى المخاوف من اغتيال سياسي آخر، وقدر بأن "المجتمع الاسرائيلي لن يسعه احتمال اغتيال آخر لرئيس وزراء. سنعالج كل تخوف يتعلق بالمس برئيس الوزراء أو بشخصيات رفيعة اخرى". ومع ذلك فقد شدد ديسكن على أن المخابرات لا تسارع الى اجراء اعتقالات ادارية. "فالاعتقالات على نظام واسع ليست جزء من سياستنا - ولكن هذا لا يعني أننا لن نقوم بذلك اذا لم يكن هناك مفر".
النائب ايفي ايتام ألمح بأن جهاز المخابرات يتحول الى ذراع سلطوي، فسارع ديسكن الى رفض هذه الامكانية: "أنا لا أتلقى من رئيس الوزراء تعليمات لاجراء اعتقالات ادارية. هذا تفكير ينطلق من اعتبارات مهنية فقط".
وصف ديسكن للوضع في السلطة الفلسطينية في اليوم التالي للاخلاء كان ذكيا وعديم الاوهام. وحسب اقواله، فانه في ظل غياب حكم فلسطيني ناجع في شمالي السامرة بعد الاخلاء ستتدهور المنطقة الى "استمرار الارهاب واستمرار تطوير الوسائل القتالية، بما في ذلك اطلاق الصواريخ".
"المجتمع الفلسطيني يتميز بقيادة ضعيفة"، قال ديسكن. "ابو مازن غير قادر على فرض إمرته على الارض. ضعف السلطة يبشر بالشر حيال تعاظم حماس". وحسب رئيس المخابرات، فاننا نجاحا سياسيا لحماس في الانتخابات للبرلمان الفلسطيني سيضع اسرائيل في وضع اشكالي: "اذا صارت حماس شريكا في السلطة وواصلت تنفيذ العمليات، فان هذا سيجعل صعبا ومعقدا نشاطنا الاحباطي". ومع أن ديسكن قدر بانه يحتمل بعد الانتخابات ان تعتدل حماس في مواقفها وتسمح بمهلة طويلة من التهدئة، إلا أنه اوضح بانه في كل سيناريو "حماس ستحتفظ باستقلالية عسكرية ولن تسمح للسلطة بنزع سلاحها. عسكريا قادر ابو مازن على العمل ضد حماس. أما سياسيا فهو لا يشعر بان له الدعم في الشارع لمثل هذه الخطوة".
رغم الانتقاد للوضع في السلطة كان واضحا في ديسكن أنه لا يزال لم ييأس من أبو مازن. "كلما كان هناك بارقة أمل، مرغوب فيه اعطاء الفرصة. كزعيم هو لا يؤيد الارهاب، ولكن ليست لديه نية لتقديم تنازلات لاسرائيل".
حماس ليست المشكلة الوحيدة لابو مازن. فحسب ديسكن، على الارض تعمل مجموعات ارهابية غير مكبوحة الجماح. وهذه قنبلة موقوتة متكتكة. المجتمع الفلسطيني يوجد في حالة تفتت عميقة وكبيرة". واستعرض رئيس المخابرات تهديدات الارهاب العالمي محذرا من محاولات الجهاد الاسلامي ضرب طائرات اسرائيلية وغيرها من الاهداف الاسرائيلية خارج البلاد. وقال ديختر ان "تهديد الجهاد الاسلامي يأتي بالذات من الخارج، ولا سيما في مواضيع الطيران، الممثليات والتجمعات السياحية الاسرائيلية. ويتعين على المخابرات أن تستثمر في الحراسة ذلك أن هذا التهديد آخذ في التعاظم".
وبالنسبة لعرب اسرائيل قال رئيس المخابرات انه "محظور اجراء وصفهم بصورة شيطانية. توجد أقلية ذات صلة بالارهاب. البدو في النقب هم الوسط الذي يعاني من احساس الجور وتوجد هناك مشكلة فرض قانون. النقب في جزء منه أصبح خارج نطاق السيطرة الاقليمية".
يديعوت - من عوفر بطرسبورغ:
ربع سكان غوش قطيف وافقوا على المغادرة../
450 توقيع لعائلات من غوش قطيف، نحو ربع سكان الغوش ممن يعربون عن استعدادهم للمغادرة جمعت في الاونة الاخيرة سرا في قطاع غزة استعدادا لنهاية الانذار الذي وجهته الحكومة للمخلين.
في ادارة فك الارتباط يرون بذلك تغييرا دراماتيكيا للميل ويبقون قيد الكتمان هوية الموقعين. فقد وافق المستوطنون على الانتقال الجماعي الى حاضرة نيتسان قرب نيتسانيم، والتي توجد في سياقات البناء. وقد عرضت هذه المعطيات أمس على رئيس الوزراء اريئيل شارون وعلى وزير الاسكان اسحق هيرتسوغ اثناء جولة قاما بها في المنطقة.
ولتشجيع دائرة الاخلاء الطوعي تقرر أن تنشر في الايام القريبة القادمة دعوة للموقعين لاختيار قطعة الارض في الحاضرة حسب صيغة "كل من يسبق يكسب". وتتجه النية الى اعطاء قطع الاراضي الجيدة للسباقين في التوقيع وذلك تشجيعا لاقبال مزيد من المستوطنين.
وأمس سلمت اللجنة اللوائية للجنوب ووزارة الاسكان خطة توسيع نيتسان باتجاه الشرق بـ 600 وحدة سكن لمخلي قطاع غزة واقامة مخيم مؤقت لـ 550 كرفان وكرفان فيللا في الموقع. وكما نشرت "يديعوت احرونوت" فان الاراضي لتوسيع الحاضرة في نيسان اشترتها الدولة مؤخرا من مستثمرين من القطاع الخاص بـ 31.5 مليون شيكل.
"فحص أجرته وزارة الاسكان يظهر أنه يوجد أيضا طلب من جانب السوق الحرة على هذه الاماكن بحيث أنه في كل الاحوال ستكون هناك حلول لبناء حثيث في الموقع"، كما وعد شموئيل أبواب، مدير عام وزارة الاسكان.
وستقوم بالاشغال لاعداد المخيم المؤقت وزارة الدفاع وذلك من أجل الايفاء بالموعد - 15 آب. في كل نصف دونم في المخيم المؤقت سيقام كرفانان - فيللا اثنان. اما في الموقع الدائم للسكن فسيحصل كل مستوطن على نصف دونم.
مع بدء عطاء الكرفانات الصادرة عن وزارة الدفاع تبين أن سعر الكرفان قد قفز فجأة الى ثلاثة اضعاف تقريبا. وستضطر الدولة الى دفع 87 مليون شيكل لقاء 300 كرفان أي نحو 290 الف شيكل للكرفان الذي يكلف بشكل عام نحو 100 الف شيكل. ومع كلفة التطوير ستصل كلفة المبنى المؤقت الى رقم قياسي هو نحو 100 الف دولار، ثمن بناء بيت عادي. ويدور الحديث عن نوعين: لعائلة فيها حتى ثلاثة أطفال - كرفان 65 متر مربع، والعائلة الموسعة - 90 متر مربع. "هذا سلب مسلح في وضح النهار، ولكن لا غرو في ذلك حيث تنثر الدولة الاموال على فك الارتباط دون حساب"، يقول مسؤولون كبار في قسم الاستيطان التابع للوكالة اليهودية والمسؤولين من قبل الدولة عن الكرفانات.
في بيان الرأي الاقتصادي الذي كتبه البروفسور يكير بلاسنر، مساعد محافظ بنك اسرائيل سابقا، يدعي بأن ليس الكرفانات وحدها باهظة الثمن، بل انها تبذير زائد لا داعي لها اذا اخذنا بالحسبان آلاف الشقق الشاغرة الموجودة اليوم في عسقلان.ويتبين من بيان الرأي ايضا أنه اذا ما جرى حث خطة الاستيطان في نيتسانيم فان من المتوقع ان يكلف كل واحد من المخلين لقطاع غزة دافع الضرائب الاسرائيلي 700 الف شيكل. والكلفة الاجمالية على الدولة: 5,4 مليار شيكل، ضعف المبلغ المخطط له. والصفقات الجارية على اراضي الدولة لا تسجل في ميزانية الدولة، كما يدعي بلاسنر. ولهذا فان هناك ادعاء بأنها لا تندرج ضمن الدُفعات. ولكن هذه عمليا هي فرض ضريبة خفية على الجمهور.
سوريا - يديعوت:
مؤتمر دافوس: مسؤولون كبار اسرائيليون وسوريون يلتقون في المؤتمر الاقتصادي في الاردن../
في نهاية الاسبوع ينعقد في الجانب الاردني من البحر الميت المؤتمر الاقتصادي دافوس - الاردن. منظمو المؤتمر يأملون بأن يؤدي الى لقاء بين مندوبين اسرائيليين وسوريين.
وعلمت "يديعوت احرونوت" بان فكرة عقد لقاء بين اعضاء الوفدين طرحت في حديث بين الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس السوري بشارك الاسد الاسبوع الماضي. وعلم أن مبارك أوصى الرئيس السوري بـ "حل الحبل" والسماح لرجاله بلقاء محافل أمريكية واسرائيلية، بل ان السفير السوري في الاردن أعلن: نحن نعتزم أن نظهر تواجدا بارزا في المؤتمر وان نعقد لقاءات مع كل المشاركين".
وقال أحد منظمي المؤتمر ان هناك امكانيتان لعقد اللقاءات: امكانية اولى هي ان تعقد "بالصدفة" في أروقة المؤتمر. ولكن الامكانية الاكثر تفاؤلا تتوقع أن تدعو جهة اوروبية مندوبين اسرائيليين الى لقاء سري مع اعضاء من الوفد السوري.
المشاركون الكبار في المؤتمر عن اسرائيل هم النائب الاول لرئيس الوزراء شمعون بيرس، نائب رئيس الوزراء ووزير التجارة والصناعة ايهود اولمرت ووزير الخارجية سيلفان شالوم. اما سوريا فسيمثلها ضمن اشخاص آخرين، وزير المالية عامر لطفي.
المسيرة السياسية/الولايات المتحدة - هآرتس - من الوف بن:
فايسغلاس يسافر الى واشنطن - عشية لقاء بوش ابو مازن
اسرائيل والولايات المتحدة تشرعان الاسبوع القادم في محادثات لتقديم المساعدات لفك الارتباط../
تبدأ اسرائيل والولايات المتحدة الاسبوع القادم مباحثات لمنح مساعدات أمريكية خاصة لتنمية النقب والجليل ولبعض عناصر خطة فك الارتباط. فالمستشار الخاص لرئيس الوزراء دوف فايسغلاس ومدير عام وزارة المالية يوسي بخرّ يسافران الى واشنطن لاجراء محادثات مع كبار مسؤولي الادارة الامريكية. وتطلب اسرائيل مئات ملايين الدولارات كمساعدات خاصة لتمويل مشاريع في الجليل والنقب ونقل معسكرات الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة.
ويلتقي فايسغلاس مستشار الامن القومي في البيت الابيض، ستيف هيدلي، عشية وصول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) للقاء الرئيس الامريكي جورج بوش في البيت الابيض. وليس واضحا بعد اذا كان فايسغلاس سيلتقي ايضا وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس.
في محادثات مع كبار مسؤولي الادارة سيعرض فايسغلاس آخر التقديرات الاسرائيلية عن الوضع في السلطة الفلسطينية. وقبل سفره يعقد غدا وزير الدفاع شاؤول موفاز بحثا في رزمة تسهيلات اخرى للفلسطينيين. وتعاظم في اسرائيل في الاسابيع الاخيرة الانتقاد على ابو مازن ويكرر كبار مسؤولي جهاز الأمن الرسالة في أنه في الطرف الفلسطيني تعمل "سلطة قانونية الى جانب سلطة ارهابية".
رئيس الوزراء اريئيل شارون سيزور واشنطن الاسبوع القادم، ويلقي خطابا في المؤتمر السنوي للوبي المؤيد لاسرائيل (ايباك). ويكرس شارون هذه المرة رحلته للطائفة اليهودية. وحسب مساعديه، فانه لن يعقد اي لقاءات سياسية مع مسؤولي الادارة. وستلقي رايس كلمة في مؤتمر ايباك، ولكن ليس في ذات اليوم الذي يلقي فيه شارون خطابه.
النائب الاول لرئيس الوزراء شمعون بيرس يلتقي في نهاية الاسبوع رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء). وسيبحث الرجلان في تنسيق فك الارتباط وفي تقدم المحادثات بين الوزيرين من الجانبين، حاييم رامون ومحمد دحلان. ويطالب الفلسطينيون بتعهد اسرائيلي بفتح "الممر الآمن" بين جبل الخليل وقطاع غزة.
في محادثات التنسيق التي جرت حتى الان تحقق تفاهم في أن معالجة المعابر بين اسرائيل والمناطق سيكون أمرا حرجا بالنسبة للتنمية الاقتصادية في السلطة.
المنسق الاقتصادي الدولي لفك الارتباط جيمس ولفنزون سيعود الى المنطقة في بداية حزيران، بعد ان ينهي منصبه السابق كرئيس للبنك الدولي. وفي تقرير وصل الى وزارة الخارجية في القدس، عن زيارة ولفنزون السابقة الى القدس ورام الله، جاء أنه تأثر جدا باللقاءات مع طواقم فك الارتباط في الطرفين، برئاسة بيرس وابو علاء. وقدر ولفنزون بأن الفارق بين اسرائيل والفلسطينيين ليس كبيرا ولهذا فانه يرى مجالا للتفاؤل. وقد تحدث عن الحاجة الى مكافحة الفساد في السلطة الفلسطينية وبناء "شبكة أمان اجتماعية".
انهيار تفاهمات شرم الشيخ
التفاهم التنفيذ
وقف النار
- "الفلسطينيون يتوقفون عن كل اعمال العنف ضد الاسرائيليين في كل مكا، وبالمقابل، توقف اسرائيل نشاطها العسكري ضد الفلسطينيين في كل مكان". • عملية انتحارية في نادي ستيج في تل أبيب في 26/2. اسرائيل اتهمت في البداية سوريا، وبعد ذلك تنظيم الجهاد الاسلامي في طولكرم.
• عمليات اطلاق نار في المناطق، اطلاق راجمات وصواريخ قسام.
• استئناف نار صواريخ القسام نحو النقب الغربي في نهاية نيسان.
• محاولة حماس خلق "ميزان رعب" بنار راجمات مكثف نحو غوش قطيف، ردا على حالات قتل فلسطينيين على يد الجيش الاسرائيلي.
• الجيش الاسرائيلي عمل على القبض على المطلوبين في مدن الضفة، بما في ذلك في طولكرم التي انتقلت الى المسؤولية الفلسطينية.
• الجيش الاسرائيلي قتل مطلوبين في نابلس وفي طولكرم في 15/4 وفي 2/5.
نقل المدن
- اسرائيل وعدت ببدء عملية نقل المسؤولية الامنية عن مدن في الضفة للفلسطينيين. • المسيرة بدأت. أريحا وطولكرم نقلتا في اذار الى السلطة.
• السلطة لم تفي بترتيبات معالجة المطلوبين الذين يسكنون في المدينتين.
• اسرائيل جمدت نقل مزيد من المدن.
الافراج عن السجناء
- اسرائيل وعدت بالافراج عن 900 سجين في مرحلتين، وتشكيل لجنة مشتركة لفحص القواعد للافراج عن السجناء. • الافراج عن 500 سجين، وبدء عمل اللجنة المشتركة.
• تجميد الافراج عن 400 سجين آخر "الى أن تكافح السلطة الارهاب".
• اسرائيل اعتقلت نحو 400 فلسطيني وصفوا بأنهم "قنابل متكتكة" منذ قمة شرم الشيخ.
تنسيق فك الارتباط
- اسرائيل اقترحت تنسيق تنفيذ فك الارتباط عن قطاع غزة وشمالي السامرة مع السلطة. • رغم الوعود المتكررة، لم يبدأ تنسيق حقيقي لفك الارتباط.
استئناف عمل اللجان المشتركة • جزء من اللجان انعقدت فقط .
• التنسيق الامني استئنف جزئيا. في اسرائيل اثنوا في البداية على السلطة لخطواتها الامنية وبعد ذلك إدعى مسؤولون اسرائيليون كبار بأن السلطة "لم تفعل شيئا" ضد الارهاب.
العلاقة بين الزعيمين • شارون وأبو مازن تحادثا هاتفيا عشية الفصح.
• رغم الوعود المتكررة، لم يلتقيا منذ قمة شرم الشيخ.
• شارون هاجم بحدة ابو مازن في الشهر الاخير واتهمه بالاهمال وتعزيز الارهاب.
• مسؤولون اسرائيليون كبار (موفاز، بيرس، ايتسيك، شالوم) التقوا مع مسؤولين فلسطينيين كبار.
------------------------------------------------------







المصدر السياسي
قسم الأفتتاحيات الأربعاء 18/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
هآرتس - افتتاحية - 18/5/2005
ضبط نفس في الطريق الى الافراج عن بولارد
بقلم: أُسرة التحرير

جونتان بولارد، يهودي مواطن أمريكي استخدم في استخبارات سلاح البحرية الامريكية وتجسس هناك مقابل المال بتكليف من محفل أمني اسرائيلي، فقد حريته قبل نحو عشرين سنة. وقد اعتقل عند مدخل السفارة الاسرائيلية في واشنطن، التي حاول الهرب اليها، حوكم، وادين ويقضي محكومية بالمؤبد. حكومة اسرائيل سعت الى الاثقال على الادارة الامريكية والاخفاء عنها حقائق تتعلق باستخدام بولارد والمعلومات التي زودها. وما أن اكتشفت هذه الجهود حتى خضعت اسرائيل للمطالب الامريكية، حلت "مكتب اتصالات المعلومات" في وزارة الدفاع وانتظرت بانعدام الوسيلة معاقبة بولارد بكل شدة القانون. لم يعرب بولارد عن أسفه لافعاله، بل بررها بدعوى أن الادارة خانت تعهدها في تزويد اسرائيل بالمعلومات الاستخبارية. والعقوبة الشديدة كانت ترمي الى تلقينه الدرس وخلق ردع - سواء تجاه الجواسيس المحتملين أم تجاه اسرائيل، خشية أن تتسلى بفكرة استخدام بولارديين آخرين.
في السنوات الاولى من حبس بولارد حافظت اسرائيل من الناحية الظاهرية على نفي سلسلة القيادة التي وصلت من رؤساء الوزراء ووزراء الدفاع عبر مسؤولي بولارد وحتى الجاسوس نفسه. وبضغط سياسي وجماهيري تغير الموقف هذا وتحول من بارد الى حار. وجُعل جونتان في نظرة الى الوراء يونتان، الاسرائيلي المزعوم الأسير بين الاغيار؛ ومنح مواطنة اسرائيلية؛ النواب، الوزراء ورجال الممثليات الاسرائيلية في منطقة حبسه يزورونه - أمس التقى مع السفير في واشنطن داني ايالون - ومرات عديدة يطالبون بتخفيف حكمه والافراج عنه. الرئيس بيل كلينتون استجاب بالفعل للمناشدات وأوشك على الاعلان عن العفو عن بولارد، كرد جزئي على تنازلات بنيامين نتنياهو واريئيل شارون لياسر عرفات في مؤتمر واي، ولكنه تراجع بتهديد قادة اسرة الاستخبارات الامريكية بالاستقالة وعرضه كمن يمس بالامن القومي.
المسؤولية عن معاناة بولارد تتحملها جهات مختلفة. أولا، بولارد نفسه الذي عرض العلاقات الحساسة لاسرائيل للخطر (والطائفة اليهودية في بلاده) مع جهاز الأمن والادارة في واشنطن، في المغامرات التي كانت فيها عناصر صهيونية وعناصر طمع. وبغروره رفض بولارد الاعراب عن الندم. ولو أنه تصرف خلاف ذلك في النصف الاول من الثمانينيات، لما كانت القضية قد ظهرت الى الوجود؛ وما أن ظهرت، لو أنه تصرف خلاف ذلك، لربما كان الان حرا.
المسؤولية الثانية عن معاناة بولارد هي لجهاز الامن والاستخبارات الامريكية التي تلقت اهانات عديدة في سنة اعتقاله، في العام 1985، في ضوء موجة الجواسيس في الجيش ووكالات الاستخبارات. وقد تاثروا في الجهاز من العداء الشخصي لوزير الدفاع في حينه، كاسبر فاينبرغر، لاسرائيل، وعارضوا العلاقة الخاصة والمفضلة لاسرائيلي.
هذان العاملان يوجدان خارج السيطرة الاسرائيلية، ولكن حكومة اسرائيل - المسؤولة الثالثة - يفترض أن تدرس أفعالها بحكمة أكبر: عدم استفزاز البنتاغون، في فضائح متتالية، وعدم عرض بولارد كبطل سيلقى الافراج عنه هنا هتافات فداء الاسرى. السبيل الى الافراج عن بولارد مرصوف بضبط النفس وبالتواضع، من جهته ومن جهة الدولة التي يرغب في الوصول اليها.
-----------------------------------------------------











المصدر السياسي
قسم التقارير والمقالات الأربعاء 18/5/2005
ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367
يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي -18/5/2005
فصل اقتصادي سيء
بقلم: سيفر بلوتسكر
خبير اقتصادي ومحلل استطلاعات

الربع الاول من السنة كان سيئا للاقتصاد الاسرائيلي. الاستثمارات الانتاجية تراجعت بنسبة حادة، التصدير الصناعي نكص على عقبيه، مستوى الحياة تردى، والنمو الاقتصادي تباطأ الى مستوى الزحف.
ليس من حقنا ان نحكم على سنة بأكملها وفقا للاحصائيات (الجزئية) لفترة الثلاثة اشهر الاولى، ولكن لا يتوجب ايضا تجاهل التطورات المقلقة. الاقتصاد الاسرائيلي لم يخرج بعد تماما من ركوده العميق، والانتعاش لم يصل حتى الآن الى كل شرائح المواطنين. في ظل هذه الظروف الهشة يعتبر التراجع للوراء لفصل واحد من السنة مثيرا للقلق الشديد ايضا.
ردا على النتائج المخيبة للآمال لبداية عام 2005 سيقترح وزير المالية نتنياهو بلسمه عما قريب: تقليص جديد في الضرائب. بعد ان تم تجميد أفكار متسرعة تفوح منها رائحة الهلع، يدور الحديث الآن عن رزمة من التغييرات الضريبية متعددة السنوات بصورة تدريجية ومتوازنة. الرزمة كلها التي تستوجب مصادقة رئيس الحكومة والحكومة والكنيست، وهذه ليست مسألة مطروحة في جيب نتنياهو بالكامل.
نتنياهو ليس مستعدا للجلوس مكتوف اليدين بينما يفقد الانتاج قدرته التحريكية، وهو محق في ذلك. نحن بحاجة الى وزير مالية نشط مع يد على النبض ومن خلال استخدام كافة الوسائل المالية في الميزانية لتشجيع النشاط الاقتصادي عندما يضعف. إلا ان تخفيض الضرائب ليس الرد الوحيد على كل المصائب. في وضع الاقتصاد الاسرائيلي اليوم من الأفضل للحكومة ان تستثمر مليارات الشواقل على البنى التحتية وتطوير الأرياف من ان تُضيعها على التقليصات الضريبية الجديدة.
محاكمة استعراضية في موسكو
ميخائيل خدوركوفسكي (41 سنة)، رجل الاعمال الروسي اليهودي الأصل، كان في السنة الماضية صاحب الأسهم الأساسي في شركة النفط والطاقة "يوكوس". رأسماله قُدر في ذلك الحين بـ 15 مليار دولار. الآن ينتظر اصدار الحكم عليه في قاعة مكتظة في مدينة موسكو وهو محبوس في قفص ومفتقد لكل أمل باجراء محاكمة عادلة بحقه في الحد الأدنى.
"يوكوس" أقيمت في التسعينيات على يد مجموعة من المستثمرين الروس - اليهود الذين اشتروا شركات الطاقة المنهارة من الدولة السوفييتية المفلسة وقاموا بجمعها معا وتجديد عتادها وصرفوا الاموال عليها ليحولوها تدريجيا الى الشركة الخاصة الأكثر نجاحا وربحا في روسيا. "يوكوس" أدارت أعمالها حسب قواعد الحسابات والشفافية المعتادة وأسهمها سجلت للمتاجرة في بورصات اوروبا والولايات المتحدة. خدوركوفسكي أكثر من التبرع للأهداف الاجتماعية والتربوية ولم يخفِ نواياه باستخدام ثرائه لترسيخ الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الصحافة في روسيا.
الطموح السياسي والحماس الديمقراطي والنجاح التجاري التي حققها خدوركوفسكي ورفاقه (اليهود) في نواة السيطرة في "يوكوس" أثارت حفيظة - وخوف - القوى الظلامية المحافظة في الكرملن، فقام هؤلاء بتوجيه ضربة قاتلة مدنية لـ "يوكوس" واصحابها. خدوركوفسكي اعتقل على يد "الشباك" الروسي في ثلوج سيبيريا ووضع في السجن لعام ونصف في عزل ومن دون قدرة على الاتصال مع محاميه كما يجب. رغم توجهات منظمات ريادية لحقوق الانسان (بما فيها "امنستي") أجرت له النيابة العامة الروسية محكمة استعراضية سياسية مخيفة تشبه "المحاكم الاقتصادية" سيئة السمعة والصيت في عهد النظام السوفييتي الدامس. في اطار ذلك طُرحت اتهامات مفبركة ومبتدعة وسخيفة جدا ضد خدوركوفسكي وشريكه في الاعمال لبييدف وضد ثلاثة من مالكي "يوكوس"، لدرجة أثارت الارتباك لدى النيابة العامة نفسها. عار وشنار.
في المقابل تمت مصادرة "يوكوس" من أصحابها الشرعيين بادعاءات فارغة مختلفة ونُقلت مجانا للحكومة الروسية. أسهم "يوكوس" فقدت 97 في المائة من قيمتها، وثقة المستثمرين في روسيا تزعزعت وظهرت هناك أجواء من الارهاب الحكومي المناهض للتجارة.
هذه المحاكمة المأساوية المسرحية لمالكي "يوكوس" تثير غضبا هائلا لدى أنصار الديمقراطية في الشرق والغرب. ولكن ليس في اسرائيل: عندنا لم نسمع حتى الآن صوتا واحدا يحتج ضد هذه المحاكمة. الحكايات حول "الطغمة اليهودية الروسية" التي تقوم كما يُزعم بتحويل عشرات مليارات الدولارات لـ "المافيا الروسية" في اسرائيل - الامر الذي لم يحدث بالمرة - طمست المشاعر وأعمت بصر الرأي العام الاسرائيلي الذي فقد القدرة على التمييز بين الخير والشر في روسيا وبين المحاكمة العادلة والمحاكمة المقبركة في موسكو.
------------------------------------------------------


هآرتس - مقال - 18/5/2005
مقياس السلام لشهر نيسان 2005
الاغلبية ضد تدمير بيوت المستوطنين في عملية فك الارتباط
بقلم: افرايم ياعر وتمار هيرمان

(المضمون: انخفاض طفيف ومتواصل يطرأ على تأييد الجمهور اليهودي لفك الارتباط، والاغلبية تؤيد تدخل "طرف ثالث" في القطاع على أن يكون الولايات المتحدة وتؤيد الإبقاء على منازل المستوطنين ضمن تسوية مع السلطة الفلسطينية - المصدر).

رغم ان هناك اغلبية واضحة في اوساط الجمهور اليهودي ما زالت تؤيد خطة فك الارتباط، إلا ان تراجعا معينا قد حدث في الاشهر الأخيرة على نسبة التأييد لها. أضف الى ذلك وإثر اقتراح تأجيل تطبيق الخطة حتى آب، هنالك قلة فقط تعتقد انها ستنفذ في موعدها الجديد - خصوصا اذا نجح معارضو الاخلاء في حشد الجماهير في اللحظة الحاسمة. من الصحيح القول ان أقلية صغيرة فقط تعتقد ان حشد الجماهير سيؤدي الى إفشال الخطة، ولكن هناك الكثيرون، وخصوصا بين المؤيدين للخطة، الذين يخشون من امكانية استخدام المعارضين للاخلاء للسلاح ضد الجنود في اللحظة الحاسمة.
الأجواء التشاؤمية حول خطة فك الارتباط تتغذى على ما يبدو ايضا من التقدير السائد بأنها اذا نُفذت في نهاية المطاف فان السلطة الفلسطينية لن تنجح في اقامة حكم سليم المعايير، وان حالة من الفوضى ستدب في قطاع غزة، إثر تدهور الصراعات العنيفة بين الفصائل المختلفة هناك. الاغلبية تقدر ايضا انه بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من غزة ستتكثف الهجمات على اسرائيل من القطاع مثل اطلاق صواريخ القسام. ومع ذلك، ورغم وربما بسبب التقديرات التشاؤمية حول الوضع الذي سيسود في القطاع إثر خروج جيش الدفاع، فان اغلبية الجمهور تعتقد ان من الأفضل التوصل الى تسوية مع السلطة الفلسطينية بصدد أملاك المستوطنين وليس هدمها كلها، الامر الذي يزيد من العداء الفلسطيني حسب اعتقادهم.
بالنسبة لامكانية إشراك "طرف ثالث" لمساعدة السلطة في السيطرة على الوضع بعد الانسحاب، يوجد استعداد لدى اغلبية الجمهور اليهودي لقبول تدخل الولايات المتحدة فقط ورفض لتدخل هيئات وأطراف اخرى.
هذه كانت خلاصة النتائج الأساسية التي توصل اليها مقياس السلام لشهر نيسان الذي نُظم في أيام الاثنين - الثلاثاء، 2-3 من شهر أيار.
نسبة التأييد والمعارضة لخطة فك الارتباط في اوساط الجمهور اليهودي تبلغ اليوم 56.1 في المائة و38 في المائة على التوالي (5.9 في المائة بلا رأي). في الشهر السابق كانت نسبة التأييد والمعارضة على التوالي 59.3 في المائة و36.2 في المائة. وفي شهر شباط كانت 62.4 في المائة و28.9 في المائة، أي انه في الاشهر الثلاثة الأخيرة قد برز اتجاه نحو الانخفاض الطفيف، ولكن المتواصل والبارز في دعم الجمهور للخطة. ومع ذلك فما زالت تتمتع بدعم اغلبية واضحة من الجمهور بما في ذلك من ناخبي الليكود.
على خلفية اقتراح تأجيل تنفيذ الخطة من شهر حزيران حتى آب، يتبين ان 35 في المائة فقط يعتقدون اليوم انها ستنفذ في الموعد المحدد. 36.7 في المائة يعتقدون انها ستؤجل مرة اخرى، و11.8 في المائة يعتقدون ان الخطة لن تنفذ بالمرة (16.9 في المائة لا يعرفون).
الإبهام بصدد موعد تنفيذ فك الارتباط يتعزز في ظل امكانية نجاح معارضيها في حشد الجماهير الى صفوفهم في اللحظة المواتية: 50.7 في المائة من الجمهور اليهودي يعتقدون ان مثل هذا الحشد سيؤدي الى تأجيل الخطة مقابل 35.9 في المائة يعتقدون ان الخطة ستنفذ في موعدها بالرغم من ذلك. مع ذلك هناك 6.7 في المائة فقط يعتقدون ان الحشد الواسع النطاق يمكنه ان يُفشل تنفيذ الخطة تماما.
بالنسبة لقضية اذا كان مثل هذا الحشد الكبير مسألة شرعية من قبل المعارضين لسياسة الحكومة في النظام الديمقراطي، قالت اغلبية الجمهور (65.5 في المائة) ان هذه مسألة شرعية.
ولكن عدا عن امكانية استخدام الوسائل المشروعة من قبل المستوطنين وأنصارهم، فان جزءا لا بأس به من الجمهور اليهودي - 40.2 في المائة - يخشون من ان هناك احتمالية متوسطة الى عالية لقيام المستوطنين باستخدام السلاح في لحظة الحقيقة ضد الجنود خلال الاخلاء (55.2 في المائة يعتقدون ان احتمالية ذلك متدنية). من المثير ان الخوف من استخدام السلاح من قبل المستوطنين مرتفع أكثر بين مؤيدي خطة فك الارتباط (48 في المائة) منه بين معارضيها (32 في المائة).
مصدر آخر للقلق حول خطة فك الارتباط يرتبط بتقييم الوضع الذي سيسود في القطاع بعد انسحاب اسرائيل. 63.7 في المائة من الجمهور يعتقدون انه اذا نفذت الخطة في نهاية المطاف فان السلطة الفلسطينية لن تنجح في ترسيخ حكمها وان حالة من الفوضى ستدب هناك إثر الصراعات العنيفة بين الفصائل المختلفة. 22.7 في المائة فقط يعتقدون ان السلطة الفلسطينية ستنجح في ترسيخ حكمها (13.6 في المائة لا يعرفون).
86 في المائة من المعارضين للخطة يعتقدون ان الفوضى ستدب في القطاع بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي، و6 في المائة يقولون ان السلطة ستنجح في ترسيخ حكمها، و8 في المائة يقولون انهم لا يعرفون. النسب الموازية عند مؤيدي الخطة كانت: 50 في المائة، 34 في المائة، 16 في المائة على التوالي. التقديرات التشاؤمية تسود ايضا بصدد أمن الحدود الاسرائيلية إثر اخلاء القطاع. 63 في المائة من مجموع الجمهور اليهودي يوافقون على ان هناك احتمالات عالية جدا أو عالية بدرجة كافية بأن الهجمات من هذه المنطقة ستتكثف (مقابل 29 في المائة يعتقدون انها متدنية أو متدنية جدا). من المثير التأكد انه في اوساط مؤيدي الخطة ايضا توجد اغلبية، وإن كانت صغيرة، للموافقين على هذا التقدير. كما كان متوقعا تعتقد الاغلبية بين معارضي الخطة ان احتمالية تكثيف الهجمات عالية جدا.
بالنسبة للموقف الذي يتوجب على اسرائيل تبنيه بصدد منازل المستوطنين وعقاراتهم، يتبين ان هناك اغلبية - صغيرة ولكنها بارزة، 51 في المائة مقابل 40 في المائة - تعتقد ان من الأفضل لاسرائيل ان تتوصل الى تسوية مع السلطة الفلسطينية انطلاقا من مصلحتها على ان تهدم كل شيء.
تحليل هذه النتائج يشير الى ان المواقف بصدد العقارات يرتبط بصورة قوية مع مواقف الاشخاص بصدد خطة فك الارتباط: بين المؤيدين للخطة هناك 64 في المائة يطالبون بالتوصل الى تسوية مع السلطة بصددها، و29 في المائة يطالبون بتدميرها، و7 في المائة بلا رأي. أما في صفوف معارضي الخطة: فقد كانت النسب 60 في المائة مع التدمير، و32 في المائة مع التسوية، و8 في المائة لا يعرفون. المطالبون بالتوصل الى تسوية بصدد أملاك المستوطنين يقدرون ان هذه السياسة ستساعد في ترسيخ حكم السلطة وتقلص خطر تحول القطاع الى قاعدة للهجمات على اسرائيل.
على خلفية التقديرات التشاؤمية بصدد الوضع الذي سيسود في القطاع بعد انسحاب اسرائيل، قمنا بتلمس مواقف الجمهور اليهودي من امكانية تدخل "طرف ثالث" لمساعدة السلطة في منع الفوضى والعمليات ضد اسرائيل. النتائج تشير ان الولايات المتحدة هي الأكثر قبولا بالنسبة للجمهور من باقي الأطراف المقترحة - الولايات المتحدة، روسيا، الرباعية الدولية، الاتحاد الاوروبي، مصر والامم المتحدة - 68 في المائة مع تدخل الولايات المتحدة، و29 في المائة ضد، و3 في المائة بلا موقف. بالنسبة لباقي الأطراف فقد كانت نسبة الرفض أعلى من نسبة القبول حسب الترتيب التالي: روسيا 70 في المائة رفض و24 في المائة قبول. مصر 62.5 في المائة و32.5 في المائة. الاتحاد الاوروبي 59 في المائة و35 في المائة. الرباعية الدولية 55 في المائة و38 في المائة. الامم المتحدة 51 في المائة و44 في المائة. بكلمات اخرى، يوجد لدى الجمهور اليهودي استعداد للوثوق فقط بالتدخل الامريكي. وهناك عدم ثقة بكل الدول والهيئات الاخرى المشمولة في القائمة. نفس النمط من المواقف في قضايا اخرى طُرحت بصددها امكانية تدخل "طرف ثالث" في تسوية الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، ظهر ايضا في عمليات الاستطلاع السابقة التي أجريناها في اطار مقياس السلام.
مقياس اوسلو لعموم السكان كان 40.3 نقطة (في العينة اليهودية: 36.8 نقطة). مقياس المفاوضات لعموم السكان كان 58 نقطة (في العينة اليهودية: 54.9 نقطة).
------------------------------------------------------


هآرتس - مقال - 18/5/2005
محادثة مع مستهلك راضٍ
بقلم: زئيف شيف
خبير أمني واستراتيجي

(المضمون: قائد فرقة يهودا والسامرة العميد غادي أيزنكوت يقول ان الاستخبارات الرائعة كانت عاملا أساسيا في دحر الارهاب الفلسطيني في المواجهة الأخيرة - المصدر).

"في المجابهة الحالية ضد الارهاب الفلسطيني كانت للجيش الاسرائيلي استخبارات رائعة كما لم يكن لدى أي جيش آخر في مواجهة الارهاب. لم أجد جيشا آخر كانت لديه هذه النوعية من الاستخبارات في حرب من هذا الطراز". هذا ما قاله أحد المستهلكين المركزيين للاستخبارات في هذه الحرب، العميد غادي أيزنكوت، الذي قاد فرقة يهودا والسامرة في الأعوام الأخيرة وأدار اغلبية العمليات ضد التنظيمات الارهابية في الضفة. مستهلكو هذه الخدمات الاستخبارية ذوي مواقف انتقادية شديدة في العادة ويميلون الى الادعاء بأنهم لم يكونوا يمتلكون قدرا كافيا من المعلومات، أو ان هذه المعلومات تأتيهم متأخرة نسبيا بعد ان يكون العدو قد غير موقعه.
اذا كان أيزنكوت الذي كان في السابق سكرتيرا عسكريا لرؤساء الوزراء براك وشارون، سيُعين رئيسا قادما لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، فسيكون عليه ان يحافظ على نفس المستوى المرتفع لإمداد القوات الميدانية بالمعلومات الاستخبارية، بل وزيادة جودتها. من المعتاد التفكير بصورة خاطئة ان اغلبية المعلومات الاستخبارية تأتي من "الشباك"، ولكن قدرا كبيرا منها يأتي من الاستخبارات العسكرية من خلال المراقبة والتنصت، ومن خلال كتائب جمع المعلومات في الميدان.
أيزنكوت هو واحد ممن يدعون ان التكنولوجيا المتطورة، بما فيها سلاح الجو، لا تكفي للتغلب على الارهاب. على العدو ان يعرف ان أمامه مقاتلين ماهرين يستخدمون المسدسات ايضا من مسافة قصيرة، هذا هو الامر الذي يدفع الارهابيين الى الفرار والبحث عن ملاذ ومأمن لأنفسهم.
في المرحلة التالية من القتال، بعد الحصول على المعلومات الاستخبارية وجمعها، تأتي عملية السيطرة على المنطقة والسكان. هذه السيطرة هي التي تضمن النجاح. أيزنكوت سُئل اذا كان هذا النجاح - بصدد المناطق - قد كان "كبيرا بدرجة مفرطة"، وأدت الضربات العسكرية القوية جدا الى انهيار الاجهزة الأمنية التابعة للسلطة بحيث لم يتبق من يتحمل المسؤولية بعد موت عرفات؟ أيزنكوت يلفت الانتباه للحقيقة المفاجئة وهي ان الضربة القوية - وفي الوقت الذي يمر فيه الجهاز الأمني الفلسطيني بحالة من الانهيار - لم تؤد الى شل باقي الاجهزة المدنية مثل الصحة والتربية والبلديات حيث واصلت أداء دورها بصورة مثيرة للاعجاب.
وماذا سيحدث بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي وتقلص سيطرته هناك؟ في ظل هذا الوضع لا يوجد مناص من تسليم السيطرة للفلسطينيين الذين سيستعينون بطرف ثالث مثل الخبراء الاستخباريين الامريكيين والبريطانيين. واذا لم ينجح الفلسطينيون في ايقاف الارهاب؟ أيزنكوت يعتقد ان الكثير من الفلسطينيين يعتقدون اليوم ان الارهاب ليس ناجعا لهم. وهذا على ما يبدو أحد اسباب تقلص نشاط حزب الله في المناطق. على اسرائيل ان تعزز قدر المستطاع من الكوابح الاقتصادية للارهاب - بما في ذلك من خلال تصاريح العمل في اسرائيل.
القرار اليوم هو عدم المس بالفصائل التي تؤيد وقف اطلاق النار، وهذا يشمل حتى حماس - باستثناء أوضاع شاذة. من الناحية الاخرى يواصل الجيش الاسرائيلي تحركاته ضد الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية اللتان تعارضان وقف اطلاق النار. الاتجاه هو ايضا عدم التحرك والنشاط من خلال المنطقة التي سُلمت للسلطة الفلسطينية إلا اذا تعلق الأمر "بقنبلة متكتكة" ولم يحترم الطرف الآخر تعهداته.
العامل الأصعب الذي يتوقعه أيزنكوت في حالة اندلاع العنف، هو اطلاق القسام والراجمات من الضفة على المدن الاسرائيلية المجاورة. الافتراض هو ان اسرائيل لن تكون مستعدة في هذه الحالة ان تبدي أية قدرة على الامتصاص والتحمل. حسب رأيه لن يكون هناك مناص من العودة الى المنطقة التي يتم اطلاق الصواريخ منها.
فهل ستندلع جولة اخرى من العنف بعد فك الارتباط؟ ربما. لا يوجد رأي موحد حول هذه القضية داخل الجيش، ومن الواضح للكثيرين ان ذلك يعتمد على اسرائيل ايضا بدرجة غير قليلة. على الجيش الاسرائيلي ان يكون مستعدا لكل التطورات. طالما لم يحدث مثل هذا العنف، يتوجب على الجيش ان يوصي بخطوات تعزز دافعية كبح العنف في الجانب الفلسطيني. واذا تجدد العنف فعلى الجيش ان يبذل كل ما في وسعه بصورة ملموسة وبأقل ثمن من الجانب الاسرائيلي.
------------------------------------------------------







يديعوت - مقال - 18/5/2005

الموجة البرتقالية

بقلم: امونا الون
كاتبة يمينية، مستوطنة

(المضمون: مصيبة فك الارتباط، رغم انه لم يتبقَ سوى تسعين يوما للموعد المقرر للحدث المدمر، ليست كارثة طبيعية ولا تزال هناك آمال كثيرة في أن تُمنع - المصدر).

هناك من يحاول خلق الانطباع وكأن كل شيء منتهي ولا رجعة عنه. وكأنه لا يوجد أي ريب في أن خطة فك الارتباط توشك على التحقق وان المسألة هي فقط كيف سيتصرف معارضوها. وكأن اقتلاع مستوطنات شاطىء غزة وشمالي السامرة بات حقيقة ناجزة ولم يتبقَ سوى اتخاذ القرار الى اين سينقل السكان.
"لا يوجد ما يمكن عمله"، يقررون، "القرار اتخذ في الحكومة وفي الكنيست". وكأننا نسينا أن الحكومة والكنيست اتخذتا هذا القرار فقط بفضل جملة الاقالات والاحابيل من مصنع رئيس الوزراء. وكأنه من خلال مجرد "اتخاذ القرارات" نالت خطة فك الارتباط قوة الكارثة الطبيعية، كاعصار تورنيدو او تسونامي المقتربين واللذين لا يمكن ردهما. وكأن المهمة الوطنية الاولى في مستواها الان هي الاستعداد بحرص "لليوم التالي" لهذه الكارثة الطبيعية.
كلما تعاظم موجة الاحتجاج الجماهيرية ضد فك الارتباط، الموجة التي وصلت أول امس الى ذروة جديدة مع اغلاق أربعين مفترق حركة سير في كل أرجاء البلاد، تتعاظم بالطبع ايضا جهود الحكومة ومؤيديها لعرض كل هذا كصراع خاسر ضد حقيقة ناجزة. ولكن المصيبة، رغم انه لم يتبقَ سوى تسعين يوما للموعد المقرر للحدث المدمر، ليست كارثة طبيعية ولا تزال هناك آمال كثيرة في أن تُمنع.
وهي كفيلة بأن تمنع لان الشرطة التي لا تتمكن من اخلاء مفترق جيها، من المشكوك فيه أن تتمكن من اخلاء غوش قطيف. فاغلاق تلك المفترقات الاربعين بعد تسعين يوما سيمنع الشرطة من الوصول الى غوش قطيف على الاطلاق ناهيك عن الوصول الى هناك مع شاحنات وناقلات واقفاص للقبض على بني البشر.
وهي كفيلة بأن تمنع لانه في اللحظة المصيرية، من شبه المؤكد أن معظم جنود الجيش الاسرائيلي لن يكونوا قادرين على ان يجروا وان يقتلعوا عائلات يهودية آمنة من منازلها.
وهي كفيلة بأن تمنع في ظل حدث سياسي غير متوقع، يغير الظروف لدرجة الغاء خطة الانسحاب من طرف واحد أو تأجيله الى موعد غير مسمى.
ولكن اكثر من كل ذلك، فان مصيبة فك الارتباط كفيلة بأن تُمنع بفضل موجة الاحتجاج الجماهيري ضدها. فحتى لو أن "القرار اتخذ في الحكومة وفي الكنيست" فانه يمكن الغاؤه في أعقاب احتجاج جماهيري واسع، وقد سبق لمثل هذا الأمر أن حصل. شارون سيستخدم افضل احابيله كي يحاول تقزيم الاحتجاج، ومؤيدوه، ولا سيما مؤيدوه الجدد، ولا سيما كارهو المستوطنين المهنيون من بينهم - سيحاولون الادعاء بأن المحتجين ليسوا سوى أقلية صغيرة تعمل بدوافع "مسيحانية"، "غريبة الاطوار" وما شابه. ولكن اذا ما استمرت هذه الموجة البرتقالية في التصاعد والتسلل، فأحد لن يتمكن من تجاهلها: لا النواب، ولا وزراء الليكود، ولا الوزراء الاخرين وفي نهاية المطاف ولا اريئيل شارون نفسه.
كل مظاهرة تضعضع شرعية شارون بعض الشيء. كل علم صغير برتقالي على الشرفة او على سيارة مسافرة يزيد الاحساس بأن هكذا لا تتخذ القرارات وان مؤيدي هذه الخطة يصعب عليهم التجاهل لثمنه الباهظ. شارون وفك ارتباطه قد يبدوان لا يزالان مستقرين وقويين، الا ان الموجة البرتقالية أقوى منهما.
------------------------------------------------------













معاريف - مقال - 18/5/2005

القاضي الذي ليس من النخبة

بقلم: يونتان روزنبلوم

(المضمون: استبعد القاضي جبران نفسه من البحث في قضية تمس بشقيقه وقد فعل ذلك لانه عربي اسرائيلي لم يستوعب بعد تقاليد النخبة التي تقرر بأن ما هو جيد ليها جيد للجميع - المصدر).

إحساس "بعدي الطوفان" الذي خرج امس ضده امنون دنكنر ودان مرغليت ("تجاوزتم كل حدود") ، ليس قائما في مجال السياسة وحدها. في المحكمة العليا أيضا يوجد من يتجاوز كل حدود. ويوجد من لا يتجاوزها. في الاسبوع الماضي، قبل المداولات في الالتماسات التي طلبت فيها جمعية حقوق المواطن الزام حكومة اسرائيل بطاعة قرار المحكمة الدولية في موضوع جدار الفصل، رفض القاضي سليم جبران المشاركة في المداولات. والسبب هو ان أحد الالتماسات يتناول مقطع في الجدار مجاور لقرية توجد في الضفة الغربية يسكن فيها اخوه. والقرار سيؤثر على قريبي، كما شرح القاضي قراره.
مثل هذا الرفض مفهوم من تلقاء نفسه في معظم هيئات القضاء المتطورة، ولكن ليس في اسرائيل. القاضي ثيودور اور مثلا، يُذكر لرفضه استبعاد نفسه من المداولات التي كان يشارك فيها المحامي لأحد الطرفين هو صديق قريب منه. والرمز الاخلاقي للقضاة، والذي وضعه الرئيس السابق للمحكمة العليا مئير شمغار يلزم مثل هذا الاستبعاد في حالات مشابهة، الا ان اور قرر بأن الرمز الاخلاقي هو مجرد توصية فقط بالنسبة له.
جدير بالاشارة الى ان المحكمة العليا سيئة الصيت في أنها تفرض قيودا قانونية متشددة على فروع الحكم الاخرى دون أن اساس قانوني، أيدت موقف اور. ويتبين أن الامور تصل الى المحكمة نفسها حيث أن الانظمة الاكثر وضوحا هناك لا تطبق.
رفض اور استبعاد نفسه كان مجرد اشارة الى الطريقة التي يتصرف بموجبها القضاة تجاه المحكمة وكأنها ملكهم الخاص وليذهب حتى التظاهر بغير ذلك الى الجحيم. عادة مستديمة هي اختيار كل لنجل زميله في وظائف قضائية منشودة. فتعيين ايليشيفع براك لرئاسة محكمة العمل القطرية، حثته لجنة انتخاب القضاة رغم معارضة رئيس محكمة العمل. ورغم أن المسؤول قلق في الغالب على حقوق رؤساء المحاكم في منع تعيين قضاة غير مرغوب فيهم، الا أنه امتنع هذه المرة من عمل ذلك.
مراسل "معاريف" يوآف اسحق كشف النقاب مؤخرا عن أن دانييلا بينش، ابنة الرئيسة التالية للمحكمة القاضية دوريت بينش، عينت في منصب في النيابة العامة للدولة، خلافا لانظمة ديوان شؤون الموظفين. وقد حثت التعيين عدنا اربيل، النائبة العامة السابقة للدولة. وقد ضمن تعيين اربيل في المحكمة على يد صديقتها الطيبة دوريت بينش. يد تغسل يد. وفي موقعها الجديد سيكون على دانييلا بينش ان تظهر باستمرار أمام المحكمة العليا التي أمها هي فيها احدى قضاتها وقادتها. شيء ما هنا مخلول؟
لماذا شذ جبران عن المعايير؟ اخمن لانه اسرائيلي عربي، وحسب التعريف ليس عضوا في النخبة السائدة. وهو لم يستوعب بعد سلوك اعضاء النخبة المقتنعين بان ما هو جيد لهم - جيد للجميع.
------------------------------------------------------





















معاريف - مقال - 18/5/2005

هذا يتعلق بكم فقط

بقلم: أمنون دنكنر ودان مرغليت

(المضمون: فساد كبير في اسرائي
05-18-2005, 01:54 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ماذا بقي لعرب الاعتدال بعد الانتخابات الاسرائيلية رحمة العاملي 31 7,287 02-15-2009, 08:11 PM
آخر رد: Al gadeer
  لماذا الاهتمام المبالغ فيه بالانتخابات الاسرائيلية hamde 2 885 02-11-2009, 09:29 AM
آخر رد: أبو خليل
  العقلية الطائفية لدى الصحافة والنخبة الحاكمة في إيران thunder75 26 4,873 01-07-2009, 12:16 AM
آخر رد: rami111yousef
  من النكسة العربية الى الخيبة الاسرائيلية رحمة العاملي 8 1,528 02-07-2008, 02:59 PM
آخر رد: رحمة العاملي
  الصحافة السعودية الفاشلة سيناتور 12 2,582 07-09-2007, 12:27 AM
آخر رد: وضاح رؤى

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS