من كل أم مشتاقة لحضن طفلها المغترب

*********************************


أنا وطنٌ تحتضر به الدمعة
تتعذب فيه الغصة
ولا ينصفني من هجمات
اليأس والألم
جواز وطن...
أنا حضنٌ وأمٌّ هي الوطن
يرقص بأعماقي الحنين
يتكاثر فيّ الأمل
لكن أيدي البعد الجبري
تكبل واقعي بالمحن...
تجتث أعصاب فرحي
تذبح خطوات الرقصة
ولا تترك لذاكرتي
أي فرصة
لتخزن لون العطر
أو بقايا لنكهة ضمة
أو فتاتاً لملامح بسمة
خلقت بعد رحيلها
عاصفة حقدٍ وسيل نقمة
لتحرق بها عقل وطنٍ
صلب قدسية الأمومة
وشحن بالصدر المتعب
قوافل حزنٍ
وأسراب شجن...

أنا حضنٌ وأمٌّ هي الوطن
أحمل نفسي المصابة
بداء فقدان الصبرِ...
أنتظر منذ هطول الصبح
حتى بزوغ الليل
وجهاً يغرس وجع منفاه
وتضاريس حنينه في عيني
وينقذني من زلازل جرحي
يسحب عقلي المأسور
من تحت ركام الزمنِ
ويبلسم بخطوط يديه
آخر أوراق عمري...
أنا أمٌّ يبس مركب بقائي
وتجمدت من تحت أقدامي
أمواج البحرِ...
ولا نار تتاجج في صدري
لا شمس في سمائي
تذيب حقد الجليد
لا فأس في يدي
تضرب من حديد
تزيل من درب وصولي
الى جزيرة حضنه
غباء عقول كالصخرِ...

يا طفلاً كسر جدار الثلاثين
أنا أمٌّ غامر بعاطفتها وطنٌ
تحكمه قوانين غابة...
تغرز بصدري زجاج الهمِّ
تبعث بفمي النحيب
تربط بباطن صوتي
أكبال اللهيب
تمتص غليان دمي
ولا تترك لعبادة وصلك
إلا أسلاك جهاز أعصره
لأسمع رنين صوتك
وبعض أوراق للكتابة...
يا طفلاً قربه التقويم
من سقف الأربعين
لا تكترث إن كان لحزني
ألوف المحطات
أنا أدمنت على شكل
حقائب الوجع
كما تدمن نقاط الحبر
على شكل الكلمات
أنا أمٌّ سيختصر طيبي
ليمتزج بأنفاسك
غيم المسافات
وستظل فوانيسي مشتعلة
تنتظر قدوم رجل غربةٍ
تفيض حواسه بكاءًً
ودموعاً كسحابة...
أنا أمٌّ ستبقى منتظرة
أن يقذف قلبك
على جسدي المتجمد
جرعات دفءٍ تحررني
من قبضة حرماني
وأمطار شوقٍ تنتشلني
من شيخوخة وجعي
ومن غياهب الكآبة.....






محمد القداح

:rose:

لا يسعني إلا هذا
(f)

محبتي يا ابن العم.
طارق

أنت حقاً بغاية الروعة وتزداد قصائدك تألقاً يوماً بعد يوم
أتمنى لك التوفيق من كل قلبي :h:
مع تحياتي لمواهبك (f)

انت التي بغاية الروعة وقصائدي تزداد تألقا
بفضل النقد والاهتمام والتواصل معكم

وأتمنى لك التوفيق ياbareya


(f)

*****************************

وأنا لا يسعني الا أن أشكرك
يا ابن العم

اجمل (f) لابن سوريا


:bye:

لعلّ هذه القصيدة أجمل ما قرأت لك حيث:
تبدو فيها ملامح جليّة للقصيدة الحديثة.
فالصورة الشعرية تبدو أكثر عمقا وأجمل تعبيراً من سابقاتها.
والموسيقى الداخلية في القصيدة تتغلغل بين عضميات الأذن بكل حساسية ورقة.
جميل هذا المقطع:(f)
تجتث أعصاب فرحي
تذبح خطوات الرقصة
ولا تترك لذاكرتي
أي فرصة
لتخزن لون العطر
ينقلك على أكفٍّ من غمام لعالم الشعر.
أحييك يا محمد وأراك عن بعد تكبر فيما تكتب.
تحياتي الحارة
محمد الدرة(f)

الزميل محمد الدرة أشكرك على كلامك الجميل وأعتذر منك على هذا التأخير في الرد.


محبتي ومودتي


:wr:

يا الله علي كلماتك يا قدَّاح

دُمت سيدي الفاضل و دام قلمك المرهف (f)

شكراً لك يا زميلي العزيز ابن المل .


محبتي ومودتي



:wr:

ان قصائدك تنهل كالملح على جروحي,لكن لا بأس اذا كان الملح يطهّر الجروح,ويكويها.
لا أدري لماذا عندما خزنت قصيدتك هذه في جهازي_كما افعل بكل قصائدك_وضعت عنوان لها غير العنوان اللذي اخترته انت,اسميتها ,غربة أم,فهل تأذن لي بذلك.وشكرا لك.

زميلي العزيز المهدي المنتظر سامحني على ملح قصيدتي الذي كوى جرحك ولو أنني كنت أتمنى أن يكون مطر قصائدي قطرات سكر .
شكراً لك على اهتمامك فكم جميل أن تجد أشخاص يهتمون بك وبشعرك في زمن تسوده الأنانية والأذواق التي ترفض طعم الشعر .
بالنسبة لأنك غيرت عنوان القصيدة فهذا أمر غير مرفوض بالنسبة لي لأنك فهمت القصيدة من وجعك الشخصي بما يتناسب مع الحدث الذي تعيشه وتتأثر به كما نحن جميعاً بالإجمال نفلسف الأمور لصالح قضية تهمنا.
أنا كتبت قصة ام وجواز سفرها المرفوض في هذا الوطن
وأنت فهمت الفكرة كما أردتها وسيأتي غيرنا ربما يفهمها على أنها فلسطين الأم ... الوطن الذي يناجي كل أبناءه المغتربين .
هذا هو جمال الشعر الحديث أنك تستطيع فهمه بأكثر من طريقة ليزداد جماله وألقه .



محبتي ومودتي



:wr: