باسم زيوس وأفروديت وهرمس ثلاثة في أوليمب واحد آمين.
مساء الفلّ :)
الزّميلان استشهادي المستقبل وأبانوب، تحيّاتي لكما. وأرجو أن يكون زميلنا الحبوب أبانوب قد هدأ الآن، حتى أستطيع وضع هذه المشاركة. ( سوف أضعها على أيّة حال لأنّ الموضوع مثير للكتابة ومتعتها).
نعم يا زميلي استشهادي المستقبل ، هذه هي الحقيقة على ما أعتقد، ولو سمحت لنفسي أن أستعمل مصطلحات " داويّة " ، فسوف أقول بأنّ الإسلام دين يعلو فيه اليانج كثيراً عن الين، بينا المسيحيّة فهي العكس ، يعلو فيها الين على اليانج، ولهذا لا يستطيع من كان اليانج لديه مرتفع ، أن يحتمل المسيح طويلاً ( لأنّ اليانج هو الذّكورة والاندفاع وشخصيّة المحارب) ، فتراه إمّا يجنح إلى اليهوديّة أو الإسلام، أو يختار لنفسه أيّة فلسفة قاسية تناسبه، ومن غلبت عليه الأنوثة وطبع التقبّل والخضوع، سواءً من الرّجال أو النّساء، تجده لا يطيق الإسلام، ولا يحتمل اعتناقه، وذلك طبع أولئك الّذين يبحثون عمّن يملأ هذا الفراغ الاستقبالي لديهم والذي يلح بشكل متطرف، وذلك بسبب تشبّعه بالذكورة اليانجيّة المفرطة في الإسلام، ولهذا لا أستغرب عندما يباهي المسيحيّون بشهادة إمام الجماعة الإسلاميّة سابقا، وأشياء من تلك القبيل. لأنّ أولئك المتطرّفين كانوا غارقين في اليانج ممّا أدّى إلى حدوث اختلال في التوازن النّفسي وولّد عطشاً نحو أنوثة الين واستسلامه، ولديكم في الإسلام ما يؤيّد هذا القول ( يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرميّة ) راجع الحديث كاملاً لتفهم المعنى ككل، والّذي يؤكّد أن محمّدا كان ذكيّا بما يكفي ليفهم هذا الأمر. وأمّا الّذي يحتاج اليانج ، تراه يتّجه إلى الإسلام أو اليهوديّة ، رافضاً ما يسمّى ( ملء النّعمة الإنجيلي).
غير أنّه لا بد من الإشارة أنّ الإسلام كان رحباً بما يكفي ليتقبّل تحت جناحيه من كان يمتلك نسبة أعلى من الين الأنثوي(ولكن هذه الرحابة لها حدود أيضا) ، وغالبا ما يجد هذا الشخص طريقة لقراءة النّصوص وتكييفها مع نفسيّته، بحيث تجده لا يوافق على مفاهيم كالحرب والقتال والحدود إلخ، ومع ذلك يبقى مسلماً ، وعلى الرّغم من النّصوص الصّريحة في القرآن والأحاديث التي تأمر بالجهاد والحدود إلخ، يستطيع ذلك الشّخص أن يكيّف فلسفته الخاصّة الّتي توائم نفسه، وهذا يستدعي منه إضافة إلى كونه من ذوي الين المرتفع ، أن يكون : 1-شخصاً ذكيّا 2- مطّلعا اطّلاعاً واسعا جدّا 3- لديه انفتاح عقليّ فوق ما يعهده المسلمون من العامّة وكثير من الخاصّة أيضاً. وغالباً ما يتعرّض هؤلاء الأشخاص للهجوم والمعاداة من قبل (أصحاب اليانج الإسلاميّ المرتفع) ، ولكنّ الجميل في الأمر هو أنّ مجتمعاتهم في النّهاية تستوعبهم بعد فترة من الكفاح معها ، يستطيعون بعدها أن يحصلوا من الجميع على اعتراف بوجودهم وحقوقهم في التفكير كما يريدون وفي الحصول على أتباع أيضا ، وهكذا يستطيعون العيش بسلام وسط أهلهم وأطانهم غالباً ولكن ليس دائماً. ( محمّد سيّد العشماوي ، وشحرور كنماذج).
أمّا الشّيء الفظيع ، فهو ما تجده لدى الأقباط : فهم باختصار يعانون من (الغرق في أنثويّة الينّ المسيحي إلى حد النّفور منها ) ، ولا يستطيعون في ذات الوقت أن يعترفوا بذلك صراحة، ولهذا يحاولون مقاومة هذا الفكرة المقيتة (فكرة جاذبيّة اليانج لهم لتحقيق التّوازن المفقود) ، فيقاومون ذلك عن طريق تمثّلهم كلّ ما يعنيه اليانج لهم من شيطنة وأبلسة ودعوة إلى الجحود ومعاداة المسيح والإنقلاب عليه وعلى وداعته ، ويقومون بإسقاط كلّ هذه التمثّلات على أقرب دين لهم يمكنه أن يمثّل معاني اليانج ، ألا وهو الإسلام طبعا، وهو أنسب دين يمكنهم أن يمارسوا كراهيتهم لأنفسهم عليه.
زميلنا أبانوب هنا، يهدّدني بالملاك المهلك، ودعني أكمل لك وصف هذا الملاك : إنّه ذلك الّذي هو أقرب إليّ من حبل الوريد، ولديه استعداد ليشقّني إلى نصفين حتّى يهدّيء من روع إبنه الحبيب أبانوب ، وحتّى يسكن هو في ملكوته، وتعود السّماء إلى صفائها ، ويستقر نظام الكون الّذي كنت أهدّده أنا بالفوضى chaos ، الشّبيهة بحالة الخلق الأولى ، تلك الحالة الّتي لم تكن فيها المعالم واضحةً تماماً ، ولم يفصل الله بعد بين جلد السّماء وتراب الأرض، وكانت كلّ القيم متداخلة.
وحيث يطلب الزّميل أبانوب من الله أن يفعل بي ذاك، ويضع حدّا لحالة الفوضى الكونيّة التي أثرتها هنا، فهو فعلاً يتمتّع بنظرة ثاقبة، حتّى وإن لم يعلم ذلك. ذلك أنّني حقاً أومن بالفوضى الكونيّة ، وأعتقد بتداخل الأشياء كمكمّلات ضروريّة لبعضها البعض، وأتصرّف وأكتب على هذا الأساس.
ولكن ما فات الزّميل أبانوب ، هو أنّ ملاكه المهلك ليس إلاّ رمزاً لذلك ( اليانج اليهوديّ العنيف "الماقبل إسلامي" ) ، والّذي - ياللمفارقة - يقصم ظهر يسوع ومعه كلّ الادّعاءات بالمحبّة
(اللامتناهية) إلى نصفين ، فإنّ أوّل من قسمه الملاك المهلك إلى نصفين يا عزيزي كان يسوعَ نفسه، ومحبّته
(اللامحدودة) ، فتلك المحبّة حُدّت بالملاك المهلك وبجحيمه ، ولو حاولت تلك المحبّة الدّخول إلى حدود ذلك الإله المنتقم الدّمويّ ، فسوف تنسف نسفاً وتصبح أثراً بعد عين، وذلك الإله اليانجيّ هو ما وصفه الكتاب خير وصف حين شبّهه (بمارد معيّط من الخمر) ، متعطّش للدماء ، كأروع ما يكون وصف تلك الحالة ، هذا الإله اليانجيّ المتطرّف في يانجيّته ، يسحق أول ما يسحق يسوع والعذراء فلا يجرؤان على الاقتراب منه.
وهذه هي المفارقة التي يستعملها الأقباط ، ومنهم من نرى بيننا ، ونقرأ كتاباتهم الّتي تقطر كراهية ودماراً وعواطف سلبيّة ، فهم لا يستطيعون ان يحتملوا ذلك الين اليسوعي المتأنّث أكثر من هذا بعد، ذلك لأنّهم أُشبعوا به حتّى الثّمالة ، وحدث لهم اختلال في التّوازن الصّحيّ والنّفسي والجسدي ، ما أدّى بهم إلى الفرار من أنثوية العذراء ومريم بيت عنيا ، إلى أحضان ذلك المارد المعيّط من الخمر والمليء بالغضب ، والّذي هو في حقيقته ليس إلاّ
(ضد المسيح) ، وهذا ما قاله الغنوسيّون بأنه إله الشّر "يهوه" ، الذّي يكافح إله الخير ( يسوع ) : راجع التّالي
اقتباس:Deity: The Supreme Father God or Supreme God of Truth is remote from human affairs; he is unknowable and undetectable by human senses. She/he created a series of supernatural but finite beings called Aeons. One of these was Sophia, a virgin, who in turn gave birth to an defective, inferior Creator-God, also known as the Demiurge. (Demiurge means "public craftsman" in Greek.) This lower God is sometimes called Yaldabaoth or Ialdabaoth Jaldabaoth -- from Aramaic words meaning "begetter of the Heavens." This is Jehovah, the God of the Hebrew Scriptures (Old Testament). He is portrayed as the creator of the earth and its life forms. He is viewed by Gnostics as fundamentally evil, jealous, rigid, lacking in compassion, and prone to genocide. The Demiurge "thinks that he is supreme. His pride and incompetence have resulted in the sorry state of the world as we know it, and in the blind and ignorant condition of most of mankind."
http://www.religioustolerance.org/gnostic2.htm
هذه المفارقة هي أسّ المصائب والعقد والكبت الجنسيّ ، والاندفاع الصّاروخيّ البشع من نقيض إلى نقيض آخر ، نجد اليوم بيننا في مصر كهنة من أمثال ( مكاري يونان ) من يتلذّذ بلطم النّاس على وجوههم بالصّليب ، بحجّة إخراج الشّياطين منهم ، وعادة ما يكون ضحاياه من الفتيات اللواتي لا يدرين بأنّ هذا الّذي يلطمهنّ به (مكاري يونان) على وجوههنّ ، إنّما يمثّل في الحقيقة ، عضوه الذّكري، الّذي حرمه منه يسوع ومرقس منذ مئات السّنين ، بدعوتهما له لممارسة المحبّة الكاملة والذّل المطلق ، والخضوع التّام ، فأصبح يمارس ذكوريّته المسلوبة ، بهذه الطّريقة مع النّاس، ( وهو طبعاً يفضّل المحجّبات ، ليخرج منهنّ الشّياطين في الكنيسة ، ذلك أنّهنّ يمثّلن رمز الدّين الّذي أمره يسوع بعدم مقاومته "دين الإسلام" لأنّه يمثّل الشّر والشّرير.
هذه مأساة المانويّة في كلّ زمانٍ ومكان ، وتحت أيّ عقيدة تشكّلت ، وفي أي فلسفة تجسّدت تلك المانويّة البغيضة ، التي هي ضدّ الإنسان، فإنّ نتائجها حتماً كارثيّة ، كما نرى بأمّهات أعيننا من تصرّفات الأقباط في كلّ وقت.
أسعدتماني بالحوار معكما
أراكم بعد حين (f)