في الإعادة إفادة:
كتبنا في
المداخلة 25 من توأم هذا االموضوع في ساحة الأديان
-----------------------------------------------------------
مليح يا زيد زايد،
عرفت لنا كل شيء في التواتر إلا ما نريد،
ما نريده هو التواتر الاصطلاحي عندنا معشر المسلمين،
وهو "ما رواه جمع غفير يؤمن تواطؤهم على الكذب والخطأ عن مثله إلى منتهاه دون تغير في رجال السند في أي طبقة، بما هو منتهاه إلى الحس".
والتواتر يفيد العلم اليقيني بوقوع الحدث، ولا يغارض التواتر أبدا بما هو دونه درجة من الروايات، فهو الحكم ولا يحكم عليه.
والقرآن الكريم هو "ذلك اللفظ العربي المعجز، المتعبد بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، الموحى به من الله تعالى على قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بوساطة أمين الوحي جبريل الروح الأمين عليه السلام، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس، المحصور بين دفتي المصحف".
وهذا القرآن الكريم قد قام بكتابته بين يدي الحبيب المصطفى كتبة للوحي هو عينهم، وكان يراجعهم، ولم يكن بينهم أموي واحد.
وقد نقل الصحابة الكرام رضي الله عنهم تواترا، ومنهم آل البيت عليهم سلام الله، أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يمت إلا والقرآن مجموع في مصحف إمام على التأليف الذي بين أيدينا، وبالقراءات المتواترة التي نقرؤها اليوم.
وما قام به الصديق أبو بكر رضي الله عنه إبان خلافته أنه امتحن القراء لئلا يقرأ الناس من لا يحسن القراءة سيما مع وجود المتنبئين الكذبة. وانظر إن شئت إلى خاتمة الرواية التي يزعم الزاعمون فيها أن أبا بكر رضوان الله تعالى عليه قد جمع القرآن.
أما ما صنعه أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه، فكان نسخا للمصحف الإمام المكتوب بين يدي المصطفى، ونقله إلى الأمصار، مع وجود التواتر بين الصحابة حينذاك، ومنهم آل البيت أن المصحف الذي قام بنسخه عثمان هو المصحف الإمام الذي عارضه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والروح القدس جبريل عليه السلام مرتين في رمضان العام الذي قبض فيه الحبيب المصطفى المبارك.
واعجبي ممن يعارض تواترنا بروايات غير ثابتة عن قوم غير مأموني النقل.
قالوا أن الشيعة عندهم قرآن غير قرآن المسلمين، وأثبت علماء الشيعة أن الروايات المتقولة عنهم إنما هي ضعيفة ولا تعارض التواتر الذي يؤخذ به فحسب القرآن حسب أصول الفقه عندهم.
ثم يأتينا قوم يزعمون أن الفاتيكان يحتفظ بوريقات تشبه القرآن تعود إلى القرن الهجري الأول!
ليت شعري ومتى عرف الفاتيكان ذلك ولم يعرف الكربون المشع إلا منذ حوالي مائة عام!
ومتى حصل الفاتيكان على الوريقات؟ وممن؟ ومن رأى الفاتيكان يستلم الأوراق من مصدر موثوق؟ ولم لا يكون للغساسنة وغيرهم من العرب المتنصرة الذين فروا إلى أرض الروم بعيد فتح بلاد الشام دور في ذلك؟
ما الذي يثبت أن هذه الوريقات قد كتبت بين يدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبإذنه على أنها قرآن؟
-----------------------------------------------------------