{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
جديد محمد الماغوط يخرج من أدراج الرقابة السورية
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
جديد محمد الماغوط يخرج من أدراج الرقابة السورية
نصوص ساخرة لا تميّز بين القصيدة والمقالة في 700 صفحة: جديد محمد الماغوط يخرج من أدراج الرقابة السورية
بيروت - عبده وازن الحياة 2005/01/22

أفرجت الرقابة السورية أخيراً عن «مخطوط» الشاعر محمد الماغوط بعدما نام نحو ثلاث سنوات في أدراجها. لكنّ شاعر «حزن في ضوء القمر» والدار الناشرة (المدى) لم يشاءا ان يخوضا معركة ضد الجهاز الرسمي ولا ان يستغلا الامر اعلامياً، بل إن الماغوط نفسه استفاد من حال «الحجر» ليضيف الى المخطوط صفحات كثيرة هي من احدث ما كتب. والمخطوط الذي يصدر رسمياً خلال ايام وعنوانه: «شرق عدن... غرب الله» يضم قرابة سبعمئة صفحة، وهي المرة الاولى يصدر الماغوط كتاباً في هذا الحجم. ولم يقصد الماغوط في عنوانه أي معنى ديني او سياسي وقد ورد العنوان بعفوية تامة في أحد نصوص الكتاب.


محمد الماغوط.
يحضر محمد الماغوط في هذا الكتاب، شاعراً وناثراً وكاتب مقالات وتبلغ سخريته اللاذعة ذروتها مصحوبة بنزعة عبثية وهجائية... يكتب الماغوط المقالة كما لو انه يكتب قصيدة ويكتب القصيدة كأنها مقالة. لم تبق من حدود بين هذين النوعين لديه، فتداخلا بعضهما في بعض حتى بات من الصعب الفصل بينهما. والماغوط أصلاً كان اول من أدخل النبرة المباشرة الى قصيدة النثر العربية منصرفاً الى الهموم اليومية التي تشغله كأنسان من هذا العالم. لكن الانسان ما لبث ان اصبح مواطناً يعاني ويكابد ويحتج ويتمرد. وهذا ما تشي به قصائد الماغوط الجديدة ومقالاته التي دأب على كتابتها في العقد الاخير وما قبل.

يطغى الطابع النثري الصرف على نصوص الماغوط الاخيرة ويبدو الكثير منها اقرب الى «التعليق» الصحافي، لكن هذه النصوص لا تفقد العصب الداخلي الذي طالما ميّز نثر الماغوط عموماً، عطفاً على السخرية الشديدة التي تخفي مقداراً من المرارة والألم واليأس. والسخرية هذه قادرة وحدها على اضفاء «نكهة» خاصة جداً على هذه النصوص التي يكتبها الماغوط بحرية تامة وجرأة وعفوية. فهو لا يوفر قضية ولا أمراً ولا حدثاً ولا سيما تلك التي تعنيه كمواطن عادي مثله مثل سائر المواطنين. ولا يوفر الماغوط حتى نفسه فيمعن في السخرية من صورته كما لو كان شخصاً آخر. انها السخرية الاليمة والعبثية التي تجعل من الكتابة اداة لمواجهة مآسي العالم وكوارث العصر وكل ما يهدد الانسان اياً يكن. في احد النصوص يسمي الماغوط نفسه صفراً قائلاً: «هكذا بدأت وهكذا سأبقى». ويقول في نص آخر انه كان مهيأ نفسياً وطبقياً ليصبح حداداً او نجاراً او خياطاً... ولكن ليس «نجماً أدبياً»، هو الذي لا يملك في هذه الدنيا كما يعبّر «سوى هذا العقل الريفي البسيط». ثم يعلن عجزه عن «استيعاب العالم» وما يحوي من اجهزة ورادارات... ولم يوفر الشعر وقصيدة النثر من هجائه داعياً الى كسر القاعدة «لضرورة النثر». وكسر القاعدة لدى الماغوط يعني المضي في الكتابة الحرة، الكتابة التي لا مقاييس جاهزة لها ولا معايير مفروضة عليها من الخارج. ولا ينسى الشاعر نزار قباني فمأساته الكبرى برأيه انه كتب عن حرب السويس والعدوان الثلاثي... بقلم حمرة. وإذ يهزأ من «الصمود» على الكراسي و«التصدي» لمن يقترب منها، يعلن ان اجراس الثورة لم يبق منها «سوى الصدى». ولم يفته ان يسخر حتى من «الهلال الخصيب» داعياً الى حصره في مدينة واحدة هي بيروت.

يكتب محمد الماغوط من خارج الكتابة بصفتها قضية، فهو كما يعترف لم يعد يحرّضه على الكتابة سوى «الصغائر والترهات العابرة». فالكتابة في نظره لم تبق لديها رسالة ولا مقام ولا «برج عاج»، اضحت الكتابة تخبطاً في وحول العالم ومستنقعات الحياة. انها حال من المواجهة المريرة للقدر الشخصي واليأس والوحدة... ولا غرابة أن يقول الماغوط: «انا لا اكتب بل انزف». وفي احد النصوص يرسم صورة سريعة للواقع السوداوي الذي يعيش فيه الآن: المصعد الذي يستخدمه عندما يعود فارغ، المدخل فارغ، المطبخ فارغ والزجاجات والاقداح والغرف والأسرّة... «انها سيبريا» يقول قاصداً حياته المغرقة في العزلة.

يشعر قارئ كتاب محمد الماغوط الجديد ان ليس كلّ ما يقرأه جديداً حقاً، بل هو يتذكّر الكثير مما كان قرأه سابقاً سواء في دواوين الشاعر أم في كتبه النثرية. لكنّه يشعر حتماً بقدرة الماغوط الفائقة على كتابة نفسه، شاعراً وناثراً، من دون أن يقع في شرك الرتابة. هناك دوماً في نتاج محمد الماغوط ما يغري القارئ ولو تكرّرت بعض الأفكار أو المواقف أو العبارات. لعله سرّ الماغوط، هذا الشاعر الذي لا يشبه سوى نفسه.

01-23-2005, 12:18 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
جديد محمد الماغوط يخرج من أدراج الرقابة السورية
طبيعة صامتة إلى حين

هذا يبرد حساءه
وذاك يتحسس عضلاته
وآخر يفخر بنقوش سجادته
وآخر يفسر الأحلام والرؤى لمن يريد
وآخر يشكو من حكة في ظهرة
وآخر يزرر سرواله وهو خارج من منزله
وآخر يستفسر عن النظام العالمي الجديد
وهذا يدوس على قدمك
وهذا يعطس في وجهك
وآخر يجلس على ركبتك في الباص
وتلك تحفض ابنهافي مكان عام وتهزه وتغني له حتى يسكت وينام
وهذا ينم على جاره
وذاك يسرق اخاه
واخر يشي بابيه
واخر يكمل حديثه بلا توقف
واخر يكمل تقريره دون توقف
هذا يخرج مصعوقا من فيلم بوليسي
وهذا يخرج مذهولا من مخبر تحليل
واخر يضحك من مسرحية
وهخر يبكي من مسلسل
وهخر يتفائل بذرق العصافير على راسه
واخر يشائم من تقليم الأظافر في الليل
وهذا يغش في الأسمنت
وذاك يغش في الأمتحانات
وهذا معه امساك
واخر معه اسهال
وهذا يسد الطريق بسيارته
في الشارع العام وذاك يبول
أهذا شعب بحاجة الى شفافية وانتخابات نزيهة وغرفة اقتراع سرية او علنية


العرب بحياتهم لم يجتمعوا ألا في المقابر الجماعية
من نصوص لمحمد الماغوط
06-07-2005, 09:22 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
تموز المديني غير متصل
عضو جديد دائما
*****

المشاركات: 1,165
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #3
جديد محمد الماغوط يخرج من أدراج الرقابة السورية
تحية دائمة و مكررة لآخر عمالقة الادب السوري لهذا الطود الشامخ على أرض الوطن
محمد الماغوط = أكثر من وطن
(f)


اقتباس:تأتأة عن الماغوط

في مقالة صحفية نُشرت في يومية سورية، سريعة لا تزيد إلا قليلاً عن ألف كلمة، وطافحة بالغطرسة والتعسّف والإلغاء، قرّر الشاعر السوري الشابّ إبراهيم الجبين إحالة الشاعر السوري الرائد محمد الماغوط إلى متحف الشمع! والعنوان اللاهب الملتهب يسير هكذا، حرفياً: بعد «شرق عدن.. غرب الله».. دفتره الجديد.. محمد الماغوط.. إلى متحف الشمع السوري الكبير!..
قبل الماغوط كان الجبين، وهو للإنصاف شاعر قصيدة نثر موهوب وصاحب صوت خاصّ جسور، قد قرّر أيضاً إحالة ممدوح عدوان وسعد الله ونوس ومحمد عمران وأدونيس إلى «بيت الأشباح» الذي يُسمّى «الثقافة السورية الرائدة»، وهو اليوم حسب الجبين ليس سوى «مسكن أطياف»! وللوهلة الأولى قد يلذّ المرء، كما كان شيخنا الجرجاني يقول، لهذه الجرأة في الانتهاك والتعريض والهتك، قبل أن يدرك دون إبطاء ــ ودون كببر عناء، لحسن الحظّ ــ أنّ الجبين إنما ينخرط في وصلة فشّ خلق... ليس أكثر، لكي لا نقول: بل أقلّ!
خذوا في مثال أوّل، أحد أسباب الجبين في إحالة الماغوط إلى متحف الشمع/ بيت الأشباح/ مسكن الأطياف: «وليس الماغوط بأقلّ من شاعر يتمكّن من قطف الأفكار الطائرة كفراشات هنا وهناك لولا أنه يفضّل العيش داخل ذلك النصّ الأقلّ تمدناً»! أو هذا المثال الثاني: «يستعيد الماغوط بحكم الآلية التي أنشأها نصّه منذ «حزن في ضوء القمر» أكداساً من الهموم التصويرية التي تخلق واقعاً افتراضياً لا علاقة له بما يدور حول القارىء، الأمر الذي يبتعد بنا جميعاً عن عالم الماغوط الحقيقي فتتحوّل القصيدة إلى نمطين لا ثالث لهما: تاريخيّ قادم من الذهنية، وافتراضي قادم من الوهمية»!
شخصياً، بصراحة وبلا أدنى حياء، لم أفهم سبب اعتراض الجبين على أن يقطف الماغوط الأفكار الطائرة كفراشات (أين المشكلة؟ في القطف أم في الطيران كالفراشات؟ هل ينبغي أن تطير مثل الحجل أو الحوّامة؟)! ولم أفهم، أبداً ونهائياً هذه المرّة، معنى العيش داخل نصّ أقلّ تمدناً؟ هل يقصد القول إنّ الماغوط شاعر غير متمدّن، بمعنى التوحّش؟ غير مدينيّ، بمعنى الرعوية؟ وكيف فاتت الجبين عشرات، وربما مئات، القصائد التي كتبها الماغوط عن دمشق دون سواها، إسوة بعناصر القهر المدينية من الشرطة إلى الجوع الكافر وصولاً إلى المقدّس؟ وأمّا ما تعجز مداركي عن بلوغه حقاً فهو «الهموم التصويرية»، التي «تخلق واقعاً افتراضياً»... وصولاً إلى النمطين العجيبين التاريخي والإفتراضي، حيث يأتي الأوّل من الذهنية والثاني من الوهمية!
لست أعترض البتة، كما أرجو أن يكون واضحاً، على فتح أيّ وكلّ ملفّ في الحياة الثقافية السورية، المعاصرة أو الحديثة أو الوسيطة، شرط أن لا يبدأ فتح الملفّ من نوازع العبث الصرف، أو التخريب الطفولي، أو التعسّف السطحي، أو الغطرسة الأجيالية، أو الإغفال التامّ المتعمّد للسياقات التاريخية والثقافية والجمالية والسياسية والإجتماعية التي تكتنف عناصر الملفّ المفتوح. والحال أنّ الرياضة الخفيفة التي ينخرط فيها الجبين لا تجنّبه الإنزلاق إلى معظم تلك البواعث، وليس للأسف بسبب من جهل أو عجز عن القراءة أو عطالة في تذوّق نصّ الماغوط الشعري وخصائصه الفذّة.
لنتذكّر، باديء ذي بدء، أنّ نعت «رائد» ليس حكم قيمة فقط، يُمنح هكذا تلقائياً وعلى طول الخطّ، بل هو أيضاً معادلة إنفرادية تاريخية وثقافية وسوسيولوجية تخصّ مناخات انقلابية كبرى في الأشكال والموضوعات والحساسية التعبيرية والذائقة الجَمْعية. ولهذا فإنّ تعبير «الثقافة السورية الرائدة» غائم وغير دقيق، إذا لم يكن بلا أيّ معنى؛ واحتساب الماغوط وأدونيس على تلك الثقافة ليس شبيهاً أبداً باحتساب سعد الله ونوس عليها (حيث السياقات الزمنية والأنواعية تختلف تماماً، إنْ لجهة مناخات ما بعد هزيمة 1967، أو لجهة أشكال النصّ المسرحي التي ابتدعها ونّوس)، وهو كذلك لا علاقة له بموقع ممدوح عدوان ومحمد عمران في مشهدية الشعر السوري الستيني (ولست أدري ما السبب في أنّ الجبين تناسى علي الجندي وعلي كنعان؟)...
وثانياً، لعلّ بعض التواضع مطلوب في استخدام مدفعية إصطلاحات ثقيلة كفيلة بدبّ القشعريرة في أوصال أيّ وكلّ من كابد مشاقّ الإشتغال على نظرية الشعر إجمالاً وقضايا قصيدة النثر بصفة خاصة. مستحبّ أيضاً التخفيف بعض الشيء من خلط الحابل بالنابل دون رأفة بعقولنا ومداركنا، كما حين يكتب الجبين: «الجملة المتساهلة التي تتوتر فقط في المعنى الفادح الذي تحمله، دون أن تحاول ولو قليلاً تحريك تلك الفداحة لمصلحة النصّ والتجربة ذاتها، تلك الجملة لم تتمكن سوى من التأسيس الدائم لصدمة القفلة من غير أن تشتغل على البدايات وعلى عمق الكتابة والموقف»...! ومرغوب، أخيراً، التنازل قليلاً عن تلك الخيلاء المرتاحة في تصنيف المصائر: «يبهت النصّ مع مرور الأعوام وتتالى التكريمات ليصبح تأتأة يصرّ عليها رجل يجلس في ظلّ أشباح الشعر السوري في بيت الأشباح ذاته»!
هل يعقل أنّ حكم إعدام كهذا يصدر عن شاعر قصيدة نثر شابّ، بحقّ شاعر قصيدة النثر المعلّم محمد الماغوط؟


صبحي حديدي
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=38840


هذه المرة كان الحديدي مهذبا اكثر من اللزوم
اما نحن فنقترح هذه :flam: لهذا الشويعر الهزيل الحقود امام شموخ ورسوخ كاتب مثل : الماغوط الصامد فكرا وفنا في ازمنة الردة
شاركونا باقتراحاتكم
06-08-2005, 12:29 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #4
جديد محمد الماغوط يخرج من أدراج الرقابة السورية
محمد الماغوط: أدونيس نقيضي ولا بديل للحرية في حياتنا
دمشق - ماجد السامرائي الحياة - 24/06/05//



حين يشدك «التاريخ الشعري»، شعراء وشعراً، الى شاعر، كما يشدني هذا التاريخ الى الشاعر محمد الماغوط، فإن الاعجاب بما كتب، والحب للشاعر نفسه... ومن ثم ما انعقد بينكما من ود شخصي... هذا كله يشكل بالنسبة لك، في الأقل، «حالة حية» لا تستطيع تخطيها – مهما تقادم عليها من زمن. بل تجد ان لها استحقاقات تجاه من أحببت، ومن هذه الاستحقاقات، فضلاً عن متابعة ما يكتب باهتمام، هو «استمرار التواصل» معه... لذلك اصبحت زياراتي الى دمشق لا تكتمل الا بزيارة محمد الماغوط.

ايام زمان كان مقهى «الهافانا» هو مكان هذا اللقاء... وموعدنا فيه. وكان الماغوط يفضل ان يكون اللقاء في ساعات الصباح او ما قبل الظهيرة، حيى لا يكون في المقهى، في مثل هذا الوقت، الكثير من الرواد... ولا «الأدباء» الذين لا تسره رؤيتهم – هو الذي كان له «عالمه الخاص» الأقرب الى العزلة!

أما اليوم، بل وقبل أعوام، فأصبح مكان اللقاء بيته، فهو منذ ان داهمته الشيخوخة مبكراً، وأثقلته «معطياتها» جسماً وحركة، أصبح «نزيل بيته»، لا يتحرك الا بين «صالة الاستقبال» – التي جعل من احدى «كنباتها» سريره النهاري.. والشرفة المطلة على الجانب الشرقي من دمشق، قد وضع فيها طاولة صغيرة وكرسياً، جاعلاً منها مكانه المفضل للكتابة.

ومع كل هذا «التنظيم» فإن الكتابة عنده كثيراً ما تخرج على «حدود المكان»، فتتخطاه. كما قد تأتي في غير ما حدد لها من أوقات. ولذلك فأن دفتراً مفتوحاً هو دائماً امامه، والقلم كذلك... إنهما دائماً على الطاولة التي تحاذي «الكنبة – السرير». ويبدو أنه دوّن فيه الكثير... مما قد يكون «نصاً» لم يأخذ صيغته الأخيرة بعد. اما القراءة فيخبرني انه لم يعد يقرأ الا قليلاً، ولكنه مستمع مدمن لأغاني فيروز التي تنتشر أشرطة أغانيها على طاولة جانبية، مع جهاز التسجيل. وهناك أشرطة اخرى للقرآن، مرتلاً بصوت القارئ محمود خليل الحصري الذي يعرب عن إعجابه به صوتاً وترتيلاً، حتى انه اهدى اليه احدى قصائده الأخيرة – وهو الشاعر القليل الاهداء لقصائده.

والصالة التي يجلس فيها (او على الاصح: يتمدد) منظمة بعض الشيء، ومحتشدة بالصور: فهناك اكثر من صورة للماغوط نفسه رسمها غير رسام من المعجبين بشخصية هذا الشاعر، او المحبين له شخصاً. وهناك صور اخرى: لزوجته الراحلة الشاعرة سنية صالح، واخرى لصديقه الراحل كمال خير بك، وثالثة للزعيم جمال عبدالناصر، الى جانب لوحات رسامين سوريين، بينها ما هو مستوحى من عمل من اعماله – كاللوحة التي استوحاها الفنان فاتح المدرس من مسرحية «العصفور الأحدب».

كان اول ما اخبرني عنه الماغوط – ويبدو انه كان سعيداً به – هو ان مسرحيته «المهرج» تعرض في أحد المسارح الاميركية المهمة، بعد ان تمت ترجمتها الى الإنكليزية.

والخبر الآخر الذي اسمعني اياه، من دون كثير من التفاصيل، كان عن فيلم سينمائي بعنوان «المسافر، او قطار العروبة الدولي», كتب الماغوط سيناريو هذا الفيلم، ويخرجه الآن الفنان انور المقدادي. وهو – كما يقول – «فيلم يتناول العرب في تاريخهم وحاضرهم بأسلوب ساخر. «أخلص فيه الى فكرة مؤداها: أن لا بديل للحرية». هذا فضلاً عن مسرحيتين قال انه فرغ كلياً من كتابتهما، وهما: «المقص» التي سيقدمها مسرح الدولة وقد تعاقد معه على إخراجها وتقديمها على المسرح. واختار للمسرحية الثانية عنواناً مثيراً هو: «قيام، جلوس، سكوت» قال «ان المخرج زهير عبد الكريم يهيئ نفسه لإخراجها للمسرح السوري». ويضيف متحدثاً عن هاتين المسرحيتين: «انهما مسرحيتان تتناولان حالتنا الحاضرة بالأسلوب النقدي نفسه الذي درجت عليه في مسرحياتي السابقة».

اما عن الكتابة فيقول: «انني اليوم اكرس وقتي كله للشعر والكتابة. فالشعر عندي هدف». وهنا يذكر ادونيس متخذاً منه «نقيضاً» لما يجد هو نفسه فيه، اذ يرى ان

أدونيس «يكرس كل شيء لنفسه، فالشعر عنده وسيلة لغاية, الا انه مبدع كبير».

وأضاف:»حين اكتب الشعر أشعر بالسعادة، أحس نفسي تنتصر على حال الشيخوخة التي أعاني منها». ويصمت لحظة ثم يقول: «ان اهم شيء بالنسبة للإنسان هو ألا ييأس... والكتابة مقاومة لعوامل اليأس».

ويعرب الماغوط عن سعادته بالذين يزورونه. يقول: «انهم، بزيارتهم يعبرون عن حبهم»... فضلاً عن انه يجد فيهم كسراً لوحدته ولعزلته القسرية. ويضيف: «ان معظم أصدقائي لم ينقطعوا عني». ولكن حين سألته عن احد أصدقائه القدامى قال بشيء من الاشمئزاز: «لقد تحول تاجراً، [SIZE=6]والمثقف اذا تحول تاجراً فسدت ثقافته»
:97:::97:::97:

. ولاحظت على الماغوط الشيء الكثير من ملامح الطفل: براءة، ووداعة، واطمئناناً الى وضعه... فهل يصبح الانسان، حين يكبر ويهرم، طفلاً هادئاً ووديعاً؟

فاتني القول: إنني ساعة اتصلت به هاتفياً، قبل ان نلتقي.. جاءني صوته مصحوباً ببحة غيرت في أذني معظم الكلمات، وهو يدلني من جديد على عنوان بيته.

كان موعدنا قد تحدد. وفي الطريق إليه كانت صحيفة دمشقية في يدي، وفي زاوية له فيها كتب الماغوط، يقول:

- «ما أروع الشعر

حيث الاستعداد للقصيدة

كاستعداد الفقراء

للشتاء أو الحرب».
06-24-2005, 01:17 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  غياب الماغوط و العجيلي موت النثر الفني تموز المديني 5 1,219 05-17-2008, 10:25 AM
آخر رد: بسام الخوري
  أيها السائح ! ‏ ‏ قصيدة لمحمد الماغوط arfan 1 932 04-13-2005, 12:25 PM
آخر رد: arfan

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS