بسم الله الرحمن الرحيم

كتب السيد محمد باقر الصدر، الشهيد على يد نظام صدام، كتاب فلسفتنا.
وهو كتاب من مجموعة فكرية إسلامية، برز منها كتاب فلسفتنا، واقتصادنا، ومجتمعنا.
وقد بدا لي أن أستعرض هذا الكتاب على شكل مقدمة وأبواب وفصول، مصحوبة بتعليقاتي المتواضعة على حواشي ما كتب السيد. لعلنا نسهم في إزاحة غمامة "من جهل شيئا عاداه"، ونوضح للناس شيئا من الفكر الإسلامي.

اخترت هذا الساحة لنشر الموضوع رغم كونه إسلاميا، ورغم كونه منقولا من كتاب، وإنما قمت بذلك كون الموضوع هو فكر أساسا وإن بني على اصل إسلامي، ويتضمن تعليقاتي واعتراضاتي ونقاشي مع الكتاب، وإن كنت أنسخ فصوله.

هذا وسيكون هذا الموضوع ركن تمهيد لكثير من فصول البحث المرتقب في الثقافة الإسلامية والذي قد قمت سابقا بالوعد به في ساحة الأديان، ورديفا قد يتوازى وقد يتقاطع مع موضوع طريق النهضة، فيما يشتركان فيه.

وآمل من الزملاء الكرام المشاركة، بعيدا عن التحيز لفئة والتعصب المسبق لرأي، والشللية المقيتة التي قد ابتلينا بها ذات عهد سحيق حتى يومنا هذا. والطائفية الدينية أو المذهبية أو اللادينية.

وارجو للجميع ولي الفائدة من نقاش ما يتضمنه الكتاب من آراء وطروحات، ولعل بعض الزملاء أن يثري البحث بما يضعه من أبحاث مشابهة، كموضوع المعري حول الديني واللاديني. لعلنا ننهض بنادينا جميعا مما يتردى فيه مؤخرا من تناحر وتهافت في مواضيع لا تسمن ولا تعني من جوع، خاصة في ساحة الأديان ورديفتها ساحة المسخرة.
مع استثناءات لجهود مميزة نخص منها بالذكر جهد الزميلة ملكة الرائع في تنقله من أدب كاريكاتوري ساخر، وبعض الزملاء ممن لم تحضرني أسماؤهم.

اقتباس:كتب السيد محمد باقر الصدر، الشهيد على يد نظام صدام، كتاب فلسفتنا.

معلومة خاطئة تستهل بها موضوعك يا خالد و كأنها حقيقة موضوعية يتوجب علينا التسليم بها في حين أن هذا الأمر هو محل خلاف شديد للآن.

المذكور قتل في صراع داخلي كما تجري العادة بين الشيعة الفرس و العرب و ما أكثر ما تحدث هذه التصفيات داخل الحوزة على هذه الخلفية الاقليمية و على خلفية الصراع على الخمس.

اقتباس:وهو كتاب من مجموعة فكرية إسلامية، برز منها كتاب فلسفتنا، واقتصادنا، ومجتمعنا.

ليس هناك فلسفة إسلامية و اقتصاد اسلامي تماما كما ليس هناك كيمياء و رياضيات اسلامية المعرفة تكون مجردة عن اي صفة مذهبية أو مناطقية.

أمر آخر يا أخ خالد و سأتحدث إليك بصفتي أحمل شهادة بكالوريوس في العلوم الإقتصادية و أعلم أن هذا العلم هو كالبحر في اتساعه و له أهله و ناسه.

و قد دخلت إلى هذا الموقع الذي قرأت فيه السيرة الذاتية للمذكور و رأيت أن تحصيله العلمي انصب على الفقه و الدراسات الدينية.

http://www.alsadr.20m.com/seera.htm

و لم أجد فيه أنه درس الاقتصاد فكيف يتصدى شخص للكتابة في هذا الأمر في حين أنه ليس لديه أي تأهيل أكاديمي للخوض ناهيك عن تأليف كتب في هذا الخصوص.

أرجو أن تتقبل هذا النقد بصدر رحب

اقتباس:  thunder75   كتب/كتبت  
 
معلومة خاطئة تستهل بها موضوعك يا خالد و كأنها حقيقة  موضوعية يتوجب علينا التسليم بها في حين أن هذا الأمر هو محل خلاف شديد للآن.

المذكور قتل في صراع داخلي كما تجري العادة بين الشيعة الفرس و العرب و ما أكثر ما تحدث هذه التصفيات داخل الحوزة على هذه الخلفية الاقليمية و على خلفية الصراع على الخمس.

:lol::lol::lol::lol:

ذكرتني بنكتة اشتهرت بالعراق في الثمانينات والتسعينات .
وتقول هذه النكتة انه خلال شهر محرم وهو الشهر الذي يقيم فيه الشيعة شعائرهم وعاداتهم بذكرى استشهاد الحسين ومن هذه العادات ما يسمى بالقرائة ( وتلفظ القراية ) وهي استذكار لمراحل وحرب الحسين وجماعته ضد جيش يزيد ومراحل مقتل افراده وهي مأخوذة من المرويات التاريخية وهذا القاريء يجلس ويقول الكلام بطريقة تلحينية لتقوم جموع الشعب والحاضرين باللطم على صدورهم .
المهم خلال هذا الشهر اتى رجال الامن على هذا المقريء وقالوا له لا تقول ان الحسين قتله يزيد ولا تقول ان الحسين قتله قائد يزيد ( عبيد الله بن زياد ) ولا تقول انه قتله شمر بن الجوشن ولا تقول انه مات بهذه الطريقة .
المهم خاف هذا القاريء منهم ووافق وعندما صعد على المنبر ابتدأ بالكليشهة التقليدية بذكر مآثر بيت الرسول والحسين وعندما وصل لوصف طريقة موته تذكر زيارة رجال الامن اليه وفكر وتفتق ذهنه عن فكرة .
وهي عندما وصل الى موت الحسين قال كل الذي كنّــا نعتقده عن موت الحسين هو خطأ بخطأ لان الحسين مات منتولا" بالكهرباء ( والمقصود هو ان الكهرباء ضربته وتوفي على اثرها لمن لا يعرف معنى منتول باللهجة العراقية ) .
اول ما قرات ردك تذكرت هذه النكتة .
طبعا" هذه عادة العبثيين بالتشكيك بكل حقيقة وهم يعتقدون ان في ذلك ذكاء كما لو انهم يشككون بوجود الهواء لانهم لايرونه .

الزميل العزيز Thunder75

موضوع شهادة السيد محمد باقر الصدر هو ليس موضوع بحثنا، وهو أمر خلافي على اية حال.
فكما قررت أنت سابقا أن صدام هو الرئيس الشرعي للعراق، أو أن المقاومة في العراقية هي بعثية، ولم نناقشك في هذه الحقائق اللاموضوعية مع قولنا بعكسها تماما، كذلك نقول أن السيد محمد باقر الصدر، والشيخ عبدالعزيز البدري شهداء قضوا على يدي جلاوزة صدام وهو غاصب للسلطة لا شرعية له، لا وضعية ولا شرعية. وهو أولا واخيرا ليس موضوعنا، على عكس تعليقك الثاني والذي هو يدخل في عمق البحث.


تعليقك الثاني بنفي وجود الفلسفة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي، وبجعل المعرفة عالمية، إنما هو يدخل ضمن الخلط الشائع بين أنواع المعارف التي يتوصل إليها الإنسان.

ذلك أن المعارف منها ما يبحث في مادة الكون، وتكون أدوات بحثه التجربة والملاحظة والاستنتاج، ومثل هذه المعارف المسماة اصطلاحا بالعلوم هي عامة، وغير خاضعة لوجهات نظر، وهي بطبعها عابرة للقارات والثقافات والحضارات ويقتبسها الخصم من خصيمه دونما نظر إلى عقيدته وأيدولوجيته ومذهبه... ومنها علوم الرياضيات والكيمياء والأحياء والفيزياء والجيولوجيا، إلخ....
وهناك من المعارف ما يبحث في سلوك الإنسان وأصول تنظيم حياته، وتكون أدوات بحثها الإخبار والتلقي والاستنباط، وذلك لاستحالة إخضاع سلوك البشر أخلاقيا وواقعيا للتجارب.
ومثل هذه المعارف تكون متأثرة بوجهة النظر المسبقة عن الحياة والإنسان، وتميل معها وتذهب مذهبها.
من أجل ذلك تجد هناك اقتصاد إسلامي، وإقتصاد رأسمالي، وإقتصاد إشتراكي، وتجد هناك منظومة أخلاق إسلامية، ومنظومة أخلاق مسيحية، ومنظومة أخلاق يهودية، ومنظومة أخلاق ذرائعية، وتجد هناك نظاما إجتماعيا إسلاميا، وآخر يهوديا، وثالث هندوسيا، ورابع تبتيا، وغيره شيوعيا أو عالمانيا أو فاشستيا.
وتجد أيضا نظام حكم دكتاتوري، وعالماني وديمقراطي وشيوعي وثيوقراطي وارستوقراطي وإسلامي، وغيره.
وليس تسمية المعرفة بالإسلامية أو بغيرها بصفة ذم ولا مدح، بل هي صفة لوجهة النظر عن الحياة، والزاوية التي ينطلق منها اصل البحث. بغض النظر عن مدى صحة تلك الفكرة من عدمها.

كمثال عن الخلط بين العلوم والثقافات، يحضرني هنا مثال عن التقدم العلمي الذي يكاد يكون متشابها بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا في ستينات القرن الماضي، على التباين الثقافي بينهما في نفس الوقت.
وكذلك المستوى التقني السائد بين دولة فارس ودولة الروم ودولة الخلفاء الراشدين، مع تباين الثقافات المشكلة لأذواق المجتمع بين الثلاثة مجتمعات.

المعرفة المبنية على وجهة النظر عن الحياة والمتعلقة بالسلوك الانساني تكون دائما دينية ومناطقية وايدولوجية ومذهبية، وذلك لاستحالة جمع البشر على وجهة نظر موحدة عن الحياة.
أما المعرفة التي لا علاقة لها بوجهة النظر عن الحياة، والمتعلقة بمادة الكون، فهذه عامة للناس كافة، ولا تنسب لأيدولوجيا بعينها.

إضافة للزميل Thunder75،

الفكر الإسلامي هو كل قكر كانت العقيدة الإسلامية سببا في بحثه ووجوده، والثقافة الإسلامية هي كل ثقافة كانت العقيدة الإسلامية سبب في بحثه ووجوده.

الفكر الشيوعي هو كل فكر كانت الأيدولوجيا الشيوعية سبب في بحثه ووجوده، والثقافة الشيوعية هي كل ثقافة كانت الأيدولوجيا الشيوعية سبب في بحثها ووجودها.
.
.
.
.
إلخ....

احسنت اخى خالد

الشهيد محمد باقر الصدر علم من اعلام الفكر الاسلامى ,و من اروع كتبه " المرسل الرسول الرسالة " و فيه بحث لم اقرا مثله فى اثبات نبوة محمد (ص) بالدليل المنطقى
و من كتبه القيمة كتاب " السنن التاريخية فى القران "

رحمه الله رحمة واسعة

اخى الحبيب خالد :

تسجيل متابعة و تقدير لشخصك الكريم و اخلاقك العالية المحمدية

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار

:97:

مرة سالت احد معلمي ,ما رايك بالسيد محمد باقر الصدر ,رد علي وقال ...عقلية جبارة ولكن كيف وقع تحت اسطورة لا اعرف ,قلت له اي اسطورة معلمي ,قال اسطورة المهدي المخلص ,رجل بهذة العقلية الجبارة ما كان يجب له ان يقع تحت وهم اسطورة بهذا الضعف .

ومن ذلك اليوم وقعت تحت ضغط هائل هل المهدي موجود وهل هو اصلا حقيقة ام وهم وهل من الممكن ان يبنى ,مذهب قوي على اساس ميتافزيقي بحث والى حد الان انا واقع تحت هذا الثقل المرعب هل المهدي حقيقة.

مع اني قرات مجموعة الكاملة لسيد محمد محمد صادق الصدر ,تاريخ الظهور واليوم الموعود وتاريخ ما بعد الظهور وتاريخ الغيبة الكبرى والصغرى واشبعت الموضوع بالبحث والتدقيق ولكن حقيقة المهدي حولة علامات استفهام كثيرة

وشكر لجميع

ولكن حبيت من خلال هذة المشاركة ان اظهر ان الشيعة عندهم قابلية رائعة في تقبل الراي الاخر وتقبل وجه نظرة

محارب النور
(f)

الزميل محارب النور،

نحن لا يعنينا محاكمة السيد محمد باقر الصدر فيما قد أحب أن يتبناه من موضوع الإمام الغائب. بل موضوعنا يتلخص في عرض كتابه والحوار مع الأفكار التي يحتويها دون خوض في ذات الرجل.

يعني ذلك لن نقول عنه أنه رجل ما جاد الزمان بمثله، وعقمت النساء أن تأتي له بنظير وغير ذلك من الغلو، ولن نقول أنه رجل إسلاموي منغلق مذهبي رافضي، وعير ذلك من التشنيعات واللمز المعتمد على قوالب جاهزة.

نحن يعنينا كتاب فلسفتنا هنا، أما إن أردت أن تكتب سيرة حياة السيد، ورأي معلميك به، ورأيه بمعلميك، والنقاش حول شيعية الرجل وإسلاميته، فأرجو أن تعذرني زميلي العزيز، فقد فتحت شريطي هذا لأمر آخر.

وكذا الأمر إن أردت أن تناقش حقيقة المهدي ومن هو، فإني أقترح عليك أن تفتح شريطا لذلك في ساحة الأديان.

وأنبه أيضا أن السيد محمد باقر الصدر، وإن قال عنه البعض أنه شيعي، فأنا أعتبره هنا في هذا الشريط وفي مناقشة موضوع فلسفتنا مفكرا إسلاميا، ولن أعبأ بحقيقة تعبد الرجل لله على المذهب الجعفري لأن هذا الأمر لا يعنيني، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.

ختاما زميلي العزيز محارب النور، اعذرني على بعض القسوة عليك، لكن أن أقسو على زميل عزيز أو أكثر، أحب إلي من حرف الموضوع عن مساره فيما لا طائل من ورائه، ولا مندوحة من نقاشه، وبتضييع الوقت في الركض وراء الرموز البشرية، الحية منها والميتة، وفي القيل والقال، وكثرة السؤال، وكان وسيكون، وأدري وما أدري، والهبر وما الهبر....

وشكرا للمشاركة!