إذا يا عزيزي الأمر لا علاقة له بالعقل .. إنما هو (( نزعة )) شخصية لدى الديني أو اللاديني قد تنطلق من الرضا أو عدم الرضا .. لا بل من الخوف من المجهول ..

بسفسطائية أكبر : لولا (( الخوف )) أو التخويف لما كان على الأرض مؤمنا واحدا ..
ولولا الرغبات والنوازع الشخصية لما كان على الأرض عاصيا واحدا ..

أعجبني الشيخ علي الطنطاوي وهو يرد مقولة رابعة العدوية " إلهي ما عبدتك طمعا بجنتك ولا خوفا من نارك بل لأنك تستحق العبادة " وبأسلوبه الظريف رحمه الله :
لأ ستي مو صحيح ، لولا الجنة ولولا النار لما عبد أحدنا الله ..

يبقى : لماذا خلقنا الله نحن والأديان معا ؟؟!!!!!!


سيبقى التساؤل عالقا ..

(f)

عزيزي المعري:

هذا هو السؤال المصيري و اللي بيسموه بالفرنساوي، إذا كنت أكتبها صح، raison d'etre أو علة الوجود.
في الإسلام، الله يقول: ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون و ....

في المسيحية، الله يخلق الإنسان لمجده هو فقط!! الإنسان مخلوق عشان يسبح :d:
و في فترة لاحقة تعلمت ان الإنسان في المسيحية مخلوق لأن الله أحبه و هو الآخر الذي يحبه الله.

و تتعدد الأسباب...في نظري شخصيا، المعنى يكتشفه الإنسان و هو يعيش في كنف الله، و يختلف من شخص لآخر. لا يمكن تعميم المعنى على الجميع.

أما أن يخلق الله مخلوق مخصوص فقط لكي يعبده أو يسبحه أو يمجده، فهذا إله......:nocomment:

و قضي الأمر الذي فيه تستفيان!

اقتباس:  المعري   كتب/كتبت  
بسفسطائية أكبر : لولا (( الخوف )) أو التخويف لما كان على الأرض مؤمنا واحدا ..
ولولا الرغبات والنوازع الشخصية لما كان على الأرض عاصيا واحدا ..

(f)

يا عزيزي لا يمكن أن تقول ان الملحد "عاصي". الملحد لا يعتقد بوجود إله، اذن ليس هناك شيء يعصيه سواء كنت ستلقي اللائمة على النوازع او الرغبات.

أما معنى الوجود فهو سؤال في محله. الجواب ببساطة:

المعنى هو شيء عقلي، أي مفهوم من نتاج العقل. لذلك فلا يمكن للمعنى أن يكون موجودا بلا عقل يوجده. لذلك فمن الخطأ أن نبحث عن المعاني خارج العقل بل هي تأتي منه.

ما هو معنى حياتك؟ الجواب متوقف على من تسأل. اذا سألت رساما، سيقول ان معنى حياته هو انتاج الفن الجميل، و اذا سألت طبيبا، سيقول ان معنى حياته هو مساعدة المرضى، و اذا سألت بيل جيتس سيقول ان معنى حياته هو جمع المال!

أي أن المشكلة في سؤالك هو أنك تفترض أن المعنى موجود خارج عقل الانسان، و ثانيا أنت تفترض انه هناك معنى واحد لكل البشر! يعني مثلا معنى الحياة في الاسلام هي عبادة اللـه، و هم يريدون ان يعمموا ذلك المعنى على الجميع! و المسيحيون يقولون ان حياتنا هي لتمجيد اللـه، و أيضا و بكل دكتاتورية يريدون تعميم هذا المعنى على جميع البشر.

لا أقصد العصيان بمعناها الضيق عزيزي لوجيكل .. ربما خانني التعبير أو كوني أتحاور مع زميل ديني (f)

أما لماذا خلق الله الإنسان وللأسباب تلك ؟

فليس فيها سبب واحد مقنع (f)
على العكس .. كلها أسباب تعمق التساؤل خاصة أن الله ذاته يقول أننا لا نساوي عنده جناح بعوضه !!.

(f)

اقتباس:  إبراهيم عرفات   كتب/كتبت  
 
أما أن يخلق الله مخلوق مخصوص فقط لكي يعبده أو يسبحه أو يمجده، فهذا إله......:nocomment:

هل خطر لك ربما أنه باختصار: صريح !
فهو وصف نفسه:
بالغرور, الجبار, المتكبر.....

كما وصفها:

بالرحمن , الرحيم, الغفور......

كيف يتم تساوق ذلك مع المفهوم الإنساني عبر التاريخ( ((للعدل الإلهي.))))؟؟؟.. هذا ربما كانت نقطة- اعتقد برهومة- أنك توقفت
عندها كما آخرون كثر- طويلآ وأنت تبحر في لجة علم الأديان المقارن




لم آت لهذا طبعآ.. بس استيحاء من عفو اللحظة أثاره لاتعليقك التعليقي هذا..

طالع من كم يوم على بالي أن اعرف منك ما اساله دائمآ لأصدقائي عندما يقرأون بعمق في الصوفية, وربما ليس هذا المكان المناسب, ولكن بحكم القرب هنا, وبعض التنبلة مني والتكاسل عن البحبشة عن رد لك حول الراحة التي تجدها الآن وأنت تغوص صوفيآ, واعرف انك لن تؤاخذني يا طيوب إنت:97:,


ابراهيم, هل تنقب وأنت تقرأ في الصوفية الإسلاميةالآن عن انسجام ما قد نسميه.. لا اعرف.. لا يحضرني التعبير المناسب....
ربما الإحساس بالغنى الروحي العميق وشعور المحبة للإنسان والخالق.. مع انتمائها العقائدي للإسلام..

هل شغلك سؤال أنه هل يمكن حقآ للصوفية أن تصل إلى هذه الحالة ال؟؟؟ ..فلأدعوها مؤقتآ بالنيرفانية ريثما يحضرني التعبير المناسب.. وتبقى ضمن إطار الدين و الثقافة الإسلامية!؟؟ هل يراودك فضول أن تعرف إن كان هذا حقيقيآ أو ممكنآ..؟؟هل تقول لو ..؟؟


آخر من سالتهم هذا ..رد علي .. شو هالتساؤل المفشكل!! و اتهمني أني أجيد صنع الشاي اكثر من طرح الاسئلة!!





سأحضر الشاي احتياطآ
:97:

اقتباس:كيف يتم تساوق ذلك مع المفهوم الإنساني عبر التاريخ( ((للعدل الإلهي.))))؟؟؟.. هذا ربما كانت نقطة- اعتقد برهومة- أنك توقفت

دكتورتنا و أستاذتنا العزيزة (f)

كما أني لا أقر بوجود العقل في التعامل مع الله و الإلهيات لأني أرى العقل يتجاوزها فأنا أيضا لا أؤمن بوجود العدل في الله و السبب هو أني مؤمن بما يسمى بالـ apophatic theology أي لاهوت النفي. عندما نقول الله غني يجب أن نقول بالعكس فورًا و نقول أنه فقير في الوقت نفسه لأن في الله فقط تجتمع الأضداد و ما نراه من مفهوم مطلق عنه قاصر. نعم الله عادل.. لكن ماذا يعني عدله؟ بالنسبة لي: لا يعني شيء! و لا معنى له. ليس كل ما نراه في الكون يخضع لمعايير المساواة البشرية بل أحيانا يحدث أنه يلبس الحلق اللي بلا أذن!!

اقتباس:ابراهيم, هل تنقب وأنت تقرأ في الصوفية الإسلاميةالآن عن انسجام ما قد نسميه.. لا اعرف.. لا يحضرني التعبير المناسب....
ربما الإحساس بالغنى الروحي العميق وشعور المحبة للإنسان والخالق.. مع انتمائها العقائدي للإسلام..

هل شغلك سؤال أنه هل يمكن حقآ للصوفية أن تصل إلى هذه الحالة ال؟؟؟ ..فلأدعوها مؤقتآ بالنيرفانية ريثما يحضرني التعبير المناسب.. وتبقى ضمن إطار الدين و الثقافة الإسلامية!؟؟ هل يراودك فضول أن تعرف إن كان هذا حقيقيآ أو ممكنآ..؟؟هل تقول لو ..؟؟

بسبب قراءاتي الشغوفة للأباء اليسوعيين و صداقاتي مع كبار مفكريهم في هذا القرن، لهم الفضل في عودتي للتراث الإسلامي الصوفي بروح مشتاقة تواقة. أيضا لي صديقين سعوديين لا دينيين و تأثرت جدًا بعشقهما للأدب و الروحانية الصوفية التي تناجي الله. هما لا يقدران، أو على الأقل أحدهما، لا يقدر أن يكف عن مناجاة الله، و لا أنا. تعرفت بهما من خلال هذا النادي هنا. الصوفية الإسلامية تعني أن ماضيّ لم يكن كله "زبالة" كما ظننت واهما في مرحلة سابقة من العمر بل هناك زخم و درر جميلة تستحق التقدير و الوقوف عليها. الصوفية تعني حضور الله في القلب، و هذا أمر أجده قمة في الإغراء، و أراها مرتبط بحب العشاق دونما انفصام ارتباطًا إيروتيكيا يعجز اللسان عن وصفه. لا أريد أن أصل لنيرفانا معينة و لا أريد أن أصل لأعلى مراتب العارفين و لكن يكفيني أن أعرف ربي. طبعا مررت بمرحلة فيما سلف أبحث عن نيرفانا الشبق الإلهي و لكن يكفيني أوجد أمامه و به. و قطعا الصوفية هي الغنى الروحي العميق مع انتمائها للإسلام و دائما أشجع أخي و هو مسلم على أن يتعلق بالصوفيين و يصاحبهم و يصطلح مع ذاته. أيضا ضابط الشرطة في قريتنا الذي وقف لجواري عندما أرادوا قتلي كان مسلما متصوفا جميلا من أجمل ما رأيت من البشر.

خالص محبتي لك.

(f)

إبراهيم عرفات كتب/كتبت [/i]

اقتباس: فأنا أيضا لا أؤمن بوجود العدل في الله و السبب .... نعم الله عادل.. لكن ماذا يعني عدله؟ بالنسبة لي: لا يعني شيء! و لا معنى له. .

قد اعود بعد فترة تطول أو تقصر... لأستوضحك عن هذا المفهوم الذي يعتبر من أهم وحدات الأوزان المستخدمة في عمليةالمفاضلة والمقايسةالمرافقة(( لحدثية )) تحول ديني ما!... وغالبآ أني لن أعود...........

اقتباس:الصوفية الإسلامية تعني أن ماضيّ لم يكن كله "زبالة" كما ظننت واهما في مرحلة سابقة من العمر بل هناك زخم و درر جميلة تستحق التقدير و الوقوف عليها.

قطعا الصوفية هي الغنى الروحي العميق مع انتمائها للإسلام.
لم تجبني عن أداركك لوجود لقراءة ما مع سبق الإصرار والترصد.. أو من منطق لاهوت النفي, و لا اتساق ما لا يمكن اتساقه... ربما لم يعد هذا الآن سؤالآ...

ألا يجب ان تكون خرجت-ابراهيم- من مرحلة نقد الماضي.. لراحة رأسك من الصداع على الأقل.. .... ألا يكفيه أنه الآن ((مجرد ماضي))... ..... لا اعرف لم أتذكر دائمآ -ثم أنسى- أن أحكي لك عن أحد الاساطير حول ولادة أثينا إلهة الحكمة في الميثولوجيا الإغريقية... وتقول ما اختصاره أن زيوس وقد تشعبت اهتماتاته وكثرت أيضآ مغامراته ((الدون جوانية)) وتعقدت محاولاته لإخفائها عن حيرا التي تنتظره دائمآ والشبشب في يدها... ههههه..... ولم يعد بإمكانه تحمل الصداع القوي في راسه.. وجد الحل على يد ضربة على الجمجمة من مطرقة إله الحدادة..... هيفاستولس أوشيء كهذا ... خرجت بعدها دودة البلا وعلة الصداع...أثينا خانم ...إلهة الحكمة.... من راسه وارتاح المدعو زيوس بعدها....relax my friend and let go...الإغراق في التفكير وترتيب الحسابات أحيانآ مجلبة للصداع.....



[QUOTE]الصوفية تعني حضور الله في القلب، و هذا أمر أجده قمة في الإغراء، و أراها مرتبط بحب العشاق دونما انفصام ارتباطًا إيروتيكيا يعجز اللسان عن وصفه. لا أريد أن أصل لنيرفانا معينة و لا أريد أن أصل لأعلى مراتب العارفين و لكن يكفيني أن أعرف ربي. طبعا مررت بمرحلة فيما سلف أبحث عن نيرفانا الشبق الإلهي و لكن يكفيني أوجد أمامه و به

.


..وضعك الاندروجيني الديني غير مطمئن بالمرة:D

ُشبق وeroticismإيه اللي إنت جايي تقول عليه!!
الأغلب أنك تعيش حالة عشق:10:..إياك ثم إياك ألا تكون ناتجة عن تجدد واتقاد المشاعر الزوجية!!....ولكم من شبشب(( حيرا))) خير واعظ ورادع...:D

ومع أنك جاوبتني, لكن اعمل لنفسك كاس شاي خمير , مع عود من القرفةcinnamon اللذيذة....واشربه بالصحة هنيئآ مريئآ....


دمت بخير:97:

.
.
.
.
.

لولا الوقت لما تركت هذا الموضوع الرائع قبل أن انتهي منه لذا سأتابع القرءاة فور تفرغي مرة اخرى اليوم ان شاء الله و لكن الى حين، تحية للعظيم ابراهيم (f)

و ايضا تحية لصاحب هذه الحكمة (f)
Arrayالمبشرون برأيي، هم أكثر الناس شكاً وتشكيكاً بما يبشرون به سواء كانوا مؤمنين أو ملحدين.
ومن يضيع معظم وقته في دعوة الآخرين للإيمان أو الإلحاد هو شخص يسعى لتعزيز إيمانه أو إلحاده بإقناع الآخرين به.
وهو من أكثر الناس تعرضاً لتغيير موقفه لأن جزءاً كبيراً من قناعته مستمد من قناعات الآخرين التي يحاول تغييرها لتتوافق مع رأيه وليعزز بذلك إيمانه أو إلحاده. [/quote]

http://www.youtube.com/watch?v=Aym8_S3BXKw


:10: